انا متزوج وعندى 3 اطفال ومراتى مش واخده بالها منى وغير مطيعه لى بالمرة فكرت ان اطلقها ولكن الاطفال اللى بنا هيروحو فين هيتبهدلو بنا كلمتها كتيير ونصحتها لكن مفيش فايده فكرت اتزوج اخت ملتزمه ولكن مين اللى هتردى تتزوج راجل مجوز وعنده اطفال بالله عليكم افيدونى وجزاكم الله خير
إعـــــــلان
تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.
بالله عليكم ردو عليا
تقليص
X
-
بالله عليكم ردو عليا
التعديل الأخير تم بواسطة فريق استشارات سرك فى بير(الأخوات); الساعة 10-03-2012, 06:56 AM.الكلمات الدلالية (Tags): لا يوجد
- اقتباس
-
رد: بالله عليكم ردو عليا
بِسْمِ اللهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ
الأخُ السَّائِلُ الكَرِيمُ
السَّلاَمُ عَلَيْكُمْ ورَحْمَةُ اللهِ وبَرَكَاتُهُ
لا شَكَّ أخِي الكَرِيم أنَّ مَا تَفْعَلَهُ زَوْجَتكَ بهذا الوَصْفِ هُوَ أمْرٌ مُنْكَرٌ، حَرَّمَهُ اللهُ تَعَالَى ونَهَى عَنْهُ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ، ولَوْ أنَّهَا –وأيّ زَوْجَة- تَدَبَّرَت وَعِيد الله للزَّوْجَةِ العَاصِيَةِ زَوْجهَا مِنْ عِظَمِ حَقّه عَلَيْهَا، لَفَكَّرَت آلاَف المَرَّات قَبْلَ أنْ تُفَكِّرَ في عِصْيَانِهِ فَضْلاً عَنْ إسَاءَةِ مُعَامَلَته،
أخِي الكَرِيمُ: شَرَعَ اللهُ الطَّلاَقَ كَمَا شَرَعَ الزَّوَاجَ، ولَكِنْ جَعَلَهُ آخِر العِلاَج كَالْكَيّ، فَآخِر مَا تُفَكِّر فِيهِ الطَّلاَق، لَكِنْ إذا لَمْ يَكْنُ مِنْهُ بُدٌّ حِفَاظًا عَلَى اسْتِقَامَةِ الحَيَاة وحُسْنِ تَرْبِيَة الأوْلاَد وعَدَمِ ظُلْم طَرَف للآخَر، فَلاَ شَكَّ أنَّهُ وَقْتَذَاك هُوَ أنْسَب الحُلُول ولاَبُدَّ مِنْهُ بغَضِّ النَّظَرِ عَنْ أيَّةِ اعْتِبَارَاتٍ أُخْرَى، وكَمَا قُلْنَا هُوَ آخَر الحُلُول، فَمَاذَا قَبْلهُ؟
1) أنْ تَصْبِرَ عَلَيْهَا، فَقَدْ قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ [ إِنَّ الْمَرْأَةَ خُلِقَتْ مِنْ ضِلَعٍ؛ لَنْ تَسْتَقِيمَ لَكَ عَلَى طَرِيقَةٍ؛ فَإِنِ اسْتَمْتَعْتَ بِهَا اسْتَمْتَعْتَ بِهَا وَبِهَا عِوَجٌ؛ وَإِنْ ذَهَبْتَ تُقِيمُهَا كَسَرْتَهَا؛ وَكَسْرُهَا طَلاَقُهَا ]، قَالَ النَّوَوِيُّ رَحِمَهُ اللهُ [ وفي هذا الحَدِيثِ: مُلاَطَفَةُ النِّسَاءِ، والإحْسَانُ إلَيْهِنَّ، والصَّبْرُ عَلَى عِوَجِ أخْلاَقهنَّ، واحْتِمَال ضَعْف عُقُولهنَّ، وكَرَاهَة طَلاَقهنَّ بِلاَ سَبَبٍ، وأنَّهُ لا يُطْمَع باسْتِقَامَتِهَا ] شَرْحُ مُسْلِم (10/57)، ولَمَّا كَانَ لا يُطْمَع باسْتِقَامَتِهَا، قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ [ لا يَفْرَكْ مُؤْمِنٌ مُؤْمِنَةً؛ إِنْ كَرِهَ مِنْهَا خُلُقًا رَضِيَ مِنْهَا آخَرَ ]، وأنْ تَدْعُو الله ليُصْلِحهَا لَكَ ويُصْلِحكَ لَهَا، وتُكْثِر مِنَ الدُّعَاء، وتُصَلِّي الاسْتِخَارَة.
