انا عندى وساوس فى العقيدة مع انى متأكد و جازم أنها من الشيطان لكهنا تمكنت منى و لم اعد اصلى فى المسجد و لم اعد احضر دروس العلم ارجو منكم الدعاء لى بظهر الغيب و نصحى افادكم الله
إعـــــــلان
تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.
ارجو المساعدة و الدعاء
تقليص
X
-
رد: ارجو المساعدة و الدعاء
بِسْمِ اللهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ
الأَخُ السَّائِلُ الكَرِيمُ
السَّلاَمُ عَلَيْكُمْ ورَحْمَةُ اللهِ وبَرَكَاتُهُ
أمَّا بَعْدُ؛
فَالحَمْدُ للهِ؛
أَمَّا العَقِيدَةُ فَهِيَ سَلِيمَةٌ وصَحِيحَةٌ، لا تَنَاقُض فِيهَا ولا نَقْص، وبالتَّالِي لا يُمْكِنْ أَنْ تَأْتِيَ بوَسَاوِسَ مِنْ نَفْسِهَا، ومِنْ ثَمَّ فَأَيُّ وَسَاوِسَ حَوْلَ أَمْرٍ مِنْ أُمُورِ الدِّينِ لا تَكُون إِلاَّ مِنَ الشَّيْطَانِ، لأَنَّ الجَاهِلَ المُقِرَّ بجَهْلِهِ يَعْرِفُ في نَفْسِهِ الجَهْل، فَلَمَّا تَقِف أَمَامهُ مَسْأَلَة يُرْجِعُهَا دَوْمًا لجَهْلِهِ، ويَقِف عِنْدَهَا ويَسْأَل، أَمَّا طَالِبَ العِلْمِ أَوِ العَالِمَ، فَيَجْتَهِدُ وِفْقَ مَا لَدَيْهِ مِنْ أَدَوَاتِ العِلْمِ الَّتِي تُمَكِّنُهُ مِنَ الفَهْمِ، فَإِنْ لَمْ يَفْهَمْ عَلِمَ في نَفْسِهِ الجَهْل أَيْضًا، وسَأَلَ مَنْ هُوَ أَعْلَم مِنْهُ، أَمَّا الجَاهِلَ المُتَعَالِمَ الَّذِي يَظُنُّ في نَفْسِهِ العِلْم وهُوَ دُونَهُ، ويَرْفُضُ سُؤَال أَهْل العِلْم وطَلَب العِلْم مِنْ طَرِيقِهِ الصَّحِيح، فَهُوَ أَقْرَب مَا يَكُون لوَسَاوِسَ الشَّيْطَان، والخَطَرُ هُنَا لَيْسَ في مُجَرَّدِ تَحْدِيث النَّفْس بهَذِهِ الوَسَاوِس، لأَنَّ مُجَرَّدَ التَّحْدِيث مَعْفُوٌّ عَنْهُ مَا لَمْ يَتَكَلَّمْ بِهِ المَرْء أَوْ يَعْمَل، رَوَى البُخَارِيُّ ومُسْلِمُ مِنْ حَدِيثِ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ قَالَ [ إِنَّ اللهَ تَجَاوَزَ عَنْ أُمَّتِي مَا حَدَّثَتْ بِهِ أَنْفُسَهَا مَا لَمْ تَعْمَلْ أَوْ تَتَكَلَّمْ ]، لَكِنَّ الخَطَرَ هُوَ في تَرْكِ الحَال عَلَى مَا هُوَ عَلَيْهِ، فَتَنْقَلِب الوَسَاوِس مِنْ تَحْدِيثِ نَفْسٍ الآن إِلَى عَمَلٍ غَدَا، وهُوَ مَا حَدَثَ مَعَكَ مِنْ تَرْكِ الصَّلاَةِ ودُرُوسِ العِلْمِ، لِذَا أَخِي الكَرِيم أَنْتَ عَلَى خَطَرٍ عَظِيمٍ لا يُسْتَهَانُ بِهِ أَبَدًا، فَلاَ تَغْفَل عَنْهُ ولا تَسْتَصْغِرهُ، واجْتَهِد في عِلاَجِهِ، وإِلاَّ المَآل سَيَكُون النَّار عِيَاذًا باللهِ، وتَذَكَّر قَوْل اللهِ تَعَالَى وهُوَ يُحَذِّرُ مِنَ الاسْتِهَانَةِ مِنْ مُجَرَّدِ صَغَائِر الأُمُورِ [ إِذْ تَلَقَّوْنَهُ بِأَلْسِنَتِكُمْ وَتَقُولُونَ بِأَفْوَاهِكُم مَّا لَيْسَ لَكُم بِهِ عِلْمٌ وَتَحْسَبُونَهُ هَيِّنًا وَهُوَ عِندَ اللَّهِ عَظِيمٌ] (سُورَةُ النُّورِ: 15)، فَفَهِمَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ التَّحْذِير، فَقَالَ مُوَافِقًا للآيَةِ [ إِيَّاكُمْ ومُحَقِّرَاتِ الذُّنُوبِ، فَإِنَّمَا مَثَلُ مُحَقِّرَاتِ الذُّنُوبِ كَمَثَلِ قَوْمٍ نَزَلُوا بَطْنَ وَادٍ، فَجَاءَ ذَا بِعُودٍ؛ وجَاءَ ذَا بِعُودٍ؛ حَتَّى حَمَلُوا مَا أَنْضَجُوا بِهِ خُبْزَهُمْ، وإِنَّ مُحَقِّرَاتَ الذُّنُوبِ مَتَى يُؤْخَذُ بِهَا صَاحِبُهَا