إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

شوية أسئلة نفسي حد يجاوبني عليها

تقليص
X
  •  
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • شوية أسئلة نفسي حد يجاوبني عليها

    السلام عليكم ورحمة الله وبركاته


    انا هسأل بعد اذنكم شوية أسئلة وياريت تفيدوني بارك الله فيكم

    1- بالنسبة للجهاد في سبيل الله..ايه اللي ممكن أعمله دلوقتي يحسب ليا أنه جهاد في سبيل الله.. ولا الجهاد في سبيل الله هو القتال بس؟ والهجرة في سبيل الله زي اللي مذكورة في القرآن يعني مقصود بيها بس ان الواحد يهاجر من بلد لبلد؟ ولا لو حد ساب أي حاجة زي مثلا الشغل أو أي حاجة كان بيروحها وهجرها لله تحسب هجرة في سبيل الله؟



    2-انا ليا في الدعوة الحمد لله شوية لكن في التعبد مش أوي .. يعني بحس الدعوة الى الله بتجري في دمي بحبها أوي وبيبقى نفسي فعلا ان ربنا يهدي على ايدي ناس كتير ولما اعرف حاجة ولا اسمع حاجة ببقى نفسي الناس كلها تعرفها عشان تقرب من ربنا اكتر .. لكن ان انا مثلا أفضل أصلي طول الليل وكده مش بعرف أوي.. ممكن اصلي قيام الليل بس مش دايما .. وأوقات بصلي 11 ركعة وأوقات بصلي ركعتين بس.. فده ممكن يكون غلط؟ يعني لازم التعبد لله والدعوة الى الله مع بعض؟ ولا ان كل واحد بيكون ليه في حاجة ..ده عادي يعني ولا ايه؟


    3-ياريت تقولولي عبادة ممكن أعملها في أي وقت.. يعني أوقات بكون تعبانة سواء جسديا أو ذهنيا أو نفسيا.. ممكن ايه العبادة اللي اعملها في وقت زي ده بحيث ان الوقت ما يضيعش عليا كده هباء ..أكون جمعت شوية حسنات..


    جزاكم الله خيرا

  • #2
    رد: شوية أسئلة نفسي حد يجاوبني عليها

    بِسْمِ اللهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ
    الأُخْتُ السَّائِلَةُ الكَرِيمَةُ
    السَّلاَمُ عَلَيْكُمْ ورَحْمَةُ اللهِ وبَرَكَاتُهُ
    أمَّا بَعْدُ؛
    فَالحَمْدُ للهِ؛
    بالنِّسْبَةِ لسُؤَالِكِ الأَوَّل:
    أَمَّا فِيمَا يَخُصُّ الجِهَاد: فَالجِهَادُ مَرَاتِبٌ، مِنْهَا مَا هُوَ وَاجِبٌ عَلَى كُلِّ مُكَلَّفٍ، ومِنْهَا مَا هُوَ وَاجِبٌ عَلَى الكِفَايَةِ، إِذَا قَامَ بِهِ بَعْضُ المُكَلَّفِينَ سَقَطَ عَنِ البَقِيَّةِ، ومِنْهَا مَا هُوَ مُسْتَحَبٌّ، وقَدْ قَالَ الإِمَامُ ابْنُ القَيِّمِ رَحِمَهُ اللهُ في زَادِ المَعَادِ [ فَالجِهَادُ أَرْبَع مَرَاتِب: جِهَادُ النَّفْسِ، وجِهَادُ الشَّيَاطِين، وجِهَادُ الكُفَّار، وجِهَادُ المُنَافِقِينَ ]، كَمَا أَنَّ الجِهَادَ قَدْ يَكُونُ بالنَّفْسِ، أَوْ بالمَالِ، أَوْ باللِّسَانِ، وهُوَ مَفْهُومٌ أَوْسَعُ بكَثِيرٍ مِنْ مَفْهُومِ القِتَال باليَدِ في الحَرْبِ، ولأَنَّ الكَلاَمَ في المَسْأَلَةِ يَطُولُ شَرْحهُ، أُحِيلُكِ فِيهِ إِلَى الفَتَاوَى التَّالِيَةِ لِمَا فِيهَا مِنْ تَفْصِيلٍ وبَيَانٍ:
    حكم الجهاد وأنواعه
    معنى تحديث النفس بالغزو والجمع بين الدعوة والجهاد
    حكم الجهاد للمرأة
    الجهاد الأكبر والأصغر
    الجهاد بالمال واجب على الأغنياء







