إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

سؤال هام وضروري وبسيط عن النقاب

تقليص
X
  •  
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • سؤال هام وضروري وبسيط عن النقاب

    السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

    بالنسبة للنقاب لما البنت تغطي وشها طيب هو لازم يعني اي واحد يبص عليها يكون بينظر ليها بشهوة يعني الرجل بس بيفكر في الشهوة ولا ايه مش فاهمة بالظبط معذرة

    هي كدة البنت تبقي حولت نفسها لانها فريسة ماشية علي الارض اي حد ماشي يبصلها بصة مش كويسة وبكدة تبقي

    انا الكلام ده سمعته ورفضاه ومش عارفة ارد وانا عايزة الرد عليه مع اقتناعي الكامل بالنقاب واني هلبسه قريبا ان شاء الله

    في انتظار ردكم ضروري لاني هبني عليه حاجات كتير وهيأثر كتير في قراري بالنقاب

    في انتظاركم جزاكم الله عنا خيرا كثيرا

  • #2
    رد: سؤال هام وضروري وبسيط عن النقاب

    معذرة على تدخلي
    انا اخت مثلك - انصحك مع تقصيري واقول لكِ
    ارتديه تشبهاً بأمهات المؤمنين ودعكِ من هذه الافكار والشبهات التي قد يلقيها عليكِ الشيطان
    حتى يثبط همتك ويشكك في أمر الله فيما تعلمين ان النقاب فرض على قول اكثر اهل العلم
    واجمعوا على فرضيته في زمن الفتن ..
    ولا يخفي عليك ضعف الايمان الذي عليه الشباب وما تبثه الفضائيات والانترنت من مشاهد تثير الشهوات
    كما ان المرأة غير الرجل في النظر للجنس الآخر
    والله اعلم
    وفقكِ الله للصواب

    تعليق


    • #3
      رد: سؤال هام وضروري وبسيط عن النقاب

      بِسْمِ اللهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ
      الأُخْتُ السَّائِلَةُ الكَرِيمَةُ
      السَّلاَمُ عَلَيْكُمْ ورَحْمَةُ اللهِ وبَرَكَاتُهُ
      مَعْرُوفٌ أنَّ لكُلِّ إنْسَانٍ شَهْوَةٌ، إنْ لَمْ يَضْبُطْهَا بضَوَابِط الشَّرْعِ ويَضَعْهَا في الحَلاَلِ؛ تَقُودُهُ وتُوقِعُهُ في الحَرَامِ، والشَّخْصُ الطَّبِيعِيُّ ذُو الفِطْرَةِ السَّلِيمَةِ شَهْوَتُهُ تَعْمَل مَعَ أيِّ مُثِيرٍ، فَإنْ لَمْ تَعْمَل فَهُوَ إمَّا مَرِيض مَرَضًا عُضْوِيًّا يُؤَثِّرُ عَلَيْهِ، أو مَرِيض مَرَضًا نَفْسِيًّا باعْتِيَادِهِ عَلَى المُثِيرَات، فَتَوَقَّفَت شَهْوَتُهُ مَعَهَا، ومِنْ هُنَا يَأتِي مَوْت القَلْب باعْتِيَادِ المَعَاصِي، لِذَلِكَ أمَرَنَا اللهُ تَعَالَى بغَضِّ البَصَر لحِفْظِ الفِطَر مِنَ التَّبَدُّلِ، والقَلْب مِنَ التَّبَلُّدِ، وهُنَا يَسْألُ أصْحَابُ الشُّبَهِ ومُتَّبِعُوهَا سُؤَالاً: لَوْ أنَّ كُلّ النِّسَاء مُنْتَقِبَات، فَعَنْ أيِّ شَيْءٍ يَغُضُّ الرَّجُلُ بَصَرَهُ؟ ونُجِيبُ بأنَّ غَضَّ البَصَرِ أصْلُهُ الحِفَاظ عَلَى الحَيَاءِ سَوَاء مِنَ الرَّجُلِ أو المَرْأة، فَكِلاَهُمَا مَأمُورٌ بغَضِّ البَصَر، وثَانِيًا لضَبْطِ الشَّهَوَات وعَدَمِ إفْلاَتهَا، وإنْ كَانَ ذَلِكَ كَذَلِكَ، فَالرَّجُل والمَرْأة مَأمُورَانِ بغَضِّ البَصَر عَن:
      1) المَرْأةِ السَّافِرَةِ الَّتِي لا تَلْتَزِم بتَعَالِيمِ الإسْلاَم وتَخْرُج مُتَبَرِّجَة كَاشِفَة لعَوْرَتِهَا، وكَذَا الرِّجَال.
      2) غَيْرِ المُسْلِمَات مِمَّنْ يَعِشْنَ في البَلَدِ.
      3) الأجْنَبِيَّاتِ مِمَّنْ يَزُرْنَ البَلَد.
      4) أيِّ امْرَأةٍ (مُلْتَزِمَة أو غَيْر مُلْتَزِمَة) تَسْقُط في الشَّارِع فَجْأة أو تُصَاب بحَادِثٍ أو تَلْفَحُهَا الرِّيَاح فَتَنْكَشِف.
      5) أيِّ (امْرَأةٍ أو رَجُلٍ) (حَتَّى لَوْ مِنَ المَحَارِم) (كَبِيرَة أو صَغِيرَة) يَجِدُ الشَّخْص في نَفْسِهِ مَيْلاً (لَهَا/لَهُ) قَدْ يُسَبِّب فِتْنَة (بِهَا/بِهِ).
      6) الرُّسُومَاتِ والصُّوَرِ والإعْلاَنَاتِ ومَا في مَعْنَاهُم.
      قَالَ الإمَامُ ابْن القَيِّم في رَوْضَةِ المُحِبِّينَ [ وفي الصَّحِيحِ عَنْهُ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ أنَّهُ قَالَ (إنَّ اللهَ عَزَّ وجَلَّ كَتَبَ عَلَى ابْنِ آدَم حَظّهُ مِنَ الزِّنَى، أدْرَكَ ذَلِكَ لا مَحَالَة، فَالْعَيْنُ تَزْنِي وزِنَاهَا النَّظَر، واللِّسَانُ يَزْنِي وزِنَاه النُّطْق، والرِّجْلُ تَزْنِي وزِنَاهَا الخُطَى، واليَدُ تَزْنِي وزِنَاهَا البَطْش، والقَلْبُ يَهْوَى ويَتَمَنَّى، والفَرْجُ يُصَدِّقُ ذَلِكَ أو يُكَذِّبُهُ) فَبَدَأ بزِنَا العَيْن لأنَّهُ أصْل زِنَا اليَد والرِّجْل والقَلْب والفَرْج، ونَبَّهَ بزِنَا اللِّسَان بالكَلاَمِ عَلَى زِنَا الفَم بالقُبَل، وجَعَلَ الفَرْج مُصَدِّقًا لِذَلِكَ إنْ حَقَّقَ الفِعْل، أو مُكَذِّبًا لَهُ إنْ لَمْ يُحَقِّقْهُ، قَالَ: وهذا الحَدِيث مِنْ أبْيَن الأشْيَاء عَلَى أنَّ العَيْنَ تَعْصِي بالنَّظَر، وأنَّ ذَلِكَ زِنَاهَا، فَفِيهِ رَدٌّ عَلَى مَنْ أبَاحَ النَّظَرِ مُطْلَقًا ]، ومِنْ أجْلِ ذَلِكَ عَفَى اللهُ لَنَا عَنِ النَّظْرَةِ الأُولَى الفُجَائِيَّة غَيْر المُسْتَدِيمَة، لأنَّنَا رُفِعَ عَنَّا الذَّنْب الَّذِي يَحْدُث عَنْ طَرِيقِ الخَطَأ والنِّسْيَان والإكْرَاه، قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ [ إنَّ اللهَ تَعَالَى تَجَاوَزَ لِي عَنْ أُمَّتِي الخَطَأ والنِّسْيَان ومَا اسْتُكْرِهُوا عَلَيْهِ ]، والنَّظْرَةُ الأُولَى الفُجَائِيَّةُ غَيْر المُسْتَدِيمَةِ تَدْخُلُ تَحْتَ الخَطَأ والنِّسْيَان، أمَّا إطَالَتهَا أو تكْرَارهَا فَفِيهِ تَعَمُّد، فَيَكُون إثْمًا، رَوَى جَرِير بْن عَبْدِ اللهِ قَالَ [ سَأَلْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَنْ نَظْرَةِ الْفُجَاءة؟ فَأَمَرَنِي أَنْ أَصْرِفَ بَصَرِي ]، وقَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ [ يَا عَلِيُّ؛ لا تُتْبِع النَّظْرَةَ النَّظْرَةَ؛ فَإِنَّ لَكَ الأُولَى وَلَيْسَتْ لَكَ الآخِرَةُ ]، ألَمْ يَقُلِ اللهُ تَعَالَى [ قُل لِّلْمُؤْمِنِينَ يَغُضُّوا مِنْ أَبْصَارِهِمْ وَيَحْفَظُوا فُرُوجَهُمْ ذَلِكَ أَزْكَى لَهُمْ إِنَّ اللَّهَ خَبِيرٌ بِمَا يَصْنَعُونَ ]، يَقُولُ الشَّيْخ مُحَمَّد إسْمَاعِيل المُقَدِّم في الجُزْءِ الثَّالِثِ مِنْ كِتَابِ عَوْدَة الحِجَاب: أدِلَّةُ الحِجَابِ [ فَاللهُ سُبْحَانَهُ يَعْلَمُ مَدَى تَأثِير النَّظْرَة المُحَرَّمَة في القَلْبِ، ومَا تُحْدِثهُ مِنْ تَحْوِيلِ النَّفْس إلى بُرْكَانٍ، ومَا تُحَرِّكهُ مِنَ الانْدِفَاعِ نَحْوَ المَرْأة، والوَاقِع يُصَدِّق ذَلِكَ، فَكَمّ مِنْ نَظْرَةٍ مُحَرَّمَةٍ أوْدَت بصَاحِبِهَا إلى الوُقُوعِ في المَعْصِيَةِ، وفِتْنَةِ الرَّجُل بالمَرْأةِ وفِتْنَةِ المَرْأة بالرَّجُلِ. وقَدْ قَرَنَ اللهُ عَزَّ وجَلَّ الأمْرَ بغَضِّ البَصَر بالأمْرِ بحِفْظِ الفَرْج، لأنَّ غَضَّ البَصَر هُوَ السَّبِيل لحِفْظِ الفَرْج (ذَلِكَ أزْكَى لَهُمْ). وقَدْ تَقَع النَّظْرَة الخَائِنَة دُونَ أنْ يَرَاهَا أحَد، ومِنْ ثَمَّ جَاءَ خِتَام الآيَة بعِلْمِ الله تَعَالَى الَّذِي يَعْلَم خَائِنَة الأعْيُن ومَا تُخْفِي الصُّدُور، فَقَالَ اللهُ عَزَّ وجَلَّ (إنَّ اللهَ خَبِيرٌ بِمَا يَصْنَعُونَ)، وقَالَ تَعَالَى (يَعْلَمُ خَائِنَةَ الأعْيُنِ وَمَا تُخْفِي الصُّدُورُ) قَالَ ابْنُ عَبَّاس رَضِيَ اللهُ عَنْهُمَا (هُوَ الرَّجُل يَدْخُل عَلَى أهْلِ بَيْتٍ بَيْتهُم، وفيهم المَرْأة الحَسْنَاء أو تَمُرّ بِهِ، فإذا غَفَلُوا لَحَظَ إلَيْهَا، فإذا فَطَنُوا غَضَّ بَصَرَهُ عَنْهَا، فإذا غَفَلَوُا لَحَظَ، فإذا فَطَنُوا غَضَّ)، وقَدِ اطَّلَعَ اللهُ مِنْ قَلْبِهِ أنَّهُ وَدَّ لَوْ اطَّلَعَ عَلَى فَرْجِهَا، وأنْ لَوْ قَدَرَ عَلَيْهَا فَزَنَى بِهَا، وقَالَ سُفْيَانُ الثَّوْرِيّ (الرَّجُل يَكُون في المَجْلِسِ في القَوْمِ يَسْتَرِق النَّظَر إلى المَرْأةِ تَمُرّ بهم، فَإنْ رَأوهُ يَنْظُر إلَيْهَا اتَّقَاهُم فَلَمْ يَنْظُر، وإنْ غَفَلُوا نَظَرَ، هذا خَائِنَة الأعْيُن ومَا تُخْفِي الصُّدُور، قَالَ: مَا يَجِدُ في نَفْسِهِ مِنَ الشَّهْوَةِ)، قَالَ الشَّيْخ حَمُود التّوِيجرِي (وقَدْ تَضَائَلَت خَائِنَة الأعْيُن في زَمَانِنَا، ولَمْ تَبْقَ إلاَّ عِنْدَ الَّذِينَ تَسْتَتِر نِسَاؤُهُم مِنَ المُسْلِمِينَ، وأمَّا الَّذِينَ فُتِنُوا بتَقْلِيدِ طَوَائِف الإفْرِنْج والتَّزَيِّي بزِيِّهِم، فَقَدْ عُدِمَت فيهم خَائِنَة الأعْيُن، وحَلَّ مَحَلّهَا تَسْرِيح النَّظَر في مَحَاسِن النِّسَاء الأجْنَبِيَّات، والتَّمَتُّع بالنَّظَرِ إلَيْهِنَ، ومُضَاحَكَتِهِنَّ ومُجَالَسَتِهنَّ، والتَّحَدُّثِ مَعَهنَّ في الخُلْوَةِ وغَيْرِ الخُلْوَةِ) ].

