إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

انا وهاجس الموت ساعدوني بارك الله فيكم

تقليص
X
  •  
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • انا وهاجس الموت ساعدوني بارك الله فيكم

    الحمد لله والصلاة والسلام على اشرف خلق الله محمد وعلى اله وصحبه ومن والاه
    اما بعد... السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
    مشكلتي اخواني واخواتي في الله بدأت منذ شهور منذ مرض عمتي رحمها الله التي قدر الله لي ان اعيش معها فترة مرضها الى ان توفاها الله امام اعيننا رحمها الله وغفر لها
    كانت هذه ثاني مرة احضر لوفاة احد في حياتي اتذكر اول مرة رايت فيها ابي تخرج روحه رحمه الله وكان ذلك سببا لهدايتي بعد ان كنت ضالة مضلة مفسدة ... اما هذه المرة فقد حضرت لموت عمتي وحضرت تغسيلها وتكفينها رحمها الله لكن بدل ان يزداد يقيني في الاخرة وكره الدنيا انقلبت حياتي رأسا على عقب صار الموت هاجسا بالنسبة لي صرت اخاف ان ابقى وحيدة واقول كل لحظة ساموت الان صارت حياتي كئيبة ماعاد لحياتي اي طعم اخاف من الموت في كل لحظة واقول ساموت الان وتاتي صورة عمتي امام عيني في كل لحظة ..... مرات اكره الحياة ومرات يزداد ايماني بالاخرة جدا جدا ....... انا على وشك الزواج ولكني لست سعيدة اخاف ان اموت دون ان يتحقق حلمي او يموت خطيبي صرت ارى الموت في كل مكان مرضت بالخوف بعدما كنت ابقى لوحدي في البيت صرت اخاف كثيرا ولااحب ان ابقى فيه ولو معي امي ’.... ابحث عن اي سبب للخروج ونسيان ذلك الهاجس........ ادعو الله ان يرفعه عني واحاول ان اجعله تفكيرا ايجابيا لكمن سرعان ما احس بانقباض وخوف شديد........ اريد ان اعيش طبيعية كما كنت واعبد الله على علم وخوف ورجاء وحب ,,,,,,,,,,,, افيدوني بارك الله فيكم وللعلم قلبي مريض بالغل والحسد والتسخط انا فقط انسانة ملتزمة ظاهرا فقط لكني مريضة القلب ادعو الله ان يصلح فساد قلبي والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته

  • #2
    رد: انا وهاجس الموت ساعدوني بارك الله فيكم

    السلام عليكم
    اتم الله زواجك على خير وبركة
    انا رديت عليكى لسبب واحد
    لانى كنت كدة بالظببببببببط
    خالتى بردوا ماتت وصفاتها زيى
    وماتت يوم عيد ميلادها
    ربنا يرحمها
    كل تاريخ ميلاد يجى عليا ...اقول انا هموت زى خالتوا النهاردة.....
    انا لو روحت كذا او المكان دا هعمل حادثة وهموت
    انا يوم فرحى هموت
    انا يوما ما اخلف هموت
    ييييييييييييييييييييييه
    والله 6 شهور
    هاجس الموت لا يفارق عقلى
    صاحية نايمة بيه
    بقيت اكرة اسمع الشيوخ لما يتكلموا عن الموت
    حاجة متعبة اوووى انا حاسة بيكى
    بس دى حاجة طبيعة
    بتيجى فى وقت وهتحسى بكدة خوف زيادة
    حاجة فى الطب النفسى ((نوبة الهلع((
    بتجى لفترة علشان اتعرضتى لشيئ معين اثر فيكى زى زفاة عمتك
    فالحل
    بجد ادعى لله كثير اووووووووووى وفى جوف الليل
    ممكن بالبتلاء دا يخرج كل امراض قلبك الى بتقولى عليها
    وكويس انك بتعترفى بكدة ربنا يبارك فيكى ودا بداية حل
    واستعيذى بالله
    لان كل دا وسوسة شيطااااااااااااااااان والله
    عاوز يزهقك وتكرهى حياتك كلهاااااااااااااااااااااااااااااااا
    وعاوز يوصلك للياس
    اوعى تسمعى كلامة اوووووعى
    اشغلى نفسك
    روحى لاصحابك واقعدى معاهم
    اخرجى
    احفظى قرءان
    وارقى نفسك كثيييييييييير جداااااااااا
    دا كله من الشيطان
    وخلاص ابشرك لما تتجوزى وتنشغلى بزواجك
    هتلاقيكى انشغلتى جداااااااااااااا
    بس دى وسوسة وهتتخلصى منها بسهولة
    ؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟ ؟؟؟؟؟؟؟
    وبالنسبة للحسد
    لما تشوفى حاجة جبتك قولى بسم الله ماشاء الله...اللهم باارك
    عودى نفسك على كدة
    واسئلى الله من فضله
    واى حاجة لقيتها وعجباكى ادعى ربنا يبارك فيها ويرزقك بالاحسن
    ويارب يعينك

    تعليق


    • #3
      رد: انا وهاجس الموت ساعدوني بارك الله فيكم

      الحمد لله والصلاة والسلام علي رسول الله وبعد،
      اللهم امين اللهم امين اللهم امين
      بارك الله فيك اختي على اهتمامك واحسن الله اليك وجعله في موازين حسناتك
      فعلا اختي نفس ماقلتي يحدث معي تماما اكاد اموت فزعا من الموت واخاف ان اموت وتكون نهايتي جهنم والعياذ بالله
      لدي صحبة صالحة بفضل الله نذهب معا لحفظ القران الكريم وعندما اكون في المسجد انسى ذلك الهاجس انسى تماما ذلك الامر واعود كما كنت طبيعية وما ان ارجع الى البيت يرجع معي كل شيء
      ساعمل ان شاء الله ماقلتي ويسعدني ان اكون معكم
      اصلح الله نيتي ونواياكم وجعله في موازين اعمالكم
      والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته

      تعليق


      • #4
        رد: انا وهاجس الموت ساعدوني بارك الله فيكم

        في البداية إعلم ان ما انتا فيه لن يرفعه عنك إلا الله ... ففي البداية أطرح حكاية حقيقية مع هذا الهاجس المستمر ... شاب عادي جدا مثل اي شاب الحمد لله من الله عليه بالصلاة في المسجد ولكن صلاة الفجر أوقات كثيرة كانت تفوته ربنا يغفرله .. المهم كان بيصحى كل يوم يصلي الصبح قضى و يفطر ويجلس أمام الكمبيوتر ممكن في اغلب الاحيان وقتها لحد الظهر .. واستمر على ها الحال فترة وبالمناسبة هذا الشاب كان مبيخفشي وكان بيروح يحضر الجنازات وكان يري الجثث بالقبور احيانا اثناء ما الناس تكون بتدفن الموتى وبالرغم من هذا كان الحمد لله لا يخاف بل كان يحس بإيمانيات عالية ... الى ان جاء اليوم الذي اعتاد ان يصحوا فيه ويجلس امام الكمبيوتر ولما الظهر أذن راح يصلي الظهر وإذا بأحد أقربائه يخبره خلتك ماتت الان .. المهم الخبر استغرب منه شوية وحزن شوية بسي كان عادي بالنسبة له ما كلنا هنموت المهم صلي الظهر وروح علشان يقول لاهله في البيت الخبر طبعا زعلوا ... وكان لحد كده عادي خالص مفيش اي حاجة حصلتله .. بعد بضع دقائق وهو واهله جالسون يتذكرون الخالة واذا بطارق بالباب قام وفتح واذا بها ام الشخص الذي أخبرهو بوفاة خلته في المسجد تقول لهم بنت أختك يا فلانة (طبعا والدته) ماتت ... طبعا مطلعتشي خالته هي اللي ماتت طلع بنتها هي اللي ماتت وبنتها ديه مش كبيرة اوي بسي متجوزة وعندها اولاد المهم لما سمع الخبر ده جالوا رعب فظيع وانتابه حالة من الفزع والهلع في داخله لدرجة بعد ما كان مبيخفشي بدأ يترعب من الجلوس وحده في الشقة وبدأ ينتابه حالة من برود الجسم ونشفان الريق لحظات كثيرة ويحس دائما انه هيموت الان وكل لحظة تمر عليه كأنه هيموت دلوقتي طبعا الحالة ديه أعدت معاه حوالي اكثر من شهر متواصل ينتابه شعور بالموت الان ... وبرود اطراف الجسم وخفقان في القلب ودوخة شديدة يحس انه بيموت .. المهم بدأ يذهب لأطباء كثيرون يمكن ديه حاجة مرضية كل الدكاترة بيقولوا مفيش حاجة ... لدرجة ذهب الى طبيب نفسي مخ واعصاب والدكتور اعد يدردش معايا شوية كده واعد يسألني أسئلة وانا اجاوبه ؟ المهم في الأخر كتبلي ادوية اكتئاب .. يا الله حالة موت قريبتي وصلتني لهذه الدرجة طبعا هو شاب صغير وهي كبيرة يعني علشان محدش يفتكر اني كان بيحبها ولا حاجة استغفر الله ... المهم هو كان يعرف ان ادوية الاكتئاب لها اضرار خطيرة المهم لم يشتري الدواء ... وترك طريق الاطباء وبدأ يذهب الى مشايخ للعلاج ذهب الى شيخ مشهور في منطقته انه بيعالج بالقرآن قرأ عليه شوية وقاله مفيش حاجة انتا محسود هات ورق سدر واغتسل به ... المهم عمل كده مرتين او اكثر مش فاكر اوي وبردو لقي نفسه زي ماهو بردو الدوخة التي تنتابه وبرود الجسم مع رشح الجبين والقدم والاحساس بأنه يموت الان وباستمرار هاجس الموت منتابه .. طبعا كلنا هنموت هو لا يعترض اطلاقا على هذا ولكن في فرق بين المريض اللي بيعاني من هاجس الموت وبين السليم اللي المفروض يكون بيخاف المووت في فرق شاسع بين الاثنين .. يجب ان تكون علاقتنا بالله بين الخوف والرجاء وليس الخوف وحده .. المهم في هذه الفترة تقرب من ربنا جدا وبدأ يقرأ القرأن ويدعوه سبحانه وتعالى ان يشفيه هو وحده القادر ان يرفع عنه هذا الابتلاء .. المهم قرر إنه لازم كل يوم اول ما يصحى من النوم يقرأ سورة البقرة كاملة يوميا ومش فاكر استمر على كده مدة قد ايه تقريبا اسبوعين او اكثر او اقل مش فاكر اوي يوميا بصفة مستمرة يوميا كان يقرأ سورة البقرة كاملة وهو على يقين انه سبحانه هو اللي هيشفيه وفعلا ورب الكعبة الحمد لله الحمد لله الحمد لله ربنا سبحانه وتعالى ابعد عنه هذا الهاجس المستمر .... ولكن في النهاية يود أن يقول شيئ ان سبحان الله الانسان لما بيكون مبتلى بشيئ بيبقى قريب من ربنا اوي ويقرأ قرآن ويسبح ويدعو وقلبه بيكون مع الله باستمرار لكن عندما يعافيه الله ينسى الا مارحم ربي ويبقى قلبه قاسي بعد ما كان بيبكي فأحيانا يكون البلاء نعمة والله المستعان. لا تنسوه من صالح الدعاء

