إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

أفيدوني بارك الله فيكم

تقليص
X
  •  
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • أفيدوني بارك الله فيكم

    بداية بفضل الله كنت ارتدي الاسدال والحمدلله ارتديت النقاب منذ 4 سنوات ولااسمع اغاني ولا مسلسلا ت ولا شئ من هذا القبيل وتقدم لخطبتي شاب والحمدلله عرف ان انا منتقبة قبل مايدخل البيت لان تعلمون ان شباب اليومين دول معظمهم لايريدون النقاب المهم لم رأني وافق عليه وتم الاتفاق الحمدلله وهو ليس ملتحي وانا وافقت عليه وقلتله انا عمري ماهخلع النقاب قالي ادام انتي مقتنعه بيه خلاص وانتي عايزه تكشفي وجهك للناس ليه المهم اهلي موافقين عليه جدا عشان هو دكتور والحمدلله بيصلي ومش بيشرب سجاير وطيب جدا ومتفاهم وهو من عائلة محترمة
    دلوقتي انا خايفة من انه يقولي في يوم اخلعي النقاب لان كل شوية يقولي ماله كده الوجه والكفين وبعدين كل اللي كاشفين وجههم هيدخلوا النار ويقولي ماهي امي كانت لبسه خمار وماتت وكانت كويسة والحمدلله (مشكلته انه عايزني لانه بيقولي انا دعيت ربنا كتير في رمضان ان يرزقني زوجة تعني ع طاعة ربنا وسبحان الله هو تقدم لي في شهررمضان يوم 27 ومش عارفة ايه اللي عجبني فيه مع انه ليس ملتحي وهو مش مقتنع بالنقاب الي حد ما
    انا خايفة ارفضه من أهلي لانهم هيزعلوا جدا وخاصة انا مهندسة وهو دكتور وكمان بيقولولي بنات العيلة اللي اصغرمنك اتجوزوا وانتوا عارفين الكلام اللي الاهل بيقولوه لبناتهم
    والله انا في حيرة من امري وصليت استخارة كتير ودعيت ربنا والموضوع ربنا ميسره بس خايفة ع نقابي و مش عارفة اعمل ايه بالله عليكم لاتتركوني هكذا

  • #2
    رد: أفيدوني بارك الله فيكم

    بسم الله الرحمن الرحيم

    السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

    حياكِ الله أبنتنا الكريمة

    لِما التردد أبنتنا الكريمة ؟؟

    مادمتِ أخذتِ بالأسباب ظاهرها وباطنها .

    ظاهرها هو إلتزامه وحُسن خلقه وطيبته .

    وباطنها هي إستخارة الله عز وجل .

    لقد فوضتي أمركِ لله يا أبنتي حينما أستخرتهِ ... وإن الله تعالى أكرم من أن يخذل عباده المتوكّلين عليه .

    فـ توكلي على الله يا أبنتي ووافقي .. ولا تخشي شيئ قد أختاره الله لكِ .

    فهو جل وعلا أعلم بالغيب وأعلم إن كان هذا الزوج سيضركِ أم ينفعكِ .. وطالما فوضتِ أمركِ له جل وعلا فسيوفقكِ لما فيه الخير كل الخير لكِ إن شاء الله .

    أسأل الله تعالى أن يُثبتكِ على طاعته .. وأن يقر عينكِ بالزوج الصالح .


    م . م

    زائرنا الكريم نحن معك بقلوبنا
    كلنا آذان صاغيه لشكواك ونرحب بك دائما
    في
    :

    جباال من الحسنات في انتظارك





    تعليق


    • #3
      رد: أفيدوني بارك الله فيكم

      بِسْمِ اللهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ
      الأُخْتُ السَّائِلَةُ الكَرِيمَةُ
      السَّلاَمُ عَلَيْكُمْ ورَحْمَةُ اللهِ وبَرَكَاتُهُ
      أمَّا بَعْدُ؛
      فَالحَمْدُ للهِ؛
      بِدَايَةً نُنَبِّهُ عَلَى أَنَّ الخَاطِبَ إِذَا تَمَّت لَهُ الرُّؤْيَة الشَّرْعِيَّة وحَدَثَ القَبُول مِنَ الطَّرَفَيْنِ، فَلاَ يَجُوزُ أَنْ يَرَى مِنْ مَخْطُوبَتِهِ المُنْتَقِبَة شَيْئًا بَعْدَ ذَلِكَ، وتَعُود لكَامِل نِقَابهَا مَعَهُ، فَلْيُنْتَبَه لذَلِكَ.