2) أنْ تَجْلِسَ مَعَهَا، وتُنَاقِشَهَا بهُدُوءٍ، وتَعْرِفَ مِنْهَا الأسْبَاب الَّتِي تَدْفَعهَا لهذه التَّصَرُّفَات، وتَبُثَّ فِيهَا الثِّقَة في نَفْسِهَا وفِيكَ بالقُدْرَةِ عَلَى التَّغْيِيرِ للأفْضَلِ.
3) أنْ تَبْدَأ بنَفْسِكَ، فَرُبَّمَا فِيكَ أُمُور لا تُعْجِبهَا، فَتَتَصَرَّف تِجَاهكَ دُونَ شُعُور كَرَدِّ فِعْلٍ مُضَادٍّ، فَكَمَا هي مُطَالَبَة أنْ تُرْضِيكَ، أنْتَ أيْضًا مُطَالَبٌ بإرْضَائِهَا، وأيْضًا تُرَاجِع نَفْسَكَ مَعَ اللهِ في ذُنُوبِكَ ومَعَاصِيكَ، فَلَعَلَّ ذَلِكَ شُؤْم مَعْصِيَةٍ تَفْعَلهَا، فَمِنْ شُؤْمِ المَعْصِيَة عَلَى صَاحِبِهَا أنَّهُ يُحْرَم الرِّزْق، فَقَدْ قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ [ إنَّ الرَّجُلَ لَيُحْرَم الزِّرْق بالذَّنْبِ يُصِيبهُ ]، أو تُمْحَق مِنْهُ البَرَكَة ويَكُون سَبَبًا في الوَحْشَةِ بَيْنَهُ وبَيْنَ النَّاسِ، كَمَا قَالَ بَعْضُ السَّلَفِ [ إنِّي لأعْصِي الله فَأرَى ذَلِكَ في خُلُقِ دَابَّتِي وامْرَأتِي ].
4) أنْ تَتَدَرَّجَ مَعَهَا في الوَسَائِل الشَّرْعِيَّةِ لتَأدِيبِ النَّاشِز، قَالَ تَعَالَى [ وَاللاَّتِي تَخَافُونَ نُشُوزَهُنَّ فَعِظُوهُنَّ وَاهْجُرُوهُنَّ فِي الْمَضَاجِعِ وَاضْرِبُوهُنَّ فَإِنْ أَطَعْنَكُمْ فَلاَ تَبْغُواْ عَلَيْهِنَّ سَبِيلاً إِنَّ اللّهَ كَانَ عَلِيًّا كَبِيرًا 34 وَإِنْ خِفْتُمْ شِقَاقَ بَيْنِهِمَا فَابْعَثُواْ حَكَمًا مِّنْ أَهْلِهِ وَحَكَمًا مِّنْ أَهْلِهَا إِن يُرِيدَا إِصْلاَحًا يُوَفِّقِ اللّهُ بَيْنَهُمَا إِنَّ اللّهَ كَانَ عَلِيمًا خَبِيرًا 35 ]:θ أوَّلُ شَيْءٍ لاَبُدَّ مِنِ اتِّبَاعِ التَّدَرُّج الَّذِي وَضَعَهُ اللهُ، ولَوْ كَانَ الخَيْرُ في غَيْرِهِ لأخْبَرَنَا بِهِ اللهُ بَدَلاً مِنْ هذا، وأيْضًا لَوْ كَانَت هُنَاكَ أسَالِيب أُخْرَى نَاجِعَة نَافِعَة لأخْبَرَنَا بِهَا اللهُ بَدَلاً مِنْ هذه، فَاتِّبَاع مَا أمَرَ بِهِ الله هُوَ أوَّل طُرُق العِلاَج، فَمَنْ يَتَّقِ الله يَجْعَل لَهُ مَخْرَجًا ويَجْعَل لَهُ مِنْ أمْرِهِ يُسْرًا.