        تعليق


        • #5
          رد: انا وهاجس الموت ساعدوني بارك الله فيكم

          بِسْمِ اللهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ
          الأُخْتُ السَّائِلَةُ الكَرِيمَةُ
          السَّلاَمُ عَلَيْكُمْ ورَحْمَةُ اللهِ وبَرَكَاتُهُ
          قَبْلَ أنْ أنْقِلَ لَكِ رَدّ العُلَمَاء عَلَى حَالَتِكِ، انْتَبَهْتُ لشَيْءٍ خَطِيرٍ في كَلاَمِكِ، وهُوَ قَوْلُكِ (ابحث عن اي سبب للخروج ونسيان ذلك الهاجس)، وقَدْ يَكُون هذا هُوَ سَبَب كُلّ مَا تَشْعُرِينَ بِهِ، مُجَرَّد وَسَاوِس شَيْطَانِيَّة ليُحَبِّبَ لَكِ الخُرُوج بحُجَّةِ أنَّ فِيهِ رَاحَة لَكِ، وهذا غَيْر صَحِيح، فَالمَرْأة مَأمُورَة بالقَرَارِ في بَيْتِهَا، ولَوْ كَانَ فِيهِ شَرّ لَهَا لَمَا أمَرَهَا اللهُ بِهِ، فَاللهُ لا يُوجِب عَلَى عِبَادِهِ إلاَّ مَا فِيهِ النَّفْع والخَيْر لَهُم، ولا يُكَلِّف النَّفْس إلاَّ وسْعَهَا، فَلْيَسَعْكِ بَيْتكِ أُخْتِي الكَرِيمَة، ولْيَكُن خُرُوجكِ عَلَى قَدْرِ الحَاجَة لضَرُورَةٍ، كَحُضُورِ دُرُوس العِلْم وحِلَق القُرْآن ومَا شَابَهَ مِنْ ضَرُورَات، أمَّا الخُرُوج لمُجَرَّدِ الخُرُوج، فَإنْ لَمْ يَكُن مَعَ ذِي مَحْرَم فَهُوَ أمْرٌ خَطِيرٌ عَمَّت بِهِ البَلْوَى، بِهِ مِنَ الشُّرُور الكَثِير، وأنَا أرَى أنَّ كُلَّ هذه الوَسَاوِس الَّتِي عِنْدَكِ مَا هي إلاَّ وَسِيلَة كي تَصِلِي في النِّهَايَة لهذا القَرَار (الخُرُوج فِيهِ رَاحَة)، وهُوَ وَهْمٌ سُرْعَانَ مَا يَزُول وتَأتِي تَوَابِعُهُ الَّتِي لا ولَنْ تُرِيح، فَاحْذَرِي كَيْدَ الشَّيْطَان ومَدَاخِلَهُ.

          أمَّا عَنْ وَحْشَةِ البَيْت، وأنَّكِ تَشْعُرِينَ بكُلِّ هذه المَشَاعِر عِنْدَ عَوْدَتكِ إلَيْهِ، فهذا يُؤَكِّدُ الفِكْرَة، بأنَّهُ يُحَبِّبُ إلَيْكِ الخُرُوج وبُغْض البَيْت، وللقَضَاء عَلَيْهِ كَمَا قُلْنَا لا تَخْرُجِي إلاَّ لضَرُورَةٍ أو بصُحْبَةِ مَحْرَم، أمَّا دَاخِلَ البَيْت، فَعَلَيْكِ بتَخْلِيصِ البَيْت مِنَ الأسْبَابِ المُعِينَة عَلَى وُجُودِ الشَّيْطَان فِيهِ:
          - قِرَاءَةُ سُورَة البَقَرَة كُلّ ثَلاَثَةِ أيَّامٍ: لقَوْلِ رَسُول اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّم [ لا تَجْعَلُوا بُيُوتكُم مَقَابِر، إنَّ الشَّيْطَانَ يَنْفُرُ مِنَ البَيْتِ الَّذِي تُقْرَأ فِيهِ سُورَة البَقَرَة ].
          - المُدَاوَمَةُ عَلَى قِرَاءَةِ الأذْكَار اليَوْمِيَّة: كَقَوْلِ رَسُول اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ عَلَى سَبِيلِ المِثَال لا الحَصْر [ إذا دَخَلَ الرَّجُل بَيْتهُ، فَذَكَرَ اللهَ عِنْدَ دُخُولِهِ وعِنْدَ طَعَامِهِ، قَالَ الشَّيْطَانُ: لا مَبِيتَ لَكُم ولا عَشَاء، وإذا دَخَلَ فَلَمْ يَذْكُر اللهَ عِنْدَ دُخُولِهِ، قَالَ الشَّيْطَانُ: أدْرَكْتُم المَبِيت، وإذا لَمْ يَذْكُر الله عِنْدَ طَعَامِهِ، قَالَ: أدْرَكْتُم المَبِيتَ والعَشَاءَ ].
          - إزَالَةُ أو طَمْسُ صُوَر ذَوَات الأرْوَاح المُعَلَّقَة والتَّمَاثِيل: لقَوْلِ رَسُول اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّم [ لا تَدْخُل المَلاَئِكَة بَيْتًا فِيهِ صُورَة ].
          - إخْرَاجُ الكِلاَب مِنَ البَيْتِ (إنْ كَانَ يُوجَد): لقَوْلِ رَسُول اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّم [ لا تَدْخُل المَلاَئِكَة بَيْتًا فِيهِ كَلْب ولا صُورَة ].
          - تَخْلِيصُهُ مِنَ المُنْكَرَاتِ: كَالأغَانِي والمُوسِيقَى والأفْلاَم وغَيْرهَا، قَالَ تَعَالَى [ وَاسْتَفْزِزْ مَنِ اسْتَطَعْتَ مِنْهُمْ بِصَوْتِكَقَالَ ابْنُ القَيِّم رَحِمَهُ اللهُ في إغَاثَةِ اللَّهْفَان [ وهذه الإضَافَة إضَافَة تَخْصِيص، كَمَا أنَّ إضَافَةَ الخَيْل والرَّجِل إلَيْهِ كَذَلِكَ، فَكُلّ مُتَكَلِّمٍ في غَيْرِ طَاعَةِ الله أو مُصَوِّتٍ بيَرَاعٍ أو مِزْمَارٍ أو دُفٍّ حَرَامٍ أو طَبْلٍ فَذَلِكَ صَوْت الشَّيْطَان، وكُلّ سَاعٍ إلى مَعْصِيَةِ الله عَلَى قَدَمَيْهِ فَهُوَ مِنْ رَجِلِهِ، وكُلّ رَاكِبٍ في مَعْصِيَتِهِ فَهُوَ مِنْ خَيَّالَتِهِ، كَذَلِكَ قَالَ السَّلَف كَمَا ذَكَرَ ابْن أبِي حَاتِم عَنِ ابْن عَبَّاس: رَجِله كُلّ رِجْلٍ مَشَت في مَعْصِيَةِ الله ].