      أَمَّا مَسْأَلَةُ إِقْرَارِهِ بالنِّقَابِ مَرَّة ثُمَّ ظُهُور كَلاَم لَهُ يُخَالِف مَا قَالَهُ بِدَايَةً، فَهَذَا يَدْعُو للشَّكِّ، إِذْ أَنَّ كَثِيرًا مِنَ النَّاسِ مَعَ الأَسَفِ يَنْتَهِجُونَ نَهْجًا غَيْرَ شَرِيفٍ للوُصُولِ إِلَى أَهْدَافِهِمْ وخَاصَّةً مَعَ المُنْتَقِبَاتِ، فَأَثْنَاء الخِطْبَة يَعِد ويُقْسِم ويُثْبِت، ثُمَّ بَعْدَ أَنْ يَنَالَ مَا يُرِيد، وتُصْبِح لَهُ الكَلِمَة عَلَى زَوْجَتِهِ بالعَقْدِ والدُّخُولِ، يخْلِفُ مَا وَعَدَ فِيهِ ويَحْنِثُ فِيمَا أَقْسَمَ عَلَيْهِ ويَرْجِعُ فِيمَا كَانَ يُثْبِتُهُ، ويَسْتَخْدِمُ سُلْطَةَ فَرْض الرَّأي بحُكْمِ كَوْنِهِ الزَّوْج، وهُوَ يَجْهَل أَنَّ هَذِهِ الأَفْعَال قَدْ تُوجِب فَسْخَ العَقْدِ لصَالِحِ زَوْجَته الَّتِي غَدَرَ بِهَا، لِذَا يَا أُخْتَاه عَلَيْكِ بالتَّأَكُّدِ الكَامِلِ مِنْ صِدْقِ كَلاَمِهِ أَوْ كَذِبِهِ بكُلِّ الطُّرُقِ حَتَّى لا تَقَعِي في حَرَجٍ فِيمَا بَعْدُ.