      والنِّيَّةُ مَحَلّهَا القَلْب، لا يَعْلَمهَا إلاَّ الله، ولِذَلِكَ فَمِنَ المُسْتَحِيلِ عَلَى المَرْأةِ وهي تَسِير في الشَّارِع أنْ تَعْرِفَ مَنْ يَنْظُر لَهَا بنِيَّةٍ طَيِّبَةٍ ومَنْ يَنْظُر بنِيَّةٍ خَبِيثَةٍ، مَنْ يَنْظُر نَظْرَة فَجْأة ومَنْ يَتَعَمَّد ويُكَرِّر، قَدْ يَنْكَشِف البَعْض مِنْ نَظَرَاتِهِم أو تَعْبِيرَاتِهِم وأفْعَالِهِم، فَتَعْرِفهُم وتَتَجَنَّبهُم، لَكِنْ تَبْقَى الغَالِبِيَّة دُونَ مَعْرِفَة نَوَايَاهُم، ولأنَّ لَهُم شَهْوَة، فَقَدْ تَقُودُهُم إلى الحَرَامِ، وبِدَايَة هذا الحَرَام أنَّهُم لَمْ يَغُضُّوا أبْصَارَهُم كَمَا أمَرَهُم الله، ثُمَّ بَعْدَ ذَلِكَ يَأتِي التَّمَنِّي والتَّخَيُّل لامْرَأةٍ أجْنَبِيَّةٍ عَنْهُ، ثُمَّ مُحَرَّمَات أُخْرَى كَثِيرَة لا نِهَايَةَ لَهَا والَّتِي مِنْ ضِمْنِهَا الاسْتِمْنَاء والزِّنَا والاغْتِصَاب، بَلْ قَدْ يَصِل الأمْر إلى اشْتِهَاء المَحَارِم والنَّظَر إلَيْهِنَّ والفِعْل فِيهِنَّ، وقَدْ يَتَعَدَّى إلى الشُّذُوذِ مِنْ سِحَاقٍ ولوَاطٍ وغَيْر ذَلِكَ عِيَاذًا باللهِ.

