إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

السفر بدون محرم للدراسه

تقليص
X
  •  
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • السفر بدون محرم للدراسه

    السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

    اريد السؤال عن السفر بدون محرم للدراسه

    فلا يتوفر لى محرم

    والدراسه ضرورية لى لانى طبيبة والسفر سيكون لتحضير دراسات عليا

    ولابد من السفر لحضور المحاضرات والامتحانات وهكذا


    وان توفر لى دراسة ببلدتى ولكن اضطر للسفر لحضور الجزء العملى وسيكون هناك اتوبيسات خاصه بالدارسين توصلهم وتعود بهم فى نفس اليوم والمسافه حوالى 120 كيلو

    ارجو سرعه الرد لان تقديمى متوقف على مدى اباحه هذا السفر

    وارجو توضيح البديل ان امكن لانى فى حيرة من امرى

    جزاكم الله خيرا


    رجاء من الفريق اريد رد من اللى بيتكتب بالتشكيل

  • #2
    رد: السفر بدون محرم للدراسه

    بِسْمِ اللهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ
    الأُخْتُ السَّائِلَةُ الكَرِيمَةُ
    السَّلاَمُ عَلَيْكُمْ ورَحْمَةُ اللهِ وبَرَكَاتُهُ
    أمَّا بَعْدُ؛
    فَالحَمْدُ للهِ؛
    لا يَجُوزُ للمَرْأةِ السَّفَر بغَيْرِ مَحْرَمٍ، والسَّفَرُ هُنَا غَيْرُ مُحَدَّدٍ بمَسَافَةٍ أَوْ وَقْتٍ، ولا قِيَاسَ هُنَا عَلَى تَحْدِيدِ المَسَافَة في السَّفَرِ عِنْدَ قَصْرِ الصَّلاَة مَثَلاً، كَمَا أنَّهُ لا يُوجَد سِنّ للمَرْأة لا تَحْتَاجُ فِيهِ إِلَى المَحْرَمِ، وقَدْ أَسْقَطَ اللهُ الحَجَّ الفَرِيضَة عَنِ المَرْأَةِ إِذَا لَمْ تَجِدْ مَحْرَمًا، فَكَيْفَ يَكُونُ الجِدَال في مَا هُوَ دُونَ ذَلِكَ مِنْ أُمُورٍ مُبَاحَةٍ ولَيْسَتْ بفَرِيضَةٍ! وفي الفَتَاوَى التَّالِيَةِ تَوْضِيحٌ وتَفْصِيلٌ شَامِلٌ لأَحْكَامِ سَفَر المَرْأَة، نَرْجُو مِنْهَا النَّفْع والخَيْر لَكِ:
    ما الحكمة من اشتراط وجود المحرم مع المرأة في السفر؟
    تحريم سفر المرأة بغير محرم وشروط المحرم
    يشترط في المحرم الذي يسافر مع المرأة أن يكون بالغا

    حكم سفر المرأة بدون محرم
    سفر المرأة بغير محرم
    هل هناك سن لا تحتاج فيه المرأة لمحرم
    سفر المرأة مع المرأة بدون محرم

    السفر بدون محرم للضرورة
    سفر المرأة لطلب العلم بلا محرم
    تسافر للدراسة بدون محرم ووالدها لن يسمح لها بترك الدراسة
    هل تدرس في جامعة مختلطة أم تقيم في مدينة بلا محرم وتدرس في جامعة غير مختلطة
    دراستها الميدانية تقتضي سفرها بدون محرم
    هل تسافر بلا محرم أم تبقى وحدها أو في بيت خالها

    لا تسافر المرأة إلا مع محرم ولو كان السفر قصيرا
    هل يشترط المحرم في السفر القصير
    اشتراط المحرم في سفر المرأة ولو كان السفر قصيرا
    حكم خروجها من البيت دون إذن زوجها وسفرها دون محرم؟
    هل لأمها أن تمنعها من حضور الدورات في مدينة أخرى مع رفقة مأمونة







