وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله صلى الله عليه وسلم
أهلا ومرحبا بكِ أخى الفاضل وأسأل الله سبحانه أن ينعم عليكم بعيشة هنية تملأها السعادة والهناء وأن يجبر كسر قلوبكم ويرضى عنكم
لا حول ولا قوة إلا بالله أيصل الحد بأخيك أن يفعل هذا بأمك !!
فليعلم هذا الأخ أن العقوق لا يبلى فسيردّ إليه إن لم يتب إلى الله ويرجع إليها نادما باكيا بين يديها مستغفرا لله ما جنته يداه ويستسمحها ويداوم الإستغفار من هذه الكبيرة
ننصحك أخى الفاضل الكريم أن تنصح أخاك أن يتوب إلى الله من فعله وأن يرجع إلى أمه ويقبّل يدها ورأسها
والذى ليس فيه خير لوالديه محال أن يكون فيه خير لأحد فهم الذين تعبوا على تربيته وسهروا الليالى مكابدة لراحته ثم يكون هذا الجزاء !!!
الله أمرنا أن لا نقول لهم أف وهذا اقل شيء فما بالنا بما فعله
قال تعالى {وَقَضَى رَبُّكَ أَلاَّ تَعْبُدُواْ إِلاَّ إِيَّاهُ وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَاناً إِمَّا يَبْلُغَنَّ عِندَكَ الْكِبَرَ أَحَدُهُمَا أَوْ كِلاَهُمَا فَلاَ تَقُل لَّهُمَا أُفٍّ وَلاَ تَنْهَرْهُمَا وَقُل لَّهُمَا قَوْلاً كَرِيماً }الإسراء23
فعلى من يضرب والده أو يسبه أو يسيء إليه التوبة إلى الله من هذا الذنب الكبير، وعليه أن يبر أباه ويتقرب إلى الله بطاعته ويسعى في رضاه
نسأل الله المعافاة
وحسنا ما فعله إخوتك من هجره لله بسبب قبيح فعله لعل هذا يردعه ويكون سببا فى توبته ولا تلين له فى الكلام بشأن أمك حتى لا يتساهل ويظنّ أنه لم يفعل شيء !
بل خاطبه بأدب وإن رأيت أن المصلحة _ وهى التوبة عن فعله _ بهجره فاهجره
قال شيخ الإسلام في الفتاوى الكبرى 3/19: وكل من أظهر الكبائر فإنه تسوغ عقوبته بالهجر وغيره ممن في هجره مصلحة له راجحة، فتحصل المصالح الشرعية في ذلك بحسب الإمكان. انتهى.
وأما عن عدم حضور أخيك الأكبر لفرح أخيك الأخر بسبب خصام فإن أخيك الأكبر هذا يحتاج من يردعه عن أفعاله هذه ويذكّره بالله وبخطورة القطيعة ومن قبل خطورة العقوق فالقاطع لرحمه مقطوع من الله قال صلى الله عليه وسلم ((إنَّ اللَّهَ خلقَ الخلقَ حتَّى إذا فرغَ من خلقِهِ قالتِ الرَّحِمُ هذا مقامُ العائذِ بكَ منَ القطيعةِ قالَ نعَم أما ترضِينَ أن أصلَ من وصلَكِ وأقطعَ من قطعَكِ قالت بلى يا ربِّ قالَ فهوَ لكِ قالَ رسولُ اللَّهِ صلَّى اللَّهُ عليهِ وسلَّمَ فاقرؤوا إن شِئتُمْ { فَهَلْ عَسَيْتُمْ إِنْ تَوَلَّيْتُمْ أَنْ تُفْسِدُوا فِي الْأَرْضِ وَتُقَطِّعُوا أَرْحَامَكُمْ } ))
فانا من الممكن ان اتكلم معهم بخصوص المشاكل التى بينهم والتى سببت مشاكل بين اخواتى
حسنا جدا أخى الفاضل افعل وهنيئا لك أن تصلح ذات البين قال تعالى (( وَأَصْلِحُواْ ذَاتَ بِيْنِكُمْ وَأَطِيعُواْ اللّهَ وَرَسُولَهُ إِن كُنتُم مُّؤْمِنِينَ )) وعليك أخى الفاضل أن تنصح لهم وتبيّن لهم خطورة العقوق والقطيعة وأنهم إذا تصالحوا وعاد الأخ الأكبر إلى أمه فسيعود هذا الخير عليهم هم أولا فسيشعر أولادهم بالراحة والطمئنينة وسيعم البيت بالبركة فالصلة كلها خير وبركة والبر من قبل ذلك وليضعوا أنفسهم مكان الأم فهل سيرضون بهذا الوضع وهل سيرضون أن زوجة ابن من أبناء كل واحدة تفعل هذا بها وتكون سببا فى بعد ابنها عنها وعن أخواته !! بالطبع لا فليحبوا لغيرهم ما يحبوه لأنفسهم وإن استطعت أن تجلسهم جميعا وليسمع كل للأخر ولتصفى القلوب وينتهى المجلس بعودة الأخ لأمه وعودتكم جميعا لبعضكم فأنتم لا غنى لكم عن بعضكم مهما تزوج كل واحد وأنجب أولادا
بارك الله فيك وأعانك ووفقك لما فيه رضاه اللهم آمين .
تعليق