سؤال مهم واحتاج إجابة شافية

[غير مسجل]

السلام عليكم ورحمة الله
بداية اطلب الاجابة من الشيخ اللى بيكتب بالتشكيل حفظه الله ورعاه
السؤال هو ما حكم من خذل مسلماً فى امر من امور الدين ؟؟
كمثلاً يمنع عنه طاعة مُلحة
إحتاج اجابة شافية وجزاك الله كل خير

[فريق استشارات سرك فى بير(الأخوات)]

رد: سؤال مهم واحتاج إجابة شافية

جَارِي تَحْضِيرُ الرَّدِّ بإذْنِ اللهِ

[فريق استشارات سرك فى بير(الأخوات)]

رد: سؤال مهم واحتاج إجابة شافية

بِسْمِ اللهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ
الأخُ السَّائِلُ - الأُخْتُ السَّائِلَةُ
السَّلاَمُ عَلَيْكُمْ ورَحْمَةُ اللهِ وبَرَكَاتُهُ
أمَّا بَعْدُ؛
فَعَنْ عُمَر بْن الخَطَّاب رَضِيَ اللهُ عَنْهُ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ [ المُسلِمُ أَخُو المُسلِمِ؛ لا يَظلِمُهُ وَلا يُسْلِمُه، مَن كَانَ فِي حَاجَةِ أَخِيهِ كَانَ اللهُ فِي حَاجَتِهِ، وَمَن فَرَّجَ عَن مُسلِمٍ كُربَةً فَرَّجَ اللهُ عَنهُ بِهَا كُربَةً مِن كُرَبِ يَومِ القِيَامَةِ، وَمَن سَتَرَ مُسلِمًا سَتَرَهُ اللهُ يَومَ القِيَامَةِ ] رَوَاهُ البُخَارِيُّ ومُسْلِمُ، وفي رواية [ لا يَظلِمُهُ وَلا يَخْذُلُهُ ].
ومِنْ هذا الحَدِيثِ يُمْكِن أنْ نَسْتَخْرِجَ مَوَاطِن عِقَاب مَنْ يَخْذلَ مُسْلِمًا:

1) ذَنْبُ الظُّلْمِ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ مُبَلِّغًا عَنْ رَبِّ العِزَّة [ يَا عِبَادِي إِنِّي حَرَّمْتُ الظُّلْمَ عَلَى نَفْسِي وَجَعَلْتُهُ بَيْنَكُمْ مُحَرَّمًا فَلاَ تَظَالَمُوا ]، وقال صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ [ اتَّقُوا الظُّلْمَ، فَإِنَّ الظُّلْمَ ظُلُمَاتٌ يَوْمَ الْقِيَامَةِ ].

2) الحِرْمَانُ مِنْ عَوْنِ الله لَهُ في حَاجَتِهِ: فَقَدْ قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ [ الْمُؤْمِنُ لِلْمُؤْمِنِ كَالْبُنْيَانِ، يَشُدُّ بَعْضُهُ بَعْضًا، وَشَبَّكَ بَيْنَ أَصَابِعِهِ ]، وقَوُله (مَن كَانَ فِي حَاجَةِ أَخِيهِ كَانَ اللهُ فِي حَاجَتِهِ) يُفِيدُ العَكْس أيْضًا، بأنَّ مَنْ لَمْ يَكُنْ في حَاجَةِ أخِيهِ مَعَ مَقْدِرَتِهِ واسْتِطَاعَتِهِ فَلَنْ يَكُونَ الله في حَاجَتِهِ، ونَفْس المَعْنَى في قَوْلِهِ (واللهُ في عَوْنِ العَبْدِ مَا كَانَ العَبْدُ في عَوْنِ أخِيهِ).

3) نَقْصُ دَرَجَةِ الإيِمَان: فَبِدَايَة الحَدِيث (المُسلِمُ أَخُو المُسلِمِ)، وقَدْ قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ [ لاَ يُؤْمِنُ أَحَدُكُمْ حَتَّى يُحِبَّ لأخِيهِ مَا يُحِبُّ لِنَفْسِهِ ].