          وعَوْدَةٌ إلى أصْلِ سُؤَالكِ، فَأقُولُ أنَّ مَا تَشْعُرِينَ بِهِ مِنْ ذِكْرِ المَوْت لَيْسَ مَطْلُوبًا، بَلْ هُوَ تَخْوِيفٌ مِنَ الشَّيْطَانِ، لِذَا قُلْتُ لَكِ أنَّهُ اسْتَخْدَمَ مَعَكِ هذا المَدْخَل وهذه الحِيلَة لغَرَضٍ آخَر غَيْر تَذَكُّر المَوْت، فَتَذَكُّر المَوْت الَّذِي أمَرَ بِهِ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ الغَرَض مِنْهُ العَمَل، والإيِجَابِيَّة، والإكْثَار مِنَ الطَّاعَات، والاسْتِعْدَاد للمَوْت، أمَّا تَذَكُّر المَوْت الَّذِي يُصِيبُ بالاكْتِئَابِ والسَّلْبِيَّة ويَضَع كُلّ الأُمُور في نِطَاقِ ضِيقِ النَّفْس، ليَبْحَث لَهَا عَنْ أيِّ شَيْءٍ يُسْعِدهَا ويُفْرِحهَا، فَهُوَ مَدْخَلٌ شَيْطَانِيٌّ لتَزْيِينِ المُحَرَّم عَلَى أنَّهُ هُوَ العِلاَج الوَحِيد، ولتَفْصِيل الأمْر أنْقِلُ إلَيْكِ فِيهِ الفَتْوَى التَّالِيَة:
          السُّؤَالُ: لَدَيَّ بَعْض الأسْئِلَة أرْجُو الإجَابَة عَلَيْهَا:
          1. لَقَدْ مَرَرْتُ بفَتْرَةٍ عَصِيبَةٍ فَلَمْ أعُد أُفَكِّرُ سِوَى بالمَوْتِ في كُلِّ تَصَرُّفَاتِي، فَلَمْ أعُد أسْتَطِيع النَّوْم بسَبَبِ هذه الوَسَاوِس، وأصْبَحْتُ أُفَكِّر في كُلِّ مَنْ مَاتَ، وكَيْفَ مَاتَ، وأصْبَحَت صُوَر المَوْتَى مِمَّنْ أعْرِفهُم تُرَاوِدُنِي بَيْنَ لَحْظَةٍ ولَحْظَة، فَلَمْ أعُد أحْتَمِل هذه الحَالَة، فَأصْبَحْتُ أخَافُ مِنْ كُلِّ شَيْءٍ، لَمْ يَعْد للحَيَاةِ طَعْم، فَهَلْ هذا إنْذَار باقْتِرَابِ الأجَل، وأنِّي سَأمُوت في فَتْرَةٍ قَرِيبَةٍ؟ أرْجُوكُم أفِيدُونِي، في الوَاقِعِ هذه الحَالَة انْتَابَتْنِي بَعْدَ ذَنْبٍ ارْتَكَبْتُهُ، فَهَلْ لهذا الذَّنْب عِلاَقَة؟
          2. أحَدُ أقَارِبِي أخْبَرَنِي بأنَّهُ رَآنِي في المَنَامِ أنِّي مَيِّت، وسَألَ أحَد شُيُوخ البَلْدَة وقَالَ: إنَّهُ يَدُلُّ عَلَى طُولِ العُمر، فَهَلْ هذا صَحِيح أمْ أنَّهُ غَيْر ذَلِكَ؟
          3. هَلِ الدُّعَاء بطُولِ العُمر مُسْتَجَابٌ أمْ إنَّهُ قَدْ كُتِبَت الأعْمَار وانْتَهَى الأمْر؟ ومَا الَّذِي يُبَارِك في العُمرِ مِنْ أعْمَالٍ؟
          وجَزَاكُم اللهُ خَيْرًا، نَرْجُو الإجَابَة عَلَى الأسْئِلَةِ بأسْرَعِ وَقْتٍ؛ لأنَّنِي بحَاجَةٍ إلَيْهَا.
          الجَوَابُ:
          الحَمْدُ للهِ؛
          أوَّلاً: أرْجُو مِنْكَ أنْ تَعِيَ مَا أكْتُبُهُ لَكَ، وأنْ تَعْمَلَ بِهِ، فَلَعَلَّ مَا أصَابَكَ أنْ يَكُونَ خَيْرًا لَكَ:
          1. كُلُّ نَفْسٍ ذَائِقَةُ المَوْتِ: وهذه حَقِيقَةٌ يَجِبُ أنْ تَعْلَمَهَا، فَلَيَس أحَدٌ بنَاجٍ مِنَ المَوْتِ، طَالَ عُمرهُ أو قَصُر، صَحِيحًا كَانَ أو مَرِيضًا، غَنِيًّا كَانَ أو فَقِيرًا، قَالَ تَعَالَى [ كُلُّ نَفْسٍ ذَائِقَةُ الْمَوْتِ وَإِنَّمَا تُوَفَّوْنَ أُجُورَكُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ ] (آل عِمْرَان: 185)، وقَالَ سُبْحَانَهُ [ كُلُّ نَفْسٍ ذَائِقَةُ الْمَوْتِ ثُمَّ إِلَيْنَا تُرْجَعُونَ ] (العَنْكَبُوت: 57)، وقَالَ عَزَّ وجَلَّ [ كُلُّ نَفْسٍ ذَائِقَةُ الْمَوْتِ وَنَبْلُوكُمْ بِالشَّرِّ وَالْخَيْرِ فِتْنَةً وَإِلَيْنَا تُرْجَعُونَ ] (الأنْبِيَاءُ: 35)، ولَوْ كَانَت الدُّنْيَا تَدُومُ لأحَدٍ: لأدَامَهَا اللهُ لأنْبِيَائِهِ وأوْلِيَائِهِ وأصْفِيَائِهِ، فَأيْنَ هُم الأنْبِيَاء والرُّسُل؟ وأيْنَ هُم الصِّدِّيقُونَ والشُّهَدَاء؟ وأيْنَ هُم الصَّحَابَة والتَّابِعُونَ؟ كُلّهُم ذَاقُوا المَوْت – إلاَّ عِيسَى عَلَيْهِ السَّلاَم وسَيَذُوقهُ في آخِر المَطَاف - قَالَ تَعَالَى [ وَمَا جَعَلْنَا لِبَشَرٍ مِنْ قَبْلِكَ الْخُلْدَ أَفَإِنْ مِتَّ فَهُمُ الْخَالِدُونَ ] (الأنْبِيَاءُ: 34)، وقَالَ تَعَالَى [ إِنَّكَ مَيِّتٌ وَإِنَّهُمْ مَيِّتُونَ ] (الزُّمَر: 30).
          2. لا مَهْرَب مِنَ المَوْتِ: ومَهْمَا بَذَلَ الإنْسَانُ مِنْ أسْبَابِ الصِّحَّة والنَّشَاط فَهُوَ مَيِّت، وأيْنَمَا كَانَ فَإنَّ المَوْتَ يُدْرِكهُ، وحَيْثُمَا فَرَّ مِنَ المَوْتِ فَإنَّهُ سَيَجِدهُ مُقَابِل وَجْهه، قَالَ تَعَالَى [ قُلْ إِنَّ الْمَوْتَ الَّذِي تَفِرُّونَ مِنْهُ فَإِنَّهُ مُلاَقِيكُمْ ] (الجُمُعَةُ: 8)، وقَالَ تَعَالَى [ أَيْنَمَا تَكُونُوا يُدْرِكُكُمُ الْمَوْتُ وَلَوْ كُنْتُمْ فِي بُرُوجٍ مُشَيَّدَةٍ ] (النِّسَاءُ: 78)، قَالَ ابْنُ كَثِير رَحِمَهُ اللهُ [ أي: أيْنَمَا كُنْتُم يُدْرِكُكُم المَوْت، فَكُونُوا في طَاعَةِ الله، وحَيْثُ أمَرَكُم اللهُ فَهُوَ خَيْرٌ لَكُم، فَإنَّ المَوْتَ لاَبُدَّ مِنْهُ، ولا مَحِيدَ عَنْهُ، ثُمَّ إلى اللهِ المَرْجِع، فَمَنْ كَانَ مُطِيعًا لَهث جَازَاهُ أفْضَلَ الجَزَاء، ووَافَاهُ أتَمَّ الثَّوَاب ] تَفْسِيرُ ابْن كَثِير (6/291)، وقَالَ رَحِمَهُ اللهُ [ أنْتُم صَائِرُونَ إلى المَوْتِ لا مَحَالَة، ولا يَنْجُو مِنْهُ أحَد مِنْكُم، كَمَا قَالَ تَعَالَى (كُلُّ مَنْ عَلَيْهَا فَانٍ 26 وَيَبْقَى وَجْهُ رَبِّكَ ذُو الْجَلالِ وِالإكْرَامِ 27) ] تَفْسِيرُ ابْن كَثِير (2/360)، وقَالَ الشَّيْخُ مُحَمَّد بْن صَالِح العُثَيْمِين رَحِمَهُ اللهُ في تَفْسِيرِ قَوْلِهِ تَعَالَى (وَجَاءَتْ سَكْرَةُ الْمَوْتِ بِالْحَقِّ ذَلِكَ مَا كُنْتَ مِنْهُ تَحِيدُ) (ق: 19) [ وقَوْله (بِالْحَقِّ) أي: أنَّ المَوْتَ حَقٌّ، كَمَا جَاءَ في الحَدِيثِ (المَوْتُ حَقٌّ، والْجَنَّةُ حَقٌّ، وَالنَّارُ حَقٌّ) مُتَّفَقٌ عَلَيْهِ، فَهِيَ تَأتِي بالحَقِّ، وتَأتِي أيْضًا بحَقِّ اليَقِين، فَإنَّ الإنْسَانَ عِنْدَ المَوْت يُشَاهِد مَا تُوُعِّدَ بِهِ، ومَا وُعِدَ بِهِ؛ لأنَّهُ إنْ كَانَ مُؤْمِنًا: بُشِّرَ بالجَنَّةِ، وإنْ كَانَ كَافِرًا: بُشِّرَ بالنَّارِ - أعَاذَنَا اللهُ مِنْهَا -، (ذَلِكَ) أي: المَوْت، (مَا كُنْتَ مِنْهُ تَحِيدُ) اخْتَلَفَ المُفَسِّرُونَ في (مَا) هَلْ هي نَافِيَة فَيَكُون المَعْنَى: ذَلِكَ الَّذِي لا تَحِيدَ مِنْهُ، ولا تَنْفَكَّ مِنْهُ، أو أنَّهَا مَوْصُولَة فَيَكُون المَعْنَى: ذَلِكَ الَّذِي كُنْتَ تَحِيد مِنْهُ، ولَكِنْ لا مَفَرَّ مِنْهُ، فَعَلَى الأوَّل يَكُون مَعْنَى الآيَة: ذَلِكَ الَّذِي لا تَحِيدَ مِنْهُ، بَلْ لاَبُدَّ مِنْهُ، وقَدْ قَالَ اللهُ تَعَالَى (قُلْ إِنَّ الْمَوْتَ الَّذِي تَفِرُّونَ مِنْهُ فَإِنَّهُ مُلاَقِيكُمْ)، وتَأمَّل يَا أخِي (قُلْ إِنَّ الْمَوْتَ الَّذِي تَفِرُّونَ مِنْهُ فَإِنَّهُ مُلاَقِيكُمْ) ولَمْ يَقُل (فَإنَّهُ يُدْرِككُم)، ومَا ظَنّكَ بشَيْءٍ تَفِرّ مِنْهُ وهُوَ يُلاَقِيكَ؟ إنَّ فِرَارَكَ مِنْهُ يَعْنِي دُنُوّكَ مِنْهُ في الوَاقِع، فَلَوْ كُنْتَ فَارًّا مِنْ شَيْءِ وهُوَ يُقَابِلكَ، فَكُلَّمَا أسْرَعْتَ في الجَرْي أسْرَعْتَ في مُلاَقَاتِهِ، ولهذا قَالَ (فَإِنَّهُ مُلاَقِيكُمْ)، وفي الآيَةِ الأُخْرَى (أَيْنَمَا تَكُونُوا يُدْرِكُكُمُ الْمَوْتُ وَلَوْ كُنْتُمْ فِي بُرُوجٍ مُشَيَّدَةٍ) (النِّسَاءُ: 78)؛ لأنَّهُ ذَكَرَ في هذه الآيَةِ أنَّ الإنْسَانَ مَهْمَا كَانَ في تَحَصُّنِهِ فَإنَّ المَوْتَ سَوْفَ يُدْرِكهُ عَلَى كُلِّ حَالٍ، وهُنَا يَقُولُ تَعَالَى (ذَلِكَ مَا كُنْتَ مِنْهُ تَحِيدُ)، وعَلَى المَعْنَى الثَّانِي، أي: ذَلِكَ الَّذِي كُنْتَ تَحِيد مِنْهُ وتَفِرّ مِنْهُ في حَيَاتِكَ، قَدْ وَصَلَكَ وأدْرَكَكَ، وعَلَى كُلِّ حَالٍ: فَفِي الآيَة التَّحْذِير مِنَ التَّهَاوُنِ بالأعْمَالِ الصَّالِحَة، والتَّكَاسُل عَنِ التَّوْبَة، وأنَّ الإنْسَانَ يَجِبُ أنْ يُبَادِرَ؛ لأنَّهُ لا يَدْرِي مَتَى يَأتِيه المَوْت ] تَفْسِيرُ القُرْآنِ مِنَ الحُجُرَاتِ إلى الحَدِيدِ (ص 95، 96)، قَالَ الشَّاعِر:

          المَوْتُ بَابٌ وكُلّ النَّاسِ دَاخِلهُ ألاَ لَيْتَ شِعْرِي بَعْدَ المَوْتِ مَا الدَّارُ


          الدَّارُ جَنَّةُ خُلْدٍ إِنْ عَمِلتَ بِمَا يُرْضِي الإِلَهَ وَإِن قَصَّرتَ فَالنَّارُ