    وأَمَّا فِيمَا يَخُصُّ الهِجْرَة، فَمَعْنَاهَا الانْتِقَالُ مِنْ بِيئَةٍ سَيِّئَةٍ إِلَى بِيئَةٍ صَالِحَةٍ، لِذَا فَهِيَ كَذَلِكَ عَلَى أَرْبَعَةِ أَنْوَاعٍ: هِجْرَةٌ للمُحَرَّمَاتِ، وهِجْرَةٌ مِنْ دَارِ الكُفْرِ إِلَى دَارِ الإِسْلاَمِ، وهِجْرَةٌ لمَكَانٍ تُرْتَكَبُ فِيهِ المُوبِقَات، وهِجْرَةٌ لصَاحِبِ المَعْصِيَة وَقْتَ فِعْله لَهَا، وكُلّهَا هِجْرَة في سَبِيلِ اللهِ تَعَالَى، وقَدْ يَجْمَعُ الإِنْسَانُ بَيْنهَا كُلّهَا أَوْ بَعْضِهَا في آنٍ وَاحِدٍ وقَدْ لا تُوجَد أَمَامه كُلّهَا أَوْ بَعْضهَا في وَقْتٍ مِنَ الأَوْقَاتِ.
    ما معنى الهجرة ومتى تجب على المسلم؟
    معنى كلمة مهاجر




    أَمَّا بالنِّسْبَةِ لسُؤَالِكِ الثَّانِي، فَلاَ يَجِب أَنْ يُؤَدِّيَ الانْشِغَال بالدَّعْوَة إِلَى التَّقْصِير في العِبَادَةِ، ومِنْ مَكَائِدَ الشَّيْطَان الانْشِغَالُ بالمُهِمِّ عَنِ الأَهَمِّ، فَإِنْ كَانَت الدَّعْوَة مُهِمَّة، فَإِنَّهَا لَيْسَتْ أَهَمّ مِنَ العِبَادَاتِ الَّتِي يَجِبُ أُنْ نُقِيمَ شَعَائِرهَا عَلَى أَكْمَل وَجْهٍ، وإِلاَّ فَلَنْ يَكُون هُنَاكَ مَعْنًى للدَّعْوَةِ يَوْمَئِذٍ، فَعَلَيْكِ أَوَّلاً بإِتْقَانِ العِبَادَات قَدْرَ اسْتِطَاعَتكِ، وأَنْ تَأْتِي مِنْهَا مَا لا يَشُقّ عَلَيْكِ فِعْلهُ، ثُمَّ بَعْدَ ذَلِكَ يُمْكِنكِ الدَّعْوَة، ومَعَ الدَّعْوَة طَلَب العِلْم، سَوَاء سَبَقَهَا أَوْ وَازَاهَا وِفْقَ الأَصْلَح لَكِ، فَالدَّعْوَة لا تَقُوم إِلاَّ عَلَى عِلْمٍ.
    يشتغل بالدعوة ويحس بالنفاق وضعف الإيمان
    أسباب انتكاسة المستقيم حديثاً ونصائح لمن يريد طلب العلم
    أيها أفضل التفرغ للدعوة أو لطلب العلم
    هل يمكن الجمع بين الدعوة وطلب العلم
    على من تجب الدعوة إلى الله
    بماذا يبدأ من أراد الدعوة؟
    بماذا يبدأ الدعاة في الدعوة إلى الله
    المرأة وطلب العلم

