أختار ايه

[يا أرحم الراحمين يا الله]

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

أود أن أسألكم عن موضوع متحيرة في الاختيار.......ااسأل الله ان يوفقكم للقول السديد

أنا فتاة أبلغ من العمر 27 سنة غير متزوجة ومتعلمة أرغب في الخروج للعمل كمعلمة في مدرسة غير مختلطة لأني زهقت من قعدة البيت وحاسة بكل صراحة إني أنا متعلمتش علشان أبقة اللفاية للبيت "يعني كل وظيفتي جلي ومسح وتنظيف".
على الرغم حتى تتضح الصورة أمي تفرد لي مصروفا ...وكل متطلباتي موجودة الحمد لله. وأنا الآن بدأت في حفظ سورة البقرة في البيت .

فهل أذهب أم ألتزم بيتي.
أعلم أخي حكم خروج المرأة للعمل لكن أٍسأل عن حالتي لذلك كتبت لكَ بعض التفاصيل.
وجزاكم الله خيرا.

[فريق استشارات سرك فى بير(الأخوات)]

رد: أختار ايه

بِسْمِ اللهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ
الأُخْتُ السَّائِلَةُ الكَرِيمَةُ
السَّلاَمُ عَلَيْكُمْ ورَحْمَةُ اللهِ وبَرَكَاتُهُ
أوَّلاً: مَنْ كَانَت بمِثْلِ حَالَتكِ وظُرُوفكِ فَلاَ يَلْزَمُهَا الخُرُوج للعَمَلِ، بَلْ تَبْقَى في بَيْتِهَا، لأنَّ خُرُوجَ المَرْأة للعَمَلِ يَكُون لضَرُورَةٍ، وهذه الضَّرُورَة غَيْر مُتَوَفِّرَة عِنْدَكِ، فَالحَمْدُ للهِ عِنْدَكِ مَا يَكْفِيكِ ويغْنِيكِ عَنِ السُّؤَال، وبالتَّالِي القَرَارُ في البَيْتِ أوْلَى.

ثَانِيًا: لَيْسَ مَعْنَى قَرَار المَرْأة في بَيْتِهَا أنَّهَا تَبْقَى للطَّبْخِ فَقَط –مَعَ العِلْمِ أنَّهَا لَوْ مَا فَعَلَت إلاَّ هذا فَهِيَ مَأجُورَةٌ عَلَيْهِ، وهذا هُوَ شَأنهَا الأوَّل-، ولَكِنْ المَرْأة في بَيْتِهَا دَاعِيَة، ومُرَبِّيَة، ومُعَلِّمَة، فهي تَتَوَلَّى مَسْئُولِيَّة تَرْبِيَة الأوْلاَد وتَعْلِيمهُم –سَوَاء كَانُوا أوْلاَدهَا أو أقَاربهَا-، وتَتَوَلَّى تَعْلِيم النِّسَاء ودَعْوَتهنَّ –أقَارِبهَا ومَعَارِفهَا وجِيرَانهَا-، واليَوْم صَارَت تَتَوَلَّى الدَّعْوَة عَنْ طَرِيقِ الانْتَرْنِتّ –مَعَ النِّسَاءِ أيْضًا-، كَمَا يُمْكِنهَا طَلَب العِلْم في أوْقَاتِ فَرَاغهَا، مِنْ دُرُوسٍ عِلْمِيَّةٍ وحِفْظ قُرْآن –في بَيْتِهَا أو في مَسْجِدٍ أو مَعْهَدٍ شَرْعِيٍّ-، ويُمْكِنهَا تَعْلِيم النِّسَاء والأطْفَال القُرْآن والتَّجْوِيد، فَلَمَّا تَقُوم المَرْأة بكُلِّ وَاجِبَات بَيْتهَا ثُمَّ تَفْعَل كُلّ هذا ثُمَّ تَجِد فَرَاغًا، وَقْتهَا تُطَالِب بأنْ تَعْمَل، مَعَ مُرَاعَاةِ أنَّ الإسْلاَمَ لَمَّا سَمَحَ للمَرْأةِ بالتَّعَلُّمِ كَانَ الهَدَفُ هُوَ أنْ تَتَعَلَّمَ كي تَعْرِف كَيْفَ تَفْقَه دِينهَا وتُقِيم بَيْتهَا وحَيَاتهَا وِفْقَ شَرْع الله، لا لأنْ تَخْرُجَ خَارِجَ بَيْتهَا وتَعْمَل، أمَّا أعْدَاءُ الإسْلاَمِ فَهُمْ مَنْ أرَادُوا للمَرْأةِ أنْ تَتَعَلَّم كي تَفِرّ مِنَ البَيْتِ إلى خَارِجِهِ، وألَّفُوا لَهَا مِنْ أجْلِ ذَلِكَ الحُجَج والمُبَرِّرَات.

