أبنتي الكريمة صراحة لا أدري كيف أُجيبكِ .. لأنني عجِبتُ جداً من كلامكِ .
كيف تفكرين في العودة لشخص يريدكِ أن تتعدين حدود الله تعالى تحت مسمى بره بأهله ؟!!
ويأمرها بطاعتهم- من باب تمام بره بأهله_ سواءا أكان ذلك تدخلا في أمر دنيوي أو في أمر الدين مما تعتبره هي اختلاط ويرونه هم تشددا- أو تراه هي الحجاب الصحيح- ويرونه أيضا تشددا هو يعتبر عدم طاعتها لأوامرهم عصيانا لزوجها -
إنه حتى لا يُدركِ ما هو الصح أو الخطأ في طاعتكِ له أو عصيانكِ . ومن الممكن أنه يعرف لكنه يستغل إلتزامكِ وخوفكِ من إغضاب الله إن عصيتي أمره ليرغمكِ على طاعته هو وأهله فيما يغضب الله تعالى .
وسواء هذا أو ذاك فقد أخطأ خطأً لا يغتفر .
وأشياء كثيرة تُعيب إلتزامه تعرفينها أنتِ وقد ذكرتيها في مواضيعكِ السابقة .
وفوق هذا وذاك قد طلقكِ بسبب رفض والده لهذه الزيجة .. فقد فعل أمراً يكرهه الله عز وجل لكي يُرضي والده ... فما هذا الإلتزام ؟؟!!
وبعد هذا تريدين الرجوع له ؟؟!!
بصراحة أتعجب فعلاً كيف يشغل ولو جزء بسيط من تفكيركِ .
فبغض النظر عن ضعف إلتزامه .. فهو أيضاً بتصرفاته سيوقعكِ في الإخلال بشرع الله تعالى وتعدي حدوده .
فما قرأته في مواضيعكِ السابقة يدل على حسن إلتزامكِ وتدينكِ ... فكيف ترضين لنفسكِ بشخص كهذا في حين أن الله تعالى قد منّ عليكِ وعوضكِ بشخص فاضل أكثر منه إلتزاماً .
أعلمي أبنتي الكريمة أن من فعل أمراً يكرهه الله لإرضاء والده ( طلاقكِ ) .. لن يهمه إرضاء الله تعالى فيكِ في أي أمر .. وسيزداد في أرغامكِ على معصية الله تعالى إرضاءاً لأهله ويستغل فيكِ تدينكِ وحرصكِ على طاعة زوجكِ ومخالفة أوامره .. وهذا ما حدث بالفعل لكِ قبل أن يُطلقكِ .. وتوقعي أن يُطلقكِ مرة أخرى إن لم تُطيعي أوامره حتى لو كانت في معصية الله تعالى أو تعدي حدوده .
فهل ترضين بشخصاً كهذا زوجاً لكِ ؟؟!
الفتاة العاقلة يا أبنتي هي من تترك الأهواء جانباً وتفكر في مصلحتها مع الله أولاً ثم مع العباد ثانياً .. وهذا الشخص ليس في مصلحتكِ لا أولاً ولا ثانياً .
فهو يجركِ لمعصية الله تعالى .. وأيضاً سيضركِ بعلاقتكِ به ( بتطليقه لكِ ) مرة أخرى .
فهل وقتها ستظلين مشغولة به عندما تُطلّقين منه للمرة الثانية ؟؟!
وهل وقتها تضمنين أن يأتيكِ شاب صالح ملتزم مثل خطيبكِ الأن ؟؟!
نصيحتي لكِ أبنتي .. أحمدي الله عز وجل على هذا الشاب الملتزم الذي عوضكِ الله به .
وأعلمي يا أبنتي أن هذا الشاب ( خطيبكِ ) هو هبة من الله لكِ وعوضاً لكِ من الله تعالى .
فقد ترككِ طليقكِ هذا وقد ظلمكِ بهذا الطلاق الذي لم يكن لكِ أي ذنب فيه وهذا كله بسبب ضعف إلتزامه .
فأبدلكِ الله خيراً منه وعوضكِ بإنسان أكثر منه إلتزاماً .. وهذا فضل من الله تعالى عليكِ .
فلا تجحدي هذه النعمة يا أبنتي لكي لا تزول منكِ ولا تعود أبداً .
وما تمرين به حالياً من التفكير في طليقكِ ليس حباً .. إنما هو من عمل الشيطان .. يُزين لكِ كل ما مررتِ به مع طليقكِ ليُرغِّبكِ في العودة له ... فهو يريد لكِ الضر والهلاك يا أبنتي لا يريد لكِ الصالح ..
تعليق