اعْتِذَارٌ وَاجِبٌ
بِسْمِ اللهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ
إلى / فريق استشارات سرك في بير
وإلى / زوار قسم سرك في بير
أَتَقَدَّمُ لَكُمْ جَمِيعًا باعْتِذَارٍ شَدِيدٍ عَنِ انْقِطَاعِي عَنِ القِسْمِ هَذِهِ الفَتْرَةِ الطَّوِيلَةِ، وأُعَلِّلُ ذَلِكَ بِمَا يَلِي:
1) لَقَدْ تَأثَّرَتْ نَفْسِيَّتِي كَثِيرًا بِمَا جَرَى مِنْ أَحْدَاثٍ مُتَلاَحِقَةٍ، انْشَغَلْتُ ببَعْضِهَا مُحَاوِلاً المُسَاعَدَةَ قَدْرَ مَا أَسْتَطِيعُ، وانْشَغَلْتُ بالبَقِيَّةِ في مُحَاوَلَةٍ للمُتَابَعَةِ وفَهْمِ مَا يَجْرِي بَعِيدًا عَنْ أَيَّةِ مُؤَثِّرَاتٍ خَارِجِيَّةٍ.
2) تَأَثُّرِي النَّفْسِي يُؤَثِّرُ عَلَيَّ صِحِّيًّا أَيْضًا نَتِيجَةً لمَرَضٍ عُضْوِيٍّ عِنْدِي، وأَيَّامًا كَثِيرَةً كُنْتُ أمْضِيهَا في السَّرِيرِ مَرِيضًا.
3) حَاوَلْتُ إِعْمَالَ وإِحْيَاءَ إِحْدَى السُّنَنِ المَهْجُورَةِ: وهي حِفْظُ اللِّسَانِ والعُزْلَةُ عِنْدَ الفِتَنِ.
4) عَكَفْتُ عَلَى تَحْضِيرِ مُؤَلَّفَيْنِ جَدِيدَيْنِ عَنْ بَعْضِ الأُمُورِ الَّتِي وَقَعَتْ؛ مِنْ مَنْظُورٍ فِقْهِيٍّ.
5) طُلِبَتْ مِنِّي بَعْضُ الأَعْمَالِ –دَاخِلَ المُنْتَدَى وخَارِجَهُ- وكَانَتْ تَأُخُذُ مِنِّي وَقْتًا وجُهْدًا كَبِيرَيْنِ.
6) لا أُخْفِيكُمْ سِرًّا أَنَّهُ حَدَثَ لِي بَعْضُ الإِحْبَاطِ –أَعَاذَنَا اللهُ وإيَّاكُمْ مِنْهُ- مِنْ بَعْضِ مَنْ تَوَسَّمْتُ فِيهِمْ شَيْئًا ولَمْ أَجِدْهُ، وقَدْ يَكُونُ الخَطَأُ في ولَيْسَ فِيهِمْ، لَكِنْ هَذَا مَا حَدَثَ.
ولَمَّا كَانَ الأَمْرُ كَذَلِكَ آثَرْتُ البُعْدَ عَنِ القِسْمِ لفَتْرَةٍ، إِذْ لَمْ أَكُنْ في حَالَةٍ نَفْسِيَّةٍ وصِحِّيَّةٍ تَسْمَحُ لِي باحْتِوَاءِ مَشَاكِلِ الآخَرِينَ والتَّعَامُلِ مَعَهَا كَمَا يَجِبُ، فَضْلاً عَنِ المَقْدِرَةِ عَلَى الرَّدِّ الشَّرْعِيِّ الدَّقِيقِ بإِتْقَانٍ دُونَ إِخْلاَلٍ، وهُوَ الأَمْرُ الَّذِي لا أَقْبَلُ أَبَدًا التَّقْصِيرَ فِيهِ.
لِذَا؛ أرْجُو مِنْكُمْ جَمِيعًا تَقَبُّلَ اعْتِذَارِي والتِمَاسَ العُذْرَ لِي، وتَقَبُّلَ عَوْدَتِي للعَمَلِ مِنْ جَدِيدٍ بإِذْنِ اللهِ، فَلَقَدِ اشْتَقْتُ للعَمَلِ في القِسْمِ كَثِيرًا، وأَشْكُرُ سُؤَالَ مَنْ سَألَ واهْتَمَّ لغِيَابِي ولَوْ بَيْنَهُ وبَيْنَ نَفْسِهِ.
ومُبَارَكٌ لَكُمْ بإِذْنِ اللهِ التَّطْوِيرَاتُ الجَدِيدَةُ في القِسْمِ، نَفَعَنَا اللهُ وإِيَّاكُمْ بِهَا، وكُلُّ عَامٍ وأَنْتُمْ بخَيْرٍ بمُنَاسَبَةِ شَهْرِ رَمَضَانَ، بَلَّغَنَا اللهُ وإيَّاكُمْ إِيَّاهُ وجَعَلَهُ في مَوَازِينِ حَسَنَاتِنَا ونَفَعَنَا بِهِ، اللَّهُمَّ آمِينَ.
والسَّلاَمُ عَلَيْكُمْ ورَحْمَةُ اللهِ وبَرَكَاتُهُ
تعليق