وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله صلى الله عليه وسلم
أهلا ومرحبا بكِ أختى الفاضلة ونسأل الله سبحانه أن يبارك فيكِ ويرزقك رزقا حلالا طيبا مباركا فيه وأن يرزقكِ الزوج الصالح الذى يأخذك من هذه البيئة المحيطة بكِ
تعجبنا والله كثيرا لهذه المرأة الفاضلة وتصرفاتها واشفقنا عليكِ جدا مما يُحاط بكِ لكن سامحينى هى أكبر منّا سنا لا نخاطبها بهذا الإسلوب تقديرا لأنفسنا
أما عن خالتك فيبدو جدا أنها مريضة بالوسوسة والشك وأنها مريضة نفسيا _ وليست هذه سبّة _
نصيحة مجملة لكِ أختنا حتى تتفادى المشكلات التى تفعلها هذه الخالة أن تبستمى فى وجهها وتفعلى ما تريد ما لم يكن إثما
واجلسى مع والدتك ولترى منكِ الحزن مما تفعله خالتك معها وأخبريها أن لا تسمع لها وأنكِ تحبيها أكثر من نفسك وأنكِ أحرص الناس على أكلها وشربها وعلاجها وإن استطعتِ أن تهدى أمك هدية فافعلى لتزيد المحبة بينكم فلا تسمع لخالتك هذه وعسى أن تذهب أى ضيق من ناحيتك بسبب كلام خالتك
كما أنصحك أن تتجنبى مضايقتها واحرصى أن تكونى مع أمك فلا تخلو بها خالتك كثيرا
ولا تبالى بكلامها ومعاتبتها وأكثرى من الإستعاذة بالله ولا تكثرى الذهاب إليها حتى لا تُفتنى وتعرضى لبيئة الصالحين كالذهاب للمسجد ونحو ذلك
ولا تغفلى عن الدعاء
أما عن عدم قراءتها للقرآن والصلاة ونحو ذلك من المصائب التى ترتكبها فذكريها بالله بكلمات مختصرة تؤدى المعنى المطلوب فإن اهتدت فالحمد لله وإذ لم تهدتى فقد بلّغنا وما علينا إلا البلاغ والهداية بيد الله وحده
أرجو من الله أن أكون أفدتك ولو بالقليل فى هذه المشكلة الكبيرة وإن شاء الله إن تيسّر لنا أى نصح لكِ أخر فلن نتردد وأخبرينا عن حالك ونسأل الله أن يصلح حالك ويوفقك لكل ما يحب سبحانه ويرضى وأن يرزقك بالزوج الصالح اللهم آمييييين .
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أجمعين ,وأما بعد ,مرحبا بكِ مجددا ابنتى الفاضله ,بالطبع لقد اخطأتى حينما طاوعتى نفسك وأرسلتى هذه الرساله ولكن احذرى ياابنتى ولتعرفى معى درجات الوساوس التى تصيب الانسان حتى تجتنبيها :
أولاً : الوسواس الذي يصيب الإنسان ليس كله على درجة واحدة ، من حيث المرضية ، ومن حيث المصدر والأثر . فالوسواس الذي يدعو الإنسان لسماع المحرمات أو رؤيتها أو اقتراف الفواحش وتزيينها له : له ثلاثة مصادر : النفس – وهي الأمَّارة بالسوء - ، وشياطين الجن ، وشياطين الإنس . قال تعالى – في بيان المصدر الأول وهي النفس - : ( وَلَقَدْ خَلَقْنَا الإِنسَانَ وَنَعْلَمُ مَا تُوَسْوِسُ بِهِ نَفْسُهُ وَنَحْنُ أَقْرَبُ إِلَيْهِ مِنْ حَبْلِ الْوَرِيدِ ) ق/16 . وقال تعالى – في بيان المصدر الثاني وهم شياطين الجن - : ( فَوَسْوَسَ إِلَيْهِ الشّيْطَانُ قَالَ يَآدَمُ هَلْ أَدُلّكَ عَلَىَ شَجَرَةِ الْخُلْدِ وَمُلْكٍ لاّ يَبْلَىَ ) طه/120 . وقال تعالى – في بيان المصدر الثالث وهم شياطين الإنس - : ( قُلْ أَعُوذُ بِرَبّ النّاسِ . مَلِكِ النّاسِ . إِلَهِ النّاسِ . مِن شَرّ الْوَسْوَاسِ الْخَنّاسِ . الّذِى يُوَسْوِسُ فِي صُدُورِ النّاسِ . مِنَ الْجِنّةِ وَالنّاسِ ) سورة الناس . أي أن هذه الوساوس تكون من الجن ومن بني آدم .