      أَمَّا عَنِ الفِكْرَةِ عُمُومًا، فَاعْلَمِي أَنَّ المُعْتَبَرَ في النِّكَاحِ هُوَ الكَفَاءَةُ في الدِّينِ لا في المَنَاصِبِ والدِّرَاسَاتِ والمَالِ، ومِنَ الكَفَاءَةِ في الدِّينِ أَنْ تَأْخُذِي مَنْ يُعِينكِ عَلَيْهِ لا مَنْ يُبَاعِدكِ عَنْهُ، ومَنْ يَرْتَقِي بِكِ فِيهِ لا مَنْ يُخَذِّلكِ ويُضْعِفكِ، ومَنْ هُوَ مُقَارِبٌ لمَنْهَجَكِ حَتَّى لا تَكْثُر بَيْنَكُمَا الخِلاَفَات والشِّقَاق، فَلَقَدْ قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ[ إذا جَاءَكُم مَنْ تَرْضَوْنَ دِينَهُ وخُلُقَهُ فَأنْكِحُوه، إلاَّ تَفْعَلُوا تَكُنْ فِتْنَة في الأرْضِ وفَسَاد، قَالُوا: يَا رَسُولَ الله؛ وإنْ كَانَ فِيهِ؟ قَالَ: إذا جَاءَكُم مَنْ تَرْضَوْنَ دِينَهُ وخُلُقَهُ فَأنْكِحُوه. ثَلاَث مَرَّات ] أي وإنْ كَانَ فِيهِ فَقْرٌ أَوْ قِلَّةُ نَسَبٍ أَوْ عِلْمٍ فَأَنْكِحُوه لدِينِهِ وخُلُقِهِ، قَالَ المُبَارَكْفُورِي في تُحْفَةِ الأَحْوَذِي [ قَوْلُهُ (وإِنْ كَانَ فِيهِ) أَي شَيْءٌ مِنْ قِلَّةِ المَالِ أَوْ عَدَمِ الكَفَاءَةِ ]، ولا يَجُوزُ لأَحَدٍ -لا زَوْجٍ ولا وَالِدَيْنِ ولا غَيْرِهِمْ- أَنْ يَمْنَعُوكِ مِنْ شَيْءٍ في الدِّينِ أَنْتِ عَلَى قَنَاعَةٍ بِهِ حَتَّى لَوْ خَالَفُوكِ هُمْ في هَذِهِ القَنَاعَة، فَهَذَا دِينٌ، يُدَانُ بِهِ لله رَبِّ العَالَمِينَ، لا يَجُوزُ لأَحَدٍ أَنْ يُجْبِرَ غَيْرُهُ عَلَىَ أَنْ يَدِينَ بَمِاَ يَدِينُ بِهِ هُوَ، وبالتَّالِي أَمَامكِ أَحَد خيَارَيْنِ: الأَوَّلُ أَنْ تَبْحَثِي عَنِ الكُفْءِ في الدِّينِ الَّذِي يُكَافِئكِ، والآخَر أَنْ تَشْتَرِطِي عَلَى هَذَا الشَّابّ شَرْطًا في العَقْدِ أَلاَّ يُجْبِرَكِ يَوْمًا عَلَى خَلْعِ نِقَابكِ، ولَوْ خَالَفَ هَذَا الشَّرْط يَوْمًا يُعْتَبَر العَقْد مَفْسُوخًا، وأَنَا أُحَبِّذُ الرَّأيَ الأَوَّلَ، إِذْ أَنَّ الزَّوَاجَ لَيْسَ مُقَامَرَة، نَرْضَى فِيهِ بأَيِّ أَحَدٍ عَلَى أَمَلِ أَنْ نَجِدَهُ صَالِحًا أو نُصْلِحَهُ فِيمَا بَعْدُ، وقَدْ لا يَكُون، بَلْ أَمَرَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ أَنْ نَأْخُذَ صَاحِبُ الدِّينِ، لا مَنْ يُمْكِن ونَرْجُو أَنْ يَكُونَ عِنْدَهُ دِين في المُسْتَقْبَلِ، فَلاَ يَعْلَمُ الغَيْبَ إِلاَّ الله، ومَنْ آمَلُ أَنْ أُغَيِّرَهُ أَنَا في المُسْتَقْبَلِ للأَحْسَنِ قَدْ يُغَيِّرُنِي هُوَ للأَسْوَأ، فَلاَ مَجَالَ للمُقَامَرَةِ في الزَّوَاجِ، لِذَا فَالبَحْثُ يَكُون وِفْقَ شُرُوطٍ مُحَدَّدَةٍ مِنَ البِدَايَةِ، مَنْ تَوَفَّرَت فِيهِ هَذِهِ الشُّرُوط هُوَ مَنْ يَتَقَدَّم للخِطْبَةِ والرُّؤْيَة، أَمَّا مَنْ لَمْ تَتَوَفَّر فِيهِ الشُّرُوط فَلاَ حَاجَةَ في أَنْ يَتَقَدَّمَ ويُرْفَضَ ويُحْسَبَ عَلَى الفَتَاةِ شَخْصًا.
