وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله صلى الله عليه وسلم
حياكِ الله أختى الفاضلة وبارك الله فيكِ وزادكِ من فضله وثبتنا وإياكِ على ما يحب سبحانه ويرضى
أختى الفاضلة لا شك ان الإختلاط من البلوى التى عمّت ومن المعلوم أن الإختلاط محرّم ومعلوم أنه لما أمر الله سبحانه وتعالى الجنسين بغض البصر، وحرم النظر كان الاختلاط محرماً من باب أولى لما ينشأ عن ذلك المفاسد الكبيرة وإثارة الغرائز
قال الله تعالى (( قُل لِّلْمُؤْمِنِينَ يَغُضُّوا مِنْ أَبْصَارِهِمْ وَيَحْفَظُوا فُرُوجَهُمْ ذَلِكَ أَزْكَى لَهُمْ إِنَّ اللَّهَ خَبِيرٌ بِمَا يَصْنَعُونَ{30} وَقُل لِّلْمُؤْمِنَاتِ يَغْضُضْنَ مِنْ أَبْصَارِهِنَّ وَيَحْفَظْنَ فُرُوجَهُنَّ وَلَا يُبْدِينَ زِينَتَهُنَّ إِلَّا مَا ظَهَرَ مِنْهَا )) ومن الأدلة ما ثبت في صحيح مسلم وغيره من حديث أبي هريرة رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "خير صفوف الرجال أولها وشرها آخرها، وخير صفوف النساء آخرها وشرها أولها" وإنما كانت صفوف الرجال الأوائل أفضل لبعدها من النساء، وكان الآخر منها شرًا لقربه من النساء ، ويقال مثل ذلك في صفوف النساء.
وقد أمر النبي صلى الله عليه وسلم الرجال أن يتأخروا في الانصراف من المسجد حتى يخرج النساء كي لا يقع اختلاط بين الجنسين .
وكان يتأخر عليه الصلاة والسلام عن الخروج من المسجد هو وأصحابه حتى يدخل النساء في بيوتهن، كل ذلك لمنع اختلاط الرجال بالنساء .
وهذا كله في أماكن العبادة التي يكون فيها الإنسان عادة أبعد ما يكون عن ارتكاب الرذيلة أو الهم بها، فيكون غيرها أولى بالمنع .
فأنصحك أختى الفاضلة أن تغضى بصرك عن الرجال وتتذكرى قدرة الله سبحانه وتعالى
ولتشكرى الله على النعم التى أعطاكِ إياها لتشكريه سبحانه عليها وتستخدميها فيما يحب ويرضى
فأنتِ قد رزقكِ الله بنعمة البصر لا لتعصيه سبحانه بها بل لتشكريه عليها وتوظّفيها فى طاعته سبحانه
فتجنبى الإختلاط وعليكِ بالدعاء أن يعينك الله على غض بصرك وإذا زللتى لبشريتك ونظرتى إلى دكتور من هؤلاء فتذكرى الله وليكن لسان حالك (( الله ناظرى الله مطلع على الله معى ))
فتكفّى عن هذا النظر المحرم
ثم لتسألى نفسك لماذا أنظر إلى هذا وذاك؟؟ إعجابا به ؟؟ أم ماذا ؟؟
وإن كان إعجابا به فلما أعجب به ؟؟ أشهوة فى أن يكون زوجا لى ؟؟
هنا تقفى أختى الفاضلة فالله بيده كل شيء
وتذكرى قول رسول الله صلى الله عليه وسلم (( إن العبدَ ليحرمُ الرزقَ بالذنبِ يصيبُه ))
فقد تحرميه أو غيره من الصالحين بسبب إطلاق بصرك فى النظر إلى من لم يحل لكِ النظر إليهم فاجتهدى فى غض بصرك ولتجتهدى أن تكونى مع النساء وأخلصى النية واجعليها لله سبحانه فأنتِ كطبيبة مسلمة للنساء على ثغر عظيم تحمى النساء من التكشّف على الرجال فاستعينى بالله وفوّضى أمرك لله بارك الله فيكِ .
تعليق