لا اريد ان اكسر خاطرها

[غير مسجل]

السلام عليكم و رحمة الله و يركاته
نحن في المولد النبوي الشريف نصنع طعام و انا لا احتفل بالمولد النبوي و لا اخصص يوم للاحتفال لكن هده المرة مضطرة ان اساعد حماتي في صنع هدا الطعام و لا ريد ان ارفض فعلاقتنا كانت متوترة و لا اريد ان اقول لها لا و في نفس الوقت لا استطيع ان اقول لها ان الاحتفال بدعة مادا افعل هل ادهب لمجرد مساعدتها فقط لانها تكلفت لتصنع لي هدا الطعام


و لي سؤال اخر اريد توضيح لمادا الشيخ محمد حسان غير رايه بخصوص المظاهرات هناك من يستعمل هدا الامر ليطعن فيه و لم اعرف كيف اجيب هؤلاء و بارك الله فيكم

[فريق استشارات سرك فى بير(الأخوات)]

رد: لا اريد ان اكسر خاطرها

بِسْمِ اللهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ
الأُخْتُ السَّائِلَةُ الكَرِيمَةُ
السَّلاَمُ عَلَيْكُمْ ورَحْمَةُ اللهِ وبَرَكَاتُهُ
أمَّا بخُصُوصِ المَوْلِد النَّبَوِيّ، فَهَذَا احْتِفَالٌ لا أصْلَ لَهُ في الإسْلاَمِ، وهُوَ مِنَ البِدَعِ المُحْدَثَة، فَقَدْ قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ [ مَنْ أحْدَثَ في أمْرِنَا هذا مَا لَيْسَ فِيهِ فَهُوَ رَدٌّ ] وفي رِوَايَةٍ [ مَا لَيْسَ مِنْهُ ]، وعَلَى ذَلِكَ فَالاحْتِفَالُ بِهِ حَرَامٌ، والأكْلُ مِمَّا أُعِدَّ لَهُ حَرَامٌ، وبالتَّالِي الإعَانَة عَلَيْهِ لا تَجُوز، فَقَدْ قَالَ اللهُ تَعَالَى [ وَتَعَاوَنُواْ عَلَى الْبرِّ وَالتَّقْوَى وَلاَ تَعَاوَنُواْ عَلَى الإِثْمِ وَالْعُدْوَانِ وَاتَّقُواْ اللّهَ إِنَّ اللّهَ شَدِيدُ الْعِقَابِ ].

وأمَّا بخُصُوصِ كَسْر الخَاطِر برَفْضِ الإعَانَة أو الأكْل أو الحُضُور أو التَّهْنِئَة، فَهَذَا أمْرٌ يَرُدٌّ عَلَيْهِ قَوْلُ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ [ لا طَاعَةَ لمَخْلُوقٍ في مَعْصِيَةِ الله ] وفي رِوَايَةٍ [ في مَعْصِيَةِ الخَالِق ]، وقَوْلُهُ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ [ إنَّمَا الطَّاعَةُ في المَعْرُوفِ ]، وقَوْلُهُ أيْضًا [ مَنِ الْتَمَسَ رِضَا اللهِ بسَخَطِ النَّاس، كَفَاهُ اللهُ مُؤْنَةَ النَّاس، ومَنِ الْتَمَسَ رِضَا النَّاس بسَخَطِ الله، وَكَّلَهُ اللهُ إلى النَّاسِ ]، وفي رِوَايَةٍ [ مَنِ الْتَمَسَ رِضَا اللهِ بسَخَطِ النَّاسِ؛ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ وأرْضَى عَنْهُ النَّاس، ومَنِ الْتَمَسَ رِضَا النَّاسِ بسَخَطِ اللهِ، سَخطَ اللهُ عَلَيْهِ وأسْخَطَ عَلَيْهِ النَّاس ]، فَلاَ يَجُوز تَقْدِيم رِضَا العَبْد عَلَى رِضَا الله وخَاصَّةً في مَسْألَةٍ أصْلهَا مَعْصِيَة للهِ، وهذا لا يَعْنِي الجَفَاء ولا الحِدَّة مَعَ النَّاسِ، فَيُبَيَّن لَهُم الأمْر بلِينٍ ورِفْقٍ، مِنْ نَاحِيَةٍ لأنَّهُ خُلُقٌ أمَرَنَا رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ باتِّبَاعِهِ بقَوْلِهِ [ إنَّ الرِّفْقَ لا يَكُون في شَيْءٍ إلاَّ زَانَهُ، ولا يُنْزَع مِنْ شَيْءٍ إلاَّ شَانَهُ ]، ومِنْ نَاحِيَةٍ ليَسْهُل عَلَيْهم تَعَلُّم الأمْر والسَّمَاع إلَيْهِ.