      ولَكِنْ هُنَا يَنْبَغِي التَّنْبِيه عَلَى نُقْطَةٍ هَامَّةٍ حَتَّى لا يُفْهَم الكَلاَم عَلَى غَيْرِ مَعْنَاه، فَصَاحِب الدِّين المَرْجُوّ في الحَدِيثِ لا يَعْنِي أَنَّهُ لا يُخْطِئ ولا يَعْصِي، بَلْ بالطَّبْعِ سَتَكُون عِنْدَهُ أَخْطَاء وزَلاَّت كَكُلِّ البَشَرِ لأَنَّهُ غَيْر مَعْصُوم، ولَكِنْ مَعْنَى كَوْنه صَاحِب دِينٍ فَسَتَكُون زَلاَّته أَقَلّ، وعِنْدَهُ مِنَ الدِّينِ مَا يَحْمِيهِ مِنَ الوُقُوعِ في المَعَاصِي، وإِنْ وَقَعَ سَهَّلَ عَلَيْهِ العَوْدَة سَرِيعًا، فَهُو شَخْصٌ يَسْمَعُ ويُحْكَمُ بكَلاَمِ اللهِ ويُطَبِّق سُنَّة رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ، وإِنْ قَصَّرَ أَحْيَانًا عَادَ سَرِيعًا ونَدمَ، لِذَا فَإِنْ كَانَ هَذَا الشَّخْص رَجَّاعٌ إِلَى الحَقِّ، بمَعْنَى لَوْ أَهْدَيْتِهِ شَرِيطًا أَوْ كِتَابًا مَثَلاً عَنِ اللِّحْيَةِ فَاقْتَنَعَ بِمَا فِيهِ وأَطْلَقَهَا، أَوْ أَهْدَيْتِهِ شَرِيطًا أَوْ كِتَابًا عَنِ النِّقَابِ فَعَادَ عَنْ رَأْيِهِ الَّذِي قَالَهُ مِنْ قَبْل، فَهَذَا شَخْصٌ طَيِّبٌ فِيهِ خَيْر، يَحْتَاجُ فَقَط إِلَى تَشْجِيعٍ مِنْكِ، فَتُخْبِرِيه أَنَّ عَدَمَ إِطْلاَقِهِ اللِّحْيَة ورَفْضَهُ للنِّقَابِ أَمْرٌ يُحْزِنُكِ في مَنْ تَتَمَنِّينَهُ زَوْجًا، وأنَّهُ قَدْ يُؤَثِّر في قَرَارِكِ، وانْظُرِي مَاذَا سَيَقُول، فَرُبَّمَا كَتَبَ اللهُ لَهُ الخَيْر عَلَى يَدَيْكِ، ويَجُوزُ لَكِ أَنْ تَشْتَرِطِي عَلَيْهِ ذَلِكَ قَبْلَ العَقْدِ طَالَمَا هَذَا أَمْرٌ تُرِيدِينَهُ في زَوْجِكِ ومُوَافِقٌ للشَّرْعِ، ويُفْسَخ بذَلِكَ العَقْد لَوْ أَخْلَفَ الوَعْد كَمَا تَقَدَّمَ، وقَدْ وَرَدَ أَنَّ أُمَّ سُلَيْم رَضِيَ اللهُ عَنْهَا اشْتَرَطَت عَلَى أَبِي طَلْحَة أَنْ يُسْلِمَ، وجَعَلَتْ إِسْلاَمهُ مَهْرهَا، فَعَنْ أَنَسٍ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ قَالَ [ (خَطَبَ أَبُو طَلْحَةَ أُمَّ سُلَيْمٍ، فَقَالَتْ: وَاللهِ مَا مِثْلُكَ يَا أَبَا طَلْحَةَ يُرَدُّ، وَلَكِنَّكَ رَجُلٌ كَافِرٌ، وَأَنَا امْرَأَةٌ مُسْلِمَةٌ، وَلاَ يَحِلُّ لِي أَنْ أَتَزَوَّجَكَ، فَإِنْ تُسْلِمْ فَذَاكَ مَهْرِي، وَمَا أَسْأَلُكَ غَيْرَهُ، فَأَسْلَمَ فَكَانَ ذَلِكَ مَهْرَهَا). قَالَ ثَابِتٌ: فَمَا سَمِعْتُ بِامْرَأَةٍ قَطُّ كَانَتْ أَكْرَمَ مَهْرًا مِنْ أُمِّ سُلَيْمٍ: الإِسْلاَم ] رَوَاهُ النَّسَائِيُّ، وصَحَّحَهُ ابْنُ حَجَر في فَتْحِ البَارِي ورَدَّ عَلَى مَنْ أعَلَّ مَتْنَهُ، وصَحَّحَهُ الألْبَانِيُّ في صَحِيحِ النَّسَائِيّ، ويُقَاسُ عَلَى ذَلِكَ اشْتِرَاطُ المَرْأةِ عَلَى الخَاطِبِ تَرْك مَعْصِيَة أَوْ فِعْل طَاعَة، ويَنْصَحُ العُلَمَاءُ أَلاَّ يَتِمَّ النِّكَاح حَتَّى تَمْضِي فَتْرَة تَظْهَرُ فِيهَا تَوْبَتُهُ وصِدْقُهُ في تَرْكِ هَذِهِ المَعْصِيَة أَوِ الْتِزَامِهِ بهَذِهِ الطَّاعَة، أَمَّا إِذَا كُنْتِ لا تُرِيدِينَ خَوْضَ هَذِهِ التَّجْرِبَة، وتُرِيدِينَ زَوْجًا مُرْضِي الدِّين مِنَ البِدَايَةِ، فَهَذَا رَاجِعٌ لَكِ.