    وأَمَّا السُّؤَالُ الثَّالِثُ: فَالأُمُورُ الَّتِي يُمْكِنُ مَلْئ الأَوْقَات بِهَا واحْتِسَاب الأَجْر مِنْ وَرَائِهَا كَثِيرَة، مِثْل:
    - التَّسْبِيحُ، والتَّكْبِيرُ، والتَّهْلِيلُ.
    - الذِّكْرُ، والدُّعَاءُ.
    - الاسْتِغْفَارُ.
    - مُحَاسَبَةُ النَّفْسِ والتَّوْبَةُ.
    - التَّدَبُّرُ والتَّفَكُّرُ في خَلْقِ اللهِ وآيَاتِهِ وحِكَمِهِ.
    - مُرَاجَعَةُ المُحْفُوظِ مِنَ القُرْآنِ والأَحَادِيثِ، بالقِرَاءَةِ مِنَ المُصْحَفِ وكُتُبِ الأَحَادِيث أَوْ مِنَ الذَّاكِرَةِ.
    - قِرَاءَةُ القُرْآنِ، ويَا حَبَّذَا قِرَاءَة التَّفَاسِير.
    - القِرَاءَةُ في كُتُبِ العِلْمِ اليَسِيرَةِ، كَكُتُبِ السِّيَر والتَّرَاجِم والمَغَازِي والرَّقَائِق.
    - الاسْتِمَاعُ إِلَى دُرُوسِ العُلَمَاء المُسَجَّلَة.
    - مُمَارَسَةُ عَمَلٍ بنِيَّةِ إِفَادَةِ الدَّعْوَة، كَتَعَلُّمِ أو تَعْلِيمِ بَرْنَامَجٍ للتَّصْمِيمِ أَوِ المُونْتَاج، أَوِ اسْتِخْدَامه فِعْلاً في إِنْتَاجِ تَصْمِيمَاتٍ أَوْ مَقَاطِعَ مُفِيدَةٍ للدَّعْوَةِ، أَوِ المُشَارَكَةِ في تَفْرِيغِ مُحَاضَرَاتٍ أَوْ مَا شَابَهَ مِنْ أُمُورٍ طَيِّبَةٍ.

    وهَذَا مَا أَعْلَمُ؛ واللهُ تَعَالَى أَعْلَى وأَعْلَمُ
    إِنْ أَخْطَأْتُ فَمِنْ نَفْسِي، وأَسْتَغْفِرُ اللهَ، وإِنْ أَصَبْتُ فَمِنْ عِنْدِ اللهِ، والحَمْدُ للهِ
    والسَّلاَمُ عَلَيْكُمْ ورَحْمَةُ اللهِ وبَرَكَاتُهُ

    زائرنا الكريم نحن معك بقلوبنا
    كلنا آذان صاغيه لشكواك ونرحب بك دائما
    في
    :

    جباال من الحسنات في انتظارك





    تعليق


    • #3
      رد: شوية أسئلة نفسي حد يجاوبني عليها

      جزاكم الله خيرا على الافادة
      ولكن عندي سؤال كمان معلش
      بالنسبة للجامعة انا بدرس في الكلية بس ناوية اني مش هشتغل ان شاء الله بسبب اللي بيحصل في زماننا ده وشايفة ان الافضل طبعا اني ما انزلش علشان الاختلاط والكلام ده كله
      لكن بسبب الدراسة مضطرة انزل طبعا
      وكان نفسي ان تكون دراستي في العلوم الشرعية وعلوم القرآن وكده بس للأسف مش هي دي دراستي
      انا بدرس العلم الشرعي جنب دراستي بردو
      لكن سؤالي : هل اللي انا باخده في الكلية مع العلم اني في كلية تربية ممكن يكون حجة عليا يوم القيامة؟
      لأني مش بنتفع بيه لانه كلام مايفيدش اوي عايز اللي بيعمل دراسات بقى والكلام ده هيفيده في كده وفي نفس الوقت اني مش هشتغل بإذن الله فمش هعلم العلم ده لحد
      فممكن يكون العلم ده حجة عليا يوم القيامة ولا لا؟
      وهل يجوز اصلا ان الواحدة تدرس في الجامعات المختلطة وكده ولا لا؟ ولو هي مش حابة تكمل لكن والدها مش هيوافق انها تقعد ماتكملش .. يعني انا مافكرتش اصلا اقول لوالدي ولا هينفع اقوله حاجة زي كده
      بس انا ممكن يكون عليا اثم وانا بدرس في الجامعة المختلطة دي مع العلم اني مش بتكلم مع شباب خالص بفضل الله؟