تُهْلِكهُ ] صَحَّحَهُ الأَلْبَانِيُّ في صَحِيحِ الجَامِعِ وصَحِيحِ التَّرْغِيبِ والسِّلْسِلَةِ الصَّحِيحَةِ، وفَهِمَ الصَّحَابَةُ رَضِيَ اللهُ عَنْهُم التَّحْذِيرَ الإِلَهِيّ والتَّوْجِيهَ النَّبَوِيّ، فَقَالَ أَنَسُ بْنُ مَالِك رَضِيَ اللهُ عَنْه في زَمَنِ الخِلاَفَة [ إِنَّكُم لَتَعْمَلُونَ أَعْمَالاً؛ هي أَدَقُّ في أَعْيُنِكُمْ مِنَ الشَّعْرِ، إِنْ كُنَّا لنَعُدُّهَا عَلَى عَهْدِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ مِنَ المُوبِقَاتِ. (قَالَ أَبُو عَبْدِ الله: يَعْنِي بذَلِكَ المُهْلِكَات) ]، فَوَصَلَ الأَمْرُ لزَمَانِ التَّابِعِينَ بنَفْسِ الفَهْم، فَقَالَ أَحَدُهُمْ:
لا تُحَقِّرَنَّ مِنَ الذُّنُوبِ صَغِيرًا *** إِنَّ الصَّغِيرَ غَدًا يَعُودُ كَبِيرَا
إِنَّ الصَّغِيرَ وقَدْ تَقَادَمَ عَهْدُهُ *** عِنْدَ الإِلَهِ مُسَطَّرٌ تَسْطِيرَا
فَازْجُرْ هَوَاكَ عَنِ البَطَالَةِ لا تَكُنْ *** صَعْب القِيَادِ وشَمِّرَنَّ تَشْمِيرَا
إِنَّ المُحِبَّ إِذَا أَحَبَّ إِلَهَهُ *** طَارَ الفُؤَادُ وأَلْهَمَ التَّفْكِيرَا
فَاسْأَلْ هِدَايَتَكَ الإِلَهُ بنِيَّةٍ *** فَكَفَى برَبِّكَ هَادِيًا ونَصِيرَا
وأَمَّا الدُّعَاءُ: فَنَسْأَلُ اللهَ لَكَ الهِدَايَةَ والثَّبَاتَ، وأَنْ يَصْرِفَ عَنْكَ مَا أَنْتَ فِيهِ مِنْ نَزْغِ شَيْطَان جِنٍّ وإِنْسٍ ونَفْسٍ أَمَّارَةٍ بالسُّوءِ، وأَنْ يَرْزُقَكَ العِلْمَ وحُسْنَ العَمَلِ والإِخْلاَصَ فِيهِ، اللَّهُمَّ آمِينَ.
وأَمَّا النَّصِيحَةُ العَامَّةُ: فَنَنْصَحُكَ بـ:- تَرْكِ المُنْكَرَات والمُحَرَّمَات والمَعَاصِي الَّتِي تَفْعَلهَا، والتَّوْبَةِ مِنْهَا، وتَدْمِيرِ كُلّ الوَسَائِل المُعِينَة عَلَيْهَا، وهَجْرِ كُلّ مَوَاطِنَهَا.وأَمَّا النَّصِيحَةُ الخَاصَّةُ، فَتَكُون بَنَاءً عَلَى التَّفَاصِيل، وأَنْتَ لَمْ تَذْكُرْ أَيَّة تَفَاصِيل، لِذَا نَتَوَقَّفُ عِنْدَ هَذَا الحَدِّ.
- تَطْهِيرِ البَيْت مِنَ الصُّوَرِ والكِلاَبِ.
- المُحَافَظَةِ عَلَى أَذْكَارِ اليَوْم واللَّيْلَة، وقِرَاءَةِ سُورَة البَقَرَة في المَنْزِلِ كُلّ ثَلاَثَةِ أَيَّامٍ.
- تَغْيِيرِ الصُّحْبَة الفَاسِدَة بأُخْرَى صَالِحَة.
- مُجَاهَدَةِ النَّفْسِ بحُضُورِ الصَّلَوَات في المَسْجِدِ في جَمَاعَةٍ.
- حُضُورِ دُرُوسٍ عَنِ العَقِيدَةِ، أَوْ تَحْمِيلِهَا مِنْ عَلَى الانْتَرْنِتّ لعُلَمَاءٍ ثِقَاتٍ.
ولمَزِيدٍ مِنَ الفَائِدَةِ تُرَاجَع الفَتَاوَى التَّالِيَة:
علاقة الذنوب والمعاصي والأخلاق بالعقيدة
تأتيها وساوس الشيطان إذا رأت ثبات أهل الكفر والباطل وتفانيهم في ذلك
يعاني من وساوس الشيطان في ذات الله
الخوف من الموت والعذاب، ووساوس الشيطان في العقيدة
وساوس شيطانية، أسبابها، وطرق علاجها
مَرْئِيَّاتٌ: شرح الأصول الثلاثة للشَّيْخِ مُحَمَّد حَسَّان
صَوْتِيَّاتٌ: شرح العقيدة الطحاوية للشَّيْخِ مُحَمَّد حُسَيْن يَعْقُوب
كُتُبٌ: القول المفيد على كتاب التوحيد للشَّيْخِ ابْن عُثَيْمِين
وهَذَا مَا أَعْلَمُ؛ واللهُ تَعَالَى أَعْلَى وأَعْلَمُ
إِنْ أَخْطَأْتُ فَمِنْ نَفْسِي، وأَسْتَغْفِرُ اللهَ، وإِنْ أَصَبْتُ فَمِنْ عِنْدِ اللهِ، والحَمْدُ للهِ
والسَّلاَمُ عَلَيْكُمْ ورَحْمَةُ اللهِ وبَرَكَاتُهُ
- اقتباس
تعليق