      ولأنَّ لكُلٍّ مِنَّا شَهْوَة، ولأنَّ النِّيَّةَ مَجْهُولَة بالنِّسْبَةِ لَنَا، ولأنَّهُ لا يُمْكِننَا التَّحَكُّم في أفْعَالِ النَّاس وتَصَرُّفَاتِهِم وتَوْجِيههَا للصَّوَابِ، ولأنَّ المُعِينَ عَلَى الإثْمِ كَفَاعِلِهِ لقَوْلِ رَسُول اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ [ ...؛ ومَنْ سَنَّ في الإسْلاَمِ سُنَّةً سَيِّئَةً، فَعُمِلَ بِهَا بَعْدهُ، كُتِبَ عَلَيْهِ مِثْل وِزْر مَنْ عَمِلَ بِهَا، ولا يَنْقُص مِنْ أوْزَارِهِم شَيْء ]، وهُوَ مِصْدَاق قَوْل الله تَعَالَى [ وَتَعَاوَنُوا عَلَى الْبِرِّ وَالتَّقْوَى وَلاَ تَعَاوَنُوا عَلَى الإِثْمِ وَالْعُدْوَانِ وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ شَدِيدُ الْعِقَابِ ]، لكُلِّ ذَلِكَ كَانَ الأسْهَلُ التَّحَكُّم في النَّفْسِ وسَتْرهَا بالحِجَابِ (حُكْمًا) النِّقَابِ (نَوْعًا)، سَدًّا للذَّرِيعَةِ ودَرْءً للفِتْنَةِ ومَنْعًا للإثْمِ مِنْ وعَنِ النَّفْسِ، ومَا العَجَبُ في ذَلِكَ:
      - ألاَ تُحْمَى اللُّؤْلُؤَة بمَحَارَتِهَا والسُّلْحِفَاة بدَرَقَتِهَا؟!
      - ألاَ تُحْمَى أعْضَاء الجِسْم الدَّاخِلِيَّة بالقَفَصِ الصَّدْرِيّ؟!
      - ألاَ تُحْمَى الفَوَاكِه والخُضْرَوَات والبَيْضَة بقِشْرَةٍ خَارِجِيَّةٍ تَحْمِيهَا مِنْ أنْ تَفْسَد؟!
      - ألاَ نُغَطِّي الطَّعَام لحِفْظِهِ مِنَ الذُّبَابِ، والأدَوَات والمَلاَبِس لحِفْظِهَا مِنَ الأتْرِبَة؟!
      - ألاَ نُغَطِّي السِّلْك الكَهْرَبَائِي كي لا يَتْلَف أو يَصْعَقنَا؟!
      - ألاَ تُغَطَّى الحَيَوَانَات بجُلُودٍ وفِرَاءٍ تَحْمِيهم مِنَ الجَوِّ، وتَزْدَاد كَثَافَتهَا كُلَّمَا ازْدَادَ الجَوّ بُرُودَة؟!
      - ألاَ نَكْفُر البِذْرَة بالتُّرَابِ كي تَنْمُو وتُثْمِر؟!
      - ألاَ نُكَفِّن المَيْتَ بالكَفَنِ ثُمَّ نُوَارِيه التُّرَاب لإكْرَامِهِ وسَتْرِهِ؟!

      كَيْفَ نَقْبَل كُلّ هذه الحُجُب في الحَيَوَانِ والجَمَادِ والزَّرْعِ والمَوْت، والَّتِي لَوْلاَهَا مَا أدَّى كُلُّ شَيْءٍ وَظِيفَته عَلَى الوَجْهِ المَطْلُوب مِنْهُ، ولا نَقْبَلهَا في حَقِّ الإنْسَان؟! كَيْفَ نَتَعَجَّب مِنْ فَرْضِ السِّتْر عَلَى المَرْأةِ في عَصْرٍ امْتَلأتِ الأرْضُ فِيهِ بالنَّاسِ، ونَقْبَلهُ في حَقِّ حَوَّاء ولَمْ يَكُن غَيْرهَا في الأرْضِ هي وآدَم وقَدْ فَعَلاَهُ بفِطْرَةٍ نَقِيَّةٍ قَبْلَ أنْ يَكُونَ هُنَاكَ أيُّ تَكْلِيفٍ أو شَرْعٍ؟! قَالَ تَعَالَى [ فَأَكَلاَ مِنْهَا فَبَدَتْ لَهُمَا سَوْآتُهُمَا وَطَفِقَا يَخْصِفَانِ عَلَيْهِمَا مِن وَرَقِ الْجَنَّةِ ]، ألاَ نَفْهَم مِنْ هذه الآيَةِ أنَّ هُنَاكَ ارْتِبَاطًا وَثِيقًا بَيْنَ الحَيَاء والسِّتْر مِنْ حَانِبٍ والمَعْصِيَةِ مِنْ جَانِبٍ؟! وإنْ كَانَ اللهُ قَدْ أنْزَلَ عَلَيْنَا لِبَاسًا يُوَارِي سَوْءَاتنَا، قَالَ تَعَالَى [ يَا بَنِي آدَمَ قَدْ أَنزَلْنَا عَلَيْكُمْ لِبَاسًا يُوَارِي سَوْءَاتِكُمْ وَرِيشًا وَلِبَاسُ التَّقْوَىَ ذَلِكَ خَيْرٌ ذَلِكَ مِنْ آيَاتِ اللّهِ لَعَلَّهُمْ يَذَّكَّرُونَ 26 يَا بَنِي آدَمَ لاَ يَفْتِنَنَّكُمُ الشَّيْطَانُ كَمَا أَخْرَجَ أَبَوَيْكُم مِّنَ الْجَنَّةِ يَنزِعُ عَنْهُمَا لِبَاسَهُمَا لِيُرِيَهُمَا سَوْءَاتِهِمَا إِنَّهُ يَرَاكُمْ هُوَ وَقَبِيلُهُ مِنْ حَيْثُ لاَ تَرَوْنَهُمْ إِنَّا جَعَلْنَا الشَّيَاطِينَ أَوْلِيَاء لِلَّذِينَ لاَ يُؤْمِنُونَ 27 ]، ورَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ يَقُولُ أنَّ المَرْأةَ كُلّهَا عَوْرَة [ المَرْأةُ عَوْرَةٌ، وإنَّهَا إذا خَرَجَت مِنْ بَيْتِهَا اسْتَشْرَفَهَا الشَّيْطَان، وإنَّهَا لا تَكُون أقْرَب إلى اللهِ مِنْهَا في قَعْرِ بَيْتهَا ]، وقَالَ أنَّهَا فِتْنَة [ مَا تَرَكْتُ بَعْدِي فِتْنَة أضَرّ عَلَى الرِّجَالِ مِنَ النِّسَاءِ ] و[ إنَّ الدُّنْيَا حُلْوَةٌ خَضِرَةٌ، وإنَّ اللهَ مُسْتَخْلِفُكُم فِيهَا، فَيَنْظُرُ كَيْفَ تَعْمَلُونَ، فَاتَّقُوا الدُّنْيَا واتَّقُوا النِّسَاء، فَإنَّ أوَّلَ فِتْنَة بَنِي إسْرَائِيل كَانَت في النِّسَاءِ ]، وقَالَ ابْنُ مَسْعُود رَضِيَ اللهُ عَنْهُ [ إنَّمَا النِّسَاءُ عَوْرَةٌ، وإنَّ المَرْأةَ لَتَخْرُجُ مِنْ بَيْتِهَا ومَا بِهَا مِنْ بَأسٍ، فَيَسْتَشْرِفُهَا الشَّيْطَانُ، فَيَقُولُ: إنَّكِ لا تَمُرِّينَ بأحَدٍ إلاَّ أعْحَبْتِهِ، وإنَّ المَرْأةَ لَتَلْبَس ثِيَابَهَا، فَيُقَالُ: أيْنَ تُرِيدِينَ؟ فَتَقُولُ: أعُودُ مَرِيضًا أو أشْهَدُ جنَازَةً أو أُصَلِّي في مَسْجِدٍ، ومَا عَبَدَتِ امْرَأةٌ رَبَّهَا مِثْل أنْ تَعْبُدَهُ في بَيْتِهَا ]، ولِذَلِكَ كَانَت النِّسَاء في زَمَنِ النَّبِيّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ وهُوَ بَيْنَهُم، وفي زَمَنِ الصَّحَابَة أطْهَر النَّاس قُلُوبًا، وفي اللَّيْلِ المُظْلِم، وهُنَّ خَارِجَات مِنَ المَسْجِدِ: كُنَّ يَلْبَسْنَ السَّوَاد، ويَسِرْنَ بجِوَارِ الجُدُر وكَأنَّهُنَّ سَيَلْتَصِقْنَ بِهَا، مِنَ التَّسَتُّرِ والوَرَعِ وسَدِّ بَاب الفِتْنَة، فَعَنْ أبُو أُسَيْد بْن ثَابِت الأنْصَارِيّ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ [ (اسْتَأخِرْنَ؛ فَإنَّهُ لَيْسَ لَكُنَّ أنْ تُحَقِّقْنَ الطَّرِيق، عَلَيْكُنَّ بحَافَّاتِ الطَّرِيق)، فَكَانَت المَرْأة تَلْتَصِق بالجِدَارِ، حَتَّى إنَّ ثَوْبَهَا لَيَتَعَلَّق بالجِدَارِ مِنْ لُصُوقِهَا بِهِ ]، وعَنْ أُمِّ المُؤْمِنِينَ عَائِشَة رَضِيَ اللهُ عَنْهَا قَالَت [ كُنَّ نِسَاء المُؤْمِنَات، يَشْهَدْنَ مَعَ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ صَلاَة الفَجْر، مُتَلَفِّعَات بمُرُوطِهِنَّ، ثُمَّ يَنْقَلِبْنَ إلى بُيُوتِهِنَّ حِينَ يَقْضِينَ الصَّلاَة، لا يَعْرِفُهُنَّ أحَدٌ مِنَ الغَلَسِ ]، وعَنْ أُمِّ المُؤْمِنِينَ أُمّ سَلَمَة رَضِيَ اللهُ عَنْهَا قَالَت [ لَمَّا نَزَلَت (يُدْنِينَ عَلَيْهِنَّ مِن جَلاَبِيبِهِنَّ) خَرَجَ نِسَاء الأنْصَار كَأنَّ عَلَى رُؤُوسِهِنَّ الغِرْبَان مِنَ الأكْسِيَةِ ]، ولِمَ كُلّ ذَلِكَ؟ لأنَّ الجَمِيعَ يَعْرِفُ أنَّ الشَّيْطَانَ يَجْرِي مِنِ ابْنِ آدَم مَجْرَى الدَّم، فَعَنْ أُمِّ المُؤْمِنِينَ صَفِيَّة بِنْت حُيَيّ رَضِيَ اللهُ عَنْهَا قَالَت [ كَانَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ مُعْتَكِفًا، فَأتَيْتُهُ أزُورُهُ لَيْلاً، فَحَدَّثْتُهُ ثُمَّ قُمْتُ فَانْقَلَبْتُ، فَقَامَ مَعِي ليَقْلِبَنِي - وكَانَ مَسْكَنهَا في دَارِ أُسَامَة بْن زَيْد -، فَمَرَّ رَجُلاَنِ مِنَ الأنْصَارِ، فَلَمَّا رَأيَا النَّبِيّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ أسْرَعَا، فَقَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ: عَلَى رِسْلِكُمَا، إنَّهَا صَفِيَّة بِنْت حُيَيّ، فَقَالاَ: سُبْحَانَ الله يَا رَسُولَ اللهِ، قَالَ: إنَّ الشَّيْطَانَ يَجْرِي مِنَ الإنْسَانِ مَجْرَى الدَّمِ، وإنِّي خَشِيتُ أنْ يَقْذِفَ في قُلُوبِكُمَا سُوءًا، أو قَالَ: شَيْئًا ].

      فَمَا العَجَبُ إذَنْ أنَّ هذه الَّتِي تُوصَف بأنَّهَا فِتْنَة وكُلّهَا عَوْرَة وأُمِرَت بلِبَاسٍ يُغَطِّي سَوْءاتهَا ويَمْنَع فِتْنَتهَا ويَحْفَظ حَيَاءهَا؛ أنْ تَحْتَحِبَ عَنِ النَّاسِ، فَتَكُفّ شَرّهَا عَنْهُم وتَتَّقِي شَرّهُم؟؟!! مَا العَجَبُ أنْ نَصُونَ الشَّيْء الغَالِي الثَّمِين المَطْلُوب المَرْغُوب الَّذِي تَشْتَهِيه كُلّ الأنْفُس إلى أنْ يَأتِي مَنْ يَأخُذهُ بحَقِّهِ الحَلاَل؟؟!!

      وبَعْدَ كُلّ ذَلِكَ: كَيْفَ سَنَفْهَم قَوْل اللهِ تَعَالَى [ زُيِّنَ لِلنَّاسِ حُبُّ الشَّهَوَاتِ مِنَ النِّسَاء وَالْبَنِينَ وَالْقَنَاطِيرِ الْمُقَنطَرَةِ مِنَ الذَّهَبِ وَالْفِضَّةِ وَالْخَيْلِ الْمُسَوَّمَةِ وَالأَنْعَامِ وَالْحَرْثِ ذَلِكَ مَتَاعُ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَاللّهُ عِندَهُ حُسْنُ الْمَآبِ 14 ]؟؟!!.
      قَالَ الإمَامُ ابْن كَثِير في تَفْسِيرِ الآيَة [ يُخْبِرُ تَعَالَى عَمَّا زُيِّنَ للنَّاسِ في هذه الحَيَاةِ الدُّنْيَا مِنْ أنْوَاعِ المَلاَذ مِنَ النِّسَاءِ والبَنِينِ، فَبَدَأ بالنِّسَاءِ لأنَّ الفِتْنَةَ بِهِنَّ أشَدٌّ كَمَا ثَبَتَ في الصَّحِيحِ أنَّهُ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ قَالَ (مَا تَرَكْتُ بَعْدِي فِتْنَة أضَرّ عَلَى الرِّجَالِ مِنَ النِّسَاء)، فَأمَّا إذا كَانَ القَصْدُ بِهِنَّ الإعْفَاف وكَثْرَة الأوْلاَد؛ فَهَذَا مَطْلُوبٌ مَرْغُوبٌ فِيهِ مَنْدُوبٌ إلَيْهِ كَمَا وَرَدَتِ الأحَادِيث بالتَّرْغِيبِ في التَّزْوِيجِ والإسْتِكْثَار مِنْهُ ].
      وقَالَ الإمَامُ القُرْطُبِيّ في تَفْسِيرِ الآيَة [ (زُيِّنَ للنَّاسِ) مِنَ التَّزْيِينِ، واخْتَلَفَ النَّاس مَنِ المُزَيِّن؛ فَقَالَت فِرْقَةٌ: اللهُ زَيَّنَ ذَلِكَ؛ وهُوَ ظَاهِر قَوْل عُمَر بْن الخَطَّاب رَضِيَ اللهُ عَنْهُ، وقَالَت فِرْقَةٌ: المُزَيِّنُ هُوَ الشَّيْطَان؛ وهُوَ ظَاهِر قَوْل الحَسَن، فَإنَّهُ قَالَ (مِنْ زَيْنِهَا مَا أحَدٌ أشَدُّ لَهَا ذَمًّا مِنْ خَالِقِهَا، فَتَزْيِينُ الله تَعَالَى إنَّمَا هُوَ بالإيِجَادِ والتَّهْيِئَةِ للانْتِفَاعِ وإنْشَاءِ الجِبِلَّة عَلَى المَيْلِ إلى هذه الأشْيَاء، وتَزْيِينُ الشَّيْطَانِ إنَّمَا هُوَ بالوَسْوَسَةِ والخَدِيعَةِ وتَحْسِينِ أخْذهَا مِنْ غَيْرِ وُجُوهِهَا)، والآيَةُ عَلَى كِلاَ الوَجْهَيْنِ ابْتِدَاءً وَعْظٌ لجَمِيعِ النَّاس، وفي ضِمْنِ ذَلِكَ تَوْبِيخٌ لمُعَاصِرِي مُحَمَّد صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ مِنَ اليَهُودِ وغَيْرِهِم. والشَّهَوَاتُ جَمْعُ شَهْوَة وهي مَعْرُوفَة، ورَجُلٌ شَهْوَانٌ للشَّيْءِ، وشَيْءٌ شَهِيٌّ أي مُشْتَهَى، واتِّبَاعُ الشَّهَوَاتِ وطَاعَتُهَا مَهْلَكَةٌ، وفي صَحِيحِ مُسْلِم (حُفَّتِ الجَنَّةُ بالمَكَارِهِ، وحُفَّتِ النَّارُ بالشَّهَوَاتِ)، وفَائِدَةُ هذا التَّمْثِيل أنَّ الجَنَّةَ لا تُنَالُ إلاَّ بقَطْعِ مَفَاوِز المَكَارِه وبالصَّبْرِ عَلَيْهَا، وأنَّ النَّارَ لا يُنْجَى مِنْهَا إلاَّ بتَرْكِ الشَّهَوَات وفِطَام النَّفْس عَنْهَا. وقَوْلُهُ تَعَالَى (مِنَ النِّسَاءِ) بَدَأ بِهِنَّ لكَثْرَةِ تَشَوُّف النُّفُوس إلَيْهِنَّ؛ لأنَّهُنَّ حَبَائِل الشَّيْطَان وفِتْنَة الرِّجَال، قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ (مَا تَرَكْتُ بَعْدِي فِتْنَة أشَدُّ عَلَى الرِّجَالِ مِنَ النِّسَاءِ)، فَفِتْنَة النِّسَاء أشَدّ مِنْ جَمِيعِ الأشْيَاء ] باخْتِصَارٍ.
      وقَالَ الشَّيْخُ السَّعْدِيّ في تَفْسِيرِ الآيَة [ أخْبَرَ تَعَالَى عَنْ حَالَةِ النَّاس في إيِثَارِ الدُّنْيَا عَلَى الآخِرَةِ، وبَيَّنَ التَّفَاوُت العَظِيم والفَرْق الجَسِيم بَيْنَ الدَّارَيْنِ، فَأخْبَرَ أنَّ النَّاسَ زُيِّنَت لَهُم هذه الأُمُور, فَرَمَقُوهَا بالأبْصَارِ, واسْتَحَلُّوهَا بالقُلُوبِ, وعَكَفَت عَلَى لَذَّاتِهَا النُّفُوس، وكُلّ طَائِفَةٍ مِنَ النَّاسِ تَمِيلُ إلى نَوْعٍ مِنْ هذه الأنْوَاعِ, قَدْ جَعَلُوهَا هي أكْبَرَ هَمِّهِم ومَبْلَغَ عِلْمِهِم ].

