إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

اكرة امي واخي نفاق في نفاق ومشاكل ملهاش اخر

تقليص
X
  •  
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • اكرة امي واخي نفاق في نفاق ومشاكل ملهاش اخر

    السلام عليكم
    الاجابة فقط من الشيخ رجاءا عدم التدخل
    شيخ انا كنت متزوجة وعندي طفلة طلبت الطلاق بسبب هو كافر فهو لايصلي ويشرب الخمر وكل هذا يقترض من البنوك مع الفوائد على العموم انا والحمد لله اصبح لي 3 اشهر مطلقة طبعا حاولت بكل الطرق مع لمنعهة من الاشياء الغلط وحثة على الصلاة لكن بدون فاءدةز المشكلة هنا بداءت حياني من جديد ونسيتة تماما والحمد لله لكن المشكلة في امي واخي اااااااخ منهم ياربي استغفرك واتوب اليك فهم مزعجين جدا ومنافقين ويحبون ان يزكو انفسهم كثيرا بأنهم مدتينين وملتزمين ولااعرف كيف هم يتصورون فقط صلاة وصيام فقط وذكر قران فهم نسو معاملة الناس كيف ياشيخ مشكلتهم ان يرو اخطاء العالم ويتغاضو عن اخطاءهم مثل اخي عندما تصبح مشكلة تافهة اتفهة من التفاهة مثلا ابنتة بلحرام طبعا *هو التزم الان على حد قولو انو التزم *بنتو متخترمش اببدا انا اععلمة الاحترام وهو يستهزيئ ويصرخ في وجي وامي تقف جنبو واهم شي عندها اني اعتذز لخوية الله اكبر دي امي مش همها تعرف الحدوتة اي المهم عندها ابنها ميتكرحش .
    ياشيخ وكل هذا بيذكروني بيطليقي والله العظيم انا كنت ناسيتة لكن بيذكروني في دائما وبيتكلمو عنو ادامي وبعد الي حصل معي والي شوفتو من اهلي ونفاقهم في تعاملهم مع الناس ومعاية ومع اختي الكبرى كرهتهم وخلوني افكر اركع مرة ثانية لطليقي لخلاصي منهم ومن المعاملة البذيئة ياشيخ والله ماعرف شو احكي عذبونة كثير مايعجبهم العجب دائما يستهزئو فينة انا واختي الكبر وامي بتعمل مشاكل بوسطينة وهي مش حاسة والله حرام والله هذا ظلم الي يساو دائما امي واخي يتكلمو عن اخطائنة وميشوفوش اخظائهم لا وكل هذا يريدو ان نعتذر الهم ولة بصير مشاكل اكبر واكبر والله والله ياشيخ اخي يعيرني ويمنني انو فتح بيتو الي واداني فلوس هل هذا تصرف مسلم كل مشان وبخت بنتو بيقولي غصبا عنك بتحترمي بنتي انتي جالسة في بيتي والله ياشيخ اعتذرت وانا مخصوبة بس خوفا من المشاكل وانا الان اريد ارجع لطليقي اتحمل اهاينة الي ومعاملتة السيئة لخلاص من اهلي ماتحمل ياشبخ ولله حرام عيلهم ياربي انتقم منهم وانا مارضية عن امي وتربيتة لا وربي ماراضية وانا راح اشتكي لربي يوم القيامة وهو ربي مايضيع حقي

  • #2
    رد: اكرة امي واخي نفاق في نفاق ومشاكل ملهاش اخر

    وعليكم السلام ..
    أستأذنك في الرد لحين رد الأخ أبو معاذ .. فوالله كلماتك لتحزن القلب وتدمع العين ..
    هذه مشكلة المجتمع ينظرون للمطلقة نظرة استعلاء وازدراء وأنها لو فيها خير ما كانت تطلقت وربما تسم كلاما مؤلما يدمي الفؤاد ,, وكثير ما يحدث ذلك ممن لا يحافظون على ألفاظهم ولا يضعون لها حدا ولا تفكيرا قبل إطلاقها .. هكذا المجتمع ونظرته إلا من رحم ربي .. حتى الأهل أنفسهم الكثير منهم يشعر بالضيق إذا ما طلقت ابنتهم فيظهر ذلك في تعاملهم ونظراتهم وكان الأولى بهم أن يساعدوها في التصدي لهذه المحنة ..

    أقدر حالكِ أختي وأشعر بما تمرين به من البلاء والجفاء وسوء التصرف ممن حولكِ ..
    لكن لا أنصحكِ أبدا أن ترجعي لطليقك من أجل الهروب من هذه المشكلة ,, وإنما اصبري على أذاهم وقللي الاختلاط بأخيكِ ( دون قطيعة ) فأحيانا قلة الكلام والاحتكاك تكون علاج للطرفين ,,
    /لا تفكري فيما مضى فقد انتهى , ولا تخافي مما قد يحدث فهو في علم الغيب ,, ولكن فكري في وقتكِ الآن كيف تشغليه بشئ نافع ,,كالطاعات وحضور درس علم وابحثي عن صحبة صالحة ضروري جدا هذه الفترة اختاري صديقة صالحة تكون شخصيتها مقاربة لكِ .. إقرأي في قصص أهل البلاء والصبر فهذا هو حال الدنيا أختي لا بد من الكبد ,, والسعيد من جعل هذه المحن في ميزان حسناته يوم القيامة ..
    يقول العلامة عبد الرحمن بن ناصر السعدي
    في كتابه المواهب الربانية( ص :147-157)
    ومن لطف الله بعبده ان يبتليه ببعض المصائب، فيوفقه للقيام بوظيفة الصبرفيها فينيله درجات عاليه لا يدركها بعمله وقد يشدد عليه الابتلاء بذلك كما فعل بأيوب عليه السلام ويوجد في قلبه حلاوة روح الرجاء وتأميل الرحمة
    وكشف الضر فيخف آلمه وتنشط نفسه ، ولهذا من لطف الله بالمؤمنين أن جعل في قلوبهم احتساب الأجر فخفت مصائبهم وهان ما يلقون من المشاق في حصول مرضاته . ومن لطف الله بعبده المؤمن الضعيف ان يعافيه من أسباب الابتلاء التي تضعف ايمانه وتنقض إيقانه . كما ان من لطفه بالمؤمن القوى تهيئة أسباب الابتلاء والامتحان ويعينه عليها ويحملها عنه ويزداد بذلك ايمانه ويعظم اجره فسبحان اللطيف في ابتلائه وعافيه وعطائه ومنعه . أ.هـ

    ا تحزني يا حبيبة فدوام الحال من المحال :
    قال سبحانه حين أخبر عن نفسه (كل يوم هو في شأن ).
    فاليوم حزن وغدا فرحة ,, أناس تصبح غنية وأخرى تفتقر ,, هذه تشفى من المرض وهذا صحيح يتوفى ..
    قال عليه الصلاة والسلام : من شأنه أن يَغْفِر ذَنْباً ، ويُفَرِّج كَرْباً ، ويرفع قوما ويخفض آخرين . رواه ابن ماجه .
    قال عبيد بن عمير : مِن شَأنه أن يُجيب داعيا ، أو يُعْطِي سائلا ، أو يَفُكّ عَانيا ، أو يَشْفِي سقيما .
    وقال مجاهد : كل يوم هو يُجِيب داعيا ، ويَكْشِف كَرْباً ، ويُجِيب مُضْطَراً ، ويَغْفِر ذنباً .


