إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

هل هذا الدعاء جائز

تقليص
X
  •  
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • هل هذا الدعاء جائز

    السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
    كثيراً ما أسمع فضيلة الشيخ محمد حسين يعقوب يقول اللهم عَجِّلْ بقبضي إليك فهل يجوز لي أن أدعو بهذا الدعاء
    وهل يجوز أن أقول في الدعاء اللهم أمتني ( توفني ) قبل أمي وأبي
    وسؤال آخر أحياناً أدعو على نفسي وأعلم أن النبي صلى الله عليه وسلم نهى عن ذلك ولكن أكون في حالة غضب شديدة وكثيراً ما أجتهد في أن ألتزم بأمر النبي صلى الله عليه وسلم ولكن لا أستطيع في بعض الأوقات وما حكم تمني الموت ولكن دون تلفظ باللسان
    وجزاكم الله خيرا

  • #2
    بِسْمِ اللهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ
    الأُخْتُ السَّائِلَةُ الكَرِيمَةُ
    السَّلاَمُ عَلَيْكُمْ ورَحْمَةُ اللهِ وبَرَكَاتُهُ
    أمَّا بَعْدُ؛
    فَالحَمْدُ للهِ؛
    السُّؤَالُ يَتَضَمَّنُ شِقَّيْنِ: الشِّقُّ الأَوَّلُ: تَمَنِّي المَوْت، والشِّقُّ الثَّانِي: الاسْتِعْجَالُ في الدُّعَاءِ، وللإِجَابَةِ عَلَى السُّؤَالِ أَقُولُ:
    أَوَّلاً: عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ، أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ [ لا يَتَمَنَّيَنَّ أَحَدُكُمُ الْمَوْتَ مِنْ ضُرٍّ أَصَابَهُ, فَإِنْ كَانَ لاَبُدَّ فَاعِلاً فَلْيَقُلْ: اللَّهُمَّ أَحْيِنِي مَا كَانَتِ الحَيَاةُ خَيْرًا لِي, وَتَوَفَّنِي إِذَا كَانَتِ الوَفَاةُ خَيْرًا لِي ] مُتَّفَقٌ عَلَيْهِ، وبالنَّظَرِ في هَذَا الحَدِيثِ نَعْلَمُ أَنَّ النَّهْيَ عَنْ تَمَنِّي المَوْت أَوِ الدُّعَاءِ بِهِ لَيْسَ عَلَى إِطْلاَقِهِ، بدَلِيلِ النَّهْي عَنْهُ في أَوَّلِ الحَدِيثِ ثُمَّ إِبَاحَته في الجُزْءِ الثَّانِي مِنْهُ، إِنَّمَا النَّهْيُ يَكُونُ عِنْدَ وُقُوعِ الضَّرَرِ الدُّنْيَوِيّ كَالمَرَضِ والابْتِلاَءِ في النَّفْسِ والمَالِ والوَلَدِ ومَا أَشْبَهَ ذَلِكَ، وبالتَّالِي يُفْهَمُ مِنْ ذَلِكَ أَنَّ هُنَاكَ حَالاَتٌ أُخْرَى يُبَاحُ فِيهَا للمَرْءِ تَمَنِّي المَوْت وطَلَبه، مِثْل:
    1) كَأَنْ يَخْشَى عَلَى دِينِهِ مِنَ الفِتَنِ: ودَلِيلُ ذَلِكَ قَوْلُ النَّبِيّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ في دُعَائِهِ [ ...، وإِذَا أَرَدْتَ بعِبَادِكَ فِتْنَةً فَاقْبِضْنِي إِلَيْكَ غَيْر مَفْتُونٍ ] رَوَاهُ التِّرْمِذِيُّ وصَحَّحَهُ الأَلْبَانِيُّ في صَحِيحِ التِّرْمِذِيّ.
    2) أَوْ أَنْ يَكُونَ مَوْتهُ شَهَادَة في سَبِيلِ اللهِ عَزَّ وجَلَّ: فَعَنْ أَبي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ؛ عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ [ لَوْلاَ أَنْ أَشُقَّ عَلَى أُمَّتِي مَا قَعَدْتُ خَلْفَ سَرِيَّةٍ، وَلَوَدِدْتُ أَنِّي أُقْتَلُ فِي سَبِيلِ اللهِ، ثُمَّ أُحْيَا ثُمَّ أُقْتَلُ، ثُمَّ أُحْيَا ثُمَّ أُقْتَلُ ] مُتَّفَقٌ عَلَيْهِ. فَقَدْ تَمَنَّى الرَّسُولُ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ أَنْ يُقْتَلَ في سَبِيلِ اللهِ، ومَا ذَاكَ إِلاَّ لعِظَمِ فَضْل الشَّهَادَة.
    3) وأَيْضًا تَمَنِّي المَوْت لِمَنْ وَثَقَ بعَمَلِهِ شَوْقًا إِلَى لِقَاءِ اللهِ عَزَّ وجَلَّ: وقَدْ فَعَلَهُ كَثِيرٌ مِنَ السَّلَفِ، قَالَ أَبُو الدَّرْدَاء [ أُحِبُّ المَوْتَ اشْتِيَاقًا إِلَى رَبِّي ]، وقَالَ أَبْو عَنْبَسَة الخَوْلاَنِيُّ [ كَانَ مَنْ قَبْلكُمْ لِقَاء اللهِ أَحَبّ إِلَيْهِ مِنَ الشَّهْدِ ]، وقَالَ بَعْضُهُمْ [ طَالَ شَوْقِي إِلَيْكَ فَعَجِّل قُدُومِي عَلَيْكَ ]، وكَمَا أَوْرَدَ الشَّيْخُ مُحَمَّد حُسَيْن يَعْقُوب في شَرْحِهِ لأَسْمَاءِ اللهِ الحُسْنَى أَنَّ خَالِدَ بْنَ معْدَان شَيْخ أَهْل الشَّام كَانَ لا يَأْوَي إِلَى فِرَاشِهِ كُلَّ لَيْلَةٍ حَتَّى يَذْكُر مِنْ شَوْقِهِ ومَحَبَّتِهِ لرَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَولأَصْحَابِهِ، ويُسَمِّيهمْ بأَسْمَائِهِمْ، ويَقُول [ هُمْ أَصْلِي وفَصْلِي، وإِلَيْهِمْ يَحِنُّ قَلْبِي، فَاللَّهُمَّ عَجِّل بقَبْضِي إِلَيْكَ حَتَّى أَلْقَاهُمْ ]، وقَدْ دَلَّ عَلَى جَوَازِ ذَلِكَ قَوْلُ اللهِ عَزَّ وجَلَّ [ قُلْ إِنْ كَانَتْ لَكُمُ الدَّارُ الْآخِرَةُ عِنْدَ اللَّهِ خَالِصَةً مِنْ دُونِ النَّاسِ فَتَمَنَّوُا الْمَوْتَ ] (البَقَرَةُ: 94)، وقَوْلُهُ [ قُلْ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ هَادُوا إِنْ زَعَمْتُمْ أَنَّكُمْ أَوْلِيَاءُ لِلَّهِ مِنْ دُونِ النَّاسِ فَتَمَنَّوُا الْمَوْتَ ] (الجُمُعَةُ: 6)، فَدَلَّ ذَلِكَ عَلَى أَنَّ أَوْلِيَاء اللهِ لا يَكْرَهُونَ المَوْتَ، بَلْ يَتَمَنَّوْنَهُ، ثُمَّ أَخْبَرَ أَنَّهُمْ [ لا يَتَمَنَّوْنَهُ أَبَداً بِمَا قَدَّمَتْ أَيْدِيهِمْ ] (الجُمُعَةُ: 7)، فَدَلَّ عَلَى أَنَّهُ يَكْرَهُ المَوْتَ مَنْ لَهُ ذُنُوبٌ يَخَافُ القُدُوم عَلَيْهَا، كَمَا قَالَ بَعْضُ السَّلَفِ [ مَا يَكْرَهُ المَوْتَ إِلاَّ مُرِيبٌ ].
    وعَلَى ذَلِكَ، فَالَّذِي دَعَا بِهِ الشَّيْخ حَفِظَهُ اللهُ مِنَ الجَانِبِ المُبَاح، وهُوَ في ظَاهِرِهِ يُوَافِق إِمَّا الحَالَة الأُولَى أَوِ الثَّالِثَة.


