السلام عليكم ورحمة الله وبركاته من هم الاشاعرة و هل ممكن ان نتعلم على ايديهم العلم الشرعي و تؤخد منهم و ادا درست على ايديهم ما هو الدي اتجنبه منهم بارك الله فيكم
إعـــــــلان
تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.
الاشاعرة
تقليص
X
-
رد: الاشاعرة
بِسْمِ اللهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ
الأخُ السَّائِلُ - الأُخْتُ السَّائِلَةُ
السَّلاَمُ عَلَيْكُمْ ورَحْمَةُ اللهِ وبَرَكَاتُهُ
رَدًّا عَلَى سُؤَالِكُم أنْقِلُ لَكُم الفَتْوَى التَّالِيَة:
السُّؤَالُ: هَلْ يَجُوزُ أنْ أدْرسَ الفِقْه أو عُلُوم الحَدِيث عَلَى شَخْصٍ أشْعَرِيٍّ؟
الجَوَابُ:
الحَمْدُ للهِ؛الأشَاعِرَةُ: فَهِيَ فِرْقَةٌ تنْتَسِبُ إلى الإمَامِ أبِي الحَسَن الأشْعَرِيّ رَحِمَهُ اللهُ، وقَدْ مَرَّ الأشْعَرِيّ بثَلاَثِ مَرَاحِل كَمَا ذَكَرَ ابْنُ تَيْمِيَّة في مَجْمُوعِ الفَتَاوَى (ج4/72)، وهي باخْتِصَارٍ: مَرْحَلَةُ الاعْتِزَالِ، ثُمَّ مُتَابَعَة ابْن كَلاَّب، ثُمَّ مُوَافَقَة أهْل السُّنَّة وعَلَى رَأسِهِم الإمَام أحْمَد بْن حَنْبَل، وقَدْ صَرَّحَ الأشْعَرِيّ بهذا المَوْقِف الأخِير في كُتُبِهِ الثَّلاَثَة: رِسَالَةٌ إلى أهْلِ الثَّغْر، ومَقَالاَتُ الإسْلاَمِيِّينَ، والإبَانَةُ، فَمَنْ تَابَعَ الأشْعَرِيّ عَلَى هذه المَرْحَلَةِ، فَهُوَ مُوَافِقٌ لأهْلِ السُّنَّة والجَمَاعَة في أكْثَرِ المَقَالاَت، ومَنْ لَزمَ طَرِيقَته في المَرْحَلَةِ الثَّانِيَةِ، فَقَدْ خَالَفَ الأشْعَرِيّ نَفْسهُ، وخَالَفَ أهْل السُّنَّة في العَدِيدِ مِنْ مَقَالاَتِهِم.
قَالَ الشَّيْخُ ابْن عُثَيْمِين في الفَتَاوَى (ج3/338) [ والمُتَأخِّرُونَ الَّذِينَ ينْتَسِبُونَ إلى أبِي الحَسَن الأشْعَرِيّ، أخَذُوا بالمَرْحَلَةِ الثَّانِيَةِ مِنْ مَرَاحِل عَقِيدَته، والْتَزَمُوا طَرِيق التَّأوِيل في عَامَّةِ الصِّفَات، ولَمْ يُثْبِتُوا إلاَّ الصِّفَات السَّبْع المَذْكُورَة في هذا البَيْت:
حَيٌّ عَلِيمٌ قَدِيرٌ والكَلاَمُ لَهُ إرَادَةٌ وكَذَا السَّمْعُ والبَصَرُعَلَى خِلاَفٍ بَيْنَهُم وبَيْنَ أهْلِ السُّنَّة في كَيْفِيَّةِ إثْبَاتهَا ].
وقَدْ أفْتَت اللَّجْنَةُ الدَّائِمَةُ فَتْوَى رَقْم 6606 (ج3/220) [ إنَّ الأشَاعِرَةَ لَيْسُوا كُفَّارًا، وإنَّمَا أخْطَأوُا في تَأوِيلِهِم بَعْض الصِّفَات ].