      وبعتذر على الاطالة
      بارك الله فيكم

      تعليق


      • #4
        رد: شوية أسئلة نفسي حد يجاوبني عليها

        بِسْمِ اللهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ
        الأُخْتُ السَّائِلَةُ الكَرِيمَةُ
        السَّلاَمُ عَلَيْكُمْ ورَحْمَةُ اللهِ وبَرَكَاتُهُ
        أمَّا بَعْدُ؛
        فَالحَمْدُ للهِ؛
        بَارَكَ اللهُ فِيكِ أُخْتنَا الفَاضِلَة عَلَى حُسْنِ الاخْتِيَارِ بالقَرَارِ في البَيْتِ، فَقَدْ قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ [ المَرْأَةُ عَوْرَةٌ، وإِنَّهَا إِذَا خَرَجَتْ مِنْ بَيْتِهَا اسْتَشْرَفَهَا الشَّيْطَانُ، وإِنَّهَا لا تَكُون أَقْرَب إِلَى اللهِ مِنْهَا في قَعْرِ بَيْتهَا ]، وقَالَ ابْنُ مَسْعُود رَضِيَ اللهُ عَنْهُ وكَأَنَّهُ يَشْرَح الحَدِيث [ إِنَّمَا النِّسَاءُ عَوْرَةٌ، وإِنَّ المَرْأَةَ لَتَخْرُجُ مِنْ بَيْتِهَا ومَا بِهَا مِنْ بَأْسٍ، فَيَسْتَشْرِفُهَا الشَّيْطَانُ، فَيَقُولُ: إِنَّكِ لا تَمُرِّينَ بأَحَدٍ إِلاَّ أَعْحَبْتِهِ، وإِنَّ المَرْأَةَ لَتَلْبَسُ ثِيَابَهَا، فَيُقَالُ: أَيْنَ تُرِيدِينَ؟ فَتَقُولُ: أَعُودُ مَرِيضًا أَوْ أَشْهَدُ جنَازَةً أَْو أُصَلِّي في مَسْجِدٍ، ومَا عَبَدَتِ امْرَأَةٌ رَبَّهَا مِثْلَ أَنْ تَعْبُدَهُ في بَيْتِهَا ].

        أَمَّا بخُصُوصِ دِرَاسَتكِ الشَّرْعِيَّة، فَلاَ بَأْسَ أَنْ تَدْرسِيهَا بجَانِبِ الدِّرَاسَة العَادِيَّة أَوْ بَعْدَ أَنْ تَنْتَهِي مِنْهَا حَسْبَ الاسْتِطَاعَةِ، بَلْ إِنْ أَثَّرَتْ دِرَاسَتكِ الشَّرْعِيَّة عَلَى دِرَاسَتِكِ العَادِيَّة يَكُونُ تَأْجِيلُهَا أَوْلَى.

        أَمَّا مَسْأَلَةُ كَوْن العِلْم الدُّنْيَوِيّ حُجَّة عَلَيْكِ يَوْمَ القِيَامَة، فَأَقُولُ: المَرْءُ إِنَّمَا يَكُونُ مُذْنِبًا إِذَا أَخَلَّ بأَمْرٍ وَاجِبٍ وهُوَ قَادِرٌ عَلَى الإِتْيَانِ بِهِ، أَوْ وَقَعَ في أَمْرٍ مُحَرَّمٍ وهُوَ غَيْر مُضْطَرّ إِلَى الوُقُوعِ فِيهِ، وبالتَّالِي فَإِنَّ أَيَّ شَيْءٍ يَتَعَلَّمُهُ الإِنْسَانُ في حَيَاتِهِ مِنْ عِلْمٍ دِينِيٍّ أَوْ دُنْيَوِيٍّ ولَمْ يَسْتَغِلّهُ في جَانِبٍ حَلاَلٍ وهُوَ يَقْدِر أَوْ أَسَاءَ اسْتِخْدَامه في جَانِبٍ حَرَامٍ وهُوَ غَيْر مُضْطَرّ، يَأْتِي يَوْمَ القِيَامَة وهُوَ حُجَّةٌ عَلَيْهِ، لأَنَّهُ كَانَ يَعْلَم ولَمْ يَنْتَفِع بِمَا عَلِمَ بَلْ خَالَفَهُ عَنْ عَمْدٍ، لَكِنْ شَتَّانِ طَبْعًا بَيْنَ دِرَاسَةِ العِلْمِ الدِّينِيِّ والعِلْمِ الدُّنْيَوِيِّ، فَالأَصْلُ هُوَ العِلْمُ الدِّينِيُّ، وهُوَ الأَكْثَر ثَوَابًا، وهُوَ الَّذِي مَدَحَهُ اللهُ في قُرْآنِهِ والنَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ في سُنَّتِهِ، ولا يَسْتَوِي أَبَدًا طَلَبُ العِلْمِ الدِّينِيِّ مَعَ طَلَبِ العِلْمِ الدُّنْيَوِيِّ، لأَنَّ طَلَبَ العِلْمِ الدُّنْيَوِيِّ فَرْضٌ عَلَى الكِفَايَةِ، إِنْ قَامَ بِهِ البَعْضُ سَقَطَ عَنِ البَقِيَّةِ، أَمَّا طَلَبُ العِلْمِ الشَّرْعِيِّ فَمِنْهُ مَا هُوَ فَرْضُ عَيْنٍ، وَاجِبٌ عَلَى كُلِّ مُسْلِمٍ تَعَلُّمُهُ، ويَأْثَمُ بتَرْكِهِ.