    /ارفعي رأسك إلى السماء وبزفرات المهوم وبقلب مكلوم إدعي ربكِ الرحيم الرحمن أن يصرف عنكِ كل سوء وأن يخلف عليكِ خيرا إدعيه كتير إنه يخلف عليكِ خيرا وأنكِ تركتيه لله وتأكدي أن الله لن يضيعكِ أبدا ,,اقرعي أبواب السماء فلعل الباب يفتح ولا تستعجلي فلعل الله يريد أن يرى قربكِ منه ومناجاتكِ له فهلا إلى حبيبك وناجيه بدمع العين فهو قريب سميع يعلم حالكِ ..
    /أكثري من الأذكار كالاستغفار وقراءة القرآن فهو مما يؤنس القلب ويجلي الهموم والذنوب ..
    أخيرا وليس آخرا أهديكِ هذه الأبيات ( وابشري إن بعد العسر يسرا ) فمن رحمة الله أنه لا بد بعد الشدة فرج ..
    يا صاحب الهم إن الهم منفرج = أبشر بخير فإن الفـارِج الله
    اليأس يَقْطَع أحيانا بصاحِبِه = لا تيأسَنّ فإن الكـــافي الله
    الله يحدث بعد العُسْر مَيسرة = لا تجزعنّ فإن الصَّـانِع الله
    وإذا بُلِيتَ فَثِقْ بالله وارضَ به = إن الذي يَكْشِف البلوى هو الله
    والله ما لَك غير اللهِ مِن أحَدٍ = فَحَسْبُك الله .. في كلٍّ لكَ الله
    ------------------

    جعلكِ الله من عباده السعداء وأن يخلف عليكِ خيرا ..
    أختكِ في الله من الفريق ..

    زائرنا الكريم نحن معك بقلوبنا
    كلنا آذان صاغيه لشكواك ونرحب بك دائما
    في
    :

    جباال من الحسنات في انتظارك





    تعليق


    • #3
      رد: اكرة امي واخي نفاق في نفاق ومشاكل ملهاش اخر

      ابنتى الفاضلة



      لقد كتبت رد قبل هذا وكان عبارة عن مواساة لحالك وشفقة بكِ

      ووجدة الاخت الفاضلة رددت بمثل ما كتبت

      ولكنى الان رددت بكلام ربما يفهم منه انى لا ابالى بما انتى فيه

      ولكن

      ليس كذلك فانا قلت ان الاخت قالت ما اود قولة من مشاعر وشفقة عليك وانما الان اكتب لكى كى تنفذى ما اكتبة الان وليس كلام ومشاعر وفقط