      وأَمَّا بخُصُوصِ أَهْلكِ، فَيَجِبُ أَنْ تَشْرَحِي لَهُم الأَمْر في ضَوْءِ أَنَّ هَذَا الاخْتِيَار هُوَ اخْتِيَاركِ الَّذِي سَتَتَأَثَّر بِهِ حَيَاتكِ كُلّهَا وحَيَاة أَوْلاَدكِ فِيمَا بَعْدُ في الدُّنْيَا، ومَصِيركِ في الآخِرَةِ، وأَنَّهُ حَقّكِ الَّذِي شَرَعَهُ اللهُ لَكِ، فَلاَ يُمْكِن لأَحَدٍ أَنْ يُجْبِرَكِ فِيهِ عَلَى شَيْءٍ أَنْتِ متُشَكَكِّةٌ فِيهِ أَوْ مُتَخَوِّفَةٌ مِنْهُ، ولا يَحِقّ لأَحَدٍ أَنْ يَسْلُبَكِ حَقّ الاخْتِيَار الَّذِي كَفَلَهُ اللهُ لَكِ طَالَمَا لَمْ تُخَالِفِي شَرْعَهُ في شَيْءٍ، بَلْ إِنْ لَمْ يَكُنِ الأَمْر عَنْ كَامِلِ رِضًا وقَبُولٍ مِنْكِ فَلاَ مَعْنَى لَهُ ولا مَعْنَى لرِضَا أَوْ قَبُول الآخَرِينَ فِيهِ، فَلَيْسُوا هُمْ مَنْ سَيَتَأَثَّرُوا بنَتِيجَةِ هَذَا الاخْتِيَارِ، وعَلَيْكِ أَيْضًا بشَرْحِ وَصَايَا الرَّسُول صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ في اخْتِيَارِ الزَّوْج، وأَنَّهُ لَيْسَ صَاحِب الدِّين هُوَ الَّذِي يُصَلِّي فَقَط ثُمَّ يُخَالِف في حَيَاتِهِ مَعْنَى هَذِهِ الصَّلاَة برَفْضِ بَقِيَّة أُمُور الشَّرْع، بَلِ اشْرَحِي لَهُم أَنَّ اللهَ أَسْقَطَ الوِلاَيَة عَنْ وَلِيِّ المَرْأَة المُعْضِل لَهَا الَّذِي يَمْنَعهَا مِنَ الزَّوَاجِ بالكُفْءِ الَّذِي تَرْتَضِيه لنَفْسِهَا، حَتَّى يَعْلَمُوا أَنَّ المَسْأَلَةَ لَيْسَت مَسْأَلَة تَسَلُّط وفَرْض رَأْي لمَكَانَتِهِمَا كَوَالِدَيْنِ، بَلْ هُنَاكَ حُقُوقٌ يَجِبُ أَنْ تُرَاعَى وضَوَابِط يَجِب أَنْ تُلْتَزَم حَتَّى يَأْتِيَ الزَّوَاج بثِمَارِهِ عَلَى مُرَادِ اللهِ لا عَلَى مُرَادِ البَشَرِ، قَالَ الشَّيْخُ ابْنُ عُثَيْمِين [ أَمَّا بالنِّسْبَةِ للأَوْلاَدِ: فَإِنِّي أَنْصَحُهُمْ بأَنْ يَصْبِرُوا ويَحْتَسِبُوا الأَجْرَ مِنَ اللهِ عَزَّ وجَلَّ، ويَسْأَلُوا اللهَ تَعَالَى أَلاَّ يُسَلِّطَ عَلَيْهِمْ آبَاءِهِمْ وأُمَّهَاتِهِمْ، وليَعْلَمُوا أَنَّ لِكُلِّ أَزْمَةٍ فَرَجًا وأَنَّ اللهَ تَعَالَى يجْزِي الصَّابِرِينَ أَجْرهُمْ بغَيْرِ حِسَابٍ، ثُمَّ إِذَا أَمَرَهُم آبَاؤُهُمْ أَوْ أُمَّهَاتُهُمْ بأَمْرٍ فِيهِ مَشَقَّة عَلَيْهِم ولَيْسَ فِيهِ مَصْلَحَة للأَبَوَيْنِ، أَوْ أَمَرُوهُمْ بأَمْرٍ فِيهِ ضَرَرٌ في دِينِهِمْ أَوْ دُنْيَاهُمْ: فَإِنَّهُ لا يَجِبُ عَلَيْهِمْ طَاعَة الوَالِدَيْنِ في ذَلِكَ؛ لأَنَّ طَاعَةَ الوَالِدَيْنِ إِنَّمَا تَجِبُ فِيمَا إِذَا كَانَ الأَمْرُ يَنْفَعَ الوَالِدَيْنِ ولا يَضُرّ الأَوْلاَد، ولْيُفَضِّلُوا دَائِمًا جَانِبَ الصَّبْرِ والاحْتِسَابِ وانْتِظَارِ الفَرَج، ولْيَدْعُوا اللهَ تَعَالَى بذَلِكَ فَإِنَّ اللهَ تَعَالَى يَقُولُ (وَإِذَا سَأَلَكَ عِبَادِي عَنِّي فَإِنِّي قَرِيبٌ أُجِيبُ دَعْوَةَ الدَّاعِي إِذَا دَعَانِي فَلْيَسْتَجِيبُوا لِي وَلْيُؤْمِنُوا بِي لَعَلَّهُمْ يَرْشُدُونَ ] فَتَاوَى نُورٌ عَلَى الدَّرْبِ (شَرِيطٌ رَقْم 297)، ويَقُولُ الشَّيْخُ مُحَمَّد رَشِيد رِضَا رَحِمَهُ اللهُ [ النَّاسُ يَظُنُّونَ أَنَّ وَصَايَا الوَالِدَيْنِ حُجَّةٌ عَلَى أَنَّ للوَالِدَيْنِ أَنْ يَعْبَثَا باسْتِقْلاَلِ الوَلَد مَا شَاءَ هَوَاهُمَا، وأَنَّهُ لَيْسَ للوَلَدِ أَنْ يُخَالِفَ رَأْيَ وَالِدَيْهِ ولا هَوَاهُمَا، وإِنْ كَانَ هُوَ عَالِمًا وهُمَا جَاهِلَيْنِ بمَصَالِحَهُ وبمَصَالِحَ الأُمَّة والمِلَّة، وهَذَا الجَهْلُ الشَّائِعُ مِمَّا يَزِيدُ الآبَاء والأُمَّهَات إِغْرَاءً بالاسْتِبْدَادِ في سِيَاسَتِهِمْ للأَوْلاَدِ، فَيَحْسَبُونَ أَنَّ مَقَامَ الوَالِدِيَّة يَقْتَضِي بذَاتِهِ أَنْ يَكُونَ رَأْيُ الوَلَدِ وعَقْلُهُ وفَهْمُهُ دُونَ رَأْيِ وَالِدَيْهِ وعَقْلِهِمَا وفَهْمِهِمَا، كَمَا يَحْسِبُ المُلُوكُ والأُمَرَاءُ المُسْتَبِدُّونَ أَنَّهُم أَعْلَى مِنْ جَمِيعِ أَفْرَاد رَعَايَاهُمْ عَقْلاً وفَهْمًا ورَأْيًا. إِذَا طَالَ الأَمَدُ عَلَى هَذَا الجَهْلِ الفَاشِي في أُمَّتِنَا فَإِنَّ الأُمَمَ الَّتِي تُرَبِّي أَوْلاَدَهَا عَلَى الاسْتِقْلاَلِ الشَّخْصِيّ تَسْتَعْبِد مَنْ بَقِيَ مِنْ شُعُوبِنَا خَارِجًا عَنْ مُحِيطِ سُلْطَتهَا قَبْلَ أَنْ يَنْقَضِيَ هَذَا الجَهْلُ. يَجِبُ أَنْ نَفْهَمَ أَنَّ الإِحْسَانَ بالوَالِدَيْنِ الَّذِي أُمِرْنَا بِهِ في دِينِ الفِطْرَة هُوَ أَنْ نَكُونَ في غَايَةِ الأَدَبِ مَعَ الوَالِدَيْنِ في القَوْلِ والعَمَلِ بحَسْبِ العُرْف حَتَّى يَكُونَا مَغْبُوطِينَ بِنَا، وأَنْ نَكْفِيهِمَا أَمْرَ مَا يَحْتَاجَانِ إِلَيْهِ مِنَ الأُمُورِ المَشْرُوعَةِ المَعْرُوفَةِ بحَسْبِ اسْتِطَاعَتنَا، ولا يَدْخُل في ذَلِكَ شَيْءٌ مِنْ سَلْبِ حُرِّيَّتنَا واسْتِقْلاَلنَا في شُئُونِنَا الشَّخْصِيَّة والمَنْزِلِيَّة، ولا في أَعْمَالِنَا لأَنْفُسِنَا ولِمِلَّتِنَا ولِدَوْلَتِنَا، فَإِذَا أَرَادَ أَحَدُهُمَا أَوْ كِلاَهُمَا الاسْتِبْدَاد في تَصَرُّفِنَا فَلَيْسَ مِنَ البِرِّ ولا مِنَ الإِحْسَانِ شَرْعًا أَنْ نَتْرُكَ مَا نَرَى فِيهِ الخَيْر العَامّ أَوِ الخَاصّ، أَوْ نَعْمَل مَا نَرَى فِيهِ الضُّرّ العَامّ أَوِ الخَاصّ، عَمَلاً برَأْيِهِمَا واتِّبَاعًا لهَوَاهِمَا ] تَفْسِيرُ المَنَارِ (5/ 72 - 75).