        ومَعَ ذَلِكَ فَإِنَّ الجَمْعَ بَيْنَ العِلْمِ الدِّينِيِّ والدُّنْيَوِيِّ يَسِيرٌ بإِذْنِ اللهِ إِذَا أُخْلِصَتْ فِيهِ النِّيَّةُ للهِ وضُبِطَ بالضَّوَابِطِ الشَّرْعِيَّةِ:
        - فَمَثَلاً مَنْ تَعَلَّمَتِ الطِّبَّ بنِيَّةِ أَنْ تُعِفَّ نِسَاء المُسْلِمِينَ وتُوَفِّرَ لَهُنَّ طَبِيبَة مُسْلمَة ثِقَة تَكْفِيهنَّ الذّهَاب لطَبِيبٍ رَجُل، فَلاَبُدَّ وأَنَّهَا تَعَلَّمَت عِلْمًا وتَعْمَل عَمَلاً تُؤْجَرُ عَلَى نِيَّتِهَا فِيهِ خَيْرًا.
        - وكَذَلِكَ مَنْ تَعَلَّمَ عِلْمًا دُنْيَوِيًّا، ثُمَّ ضَبَطَهُ بضَوَابِطَهُ الشَّرْعِيَّةِ حَتَّى يُنَقِّيهِ مِنَ البِدَعِ والمُخَالَفَاتِ والمُحَرَّمَاتِ، ليَسْتَفِيدَ مِنْهُ النَّاس بَدَلاً مِنَ الاضْطِرَارِ إِلَى اقْتِرَافِ الحَرَامِ كَيْ يَتَعَلَّمُوهُ، فَلاَشَكَّ أَنَّهُ مُثَابٌ عَلَى نِيَّتِهِ وعَمَلِهِ.
        - بَلْ إِنَّ هُنَاكَ عُلُومٌ شَرْعِيَّةٌ قَدْ تَحْتَاجُ أَوَّلاً لدِرَاسَةِ عُلُومٍ دُنْيَوِيَّةٍ، لأَنَّ مَا لا يَتِمُّ الوَاجِب إِلاَّ بِهِ فَهُوَ وَاجِبٌ، فَمَثَلاً مَنْ يُرِيد تَعَلُّم التَّفْسِير عَلَيْهِ أَنْ يَتَعَلَّمَ أَوَّلاً عُلُوم اللُّغَة العَرَبِيَّة، فَيُمْكِن لشَخْصٍ أَنْ يَدْرُسَ في كُلِّيَّةِ الآدَاب في قِسْمِ اللُّغَةِ العَرَبِيَّةِ، ثُمَّ لَمَّا يُنْهِي دِرَاسَتهُ يَذْهَب ويَبْدَأ دِرَاسَة التَّفْسِير عَلَى أَسَاسٍ عِنْدَهُ، وكَذَا مَنْ تَدْرُس في كُلِّيَّةِ التَّرْبِيَةِ -كَحَالَتكِ-، يُمْكِنهَا الاسْتِفَادَة بِمَا تَعَلَّمَتْهُ مِنْ أُصُولِ التَّدْرِيسِ والتَّعَامُلِ التَّرْبَوِيِّ والصِّحَّةِ النَّفْسِيَّةِ إِذَا عَمِلَت بمَجَالِ الدَّعْوَة مَثَلاً، فَتَكُون دَاعِيَة لا بالعِلْمِ الشَّرْعِيِّ وَحْدَهُ، بَلْ تَمْتَلِك أَدَوَات أُخْرَى تُمَكِّنُهَا مِنْ إِتْقَانِ دَعْوَتهَا، وكَمْ مِنْ طَالِبِ عِلْمٍ فَشلَ في دَعْوَةِ النَّاس رَغْمَ عِلْمِهِ لافْتِقَادِهِ الأُسْلُوب الدَّعَوِيّ الصَّحِيح.
        وعَلَى ذَلِكَ أُخْتنَا الكَرِيمَة، أَنْتِ أَدْرَى بعُلُومِكِ الَّتِي تَدْرسِينَهَا في تَخَصُّصِكِ، لَمَّا تَنْتَهِي مِنْهَا وتَبْدَئِي دِرَاسَة العِلْم الشَّرْعِيّ سَتَكُونِينَ أَقْدَر عَلَى الجَمْعِ بَيْنَهُمَا، فَتَنْتَقِينَ العُلُوم الَّتِي يُمْكِنكِ الانْتِفَاع بِهَا وخِدْمَة الدَّعْوَة مِنْ خِلاَلِهَا، وبهَذَا تَسْتَخْدِمِينَ عِلْمًا دُنْيَوِيًّا تَعَلَّمْتِهِ في حَلاَلٍ، ولا يَأْتِي حُجَّة عَلَيْكِ يَوْمَ القِيَامَة.

