ماذا افعل؟

[غير مسجل]

السلام عليكم و رحمة الله و بركاته
اعاني من حالة فتور
ممكن اقف على رجلي يومين و ارجع ثاني و الله المستعان
لما حاولت اقلب في الماضي افتكرت أد ايه صاحباتي كانوا بيتعجبوا و كانوا مصدومين مش شعلة النشاط اللي كنت فيها في أول التزامي و ازاي كل حاجة كان سهلة بالنسبة لي مش زيهم
قلت أكيد أنا اتحسدت و مش حاسة, و ممكن كلامهم خلى يبقى عندي غرور بالنفس و ثقة اكثر من اللازم و ممكن اكون حسدت نفسي أنا كمان
طيب دلوقتي أعمل ايه ؟ ازاي ازيل الحسد اللي علي ده ؟
عايزة ارجع زي زمان بس مش عارفة
ممكن توجيه بارك الله فيكم

[فريق استشارات سرك فى بير(الأخوات)]

رد: ماذا افعل؟

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله صلى الله عليه وسلم ,وأما بعد ,

مرحبابكِ ابنتى الفاضله وبدايةًَ إعلمى أن للفتور أسباب لا بدَّ قبل العلاج من الوقوف عليها ومعرفتها . ومعرفتها من طرق وعلاج الفتور .
ومن هذه الأسباب : ضعف الصلة بالله تعالى ، والتكاسل في الطاعة والعبادة ، وصحبة ضعيفي الهمة ، والانشغال بالدنيا وملذاتها ، وعدم التفكر في نهاية الدنيا ويعقبه ضعف الاستعداد للقاء الله تعالى .
وأما كيفية علاج المسلم لما يصيبه من فتور في الطاعة والعبادة ، فيكون بعدة أمور منها :
1. توثيق الصلة بربه تعالى ، وذلك عن طريق قراءة القرآن قراءة تفكر وتدبر ، واستشعار عظمة الله تعالى من عظمة كتابه ، والتفكر في عظيم أسمائه وصفاته وأفعاله تعالى .
2. المداومة على النوافل والاستمرار عليها ، وإن كانت قليلة فمن أكثر أسباب إصابة المسلم بالفتور هو الاندفاع بالطاعة والإكثار منها في أول الطريق ، ولم يكن هذا هديه صلى الله عليه وسلم ولا وصيته لأمته ، فقد وصفت عائشة رضي الله عنها عمله صلى الله عليه وسلم بأنه " ديمة " أي : دائم غير منقطع ، وأخبرنا صلى الله عليه وسلم بأن " أحب الأعمال إلى الله أدومها وإن قلَّ " ، فإذا أراد المسلم أن لا يصاب بالفتور فليحرص على العمل القليل الدائم فهو خير من كثير منقطع .
3. الحرص على الصحبة الصالحة النشيطة ، فصاحب الهمة يزيدك نشاطا ، والكسول لا يرضى بصحبة صاحب الهمة ، فابحث عن صحبة لها همم تسعى للحفظ وطلب العلم والدعوة إلى الله ، فمثل هؤلاء يحثونك على العبادة ويدلونك على الخير .
4. قراءة الكتب المتخصصة في سير أعلام أصحاب الهمة لتقف على نماذج صالحة في سيرك إلى الله ، ومن هذه الكتب " علو الهمة " للشيخ محمد بن إسماعيل المقدم ، وكتاب " صلاح الأمة في علو الهمة " للشيخ سيد عفاني .
.
وأما عن العين والحسد :

فإن الراجح أن العين كما أنها تكون من العائن الحاسد فقد تكون من غير الحاسد بمجرد الإعجاب وذلك لحديث " إذا رأى أحدكم من نفسه أو ماله أو من أخيه ما يعجبه فليدع له بالبركة فٍان العين حق " . رواه ابن السني في " عمل اليوم والليلة " ( ص 168 ) والحاكم ( 4 / 216 ) وصححه الألباني في " الكلم الطيب " ( 243 ) . جاء في الحديث : " أعوذ بكلمات الله التامة من كل شيطان وهامَّة ومن كل عين لامَّة ". رواه البخاري ( 3191 ) من حديث ابن عباس .
ومعنى الهامَّة : الحيوانات والحشرات السامة القاتلة .
ومعنى لامَّة : التي تصيب بالحسد .

الخلاصه ياابنتى الفاضله أن لاتعلقى فتورك الآن على أوهام أى لاتلتفتى الى هذه الهواجس بأنكِ توقفتى عن التقرب الى الله بسبب العين والحسد ,فهذا ليس بسبب كاف يبعدك عن الله فمن ذاق حلاوة الإيمان فى قلبه لايلتفت لمثل هذه الأمور ,فعليكِ بتحصين نفسك وتوكلى على الله وأيقظى همتك الإيمانيه التى تعودتى عليها واعلمى يابنيتى أن هذه من وساوس الشيطان وهذه طريقته أن ييأسك من نفسك ويبعدك تدريجيا عن الطاعه وطريق الله ويوهمك بأنكِ محسوده ,استعيذى بالله منه وقومى الآن توضأى وصلى ركعتين وعاهدى الله ثم نفسك بأن تحافظى على عبادتك وتعودى لسابق عهدك ,نسأل الله لكِ ولنا الثبات فى الأمر والعزيمه فى الرشد ,وفقكِ الله لمرضاته .ونوصيك بالدعاء ، وخاصة في جوف الليل الآخر ، فما خاب من لجأ إلى ربه واستعان بمولاه ليثبته على الطاعة ويعينه على حسن أدائها .
ونسأل الله أن يوفقك لما فيه رضاه ، وأن يهديك لأحسن الأخلاق والأقوال والأعمال .
والله أعلم.