وعَلَى هذا: فَالأوْلَى ألاَّ يَدْرس المُسْلِم عُلُوم الشَّرِيعَة إلاَّ عَلَى العُلَمَاءِ المَعْرُوفِينَ بعِلْمِهِم، وسَلاَمَة اعْتِقَادهم، والبُعْد عَنِ المُبْتَدِعَة والمُخَالِفِينَ لأهْلِ السُّنَّة ومِنْهُم الأشَاعِرَة، والأمْر في هذا سَهْلٌ وللهِ الحَمْد، فَقَدْ أصْبَحَت سُبُل التَّعَلُّم مُتَاحَة في كُلِّ الأوْقَاتِ لجَمِيعِ النَّاس، فَهَا هُوَ عِلْم عُلَمَاء أهْل السُّنَّة مَوْجُودٌ بعِدَّةِ وَسَائِل كَالشَّرِيطِ الإسْلاَمِيّ، وهذه الكُتُب والكُتَيِّبَات النَّافِعَة، وهذه المُنْتَدَيَات الإسْلاَمِيَّة عَلَى الإنْتَرْنِتّ، وهذه المَوَاقِع الإسْلاَمِيَّة المُفِيدَة، فَطُرُق الخَيْر وأبْوَاب العِلْم سَهْلَة مُيَسَّرَة وللهِ الحَمْد والمِنَّة.
فَاللَّهُمَّ عَلِّمْنَا مَا يَنْفَعنَا، وانْفَعْنَا بِمَا عُلِّمْنَا وزِدْنَا عِلْمًا. انْتَهَتِ الفَتْوَى نَقْلاً عَنْ مَوْقِعِ الإسْلاَم سُؤَال وجَوَاب، بإشْرَافِ الشَّيْخ مُحَمَّد صَالِح المُنَجِّد حَفِظَهُ اللهُ.
وفي سُؤَالٍ آخَر: نَحْنُ طَلَبَة نَتَلَقَّى العِلْم, ونَدْرس العَقِيدَة عَلَى مُعَلِّمِينَ يُدَرِّسُونَا العَقِيدَة الأشْعَرِيَّة, ويُفَسِّرُونَ يَد الله تَعَالَى بقُدْرَتِهِ أو نِعْمَتِهِ، واسْتِوَاءِهِ عَلَى عَرْشِهِ بالاسْتِيلاَءِ عَلَيْهِ ونَحْوِ ذَلِكَ, فَمَا حُكْم الدِّرَاسَة عَلَى هَؤُلاَءِ المُعَلِّمِينَ.
الجَوَابُ:
الحَمْدُ للهِ؛
هَؤُلاَء الَّذِينَ يُفَسِّرُونَ القُرْآن بهذا التَّفْسِيرِ سَوَاء سَمَّيْنَاهُم أشْعَرِيَّة أو غَيْر هذا الاسْم, لاشَكَّ أنَّهُم أخْطَئُوا طَرِيقَة السَّلَف الصَّالِح, فَإنَّ السَّلَفَ الصَّالِحَ لَمْ يَرِد عَنْهُم حَرْفٌ وَاحِدٌ فِيمَا ذَهَبَ إلَيْهِ هَؤُلاَء المُتَأوِّلُونَ, فَلْيَأتُوا بحَرْفٍ وَاحِدٍ عَنْ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ أو عَنْ أبِي بَكْر أو عُمَر أو عُثْمَان أو عَلِيّ أنَّهُم أوَّلُوا اليَد بالقُدْرَةِ أو بالقُوَّةِ، أو أوَّلُوا الاسْتِوَاء بالاسْتِيلاَء, أو أوَّلُوا الوَجْه بالثَّوَاب, أو أوَّلُوا المَحَبَّة بالثَّوَابِ أو بغَيْرِ الثَّوَاب, ليَأتُوا بحَرْفٍ وَاحِدٍ عَنْ هَؤُلاَء أنَّهُم فَسَّرُوا هذه الآيَات وأمْثَالهَا بِمَا فَسَّرَ بِهِ هَؤُلاَء، فإذا لَمْ يَأتُوا فَيُقَالُ: إمَّا أنْ يَكُونَ السَّلَف الصَّالِح وعَلَى رَأسِهِم رَسُول اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ وهُوَ إمَامُ المُتَّقِينَ عَلَيْهِ الصَّلاَةُ والسَّلاَمُ؛ إمَّا أنْ يَكُونُوا عَلَى جَهْلٍ بمَعَانِي هذه العَقِيدَة العَظِيمَة, وإمَّا أنْ يَكُونُوا عَلَى عِلْمٍ ولَكِنْ كَتَمُوا الحَقّ، وكِلاَ الأمْرَيْنِ لا يُمْكِن أنْ يُوصَفَ بِهِ رَسُول اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ ولا أحَد مِنْ خُلَفَائِهِ الرَّاشِدِينَ ولا مِنْ صَحَابَتِهِ المَرْضِيِّينَ, فإذا كَانَ ذَلِكَ لا يُمْكِن في هَؤُلاَءِ وَجَبَ أنْ نَسِيرَ عَلَى هَدْيِهِم.