          3. تَذَكُّرُ المَوْت خَيْرٌ لا شَرّ: ومَا لِي أرَاكَ – أخِي الفَاضِل – قَلِقًا مِنَ المَوْتِ، خَائِفًا مِنْ ذِكْرِهِ؟! ألَمْ تَعْلَم أنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ أوْصَانَا بالإكْثَارِ مِنْ ذِكْرِ المَوْت؟! ألَمْ تَعْلَم أنَّ في ذَلِكَ خَيْرًا عَظِيمًا لِمَنْ فَعَلَ ذَلِكَ حَتَّى يَكُون مُسْتَعِدًّا للِقَاءِ رَبّه، ويُكْثِر مِنَ الأعْمَالِ الصَّالِحَة قَبْلَ أنْ يُفَاجِئَهُ المَوْت؟! وهَلْ تَعْلَم أنَّ نِسْيَان المَوْت والغَفْلَة عَنْهُ تُؤَدِّي إلى التَّعَلُّقِ بالدُّنْيَا، وتَسْوِيف التَّوْبَة، والتَّكَاسُل عَنِ الطَّاعَات؟! عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم [ أَكْثِرُوا ذِكْرَ هَاذِمِ اللَّذَّاتِ - يَعْنِي: الْمَوْتَ ] رَوَاهُ التِّرْمِذِيُّ والنَّسَائِيُّ وابْنُ مَاجَه، وصَحَّحَهُ الألْبَانِيُّ في صَحِيحِ التِّرْمِذِيّ، عَلَى أنَّنَا نُنَبِّهكَ هُنَا - أخَانَا الكَرِيم - إلى أنَّ المُرَادَ بذِكْرِ المَوْت هُوَ الذِّكْر القَاطِع عَنِ الانْهِمَاك في لَذَّاتِ الدُّنْيَا وشَوَاغِلهَا، والحَامِل عَلَى الاسْتِعْدَادِ للمَوْتِ والقَبْر، ولَيْسَ المُرَاد بالذِّكْرِ هُنَا الذِّكْر السَّلْبِيّ الَّذِي يُوشِك أنْ يَقْطَعَ الإنْسَان عَنْ مَصَالِحِهِ في مَعَاشِهِ ومَعَادِهِ، ويُصِيبُهُ بالإحْبَاطِ أو الجَبْرِيَّة في أفْعَالِهِ، قَالَ الشَّيْخُ عَطِيَّة سَالِم رَحِمَهُ اللهُ [ المُرَادُ بذَلِكَ أنْ تُكْثِرَ مِنْ ذِكْرِ المَوْت لتَسْتَعِدَّ لَهُ، لا لتُكَدِّرَ صَفْوكَ في الدُّنْيَا وتَقُول: أنَا سَأمُوت، لماذا أعْمَل؟!! ثُمَّ يَضِيقُ صَدْركَ؛ لا، المُرَادُ: أكْثِرُوا مِنْ تَذَكُّرِهِ في نُفُوسِكُم، مِنْ أجْلِ أنْ تَسْتَعِدُّوا لَهُ ] شَرْحُ بُلُوغِ المَرَام (4/2)، وقَالَ بَعْضُ العُلَمَاء [ مَنْ أكْثَرَ ذِكْر المَوْت أكْرَمَهُ اللهُ بثَلاَثٍ: تَعْجِيلُ التَّوْبَةِ، وقَنَاعَةُ القَلْبِ، ونَشَاطُ العِبَادَةِ، ومَنْ نَسِيَ ذِكْر المَوْت ابْتُلِيَ بثَلاَثٍ: تَسْوِيفُ التَّوْبَةِ، وتَرْكُ الرِّضَا، والتَّكَاسُل بالعِبَادَةِ ]، فَيَنْبَغِي أنْ يَكُونَ تَذَكُّركَ للمَوْتِ سَبَبًا لقِيَامِكَ بالطَّاعَاتِ، ومُحَفِّزًا عَلَى سُرْعَةِ التَّوْبَة، ولا تَجْعَل خَوْفكَ مِنَ المَوْتِ يُسَبِّبُ لَكَ قَلَقًا، ولا وَسَاوِس، ولا يُقْعِدُكَ عَنِ العَمَلِ والطَّاعَات، ولا يَمْنَعُكَ مِنَ الكَسْبِ، ولا يَجْعَلُكَ تَقُوم بحُقُوقِ نَفْسكَ وأُسْرَتكَ، وإلاَّ كَانَ هذا التذِّكْر عَلَيْكَ لا لَكَ، ولا تَنْسَ مَعَ ذِكْرِكَ للمَوْتِ، بَلْ إكْثَاركَ مِنْهُ، أنْ تُحْسِنَ الظَّنّ برَبِّكَ تَعَالَى، وأنَّهُ لا يَظْلِم النَّاسَ شَيْئًا، وأنَّهُ تَعَالَى يُضَاعِف الحَسَنَات، ويَعْفُو ويَصْفَح، ويَقْبَل مِنْ عِبَادِهِ المُسِيئِينَ تَوْبَتهُم وإنَابَتهُم، فَاحْذَر أشَدّ الحَذَر مِنَ القُنُوطِ مِنْ رَحْمَةِ الله، واجْمَع في قَلْبِكَ بَيْنَ الخَوْف مِنَ اللهِ وبَيْنَ رَجَائِهِ تَعَالَى، فَالخَوْفُ والرَّجَاءُ للمُؤْمِنِ كَالجَنَاحَيْنِ للطَّائِر، فَلاَ يُغْنِي أحَدُهُمضا عَنِ الآخَر، وهذا هُوَ حَال الأنْبِيَاء والأوْلِيَاء والصَّالِحِينَ، قَالَ تَعَالَى [ إِنَّهُمْ كَانُوا يُسَارِعُونَ فِي الْخَيْرَاتِ وَيَدْعُونَنَا رَغَبًا وَرَهَبًا وَكَانُوا لَنَا خَاشِعِينَ ] (الأنْبِيَاءُ: 90)، وقَالَ سُبْحَانَهُ [ يَدْعُونَ رَبَّهُمْ خَوْفًا وَطَمَعًا ] (السَّجْدَةُ: 16)، وقَالَ تَعَالَى [ أَمَّنْ هُوَ قَانِتٌ آَنَاءَ اللَّيْلِ سَاجِدًا وَقَائِمًا يَحْذَرُ الآَخِرَةَ وَيَرْجُو رَحْمَةَ رَبِّهِ قُلْ هَلْ يَسْتَوِي الَّذِينَ يَعْلَمُونَ وَالَّذِينَ لاَ يَعْلَمُونَ إِنَّمَا يَتَذَكَّرُ أُولُو الأَلْبَابِ ] (الزُّمَر: 9)، فَلاَ تَسْأل نَفْسكَ مَتَى تَمُوت؟ بَلْ عَلَى أيِّ شَيْءٍ تَمُوت؟ عَلَى خَيْرٍ أمْ شَرٍّ؟ عَلَى طَاعَةٍ أمْ مَعْصيَةٍ؟ عَلَى الإسْلاَمِ أمْ عَلَى الكُفْرِ؟ وبِمَا أنَّ الإنْسَانَ لا يَدْرِي مَتَى يَمُوت فَإنَّ هذا يَدْفَعهُ لأنْ يَكُونَ مُتَأهِّبًا دَائِمًا للمَوْتِ اسْتِعْدَادًا للِقَاءِ رَبّه عَلَى أحْسَنِ حَالٍ، قَالَ الشَّيْخُ مُحَمَّد بْن صَالِح العُثَيْمِين رَحِمَهُ اللهُ [ ولهذا نَقُولُ: أنْتَ لا تسْأل مَتَى تَمُوت، ولا أيْنَ تَمُوت؛ لأنَّ هذا أمْرٌ لا يَحْتَاجُ إلى سُؤَالٍ، أمْرٌ مَفْرُوغٌ مِنْهُ، ولاَبُدَّ أنْ يَكُونَ، ومَهْمَا طَالَت بِكَ الدُّنْيَا، فَكَأنَّمَا بَقِيتَ يَوْمًا وَاحِدًا، بَلْ كَمَا قَالَ تَعَالَى هُنَا (كَأَنَّهُمْ يَوْمَ يَرَوْنَهَا لَمْ يَلْبَثُوا إِلاَّ عَشِيَّةً أَوْ ضُحَاهَا) (النَّازِعَات: 46)، ولَكِنَّ السُّؤَال الَّذِي يَجِب أنْ يَرِدَ عَلَى النَّفْسِ، ويَجِب أنْ يَكُونَ لَدَيْكَ جَوَاب عَلَيْهِ هُوَ: عَلَى أيِّ حَالٍ تَمُوتَ؟! ولَسْتُ أُرِيدُ عَلَى أيِّ حَالٍ تَمُوت هَلْ أنْتَ غَنِيّ أو فَقِير، أو قَوِيّ أو ضَعِيف، أو ذُو عِيَالٍ أو عَقِيم، بَلْ عَلَى أيِّ حَالٍ تَمُوت في العَمَلِ، فإذا كُنْتَ تُسَائِل نَفْسكَ هذا السُّؤَال، فَلاَبُدَّ أنْ تَسْتَعِدَّ؛ لأنَّكَ لا تَدْرِي مَتَى يَفْجَؤُك المَوْت، كَمْ مِنْ إنْسَانٍ خَرَجَ يَقُود سَيَّارَته ورُجِعَ بِهِ مَحْمُولاً عَلَى الأكْتَافِ، وكَمْ مِنْ إنْسَانٍ خَرَجَ مِنْ أهْلِهِ يِقُول هَيِّئُوا لِي طَعَام الغَدَاء أو العَشَاء ولَكِنْ لَمْ يَأكُلْهُ، وكَمْ مِنْ إنْسَانٍ لَبِسَ قَيِمصهُ وزَرَّ أزِرَّته ولَمْ يَفُكّهَا إلاَّ الغَاسِل يُغَسِّلهُ، هذا أمْرٌ مُشَاهَدٌ بحَوَادِثَ بَغْتَة، فَانْظُر الآن وفَكِّر عَلَى أيِّ حَالٍ تَمُوت، ولهذا يَنْبَغِي لَكَ أنْ تُكْثِرَ مِنَ الاسْتِغْفَارِ مَا اسْتَطَعْتَ، فَإنَّ الاسْتِغْفَار فِيهِ مِنْ كُلِّ هَمٍّ فَرَجًا، ومِنْ كُلِّ ضِيقٍ مَخْرَجًا ] لِقَاءَاتُ البَابِ المَفْتُوحِ (اللِّقَاءُ رَقْم 17).

          ثَانِيًا: وأمَّا بالنِّسْبَةِ لرُؤْيَا قَرِيبكَ وأنَّهُ رَآكَ في المَنَامِ مَيِّتًا: فَقَدْ سَبَقَ بَيَان أنَّ المَوْتَ حَقٌّ، وأنَّ الإنْسَانَ لا يَدْرِي مَتَى يَمُوت ولا في أيِّ أرْضٍ، فَلَيْسَ في الرُّؤْيَا مَا يُنَافِي الوَاقِع لَكَ عَاجِلاً أمْ آجِلاً، ولَمْ يَبْقَ لَكَ إلاَّ الاسْتِعْدَاد لَهُ - كَمَا سَبَقَ - ، مَعَ التَّنْبِيه أنَّ رُؤْيَةَ الشَّخْص مِنْ قِبَلِ غَيْره أنَّهُ مَيِّت قَدْ تَعْنِي أنَّهُ يُرْزَق بوَلَدٍ أو حَفِيدٍ كَمَا أفَادَهُ بَعْض إخْوَانِنَا المُشْتَغِلِينَ بتَعْبِيرِ الرُّؤَى، ولَوْ فُرِضَ أنَّ رُؤْيَا قَرِيبكَ سَتَتَحَقَّق قَرِيبًا: فهذا يَجْعَلكَ تُسَارِع في العَمَلِ الصَّالِح، ولَسْنَا نَشْتَغِل هُنَا بتَعْبِيرِ رُؤَى النَّاس، لَكِنَّنَا نَنْصَحُهُم ونُبَيِّنُ لَهُم مَا يَنْتَفِعُونَ بِهِ مِنْ أحْكَامٍ ومَسَائِلَ شَرْعِيَّةٍ واجْتِمَاعِيَّةٍ وتَرْبَوِيَّةٍ.

          ثَالِثًا: الدُّعَاءُ بطُولِ العُمر جَائِز، عَلَى أنْ يَكُونَ مَعَهُ الدُّعَاء بأنْ يَكُونَ في طَاعَةِ الله، أو حُسْنِ العَمَل؛ إذْ طُول العُمر مِنْ غَيْرِ تَوْفِيقٍ لأعْمَالٍ صَالِحَةٍ فِيهِ ضَرَرٌ عَلَى صَاحِبِهِ؛ لأنَّهُ تَكْثُر أعْمَاله السَّيِّئَة وتَكْثُر مَعَاصِيه، وهَا هُوَ إبْلِيس لَهُ عُمرٌ طَوِيلٌ، وهُوَ يَقْضِيه في الوَسْوَسَةِ والكَيْد، وقَدْ سَبَقَ في جَوَابِ السُّؤَال رَقْم (12372) جَوَاز الدُّعَاء بطُولِ العُمر، مَعَ الزِّيَادَةِ الَّتِي نَبَّهْنَا عَلَيْهَا وهي (في طَاعَةِ الله) ومَا يُشْبِهُهَا، والأعْمَارُ والأرْزَاقُ مَكْتُوبَةٌ مُقَدَّرَةٌ في اللَّوْحِ المَحْفُوظ لا تَتَبَدَّل ولا تَتَغَيَّر، لَكِنَّ اللهَ تَعَالَى جَعَلَ لَهَا أسْبَابًا تَطُولُ بِهَا الأعْمَار – أو يُبَارَكُ فِيهَا – ويُكْسَبُ بِهَا رِزْقًا، ومِنْ ذَلِكَ: صِلَةُ الرَّحِمِ؛ فَإنَّهَا تُطِيلُ في العُمرِ وتُزِيدُ في الرِّزْقِ، وقَدْ عَلِمَ اللهُ تَعَالَى أزَلاً أنَّ فُلاَنًا سَيَصِل رَحِمَهُ فَقَدَّرَ لَهُ عُمُرًا ورِزْقًا بسَبَبِهِ، والمُسْلِمُ لا يَدْرِي مَا كُتِبَ لَهُ، لَكِنَّهُ يَبْذُل أسْبَاب الحِفَاظ عَلَى حَيَاتِهِ، ويَبْذُل أسْبَاب تَحْصِيل الرِّزْق، وبَعْضُ العُلَمَاء يَرَى أنَّ التَّبْدِيلَ والتَّغْيِيرَ يَكُون بِمَا في أيْدِي المَلاَئِكَة مِنْ صُحُفٍ، وأمَّا مَا في اللَّوْحِ المَحْفُوظ فَلاَ يُمْكِن؛ لأنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ قَالَ [ رُفعَت الأَقْلاَم وجَفَّت الصُّحُف ] رَوَاهُ أحْمَدُ والتِّرْمِذِيُّ، وصَحَّحَهُ الألْبَانِيُّ، قَالَ تَعَالَى [ وَمَا يُعَمَّرُ مِنْ مُعَمَّرٍ وَلا يُنْقَصُ مِنْ عُمُرِهِ إِلاَّ فِي كِتَابٍ إِنَّ ذَلِكَ عَلَى اللَّهِ يَسِيرٌ ] (فَاطِر: مِنَ الآيَةِ 11)، وقَالَ تَعَالَى [ يَمْحُوا اللَّهُ مَا يَشَاءُ وَيُثْبِتُ وَعِنْدَهُ أُمُّ الْكِتَابِ ] (الرَّعْدُ: 39)، قَالَ الشَّيْخُ عَبْد الرَّحْمَن السَّعْدِي رَحِمَهُ اللهُ [ (يَمْحُوا اللَّهُ مَا يَشَاءُ) مِنَ الأقْدَارِ، (وَيُثْبِتُ) مَا يَشَاء مِنْهَا، وهذا المَحْو والتَّغْيِير في غَيْرِ مَا سَبَقَ بِهِ عِلْمه، وكَتَبَهُ قَلَمه؛ فَإنَّ هذا لا يَقَع فِيهِ تَبْدِيل ولا تَغْيِير؛ لأنَّ ذَلِكَ مُحَال عَلَى اللهِ أنْ يَقَعَ في عِلْمِهِ نَقْصٌ أو خَلَلٌ، ولهذا قَالَ (وَعِنْدَهُ أُمُّ الْكِتَابِ) أي: اللَّوْح المَحْفُوظ، الَّذِي تُرْجَع إلَيْهِ سَائِر الأشْيَاء، فَهُوَ أصْلُهَا، وهي فُرُوعٌ لَهُ وشُعَبٌ، فَالتَّغْيِيرُ والتَّبْدِيلُ يَقَعُ في الفُرُوعِ والشُّعَبِ، كَأعْمَالِ اليَوْم واللَّيْلَة الَّتِي تَكْتُبُهَا المَلاَئِكَةُ، ويَجْعَلُ اللهُ لثُبُوتِهَا أسْبَابًا، ولمَحْوِهَا أسْبَابًا، لا تَتَعَدَّى تِلْكَ الأسْبَاب مَا رُسِمَ في اللَّوْحِ المَحْفُوظ، كَمَا جَعَلَ اللهُ البِرَّ والصِّلَةَ والإحْسَانَ مِنْ أسْبَابِ طُول العُمُر وسِعَة الرِّزْق، وكَمَا جَعَلَ المَعَاصِي سَبَبًا لمَحْقِ بَرَكَة الرِّزْق والعُمُر، وكَمَا جَعَلَ أسْبَاب النَّجَاة مِنَ المَهَالِكَ والمَعَاطِبَ سَبَبًا للسَّلاَمَةِ، وجَعَلَ التَّعَرُّض لذَلِكَ سَبَبًا للعُطْبِ، فَهُوَ الَّذِي يُدَبِّر الأُمُور بحَسْبِ قُدْرَته وإرَادَته، ومَا يُدَبِّرهُ مِنْهَا لا يُخَالِف مَا قَدْ عَلِِمَهُ وكَتَبَهُ في اللَّوْحِ المَحْفُوظ ] تَفْسِيرُ السَّعْدِي (ص 419)، وسَوَاءَ كَانَت الزِّيَادَة حَقِيقِيَّة في صُحُفِ المَلاَئِكَة، كَمَا هُوَ الصَّحِيح، أو أنَّهَا بالبَرَكَةِ في عُمُرِ المُسْلِم: فَإنَّ المَطْلُوبَ مِنَ المُسْلِمِ بَذْلُ الأسْبَابِ الَّتِي تُطِيل عُمُرَهُ أو تُبَارِكُ لَهُ فِيهِ، كَمَا يَبْذُل الأسْبَاب في الرِّزْقِ والبَرَكَة فِيهِ، عنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ قَالَ [ سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ (مَنْ سَرَّهُ أَنْ يُبْسَطَ لَهُ فِي رِزْقِهِ أَوْ يُنْسَأَ لَهُ فِي أَثَرِهِ: فَلْيَصِلْ رَحِمَهُ) ] رَوَاهُ البُخَارِيُّ ومُسْلِمُ، قَالَ شَيْخُ الإسْلاَمِ ابْن تَيْمِيَّة رَحِمَهُ اللهُ [ وقَدْ تَأوَّلَ بَعْضُهُم أنَّهُ يُبَارَك لَهُ في عُمُرِهِ حَتَّى قَدْ يَعْمَل فِيهِ مِنَ الخَيْرِ في العُمُرِ القَصِير مَا يَعْمَل في العُمُرِ الطَّوِيل، والصَّحِيحُ: أنَّهُ يَزِيدُ ويَنْقُصُ فِيمَا في أيْدِي المَلاَئِكَة مِنَ الصُّحُفِ كَمَا تَقَدَّمَ، ولَيْسَ لأحَدٍ اطِّلاَعٌ عَلَى اللَّوْحِ سِوَى الله ] مُخْتَصَرُ الفَتَاوَى المِصْرِيَّة (1/227). واللهُ أعْلَمُ. انْتَهَتِ الفَتْوَى

          وأيْضًا تُرَاجَع الفَتَاوَى التَّالِيَة في نَفْسِ الأمْر لأهَمِّيَّتِهَا:
          الخوف من الموت والعذاب، ووساوس الشيطان في العقيدة
          يخاف من المستقبل

          أمَّا بخُصُوصِ الحَسَد والتَّسَخُّط، فَيُرَاجَع الآتِي:
          المراد بنفي الإيمان في حديث: (لا يؤمن أحدكم حتى يحب لأخيه ما يحب لنفسه)
          حكم تسخط زوجها على القدَر ، وتنقيصه من قدْر الله تعالى، وما يترتب على ذلك
          شاب مستقيم يعاني من تسلط الهم والضيق فما العلاج؟
          مجمل اعتقاد أهل السنة في القضاء والقدر
          الإيمان بالقضاء والقدر
          تأخر الزواج وعلاقته بالقضاء والقدَر

          سلسلة أمراض القلوب: الشيخ محمد حسين يعقوب
          سلسلة أمراض الأمة: الشيخ محمد حسان




          وهذا مَا أعْلَمُ؛ واللهُ تَعَالَى أعْلَى وأعْلَمُ.
          والسَّلاَمُ عَلَيْكُمْ ورَحْمَةُ اللهِ وبَرَكَاتُهُ

          زائرنا الكريم نحن معك بقلوبنا
          كلنا آذان صاغيه لشكواك ونرحب بك دائما
          في
          :

          جباال من الحسنات في انتظارك





          تعليق


          • #6
            رد: انا وهاجس الموت ساعدوني بارك الله فيكم

            جزاكم الله خيرا ...بس سؤال انا مش الاخت السائلة
            بس سؤال انا لما اقصد انها تنسى ان تخرج بلا ضرورة
            لكن سؤال ؟؟ينفع انى اخرج عند خالتو مع ماما لانى محارمى مش فاضين ليا وساعات بخرج اروح اجيب حاجات وساعات بخرج مع صاحبتى فى مكان علشان بنزهق مثلا ؟؟دا ينفع ولا لأ؟؟
            ومع اننا نقر فى البيت اننا مش نخرج خالص
            الا لضرورة
            طيب الضرورة فى مفهومنا اننا لنروح نحفظ قرءان او نجيب حاجة ضرورية او لمستشفى ولا كدة
            لكن لما اروح لخالتو دى ضرورة وبروح عندها يومين فى الاسبوع علشان ساكنة جنبنا دا بردوا حرام ولا لأ؟؟
            معلش على الاسئلة دية بس انا بخاف لاكون بعمل حاجة حرام؟

