تعرضت لمظلمة من الشخص

[غير مسجل]

السلام عليكم و رحمة الله و بركاته
منذ فترة تعرضت لمظلمة من الشخص ففوضت أمري لله و توكلت عليه في أخذ حقي منه و قلت له حسبي الله و نعم الوكيل فيك
و بعد مدة علمت أن اللع إبتلاه بمرض و هو يعاني الأمرين من مرضه
لكنه اليوم اعترف بخطأه وهو نادم و طلب مني أن أسامحه فهو يقول ان الله إستجاب لدعائي و ذاك سبب مرضه
و أنا سامحته و نادمة لأني دعوت عليه و لا أعلم ماذا أفعل
فهل لكم أن ترشدوني لما فيه خير

[فريق استشارات سرك فى بير(الأخوات)]

رد: تعرضت لمظلمة من الشخص

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أما بعد:مرحبا ابنتى الفاضله ,ولاشك أن الظلم ظلمات يوم القيامه وقد حرمه الله بين العباد
وقد ثبت عنه صلوات الله وسلامه عليه أنه قال فيما يرويه عن ربه جل وعلا: "يا عبادي إني حرمت الظلم على نفسي وجعلته بينكم محرما فلا تظالموا" أخرجه مسلم من حديث أبي ذر رضي الله عنه.

فيجوز للمسلم أن يدعو على ظالمه ولو كان مسلماً، والأولى له أن يسامحه ويعفو عنه، قال الله تعالى: فَمَنْ عَفَا وَأَصْلَحَ فَأَجْرُهُ عَلَى اللَّه [الشورى:40].
ومن دعا على مسلم بغير حق فقد أثم ولن يستجاب له؛ لقول النبي صلى الله عليه وسلم: يستجاب للعبد ما لم يدع بإثمٍ أو قطيعة رحم. رواه مسلم.
وإذا كان يجوز لك أن تدعو على من ظلمك، فإنه لا يجوز لك الاعتداء في الدعاء، وأن تدعو بمعصية الله تعالى على مسلم أو بما هو أكثر أو أعظم مما جنى عليك.
قال القرافي في الفروق: وحيث قلنا بجواز الدعاء على الظالم فلا تدعو عليه بمؤلمة من أنكاد الدنيا لم تقتضها جنايته عليك، بأن يجني عليك جناية فتدعو عليه بأعظم منها فتكون جانياً عليه بالمقدار الزائد، والله تعالى يقول: فَمَنِ اعْتَدَى عَلَيْكُمْ فَاعْتَدُوا عَلَيْهِ بِمِثْلِ مَا اعْتَدَى [البقرة:194]. ولا تدعو عليه بملابسة معصية من معاصي الله تعالى، ولا بالكفر صريحاً أو ضمناً. انتهى.
والحاصل أن الأفضل للمسلم أن يعفو عن من ظلمه ويدعو له بالهداية ولا يدعو عليه بأن يقترف الكفر أو المعاصي أو ما هو أكثر من مظلمته،
وعلى العموم ننصحك بالدعاء لهذا الشخص


وفي الحديث: لا يرد القضاء إلا الدعاء، ولا يزيد في العمر إلا البر. وحسنه الألباني في صحيح الجامع.

فبادرى بالدعاء له بأن يمن الله عليه بالشفاء العاجل وأن يرضيه ويعفو عنه ، وسامحيه من قلبك ياابنتى فإن الله غفور رحيم فكيف بالعبد الضعيف ..؟واعلمى أن الدنيا لن تدوم لأحد وقد تحققتِ من أن دعوة المظلوم مستجابه فزيدى فى الدعاء لمن ظلمك ,وَلْيَعْفُوا وَلْيَصْفَحُوا ۗ أَلَا تُحِبُّونَ أَن يَغْفِرَ اللَّـهُ لَكُمْ ۗ وَاللَّـهُ غَفُورٌ رَّحِيمٌ ﴿٢٢﴾.

والله أعلم.