وأنَّ نَصِيحَتِي لهَؤُلاَءِ أنْ يَتَّقُوا اللهَ عَزَّ وجَلَّ, وأنْ يَدَعُوا قَوْلَ فُلاَن وفُلاَن وأنْ يَرْجِعُوا إلى كِتَابِ الله وسُنَّةِ رَسُول اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ وسُنَّةِ الخُلَفَاء الرَّاشِدِينَ مِنْ بَعْدِهِ، وأنْ يَعْلَمُوا أنَّ لَهُم مَرْجِعًا يَرْجِعُونَ إلى اللهِ تَعَالَى فِيهِ, ولا يُمْكِن أنْ يَكُونَ لَهُم حُجَّة فِيمَا قَالَ فُلاَن وفُلاَن, واللهِ إنَّهُم لَنْ يغْنُوا عَنْهُم مِنَ اللهِ شَيْئًا، إنَّ الله تَعَالَى يَقُولُ [ وَيَوْمَ يُنَادِيهِمْ فَيَقُولُ مَاذَا أَجَبْتُمُ الْمُرْسَلِينَ ] (القَصَص: 65), ولَمْ يَقُل (ويَوْمَ يُنَادِيهِم فَيَقُولُ: مَاذَا أجَبْتُم فُلاَن وفُلاَن)، وإنَّ اللهَ تَبَارَكَ وتَعَالَى يَقُولُ في كِتَابِهِ العَظِيم [ فَآمِنُواْ بِاللّهِ وَرَسُولِهِ النَّبِيِّ الأُمِّيِّ الَّذِي يُؤْمِنُ بِاللّهِ وَكَلِمَاتِهِ وَاتَّبِعُوهُ لَعَلَّكُمْ تَهْتَدُونَ ] (الأعْرَاف: 158). فَأمَرَ بالإيِمَانِ بِهِ واتِّبَاعِهِ، وإذا كَانَ كَذَلِكَ فَهَلْ يُمْكِن أنْ يَكُونَ الإنْسَان مُؤْمِنًا باللهِ ورَسُولِهِ تَمَام الإيِمَان ثُمَّ يَعْدِل عَنْ سُنَّةِ رَسُولِهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ في عَقِيدَتِهِ برَبِّهِ ويُحَرِّف مَا وَصَفَ اللهُ بِهِ نَفْسَهُ في كِتَابِهِ أو وَصَفَهُ بِهِ رَسُولهُ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ لمُجَرَّدِ وَهْمِيَّات يَدَّعُونَهَا عَقْلِيَّات.