ثَالِثًا: قَرَارُ المَرْأةِ في بَيْتِهَا لَيْسَ مَعْنَاهُ عَدَم العَمَل، بَلْ يُمْكِنهَا أنْ تَعْمَل وهي في بَيْتِهَا، كَتَحْفِيظِ القُرْآن، وحِيَاكَة المَلاَبِس للنِّسَاء، والتَّدْرِيس للأطْفَالِ، والعَمَل عَنْ طَرِيقِ الانْتَرْنِتّ في مَجَالاَتٍ مُنَاسِبَةٍ غَيْر مُحَرَّمَة، والمَشْغُولاَت اليَدَوِيَّة، ومَجَالاَت كَثِيرَة قَدْ لا تَحْضُرنَا الآن كُلّهَا.

رَابِعًا: بَعْدَ كُلّ هذا: إنْ وُجِدَ مَجَال عَمَل يَحْتَاجُ إلى المَرْأةِ في تَخَصُّصِهَا، ولا يَتَوَفَّر لَهُ رِجَال، وَقْتهَا يُمْكِن أنْ تَخْرُجَ للعَمَلِ، فهذه ضَرُورَةٌ أُخْرَى لعَمَلِ المَرْأة، أنْ يَحْتَاجَهَا العَمَلُ، كَمُعَلِّمَةٍ للبَنَاتِ، وطَبِيبَةٍ للنِّسَاءِ، ومَا شَابَه مِنْ أُمُور لا يَصْلُح لَهَا الرِّجَال، وأيْضًا وَقْتهَا يَكُون قَرَارُهَا في البَيْتِ أوْلَى، لَكِنْ إنْ خَرَجَت فَلاَ بَأسَ، وعِنْدَ خُرُوجِهَا يَجِبُ عَلَيْهَا الالْتِزَام بضَوَابِط عَمَل المَرْأة، فَإنْ لَمْ تَلْتَزِم مُنِعَت مِنَ الخُرُوجِ.
ضوابط عمل المَرْأة خارج بيتها
ضوابط عمل المرأة في الإسلام

http://www.youtube.com/watch?v=tDFZ6MOxqos

http://www.youtube.com/watch?v=CFXloWfY1Nk

لِذَا أُخْتنَا الكَرِيمَة نُوصِيكِ بالقَرَارِ في بَيْتِكِ، ولا يَغُرَّنَّكِ الشَّيْطَانُ بالخُرُوجِ، ولا يُزَيِّنهُ لَكِ بحُجَجٍ وَاهِيَةٍ، ولا يَخْدَعَنَّكِ بتَأخُّرِ الزَّوَاج، ولا بكَلاَمِ النَّاس، فَكُلّهَا حُجَج شَيْطَانِيَّة لتَزْيِينِ البَاطِل، واسْتَعِينِي باللهِ ولا تَقْنَطِي، وامْلَئِي فَرَاغكِ بالمُفِيدِ النَّافِع، واللهُ المُسْتَعَانُ.

وهذا مَا أعْلَمُ؛ واللهُ تَعَالَى أعْلَى وأعْلَمُ
والسَّلاَمُ عَلَيْكُمْ ورَحْمَةُ اللهِ وبَرَكَاتُهُ