4) الفَضْحُ يَوْم القِيَامَة بنَفْسِ جِنْسِ مَا فَعَلَ: فَإنْ لَمْ يُفَرِّجْ كُرْبَةً عَنْ أخِيهِ وهُوَ يَقْدِر، جَاءَ يَوْم القِيَامَة مَكْرُوبًا، وإنْ لَمْ يَسْتُرْ أخِيهِ وهُوَ يَقْدِر، جَاءَ يَوْم القِيَامَة غَيْر مَسْتُورٍ، وهَكَذَا في كُلِّ الأُمُورِ، فهذه أمْثِلَة لا للحَصْرِ.

5) ذَنْبُ مُخَالَفَةِ أمْر اللهِ ورَسُولِهِ: فَلَقَدْ قَالَ اللهُ تَعَالَى [ وَتَعَاوَنُواْ عَلَى الْبرِّ وَالتَّقْوَى وَلاَ تَعَاوَنُواْ عَلَى الإِثْمِ وَالْعُدْوَانِ ]، وقَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ [ اُنْصُر أخَاكَ ظَالِمًا أو مَظْلُومًا. فَقَالَ رَجُلٌ: يَا رَسُولَ اللهِ؛ أنْصُرُهُ إذا كَانَ مَظْلُومًا، أفَرَأيْتَ إذا كَانَ ظَالِمًا كَيْفَ أنْصُرُهُ؟ قَالَ: تَحْجُزُهُ، أو تَمْنَعُهُ، مِنَ الظُّلْمِ، فَإنَّ ذَلِكَ نَصْرُهُ ]، ومَنْ يَخْذُل مُسْلِمًا وهُوَ يَقْدِر عَلَى مُنَاصَرَتِهِ ونُصْرَتِهِ، فَإنَّهُ يُخَالِف أمْر الله بالتَّعَاوُنِ عَلَى البِرِّ والتَّقْوَى، ويَأتِي بالإثْمِ والعُدْوَانِ ويُسَاعِد عَلَيْهمَا، ويُخَالِف أمْر رَسُول اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ بنُصْرَةِ المُسْلِم إذا كَانَ الحَقُّ مَعَهُ أو مَنْعِهِ إذا كَانَ مُخْطِئًا، ومِنْ عِقَابِ مُخَالَفَة أمْر الله ورَسُوله قَوْلُ اللهِ تَعَالَى [ فَلْيَحْذَرِ الَّذِينَ يُخَالِفُونَ عَنْ أَمْرِهِ أَن تُصِيبَهُمْ فِتْنَةٌ أَوْ يُصِيبَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ ].

6) ذَنْبُ الصَّدِّ عَنْ سَبِيلِ اللهِ: وخَاصَّةً إذا كَانَ هذا الخُذْلاَن في أمْرٍ مِنْ أُمُورِ الدِّين سَوَاء في العِبَادَةِ الشَّخْصِيَّة أو في الدَّعْوَةِ عُمُومًا، قَالَ تَعَالَى [ ألاَ لَعْنَةُ اللهِ عَلَى الظَّالِمِينَ 18 الَّذِينَ يَصُدُّونَ عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ وَيَبْغُونَهَا عِوَجًا وَهُمْ بِالآخِرَةِ كَافِرُونَ 19 ]، وقَالَ تَعَالَى [ وَلاَ تَقْعُدُوا بِكُلِّ صِرَاطٍ تُوعِدُونَ وَتَصُدُّونَ عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ مَنْ آمَنَ بِهِ وَتَبْغُونَهَا عِوَجاً وَاذْكُرُوا إِذْ كُنتُمْ قَلِيلاً فَكَثَّرَكُمْ وَانظُرُوا كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ الْمُفْسِدِينَ ].

7) ذَنْبُ تَحَمُّل أوْزَار مَنْ صَدَّهُ عَنْ سَبِيلِ الله: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ [ ...؛ ومَنْ سَنَّ في الإسْلاَمِ سُنَّةً سَيِّئَةً، فَعُمِلَ بِهَا بَعْدهُ، كُتِبَ عَلَيْهِ مِثْل وِزْر مَنْ عَمِلَ بِهَا، ولا يَنْقُص مِنْ أوْزَارِهِم شَيْء ].

وهذا مَا أعْلَمُ؛ واللهُ تَعَالَى أعْلَى وأعْلَمُ
والسَّلاَمُ عَلَيْكُمْ ورَحْمَةُ اللهِ وبَرَكَاتُهُ