        وأَمَّا بخُصُوصِ الدِّرَاسَة في جَامِعَةٍ مُخْتَلَطَةٍ، فَهَذَا لا يَجُوزُ، وهُوَ مِمَّا عَمَّت بِهِ البَلْوَى في بِلاَدِ المُسْلِمِينَ المُسْتَغْرِبِينَ، ويَجِبُ باسْتِمْرَارٍ مُنَاشَدَة أُلِي الأَمْر بتَوْفِيرِ أَمَاكِن لدِرَاسَةٍ دُونَ اخْتِلاَطٍ، وإِلَى أَنْ يَتِمَّ هَذَا، فَعَلَى مَنِ ابْتُلِيَ بهَذَا البَلاَء العَظِيم أَنْ يَنْضَبِطَ بضَوَابِطَ الاخْتِلاَطِ، كَأَنْ تَلْتَزِمَ المَرْأَة بكَامِلِ حِجَابهَا، وتَغُضّ البَصَر عَنِ الزَّمِيلِ والأُسْتَاذ، وأَلاَّ تَخْتَلِط بالرِّجَالِ إِلاَّ لضَرُورَةٍ وحَاجَةٍ، وإِذَا اضْطُرَّت لذَلِكَ لا تَكُون مُنْفَرِدَة بَلْ في صُحْبَةٍ مِنْ صَدِيقَاتِهَا الصَّالِحَات اللاَّتِي يَأْمُرْنَهَا بالمَعْرُوفِ ويَنْهَيْنَهَا عَنِ المُنْكَرِ ويُعِنَّهَا عَلَى الطَّاعَةِ، وأَلاَّ تَخْضَع بالقَوْلِ ولا تَلِين فِيهِ، وأَنْ يَكُونَ الكَلاَم بقَدْرِ الحَاجَة وفي حُدُودِ المَوْضُوع ولا يَتَطَرَّق لغَيْرِهِ مِنَ الأُمُورِ العَامَّةِ أَوِ الخَاصَّةِ، وأَنْ تَفْعَلَ ذَلِكَ كُلّهُ وهِيَ مُسْتَقْبِحَةٌ للأَمْرِ غَيْر مُسْتَلِذَّةٍ بِهِ ولا رَاضِيَة، وإِنْ وَجَدَتْ بَدِيلاً يُغْنِي عَنْهُ فَهُوَ أَوْلَى ولا يَجُوزُ لَهَا الاخْتِلاَط حِينَئِذٍ في ظِلِّ وُجُودِ البَدِيلِ وإِنْ كَانَ أَقَلّ فَائِدَة، وإِنِ اسْتَطَاعَتْ أَنْ تَنْتَقِلَ لجَامِعَةٍ أُخْرَى أَوْ تَخَصُّصٍ آخَر دُونَ اخْتِلاَطٍ فَهُوَ أَوْلَى، فَإِنِ الْتَزَمَتْ بهَذِهِ الضَّوَابِط، فَنَرْجُو أَلاَّ يُصِيبهَا مِنَ الإِثْمِ شَيْءٌ إِنْ شَاءَ الله.