      فأقول مستعينا بالله





      حيــــــــــــاك الله وبيـــــــــاك وجعل جنات الخلد هى مثوانا ومثواك
      اهلا بك ومرحبا معنا ابنتى الفاضلة فلقد اضأت لنا الموقع بتلك الكلمات ووجودك معنا
      ابنتى
      لقد قرأت تلك الكلمات ونزف قلبى على اثرها دما وتقطع حزنا وذرفت دموعى من كلماتك المعتصره بالآلم والحزن فأثرت ان يكون كلامى انه يكون موضوع اكتب لك فيه بعض الكلمات التى ان شاء الله تكون عونا لك على ما انت فيه ان شاء الله
      بدايه ياابنتى نقول لك انك لست انت الوحيده من ضحايا قسوة الام فكم من اولاد وبنات كانوا ضحايا لليس للقسوة وحدها بل للتشريد والضياع ودخولهم فى الوحل المظلم بسبب تفريط الاباء والامهات فيهم
      ولكن
      بالرغم من هذا اوصيكى ياابنتى وانت قلتى ان زوجكِ السابق لايصلى ويشرب الخمر وانكِ حاولتى معه ولكن دون جدوى فنصيحتى لكِ بعدم الرجوع له وهو على هذا الحال
      فأمامك - بإذن الله عز وجل – المستقبل المشرق مع الزوج الصالح، فلا تعود لرجل بهذا الشكل وهذه الاحوال فاصبرى فلعل الله جل وعلا أن يمنَّ عليك بزوج صالح لاسيما مع التزامك بحجابك ومع التزامك بغض البصر ومع بعدك عن الاختلاط، فينظر إليك الخاطبون الصالحون ويتشرف أحدهم بأن تكوني زوجة له، فهذا ينبغي ألا تغفلي عنه، وينبغي أن تحسني علاقتك الأسرية والاجتماعية مع أقاربك ومع أرحامك ومع جيرانك حتى تكوني أنت الفتاة الصالحة وأن تكوني كذلك الفتاة الناجحة اجتماعيًّا والتي لديها النفس المنشرحة التي تعامل الناس بأدب جم وبأخلاق عالية وباحترام، وأيضًا مع الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر قدر الاستطاعة، فهذا لا يتنافى مع الخلق الحسن، بل إن تواصلك بالحق مع أخواتك وجاراتك وصاحباتك هو من الأمور التي تقوي شخصيتك عدا ما تحصلينه من الأجر العظيم والفضيلة عند الله جل وعلا.
      اما بخصوص تعامل الوالدة معكِ :
      أسأل الله تعالى أن يوفقك للوصول إلى أمثل الحلول لهذه المشكلة، أو الحصول على الإجابات الصحيحة لهذه الأسئلة، ونسأله تعالى أن يوفقنا للهدى، وأن يرينا الحق حقا ويرزقنا اتباعه، ونسأله سبحانه أن يرينا الباطل باطلا، ويرزقنا اجتنابه.
      المقدمة:
      أشكرك على أمرين:
      الأول: على ثقتك في الموقع وفى قسم سرك فى بير، وثقتك في القائمين عليه.
      ثانيا: اعترافك أنك واقعة في مشكلة، وقد أحسنت عرض بعض جوانبها، كما أشكرك على طلبك للنصح و حسن الاستعداد لتقبل الإرشادات مع بالتوجيهات، والمطلوب ليس فقط قبول الإرشادات للوصول للعلاج المطلوب أو الحل المرغوب المناسب، بل الهدف هو تنفيذ هذه التوجيهات والعمل بتلك النصائح وهذه الإرشادات، وجزاكِ الله خيرا لسعيك في طلب النصح والإرشاد والاستنارة بآراء الكبار ممن هم أكثر منك خبرة وأكبر سنا، وأكثر علما، وإن شاء الله سنسعى للخروج من الضيق والكرب الذي تعانين منه، و نسأل الله تعالى لنا ولك الهداية والتوفيق، والثبات على طريق الاستقامة.
      وقد ركزت في كلامك على أمر التفرقة في التعامل بينك وبين اخيكِ، أو تناولت موضوع التمييز في التعامل بينك وبينه وذكرت بعض الوقائع لإثبات حقيقة واحدة لم تنطقِ بها أو تصرحي بها لكن الشواهد المذكورة تؤكد شكواك من معاملة الأم وقسوتها ، أو عدم عدلها بين الأولاد في التعامل.
      و لكني كنت أتمنى أن تتوسعي في عرض بقية جوانب الموضوع لنتعرف على بعض جوانب شخصية الأم، أو لنبحث عن المبررات التي تدفعها للتفرقة بين الأولاد، ولنقف على أسباب المشكلة الحقيقية.
      وقبل أن ندخل في الرد أو التعليق على كلامك؛ لا بد أن نرسخ في أذهاننا بعض الأمور التي توضح كيفية نجاح العلاقة بين الأم وابنتها.
      أولا: الأم تحب السعادة لابنتها:
      يجب أن تشعر الفتاة أن الأم تحب أن ترى ابنتها سعيدة ولو على حساب سعادتها، وتود دائما أن ترى ابنتها أفضل منها، وتجتهد في تربيتها بأفضل الطرق وتنشئتها بأحسن السبل، فالأم تحرص دائما على مصلحة ابنتها وتقدم مصلحة ابنتها على مصلحتها الشخصية، ولو اقتنعت البنت بذلك فسوف تعذرها وتعلم أن الأم تحب البنت عموما أكثر من نفسها، وتكون غالبا حريصة على مصلحتها أكثر من نفسها.
      وأيضا الأم تشعر أنها هي التي تملك الخبرة والحكمة، ولا بد أن تحترمي هذا الأمر، فتقدريها وتقبليها ولو قست عليك بعض الوقت. وحب الأم للبنت أمر فطري، ولذلك لم يوص الله تعالى الآباء بالأبناء، ولكن الله تعالى أمر الأولاد بالإحسان للوالدين، والبر بهما، خصوصا عند الكبر، وذلك لحاجة الآباء للرحمة والشفقة، وإن كانوا بحاجة للبر والإحسان في فترات العمر المختلفة، وسيأتي تفصيل ذلك.
      ثانيا: كيفية تغيير شخصيتك:
      ولا تستغربِ فأنت ذكرت عيوب الوالدة، وتعقبت تصرفاتها، وأبرزت مساوئها، وغفلت عن ذكر المميزات، ولم تذكرى شيئا في رصيد الأم من الحسنات، و مشكلتك تتلخص في عدم وجود الرصيد الكافي من الحب والتسامح والتنازل، كأن الأم جافة، والبنت أيضا كذلك، فالمطلوب تعود خلق السماح والتذلل والعفو، والتعامل بالرفق واللين، وأنتِ إذا لم تحسنِ التعامل مع والدتك، ولا تحرصِ على إسعادها، ولا تحاولِ إدخال السرور عليها، فسوف لن تنجحِ مع زوج المستقبل فالحياة الزوجية تتطلب قدرا أكبر من العفو والتسامح والتنازل، والتسابق في إرضاء الزوج، وإدخال السرور عليه، وعدم إغضابه، والتغافل عن عيوبه، وعدم تتبع سقطاته، فنحن بشر والنقص يعترينا، وبكل منا عيوب، والكمال لله تعالى وحده، فإذا جلس كل منا يحفظ عيوب الآخر و يتتبع هفواته، و يعدد أخطاءه لاسودت الحياة، وأظلمت الدنيا، ولكن بالحب والتسامح والتذلل والعفو والصفح مع الرفق واللين تمضي الحياة ويمر الوقت، ويسعد الإنسان ويسعد الآخرين.
      أنت بالطبع لم تذكرى بعض التصرفات التي تدل على حبك واحترامك وتقديرك لأمك، واعلم انكِ تفعلين ذلك وهذا هو ظننا بكى ياابنتنا
      وهذا يدل أيضا على جفاءك في التعامل وحفظك للخطأ وعدم التسامح، فأنت بحاجة لإصلاح عيوبك، وتعويد نفسك على هذه الأخلاق اللينة، والبعد عن القسوة، وهجر الخشونة، وترك الخصومة، والتذلل مع والدتك.
      أو أن مشكلتك في كيفية إظهار الحب الحقيقي، فأنت تحبي الوالدة لكن لا تستطيعِ أن توضحي هذا الحب بتقديم التنازلات، والعفو عن الزلات، وعدم تتبع العيوب والهفوات.
      ولا أريد أن أذكرك بفضل أنت لا تنكرينه، أو أعرفك بحق والدتك وأنت تعرفينه، لكن أطالبك بسداد فاتورة حبك المزعوم للوالدة، فإذا قلت أنا أحبها فأرجو منك تقديم البراهين والأدلة على ذلك، فأنت لم تدفعِ ضريبة هذا الحب، فمن يحب إنسانا آخر لا بد أن يعمل على إسعاده، ويتسابق في إرضاءه، ويتفنن في إدخال السرور عليه، فمن تزعم حب والدتها فعليها طاعتها، ومن تدعي أنها تعامل الناس عموما بالحسنى فلتبدأ بأقرب الناس إليها.
      أنت قد تكوني مقتنعة بحبك لوالدتك، وتحبي أن تحسني التعامل معها، فالمشكلة إذن ليست في إدعاء وجود الحب، لكن المشكلة في توابع هذا الحب أو في كيفية إظهار هذا الحب، أو معرفة الالتزامات المترتبة عليه، والإنسان اجتماعي بطبعه، يحب إقامة العلاقات مع الآخرين، وينتعش عندما ينجح فيها، ويكتئب إذا فشل في تعامله مع الآخرين، وهذه العلاقات تحتاج إلى فن في التعامل، ومفتاح هذا الفن لكسب قلوب الناس يكون بحسن التعامل وتقديم ما يسعد الآخر، و العمل على جودة العلاقات، وإرضاء الآخرين بعد إرضاء الله تعالى.
      وللوصول للتعامل الحسن يحتاج إلى خطوات أو تدريب أو تعويد النفس ومجاهدتها على الخلق الحسن، و يحتاج أيضا إلى صبر وطول نفس، وتدريب متواصل وضبط نفس وتهذيب.
      أنت مشكلتك إذن ليست في وجود العاطفة أو عدم الشعور بالحب فالإنسان لا يعيش بدون الحب والمشاعر، لكن مشكلتك في كيفية التطبيق، أو طريقة التنفيذ، أي كيف تثبتي إخلاصك وحبك للآخرين لا يتم هذا يا ابنتي بالقول فقط لا بد من قول يتبعه عمل، قال تعالى :
      يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا لِمَ تَقُولُونَ مَا لَا تَفْعَلُونَ ، كَبُرَ مَقْتًا عِندَ اللَّهِ أَن تَقُولُوا مَا لَا تَفْعَلُونَ) سورة الصف.
      وأنت قد ترغبي في التغيير لكن لا تجيدِ التطبيق، فأنت مؤمنة بوجود المودة القلبية للوالدة، ومتأكدة من محبتها، ولا تقدري على إسعادها، فالعلاج يبدأ بعد الاقتناع بالتنفيذ، والتطبيق بحاجة للصبر على المشقة، وتعويد النفس على التسامح والتغافر و التضحية لإسعاد الآخرين، إضافة لإرضاء الله تعالى أولا واحتساب الأجر.
      وأيضا من المؤكد أنك تبحثي عن السعادة الشخصية ولن تصلِ إليها إلا بإسعاد الآخرين، فجاهدي نفسك على طاعة والدتك، وإذا انتصرت على نفسك في هذا الأمر سوف تنجحين في إقامة علاقات قوية مع بقية الاسرة ، بل ومع أولادك في المستقبل، وأيضا سوف تفوزي بحياة زوجية ناجحة في المستقبل، وتفوزي أيضا برضا الوالدة وهو المفتاح للحصول على رضا الله تعالى.
      إضافة إلى أنك بحاجة لطاعة أولادك مستقبلا ولن يطيعك أولادك إلا إذا أطعت أمك فالموضوع سلف ودين، وكما تدين تدان، قال تعالى:
      ( هَلْ جَزَاءُ الْإِحْسَانِ إِلَّا الْإِحْسَانُ) سورة الرحمن:60.
      وقد ورد في الحديث:(بروا أباءكم يبركم أبناؤكم)
      وحتى لا تندمي في قابل حياتك حيث لا ينفع الندم.
      فاتقِ الله يا ابنتي في أمك، فالجنة تحت قدميها، كفكفي دمعها، وواسي حزنها، وفرحي قلبها، فهي لا تحب إلا سعادتك، فأسعديها، و تود مصلحتك، وتحرص على خدمتك وإرضاءك بغير مقابل.
      تذكري أنها كانت دائما خادمة لك ولم تقصر معك منذ ولادتك وكانت ترضعك و لم تبخل عليك لا بصحتها أو بمالها، فذكر هذه المحاسن يساعد في التغافر والتنازل و إظهار الحب اذكري مميزاتها، تذكري أنها سهرت أياما طويلة على راحتك، وتتمنى إسعادك.
      وكانت دائما تعمل على خدمتك وإسعادك حتى اشتد عودك واستقام شبابك، فلما كبرت تكبرت عن التسامح معها والتنازل من أجلها؟
      قد تكوني غير متكبرة ولكن تحتاجي لمعرفة وتطبيق بعض الطرق أو الأساليب لكيفية البر بالأم أو بالوالدين.
      ولكي تنجحي في طاعة الأم لا بد من تنفيذ بعض النصائح أو تطبيق عدد من الخطوات العملية، وسوف أذكر لكِ بعض الأساليب التي تعين على تعلم كيفية طاعة الأم أو البر بالوالدين، وكيفية التذلل و خفض الجناح بهذه الخطوات:
      ثالثا:كيفية تعلم البر بالوالدين:
