سلام عليكم

[غير مسجل]

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
لو سمحت ياشيخ دلوقتى أنا زوجى دائم الخصام مع أهله وأهواته
ولم يجى حد يقولى دا عمل فيا أو أساء إلى على طول بعتذر من غير ما أتأكدأنه عمل كدة لأنى عارفه إن زوجى دايما عصبى وغضبه سابقه دايما ياترى لو أنا متأكدة أنه غلطان المفروض إنى أدافع عنه ولا أعرفه غلطه قدام الناس علشان يتعود انه يعتذر وما يغلطش فى حد تانى خصوصا انه دايما بيغلط فى الناس حتى لو ما عملوش حاجه

[فريق استشارات سرك فى بير(الأخوات)]

رد: سلام عليكم

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد:مرحبا ابنتى الفاضله

وللرد على سؤالك ,

فنسأل الله العظيم أن يصلح الأحوال وأن يبارك في الأعمال، وأن يصلح لك الزوج ويرزقك بالصالح من الأولاد.
علاج العصبيه
نرجو ان تنصحيه بهذا :
إن علاج العصبية الزائدة يبدأ بلجوئنا إلى من بيده كل خير وعافية؛ لأنه لا يهدي لأحسن الأخلاق ولا يصرف سيئها إلا هو سبحانه، ثم بابتعادنا عن أسباب الغضب وأماكنه مع تأسينا بمن بعث متممًا لصالح الأخلاق وبالتشبه بالكرام من صحابته ومن سلف الأمة الأبرار الذين حوَّلوا النصوص إلى ممارسات عملية تمشي بين الناس.

ولا شك أن العصبية الزائدة قد تكون معها أسباب مرضية وهي قبل ذلك وبعد ذلك من فعل الشيطان؛ فإن الغضب والانفعال من هذا العدو الذي ينال من الغضبان ما يناله من السكران، ومن هنا يتجلى الإعجاز في وصية النبي صلى الله عليه وسلم لمن سأله الوصية حين قال له: (لا تغضب)، قال: يا رسول الله زدني، قال: (لا تغضب) يكرر الوصية له مرارًا، ولو سألت أكثر من قتل ووقع في الجرائم والفظائع عن سبب ذلك لقال: لأنني نسيت وصية النبي صلى الله عليه وسلم: (لا تغضب)، وذلك لأن الغضب يحمل على القتل والشتم والسب والطلاق، ولذلك علمنا رسولنا صلى الله عليه وسلم ماذا يفعل الإنسان إذا غضب من خلال نصوص شريفة خلاصتها ما يلي:

(1) التعوذ بالله من الشيطان الرجيم.

(2) السكوت والخروج من المكان كما فعل علي رضي الله عنه عندما ذهب إلى المسجد ويمتنع من الخروج إلى أصدقاء السوء؛ فقد يحرضونه ضد زوجته، أما المرأة فإنها تخرج من الحجرة التي حصل فيها الغضب إلى حجرة أخرى داخل المنزل، ولا تذهب لأهلها كما تفعل كثير من النساء فتكون الكارثة ويتدخل شياطين الإنس والجن.

(3) تغيير الهيئة؛ فإن كان واقفًا جلس، وإن كان قاعدًا اضطجع؛ لأن ذلك أبعد في القدرة على الانتقام.

(4) الإكثار من ذكر وتعويد اللسان الكلمات الطيبة كقولنا: "الله يهديكم"، "الله يغفر لكم"، "الله يسامحكم"، وحبذا لو رفع بها صوته ليفرغ شحنة الغضب، وهذا بديل طيب عن الشتم والسب واللعن.

(5) الوضوء؛ لأن الشيطان من النار وإنما تطفئ النيران بالماء.

(6) الصلاة؛ خاصة عندما يكون الغضب شديدًا، والصلاة علاج لضيق الصدر، ولا عجب فهي مصدر للطمأنينة والراحة النفسية، قال تعالى: {وَلَقَدْ نَعْلَمُ أَنَّكَ يَضِيقُ صَدْرُكَ بِمَا يَقُولُونَ * فَسَبِّحْ بِحَمْدِ رَبِّكَ وَكُنْ مِنَ السَّاجِدِينَ * وَاعْبُدْ رَبَّكَ}[الحجر:97 – 99].

(7) تفادي أسباب الغضب والبعد عن مواطنه.

(8) معرفة آثار الغضب وتذكر ثواب الصبر؛ فإن الله وصف الأخيار فقال: {وَالْكَاظِمِينَ الْغَيْظَ وَالْعَافِينَ عَنِ النَّاسِ وَاللَّهُ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ}[آل عمران:134]، وقال صلى الله عليه وسلم: (من كظم غيظًا وهو قادر على أن ينفذه دعاه الله على رؤوس الخلائق حتى يخيره من الحور العين ما شاء).

ولا شك أن دورك كبير في علاج هذا الزوج، وذلك بأن تحرصي على رضاه وتتجنبي ما يغضبه، وتتركي الرد عليه إذا غضب، وتبتعدي عنه حتى يهدأ، وتشجيعه على الصبر الذي يتدرب عليه المسلم من خلال العبادات وخاصة الصوم والحج، مع تذكيره بأن الناس يكرهون من يرفع صوته ويشتم ويلعن، وأنه ربما قابل إنسانا عصبيا فتكون الكارثة.

أما بالنسبة لما يحصل منه من اساءه للناس وللأقارب، فإنه مايجب عليكِ فعله ان تصلحى بينه وبين اخوته وان تحاولى ان تنصحيه فى السر وليس فى العلن فالنصيحه فى الجهر فضيحه ياابنتى وان توضحى له بأسلوب لين ان مايفعله سوف يجعله يخسر الناس وسيبتعدوا عنه وعليه ان يبدأ صفحة جديدة معهم ويبتعد فيها عن هذه العصبيه , .

وعليك بالاجتهاد في نصحه واختيار الأوقات المناسبة لذلك، وأرجو أن تجدي من أرحامك من يعينه على الثبات، وسوف ينتفع بإذن الله إذا صادق الأخيار، وأكثر من الصلاة، وداوم على الاستغفار، ونحن إذ نشكر لك هذا الحرص على مصلحته والخوف على دينه، ندعوك لكثرة اللجوء إلى الله من أجل أن يهديه، واعلمي أن طاعتك لله مما يصلح لك الزوج ويجلب لك التوفيق والخيرات.

والله الموفق.