وأمَّا بخُصُوصِ تَغَيُّر فَتْوَى الشَّيْخ حَسَّان في شَأنِ المُظَاهَرَات، فَحَقِيقَةً عَنْ نَفْسِي لَمْ أسْمَع بهذا التَّغَيُّر، ولَكِنْ عَلَى افْتِرَاضِ أنَّهُ حَدَث، فَلَهُ تَفْسِيرٌ شَرْعِيٌّ يَجْهَلهُ العَامَّة بَلْ وبَعْض طَلَبَة العِلْم، وهُوَ أنَّ الفَتْوَى تَكُون حَسْبَ المَصَالِح والمَفَاسِد المُتَرَتِّبَة عَلَيْهَا، وتَتَغَيَّر حَسْبَ الزَّمَان والمَكَان، بِمَا لا يُخَالِف الأُصُول المُتَعَارَف عَلَيْهَا والمُجْمَع عَلَى حِلِّهَا أو تَحْرِيمِهَا، وإنَّمَا ذَلِكَ يَكُون في الأُمُورِ المُسْتَحْدَثَة والاجْتِهَادِيَّة، فَمَثَلاً العُلَمَاء أيَّام 18 يَنَايِر و25 يَنَايِر العَام المَاضِي مَنَعُوا مِنَ الخُرُوجِ والتَّظَاهُر، ثُمَّ بَعْدَ ذَلِكَ خَرَجُوا بأنْفُسِهِم في تَظَاهُرَةٍ سِلْمِيَّةٍ، ثُمَّ عَادُوا لمَنْعِ النَّاس مِنَ الخُرُوجِ في اعْتِصَامِ مُحَمَّد مَحْمُود وغَيْرِهِ، وهَكَذَا، وهُوَ لَيْسَ تَلاَعُبًا بالدِّينِ أو نِفَاقًا كَمَا يُرَوِّجُ الجَهَلَةُ وأعْدَاءُ الدِّينِ، لَكِنَّهُ حِسَابًا للمَصَالِح والمَفَاسِد في كُلِّ مَرَّةٍ، فَمَنْ رَجَحَت مَصْلَحَتهُ كَانَ مُبَاحًا، ومَنْ رَجَحَت مَفْسَدَتهُ كَانَ مَمْنُوعًا، ومَنْ تَسَاوَت كَفَّتَيّ المَصَالِح والمَفَاسِد فِيهِ مُنِعَ دَرْءًا للمَفْسَدَةِ حَتَّى لَوْ كَانَ فِيهِ مَنْفَعَة، فَدَرْءُ المَفَاسِد مُقَدَّمٌ عَلَى جَلْبِ المَنَافِع، وهَؤُلاَء الَّذِينَ يَتَكَلَّمُونَ لَيْلَ نَهَار عَنِ الشُّيُوخِ ومَوَاقِفِهِم، وعَنِ النُّزُولِ مِنْ عَدَمِهِ، لا يَفْقَهُونَ قَاعِدَة فِقْهِيَّة وَاحِدَة يَبْنُونَ عَلَيْهَا أحْكَامَهُم، بَلْ مُجَرَّد ادِّعَاءَات بالعِلْمِ والعِلْمُ مِنْهُم بَرَاء، وقِيَاسَاتهم غَيْر صَحِيحَة، وعَلَيْنَا في هذه الحَالِ عَدَم الاسْتِمَاع أو حَتَّى السَّمَاع لَهُم، بَلْ عَلَيْنَا الاقْتِدَاء بشُيُوخِنَا العُلَمَاء، وكَمَا قُلْنَا أنَّ هذه أُمُور اجْتِهَادِيَّة، وبالتَّالِي وَارِدٌ أنْ يَجْتَهِدَ عَالِم ويُصِيب ويَجْتَهِدَ آخَر ويُخْطِئ، فَلاَ يَحْمِلنَا هذا الخِلاَف عَلَى التَّعَصُّبِ لفَرِيقٍ ضِدّ الآخَر، بَلْ نَتَّبِع مَنْ هُوَ أقْرَب للصَّوَابِ، فَبِدَايَةً لا نُقَارِن بَيْنَ عَالِمٍ وجَاهِلٍ أو حَتَّى طَالِب عِلْمٍ، فَالكَلاَم للعُلَمَاءِ فَقَط في مِثْلِ هذه النَّوَازِل، فَإنْ ظَهَرَ لَنَا خِلاَفٌ بَيْنَ جَمَاعَةٍ مِنَ العُلَمَاءِ وعَالِمٍ، اتَّبَعْنَا الجَمَاعَة، وإنْ كَانَ بَيْنَ عَالِمٍ وآخَر، اتَّبَعْنَا مَنْ قَدَّمَ الدَّلِيل الأقْرَب للصَّوَابِ وللمَصْلَحَةِ العَامَّةِ، وهذا هُوَ مَعْنَى (اسْتَفْتِ قَلْبكَ) ولَيْسَ مَعْنَاهَا اتَّبِع هَوَاكَ ومَنْ تُحِبَّ دُونَ تَدَبُّرٍ.

وفي ذلك تراجع الفتاوى التالية:
أكل الطعام الذي يوزع يوم المولد النبوي الشريف
حكم شراء حلوى المولد
كيف يتصرف مع أهله الذين يحتفلون بالمولد النبوي ويلمزونه لعدم مشاركته معهم؟
الرد على من استحسن شيئا من البدع كالاحتفال بالمولد النبوي

المقصود بـجملة (اختلاف الفتوى باختلاف الزمان والمكان)
مناصرة الجالية الإسلامية في السويد للمسلمين في فلسطين

http://www.youtube.com/watch?v=Dngm8MMULOM

http://www.youtube.com/watch?v=bH3D5QkYOb4

وهذا مَا أعْلَمُ؛ واللهُ تَعَالَى أعْلَى وأعْلَمُ.
والسَّلاَمُ عَلَيْكُمْ ورَحْمَةُ اللهِ وبَرَكَاتُهُ