      ينبغي قراءة وتدبر الآيات القرآنية الكريمات التي تأمر بالبر، وهي كثيرة وتأتي في كتاب الله تعالى مباشرة بعد الأمر بعبادة الله تعالى، قال الله تعالى: (وَإِذْ أَخَذْنَا مِيثَاقَ بَنِي إِسْرَائِيلَ لاَ تَعْبُدُونَ إِلاَّ اللّهَ وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَاناً وَذِي الْقُرْبَى وَالْيَتَامَى وَالْمَسَاكِينِ وَقُولُواْ لِلنَّاسِ حُسْناً) البقرة، وفي سورة النساء: الآية 36 (وَاعْبُدُواْ اللّهَ وَلاَ تُشْرِكُواْ بِهِ شَيْئًا وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا وَبِذِي الْقُرْبَى وَالْيَتَامَى وَالْمَسَاكِينِ وَالْجَارِ ذِي الْقُرْبَى وَالْجَارِ الْجُنُبِ وَالصَّاحِبِ بِالجَنبِ وَابْنِ السَّبِيلِ وَمَا مَلَكَتْ أَيْمَانُكُمْ إِنَّ اللّهَ لاَ يُحِبُّ مَن كَانَ مُخْتَالاً فَخُورًا) وفي سورة الأنعام 151(قُلْ تَعَالَوْاْ أَتْلُ مَا حَرَّمَ رَبُّكُمْ عَلَيْكُمْ أَلاَّ تُشْرِكُواْ بِهِ شَيْئًا وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا)، وفي سورة الإسراء 23، 24(وَقَضَى رَبُّكَ أَلاَّ تَعْبُدُواْ إِلاَّ إِيَّاهُ وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا إِمَّا يَبْلُغَنَّ عِندَكَ الْكِبَرَ أَحَدُهُمَا أَوْ كِلاَهُمَا فَلاَ تَقُل لَّهُمَآ أُفٍّ وَلاَ تَنْهَرْهُمَا وَقُل لَّهُمَا قَوْلاً كَرِيمًا، وَاخْفِضْ لَهُمَا جَنَاحَ الذُّلِّ مِنَ الرَّحْمَةِ وَقُل رَّبِّ ارْحَمْهُمَا كَمَا رَبَّيَانِي صَغِيرًا)
      ونظرا للمجهود الشاق الذي تقوم به الأم في الحمل و الولادة والرضاعة والرعاية والتنشأة والتربية فقد خصها الله تعالى بمزيد من البر والإحسان فذكر سبحانه من الآيات التي تدل على عظم مسؤوليتها في سورة لقمان، مع التنبيه على أن تكون الطاعة في غير معصية الله خصوصا إذا كان الأب أو الأم غير مسلمين، فأمر تعالى بالإحسان إليهما (وَوَصَّيْنَا الْإِنسَانَ بِوَالِدَيْهِ حَمَلَتْهُ أُمُّهُ وَهْنًا عَلَى وَهْنٍ وَفِصَالُهُ فِي عَامَيْنِ أَنِ اشْكُرْ لِي وَلِوَالِدَيْكَ إِلَيَّ الْمَصِيرُ، وَإِن جَاهَدَاكَ عَلى أَن تُشْرِكَ بِي مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ فَلَا تُطِعْهُمَا وَصَاحِبْهُمَا فِي الدُّنْيَا مَعْرُوفًا وَاتَّبِعْ سَبِيلَ مَنْ أَنَابَ إِلَيَّ ثُمَّ إِلَيَّ مَرْجِعُكُمْ فَأُنَبِّئُكُم بِمَا كُنتُمْ تَعْمَلُونَ) وذكر الله تعالى ما يدل على تحمل الأم التعب والمشقة بالحمل والولادة مع السعادة والفرح بهذا البذل وتلك التضحية مع عدم التضجر:( وَوَصَّيْنَا الْإِنسَانَ بِوَالِدَيْهِ إِحْسَانًا حَمَلَتْهُ أُمُّهُ كُرْهًا وَوَضَعَتْهُ كُرْهًا وَحَمْلُهُ وَفِصَالُهُ ثَلَاثُونَ شَهْرًا حَتَّى إِذَا بَلَغَ أَشُدَّهُ وَبَلَغَ أَرْبَعِينَ سَنَةً قَالَ رَبِّ أَوْزِعْنِي أَنْ أَشْكُرَ نِعْمَتَكَ الَّتِي أَنْعَمْتَ عَلَيَّ وَعَلَى وَالِدَيَّ وَأَنْ أَعْمَلَ صَالِحًا تَرْضَاهُ وَأَصْلِحْ لِي فِي ذُرِّيَّتِي إِنِّي تُبْتُ إِلَيْكَ وَإِنِّي مِنَ الْمُسْلِمِينَ) سورة الأحقاف.
      أرجو قراءة هذه الآيات عدة مرات، و حاولي أن تتدبري معانيها، وتفهمي مقاصدها، أو اسمعيها من غيرك أو من الأشرطة أو المذياع، ولتتأكدي عند قراءة الآيات السابقة كيف قرن الله سبحانه وتعالى طاعته بطاعتهما.
      إذا لم تتأثرِ بكلام الله تعالى، ولم تسارعِ لتنفيذ أوامره، أو تأثرت مؤقتا، فعودي لقراءتها مجددا، وإذا تأثرت طبقي ونفذي وأظهري الذلة و خفض الجناح لوالدتك، وإذا لم تتأثرِ فعليك بإصلاح خلل قلبك بفعل بعض الرقائق الملينة للقلب القاسي، و أيضا للوصول للقلب السليم، وذلك بفعل بعض الطاعات مثل زيارة المرضى خاصة المعاقين أو المعاقات أو أصحاب العاهات، أو النظر لأصحاب المصائب والابتلاءات، انظري لمن حرمت من نعمة الوالد أو الوالدة، أو من تتمنى لو أن أمها حية وتحلم بالجلوس تحت قدميها، والتفاني في طاعتها والحرص على خدمتها.
      فإذا لم تتأثرِ وتتحركِ، ولم تخشع نفسك أو يرق قلبك فعليك الاطلاع على بعض الأحاديث النبوية و سير بعض الصالحين الآمرة ببر الوالدين والإحسان للأم، فالأحاديث النبوية تبين أن حق الوالدين عظيم، وقد قدم النبي صلى الله عليه وسلم طاعتهما على الجهاد في سبيل الله فقد جاء رجل إلى النبي صلى الله عليه وسلم يستأذنه بالجهاد في سبيل الله معه، فقال النبي صلى الله عليه وسلم:(أحي والداك؟ قال: نعم، قال: ففيهما فجاهد) رواه: البخاري ومسلم
      فيا له من حق عظيم للوالدين!
      ومما ورد في الحث على بر الوالدين:
      أن رجلاً جاء إلى النبي صلى الله عليه وسلم، فقال: يا رسول الله! إني أشتهي الجهاد في سبيل الله، ولا أقدر عليه، فقال له صلى الله عليه وسلم: (هل بقي من والديك أحد؟ قال: أمي، قال: قابل الله في برها، فإذا فعلت ذلك فأنت حاج ومعتمر ومجاهد).
      قال طلحة بن معاوية السلمي رضي الله عنه: أتيتُ النبي صلى الله عليه وسلم فقلت: (يا رسول الله! إني أريد الجهاد في سبيل الله، قال: أمك حية؟ قلت: نعم، قال: الزم رجليها، فثمَّ الجنة ).