θ ثَانِيًا: العِظَةُ، وهي تَأخُذُ أشْكَالاً ووَقْتًا طَوِيلاً، فَمِنْ أشْكَالِهَا الكَلاَم المُبَاشِر، مَرَّة بالتَّرْغِيبِ في نَعِيمِ الله في الآخِرَة للمَرْأةِ المُطِيعَة، ومَرَّة بالتَّرْغِيبِ في أُمُورٍ تُحِبّهَا هي في الدُّنْيَا وتَمْلِك تَحْقِيقهَا لَهَا، ومَرَّة بالتَّرْهِيبِ مِنْ عِقَابِ الله في الدُّنْيَا والآخِرَة، ومَرَّة بالتَّرْهِيبِ مِنْ أُمُورٍ تَخْشَاهَا هي مِنْكَ، ثُمَّ إسْمَاعهَا الدُّرُوس وإعْطَائهَا الفَتَاوَى وإهْدَائهَا الكُتُب الَّتِي تَتَكَلَّم عَنْ حُقُوقِ الزَّوْج عَلَى زَوْجَتِهِ، وإرْسَال مَنْ يُكَلِّمهَا ويَنْصَحهَا مِمَّنْ تَسْمَع لَهُم وتُوَقِّرهُم، سَوَاء كَلَّمَهَا بشَكْلٍ مُبَاشِرٍ أو عَنْ طَرِيقِ التَّلْمِيح في جَلْسَةٍ عَامَّةٍ، وأيْضًا سَرْد القِصَص الحَقِيقِيَّة أمَامهَا لأشْخَاصٍ في التَّارِيخِ المَاضِي والحَاضِر، إمَّا لأخْذِ رَأيَها في سُلُوكِ زَوْجَاتهم لتَنْطِق بالحَقِّ بلِسَانِهَا وتَتَدَبَّرهُ في نَفْسِهَا، أو بامْتِدَاحِ الزَّوْجَات عَلَى حُسْنِ أخْلاَقهنَّ في مُعَامَلَةِ أزْوَاجهنَّ، لإثَارَةِ غَيْرَتهَا لتَتَصَرَّف مِثْلهنَّ، إمَّا رَغْبَةً في نَيْلِ المَدْح مِثْلهنَّ أو لتَحْقِيقِ ذَاتهَا في مُقَابَلَتِهِنَّ كَامْرَأة تَغَار مِنْ نَظَائِرِهَا، بشَرْطِ ألاَّ يَزِيد أمْر المَدْح عَنِ الحَدِّ كي لا يَنْقَلِب إلى الضِّدِّ، ولا يُغَالَى فِيهِ في حَقِّ أشْخَاصٍ مَعْرُوفُونَ لَدَيْهَا مِنْ أقَارِب ومَعَارِف حَتَّى لا يَتَحَوَّل إلى شَكٍّ وغَيْرَةٍ مَذْمُومَةٍ، وهذه كُلّهَا أُمُور لا تَتِمّ في يَوْمٍ أو أُسْبُوعٍ، بَلْ تَأخُذ وَقْتًا طَوِيلاً، وتَتِمّ عَلَى فَتَرَاتٍ ولَيْسَت دَفْعَةً وَاحِدَةً، ويَتِمّ اخْتِيَار أنْسَب الأوْقَات لمُنَاقَشَتِهَا ولَيْسَ فَقَط لَمَّا تُرِيد أنْتَ بغَضِّ النَّظَر عَنْ حَالَتِهَا النَّفْسِيَّة والمِزَاجِيَّة.