    فَإِنْ لَمْ يَكُنْ هُنَاكَ مَحْرَمٌ للسَّفَرِ المُتَقَطِّعِ أَوْ سَفَرِ الإِقَامَة، فَلاَ بَدِيلَ إِلاَّ عَدَم السَّفَرِ، فَالمَطْلُوب غَيْر وَاجِبٍ تُحَاسَبُ عَلَيْهِ المَرْأَة، بَلِ التَّفْرِيط في مَسْأَلَةِ السَّفَر بغَيْرِ مَحْرَمٍ حَرَامٌ تُحَاسَبُ عَلَيْهِ، ولا مُقَارَنَةَ بَيْنَ حَرَامٌ وَاجِبُ التَّرْكِ ومُبَاحٌ لَيْسَ بوَاجِبِ الفِعْلِ لا يَأْثَم مَنْ تَرَكَهُ.

    وهَذَا مَا أَعْلَمُ؛ واللهُ تَعَالَى أَعْلَى وأَعْلَمُ
    إِنْ أَخْطَأْتُ فَمِنْ نَفْسِي، وأَسْتَغْفِرُ اللهَ، وإِنْ أَصَبْتُ فَمِنْ عِنْدِ اللهِ، والحَمْدُ للهِ
    والسَّلاَمُ عَلَيْكُمْ ورَحْمَةُ اللهِ وبَرَكَاتُهُ

    زائرنا الكريم نحن معك بقلوبنا
    كلنا آذان صاغيه لشكواك ونرحب بك دائما
    في
    :

    جباال من الحسنات في انتظارك





    تعليق


    • #3
      رد: السفر بدون محرم للدراسه

      جزاك الله خيرا

      لا اعلم ان كان كلامى القادم خطأ ام لا

      ولكنى اريد البديل

      فكيف سيكون هناك من المسلمات طبيبات ماهرات

      فلاسبيل لى الا ان اتعلم على ايدى الاساتذة وهم لا يتوفرون فى بلدتى

      والا ساصبح غير ماهرة

      انا لا استطيع حضور الدورات ولا المؤتمرات المفيدة ولا ان احضر ماجستير لاتخصص فى مجالى اذ كله يحتاج الى السفر

      وانا اشعر بالتخبط وانظر الى زميلاتى اللاتى يسافرن واحتسب عند الله ولكنى هل من نصيحة لاجد البديل

