مرحبا ابنتى الفاضله ,,قلبى معكِ , تأثرت جدا بمشكلتك وأعلم أن ليس لكِ ذنب ولا أحد يختار أسرته بالطبع,,هونى على نفسك ياابنتى فنحن معكِ بعد الله سبحانه وتعالى ,,, وان شاء الله سوف أرد عليكِ غدا سامحينى ياابنتى ,وانتظرينى , فى حفظ الله .
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله صلى الله عليه وسلم ,أما بعد, مرحبا ابنتى الفاضله ,وعن سؤالك الأول ,أجيبك ياابنتى ,أولا كما قولتى لاأحد يختار أهله وكون والدك ظالم لنفسه فكل انسان يتحمل وزر نفسه وربك عادل لايظلم من ليس لهم ذنب والا فلماذا جعل أم حبيبه بنت أبى سفيان المشرك زوجه لرسول الله أشرف خلق الله صلى الله عليه وسلم : (وأما زواجه صلى الله عليه وسلم بالسيدة أم حبيبة رملة بنت أبى سفيان بن حرب – رضي الله عنها – فله قصة توضح الهدف منه ، والمقصد النبيل الذي تحقق به .. فقد كانت أم حبيبة زوجة لعبيد الله بن جحش بن خزيمة ، وهاجرت معه إلى أرض الحبشة في الهجرة الثانية .. وهناك فتن عبيد الله وارتد عن الإسلام – والعياذ بالله – وثبتت السيدة أم حبيبة – رضي الله عنها – على دينها رغم الغربة والوحشة والوحدة .. ولم تكن تستطيع الرجوع إلى مكة حيث كان أبوها أبو سفيان أحد زعماء قريش يضطهد الرسول وأصحابه أشد الاضطهاد ، فلو رجعت أم حبيبة لتعرضت للفتنة في دينها بدورها .. وكان لا بد من تكريمها وتعويضها عن الزوج الذي ارتد ، ثم مات بالحبشة .),أرأيتى ياابنتى كان زواجها من الرسول صلوات ربى وسلامه عليه بمثابة تكريم لها ولم يؤاخذها الله على ظلم أباها وشركه ,فأخرجى هذه الوساوس من رأسك واستغفرى الله وإصبرى ياابنتى ,فإن الله مع الصابرين "
واعلمى أن ما أنتى فيه هو ابتلاء ,,أب ظالم وأخ مستهتر وخطاب لايعودون ,,فالمؤمن يبتلى وابتلاء الله له بما يؤذيه له فائدتان عظيمتان : الفائدة الأولى الابتلاء ، فالمصائب والبلاء امتحانٌ للعبد ، وهي علامة على حب الله له ؛ إذ هي كالدواء ، فإنَّه وإن كان مُرّاً إلا أنَّـك تقدمه على مرارته لمن تحب - ولله المثل الأعلى - ففي الحديث الصحيح : " إنَّ عِظم الجزاء من عظم البلاء ، وإنَّ الله عز وجل إذا أحب قوماً ابتلاهم ، فمن رضي فله الرضا ، ومن سخط فله السخط " رواه الترمذي ( 2396 ) وابن ماجه ( 4031 ) ، وصححه الشيخ الألباني وهواختبار هذا الرجل في إيمانه . هل إيمانه صادق أو متزعزع ، فالمؤمن الصادق في إيمانه يصبر لقضاء الله وقدره ، ويحتسب الأجر منه وحينئذ يهون عليه الأمر ، ويذكر عن بعض العابدات أنه أصيب أصبعها بقطع أو جرح ولكنها لم تتألم ولم تظهر التضجر فقيل لها في ذلك فقالت : إن حلاوة أجرها أنستني مرارة صبرها ، والمؤمن يحتسب الأجر من الله تعالى ويسلم تسليماً . فلا تجزعى ياابنتى وارضى بقضاء الله وقدره فى كل الأحوال وأما عن تأخر الزواج ,فانا أرى أن سنك مازال صغير ولازال أمامك العمر والوقت ,وعلى كل الأحوال عليك ان تعلمى أن الزواج رزق وسوف يسوقه الله إليك فى وقته وأوانه الذى حدده الخالق عز وجل وقال تعالى : ( إِنَّا كُلَّ شَيْءٍ خَلَقْنَاهُ بِقَدَرٍ ) القمر/49 . فالزواج وتقدمه وتأخره وتيسره وتعسره كل ذلك بقدر الله ، ولا يعني هذا أن المسلم لا يفعل الأسباب التي جعلها الله تعالى مؤدية إلى مسبباتها ، ولا يتنافى الأخذ بالأسباب مع كون الشيء مقدراً في الأزل ، فالمرء لا يدري ما كُتب له ، وهو مأمور بفعل الأسباب وبما أنك تنتوى الزواج من أجل الله ولكمال دينك فلا تهتمى بمن جاء وعاد الى أدراجه فلا تبتأسى , فسيعوضك الله تعالى خيراً منه ، قال تعالى : ( وَمَنْ يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَلْ لَهُ مَخْرَجاً . وَيَرْزُقْهُ مِنْ حَيْثُ لا يَحْتَسِبُ ) الطلاق/2 ، 3 ، وقال النبي صلى الله عليه وسلم : ( إنك لن تدع شيئاً لله عز وجل إلا بدَّلك الله به ما هو خير لك منه ) رواه الإمام أحمد ، وصححه الألباني في " حجاب المرأة المسلمة " ( 47 ) . فعليك أن تُقبلي على الله بالدعاء والقربات ، ولا تجزعي ، واعلمي أن رحمة الله قريب من المحسنين .
فارجعى إلى الله وأقبلى على ذِكْره واجتهدى في عبادته لعل نفسك تصفو وتثبت محبته في قلبك وترتاحى من الهمّ والحزن وتذكّرى حديث النبي صلى الله عليه وسلم : مَا أَصَابَ أَحَدًا قَطُّ هَمٌّ وَلا حَزَنٌ فَقَالَ اللَّهُمَّ إِنِّي عَبْدُكَ وَابْنُ عَبْدِكَ وَابْنُ أَمَتِكَ نَاصِيَتِي بِيَدِكَ مَاضٍ فِيَّ حُكْمُكَ عَدْلٌ فِيَّ قَضَاؤُكَ أَسْأَلُكَ بِكُلِّ اسْمٍ هُوَ لَكَ سَمَّيْتَ بِهِ نَفْسَكَ أَوْ عَلَّمْتَهُ أَحَدًا مِنْ خَلْقِكَ أَوْ أَنْزَلْتَهُ فِي كِتَابِكَ أَوْ اسْتَأْثَرْتَ بِهِ فِي عِلْمِ الْغَيْبِ عِنْدَكَ أَنْ تَجْعَلَ الْقُرْآنَ رَبِيعَ قَلْبِي وَنُورَ صَدْرِي وَجِلاءَ حُزْنِي وَذَهَابَ هَمِّي إِلا أَذْهَبَ اللَّهُ هَمَّهُ وَحُزْنَهُ وَأَبْدَلَهُ مَكَانَهُ فَرَجًا رواه الإمام أحمد 3704 وهو حديث صحيح ، وصلى الله على نبينا محمد. هذا والله أعلم ,,وفقكِ الله وأعانك ويسر لكِ ورزقكِ بالزوج الصالح عاجلا وليس آجلا , فى حفظ الرحمن .
تعليق