θ ثَالِثًا: الهَجْرُ، ويَكُون في المَضْجَعِ فَقَط، فَتُكَمِّلهَا طُوَال اليَوْم، وتَأكُل مَعَهَا في أوْقَاتِ الأكْل، لَكِنْ عِنْدَ النَّوْم تَنَام بجَانِبِهَا ولَكِنْ تُعْطِيهَا ظَهْركَ، ولا تَلْتَفِت لأيِّ طَلَبٍ أو رَغْبَةٍ مِنْهَا تِجَاهكَ، ولا يَجُوزُ لَكَ أنْ تَهْجُرَ الكَلاَم مَعَهَا أو تَهْجُرَ لَهَا الغُرْفَة أو المَنْزِل، فَكُلّ هذا لَنْ يُؤَدِّي غَرَض الهَجْر الَّذِي أمَرَ بِهِ الله تَعَالَى، لأنَّكَ إنْ هَجَرْتَ الغُرْفَة أو المَنْزِل قَدْ تُرْضِي نَفْسهَا بحُجَّةِ أنَّكَ غَيْر مَوْجُود، فَلاَ يُؤَثِّر فِيهَا غِيَابكَ بقَدْرِ مَا تَكُون مَعَهَا في نَفْسِ الغُرْفَة ولا تُلَبِّي لَهَا طَلَبًا، فهذا يُؤْلِمُهَا أكْثَر، لِذَلِكَ جَعَلَهُ اللهُ عِقَابًا لَهَا، عَلَى أنْ تُبَيِّنَ لَهَا السَّبَب بأنَّكَ غَاضِبٌ مِنْ كَذَا وكَذَا، لا أنْ تَتْرُكَهَا دُونَ أنْ تَعْرِفَ لماذا تُعَامِلهَا بهذا الشَّكْل، فَمِنْ ضِمْنِ ضَوَابِط العِقَاب أنْ يَعْرِفَ المُعَاقَب عَلَى أيِّ شَيْءٍ يُعَاقَب، وإلاَّ فَمَرَّة وأُخْرَى ولَنْ يَهْتَمّ.
θ رَابِعًا: الضَّرْبُ، بضَوَابِطِهِ وشُرُوطِهِ، فَلاَ تَضْرِبهَا وأنْتَ غَاضِب، ولا تَضْرِب في الوَجْهِ كُلّهُ، ولا تَخْدِش لَحْمًا، أو تُسَيِّل دَمًا، أو تَكْسِر عَظْمًا، أو تَضْرِب في مَكَانٍ يُؤْذِي عُضْوًا مِنَ الجَسَدِ، وألاَّ يَكُون الضَّرْب كُلّهُ في مَكَانٍ وَاحِدٍ، وألاَّ تَضْرِب عَلَى نَفْسِ الخَطَأ أكْثَر مِنْ مَرَّة، وألاَّ تَجْمَع أكْثَر مِنْ خَطَأ في عِقَابٍ وَاحِدٍ، وألاَّ يَكُون أمَامَ أحَدٍ إطْلاَقًا، لا مِنَ المَعَارِف ولا المَحَارِم ولا حَتَّى الأوْلاَد, وألاَّ تَضْرِب بآلَةٍ حَادَّةٍ أو مُؤْذِيَة، وأنْ تُشْعِرَهَا بأنَّهُ ضَرْب تَأدِيب لا تَعْذِيب وإهَانَة وتَشَفِّي وانْتِقَام، وألاَّ تُصَاحِبهُ إهَانَات لَفْظِيَّة، وألاَّ يَزِيد عَنْ عَشْرِ ضَرَبَات إلاَّ في حَدٍّ مِنْ حُدُودِ الله أو إذا كانت العَشْر ضَرَبَات لا تُرْدِعهَا، وأنْ تَتَوَقَّف إذا ذَكَّرَتكَ باللهِ أو أقْسَمَت عَلَيْكَ أو مَتَى شَعرْتَ أنَّهَا تَأدَّبَت حَتَّى لَوْ لَمْ تُكْمِل العَشْر ضَرَبَات.