        وأَمَّا بخُصُوصِ تَرْككِ للدِّرَاسَةِ المُخْتَلَطَة، فَإِنِ اسْتَطَعْتِ تَوْسِيط أَحَد الصَّالِحِينَ مِنْ أَهْلِ العِلْمِ أَوْ مِمَّنْ لَهُمْ كَلِمَة مَسْمُوعَة عِنْدَ وَالِدكِ ليُقْنِعهُ، فَبِهَا ونِعْمَة، أَوْ لَوْ كُنْتِ قَارَبْتِ عَلَى إِنْهَاء الدِّرَاسَة فَلاَ بَأْسَ مِنْ إِكْمَالِهَا وِفْقَ الشُّرُوط السَّابِقَة والَّتِي سَتَلِي أَيْضًا في الفَتَاوَى، ونَحْمَدُ اللهَ عَلَى كُرْهِكِ للاخْتِلاَطِ وأَنَّهُ لا اخْتِلاَطَ لَكِ بالرِّجَالِ، مِمَّا يُسَهِّلُ عَلَيْكِ الالْتِزَام بالضَّوَابِط.

        ولمَزِيدٍ مِنَ الفَائِدَةِ تُرَاجَع الفَتَاوَى التَّالِيَة:
        الجمع بين التخصص الدنيوي والعلم الشرعي
        العلم الذي مدح الله صاحبه في القرآن والسنة
        ما هو حكم طلب العلم الشرعي؟
        بيان القدر الواجب من العلم الشرعي
        هل يؤجر المسلم على تعلم الرياضيات؟
        نصيحة لطالبة جامعية بترك جامعتها المختلطة
        يدرس في جامعة مختلطة فكيف يتعامل مع المدرسات والطالبات؟
        هل تدرس في جامعة مختلطة أم تقيم في مدينة بلا محرم وتدرس في جامعة غير مختلطة
        دراستها مختلطة، ووالدها يرفض أن تتركها
        هل تترك العمل كمعيدة في الجامعة لأجل الاختلاط










        وهَذَا مَا أَعْلَمُ؛ واللهُ تَعَالَى أَعْلَى وأَعْلَمُ
        إِنْ أَخْطَأْتُ فَمِنْ نَفْسِي، وأَسْتَغْفِرُ اللهَ، وإِنْ أَصَبْتُ فَمِنْ عِنْدِ اللهِ، والحَمْدُ للهِ
        والسَّلاَمُ عَلَيْكُمْ ورَحْمَةُ اللهِ وبَرَكَاتُهُ

        زائرنا الكريم نحن معك بقلوبنا
        كلنا آذان صاغيه لشكواك ونرحب بك دائما
        في
        :

        جباال من الحسنات في انتظارك





        تعليق


        • #5
          رد: شوية أسئلة نفسي حد يجاوبني عليها

          ربنا يرضى عنكم ويوفقكم لما يحبه ويرضاه
          جزاكم الله كل الخير
          ريحتوني.. ربنا يباركلكم

          تعليق

          المحتوى السابق تم حفظه تلقائيا. استعادة أو إلغاء.
          حفظ-تلقائي
          x
          إدراج: مصغرة صغير متوسط كبير الحجم الكامل إزالة  
          x
          أو نوع الملف مسموح به: jpg, jpeg, png, gif
          x
          x
          يعمل...
          X