يوجد دعاء معروف -اللهم انى لا اسألك رد القضاء ولكنى اسألك اللطف فيه - هل الدعاء بهذه بالصيغه جائز شرعا ؟؟
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته .. حياكم الله تعالى .. بالنسبة لسؤالكم فللشيخ ابن عثيمين - رحمه الله - تعليق في هذه المسألة / [وفي هذا المقام يُنكَرُ على من يقولون: (اللهم إني لا أسألك رد القضاء ولكن أسألك اللطف فيه) فهذا دعاء بدعي باطل، فإذا قال: (اللهم إني لا أسألك رد القضاء ولكن أسألك اللطف فيه) معناه أنه مستغن، أي افعل ما شئت ولكن خفف وهذا غلط، فالإنسان يسأل الله عزّ وجل رفع البلاء نهائياً فيقول مثلاً: اللهم عافني، اللهم ارزقني وما أشبه ذلك. وإذا كان النبي صلى الله عليه وسلم قال:لاَ يَقُلْ أَحَدُكُمُ اللَّهَمَّ اِغْفِرْ لِي إِنْ شِئْتَ [41] فقولك: (لا أسألك رد القضاء،ولكن أسألك اللّطف فيه) أشد. واعلم أن الدعاء قد يرد القضاء،كما جاء في الحديث: لاً يَرُدُّ القَدَرَ إِلاَّ الدُّعَاءُ [42] وكم من إنسانٍ افتقر غاية الافتقار حتى كاد يهلك،فإذا دعا أجاب الله دعاءه، وكم من إنسان مرض حتى أيس من الحياة فيدعو فيستجيب الله دعاءه. قال الله تعالى: (وَأَيُّوبَ إِذْ نَادَى رَبَّهُ أَنِّي مَسَّنِيَ الضُّرُّ وَأَنْتَ أَرْحَمُ الرَّاحِمِينَ) (الأنبياء:83) فذكر حاله يريدُ أنّ اللهَ يكشفُ عنهُ الضُّرَّ، قال الله :(فَاسْتَجَبْنَا لَهُ فَكَشَفْنَا مَا بِهِ مِنْ ضُرٍّ) (الأنبياء: الآية84) ] أ.هـ المصدر ( موجود ضمن شرح الحديث الثاني للأربعين النووية )
رد: دعاء اختلفت فيه الاراء ( اللهم إني لا أسألك رد القضاء ولكن أسألك اللطف فيه )
السلام عليكم ورحمة الله
دعاء اللهم إنا لا نسألك رد القضاء ولكن نسألك اللطف فيه
السؤال : بعض المرات ندعو بهذا الدعاء : اللهم إنا لا نسألك رد القضاء ولكن نسألك اللطف فيه ،
فهل هذا الدعاء جائز أم فيه مخالفة ؟
الجواب :
الحمد لله
" لا نرى الدعاء هذا ، بل نرى أنه محرم ، وأنه أعظم من قول الرسول عليه الصلاة والسلام :
( لا يقل أحدكم : اللهم اغفر لي إن شئت ، اللهم ارحمني إن شئت )
؛ وذلك لأن الدعاء مما يرد الله به القضاء ، كما جاء في الحديث : ( لا يرد القضاء إلا الدعاء )
والله عز وجل يقضي الشيء ثم يجعل له موانع ، فيكون قاضيا
بالشيء ، وقاضيا بأن هذا الرجل يدعو فيرد القضاء ، والذي يرد القضاء هو الله عز وجل .
فمثلا : الإنسان المريض ، هل يقول : اللهم إني لا أسألك الشفاء ،
ولكني أسألك أن تهون المرض ؟
لا ، بل يقول : اللهم إنا نسألك الشفاء ، فيجزم بطلب المحبوب إليه ،
دون أن يقول : يا رب أبق ما أكره لكن الطف بي ،
هل الله عز وجل إلا أكرم الأكرمين وأجود الأجودين ؟
وهو القادر على أن يرد عنك ما كان أراده أولا بسبب دعائك ،
فلهذا نحن نرى أن هذه العبارة محرمة ، وأن الواجب أن يقول : اللهم إني أسألك أن تعافيني ، أن تشفيني ،
أن ترد علي غائبي ، وما أشبه ذلك " انتهى .
"فتاوى نور على الدرب" للشيخ ابن عثيمين رحمه الله .
وسئل علماء اللجنة الدائمة للإفتاء عن هذا الدعاء ، فأجابوا :
" هذا الدعاء لا نعلم أنه وارد عن النبي صلى الله عليه وسلم ، فتركه أحسن ، وهناك أدعية تغني عنه ،
مثل : ( وأسألك ما قضيت لي من أمر أن تجعل عاقبته رشداً )
رواه أحمد وابن ماجه وصاحب المستدرك ، وقال : صحيح الإسناد ، ومثل ما ذكره
أبو هريرة رضي الله عنه قال : ( كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يتعوذ من جهد البلاء ودرك الشقاء
وسوء القضاء وشماتة الأعداء ) قال سفيان -وهو أحد رواة الحديث - : ( الحديث ثلاث زدت أنا واحدة لا أدري أيتهن هي )
رواه البخاري .
وبالله التوفيق ، وصلى الله على نبينا محمد وآله وصحبه وسلم " انتهى .
الشيخ عبد العزيز بن عبد الله بن باز ... الشيخ عبد العزيز آل الشيخ
... الشيخ صالح الفوزان ... الشيخ بكر أبو زيد .
"فتاوى اللجنة الدائمة للإفتاء" (24/291) .
والله أعلم
تعليق