      وجاء رجل إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقال: (يا رسول الله! من أحق الناس بحسن صحابتي؟ قال: أمك، قال: ثم من؟ قال: أمك، قال: ثم من؟ قال: أمك، قال: ثم من؟ قال: أبوك).
      سئل سيدنا الحسن بن علي رضي الله عنهما و كان معروف عنه أنه بارا بوالدته فسألوه لماذا لا تأكل مع والدتك في صحيفة واحدة ( أي في الطبق نفسه) و أنت بارا بأمك ؟؟ فقال: إني أخاف أن تسبق يدي ما همت أمي بأكله فأكون قد عققتها .
      وكان أبو هريرة رضي الله عنه يوصى بالوالدين و يقول: لا تنادوهم بأسمائهم و لا تمشوا قبلهم و امشوا خلفهم.
      و لنأخذ أمثلة أخرى من البارين بوالديهم فهذا خليل الله سيدنا إبراهيم عليه السلام عندما كان يدعو والده لعبادة الرحمن فنهره أبوه و قال له (قَالَ أَرَاغِبٌ أَنتَ عَنْ آلِهَتِي يَا إِبْراهِيمُ لَئِن لَّمْ تَنتَهِ لَأَرْجُمَنَّكَ وَاهْجُرْنِي مَلِيًّا ) " ماذا كان رد فعل نبينا إبراهيم عليه السلام ؟؟ يضرب لنا سيدنا إبراهيم مثالا رائعا للولد البار بوالده قال له: (قَالَ سَلَامٌ عَلَيْكَ سَأَسْتَغْفِرُ لَكَ رَبِّي إِنَّهُ كَانَ بِي حَفِيًّا ، وَأَعْتَزِلُكُمْ وَمَا تَدْعُونَ مِن دُونِ اللَّهِ وَأَدْعُو رَبِّي عَسَى أَلَّا أَكُونَ بِدُعَاء رَبِّي شَقِيًّا)
      مثال آخر رائع: موقف سيدنا إسماعيل عندما قال له أبوه ولد سيدنا إبراهيم " إني أرى في المنام أنى أذبحك فانظر ماذا ترى " ؟ ماذا فعل سيدنا إسماعيل هل فر هل تضجر ؟؟ لا لكنه قال: " يا أبت افعل ما تؤمر ستجدني إن شاء الله من الصابرين" فهذه هي الطاعة، وهذا هو البر.
      وكان طلحة بن حبيب من العباد والعلماء وكان يقبل رأس أمه، وكان لا يمشي فوق ظهر بيت وهي تحته إجلالا لها.
      وعن أبى عون أن محمدا إذا كان عند أمه لو رآه رجل ظن أن به مرض من خفق كلامه عندها.
      وعن ابن عون قال دخل رجل على محمد بن سرين وهو عند أمه فقال ما شأن محمد أي يشتكى شيئا قالوا: لا ولكن هكذا يكون عند أمه.
      و عن ابن عون المزني أن أمه نادته فأجابها فعلى صوته صوتها فأعتق رقبتين.
      ولنتذكر سويا قصة أصحاب الغار و ما في برهما من ثواب عظيم واستجابة لدعائهم والقصة باختصار أن ثلاثة من الرجال قد حبستهم صخرة ضخمة سدت مدخل الغار فقالوا لا ينجينا إلا صالح أعمالنا فدعا الله كل واحد منهم بصالح أعمالهم والشاهد هنا هو أنه كان من بينهم رجل بار بوالديه فانفجرت الصخرة قليلا لإحسانه أو بره بوالديه وقد قال: (يا رب إن لي أبوين شيخين كبيرين و أولاد صغار لا أقدم الشراب لأحد قبلهما و جاء يوما الرجل بعد طلوع الشمس فوجدهما قد ناما و أولاده تحت قدميه يبكون و يصرخون فأبى أن يسقيهم حتى استيقظ والديه فسقاهما " ثم تقرب إلى الله بهذا العمل وطلب أن يفرج عنهم ففرج الله عنهم بصالح أعمالهم .
      فهل نقتدي بهؤلاء.
      ينبغي عليك معرفة بعض مظاهر البر بالوالدين:
      فكما قلت قد تتأثري بما سبق لكن لا تعرفِ مجالات البر، أو كيفية الإحسان، فالتأثر مطلوب ليدفع العبد للعمل، ويجعله إيجابيا يتحرك بذاتية، ويسارع في تنفيذ التكاليف بجدية.
      فبر الوالدين يكون بطاعتهما، واحترامهما وتوقيرهما، والصبر على قسوتهما، والدعاء لهما، وخفض الصوت عندهما، والبشاشة في وجوههما، وخفض الجناح لهما، من تذلل وتغافر وتسامح وعفو احتساب الأجر، وترك التأفف أو إظهار التضجر عندهما، والسعي في خدمتهما والتفنن لإسعادهما.
      فمن البر تحقيق رغباتهما وتلبية حاجاتهما، ومشاورتهما ، والإصغاء إلى حديثهما، وترك المعاندة لهما ومجاهدة النفس في ذلك، وعدم تتبع هفواتهما، ومن البر إكرام صديقهما في حياتهما وبعد موتهما.
      و من مظاهر البر قديما: ألا تجلسي في مكان أعلى منهما، وألا تمد يدك إلى الطعام قبلهما، وألا تفضلي زوجة أو ولدك عليهما.
      ومن البر كذلك: زيارتهما، وتقديم الهدايا لهما في المناسبات أو بدون مناسبات مع عدم المن أو التكبر، والشكر لهما باللسان على تربيتك والإحسان إليك.
      وتعلم هذه الأمور تحتاج لمجاهدة النفس، وصبرها على التخلق بهذه الأخلاق الفاضلة، عليك أن تعلمي نفسك وتلزميها وتعويدها على التذلل للوالدين وإظهار مشاعر الحب والمودة، خصوصا من البنت لأمها عند الكبر، والنفس تحتاج لمجهود وصبر وتهذيب وجهاد وكفاح لتعلم هذا الفن، وللتخلق بهذا الخلق في كيفية إظهار البر بالوالدين.
      فأمك تحتاج إلى لمسات الدفء الحانية، وستشعر بالسعادة والهناء من كلمات الحب الصافية، وهذه الأمور قد تحتاج من بعض الشخصيات التي لم تتعودها إلى صبر وذكاء وحسن تصرف أو تحتاج إلى تدريب وتهذيب و تعلم وطول نفس، وإنما العلم بالتعلم والحلم بالتحلم، ولا تقولِ طبيعتي جافة هكذا، أو لم أتعود على التذلل لأمي، بل احتسبي الآن وتخلقي بالأخلاق الفاضلة التي تحتاج لمشقة في البداية، ثم مع الصبر والتعود ستصبح خلقا لك أو يصير هذا الخلق الفاضل سجية وطبعا يصدر بدون مشقة أو عناء وحتى إذا فشلت في إجبار نفسك على تنفيذ ذلك، وأخطأت في حقها فلا تعانديها سارعي بالاعتذار لها و حاولي تطييب خاطرها، فهذا من التذلل وخفض الجناح، ويفيد في تكوين وتصليح شخصيتك، وينفعك في مستقبل أيامك.
      وإذا لم تقدرِ على الاعتذار الشفهي للوالدة مؤقتا:
      اكتبي لها رسالة فيها معاني المودة والمحبة و إظهار الندم على إساءتك لها، أو على تقصيرك في حقها ويكون هذا بأسلوب مهذب ومؤدب، أو وصلي رسالتك عن طريق شخصية أخرى تحبها والدتك وتؤثر عليها تكون تتوسط كحمامة السلام وقد تنصح الأم بالرفق بك والصبر عليك.
      وإذا وصلتها الرسالة و رأت حرصك على طاعتها مع عدم القدرة على التنفيذ أو عدم المعرفة للأساليب الناجحة للوصول لطاعتها ومحبتها، فسوف تستقبلك بذراعين مفتوحتين، و تفتح قلبها لك وتصغي إليك، وتسمع منك، وتقبل عذرك وتقيل عثرتك وتعطيك فرصة للنجاح في مستقبل الأيام، ومن المؤكد أنها ستحسن معاملتك، وتترك التفرقة بينك وبين اخوكى.
      سؤال مهم:
      وقد أطرح عليك سؤالا أنت غفلت عنه، وهو لماذا تحب الأم إحدي بناتها أكثر من غيرها، من المؤكد أن الأم أو الإنسان عموما يحب حسن التعامل، ويفرح بمن يمدحه ويحسن إليه، من المؤكد أن أختك الأخرى أكثر رقة منك، أو أكثر صفحا وعفوا منك، أو أنها لا تحمل في نفسها شيئا على والدتها، أو أنها تحسن الكلام الطيب، وتعرف كيف تكسب ود ومحبة الآخرين، ولا يشترط كسب ود الآخرين بهدايا فاخرة كما فعلت، ممكن تكون هدية متواضعة مع كلمات حب جميلة يكون لها تأثير أجمل وتترك أثرا أعمق،
      فينبغي على الإنسان خصوصا الذي عرف فضل الإحسان إلى الأم، أن يتدرب على الحب المعطاء، أن يضحي لأجل الآخرين، يلزمك هذا الحب بأن تدخلي السرور على نفسها، وتحاولي إسعادها وإرضاءها ويكون ذلك بتعويد النفس على الكلام الطيب مع احتساب الأجر، ويحتاج كل ذلك كما ذكرت إلى صبر وتضحية و أيضا إلى أمر مهم وهو التنازل والتذلل والرفق واللين والرحمة.
      رابعا: تقديم المبررات للأم:
      بعض الأمهات لا تحسن إظهار مشاعرها، أو البوح بما في خاطرها أو لا تستطيع أن تكون عطوفة دائما، وقد يكون سبب ذلك راجع لنشأتها في بيئة جافة، أو انطباعها بطبع أحد أرحامها من أصحاب الطباع الغليظة، فأنت تشعري بقسوتها أو حزمها في بعض المواقف، وتنسي أن هذه القسوة قد تفيد أحيانا في التربية، وبعض الأمهات أو بعض الناس لا يحسن إظهار محبته بالكلام الجميل، أو عبارات الحب، لكن بالتصرفات الطيبة والمواقف النبيلة، أو بالتصرفات التي تدل على الشهامة والحزم وحسن التصرف، ولعل والدتك من هذه النوعية.
      وأنت وصفت بعض تصرفات والدتك ولكنك لم تكشفِ عن شخصيتها لنستطيع أن نحكم على تصرفاتها، أو نحللها، أو نلتمس لها بعض الأعذار أو نصف لك ِ المبررات التي جعلتها تفعل هذه التصرفات أو تقع في هذه الأخطاء التربوية، وأنتِ ذكرت بعض المواقف ولم تلتمسِ لها الأعذار، ولم تذكرِ أو تتعرفي عن سبب التفرقة المستمرة، وقد ذكرت مظاهر المشكلة ولم تذكرِ أسبابها، وسنلجأ للبحث لها عن المبررات، أو سنتكلم بلسانها ونضع بعض الاحتمالات.
      مع العلم أننا لو استمعنا لوجهة نظر والدتك لقدمت لنا لكل تصرف أنتِ ذكرتيه تفسيرا أو تبريرا، و نحن ليس أمامنا سوى آراءك، ولم نستمع لدفاع الوالدة، ولذلك نضع هذه الاحتمالات.
      و الاحتمال الأول: أن الأمهات غالبا تقع منهن الأخطاء في تربية الطفل الأول، و أحيانا تتدارك هذه الأخطاء وتحاول التحسين والتطوير بعد اكتسابها الخبرة التربوية، وتحاول تتحسن مع الطفل الثاني، ولكنها لا تتمكن من إصلاح أخطاءها مع الطفل الأول، وأنتِ ربما الطفلة الأولى أي البكرية و قد انطبع في ذهنك التصرفات الأولى الخاطئة من الأم، فكل تصرف سيصدر منها بعد ذلك سيساء فهمه، وستظنين بها سوء الظن بناء على الخبرات السابقة أو الرصيد السابق.
      الاحتمال الثاني: أنت حاسبت والدتك، وتعقبت تصرفاتها؛ لأنها ربما متعلمة التعليم الجامعي العالي، وفي تخصص علم النفس الذي من المفترض أن تكون قد درست كيفية التعامل مع النفوس، ولكن الدراسة الجامعية يتعلم فيها الطلاب العلوم ولا يكتسبون فنون كسب القلوب أو حسن التصرف في أمور الحياة، إضافة إلى أن التعليم عموما والجامعي خصوصا لا يهتم بتصحيح مفاهيم البنات، أو تدريبهن على حسن التبعل للزوج أو معرفة حقوق الزوجة أو واجباتها، ولا تتعلم الفتاة في الجامعة ولا تتلق أي دورات عن كيفية تربية الأولاد، أو لا يتم تنمية قدراتها على تجنب الوقوع في المشكلات فضلا عن تنمية قدراتها على حل المشكلات.
      الاحتمال الثالث: هو كما سبق: قدرة اخيكى على كسب ود الناس بحسن التعامل، وتقديم الخدمات دون من أو تكبر، أو بحلاوة اللقاء، أو بطيب الكلام، أو بالتسامح والعفو والتغافر، وأنت شخصيتك مختلفة عنه، والأم معذورة تحب من يحسن التعامل معها.
      و لكي تزدادي قناعة بهذا الاحتمال: يمكنك أن تفكري في صديقتين لك الأولى صاحبة لسان جميل وكلام طيب، وتتغافل عن العيوب وتذكر المحاسن، وتنصح برفق و تتكلم بلين، فهي باختصار دبلوماسية تعرف كيف تكسب مودة ومحبة أمها أو زوجها أو صديقتها بحسن التعامل وتغليب التراحم، اعقدي مقارنة بين هذه الصديقة وصديق أخرى كلامها جاف كالحجر، وشخصيتها قاسية، تتكلم دائما بقوة، تنصح بعنف، ولا تجامل، طبعها غليظ، وتتعقب العيوب، ولا تعفو عن الزلات، فالسؤال الآن: إلى من تميلي وتحبي، ألا يميل قلبك إلى الأولى، وتحبيها وتبتعدي عن الثانية أو تتعاملي معها بحساسية وحرص؟