            تعليق


            • #7
              رد: انا وهاجس الموت ساعدوني بارك الله فيكم

              الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه و من والاه اما بعد،

              السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، انا الاخت التي كتبت المشكلة وقرأت ردودكم وربي يشهد اني لا ادري كيف اشكركم على اهتمامكم ووالله فقط كتابتي للمشكلة ازاحت عني الكثير
              جزاكم ربي عني خير الجزاء ونفع بكم وجعله في موازين حسناتكم انه ولي ذلك والقادر عليه ، واشكر كثيرا فريق استشارات ''سرك في بير'' على اهتمامهم وتقديم النصائح اقول لهم بارك الله فيكم واثابكم وجعل الجنة مثوانا ومثواكم

              انا الان بفضل الله الحنان المنان في مجاهدة لنفسي لاصلح عيوبي واصلح قلبي وبدأت بعون الله عند اول خطوة قمت بها نصحتموني بها اشعر بارتياح وكلما دخلت لهذا المنتدى ينشرح صدري واحس انه باعترافي بكل مابداخلي ارتاح لاني اثق اني سأجد من يسمعني وينصحني ويحب لي الخير وارجو منكم ان تحققوا طلبي بارك الله فيكم والذي هو:
              اريد ان اتربى هنا وان اجد من يوجهني واني لأعلم ان معرفة الداء نصف الدواء وانكم لن تبخلوا علي فارجو منكم ان تعيروني اهتماما وان تمنحوني تربية سليمة من كتاب الله وسنة نبيه صلى الله عليه وسلم اريد ان اتربى تربية نبوية حفظكم الله واحسن اليكم واعدكم اني ساخبركم بكل شيء لاني اريد صدقا ان اكون انسانة صالحة يصلح بها المجتمع وتفيد في البناء لا في الهدم لترقى هذه الامة واخدم دين ربي بقلب سليم واخلاص ومثابرة
              اريد ان اكون قدوة لغيري ظاهرا وباطنا وان القى ربي وهو عني راض
              والاخت التي سالت عن الخروج من البيت اقول لك بارك الله فيك وزادك حرصا على تحري الحلال ،انا ايضا اريد ان اعرف هل خروجي عند صديقتي تسكن بجانب بيتنا فيه شيئ ؟؟ مع العلم اني لا اتجاوز الحي الذي اسكن فيه الا مع امي او صديقاتي انا اصلا اخاف ان اخرج وحدي
              وختاما سبحانك اللهم وبحمدك اشهد ان لا اله الا انت استغفرك واتوب اليك

              تعليق


              • #8
                رد: انا وهاجس الموت ساعدوني بارك الله فيكم

                بِسْمِ اللهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ
                الأُخْتَانِ السَّائِلَتَانِ الكَرِيمَتَانِ
                السَّلاَمُ عَلَيْكُمْ ورَحْمَةُ اللهِ وبَرَكَاتُهُ
                أعْتَذِرُ عَنْ تَقْصِيرِي في بَيَانِ المَعْنَى المُرَاد، وأرْجُو مِنَ اللهِ أنْ يُوَفِّقَنِي فِيهِ الآن:
                خُرُوجُ المَرْأةِ مِنْ بَيْتِهَا لَهُ حَالَتَانِ: إمَّا للسَّفَرِ أو لحَاجَةٍ دَاخِلَ البَلَدِ.
                فَأمَّا السَّفَرُ: فَلاَ يَجُوزُ إلاَّ بمَحْرَمٍ مِنْ مَحَارِمِهَا، ولا يَصِحُّ اسْتِبْدَال المَحْرَم فِيهِ بالصُّحْبَةِ الصَّالِحَة، ولا فَرْقَ فِيهِ بَيْنَ شَابَّةٍ وعَجُوزٍ.
                وأمَّا الخُرُوجُ مِنَ البَيْتِ والتَّنَقُّل دَاخِلَ البَلْدَةِ لحَاجَةٍ:
                فَإنْ كَانَ دُونَ خُلْوَةٍ: يُمْكِنهَا أنْ تَخْرُجَ بنَفْسِهَا، أو مَعَ مَحْرَمِهَا، أو مَعَ رِفْقَةٍ صَالِحَةٍ مِنَ النِّسَاءِ.
                وإنْ كَانَ فِيهِ خُلْوَة: (كَاجْتِمَاعِهَا بالسَّائِقِ وَحْدهمَا أو مَعَ رِجَالٍ أجَانِب عَنْهَا، أو ذهَابِهَا إلى مَكَانٍ تَحْدُثُ فِيهِ خُلْوَة تَحْتَاجُ فِيهِ إلى مَحْرَمٍ كَدَرْسٍ مَعَ مُدَرِّسٍ مَثَلاً أو عِنْدَ الطَّبِيبِ) فَلاَ يَجُوز إلاَّ بوُجُودِ مَحْرَمٍ أو صُحْبَةٍ صَالِحَةٍ، ويُشْتَرَط للمَحْرَمِ أنْ تَحْصُلَ بِهِ المَصْلَحَة الشَّرْعِيَّة، فَلاَ يَصِحّ أنْ يَكُونَ طِفْلاً أو هَزِيلاً أو شَخْصًا يُقِرّهَا عَلَى المُنْكَرِ رَجُلاً كَانَ أو امْرَأة؛ صَغِيرًا كَانَ أو كَبِيرًا، وقَدِ اشْتَرَطَ العُلَمَاء في المَحْرَمِ خَمْسَة شُرُوط وهي: أنْ يَكُونَ (ذَكَرًا – مُسْلِمًا – بَالِغًا - عَاقِلاً – وأنْ يَحْرُمَ عَلَيْهَا تَحْرِيمًا مُؤَبَّدًا كَالأبِ والأخِ والعَمِ والخَالِ وأبِي الزَّوْج وزَوْجِ الأُمّ والأخِ مِنَ الرّضَاع ونَحْوِهِم) ليَمْنَعهَا مِنِ ارْتِكَابِ الحَرَام أو يَمْنَع الحَرَام عَنْهَا.

                والحَاصِلُ أنَّ خُرُوجَ المَرْأة مِنْ بَيْتِهَا غَيْر مَمْنُوع، لَكِنَّ الأفْضَلَ لَهَا ألاَّ تُكْثِرَ الخُرُوج، وأنْ يَكُونَ خُرُوجهَا إذا خَرَجَت لضَرُورَةٍ، وكُلَّمَا تَحَصَّنَت بمَحْرَمِهَا كَانَ أفْضَل حَتَّى لَوْ في مَوْطِنٍ يُمْكِنهَا فِيهِ الخُرُوج بمُفْرَدِهَا، وكَوْنُ الأفْضَلِيَّة لَهَا أنْ تَقَرَّ في بَيْتِهَا، لا يَعْنِي أنْ نَمْنَعَهَا مَثَلاً مِنْ صِلَةِ الرَّحِم أو الذّهَاب لشِرَاءِ مَا تَحْتَاج أو العَمَل، ولِكُلِّ أمْرٍ ضَابِطُهُ، فَصِلَةُ الرَّحِم الَّتِي تَحْصُل بالهَاتِف مَثَلاً أو الكُمْبِيُوتَر نَقُولُ لَهَا هذا أوْلَى مِنْ خُرُوجِكِ، أو تَخْرُجِي مَعَ مَحْرَمِكِ، لَكِنْ لَوْ خَرَجَت فَلاَ شَيْءَ عَلَيْهَا، فَقَط نَخْتَارُ لَهَا الأوْلَى والأتْقَى والأسْتَر، وكَذَا في الشِّرَاءِ، إنْ كَانَ شَيْئًا ضَرُورِيًّا ولا يُوجَد مَنْ يَكْفِيهَا فِيهِ ويَشْتَرِيه عَنْهَا، فَالأوْلَى ألاَّ تَخْرُج، ولَكِنْ إنْ خَرَجَت فَلاَ شَيْءَ عَلَيْهَا، فَقَط نَخْشَى أنْ يُحَبَّبَ إلى نَفْسِهَا الخُرُوج رَغْمَ وُجُود البَدِيل الَّذِي يَكْفِيهَا، فَيَتَحَوَّل خُرُوجهَا بَعْدَ ذَلِكَ إلى تَفَلُّتٍ، ومَا اخْتَارَ اللهُ ورَسُولُهُ للمَرْأةِ القَرَار في بَيْتِهَا إلاَّ لأنَّ خُرُوجَهَا بغَيْرِ ضَرُورَةٍ يُزِيدُ مِنْ تَفَلُّتِهَا وقَتْلِ حَيَائهَا، عَلَى عَكْسِ الرَّجُل المَجْبُول عَلَى الخُرُوجِ للعَمَلِ ويَكُون في جُلُوسِهِ وقُعُودِهِ قَتْلاً لرُجُولَتِهِ وقَوَامَتِهِ، لِذَا نَجِدُ أعْدَاءَ الدِّين والجُهَلاَء يَنْشُرُونَ المُجَمَّعَات الاسْتِهْلاَكِيَّة (المُولاَت) بشِدَّةٍ، لأنَّهَا تَجْذِبُ إلَيْهَا النِّسَاء كَمَا تَجْذِبُ النَّارُ الهَوَامَ، ولأنَّهُم يَعْرِفُونَ أنَّ هُنَاكَ فِتْنَة تُسَمَّى فِتْنَة التَّسَوُّق، وأيْضًا نَقُولُ بنَفْسِ الأمْر في عَمَلِ المَرْأة، فَهُوَ مُبَاحٌ فَقَط لِمَنْ لا تَجِد مَنْ يُنْفِق عَلَيْهَا، فَإنْ وَجَدَت فَلاَ تَخْرُج بَعْدَ ذَلِكَ بحُجَّةِ العَمَل.

                وسُبْحَانَ الله، قَدَّرَ للهُ أنْ يَضَعَ أحَد أعْضَاء الفَرِيق قَوْلاً للشَّيْخِ الشَّعْرَاوِي عَنْ خُرُوجِ المَرْأة مِنْ بَيْتِهَا للعَمَلِ وخِلاَفه قَبْلَ أنْ تَسْألاَ سُؤَالكُمَا، وأسْتَشْهِدُ بِهِ فَفِيهِ بَيَان المَعْنَى الَّذِي أُرِيدُهُ بدِقَّةٍ أكْبَر، جَزَا اللهُ الشَّيْخَ ومَنْ وَضَعَ الرَّابِط خَيْرًا:

                وفي هذا أيْضًا تُرَاجَع الفَتَاوَى التَّالِيَة:
                خروج المرأة للترفيه وشراء الحاجات
                خروج النساء إلى الأسواق والمحلات التجارية
                هل تخرج إلى السوق وحدها؟
                خروج المرأة لزيارة والديها وأقاربها بدون إذن الزوج

                وهذا كُلّهُ في حَقِّ غَيْر المُتَزَوِّجَة، أمَّا المُتَزَوِّجَة فَيُضَافُ لَهَا عَلَى مَا سَبَقَ أنَّهَا لا تَخْرُج مِنْ بَيْتِهَا إلاَّ بإذْنِ زَوْجِهَا أيًّا كَانَت وِجْهَتهَا، فَضْلاً عَنِ الْتِزَامِ الكُلّ بالحِجَابِ وشُرُوطِهِ وعَدَم التَّطَيُّب بالعِطْرِ والتَّزَيُّنِ والخُضُوعِ بالقَوْلِ.