      فالامر ضرورى بعدما خضت مشوار الطب

      تعليق


      • #4
        رد: السفر بدون محرم للدراسه

        بِسْمِ اللهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ
        الأُخْتُ السَّائِلَةُ الكَرِيمَةُ
        السَّلاَمُ عَلَيْكُمْ ورَحْمَةُ اللهِ وبَرَكَاتُهُ
        أمَّا بَعْدُ؛
        فَالحَمْدُ للهِ؛
        قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّم [ إِنَّهُ لَيْسَ شَيْءٌ يُقَرِّبكُمْ إِلَى الجَنَّةِ إِلاَّ قَدْ أَمَرْتُكُمْ بِهِ، ولَيْسَ شَيْءٌ يُقَرِّبُكُمْ إِلَى النَّارِ إِلاَّ قَدْ نَهَيْتُكُمْ عَنْهُ، إِنَّ رُوحَ القُدُسِ نَفَثَ في رُوعِي: أَنَّ نَفْسًا لا تَمُوتُ حَتَّى تَسْتَكْمِلَ رِزْقَهَا، فَاتَّقُوا اللهَ وأَجْمِلُوا في الطَّلَبِ، ولا يَحْمِلَنَّكُمُ اسْتِبْطَاءُ الرِّزْقِ أَنْ تَطْلُبُوهُ بمَعَاصِي اللهِ، فَإِنَّ اللهَ لا يُدْرَكُ مَا عِنْدَهُ إِلاَّ بطَاعَتِهِ ] السِّلْسِلَةُ الصَّحِيحَةُ للأَلْبَانِيِّ، وقَالَ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ [ إِنَّهُ لَمْ يَكُنْ نَبِيٌّ قَبْلِي إِلاَّ كَانَ حَقًّا عَلَيْهِ أَنْ يَدُلَّ أُمَّتَهُ عَلَى خَيْرِ مَا يَعْلَمُهُ لَهُمْ، ويُنْذِرَهُمْ شَرَّ مَا يَعْلَمُهُ لَهُمْ، وإِنَّ أُمَّتَكُمْ هَذِهِ جُعِلَ عَافِيَتُهَا في أَوَّلِهَا، وسَيُصِيبُ آخِرَهَا بَلاَءٌ وأُمُورٌ تُنْكِرُونَهَا، وتَجِيءُ فِتْنَةٌ فَيَرْقُقُ بَعْضُهَا بَعْضًا، وتَجِيءُ الفِتْنَةُ فَيَقُولُ المُؤْمِنُ: هَذِهِ مُهْلِكَتِي، ثُمَّ تَنْكَشِفُ، وتَجِيءُ الفِتْنَةُ فَيَقُولُ المُؤْمِنُ: هَذِهِ هَذِهِ، فَمَنْ أَحَبَّ أَنْ يُزَحْزَحَ عَنِ النَّارِ ويَدْخُلَ الجَنَّةَ فَلْتَأتِهِ مَنِيَّتُهُ وهُوَ يُؤْمِنُ باللهِ واليَوْمِ الآخِرِ، وليَأْتِ إِلَى النَّاسِ الَّذِي يُحِبُّ أَنْ يُؤْتَى إِلَيْهِ، ومَنْ بَايَعَ إِمَامًا فَأَعْطَاهُ صَفْقَةَ يَدِهِ وثَمَرَةَ قَلْبِهِ؛ فَلْيُطِعْهُ إِنِ اسْتَطَاعَ، فَإِنْ جَاءَ آخَرٌ يُنَازِعُهُ فَاضْرِبُوا عُنُقَ الآخَرِ ] رَوَاهُ مُسْلِمٌ، والشَّاهِدُ في الحَدِيثَيْنِ أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّم لَنْ يَأْمُرَ إِلاَّ بِمَا فِيهِ الخَيْرُ، ومَنْ لَهُ أَدْنَى مَعْرِفَةٍ باللُّغَةِ العَرَبِيَّةِ يَعْرِفُ أَنَّ فِعْلَ الأَمْرِ في الآيَاتِ والأَحَادِيثِ يُفِيدُ الوُجُوبَ والإِلْزَامَ مَا لَمْ تُوجَدْ قَرِينَةٌ تَصْرِفُهُ إِلَى الاسْتِحْبَابِ والنَّدْبِ، وقَدْ أَمَرَ اللهُ تَعَالَى المَرْأَةَ بالقَرَارِ في بَيْتِهَا وعَدَمِ الخُرُوجِ إِلاَّ لضَرُورَةٍ؛ وهَذَا هُوَ الخَيْرُ لَهَا وِفْقَ عِلْمِ اللهِ لا وِفْقَ عِلْمِهَا هِيَ، قَالَ تَعَالَى [ وَقَرْنَ فِي بُيُوتِكُنَّ وَلَا تَبَرَّجْنَ تَبَرُّجَ الْجَاهِلِيَّةِ الْأُولَى وَأَقِمْنَ الصَّلَاةَ وَآتِينَ الزَّكَاةَ وَأَطِعْنَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ ] (الأَحْزَابُ: 33)، وأَمَرَهَا رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ بعَدَمِ السَّفَرِ إِلاَّ مَعَ ذِي مَحْرَمٍ وهُوَ أَعْلَمُ بِمَا يَنْفَعهَا مِنْهَا؛ فَقَالَ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ [ لا تُسَافِرُ المَرْأَةُ إِلاَّ مَعَ ذِي مَحْرَمٍ، ولا يَدْخُلُ عَلَيْهَا رَجُلٌ إِلاَّ ومَعَهَا مَحْرَمٌ. فَقَالَ رَجُلٌ: يَا رَسُولَ اللهِ؛ إِنِّي أُرِيدُ أَنْ أَخْرُجَ في جَيْشِ كَذَا وكَذَا، وامْرَأَتِي تُرِيدُ الحَجَّ؟ فَقَالَ: اُخْرُجْ مَعَهَا ]، وعَلَى ذَلِكَ فَمَسْأَلَةُ سَفَرِ المَرْأَة بدُونِ مَحْرَمٍ مُنْتَهِيَةٌ إِلَى قَوْلَيْنِ اثْنَيْنِ: إِمَّا أَنْ تَجِدَ المَحْرَمَ ويُسَافِر مَعَهَا، أَوْ تَبْقَى في بَيْتِهَا، ولا ثَالِثَ لهَذَيْنِ القَوْلَيْنِ إِلاَّ بالوُقُوعِ فِيمَا نَهَى اللهُ ورَسُولُهُ عَنْهُ.