      ويَجُوزُ للفَتَاةِ الَّتِي تُرِيدُ تَطْبِيق شَرْع الله واخْتِيَار الزَّوْج عَلَى أَسَاسِ الدِّينِ، ولَمْ يَتَقَدَّم لَهَا مَنْ هُوَ كَذَلِكَ، أَنْ تَبْحَثَ هِيَ عَنْهُ وتَخْتَارهُ زَوْجًا لا أَنْ تَنْتَظِرَهُ ليَخْتَارَهَا، فَيَجُوزُ للفَتَاةِ إِذَا وَجَدَت مَنْ تَتَوَسَّم فِيهِ الدِّين والخُلُق الذي يُرْضِيهَا أَنْ تَطْلُبَ مِنْهُ الزَّوَاج، وسَيَأْتِي بَيَانُ ذَلِكَ في الفَتَاوَى، وإِلَيْكِ مَوْقِع العفاف، الَّذِي يُشْرِفُ عَلَيْهِ فَضِيلَة الشَّيْخ سعيد عبد العظيم، وهُوَ مَوْقِعٌ للزَّوَاجِ الشَّرْعِيِّ بدُونِ مُخَالَفَاتِ المَوَاقِع المُشَابِهَة المُتَعَارَف عَلَيْهَا:
      شبكة العفاف
      فَيُمْكِنُكِ الاشْتِرَاك فِيهِ، رُبَّمَا قَدَّرَ اللهُ لَكِ زَوْجًا عَنْ طَرِيقِهِ، وأَنْصَحُكِ أَنْ تَتَصَفَّحِي المَوْقِع أَوَّلاً وتَقْرَئِي بَعْضَ اسْتِمَارَات الأَخَوَات لتَعْرِفِي كَيْفَ تَسِيرُ الأُمُور، كَمَا تَقْرَئِي شُرُوطَ التَّسْجِيل، ثُمَّ تَقُومِي بعَمَلِ اسْتِمَارَةٍ لنَفْسِكِ، وإِذَا قَدَّرَ اللهُ لَكِ زَوْجًا عَنْ طَرِيقِ المَوْقِع، لا تُخْبِرِي أَهْلكِ عَنِ الطَّرِيقَةِ الَّتِي وَجَدْتِهِ بِهَا، وإِنَّمَا قُولِي لَهُمْ أَنَّ أُخْتًا لَكِ في اللهِ هي الَّتِي رَشَّحَتكِ لَهُ ورَشَّحَتْهُ لَكِ، وهَذَا لَيْسَ كَذِبًا، لأَنَّ المَسْئُول عَنِ اسْتِمَارَاتِ الأَخَوَات في المَوْقِع هِيَ أُخْت فِعْلاً، وهَذَا مِنَ المُدَارَاةِ لتَجَنُّب الحَرَج مَعَ الأَهْلِ الَّذِينَ قَدْ لا يُقَدِّرُونَ المَوْقِف.

