انا مش باعرف استمتع باي حاجة اعملها خالص مش باشعر بالسعادة وانا باقرا وانا باعمل اي حاجة علي طول حزينة
إعـــــــلان
تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.
انا مش باعرف استمتع باي حاجة اعملها
تقليص
X
-
رد: انا مش باعرف استمتع باي حاجة اعملها
. عن أبي هريرة رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال : ( الْمُؤْمِنُ الْقَوِيُّ خَيْرٌ وَأَحَبُّ إِلَى اللَّهِ مِنْ الْمُؤْمِنِ الضَّعِيفِ ، وَفِي كُلٍّ خَيْرٌ ، احْرِصْ عَلَى مَا يَنْفَعُكَ ، وَاسْتَعِنْ بِاللَّهِ وَلَا تَعْجَزْ ، وَإِنْ أَصَابَكَ شَيْءٌ فَلَا تَقُلْ لَوْ أَنِّي فَعَلْتُ كَانَ كَذَا وَكَذَا وَلَكِنْ قُلْ قَدَرُ اللَّهِ وَمَا شَاءَ فَعَلَ فَإِنَّ لَوْ تَفْتَحُ عَمَلَ الشَّيْطَانِ ) . رواه مسلم ( 2664 ) .الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله صلى الله عليه وسلم ,أما بعد ,مرحبا ابنتى الفاضله ,واعلمى بنيتى أن الشقاء الحقيقي هو شقاء القلب بسبب الذنوب والمعاصي ، وهذا الشقاء لو كان معه مال الدنيا فلن يشعر صاحبه بسعادة في قلبه ، ولن يقف الأمر عند دنياه بل سيتعدى الأمر معه في الشقاء والعقوبة إلى الآخرة ، قال تعالى : ( فَمَنِ اتَّبَعَ هُدَايَ فَلَا يَضِلُّ وَلَا يَشْقَى . وَمَنْ أَعْرَضَ عَن ذِكْرِي فَإِنَّ لَهُ مَعِيشَةً ضَنكًا وَنَحْشُرُهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ أَعْمَى ) طه/ 123 ، 124 .
واعلمى أن السعادة الحقيقية هي سعادة القلب بالإيمان والثقة بالله ، ولا يرزق ذلك إلا من عرف ربَّه حق المعرفة فأدَّى أوامره وابتعد عن نواهيه ، وهذه السعادة سيشعر بها المسلم حتى لو كان ثمة ضيق في معيشته الدنيوية من فقر أو شظف عيش ، وهذه السعادة ستستمر معه إلى داره الأخروية ، قال تعالى : ( مَنْ عَمِلَ صَالِحًا مِّن ذَكَرٍ أَوْ أُنثَى وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَلَنُحْيِيَنَّهُ حَيَاةً طَيِّبَةً وَلَنَجْزِيَنَّهُمْ أَجْرَهُم بِأَحْسَنِ مَا كَانُواْ يَعْمَلُونَ ) النحل/ 97 .
قال ابن القيم رحمه الله : " فتضمن هذا الحديث الشريف أصولا عظيمة من أصول الإيمان ..، ومنها :
أن سعادة الإنسان في حرصه على ما ينفعه في معاشه ومعاده ، والحرص هو بذل الجهد واستفراغ الوسع ... ، ولما كان حرص الإنسان وفعله إنما هو بمعونة الله ومشيئته وتوفيقه أمره أن يستعين به ، ليجتمع له مقام إياك نعبد وإياك نستعين ، فإن حرصه على ما ينفعه عبادة لله ، ولا تتم إلا بمعونته ؛ فأمره بأن يعبده وأن يستعين به .
ثم قال : ( ولا تعجز ) ؛ فإن العجز ينافي حرصه على ما ينفعه ، وينافي استعانته بالله ، فالحريص على ما ينفعه ، المستعين بالله ، ضد العاجز ؛ فهذا إرشاد له قبل وقوع المقدور إلى ما هو من أعظم أسباب حصوله ، وهو الحرص عليه مع الاستعانة بمن أزمة الأمور بيده ، ومصدرها منه ، ومردها إليه ؛ فإن فاته ما لم يُقَدَّرْ له ، فله حالتان : حالة عجز ، وهي مفتاح عمل الشيطان ؛ فيلقيه العجز إلى لو ، ولا فائدة في لو ههنا ، بل هي مفتاح اللوم والجزع والسخط والأسف والحزن ، وذلك كله من عمل الشيطان ، فنهاه صلى الله عليه وسلم عن افتتاح عمله بهذا المفتاح ، وأمره بالحالة الثانية ، وهي : النظر إلى القدر وملاحظته ، وأنه لو قدر له لم يفت ولم يغلبه عليه أحد ؛ ... فلهذا قال : ( فإن غلبك أمر فلا تقل لو أني فعلت لكان كذا ولكن قل قدر الله وما شاء فعل ) ، فأرشده إلى ما ينفعه في الحالتين : حالة حصول مطلوبة ، وحالة فواته ، فلهذا كان هذا الحديث مما لا يستغني عنه العبد أبدا "
شفاء العليل ( 37-38 ) .
وهو بهذا الفكر يتجاوز كل عقبة وكل فشل ، لا يعجزه شيء ، وليس لأمانيه حدود ، وليس لهمته وعزيمته نهاية .
بل يعلم أن الفشل إنما هو دليل على العمل ، لأن الذي يعمل هو الذي قد يفشل ، وأما القاعد المتكاسل فلا يصيب فشلا ولا نجاحا ، والعمل لا بد أن يثمر النجاح يوما ولو بعد حين ، فهو لذلك يتخذ من الفشل خطوة نحو النجاح ، يتنبه به على مواطن الخلل والنقص ، ويحاول تجاوزها وإصلاحها بدلا من حزنه وعدم استمتاعه بشىء فى حياته ، فيعود أقوى وأصلب مما كان عليه من قبل ، حتى يصيب النجاح الذي يسعى إليه .
وما باب التوبة الذي فتحه الله تعالى للذين يخطئون ويفشلون إلا حافز آخر لتجاوز مراحل الفشل إلى مراقي النجاح ، خاصة إذا استفاد المقصر من تجربته ، حتى قال بعض السلف : " معصية تورث ذلا وانكسارا خير من طاعة تورث عجبا واستكبارا " .
وأخيراً ، ومع كل هذه الحوافز والدوافع نحو النجاح وتجاوز الفشل لا يبقى عذر لقاعد أو متكاسل أو محبط ، فالسبيل ميسر ، إنما يَطلُبُ منك شيئا من العزيمة والإرادة والحكمة .
يقول النبي صلى الله عليه وسلم : ( كُلُّ أُمَّتِي يَدخُلُونَ الجَنَّةَ إِلَّا مَن أَبَى ) رواه البخارى
هذا هو المنهج الذي يعيش وفقه المسلم ويفهم من خلاله الحياة ، ومن انطلق من هذا الفهم فإنه لا بد سيقوده إلى النجاح والشعور بالسعاده والتفوق في أمور دينه ودنياه ، لأن المؤمن يعلم أنه مطالب بإقامة الحق والعدل في هذه الدنيا لقول الله تعالى : ( لَقَدْ أَرْسَلْنَا رُسُلَنَا بِالْبَيِّنَاتِ وَأَنزَلْنَا مَعَهُمُ الْكِتَابَ وَالْمِيزَانَ لِيَقُومَ النَّاسُ بِالْقِسْطِ ) الحديد/25 ،
والله أعلم .
- اقتباس
تعليق