    ثَانِيًا:جَاءَتِ السُّنَّةُ النَّبَوِيَّةُ بالدُّعَاءِ بقَوْلِ (عَاجِلاً غَيْرَ آجِلٍ)، وذَلِكَ في حَدِيثِ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللهِ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ قَالَ [ أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ دَعَا في الاسْتِسْقَاءِ فَقَالَ: (اللَّهُمَّ اسْقِنَا غَيْثًا مُغِيثًا، مَرِيئًا، مَرِيعًا، نَافِعًا، غَيْرَ ضَارٍّ، عَاجِلاً، غَيْرَ آجِلٍ). قَالَ: فَأَطْبَقَتْ عَلَيْهِمُ السَّمَاءُ ] رَوَاهُ أَبُو دَاوُد، قَالَ النَّوَوِيُّ [ إِسْنَادُهُ صَحِيحٌ عَلَى شَرْطِ مُسْلِمِ ] الأَذْكَارُ (ص230)، وصَحَّحَهُ الأَلْبَانِيُّ في صَحِيحِ أَبِي دَاوُد.
    فَفِي قَوْلِهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ (عَاجِلاً غَيْرَ آجِلٍ) دَلِيلٌ عَلَى جَوَازِ سُؤَال الله عَزَّ وجَلَّ بهَذِهِ الصِّيغَةِ، وبنَاءً عَلَيْهِ يُمْكِنُنَا تَقْسِيم الاسْتِعْجَال في الدُّعَاءِ إِلَى نَوْعَيْنِ:
    1) اسْتِعْجَالٌ بمَعْنَى طَلَبُ تَعْجِيلِ المَطْلُوبِ، وسُؤَالُ قَرْب وُقُوعِهِ عَلَى أَكْمَلِ وَجْهٍ: فَهَذَا اسْتِعْجَالٌ جَائِزٌ بَلْ مَحْمُودٌ، لأَنَّهُ مِنْ بَابِ الطَّمَعِ في كَرَمِ اللهِ عَزَّ وجَلَّ وجُودِهِ وإِحْسَانِهِ، وهُوَ سُبْحَانَهُ يَرْضَى مِنْ عِبَادِهِ أَنْ يَقْدِرُوه حَقَّ قَدْرِهِ.
    2) أَمَّا الاسْتِعْجَالُ المَذْمُومُ فَهُوَ اسْتِبْطَاءُ الإِجَابَةِ، والتَّسَخُّطُ عَلَى اللهِ عَزَّ وجَلَّ، والتَّشَكُّكُ في جُودِهِ وكَرَمِهِ، والتَّذَمُّرُ مِنْ عَدَمِ تَحَقُّقِ المُرَاد، واللهُ عَزَّ وجَلَّ لا يَرْضَى أَنْ يَضِيقَ قَلْب عَبْدِهِ المُؤْمِن بِهِ. فَعَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ [ يُسْتَجَابُ لأَحَدِكُمْ مَا لَمْ يَعْجَلْ، يَقُولُ: دَعَوْتُ فَلَمْ يُسْتَجَبْ لِي ] رَوَاهُ البُخَارِيُّ ومُسْلِمُ.
    ومِنْ ثَمَّ، فَإِنَّ اسْتِعْجَالَ الشَّيْخِ في دُعَائِهِ يُحْمَلُ عَلَى المَعْنَى الأَوَّل لا الثَّانِي، وبالتَّالِي هُوَ مُبَاحٌ أَيْضًا مِنْ هَذَا الجَانِب.