وما يعرض للمسلم في وضوئه وصلاته فلا يدري كم توضأ ولا كم صلى : فمصدره من الشيطان ، فإن استعاذ بالله من الشيطان كفاه الله إياه ، وإن استسلم له واستجاب لأوامره تحكَّم فيه الشيطان ، وتحول من وسوسة عارضة إلى مرضٍ مهلك ، وهو ما يسمى " الوسواس القهري " وهذه الوساوس القهرية – كما يقول أحد المختصين - " علة مرضية تصيب بعض الناس كما تصيبهم أية أمراض أخرى ، وهي أفكار أو حركات أو خواطر أو نزعات متكررة ذات طابع بغيض يرفضها الفرد عادة ويسعى في مقاومتها ، كما يدرك أيضاً بأنها خاطئة ولا معنى لها ، لكن هناك ما يدفعه إليها دفعاً ، ويفشل في أغلب الأحيان في مقاومتها ، وتختلف شدة هذه الوساوس حتى إنها لتبدو – لغير المتخصصين – عند زيادة شدتها وكأن المريض مقتنع بها تماماً ، ويعتري هذا النوع من الوساوس الإنسان أيضاً في عباداته وكذلك في شؤون حياته الدنيوية " . فوسوسة الشيطان تزول بالاستعاذة . ووسوسة النفس تزل أيضاً بالاستعاذة ، وبتقوية الصلة بين العبد وربه بفعل الطاعات وترك المنكرات . وأما الوسواس القهري فهو حالة مرضية كما سبق . وفي الفرق بين وسوسة الشيطان ووسوسة النفس معنى لطيف ذكره شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله عن بعض العلماء ، قال : وقد ذكر أبو حازم في الفرق بين وسوسة النفس والشيطان ، فقال : " ما كرهتْه نفسُك لنفسِك فهو من الشيطان فاستعذ بالله منه ، وما أحبَّته نفسُك لنفسِك فهو من نفسك فانْهَها عنه " . " مجموع الفتاوى " ( 17 / 529 ، 530 ) . أي أن النفس غالباً توسوس فيما يتعلق بالشهوات التي يرغب فيها الناس عادةً . وذكر بعض العلماء فرقاً آخر مهمّاً، وهو أن وسوسة الشيطان هي بتزيين المعصية حتى يقع فيها المسلم فإن عجز الشيطان انتقل إلى معصية أخرى ، فإن عجز فإلى ثالثة وهكذا ، فهو لا يهمه الوقوع في معصية معينة بقدر ما يهمه أن يعصي هذا المسلم ربَّه ، يستوي في هذا فعل المنهي عنه وترك الواجب ، فكلها معاصٍ ، وأما وسوسة النفس فهي التي تحث صاحبها على معصية بعينها ، تحثه عليها وتكرر الطلب فيها . كالذى يحدث معك ياابنتى بتفكيرك فى هذه الهواجس ,,فإعتصمى بحبل الله ولاتنشغلى بهذه الأوهام واعلمى أن الزواج رزق من الله يسوقه إليكِ فى آوانه فلا تتعجلى شىء قبل آوانه حتى لاتعاقبى بحرمانه ,فهذه الأفكار يمكن أن توصلك الى مالايحمد عقباه ,فلا تنجرفى ورائها وثقى أن ماعند الله لاينال الا بطاعته ,واصبرى فإن فرج الله آتٍَِ لامحالة ,عصمنا الله وإياكِ وسائر بنات المسلمين من الفتن ماظهر منها ومابطن ,
,فى حفظ الرحمن .
تعليق