        ولتَأْصِيلِ المَسْأَلَة أَكْثَر نَتَوَقَّفُ عِنْدَ حَدِيثِ سَفَر المَرْأَة سَابِق الذِّكْرِ ونَتَدَبَّرُهُ، فَالرَّجُلُ في الحَدِيثِ يُرِيدُ الخُرُوجَ للجِهَادِ، وهَذَا لا شَكَّ أَنَّهُ فَرِيضَة مِنْ أَعْظَمِ الفَرَائِض، وكَذَا زَوْجَتُهُ تُرِيدُ الحَجَّ، وهَذِهِ فَرِيضَةٌ أُخْرَى مِنْ كُبْرَيَاتِ الفَرَائِض، ومَعْلُومٌ أَنَّ الحَجَّ يَكُونُ عَلَى الاسْتِطَاعَةِ، ومِنَ الاسْتِطَاعَةِ أَنْ يَتَوَفَّرَ للمَرْأَةِ المَحْرَم الَّذِي يُسَافِر بِهَا، فَإِنْ لَمْ تَجِدْ تَسْقُطْ عَنْهَا الفَرِيضَة لحِينِ وُجُودِهِ، فَإِنْ لَمْ يُوجَدْ مُطْلَقًا سَقَطَتْ عَنْهَا بالكُلِّيَّةِ، ومَعَ ذَلِكَ لَمَّا تَعَارَضَ الحَجُّ مَعَ الجِهَادِ، قَدَّمَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ الحَجَّ عَلَى الجِهَادِ، فَلِمَاذَا؟ لأَنَّ الجِهَادَ لَنْ يَتَوَقَّفَ عَلَى هَذَا الرَّجُلِ، فَإِنْ لَمْ يَذْهَبْ هُوَ فَسَيَذْهَبُ غَيْرُهُ، أَمَّا المَرْأَة فَإِنْ لَمْ تَجِد مَحْرَمًا فَلَنْ تَذْهَبَ للحَجِّ، فَكَانَ الأَوْلَى أَنْ يَذْهَبَ مَعَ امْرَأَتِهِ ولا يَذْهَب للجِهَادِ، وهَذَا في مُقَارَنَةٍ بَيْنَ فَرْضَيْنِ، فَكَيْفَ الحَال إِذَا كُنَّا نَتَكَلَّم عَنْ أُمُورٍ مُسْتَحَبَّةٍ ولَيْسَت بوَاجِبَةٍ، إِنْ فَعَلَتْهَا المَرْأَة –بضَوَابِطَهَا الصَّحِيحَة- تُثَابُ عَلَيْهَا، وإِنْ لَمْ تَفْعَلْهَا لا تَأْثَمْ؟

        نَعَمْ نَحْنُ نُرِيدُ عَمَلَ المَرْأَة في الطِّبِّ وفي المَجَالاَتِ الَّتِي تَحْتَاجُهَا النِّسَاءُ، إِلاَّ أَنَّ هَذَا مَحْكُومٌ بحَاكِمَيْنِ:
        الأَوَّلُ: أَنَّ هَذَا فَرْضُ كِفَايَةٍ، إِنْ قَامَ بِهِ البَعْضُ سَقَطَ عَنِ البَقِيَّةِ، لا يَأْثَمُوا بتَرْكِهِ.
        الثَّانِي: التَّفْرِقَةُ بَيْنَ المُمْكِنِ والمَأْمُولِ، فَنَحْنُ نَأْمَلُ أَنْ يَتَحَقَّقَ ذَلِكَ لَمَّا تَتَوَفَّر أَمَاكِن تَعْلِيم وعَمَل لَيْسَ بِهَا اخْتِلاَط، مُخَصَّصَةٌ لتَعْلِيمِ المَرْأَة ومُمَارَسَةِ العَمَل مَعَ النِّسَاءِ فَقَطْ، فَإِنْ تَوَفَّرَ ذَلِكَ فَبِهَا ونِعْمَة، أَمَا والحَالُ أَنَّ هَذَا لَمْ يَتَوَفَّرْ بَعْدُ، وأَنَّ مَا هُوَ مُتَاحٌ بِهِ اخْتِلاَطٌ في كُلِّ مَرَاحِلِهِ وأَشْكَالِهِ، فَلَيْسَ ثَمَّةَ بَدِيلٍ إِلاَّ أَنْ تَنْضَبِطَ المَرْأَة بالضَّوَابِطِ أَوْ تَبْتَعِدَ، ولَيْسَ عَلَيْهَا إِثْمٌ في ذَلِكَ.