      ولَمَّا كَانَت الفِتْنَة بالنِّسَاءِ قَوِيَّة وخَطِيرَة بهذا الشَّكْل، اسْتَطَاعَ أعْدَاء الإسْلاَم أنْ يَنْفُذُوا إلى المُسْلِمِينَ مِنْ خِلاَلِهَا لتَحْطِيمهُم، وهَا هي بَعْضُ أقْوَالِهِم وأفْكَارِهِم الَّتِي للأسَفِ يَتَّبِعُهُم فِيهَا بَعْضُ مَنْ يَنْتَسِبُونَ للإسْلاَمِ اسْمًا فَقَط ورُبَّمَا هُمْ أخْطَر عَلَى الإسْلاَمِ مِنْ أعْدَائِهِ المَعْرُوفِينَ:
      - يَقُولُ أحَدُ المُبَشِّرِينَ [ كَأسٌ وغَانِيَةٌ تَفْعَلاَنِ في تَحْطِيمِ الأُمَّة المُحَمَّدِيَّة أكْثَر مِمَّا يَفْعَلهُ ألْف مَدْفَعٍ، فَأغْرِقُوهَا في حُبِّ المَادَّة والشَّهَوَات ]، ويَقُولُ آخَر [ وبِمَا أنَّ الأثَرَ الَّذِي تُحْدِثُهُ الأُمّ في أطْفَالِهَا ذُكُورًا وإنَاثًا بَالِغُ الأهَمِّيَّةِ، وبِمَا أنَّ النِّسَاءَ هُنَّ العُنْصُر المُحَافِظ في الدِّفَاعِ عَنِ العَقِيدَةِ، فَإنَّنَا نَعْتَقِدُ أنَّ الهَيْئَاتَ التَّبْشِيرِيَّةَ يَجِبُ أنْ تُؤَكِّدَ جَانِب العَمَل بَيْنَ النِّسَاء المُسْلِمَات عَلَى أنَّهُ وَسِيلَة مُهِمَّة في التَّعْجِيلِ بتَنْصِيرِ البِلاَد الإسْلاَمِيَّة ].
      - يَقُولُ اليَهُود في بُرُوتُوكُولاَتِهِم الصَّهْيُونِيَّةِ [ عَلَيْنَا أنْ نَكْسَبَ المَرْأة، فَفِي أيِّ يَوْمٍ مَدَّت إلَيْنَا يَدهَا رَبِحْنَا القَضِيَّة ]، وعَنِ الحُرِّيَّةِ يَقُولُونَ [ لَقَدْ كُنَّا أوَّل مَنْ صَاحَ في الشَّعْبِ فِيمَا مَضَى بالحُرِّيَّةِ والإخَاءِ والمُسَاوَاة، تِلْكَ الكَلِمَات الَّتِي رَاحَ الجَهَلَة في أنْحَاءِ المَعْمُورَة يُرَدِّدُونَهَا بَعْدَ ذَلِكَ دُونَ تَفْكِيرٍ أو وَعْيٍ، إنَّ نِدَاءَنَا بالحُرِّيَّةِ والمُسَاوَاةِ والإخَاءِ اجْتَذَبَ إلى صُفُوفِنَا مِنْ كَافَّةِ أرْكَان العَالَم بفَضْلِ أعْوَاننَا أفْوَاجًا بأكْمَلِهَا لَمْ تَلْبَث أنْ حَمَلَت لِوَاءَنَا في حَمَاسَةٍ وغَيْرَةٍ، إنَّ لَفْظَةَ الحُرِّيَّة تَجْعَل المُجْتَمَع في صِرَاعٍ مَعَ جَمِيعِ القُوَى، بَلْ مَعَ قُوَّةِ الطَّبِيعَة، وقُوَّة الله نَفْسهَا، عَلَى أنَّ الحُرِّيَّة قَدْ لا تَنْطَوِي عَلَى أيِّ ضَرَرٍ، وقَدْ تُوجَد في الحُكُومَاتِ وفي البِلاَدِ دُونَ أنْ تُسِيءَ إلى رَخَاءِ الشَّعْب، وذَلِكَ إذا قَامَت عَلَى الدِّينِ، والخَوْفِ مِنَ اللهِ، والإخَاءِ بَيْنَ النَّاسِ المُجَرَّد مِنْ فِكْرَةِ المُسَاوَاة الَّتِي تَتَعَارَض مَعَ قَوَانِينِ الخَلِيقَة، تِلْكَ القَوَانِين الَّتِي نَصَّت عَلَى الخُضُوعِ، والشَّعْبُ باعْتِنَاقِهِ هذه العَقِيدَة سَوْفَ يَخْضَع لوِصَايَةِ رِجَال الدِّين، ويَعِيش في سَلاَم، ويُسَلِّم للعِنَايَةِ الإلَهِيَّة السَّائِدَة عَلَى الأرْضِ، ومِنْ ثَمَّ يَتَحَتَّم عَلَيْنَا أنْ نَنْتَزِعَ مِنْ أذْهَانِ المَسِيحِيِّينَ فِكْرَة الله، والمُسْلِمِينَ أيْضًا، والاسْتِعَاضَة عَنْهَا بالأرْقَامِ الحِسَابِيَّة والمَطَالِب المَادِّيَّة ].
      - يَقُولُ الدُّكْتُور مدروبيرغر [ إنَّ المَرْأة المُسْلِمَة هي أقْدَر فِئَات المُجْتَمَععَلَى جَرِّهِ إلى التَّحَلُّلِ والفَسَادِ أو إلى حَظِيرَةِ الدِّين مِنْ جَدِيدٍ ].
      - يَقُولُ قَاسِم أمِين [ هذا التَّحَوُّل هُوَ كُلّ مَا نَقْصدُ، وغَايَة مَا نَسْعَى إلَيْهِ أنْ تَصِلَ المَرْأة المِصْرِيَّة إلى هذا المَقَامِ الرَّفِيعِ الَّذِي وَصَلَت إلَيْهِ المَرْأة الأُورُوبِيَّة، وأنْ تَخْطُو هذه الخُطْوَة عَلَى سُلَّمِ الكَمَال، وأنْ تَكُونَ مِثْلهَا تَحَرُّرًا، فَالبَنَات في سِنِّ العِشْرِينَ يَتْرُكْنَ عَائِلاَتهنَّ ويُسَافِرْنَ مِنْ أمْرِيكَا إلى أبْعَدِ مَكَانٍ في الأرْضِ وَحْدَهُنَّ، ويَقْضِينَ الشُّهُور والأعْوَام مُتَغَيِّبَات في السِّيَاحَةِ، مُتَنَقِّلاَت مِنْ بَلَدٍ إلى أُخْرَى، ولَمْ يَخْطُر عَلَى بَالِ أحَدٍ مِنْ أقَارِبِهِنَّ أنَّ وِحْدَتَهُنَّ تُعَرِّضْهُنَّ إلى خَطَرٍ مَا، وكَانَ مِنْ تَحَرُّرِهَا أنْ يَكُونَ لَهَا أصْحَاب غَيْر أصْحَاب الزَّوْج، والزَّوْج يَرَى أنَّ زَوْجَتَهُ لَهَا أنْ تَمِيلَ إلى مَا يُوَافِق ذَوْقهَا وعَقْلهَا وإحْسَاسهَا، وأنْ تَعِيشَ بالطَّرِيقَةِ الَّتِي تَرَاهَا مُسْتَحْسَنَة في نَظَرِهَا ].
      - يَقُولُ طَلْعَت حَرْب [ إنَّهُ لَمْ يَبْقَ حَائِل يَحُولُ دُونَ هَدْم المُجْتَمَع الإسْلاَمِيّ في المَشْرِقِ إلاَّ أنْ يَطْرَأ عَلَى المَرْأةِ المُسْلِمَة التَّحْوِيل، بَلِ الفَسَاد الَّذِي عَمَّ الرِّجَال في المَشْرِقِ ].
      - يَقُولُ لاسي [ إنَّ التَّرْبِيَةَ المَسِيحِيَّةَ أو تَرْبِيَةَ الرَّاهِبَات لبَنَاتِ المُسْلِمِينَ تُوجِد للإسْلاَمِ دَاخِل حِصْنِهِ المَنِيع (الأُسْرَة) عَدُوًّا لَدُودًا، وخِصْمًا قَوِيًّا، لا يَقْوَى الرَّجُل عَلَى قَهْرِهِ، لأنَّ المُسْلِمَة الَّتِي تُرَبِّيهَا يَدٌ مَسِيحِيَّةٌ تَعْرِف كَيْفَ تَتَغَلَّب عَلَى الرَّجُل، ومَتَى تَغَلَّبَت عَلَيْهِ أصْبَحَ مِنَ السَّهْلِ عَلَيْهَا أنْ تُؤَثِّرَ عَلَى عَقِيدَةِ زَوْجهَا وحِسِّهِ الإسْلاَمِيّ، وتُرَبِّي أوْلاَدهَا عَلَى غَيْرِ دِينِ أبِيهِم، في هذه الحَالَةِ نَكُونُ قَدْ نَجَحْنَا في غَايَتِنَا مِنْ أنْ تَكُونَ المَرْأة المُسْلِمَة نَفْسهَا هي هَادِمَة للإسْلاَمِ ].
      - يَقُولُ المُنَصِّر زويمر [ إنَّ الشَّجَرَة يَنْبَغِي أنْ يَقْطَعَهَا أحَدُ أعْضَائِهَا ] ويَقُولُ أيْضًا [ إنَّ خِبْرَةَ الصَّيَّادِينَ تَعْرِف أنَّ الفِيَلَةَ لا يَقُودهَا إلى سِجْنِ الصَّيَّاد المَاكِر إلاَّ فِيلٌ عَمِيلٌ أُتْقِنَ تَدْرِيبهُ لِيَتَسَلَّلَ بَيْنَ القَطِيع فَيَألَفُهُ القَطِيعُ لأنَّ جِلْدَهُ مِثْل جِلْدهم ويَسْمَعُونَ لَهُ لأنَّ صَوْتَهُ يُشْبِهُ صَوْتهم فَيَتَمَكَّن مِنَ التَّغْرِيرِ بهم وسُوقِهم إلى حَظِيرَةِ الصَّيَّاد ].
      - يَقُول جان بوكارو [ إنَّ التَّأثِيرَ الغَرْبِيّ الَّذِي يَظْهَر في كُلِّ المَجَالاَت ويَقْلِب رَأْسًا عَلَى عَقِبٍ المُجْتَمَع الإسْلاَمِيّ، لا يَبْدُو في جَلاَءٍ مِثْل مَا يَبْدُو في تَحْرِيرِ المَرْأة ] .
      - يَقُولُ جان رو [ المَرْأةُ التُّرْكِيَّةُ عَصْرِيَّةٌ تَمَامًا، فَهِيَ تَرْتَدِي أثْوَاب السَّهَرَات العَارِيَةِ الكَتِفَيْنِ والظَّهْر، كَمَا لا تُحْجِم عَنِ ارْتِدَاءِ المَايُوه، ولَكِنَّهَا تَتَحَاشَى التَّطَرُّف في ذَلِكَ ]، وهذا أحْمَد رِضَا بك؛ مِنْ زُعَمَاءِ أحْرَار تُرْكِيَا يَقُولُ سَاخِطًا [ مَادَامَ الرَّجُل التُّرْكِيّ لا يَقْدِر أنْ يَمْشِي عَلَنًا مَعَ المَرْأةِ التُّرْكِيَّة وهي سَافِرَة الوَجْه، فَلاَ أعُدُّ في تُرْكِيَا دُسْتُورًا ولا حُرِّيَّةً ]، وكَذَلِكَ الحَال مَعَ الكَاتِب رِفْقِي بك حِينَ قَالَ [ مَادَامَت الفَتَاة التُّرْكِيَّة لا تَقْدِر أنْ تَتَزَوَّج بِمَنْ شَاءَت ولَوْ كَانَ مِنْ غَيْرِ المُسْلِمِينَ، بَلْ مَادَامَت لا تَعْقِد مُقَاوَلَة مَعَ رَجُلٍ تَعِيشُ وإيَّاهُ كَمَا تُرِيدُ مُسْلِمًا أو غَيْرِ مُسْلِمٍ، فَإنَّهُ لا يَعُدُّ تُرْكِيَا قَدْ بَلَغَت رُقِيًّا ]، وبالفِعْلِ نَصَّ القَانُون المَدَنِيّ التُّرْكِيّ فِيمَا بَعْد عَلَى إبَاحَةِ زَوَاج النَّصْرَانِيّ مِنْ مُسْلِمَةٍ، وفي عَامِ 1926م أُلْغِيَ الزَّوَاج الشَّرْعِيّ وجُعِلَ مَدَنِيًّا وأُلْزِمَ تَوْثِيقهُ أمَامَ مُوَظَّفِي الدَّوْلَة (وهذا نَفْسُهُ مَا يَدْعُو إلَيْهِ النَّائِب عَمْرُو حَمْزَاوِي وبَعْض مَنْ يُوَالُوه مِنَ العَلَمَانِيِّينَ واللِّيبْرَالِيِّينَ).
      - يَقُولُ فَاضِل خَلَف في مَجَلَّةِ الشَّعْب 8 يَنَايِر 1959م [ إنَّ المَرْأةَ الكُوَيْتِيَّة يَجِبُ أنْ تُزَوَّد بالعِلْمِ، ونُرِيدُ للفَتَاةِ الكُوَيْتِيَّة أنْ تَثُورَ ضِدَّ التَّقَالِيد وفي مُقَدِّمَتِهَا العَبَاءَة السَّوْدَاء، نُرِيدُ للفَتَاةِ الكُوَيْتِيَّة أنْ تَكْتُبَ في الجَرَائِد بإمْضَائِهَا الصَّرِيح، فَإنَّهَا إنْ كَانَت لا تَمْلك الشَّجَاعَة لنَشْرِ اسْمهَا في الجَرَائِد فَكَيْفَ تَمْلك الشَّجَاعَة لتَخْرُج سَافِرَة بَيْنَ الرِّجَال، والحِجَابُ في نَظَرِي هُوَ السَّدُّ الكَبِيرُ الَّذِي يَفْصِلُ المَرْأة عَنِ المُجْتَمَع ]، وتَقُولُ سُعَاد الحَمَد في مَجَلَّةِ الشَّعْب عَدَد 56 سَنَة 1958م [ إنَّ الفَتَاةَ الكُوَيْتِيَّة قَدْ فَقَدَتِ الأمَل في إقْنَاعِ ذَوِيهَا بفَوَائِد السُّفُور ومَضَارِّ الحِجَاب، وكَذَلِكَ فَهِيَ حَتْمًا سَتَثُورُ عَلَى هذه التَّقَالِيد الرَّجْعِيَّة، وسَتَكُون ثَوْرَتهَا هذه قَرِيبَة الحُدُوث ]، وفي سَنَةِ 1955م تَمَّ حَرْق الحِجَاب، فَعَلَّق كَاتِبٌ في مَجَلَّةِ الرَّائِد بقَوْلِهِ [ إنَّ حَرْقَ الحِجَاب لَيْسَ وَسِيلَة صَحِيحَة تَبْدَأ مِنْهَا المَرْأة تَحَرُّرهَا، وإنَّنِي مُتَّفِقٌ مَعَ فَتَيَاتِنَا العَزِيزَات في أنَّ الحِجَابَ قَيْدٌ غَلِيظٌ، وأنَّهُ عَائِقٌ ثَقِيلٌ وكَرِيهٌ، وكَانَ مِنَ التَّقَالِيد البَالِيَة وانْتَشَرَ وَسْطَ عَقْلِيَّة اجْتِمَاعِيَّة طَوَّقَتْهَا الأجْيَال الغَابِرَة بسُورٍ مِنَ المُعْتَقَدَاتِ الرَّجْعِيَّة لا يُمْكِن قَفْزهُ، ولَيْسَ في قُدْرَتِنَا أنْ نَهْدِمَهُ بجَرَّةِ قَلَمٍ، فَيَا فَتَيَاتنَا: اصْعَدْنَ السُّلَّم مِنْ أوَّلِ دَرَجَاته مَادَامَت الطَّفْرَة مُسْتَحِيلَة ].
      - كَتَبَ إحْسَان عَبْد القُدُّوس في إحْدَى تَوْجِيهَاته الَّتِي كَانَ يَبُثُّهَا في رُوزَالْيُوسِف [ إنَّنِي أُطَالِبُ كُلّ فَتَاة أنْ تَأخُذَ صَدِيقهَا في يَدِهَا، وتَذْهَب إلى أبِيهَا، وتَقُولُ لَهُ: هذا صَدِيقِي ]، وكَتَبَ أنِيس مَنْصُور في إحْدَى مَقَالاَته في أخْبَارِ اليَوْم إنَّهُ زَارَ إحْدَى الجَامِعَات الألْمَانِيَّة ورَأى هُنَاكَ الأوْلاَد والبَنَات أزْوَاجًا أزْوَاجًا مُسْتَلْقِينَ عَلَى الحَشَائِش في فِنَاءِ الجَامِعَة عَلَى المَلأ [ فَقُلْتُ في نَفْسِي، مَتَى أرَى ذَلِكَ المَنْظَر في جَامِعَةِ أسْيُوط!! لَكِيّ تَرَاه عُيُون أهْل الصَّعِيد، وتَتَعَوَّد عَلَيْهِ!! ].
      - تَقُولُ جِيهَان السَّادَات [ إنَّنِي ضِدّ الحِجَاب، لأنَّ البَنَات المُحَجَّبَات يُخِفْنَ الأطْفَال بمَظْهَرِهِنَّ الشَّاذّ، وقَدْ قَرَّرْتُ بصِفَتِي مُدَرِّسَة بالجَامِعَة؛ أنْ أطْرُدَ أيّ طَالِبَة مُحَجَّبَة في مُحَاضَرَتِي، فَسَوْفَ آخُذُهَا مِنْ يَدِهَا وأقُولُ لَهَا: مَكَانكِ في الخَارِج ] .

