إعـــــــلان

09-04-2012, 10:09 PM

رد: فتوي بخصوص الصلاة

جَارِي تَحْضِيرُ الرَّدِّ بإذْنِ اللهِ

10-04-2012, 01:01 AM

رد: فتوي بخصوص الصلاة

بِسْمِ اللهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ
الأخُ السَّائِلُ - الأُخْتُ السَّائِلَةُ
السَّلاَمُ عَلَيْكُمْ ورَحْمَةُ اللهِ وبَرَكَاتُهُ
أمَّا بَعْدُ؛
فَهُنَاكَ فَرْقٌ بَيْنَ الصَّبِيّ المُمَيِّز والصَّبِيّ غَيْر المُمَيِّز، قَالَ الشَّيْخُ ابْن عُثَيْمِين رَحِمَهُ اللهُ [ التَّمْيِيزُ يَكُون غَالِبًا في سَبْعِ سِنِينٍ، ولَكِنْ قَدْ يُمَيِّز الصَّبِيّ وعُمْرُهُ خَمْس سِنِين، قَالَ مَحْمُود بْن الرَّبِيع رَضِيَ اللهُ عَنْهُ (عَقِلْتُ مَجَّةً مَجَّهَا الرَّسُولُ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ في وَجْهِي وأنَا ابْنُ خَمْسِ سِنِينٍ). فَبَعْضُ الصِّغَار يَكُون ذَكِيًّا يُمَيِّزُ وهُوَ صَغِير، وبَعْضُهُم يَبْلُغ ثَمَانِي سِنِين ومَا يُمَيِّز ] لِقَاءُ البَابِ المَفْتُوحِ (13/37)، وعَلَى ذَلِكَ فَإنَّ الطِّفْلَةَ المَسْئُول عَنْهَا لَيْسَت مُمَيِّزَة عَلَى أيِّ حَالٍ، ومُرُورُ الطِّفْل غَيْر المُمَيِّز بَيْنَ يَدَي المُصَلِّي في المَسْجِدِ أو غَيْرِهِ لا يَقْطَعُ الصَّلاَةِ، وإنَّمَا يَقْطَعُ الصَّلاَة مُرُور المَرْأة والكَلْب والحِمَار؛ لقَوْلِهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ [ يَقْطَعُ الصَّلاَةَ الْمَرْأَةُ وَالْحِمَارُ ] رَوَاهُ مُسْلِمُ، وفي رِوَايَةٍ (والكَلْبُ الأسْوَدُ)، قَالَ الرَّاوِي [ قُلْتُ: يَا أَبَا ذَرٍّ؛ مَا بَالُ الْكَلْبِ الأَسْوَدِ مِنْ الْكَلْبِ الأَحْمَرِ مِنْ الْكَلْبِ الأَصْفَرِ؟ قَالَ: يَا ابْنَ أَخِي؛ سَأَلْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَمَا سَأَلْتَنِي فَقَالَ: الْكَلْبُ الأَسْوَدُ شَيْطَانٌ ]، ولَكِنْ هذا المُرُور يُنْقِصُ مِنَ الأجْرِ، قَالَ الشَّيْخُ عَبْد العَزِيز بْن بَاز رَحِمَهُ اللهُ [ أمَّا غَيْر هذه الثَّلاَث فَلاَ يَقْطَع، لَكِنْ يُنْقِصُ الأجْر، إذا مَرَّ رَجُلٌ يُنْقِصُ الأجْر أو مَرَّ طِفْلٌ يُنْقِصُ الأجْر، إذا لَمْ تَمْنَعْهُ وأنْتَ تَسْتَطِيع، أو دَابَّة غَيْر الكَلْب الأسْوَد يُنْقِصُ الأجْر، لَكِنْ لا يَقْطَع إلاَّ هذه الثَّلاَث هي الَّتِي تُبْطِلُ الصَّلاَة ]، وسُئِلَ أيْضًا (يَقُومُ أطْفَالِي باللَّعِبِ أمَامِي أثْنَاء الصَّلاَة، وشَدّ الجِلاَل مِنْ عَلَى رَأسِي، بحَيْثُ يَخْرُج شَعْرِي أحْيَانًا، وأحْيَانًا أشُدُّهُ مِنْ تَحْتِهِم حَتَّى أسْتَطِيعُ إكْمَال صَلاَتِي، وأقُومُ بكَثِيرٍ مِنَ الحَرَكَةِ، إمَّا إبْعَادهم أو إرْجَاع الجِلاَل عَلَى شَعْرِي وجِسْمِي، أو الانْتِظَار حَتَّى يَنْزِلُوا مِنْ عَلَى ظَهْرِي، وأحْيَانًا يَقُومُونَ بدَفْعِي؛ مِمَّا يَجْعَلنِي أتَحَرَّك وأمْشِي خُطُوَات للإمَامِ أو الخَلْفِ، هذا رَغْم تَحْذِيرِي لَهُم، ولَكِنْ لصِغَرِ سِنِّهِم لا يَسْتَطِيعُونَ ولا يَفْهَمُونَ، وأحْيَانًا يَشْتَدُّ الغَضَب في أثْنَاءِ الصَّلاَة، وأدْفَعُهُم بقُوَّةٍ حَتَّى أسْتَطِيعُ إكْمَال صَلاَتِي، مَا حُكْمُ ذَلِكَ؟) والجِلاَلُ هُوَ غِطَاءٌ للرَّأسِ تَرْتَدِيه المَرْأة في بَيْتِهَا عِنْدَ الصَّلاَة، فَأجَابَ [ كُلُّ هذا حَسَنٌ وهذا جِهَادٌ مِنْكِ وأمْرٌ مَشْكُورٌ وطَيِّبٌ, وإذا تَيَسَّرَ أنْ تَخْرُجِي في مَحلٍّ بَعِيدٍ عَنْهُم حَتَّى تَسْلَمِي مِنْ أذَاهُم, في غُرْفَةٍ أو حُجْرَةٍ بَعِيدَةٍ عَنْهُم يَكُونُ هذا أسْلَم, وإلاَّ فَلاَ يَضُرّكِ هذا، هذه الحَرَكَة الَّتِي لدَفْعِهِم لا حَرَجَ في ذَلِكَ, وكَذَلِكَ الشَّعْر إذا بَدَا ثُمَّ أعَدْتِ الجِلاَل بسُرْعَةٍ لا يَضُرُّ ذَلِكَ, وقَدْ ثَبَتَ عَنْهُ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ أنَّهُ في بَعْضِ صَلَوَاتِهِ وهُوَ سَاجِد ارْتَحَلَهُ الحَسَنُ أو الحُسَيْنُ فَأطَالَ السُّجُود بَعْض الشَّيْء مِنْ أجْلِ ارْتِحَالِهِ إيَّاهُ، وقَالَ (كَرِهْتُ أنْ أُبْعِدَهُ) عَلَيْهِ الصَّلاَةُ والسَّلاَمُ، فَالمَقْصُود أنَّ مُعَالَجَةَ الصِّبْيَة وَقْتَ الصَّلاَةِ بدَفْعِهِم عَنِ الأذَى أو مَا أشْبَهَ ذَلِكَ لا يَضُرُّ -إنْ شَاءَ الله- ولا حَرَجَ في ذَلِكَ ].

والأسْلَمُ الابْتِعَاد عَنْهَا مِنْ أجْلِ الخُشُوع والتَّدَبُّر –إلاَّ لضَرُورَةٍ- حَتَّى لا تَنْتَهِي الصَّلاَة والأجْر مَنْقُوص، فَقَدْ قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ [ إنَّ العَبْدَ لَيَنْصَرِفُ مِنْ صَلاَتِهِ ولَمْ يُكْتَب لَهُ مِنْهَا إلاَّ نِصْفهَا، إلاَّ ثُلُثهَا، حَتَّى قَالَ: إلاَّ عُشْرهَا ].

وهذا مَا أعْلَمُ؛ واللهُ تَعَالَى أعْلَى وأعْلَمُ
والسَّلاَمُ عَلَيْكُمْ ورَحْمَةُ اللهِ وبَرَكَاتُهُ