    أَمَّا الدُّعَاءُ بصِيغَةِ (اللهم توفني قبل أمي وأبي) فَالَّذِي أَرَاهُ أَنَّهُ مِنَ الاعْتِدَاءِ في الدُّعَاءِ، لأَنَّ الآجَالَ مَكْتُوبَةٌ، وقَدْ قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ [ إِنَّ أَحَدَكُمْ يُجْمَعُ خَلْقه في بَطْنِ أُمِّهِ أَرْبَعِينَ يَوْمًا نُطْفَةً، ثُمَّ يَكُونُ عَلَقَةً مِثْل ذَلِكَ، ثُمَّ يَكُونُ مُضْغَةً مِثْل ذَلِكَ، ثُمَّ يُرْسَلُ إِلَيْهِ المَلَكُ فَيَنْفُخُ فِيهِ الرُّوحَ، ويُؤْمَرُ بأَرْبَع كَلِمَاتٍ‏:‏ بكَتْبِ رِزْقِهِ، وأَجَلِهِ، وعَمَلِهِ، وشَقِيّ أَوْ سَعِيد... ] رَوَاهُ الشَّيْخَان، والاسْتِعْجَالُ الَّذِي تَكَلَّمْنَا عَنْهُ آنِفًا لا يَعْنِي أَنَّ الإِنْسَانَ سَيَمُوت قَبْلَ أَجَلِهِ المُحَدَّد، بَلْ مَعْنَاهُ أَنْ يَمُرَّ الوَقْتُ عَلَى الإِنْسَانِ ولا يَشْعُر بطُولِهِ.


    ولمَزِيدٍ مِنَ الفَائِدَةِ تُرَاجَع الفَتَاوَى التَّالِيَة:
    حكم تمني الموت
    هل يجوز لي أن أدعو على نفسي بالوفاة قبل بلوغ الأجل؟
    هل يجوز أن تتمنى الموت خشية تردي حالتها الإيمانية؟
    تغضب بسرعة وتسبّ وتدعو على من أغضبها


    وهَذَا مَا أَعْلَمُ؛ واللهُ تَعَالَى أَعْلَى وأَعْلَمُ
    إِنْ أَخْطَأْتُ فَمِنْ نَفْسِي، وأَسْتَغْفِرُ اللهَ، وإِنْ أَصَبْتُ فَمِنْ عِنْدِ اللهِ، والحَمْدُ للهِ
    والسَّلاَمُ عَلَيْكُمْ ورَحْمَةُ اللهِ وبَرَكَاتُهُ
    التعديل الأخير تم بواسطة فريق استشارات سرك فى بير(الأخوات); الساعة 03-10-2012, 09:20 AM.

    زائرنا الكريم نحن معك بقلوبنا
    كلنا آذان صاغيه لشكواك ونرحب بك دائما
    في
    :

    جباال من الحسنات في انتظارك





    تعليق

    المحتوى السابق تم حفظه تلقائيا. استعادة أو إلغاء.
    حفظ-تلقائي
    x
    إدراج: مصغرة صغير متوسط كبير الحجم الكامل إزالة  
    x
    أو نوع الملف مسموح به: jpg, jpeg, png, gif
    x
    x
    يعمل...
    X