      بَلِ المُنْصِفُونَ مِنْهُم الَّذِينَ يُنْطِقُهُم اللهُ بالحَقِّ؛ يَقُولُونَ مَا يُثْبِت نَفْس الأفْكَار وإنْ كَانَ بعِبَارَاتٍ مُخْتَلِفَة:
      - تَقُولُ هيليسيان ستانسبري بَعْدَ إقَامَةٍ في مِصْر لبَعْضِ أسَابِيع [ إنَّ المُجْتَمَع العَرَبِيّ كَامِلٌ وسَلِيمٌ، ومِنَ الخَلِيقِ بهذا المُجْتَمَع أنْ يَتَمَسَّكَ بتَقَالِيدِهِ الَّتِي تُقَيِّد الفَتَاة والشَّابّ في حُدُودِ المَعْقُول، وهذا المُجْتَمَع يَخْتَلِف عَنِ المُجْتَمَع الأُورُوبِّي والأمْرِيكِي، فَعِنْدَكُم أخْلاَق مَوْرُوثَة تُحَتِّم تَقْيِيد المَرْأة، وتُحَتِّم احْتِرَام الأب والأُمّ، وتُحَتِّم أكْثَر مِنْ ذَلِكَ عَدَم الإبَاحِيَّة الغَرْبِيَّة، الَّتِي تَهْدِم اليَوْم المُجْتَمَع والأُسْرَة في أُورُوبَّا وأمْرِيكَا، امْنَعُوا الاخْتِلاَط، وقَيِّدُوا حُرِّيَّة الفَتَاة، بَلِ ارْجِعُوا إلى عَصْرِ الحِجَاب، فهذا خَيْرٌ لَكُم مِنْ إبَاحِيَّةِ وانْطِلاَقِ ومُجُونِ أُورُوبَّا وأمْرِيكَا، لَقَدْ أصْبَحَ المُجْتَمَع الأمْرِيكِيّ مُجْتَمَعًا مُعَقَّدًا مَلِيئًا بكُلِّ صُوَر الإبَاحِيَّة والخَلاَعَة، وإنَّ ضَحَايَا الاخْتِلاَط والحُرِّيَّة يَمْلَئُونَ السُّجُون والأرْصِفَة والبَارَات والبُيُوت السِّرِّيَّة، إنَّ الحُرِّيَّةَ الَّتِي أعْطَيْنَاهَا لفَتَيَاتِنَا وأبْنَائِنَا الصِّغَار قَدْ جَعَلَت مِنْهُم عِصَابَات أحْدَاث، وعِصَابَات للمُخَدِّرَات والرَّقِيق، وأبْنَاء بِلاَ آبَاء ].
      - تَقُولُ بيرية الفِرِنْسِيَّة وهي تُخَاطِب بَنَات الإسْلاَم [ لا تَأخُذَنَّ مِنَ العَائِلَةِ الأُورُوبِيَّةِ مِثَالاً لَكُنَّ، لأنَّ عَائِلاَتَهَا نَمُوذَجٌ رَدِيءٌ لا يَصْلُح مِثَالاً يُحْتَذَى بِهِ ].
      - تَقُولُ المُمَثِّلَة مارلين مونرو الَّتِي كَتَبَت قُبَيْل انْتِحَارهَا نَصِيحَة لبَنَاتِ جِنْسهَا [ احْذَرِي المَجْد، احْذَرِي مِنْ كُلِّ مَنْ يَخْدَعكِ بالأضْوَاءِ، إنِّي أتْعَس امْرَأة عَلَى هذه الأرْض، لَمْ أسْتَطِع أنْ أكُونَ أُمًّا، إنِّي امْرَأة أُفَضِّلُ البَيْت والحَيَاة العَائِلِيَّة الشَّرِيفَة عَلَى كُلِّ شَيْءٍ، إنَّ سَعَادَةَ المَرْأة الحَقِيقِيَّة في الحَيَاةِ العَائِلِيَّةِ الشَّرِيفَةِ الطَّاهِرَةِ، بَلْ إنَّ هذه الحَيَاة العَائِلِيَّة لَهِيَ رَمْز سَعَادَة المَرْأة بَلِ الإنْسَانِيَّة كُلّهَا ]، وتَقُولُ في النِّهَايَةِ [ لَقَدْ ظَلَمَنِي كُلّ النَّاس، إنَّ العَمَلَ في السِّينِمَا يَجْعَل مِنَ المَرْأة سِلْعَة رَخِيصَة تَافِهَة مَهْمَا نَالَت مِنَ المَجْدِ والشُّهْرَةِ الزَّائِفَةِ ].
      - تَقُولُ الكَاتِبَة اللِّيدِي كوك [ إنَّ الاخْتِلاَطَ يَألَفُهُ الرِّجَال، ولهذا طَمعَتِ المَرْأة بِمَا يُخَالِف فِطْرَتهَا، وعَلَى قَدْرِ الاخْتِلاَط تَكُون كَثْرَة أوْلاَد الزِّنَا، ولا يَخْفَى مَا في هذا مِنْ بَلاَءٍ عَظِيمٍ عَنِ المَرْأة ].
      - تَقُولُ الكَاتِبَة الإنْكِلِيزِيَّة آني رود [ إذا اشْتَغَلَت بَنَاتنَا في البُيُوتِ خَوَادِم أو كَالخَوَادِم، خَيْرٌ وأخَفُّ بَلاَءً مِنِ اشْتِغَالِهِنَّ في المَجَالاَتِ الأُخْرَى، أيَا لَيْتَ بِلاَدنَا كَبِلاَدِ المُسْلِمِينَ، حَيْثُ فِيهَا الحِشْمَة والعَفَاف والطَّهَارَة رِدَاء الخَادِمَة والرَّقِيق، الَّتي تَتَنَعَّم بأرْغَدِ عَيْش وتُعَامَل مُعَامَلَة أوْلاَد رَبّ البَيْت ولا يُمَسّ عِرْضَهَا بسُوءٍ، وإنَّهُ لعَار عَلَى بِلاَدِ الإنْكِلِيز أنْ تَجْعَلَ بَنَاتهَا مَثَلٌ للرَّذَائِل بكَثْرَةِ مُخَالَطَتهنَّ للرِّجَالِ، فَمَا بَالنَا لا نَسْعَى وَرَاء مَا يَجْعَل البِنْت تَعْمَل مَا يُوَافِق فِطْرَتهَا الطَّبِيعِيَّة كَمَا قَضَت بذَلِكَ الدِّيَانَة السَّمَاوِيَّة، وتَرْك أعْمَال الرِّجَال للرِّجَالِ سَلاَمَةً لشَرَفِهَا وعَفَافِهَا ].
      - يَقُولُ مِسْيُو ريفيل [ إنَّنَا لا نَجِدُ عَمْلاً أفَادَ النِّسَاء، ورَفَعَ مِنْ أقْدَارِهِنَّ، أعْظَمَ مِمَّا أتَى بِهِ النَّبِيّ مُحَمَّد، فَهُنَّ مَدِينَات لَهُ بأُمُورٍ كَثِيرَةٍ ].