      فأنا أظن أن هذا الأمر موجود في علاقتك بينك وبين والدتك، فهي قد تحب أختك او اخوكى أكثر منك للأسباب المذكورة، وأنت عليك أن تتحسني وتتغيري وتكسبي والدتك كما شرحت لكِ.
      الاحتمال الرابع: حبك الشديد للمقارنة، يعني مشكلتك أنت في المقارنة بين معاملة أمك لكِ، ولأختك او لاخيكى ، وهذه المقارنة تفسد طعم الحياة عموما، حتى الحياة الزوجية ينبغي لإنجاحها البعد عن المقارنة، لأن في ذلك إظهار عدم الرضا بما قسم الله تعالى لك، إلا إذا كانت المقارنة بالنظر لمن هم أسفل منك، أو من هم أقل منك لتنظري إلى مصيبة غيرك لتهون عليك مصيبتك، فالنبي صلى الله عليه وسلم أوصانا بذلك في الحديث الصحيح: (انظروا لمن هو أسفل منكم ولا تنظروا إلى من هو فوقكم ذلك أجدر ألا تزدروا نعمة ربكم عليكم) متفق عليه وهذا اللفظ رواه مسلم. أي عليكِ أن تنظري لمصيبة غيرك فسوف تهون عليكِ مصيبتك، فالسليم ينظر لصاحب الابتلاء فيصبر ويشكر فالمبصر مثلا لو نظر للأعمى حمد الله على نعمة الإبصار، وهانت عليه المشكلة أو المصيبة التي نزلت به. فلو قارنت حالك أو مشكلتك بحال من تعرض لمصائب أشد فسوف تتقبلي المشكلة وتنجحي بإذن الله تعالى في حلها، فمثلا انظري لمن حرمت من أمها منذ ولادتها أو أثناء شبابها وطفولتها، فلا بد أن تعرفي عظمة النعمة التي بيد يديك.
      و يمكن النظر لأصحاب الطاعات الكثيرة والأعمال العظيمة لإشعال نار الغيرة للتسابق في الطاعات، والتنافس في الخيرات، أما لمجرد المقارنة للغيرة وحسب فلا ينبغي، فلا تقارني زوجك بأبيك أو أخيك أو برجل آخر، فكل شخص له طباع، وشخصية مختلفة وكل منا فيه عيوب وله مميزات، والفطن هو من يقبل الطرف الآخر بعيوبه ولا يقارن لتستمر الحياة. ابتعدي عن المقارنة تسلمي، واذكرِ المواقف الطيبة من الأم، وتناسي المعايب وسوف تقبليها وتحبيها وتقدريها.
      لكي تزدادي قناعة بهذا الأمر أي ترك المقارنة، والرضا بما قسم الله لك، وأيضا أن تقبلي والدتك بعيوبها ارجعي لحديث الحبيب المصطفى صلى الله عليه وسلم حيث قال:" لا يفرك - أي لا يبغض أو لا يكره أو لا يظلم- مؤمن مؤمنة، إن سخط _ كره_ منها خلقًا رضي منها آخر " رواه مسلم، ففي الحديث النظر للمميزات وإغفال العيوب.
      ابنتى الفاضلة
      انظري إلى الوالدين إنهما من أبواب الجنة ولازالت مفتوحة أمد الله بعمرهما.
      وخصي أمك بالبر ، ابدئي من البسمة واللمسة الحانية والعناية الفائقة بها، اكسبي رضاها فبرضاها يرضى الله عنك، وهي المفتاح السحري لقلوب إخوتك واخوانك ، ولعلها هي التي سوف تحثهم على رعايتك وحبك والاهتمام بك أنت .
      ابحثي بين إخوتك على أكثرهم رقة في الطبع، وتحدثي معه لا لتشكي له، ولكن لتشاوريه وتأخذي رأيه في بعض ما تودين القيام به.
      أختي الغالية..أريد أن أخبرك على معادلة بسيطة نطبقها في حياتنا دون أن نشعر بها ونبني على أساسها ردود أفعالنا وتصرفاتنا، وهي أن كل شيء في الحياة يبدأ بفكرة ثم تتحول هذه الفكرة إلى مشاعر وبالتالي ينتج السلوك وهو ردة الفعل.
      طبقيها على نفسك في البداية سيطرت عليك فكرة أنهم يكرهونك ويضطهدونك أنت
      ثم تحولت إلى مشاعر سلبية قوية وهي مشاعر الألم والحسرة على حياتك أنت ، فأصبحت ردة فعلك أو سلوكك عدائيًّا معهم وأصبح أي شيء يثيرك ويغضبك.
      لذا ابنتى الفاضلة.. إذا أردتِ التغيير فابدئي بنفسك أولاً، وغيري الفكرة عن أهلك، واجعليها فكرة إيجابية بأنهم يحبونك، وكل ما يحصل هو مجرد سوء تفاهم وأنت ابنتهم، بعد ذلك ستتغير مشاعرك نحوهم، وستلتمسين لهم العذر وتسامحينهم وستشفقين عليهم، وهذا سينتج ردة فعل رائعة سيرونها عليك من البسمة التي على وجهك إلى سماع للكلمة الحلوة والأفعال الجميلة منك، ثم سيبدءون هم بالتغير الإيجابي.
      وارسمي لنفسك صورة مشرقة في مخيلتك لمستقبلك، وفكري بالزواج مرة أخرى، فلعل الله يمن عليك بالزوج الصالح الذي تمضي معه رحلة العمر كما قلت لكى فى مقدمة كلامى ، بثي في نفسك العزة والقوة والهمة والإيجابية،
      ابنتى ..
      لا أقول لك إنك أنت المخطئة، ولا أقول لك إن الأمر سهل، ولكن أقول هذه حياتك أنت من يحدد لها المسار الصحيح، لا تنتظري من أحد أن يأتي ويبكي معك عليها، بل قومي واعملي فالحياة يعيشها الإنسان مرة واحدة، ابحثي لك عن صديقات صالحات إيجابيات ينظرن إلى معالي الأمور، واذهبي للجمعيات الخيرية وشاركي بالعمل التطوعي، واحضري الدروس والندوات والحفلات الخيرية، وسترين من الحياة الجانب المشرق الجميل.
      ونسأل الله تعالى لنا و لك التوفيق والسداد وأن يمنحنا جميعا القدرة على الوقوف في وجه المشكلات ومواجهة العقبات.
      هذا و الله تعالى أعلم وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.

      زائرنا الكريم نحن معك بقلوبنا
      كلنا آذان صاغيه لشكواك ونرحب بك دائما
      في
      :

      جباال من الحسنات في انتظارك





      تعليق

      المحتوى السابق تم حفظه تلقائيا. استعادة أو إلغاء.
      حفظ-تلقائي
      x
      إدراج: مصغرة صغير متوسط كبير الحجم الكامل إزالة  
      x
      أو نوع الملف مسموح به: jpg, jpeg, png, gif
      x
      x
      يعمل...
      X