                أمَّا الضَّرُورَةُ في الشَّرْعِ الَّتِي تُبِيحُ مَحْظُورًا، فَقَدْ عَرَّفَهَا العُلَمَاءُ بـ [ مَا يَلْحَقُ العَبْد ضَرَرٌ بتَرْكِهِ - وهذا الضَّرَرُ يَلْحَقُ الضَّرُورِيَّات الخَمْس: الدِّينُ، والنَّفْسُ، والنَّسْلُ، والعَقْلُ، والمَالُ ]، وأمَّا شُرُوط إبَاحَة المُحَرَّم للضَّرُورَةِ فَقَدْ قَالَ الدُّكْتُور عَبْد الله التُّهَامِي وَفَّقَهُ اللهُ في بَيَانِ ذَلِكَ [ هُنَاكَ شُرُوطٌ وقُيُودٌ لاَبُدَّ مِنْ حُصُولِهَا في حَالَةٍ مَا؛ ليَسُوغَ تَسْمِيَتهَا ضَرُورَة شَرْعِيَّة، ولا يُمْكِن أنْ تَكُونَ تِلْكَ الحَالَة ضَرُورَة شَرْعِيَّة مَعَ تَخَلُّفِ شَيْءٍ مِنْ هذه الضَّوَابِط، وإلَيْكَ بَيَان هذه الضَّوَابِط، مَعَ الاسْتِدْلاَلِ لَهَا:
                1. أنْ يَتَرَتَّبَ عَلَى الامْتِثَالِ للدَّلِيلِ الرَّاجِح المُحَرَّم ضَرَرٌ مُتَعَلِّقٌ بإحْدَى الكُلِّيَّات الخَمْس، كَأنْ تَتَعَرَّض نَفْسَهُ للهَلاَكِ إنْ لَمْ يَأكُلَ مِنَ المَيْتَة.
                2. أنْ يَكُونَ حُصُول الضَّرَر أمْرًا قَاطِعًا، أو ظَنًّا غَالِبًا، ولا يُلْتَفَت إلى الوَهْمِ والظَّنِّ البَعِيدِ، كَأنْ يَكُونَ المُضْطَرّ في حَالَةٍ تَسْمَحُ لَهُ بانْتِظَارِ الطَّعَام الحَلاَل الطَّيِّب، فَلاَ يُقْدِم عَلَى تَنَاوُلِ المَيْتَة والحَالَة كَذَلِكَ حَتَّى يَجْزِم بوُقُوعِ الضَّرَر عَلَى نَفْسِهِ، فَيَجُوز حِينهَا تَنَاوُل المَيْتَة، ودَلِيلُ ذَلِكَ: مَا عُلِمَ في الشَّرِيعَةِ مِنْ أنَّ الأحْكَامَ تُنَاطُ باليَقِينِ والظُّنُونِ الغَالِبَةِ، وأنَّهُ لا الْتِفَاتَ فِيهَا إلى الأوْهَامِ والظُّنُونِ المَرْجُوحَةِ البَعِيدَةِ.
                3. ألاَّ يُمْكِن دَفْع هذا الضَّرَر إلاَّ بالمُخَالَفَةِ وعَدَمِ الامْتِثَال للدَّلِيلِ المُحَرِّمِ، فَإنْ أمْكَنَ المُضْطَرّ أنْ يَدْفَعَ هذا الضَّرَر بأمْرَيْنِ أحَدُهُمَا جَائِز والآخَر مَمْنُوع: حَرُمَ عَلَيْهِ ارْتِكَاب المُخَالَفَة للدَّلِيلِ المُحَرِّمِ، ووَجَبَ عَلَيْهِ دَفْعُ الضَّرَر بالأمْرِ الجَائِز، كَأنْ يُغَصَّ بلُقْمَةٍ؛ وأمَامَهُ كَأسَانِ مِنَ المَاءِ والخَمْر.
                4. ألاَّ يُعَارِضَ هذه الضَّرُورَة عِنْدَ ارْتِكَابِهَا مَا هُوَ أعْظَم مِنْهَا أو مِثْلهَا، كَأنْ يَأكُلَ المُضْطَرّ طَعَامَ مُضْطَرٍّ آخَر، ووَجْهُ ذَلِكَ: مَا وَرَدَ مِنْ قَوَاعِدَ مِثْل (الضَّرَرُ لا يُزَالُ بمِثْلِهِ) ] مَجَلَّةُ البَيَان (عدد 120، ص 8)، وعَلَى هذا، فَشُرُوط إبَاحَة المُحَرَّم للضَّرُورَةِ هي:
                1- وُجُودُ الضَّرُورَةِ.
                2- ألاَّ تُوجَد وَسِيلَة لدَفْعِ الضَّرَر إلاَّ بفِعْلِ هذا المُحَرَّم.
                3- أنْ يَكُونَ فِعْل المُحَرَّم مُزِيلاً للضَّرُورَةِ قَطْعًا، فَإنْ حَصَلَ شَكٌّ هَلْ تَزُول الضَّرُورَة بهذا الفِعْلِ أم لا؟ فَلاَ يَجُوز فِعْل المُحَرَّم حِينَئِذٍ.
                4- ألاَّ يُعَارِض هذه الضَّرُورَة مَا هُوَ مِثْلهَا أو أعْظَم مِنْهَا.

                وثَمَّةَ فَرْق بَيْنَ الضَّرُورَة والحَاجَة، فَالضَّرُورَة حَالَةٌ تَسْتَدْعِي إنْقَاذًا، أمَّا الحَاجَةُ فَهِيَ حَالَةٌ تَسْتَدْعِي تَيْسِيرًا وتَسْهِيلاً، فَهِيَ مَرْتَبَةٌ دُونَ الضَّرُورَة؛ إذْ يَتَرَتَّب عَلَى الضَّرُورَةِ ضَرَرٌ عَظِيمٌ في إحْدَى الكُلِّيَّات الخَمْس، بَيْنَمَا يَتَرَتب عَلَى الحَاجَةِ مَشَقَّةٌ وحَرَج، لَكِنَّهُ دُونَ الضَّرَر المُتَرَتِّب عَلَى الضَّرُورَةِ، وقَدْ تَنْزِل الحَاجَة مَنْزِلَة الضَّرُورَة فِيمَا إذا وَرَدَ نَصٌّ بذَلِكَ أو تَعَامُل أو كَانَ لَهُ نَظِيرٌ في الشَّرْعِ يُمْكِن إلْحَاقهُ بِهِ.

                وللعَمَلِ بالضَّرُورَةِ ضَابِطَيْنِ:
                الضَّابِطُ الأوَّلُ: أنْ تُقَدَّرَ هذه الضَّرُورَة بقَدْرِهَا، مِنْ حَيْثُ الزَّمَان والمَكَان والكَمّ والكَيْف، فَلاَبُدَّ مِنْ تَحْدِيدِ المِقْدَار الَّذِي يَدْفَعُ الضَّرَرَ ويُحَقِّقُ المَصْلَحَةَ، إذْ تَجْوِيزُ الأخْذِ بالضَّرُورَةِ مَقْصُورٌ عَلَى هذا المِقْدَار، ومَا زَادَ عَلَى ذَلِكَ يَبْقَى في حَيِّزِ التَّحْرِيم، فَلاَ يَأكُل المُضْطَرّ مِنَ المَيْتَةِ إلاَّ بالقَدْرِ الَّذِي يَسُدّ رَمَقَهُ، ومَا زَادَ فَهُوَ حَرَامٌ.
                الضَّابِطُ الثَّانِي: أنَّ العَمَلَ بالضَّرُورَةِ مُرْتَبِطٌ بقِيَامِ الضَّرَر وتَوَقُّعِهِ، فَإنْ زَالَ فَلاَ ضَرُورَة؛ لأنَّ الأخْذَ بالضَّرُورَةِ اسْتِثْنَاءٌ وبَدَلٌ، كَالتَّيَمُّمِ لا يَجُوز مَعَ وُجُودِ المَاء؛ إذِ المَاء أصْل والتَّيَمُّم بَدَل، والعَمَل بالبَدَلِ لا يَجُوز مَعَ وُجُودِ الأصْل، فَبِمُجَرَّدِ زَوَال العُذْر وارْتِفَاع الضَّرَر أو اخْتِلاَل أحَد الضَّوَابِط يَبْطُل العَمَل بالضَّرُورَةِ، ووَجْهُ هذا الضَّابِط: القَاعِدَة الَّتِي تَقُولُ (مَا جَازَ لعُذْرٍ بَطُلَ بزَوَالِهِ).
                ومِنْ هُنَا يَتَبَيَّن وُجُوب السَّعْي الجَادّ لإزَالَةِ هذه الضَّرُورَة، وبَذْل الجُهْد في سَبِيلِ رَفْعهَا، وإنَّمَا يَكُونُ ذَلِكَ بالأخْذِ بأسْبَابِ النَّجَاة والاحْتِيَاط في مُوَاجَهَةِ الأزَمَات قَبْلَ وُقُوع الخَطَر بتَوَقُّعِهِ واتِّقَائِهِ قَدْرَ الإمْكَان، وعِنْدَ وُقُوعِهِ بمُقَاوَمَتِهِ ومُحَاوَلَةِ رَفْعه أو تَخْفِيف ضَرَره ومَفَاسِده، وعَدَم الرُّكُون لَهُ والاسْتِسْلاَم والخُنُوع، وبَعْدَ وُقُوعِهِ بمَنْعِ تكْرَارِه.

                أمَّا الأُخْتُ صَاحِبَةُ المُشْكِلَةِ: فَمُبَارَكٌ لَكِ أُخْتِي الكَرِيمَة بَدْء الطَّرِيق، أعَانَكِ اللهُ وثَبَّتَكِ وقَوَّاكِ ورَزَقَكِ الحَقَّ واتِّبَاعَهُ، وعَلَّمَكِ مَا يَنْفَعكِ ونَفَعَكِ بِمَا عَلَّمَكِ ونَفَعَ النَّاس مِنْكِ خَيْرًا، وجَعَلَكِ عَوْنًا للمُسْلِمِينَ لا عَلَيْهم، ويَدًا للإسْلاَمِ لا ضِدَّه، اللَّهُمَّ آمِينَ.

                أُخْتُنَا الكَرِيمَةُ: نَسْعَدُ بتَوَاصُلِكِ مَعَنَا في أيِّ وَقْتٍ، وأبْوَابنَا مَفْتُوحَة لَكِ في أيِّ سُؤَالٍ، ويُمْكِنكِ الاشْتِرَاك في المُنْتَدَى للانْتِفَاعِ بِمَا فِيهِ مِنْ خَيْرَاتٍ بفَضْلِ الله، وأنْصَحُكِ ببَدْءِ طَلَب العِلْم، إنْ لَمْ يَكُن عَلَى يَدِ المَشَايِخ في المَسَاجِدَ أو المَعَاهِدَ، فَلْيَكُن بتَحْمِيلِ دُرُوسهم وسَمَاعِهَا عَلَى أنَّهَا دُرُوس عِلْمِيَّة ولَيْسَ مُجَرَّد سَمَاع عَادِي.