      فَهَلِ اتَّضَحَ الأمْر؟ إنْ كَانَ قَدِ اتَّضَحَ، فَآنَ لَنَا أنْ نَرْبُطَ بَيْنَ الحَيَاءِ وحَارِسِ الحَيَاء (النِّقَاب):
      الحَيَاءُ مُشْتَقٌّ مِنَ الحَيَاةِ، والغَيْثُ يُسَمَّى حَيَا لأنَّ بِهِ حَيَاة الأرْض والنَّبَات والدَّوَابّ، وكَذَلِكَ سُمِّيَت بالحَيَاءِ حَيَاة الدُّنْيَا والآخِرَة، فَمَنْ لا حَيَاءَ فِيهِ فَهُوَ مَيْتٌ في الدُّنْيَا شَقِيٌّ في الآخِرَة، وحَقِيقَتُهُ أنَّهُ خُلُقٌ يَبْعَثُ عَلَى تَرْكِ القَبَائِح ويَمْنَعُ مِنَ التَّفْرِيطِ في حَقِّ صَاحِب الحَقّ، وبَيْنَ (الذُّنُوب) و(قِلَّة الحَيَاء وعَدَم الغَيْرَة) تَلاَزُم مِنَ الطَّرَفَيْنِ، وكُلٌّ مِنْهُمَا يَسْتَدْعِي الآخَر ويَطْلُبُهُ حَثِيثًا، والحَيَاءُ مِنْ أبْرَزِ الصِّفَات الَّتِي تَنْأى بالفَرْدِ عَنِ الرَّذَائِل، ومِنْ أقْوَى البَوَاعِث عَلَى الفَضَائِل، فَعَنْ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ أنَّهُ قَالَ [ الحَيَاءُ لا يَأتِي إلاَّ بخَيْرٍ ]، وفي رِوَايَةٍ [ الحَيَاءُ خَيْرٌ كُلّهٌ ] أو قَالَ [ كُلّهُ خَيْر ]، وقَالَ [ إنَّ لِكُلِّ دِينٍ خُلُقًا، وخُلُقُ الإسْلاَمِ الحَيَاء ]، وقَالَ [ الحَيَاءُ والإيِمَانُ قُرِنَا جَمِيعًا، فإذا رُفِعَ أحَدهمَا رُفِعَ الآخَر ].
      إنَّ الوَجْهَ المَصُونَ بالحَيَاءِ كَالجَوْهَرِ المَكْنُونِ في الوِعَاء، ولَنْ تَتَزَيَّن امْرَأة بزِينَةٍ هي أحْمَدُ ولا أجْمَلُ مِنْ بُرْقُعِ الحَيَاء، قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ [ ومَا كَانَ الحَيَاءُ في شَيْءٍ إلاَّ زَانَهُ ]، ولَقَدْ أبْرَزَ القُرْآن الكَرِيمُ خُلُق الحَيَاء في ابْنَتَيّ صَالِح، اللَّتَيْنِ انْحَدَرَتَا مِنْ بَيْتٍ كَرِيمٍ كُلّهُ عِفَّة وطَهَارَة وحُسْن تَرْبِيَة، وآيَةُ ذَلِكَ مَا حَكَى القُرْآن مِنْ صِيَانَتِهِمَا وحَيَائِهِمَا، فَعَنْ عُمَر بْن الخَطَّاب رَضِيَ اللهُ عَنْهُ في تَفْسِيرِ قَوْله تَعَالَى (فَجَاءتْهُ إِحْدَاهُمَا تَمْشِي عَلَى اسْتِحْيَاء) قَالَ [ لَيْسَت بسَلْفَعٍ مِنَ النِّسَاءِ خَرَّاجَة وَلاَّجَة، ولَكِنْ جَاءَت مُسْتَتِرَة، قَدْ وَضَعَت كُمَّ دِرْعهَا عَلَى وَجْهِهَا اسْتِحْيَاءً ]، وفي رِوَايَةٍ [ جَاءَت تَمْشِي عَلَى اسْتِحْيَاءٍ قَائِلَةً بثَوْبِهَا عَلَى وَجْهِهَا، لَيْسَت بسَلْفَعٍ مِنَ النِّسَاءِ وَلاَّجَة خَرَّاجَة ]، والخَرَّاجَة الوَلاَّجَة هي الَّتِي تُكْثِر الخُرُوج والوُلُوج (الدُّخُول)، أمَّا امْرَأةٌ سَلْفَعٌ: أي سَلِيطَة جَرِيئَة، ورَجُلٌ سَلْفَعٌ: قَلِيلُ الحَيَاءِ، والسَّلْفَعَة هي الجَرِيئَة عَلَى الرِّجَالِ، وعَنْ أُمِّ المُؤْمِنِينَ عَائِشَة رَضِيَ اللهُ عَنْهَا قَالَت [ كُنْتُ أدْخُلُ البَيْتَ الَّذِي دُفِنَ فِيهِ رَسُول اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ وأبِي رَضِيَ اللهُ عَنْهُ وَاضِعَةً ثَوْبِي، وأقُولُ: إنَّمَا هُوَ زَوْجِي وأبِي، فَلَمَّا دُفِنَ عُمَر رَضِيَ اللهُ عَنْهُ، واللهِ مَا دَخَلْتُهُ إلاَّ مَشْدُودَةً عَلَيَّ ثِيَابِي حَيَاءً مِنْ عُمَر ]، وعَنْ فَاطِمَة رَضِيَ اللهُ عَنْهَا أنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ جَاءَهَا وعَلِيًّا رَضِيَ اللهُ عَنْهُ وقَدْ أخَذَا مَضَاجِعهمَا [ فَجَلَسَ عِنْدَ رَأسِهَا، فَأدْخَلَت رَأسَهَا في اللِّفَاعِ حَيَاءً مِنْ أبِيهَا ]، وعَنْ أُمِّ المُؤْمِنِينَ أُمّ سَلَمَة رَضِيَ اللهُ عَنْهَا قَالَت [ جَاءَت أُمُّ سُلَيْم إلى رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ فَقَالَت: يَا رَسُولَ اللهِ؛ إنَّ اللهَ لا يَسْتَحْيِي مِنَ الحَقِّ، فَهَلْ عَلَى المَرْأةِ مِنْ غُسْلٍ إذا احْتَلَمَت؟ قَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ: إذا رَأتِ المَاء، فَغَطَّت أُمّ سُلَيْم -يَعْنِي وَجْهَهَا- وقَالَت: يَا رَسُولَ اللهِ؛ وتَحْتَلِم المَرْأة؟ قَالَ: نَعَم؛ تَرِبَت يَمِينكِ، فَفِيمَ يُشْبِههَا وَلَدهَا؟ ].
      فَالحَيَاءُ عُنْصُرٌ أصِيلٌ مَرْكُوزٌ في فِطْرَةِ الإنْسَان، عَلَيْهِ أنْ يَهْتَمّ بِهِ ويُحَافِظ عَلَيْهِ ويَصُونهُ مِنْ أنْ يُثْلَم، فَفِي صِيَانَتِهِ وسَلاَمَتِهِ سَلاَمَة للفِطْرَةِ مِنْ أنْ تُمْسَخ أو تُحَرَّف، لأنَّ في انْحِرَافِهَا مَسْخًا وتَشْوِيهًا لآدَمِيَّتِهِ، ولأنَّ الحَيَاءَ شُعْبَةٌ مِنْ شُعَبِ الإيِمَان، فَمَنْ تَمَسَّكَ بِهِ فَقَدْ تَحَصَّنَ ضِدّ الشَّيْطَان وأغْلَقَ في وَجْهِهِ بَابًا مَنِيعًا، لَوْ قُدِّرَ لَهُ أنْ يَدْخُلَ مِنْهُ لَنَالَ صَاحِبه شَرٌّ عَظِيمٌ:

      إذَا لَمْ تَخْشَ عَاقِبَة اللَّيَالِي ** ولَمْ تَسْتَح فَاصْنَع مَا تَشَاءُ
      فَلاَ واللهِ مَا في العَيْشِ خَيْرٌ ** ولا الدُّنْيَا إذا ذَهَبَ الحَيَاءُ

      مِنْ أجْلِ ذَلِكَ شُرِعَ الحِجَاب بالنِّقَابِ في حَقِّ المَرْأة، حِفَاظًا عَلَيْهَا وعَلَى المُجْتَمَعِ.

      وهذا مَا أعْلَمُ، واللهُ تَعَالَى أعْلَى وأعْلَمُ
      والسَّلاَمُ عَلَيْكُمْ ورَحْمَةُ اللهِ وبَرَكَاتُهُ

      زائرنا الكريم نحن معك بقلوبنا
      كلنا آذان صاغيه لشكواك ونرحب بك دائما
      في
      :

      جباال من الحسنات في انتظارك





      تعليق

      المحتوى السابق تم حفظه تلقائيا. استعادة أو إلغاء.
      حفظ-تلقائي
      x
      إدراج: مصغرة صغير متوسط كبير الحجم الكامل إزالة  
      x
      أو نوع الملف مسموح به: jpg, jpeg, png, gif
      x
      x
      يعمل...
      X