        سُئِلَ الشَّيْخُ عَبْدُ العَزِيزِ بْن بَازٍ رَحِمَهُ اللهُ (المَرْأَةُ في زَمَانِنَا في حَاجَةٍ إِلَى الطِّبِّ ولاَ شَكَّ؛ والبَنَاتُ في حَاجَةٍ إِلَى تَعَلُّمِ الطِّبِّ حَتَّى يَخْدمْنَ المَرْأَةَ، المَرْأَةُ اصْطَدَمَتْ باخْتِلاَطِهَا مَعَ الدُّكْتُورِ ومَعَ المُعَلِّمِ أَيْضًا ومَعَ المَرْضَى، لاَبُدَّ أَنَّ سَمَاحَتَكُمْ قَدْ أَهَّبَ وجَهَّزَ مُوَازَنَة لهَذَيْنِ الأَمْرَيْنِ، الأَمْرُ الأَوَّلُ: حَاجَةُ المَرْأَة إِلَى التَّطَبُّبِ، والأَمْرُ الثَّانِي: أَنَّ الفَتَاةَ المُتَعَلِّمَةَ لاَبُدَّ أَنْ تَخْتَلِطَ، لأَنَّهُ لا يُوجَد حَتَّى الآن كُلِّيَّةٌ للطِّبِّ مُنْفَصِلَةٌ، ولا يُوجَد حَتَّى الآن مُسْتَشْفَيَاتٌ تَخْلُو مِنَ الرِّجَالِ، فَكَيْفَ يَكُونُ الجَوَاب؟) فَأَجَابَ [ دِينُ المَرْأَةِ أَلْزَمُ عَلَيْهَا مِنْ عِلاَجِ النَّاسِ ومِنْ نَفْعِ النَّاسِ، دِينُهَا وسُمْعَتُهَا وعِفَّتُهَا ورِضَا اللهِ عَنْهَا مُقَدَّمٌ عَلَى نَفْعِهَا للنَّاسِ، فَإِذَا لَمْ يَتَيَسَّر تَعَلُّم تَتَوَصَّل بِهِ إِلَى نَفْعِ أَخَوَاتهَا وشَعْبهَا ومُجْتَمَعهَا إِلاَّ بِمَا يَضُرّهَا في دِينِهَا، ويُسَبِّبُ الخَطَرَ عَلَيْهَا، وتَعْرِيضهَا للفِتْنَةِ؛ فَإِنَّ حِفْظَ دِينهَا وحِفْظَ سُمْعَتهَا وعِفَّتهَا مُقَدَّمٌ عَلَى أَنْ تَنْفَعَ النَّاس، هَذَا هُوَ الَّذِي نَعْتَقِدُهُ، وهَذَا هُوَ الَّذِي نَرَاهُ وَاجِبًا في حَقِّ البَنِينِ والبَنَاتِ، أَنْ يَكُونَ كُلُّ وَاحِدٍ حَرِيصًا عَلَى حِفْظِ دِينِهِ وسَلاَمَةِ إِيمَانِهِ مِمَّا يَخْدُشُهُ ويَضُرُّهُ، ولا يَجُوزُ أَنْ يَتَعَلَّلَ بأَنَّ عَدَمَ تَعَلُّمِهِ يَضُرُّ شَعْبَهُ أَوْ مُجْتَمَعَهُ، فَإِنَّ عَلَيْهِ أَنْ يَحْفَظَ دِينَهُ أَوَّلاً، وعَلَيْهِ أَنْ يَسْعَى في حِفْظِ دِينِهِ وسَلاَمَتِهِ، ثُمَّ يَسْعَى في حِفْظِ النَّاس بَعْدَ ذَلِكَ، فَلاَ يُقَدِّم نَفْع النَّاس عَلَى هَلاَكِهِ، كَالسِّرَاجِ يُضِيءُ للنَّاسِ ويَحْرِق نَفْسهُ، كَالفَتِيلَةِ كَمَا ذَكَرَ جَمْعٌ مِنْ أَهْلِ العِلْمِ في تَمْثِيلِ العَالِمِ الَّذِي يُهْلِك نَفْسهُ ويُعَلِّم النَّاس ولَكِنَّهُ لا يَعْمَل، بَلْ يُخَالِف عِلْمُهُ عَمَلَهُ، فَهُوَ كَالفَتِيلَة الَّتِي تَحْرِقُ نَفْسَهَا لإِضَاءَةِ غَيْرهَا، لا حَوْلَ ولا قُوَّةَ إِلاَّ باللهِ ]، وسُئِلَ سَمَاحَتُهُ أَيْضًا (مَا هُوَ حُكْمُ تَعَلُّمِ المَرْأَة الطِّبَّ وهُوَ يَضْطَرُّهَا إِلَى السَّفَرِ بدُونِ مَحْرًمٍ، عِلْمًا بأَنَّ المَسَافَةَ تُقْطَعُ في سَاعَتَيْنِ بالسَّيَّارَةِ، وهِيَ تَضْطَرُّ أَيْضًا إِلَى الإِقَامَةِ في المَدِينَةِ الجَامِعِيَّةِ بدُونِ مَحْرَمٍ؟) فَأَجَابَ رَحِمَهُ اللهُ [ فَلاَ بَأْسَ في تَعَلُّمِ الطِّبّ للنِّسَاءِ والرِّجَالِ، والطِّبُّ مِنَ الأُمُورِ العَامَّةِ الَّتِي يَحْتَاجُهَا المُسْلِمُونَ، وتَعَلُّمُهُ فَرْضُ كِفَايَةٍ، فَإِذَا تَيَسَّرَ للمَرْأَةِ تَعَلُّم الطِّبّ، ولاَسِيَّمَا مَا يَتَعَلَّق بالنِّسَاءِ، هَذَا فِيهِ فَائِدَةٌ كَبِيرَةٌ ونَفْعٌ للمُسْلِمِينَ، ومَعَ النِّيَّةِ الصَّالِحَةِ فَهُوَ عِبَادَةٌ، ولَكِنْ لَيْسَ لَهَا أَنْ تُسَافِرَ إِلاَّ بمَحْرَمٍ، فَعَلَيْهَا أَنْ تَجْتَهِدَ في السَّفَرِ بمَحْرَمٍ، ثُمَّ تُقِيم في الجِهَةِ الآمِنَةِ ولَوْ مِنْ دُونِ مَحْرَمٍ، إِذَا أَقَامَتْ في مَحِلٍ مَأْمُونٍ مَعَ النِّسَاءِ مِنْ دُونِ خُلْوَةٍ بالأَجَانِبِ فَلاَ بَأْسَ في ذَلِكَ، تَتَعَلَّم مَعَ النِّسَاءِ وتَرْجِع إِلَى مَحِلٍ أَمِينٍ فَلاَ بَأْسَ في ذَلِكَ، أَمَّا السَّفَرُ فَلاَ يَكُونَ إِلاَّ بمَحْرَمٍ، لقَوْلِ النَّبِيّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ: (لا تُسَافِرُ المَرْأَةُ إِلاَّ مَعَ ذِي مَحْرَمٍ)، وهَذَا مِنْ أَصَحِّ الأَحَادِيث عَنْ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ، ولَيْسَ هَذَا مِنْ بَابِ الضَّرُورَةِ كَالمُهَاجِرَة مِنْ بَلَدِ الشِّرْكِ إِلَى بَلَدِ الإِسْلاَم، بَلْ هَذَا مِنَ الأُمُورِ العَادِيَّةِ، فَبِإِمْكَانِهَا أَنْ تُسَافِرَ مَعَ زَوْجِهَا أَوْ مَعَ أَحَدِ أَقْرِبَائهَا المَحَارِم كَأَخِيهَا أَوْ عَمّهَا أَوْ خَالهَا ونَحْو ذَلِكَ، وإِلاَّ فَلْتَكْتَفِي بالتَّعَلُّمِ في وَطَنِهَا، واللهُ أَعْلَمُ ].

