هل يجوز قبولى لهذه الوظيفة أم لا؟

[غير مسجل]

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
هل يجوز قبولى لهذا العمل ام لا ... أنا من أبناء العاملين بأحد الشركات الحكومية وكان هناك إعلان عن وظائف بالشركة فتقدمت بطلب وظيفة تناسب مؤهلى وكان هناك امتحان لكل المتقدمين لهذه الوظائف .. الامتحان الاول معلومات عامة والثانى لغة انجليزية والثالث فى الحاسب الآلى فذهبت الى الامتحان وكان المسؤول عن امتحان المعلومات العامة صديقاً لوالدى فسألنى هل أسألكِ فقلت له نعم اسألنى فقال لا ولم يسألنى -ونجحنى دون ان يسألنى- ثم امتحنت اللغة الانجليزية والحاسب الالى ونجحت فيهما والحمد لله
فهل يجوز قبولى لهذه الوظيفة ام لا؟ علماً بأن والدى لم يطلب من صديقه ألا يسألنى وأننى قد خرجت حزينة من الامتحان لانه لم يفعل
أأسف لإطالة وجزاكم الله خيراً

[فريق استشارات سرك فى بير(الأخوات)]

رد: هل يجوز قبولى لهذه الوظيفة أم لا؟

بِسْمِ اللهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ
الأُخْتُ السَّائِلَةُ الكَرِيمَةُ
السَّلاَمُ عَلَيْكُمْ ورَحْمَةُ اللهِ وبَرَكَاتُهُ
أمَّا بَعْدُ؛
فَالحَمْدُ للهِ؛
بَارَكَ اللهُ فِيكِ أُخْتنَا الفَاضِلَة عَلَى تَحَرِّيكِ الحَقَّ، جَعَلَكِ اللهُ دَوْمًا مِنْ أَهْلِهِ وأَغْنَاكِ بِهِ، اللَّهُمَّ آمِينَ.

أَمَّا بالنِّسْبَةِ لِمَا حَدَثَ، فَهُوَ لَيْسَ بوَاسِطَةٍ، لأَنَّهُ حَسْبَ مَا جَاءَ في كَلاَمِكِ لَمْ يَكُنْ بطَلَبٍ مُسْبَقٍ مِنْكِ أَوْ مِنْ وَالِدِكِ، بَلْ فَعَلَهَا المُوَظَّفُ مِنْ تِلْقَاءِ نَفْسِهِ كَنَوْعٍ مِنْ إِسْدَاءِ الخِدْمَة لصَدِيقِهِ (وَالِدكِ)، وبالتَّالِي الإِثْمُ يَقَعُ عَلَيْهِ أَوَّلاً لإِهْمَالِهِ في وَظِيفَتِهِ وعَدَمِ قِيَامِهِ بأَمَانَةِ اخْتِبَار النَّاس دُونَ تَفْرِقَةٍ لصَالِح أَحَدٍ أَوْ تَعَصُّبٍ ضِدَّ أَحَدٍ.

وسَوَاء كَانَت وَاسِطَة أَوْ لا، فَلَوْ تَرَتَّبَ عَلَيْهَا حِرْمَان مَنْ هُوَ أَوْلَى وأَحَقّ بالتَّعْيُّنِ فِيهَا مِنْ جِهَةِ الكِفَايَة العِلْمِيَّة الَّتِي تَتَعَلَّقُ بِالوَظِيفَةِ، فَهِيَ حَرَامٌ لِمَا تُسَبِّبهُ مِنْ مَفَاسِدَ؛ فَهِيَ ظُلْمٌ لِمَنْ هُوَ أَحَقُّ بِهَا مِنَ المُتَقَدِّمِينَ للاخْتِبَارِ، وظُلْمٌ لأُولِي الأَمْر بسَبَبِ حِرْمَانِهِمْ مِنْ عَمَلِ الأَكِفَّاء وخِدْمَتِهِمْ لَهُم، واعْتِدَاءٌ عَلَى الأُمَّةِ بحِرْمَانِهَا مِمَّنْ يُنْجِز أَعْمَالَهَا ويُتْقِنهَا.

فَإِنْ كَانَ القَبُولُ في الشَّرِكَةِ يَشْتَرِطَ النَّجَاح في كُلِّ الاخْتِبَارَاتِ مُجْتَمِعَة، فَلاَ يَجُوزُ لَكِ قَبُول هَذَا العَمَل لعَدَمِ اجْتِيَازكِ لأَحَدِ اخْتِبَارَاتِهِ، وإِنْ كَانَ يُمْكِنُكِ الذّهَاب ثَانِيَةً ومُطَالَبَةِ هَذَا الشَّخْص بعَمَلِ الاخْتِبَار لَكِ عَلَى أَنْ يَتَّقِ الله في تَصْحِيحِهِ، فَلاَ بَأْسَ وَقْتهَا.

أَمَّا إِذَا أَصَرَّ عَلَى مَوْقِفِهِ وأَنَّهُ لَنْ يَسْتَطِيعَ وإِلاَّ كَشَفَ نَفْسَهُ، وكَانَ لاَبُدَّ مِنَ اجْتِيَازِ كُلّ الاخْتِبَارَات، فَأَنَا أَرَى أَنْ تَتْرُكِي هَذَا العَمَل اتِّقَاءً للشُّبُهَاتِ، فَمَنِ اجْتَنَبَ مَوَاطِنَ الشُّبُهَاتِ فَقَدِ اسْتَبْرَأَ لدِينِهِ، ومَنْ تَرَكَ شَيْئًا للهِ عَوَّضَهُ اللهُ خَيْرًا مِنْهُ.

وأَمَّا عضنْ مَسْأَلَةِ خُرُوجكِ للعَمَلِ عُمُومًا، فَلاَ نَرَى ذَلِكَ إِلاَّ لضَرُورَةٍ، والضَّرُورَةُ تُقَدَّرُ بقَدْرِهَا وتَنْضَبِطُ بضَوَابِطَ الشَّرْعِ، والأَصْلُ في المَرْأَةِ القَرَار في بَيْتِهَا، فَإِنِ احْتَاجَت للخُرُوجِ للعَمَلِ فَإِنَّهُ يَكُون في أَضْيَق نِطَاقٍ، وبضَوَابِطَ كَثِيرَةٍ، إِنْ لَمْ تُرَاعَ هَذِهِ الشُّرُوط والضَّوَابِط فَخُرُوجُهَا مُحَرَّمٌ.

ولمَزِيدٍ مِنَ الفَائِدَةِ تُرَاجَع الفَتَاوَى التَّالِيَة:
أختار ايه
حكم الواسطة من أجل الحصول على وظيفة أو غيرها
حصل على شهادته الجامعية بالواسطة وعمل بها فماذا يصنع؟
ضوابط عمل المرأة خارج بيتها
ضوابط عمل المرأة في الإسلام

http://www.youtube.com/watch?v=tDFZ6MOxqos

http://www.youtube.com/watch?v=CFXloWfY1Nk

http://www.youtube.com/watch?v=HqvZ9vJOfNY

وهَذَا مَا أَعْلَمُ؛ واللهُ تَعَالَى أَعْلَى وأَعْلَمُ
إِنْ أَخْطَأْتُ فَمِنْ نَفْسِي، وأَسْتَغْفِرُ اللهَ، وإِنْ أَصَبْتُ فَمِنْ عِنْدِ اللهِ، والحَمْدُ للهِ
والسَّلاَمُ عَلَيْكُمْ ورَحْمَةُ اللهِ وبَرَكَاتُهُ