      كما يُمْكِنُكِ إِعْطَاء الفَتَاوَى التَّالِيَة لَوَالِدَيْكِ أَوْ قِرَاءَتهَا عَلَيْهِمَا، وكَذَا تَوْسِيط مَنْ لَهُمْ كَلِمَة مَسْمُوعَة عِنْدَهُم مِنْ أَصْحَابِ الدِّينِ والعِلْمِ مِنَ المَعَارِف ليُكَلِّمُوهُمْ ويَقِفُوا في جَانِبِكِ، وكَذَا يَجِبُ شَرْح أَمْر الزَّوَاج لَهُم عَلَى أَنَّهُ قَدَرٌ مَكْتُوبٌ لَنْ يَتَأَثَّر لا بسِنٍّ ولا بكَلاَمِ النَّاسِ، وأَكْثِرِي مِنَ الدُّعَاءِ لَهُم، ولَكِ، واسْتَخِيرِي اللهَ بصَلاَةِ الاسْتِخَارَة، واللهُ المُوَفِّقُ.

      ولمَزِيدٍ مِنَ الفَائِدَةِ تُرَاجَع الفَتَاوَى التَّالِيَة:
      هل الزواج من القدر المكتوب فى اللوح المحفوظ
      الزواج والقضاء والقدر
      الزواج والعنوسة كلٌّ مقدر بأسبابه
      الإيمان بالقدر لا يعني التخلي عن الأسباب
      تأخر الزواج وعلاقته بالقضاء والقدَر
      هل زواجي مقدَّر؟ وهل الطاعة والمعصية تغيران القدَر؟
      هل شريكة الحياة اختيار من العبد أو قضاء من الله
      ------------
      أهله يريدون تزويجه فتاة غير متدينة ويقولون ستتغير مع الوقت
      والدها لا يقبل تزويجها ممن يتبع المنهج السلفي
      ------------
      ضوابط وجوب طاعة الوالدين
      ------------
      هل تعرض نفسها على رجل صالح ليجد لها زوجا؟
      إذا أعجبت المرأة بخلق ودين رجل فهل تعرض نفسها عليه ليتزوجها؟
      هل يجوز للمرأة المسلمة أن تطلب من الرجل أن يتزوجها؟
      ------------
      كيف تعرف حال مَن تقدَّم لخطبتها؟
      سؤال المرأة عن دين من تقدم لخطبتها ليس تعقيداً
      هل تتنازل عن شرط عدم إدخال القنوات الفضائية في المتقدم لخطبتها؟
      مواصفات الزوج المسلم
      ------------
      صلاة الاستخارة
      طريقة مبتدعة لطلب الرؤيا بعد الاستخارة
      كيفية صلاة الاستخارة وشرح دعائها
      متى يكون الدعاء في صلاة الاستخارة
      صلّى الاستخارة ولم يحسّ بأيّ شيء
      كيف يمكن الاستفادة من صلاة الاستخارة بشكل صحيح؟
      الاستخارة لا تتعارض مع تحكيم العقل والنظر في الأسباب للترجيح بين الخيارين
      الدعاء بالاستخارة من غير صلاة
      هل تستحب قراءة سورة معينة في صلاة الاستخارة؟
      هل يمكن الجمع بين عدة أمور في صلاة استخارة واحدة؟
      ------------
      هل يشترط لبس النقاب للمرأة
      الراجح في حكم تغطية الوجه
      حكم تغطية الوجه بالأدلة التفصيلية
      والدها يرى استحباب النقاب ويأمرها بتركه وترى هي وجوبه
      فِيدْيُو: الشُّهُبُ والحِرَابُ عَلَى مُنْكِرِي مَشْرُوعِيَّة النِّقَاب للشَّيْخِ أحْمَد النَّقِيب
      فِيدْيُو: إلْزَامُ العَاصِي القَائِل بأنَّ النِّقَابَ لَيْسَ مِنَ الإسْلاَمِ للشَّيْخِ أحْمَد النَّقِيب
      فِيدْيُو: فَصْلُ الخِطَابِ في أمْرِ النِّقَابِ للشَّيْخِ مُحَمَّد الزُّغْبِي
      فِيدْيُو: النِّقَابُ عَادَة أمْ عِبَادَة للشَّيْخِ مُسْعَد أنْوَر
      فِيدْيُو: فَصْلُ الخِطَابِ في حُكْمِ النِّقَابِ للشَّيْخِ مُسْعَد أنْوَر
      فِيدْيُو: شُبُهَاتٌ حَوْلَ النِّقَاب للشَّيْخِ مُسْعَد أنْوَر
      كِتَابُ: أدِلَّة الحِجَاب (الجُزْءُ الثَّالِثُ مِنْ كِتَابِ عَوْدَة الحِجَاب)، للشَّيْخِ مُحَمَّد إسْمَاعِيل المُقَدِّم
      كِتَابُ: الرَّدّ العِلْمِيّ عَلَى كِتَابِ (تَذْكِيرُ الأحْبَابِ بتَحْرِيمِ النِّقَابِ)، للشَّيْخِ مُحَمَّد إسْمَاعِيل المُقَدِّم
      كِتَابُ: الدَّلاَلَة المُحْكَمَة لآيَاتِ الحِجَاب عَلَى وُجُوبِ غِطَاء وَجْه المَرْأة، للشَّيْخِ لُطْف الله خُوجَه – الأُسْتَاذُ المُسَاعِدُ بقِسْمِ العَقِيدَةِ بجَامِعَةِ أُمّ القُرَى بمَكَّة
      كِتَابُ: فَتَاوَى كِبَار عُلَمَاء الأزْهَر في النِّقَابِ، مَجْمُوعَةٌ مِنْ كِبَارِ عُلَمَاءِ الأزْهَر

      وهَذَا مَا أَعْلَمُ؛ واللهُ تَعَالَى أَعْلَى وأَعْلَمُ
      إِنْ أَخْطَأْتُ فَمِنْ نَفْسِي، وأَسْتَغْفِرُ اللهَ، وإِنْ أَصَبْتُ فَمِنْ عِنْدِ اللهِ، والحَمْدُ للهِ
      والسَّلاَمُ عَلَيْكُمْ ورَحْمَةُ اللهِ وبَرَكَاتُهُ

      زائرنا الكريم نحن معك بقلوبنا
      كلنا آذان صاغيه لشكواك ونرحب بك دائما
      في
      :

      جباال من الحسنات في انتظارك





      تعليق

      المحتوى السابق تم حفظه تلقائيا. استعادة أو إلغاء.
      حفظ-تلقائي
      x
      إدراج: مصغرة صغير متوسط كبير الحجم الكامل إزالة  
      x
      أو نوع الملف مسموح به: jpg, jpeg, png, gif
      x
      x
      يعمل...
      X