        ومَعَ كُلِّ ذَلِكَ يَا أُخْتَنَا، فَقَدْ تَمَّ لَكِ العِلْم، وأَصْبَحْتِ طَبِيبَة، والأُمُور الَّتِي وَرَدَتْ في سُؤَالِكِ وتَضْطَرِّينَ للسَّفَرِ مِنْ أَجْلِهَا لَيْسَت مِنَ الأُمُورِ الأَسَاسِيَّةِ، بَلْ هِيَ كَمَالِيَّة، بمَعْنَى أَنَّكِ أَصْبَحْتِ طَبِيبَة، يُمْكِنكِ مُمَارَسَة الطِّبّ الآن بِمَا لَدَيْكِ مِنْ عِلْمٍ، أَمَّا مَسْأَلَةُ التَّطْوِيرِ فَهِيَ في النِّهَايَةِ مُجَرَّد تَحْصِيل خِبْرَات الآخَرِينَ، مَرَّة مِنْ مُؤْتَمَر، ومَرَّة مِنْ دَوْرَةٍ تَدْرِيبِيَّةٍ، وهَكَذَا، وبالتَّالِي يُمْكِنُ تَحْصِيلهَا بغَيْرِ هَذِهِ الطُّرُق الَّتِي لا تَخْلُو مِنَ الاخْتِلاَطِ ومِنْ فَوْقِهِ السَّفَر (لحِينِ وُجُودِ مَحْرَمٍ يُسَهِّلُ عَلَيْكِ هَذَا)، وبالمُنَاسَبَةِ: لَيْسَ كُلّ الأَطِبَّاء الرِّجَال يُسَافِرُونَ ويَحْضرُونَ، بَلْ نِسْبَة مِنْهُمْ فَقَطْ مَنْ تَفْعَل، وحَتَّى مَنْ يَفْعَلُونَ لا يَفْعَلُونَ كُلّ الوَقْتِ، بَلْ حَسْبَ ظُرُوفِهِمْ وإِمْكَانِيَّاتِهِمْ، وعَلَى ذَلِكَ فَيُمْكِنُكِ تَحْصِيل هَذِهِ الخِبْرَات ببَدَائِلَ عَصْرِيَّةٍ آمِنَةٍ، تُحَقِّقُ لَكِ المَطْلُوب (أَوْ عَلَى الأَقَلِّ جُزْءًا مِنْهُ)، وتَقِيكِ شَرّ الحَرَام والمَعْصِيَة، مِثْل:
        - الدِّرَاسَةُ المَفْتُوحَةُ عَنْ بُعْدٍ عَنْ طَرِيقِ الانْتَرْنِتّ.
        - قِرَاءَةُ المَقَالاَتِ وزِيَارَةُ المَوَاقِعِ والمُنْتَدَيَاتِ الطِّبِّيَّةِ العَرَبِيَّةِ والأَجْنَبِيَّةِ المُتَخَصِّصَةِ.
        - مُرَاسَلَةُ الدَّوْرِيَّات الأَجْنَبِيَّة والعَرَبِيَّة لإِمْدَادِكِ بنُسَخٍ مِنْ طَبَعَاتِهَا باسْتِمْرَارٍ.
        - مُرَاسَلَةُ الهَيْئَات والجَمْعِيَّات الطِّبِّيَّة الدَّوْلِيَّة والاشْتِرَاكُ مَعَهَا والحُصُولُ عَلَى مَا تُقَدِّمهُ.
        - مُشَاهَدَةُ تَسْجِيلاَتِ المُؤْتَمَرَات والنَّدَوَات بَلْ والعَمَلِيَّات، فَلَقَدْ أَصْبَحَتْ هَذِهِ التَّسْجِيلاَت مَوْجُودَة بوَفْرَةٍ عَلَى الانْتَرْنِتّ، أَوْ يُمْكِنْ طَلَبهَا مِمَّنْ حَضَرَهَا.
        - تَبَادُلُ الخِبْرَاتِ بالتَّعَرُّفِ عَلَى طَبِيبَاتٍ مِنْ مُخْتَلَفِ البُلْدَانِ في نَفْسِ تَخَصُّصكِ، ومُرَاسَلَتِهِنَّ باسْتِمْرَارٍ.
        - حُضُورُ الاجْتِمَاعَاتِ والنَّدَوَاتِ والمُؤْتَمَرَاتِ والدَّوَرَاتِ الَّتِي تُقَامُ في مَكَانِ إِقَامَتكِ ولا تَحْتَاجُ إِلَى سَفَرٍ، مَعَ الحِفَاظِ عَلَى الوُجُودِ بَيْنَ الأَخَوَات وعَدَمِ الاخْتِلاَط إِلاَّ لضَرُورَةٍ وبالضَّوَابِطِ.