                وَفَّقَنَا اللهُ وإيَّاكُمْ لِمَا يُحِبُّ ويَرْضَى، ولِمَا فِيهِ الخَيْر والصَّلاَح لَنَا وللمُسْلِمِينَ جَمِيعًا، اللَّهُمَّ آمِينَ.

                وهذا مَا أعْلَمُ؛ واللهُ تَعَالَى أعْلَى وأعْلَمُ.
                والسَّلاَمُ عَلَيْكُمْ ورَحْمَةُ اللهِ وبَرَكَاتُهُ

                زائرنا الكريم نحن معك بقلوبنا
                كلنا آذان صاغيه لشكواك ونرحب بك دائما
                في
                :

                جباال من الحسنات في انتظارك





                تعليق


                • #9
                  رد: انا وهاجس الموت ساعدوني بارك الله فيكم

                  هل هناك اشياء محجوبة في المنتدى لن يمكنني الاستفادة منها الا بالاشتراك فيه ؟؟؟؟
                  معذرة فانا لا احب الاشتراك في منتدى مختلط ولا احب ان اشارك في العمل الدعوي المختلط ايضا
                  و لكن هل يجب ان رأيت ان الاشتراك فيه مصلحة لي ان استاذن و لي امري ام لا يلزم ؟
                  و هل يلزمني بذلك ان يكون معي محرم اذا شاركت في منتدى به رجال في كل مشاركة ؟
                  ربنا يستر ومتكونشي كتابتي لكم الآن حرام

                  تعليق


                  • #10
                    رد: انا وهاجس الموت ساعدوني بارك الله فيكم

                    بِسْمِ اللهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ
                    الأُخْتُ السَّائِلَةُ الكَرِيمَةُ
                    السَّلاَمُ عَلَيْكُمْ ورَحْمَةُ اللهِ وبَرَكَاتُهُ
                    - تُوجَدُ أقْسَام خَاصَّة بالنِّسَاءِ فَقَط في المُنْتَدَى لا يُشَارِك فِيهَا الرِّجَال، ولا يُمْكِن قِرَاءَة مَوْضُوعَاتهَا أو الكِتَابَة فِيهَا دُونَ اشْتِرَاكٍ.
                    - وكَذَا تُوجَد فِرَق العَمَل، بَعْضهَا تَقُوم بِهِ أخَوَات فَقَط، وأيْضًا غَيْر مُتَاحَة إلاَّ بالاشْتِرَاكِ.
                    - أمَّا رَغْبَتُكِ في عَدَمِ الاشْتِرَاك في مَكَانٍ مُخْتَلَطٍ، فَرَغْبَةٌ لَهَا قِيمَتهَا وتُحْتَرَمُ، ولا يُجَادِلكِ فِيهَا أحَد.
                    - وإنْ رَأيْتِ أنَّ اشْتِرَاكَكِ فِيهِ مَصْلَحَةٌ، فَلاَ يَلْزَمكِ الاسْتِئْذَان مِنَ الوَلِيّ طَالَمَا لَنْ يُؤَثِّرَ عَمَلكِ عَلَى حُقُوقِهِ، وإنِ اسْتَئْذَنْتِ كَانَ أكْمَل خُلُقًا.
                    - ولا يَلْزَمُ وُجُود المَحْرَم، لأنَّ الكَلاَمَ هُنَا يَكُون عَلَى المَلأ أمَامَ الجَمِيع، ولَيْسَ بخُلْوَةٍ يَلْزَمُهَا مَحْرَم، وكَوْنُهُ عَلَى المَلأ يَجْعَل بَقِيَّة الأعْضَاء بمَقَامِ الصُّحْبَة الصَّالِحَة الَّتِي تَحِلّ مَحَلّ المَحْرَم في سَدِّ الذَّرَائِع، وفَوْقَ كُلّ ذَلِكَ تُرَاعَى الآدَاب والضَّوَابِط، وأنْ يَكُونَ الكَلاَم لضَرُورَةٍ، ودُونَ خُضُوع بالقَوْلِ أو اسْتِخْدَام وُجُوه مُعَبِّرَة أو كَلِمَات مِثْل (أخِي الغَالِي - أُحِبُّكَ في اللهِ - هههههه) أو مَا شَابَهَ، والأوْلَى عَدَم الدُّخُول في نِقَاشَاتٍ مَا لَمْ يَكُنْ لَهَا ضَرُورَة فِعْلِيَّة.
                    - وكِتَابَتُكِ الآن لَيْسَت بحَرَامٍ بإذْنِ الله، لأنَّهَا مِنْ بَابِ الاسْتِفْتَاء، ومُنْضَبِطَة، ويَرَاهَا الجَمِيع، فَهَلْ سَمِعْتِي يَوْمًا عَنْ تَحْرِيمِ سُؤَال المَرْأة للشَّيْخِ؟؟!!


                    وتُرَاجَع في ذَلِكَ أيْضًا الفَتَاوَى التَّالِيَة:
                    حكم مشاركة المرأة في المنتديات ومناقشة الرجال
                    الرسائل الخاصة بين الجنسين في المنتديات
                    المشاركة في المنتديات الدعوية على الإنترنت
                    نصائح لرواد ساحات الحوار


                    وهذا مَا أعْلَمُ؛ واللهُ تَعَالَى أعْلَى وأعْلَمُ.
                    والسَّلاَمُ عَلَيْكُمْ ورَحْمَةُ اللهِ وبَرَكَاتُهُ

                    زائرنا الكريم نحن معك بقلوبنا
                    كلنا آذان صاغيه لشكواك ونرحب بك دائما
                    في
                    :

                    جباال من الحسنات في انتظارك





                    تعليق


                    • #11
                      رد: انا وهاجس الموت ساعدوني بارك الله فيكم

                      الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله اما بعد،
                      حياكم الله جميعا وجزاكم الله عن الاسلام والمسلمين خير الجزاء واصلح نوايانا ونواياكم انه ولي ذلك والقادر عليه، انا الاخت صاحبة المشكل مع هاجس الموت واني اعرف بنفسي لان السائلة عن المنتديات المختلطة سائلة اخرى لست انا، المهم اني قرأت جواب فريق استشارات ''سرك في بير'' عن سؤالي عن الخروج من البيت ورايت مدى حرصهم على الجواب من كلام العلماء والدعاة فبارك الله فيكم واثابكم ونفع بكم وشكر الله لكم قبولكم لطلبي ......

                      ابشركم اني الحمد لله بدأت بخطوات عملية بفضل الله وكرمه وبدأت حياتي تعود طبيعية نوعا ما
                      لاحرمكم الله الاجر ولاتنسونا من صالح دعائكم
                      والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته

                      تعليق


                      • #12
                        رد: انا وهاجس الموت ساعدوني بارك الله فيكم

                        الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى اله وصحبه ومن والاه اما بعد،
                        حياكم الله جميعا وبياكم وجعل الجنة مثوانا ومثواكم
                        عدت اليكم لاكلمكم عن مسالة اخرى بارك الله فيكم اريد ان استشيركم في موضوع اخر
                        ابشركم ان زواجي سيتم باذن المولى عز وجل بعد اسبوعين وان هاجس الموت الذي كان يطاردني الحمد لله بفضل الله خف تدريجيا ومرات فقط تاتيني كوابيس والحمد لله افضل حالا مما كنت عليه
                        المهم اريد ان استشيركم في امر انا اعيش مع امي واخي واختي وعمي والمشكلة في عمي الذي يسكن معنا منذ وفاة ابي سالت الشيخ واخبرني انه لا يجب ان يبقى مع امي في البيت ولكن اخوتي لم يكلموه وقالوا لي تريدين ان يقول الناس اننا طردناه وبقي معنا في البيت ياتي ليلا ويخرج صباحا لكنه لايعمل ويتحشش وغير متزوج ومرات تخيفني نظراته حتى انه قد يدخل صباحا على امي في المطبخ ولو كانت وحدها للاسف ان تكلمت لا احد يسمعني
                        والادهى والامر انه يقوم ليلا وياكل من المطبخ كل مايريد حتى اذا تركنا شيئا نحتاجه يأكله وصرنا مرات نخبأ المواد الاساسية لانه لايترك مكانا في المطبخ الا ويبحث فيه ووالله مرات كثيرة يترك لنا الغاز مفتوحا وعندما نقوم للفجر نخنقنا الرائحة والثلاجة مرات عديدة اجده قد تركها مفتوحة وانا لله وانا اليه راجعون
                        واليوم بالذات وجدت اناء فوق النار قد تبخر كل الماء الذي فيه ولولا حفظ الله لكان احترق ونحن نائمين
                        ترك الغاز مشتعلا وفوقه اناء ولا ادري منذ متى وهو كذلك
                        لايريد ان يأكل عندما نأكل ولكن يتركنا حتى ننام ثم يقوم للمطبخ ويأخذ مايريد ونشم رائحة الحشيش تأتي من الطابق العلوي حيث ينام تخنقنا فجرا
                        فهل استر عليه لاني لم اخبر اهلي اني وجدت الغاز مفتوحا والاناء فوقه ام اسكت ولكن اخاف ان يأذينا يوما
                        والله المستعان
                        افكر ان شاء الله ان تزوجت كيف ساتركه مع امي في البيت لا يمكن اكاد افقد عقلي
                        اخوتي لا يهمهم الامر يهمهم كلام الناس
                        ارجو منكم ان تفيدوني وجزاكم الله خيرا
                        والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته

                        تعليق


                        • #13
                          رد: انا وهاجس الموت ساعدوني بارك الله فيكم

                          الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى اله وصحبه ومن والاه امابعد،
                          بارك الله فيكم يافريق الاستشارات اين انتم لتجيبوني

                          ارجو ان اجد عندكم ردا جزاكم الله عنا خيرا

                          تعليق


                          • #14
                            رد: انا وهاجس الموت ساعدوني بارك الله فيكم

                            الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى اله وصحبه ومن والاه اما بعد،
                            ارجو منكم يافريق الاستشارات ان تجيبوني بارك الله فيكم

                            تعليق


                            • #15
                              رد: انا وهاجس الموت ساعدوني بارك الله فيكم

                              السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ..
                              اختنا الكريمة لنا اسئلة
                              1-لماذا لم يتزوج والدتك مادام يعيش معها تحت سقف بيت واحد ؟
                              2-هل له مكان يذهب اليه ويعيش فيه ؟
                              3-اين بقية الاسرة من هذا الوضع الغريب ؟

                              زائرنا الكريم نحن معك بقلوبنا
                              كلنا آذان صاغيه لشكواك ونرحب بك دائما
                              في
                              :

                              جباال من الحسنات في انتظارك





                              تعليق

                              المحتوى السابق تم حفظه تلقائيا. استعادة أو إلغاء.
                              حفظ-تلقائي
                              x
                              إدراج: مصغرة صغير متوسط كبير الحجم الكامل إزالة  
                              x
                              أو نوع الملف مسموح به: jpg, jpeg, png, gif
                              x
                              x
                              يعمل...
                              X