θ عَدَمُ البَغْي، في أيِّ مَرْحَلَةٍ مِنَ المَرَاحِل الثَّلاَث السَّابِقَة إذا أطَاعَت، فَلاَ يَجُوزُ لَكَ البَغْي عَلَيْهَا والدُّخُول في مَرْحَلَةٍ لاَحِقَةٍ، فَقَدْ تَحَقَّقَ لَكَ مَا تُرِيد وأطَاعَت، وأيّ شَيْءٍ تَفْعَلهُ فِيهَا بَعْدَ أنْ أطَاعَت هُوَ ظُلْمٌ لَهَا وبَغْي عَلَيْهَا تُحَاسَب أنْتَ عَلَيْهِ.
θ ابْتِعَاثُ الحَكَمِ مِنَ الأهْلِ، إنْ مَرَرْتَ بكُلِّ هذه المَرَاحِل وبَقِيَت عَلَى نُشُوزِهَا وجُرْمِهَا، فَيَتِمّ اخْتِيَار حَكَمًا مِنْ أهْلِهَا وحَكَمًا مِنْ أهْلِكَ، مِنْ أعْقَلِ وأحْكَم النَّاس في كُلِّ طَرَفٍ وأكْثَرهُم دِينًا ومَوْضُوعِيَّة، مِمَّنْ يُرِيدُونَ الإصْلاَح والتَّوْفِيق بَيْنَكُمَا لا مِمَّنْ يُرِيدُونَ التَّفْرِيق، ويُهَدِّدُونَهَا بالطَّلاَقِ لوُصُولِ الأمْر إلى مُفْتَرَقِ طُرُقٍ، ويُنْذِرُونَهَا بعَوَاقِب ذَلِكَ عَلَيْهَا في الدُّنْيَا والآخِرَةِ، ويَنْصَحُونَهَا في جُرْمِهَا ويُحَاوِلُونَ الوُصُول بِهَا وبِكَ إلى نُقْطَةٍ مُشْتَرَكَةٍ تُقَرِّب بَيْنَكُمَا.
5) التَّهْدِيدُ بالطَّلاَقِ، تَخْوِيفًا وزَجْرًا، دُونَ إكْثَارٍ مِنْهُ، فَاعْتِيَاد المَرْأة عَلَى سَمَاعِ الطَّلاَق يَجْعَلهَا تَتَسَاهَل في أمْرِهِ وقَدْ يَدْفَعهَا لطَلَبِهِ بنَفْسِهَا.
6) تَخْيِيرُهَا بَيْنَ الطَّلاَقِ وبَيْنَ الزَّوَاج بأُخْرَى مَعَ إبْقَائِهَا.
7) الطَّلاَقُ مَرَّة، إذا لَمْ تَفْلَحْ أيّ وَسِيلَةٍ مِمَّا سَبَقَ في عِلاَجِهَا، فَرُبَّمَا عَالَجَتْهَا الطَّلْقَة الأُولَى، مَعَ عَدَمِ إخْرَاجِهَا مِنْ بَيْتِهَا في فَتْرَةِ العِدَّة، وألاَّ تَتْرُك أنْتَ البَيْت أيْضًا، لأنَّ اللهَ قَدْ يَجْعَل وُجُودكمَا مَعًا سَبَبًا في المُرَاجَعَةِ، قَالَ تَعَالَى [ لا تُخْرِجُوهُنَّ مِنْ بُيُوتِهِنَّ وَلا يَخْرُجْنَ إِلا أَنْ يَأْتِينَ بِفَاحِشَةٍ مُبَيِّنَةٍ وَتِلْكَ حُدُودُ اللَّهِ وَمَنْ يَتَعَدَّ حُدُودَ اللَّهِ فَقَدْ ظَلَمَ نَفْسَهُ لا تَدْرِي لَعَلَّ اللَّهَ يُحْدِثُ بَعْدَ ذَلِكَ أَمْرًا ]، وفي هذه الفَتْرَة يَسْتَمِرّ النُّصْح أيْضًا.