        ونَصِيحَةٌ أَخِيرَةٌ مِنْ أَخٍ يُرِيدُ لَكِ الخَيْر في الدُّنْيَا والآخِرَة: لا تَنْظُرِي لحَالِ غَيْركِ حَتَّى لا يَتَكَدَّر عَيْشكِ وتَضِيع آخِرَتكِ، فَإِنَّ لِكُلِّ وَاحِدٍ مِنَّا مَا قُدِّرَ لَهُ، وإِنْ أَطْلَقْتِ النَّظَر لغَيْرِك ومُقَارَنَته بنَفْسِكِ فَلَنْ يُرْضِيكِ حَالٌ أَبَدًا، وإِنْ كُنْتِ ولاَبُدّ نَاظِرَةٌ فَانْظُرِي كَمَا عَلَّمَكِ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ، أَنْ تَنْظُرِي في أُمُورِ الدُّنْيَا لِمَنْ هُوَ أَسْفَل مِنْكِ حَتَّى لا تَزْدَرِي نِعْمَةَ اللهِ، وأَنْ تَنْظُرِي في أُمُورِ الدِّينِ إِلَى مَنْ هُوَ أَعْلَى مِنْكِ حَتَّى تُقَلِّدِيه، رَوَى مُسْلِمُ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ قَالَ [ انْظُرُوا إِلَى مَنْ أَسْفَل مِنْكُمْ، ولا تَنْظُرُوا إِلَى مَنْ هُوَ فَوْقَكُمْ، فَهُوَ أَجْدَرُ أَنْ لا تَزْدَرُوا نِعْمَةَ اللهِ ].

        ولمَزِيدٍ مِنَ الفَائِدَةِ تُرَاجَع الفَتَاوَى التَّالِيَة:
        حكم دراسة الطب والعمل في المستشفيات مع وجود الاختلاط
        المرأة المسلمة في المجال الطبي آمال و ضوابط




        وهَذَا مَا أَعْلَمُ؛ واللهُ تَعَالَى أَعْلَى وأَعْلَمُ
        إِنْ أَخْطَأْتُ فَمِنْ نَفْسِي، وأَسْتَغْفِرُ اللهَ، وإِنْ أَصَبْتُ فَمِنْ عِنْدِ اللهِ، والحَمْدُ للهِ
        والسَّلاَمُ عَلَيْكُمْ ورَحْمَةُ اللهِ وبَرَكَاتُهُ

        زائرنا الكريم نحن معك بقلوبنا
        كلنا آذان صاغيه لشكواك ونرحب بك دائما
        في
        :

        جباال من الحسنات في انتظارك





        تعليق

        المحتوى السابق تم حفظه تلقائيا. استعادة أو إلغاء.
        حفظ-تلقائي
        x
        إدراج: مصغرة صغير متوسط كبير الحجم الكامل إزالة  
        x
        أو نوع الملف مسموح به: jpg, jpeg, png, gif
        x
        x
        يعمل...
        X