واعْلَم أخِي الكَرِيم أنَّ الأخَوَات –الثَّيِّبَات والأبْكَار- مِمَّنْ قَدْ يَرْتَضِينَ بظُرُوفِكَ كَثِيرَات، وقَدْ قَالَ اللهُ تَعَالَى [ وَإِن يَتَفَرَّقَا يُغْنِ اللَّهُ كُلاًّ مِّن سَعَتِهِ وَكَانَ اللَّهُ وَاسِعًا حَكِيمًا ]، فَقَط عَلَيْكَ البَحْث والانْتِقَاء الجَيِّد حَتَّى لا تَتَكَرَّر المَأسَاة ثَانِيَةً، ولَوْ وَصَلَ الأمْرُ إلى الطَّلاَقِ بَعْدَ المُرُورِ بكُلِّ هذه المَرَاحِل بشُرُوطِهَا وضَوَابِطِهَا وتَدَرُّجِهَا، فَلاَ تَسْمَع لِمَا يُقَال مِنْ كَلاَمِ النَّاس، كَمَنْ يَقُولُونَ (إنَّ أبْغَضَ الحَلاَلِ عِنْدَ اللهِ الطَّلاَقُ)، فَهُوَ حَدِيثٌ لَمْ يَصِحّ عَنْ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ، قَالَ الشَّيْخُ ابْن عُثَيْمِين رَحِمَهُ اللهُ [ يُرْوَى عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ أنَّهُ قَالَ (أبْغَضُ الحَلاَلِ إلى اللهِ الطَّلاَق)، وهذا الحَدِيثُ لَيْسَ بصَحِيحٍ، لَكِنَّ مَعْنَاهُ صَحِيحٌ، أنَّ اللهَ تَعَالَى يَكْرَهُ الطَّلاَق، ولَكِنَّهُ لَمْ يُحَرِّمْهُ عَلَى عِبَادِهِ للتَّوْسِعَةِ لَهُم، فإذا كَانَ هُنَاكَ سَبَبٌ شَرْعِيٌّ أو عَادِيٌّ للطَّلاَقِ صَارَ ذَلِكَ جَائِزًا، وعَلَى حَسْبِ مَا يُؤَدِّي إلَيْهِ إبْقَاءُ المَرْأة، إنْ كَانَ إبْقَاءُ المَرْأة يُؤَدِّي إلى مَحْظُورٍ شَرْعِيٍّ لا يَتَمَكَّن رَفْعهُ إلاَّ بطَلاَقِهَا فَإنَّهُ يُطَلِّقهَا، كَمَا لَوْ كَانَت المَرْأة نَاقِصَة الدِّين، أو نَاقِصَة العِفَّة، وعَجَزَ عَنْ إصْلاَحِهَا، فَهُنَا نَقُولُ: الأفْضَل أنْ تُطَلَّقَ، أمَّا بدُونِ سَبَبٍ شَرْعِيٍّ، أو سَبَبٍ عَادِيٍّ، فَإنَّ الأفْضَلَ ألاَّ يُطَلِّق، بَلْ إنَّ الطَّلاَقَ حِينَئِذٍ مَكْرُوهٌ ] لِقَاءَاتُ البَابِ المَفْتُوحِ (لِقَاءٌ رَقْم 55، سُؤَالٌ رَقْم 3).
وهذا مَا أعْلَمُ؛ واللهُ تَعَالَى أعْلَى وأعْلَمُ
والسَّلاَمُ عَلَيْكُمْ ورَحْمَةُ اللهِ وبَرَكَاتُهُ
- اقتباس
تعليق