إنَّنِي أنْصَحُهُم أنْ يَرْجِعُوا إلى اللهِ عَزَّ وجَلَّ وأنْ يَدَعُوا كُلّ قَوْلٍ, لقَوْلِ الله ورَسُوله، فَإنَّهُم إنْ مَاتُوا عَلَى ذَلِكَ مَاتُوا عَلَى خَيْرٍ وحَقٍّ، وإنْ خَالَفُوا ذَلِكَ فَهُم عَلَى خَطَرٍ عَظِيمٍ, ولَنْ يغْنُوا عَنْهُم مِنَ اللهِ شَيْئًا, قَالَ اللهُ تَعَالَى [ يَوْمَ تَأْتِي كُلُّ نَفْسٍ تُجَادِلُ عَن نَّفْسِهَا وَتُوَفَّى كُلُّ نَفْسٍ مَّا عَمِلَتْ وَهُمْ لاَ يُظْلَمُونَ ] (النَّحْل: 111).
أُكَرِّرُ النَّصِيحَة لكُلِّ مُؤْمِنٍ أنْ يَرْجِعَ إلى كِتَابِ اللهِ وسُنَّةِ رَسُولِهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ, فِيمَا يَعْتَقِدهُ برَبِّهِ ومَعْبُودِهِ جَلَّ وعَلا، وفِيمَا يَعْتَقِدهُ في الخُلَفَاءِ الرَّاشِدِينَ المَهْدِيِّينَ مِنْ بَعْدِهِ, وفِيمَا كَانَ عَلَيْهِ أئِمَّة المُسْلِمِينَ الَّذِينَ قَادُوا النَّاس بسُنَّةِ رَسُول الله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ, دُونَ التَّحَاكُم إلى العُقُولِ الَّتِي هي وَهْمِيَّات في الحَقِيقَةِ فِيمَا يَتَعَلَّق باللهِ تَعَالَى وأسْمَائِهِ وصِفَاتِهِ. ولَقَدْ أجَادَ شَيْخُ الإسْلاَم ابْن تَيْميَّة حَقَّ الإجَادَة في قَوْلِهِ عَنْ أهْلِ الكَلاَم [ أنَّهُم أُوتُوا فُهُومًا ولَمْ يُؤتَوْا عُلُومًا, وأُوتُوا ذَكَاءً ولَمْ يُؤْتَوْا زَكَاءً ], فَعَلَى الإنْسَان أنْ يُوَسِّعَ مَدَارِكَهُ في العُلُومِ المَبْنِيَّةِ عَلَى كِتَابِ اللهِ وسُنَّةِ رَسُولِهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ, أسْألُ اللهَ تَعَالَى أنْ يَتَوَفَّانَا جَمِيعًا عَلَى الإيِمَانِ, وأنْ نَلْقَاهُ وهُوَ رَاضٍ عَنَّا، إنَّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٍ, والحَمْدُ للهِ رَبّ العَالَمِينَ, وصَلَّى اللهُ عَلَى نَبِيِّنَا مُحَمَّد وعَلَى آلِهِ وصَحْبِهِ وسَلَّم.
وإنِّي أدْعُوكُم يَا طَلَبَة العِلْم أنْ تَدْعُوا إخْوَانكُم إلى مَا سَمِعْتُم, فَإنَّهُ وَاللهِ هُوَ الحَقّ, ومَنِ اطَّلَعَ عَلَى حَقِّ سِوَاهُ فَإنَّنَا لَهُ قَابِلُونَ وبِهِ مُسْتَمْسِكُونَ.
مِنْ فَتَاوَى الشَّيْخ مُحَمَّد بْن صَالِح العُثَيْمِين, كِتَابُ العِلْمِ (ص: 226). انْتَهَتِ الفَتْوَى نَقْلاً عَنْ مَوْقِعِ الإسْلاَم سُؤَال وجَوَاب، بإشْرَافِ الشَّيْخ مُحَمَّد صَالِح المُنَجِّد حَفِظَهُ اللهُ.
وفي الخِتَامِ أنْصَحُ بلُزُومِ عُلَمَاء أهْل السُّنَّة والجَمَاعَة، فَفِيهم الكِفَايَة والغِنَى.
ولمَزِيدٍ مِنَ التَّفْصِيلِ يُرَاجَع الآتِي:
الأشاعرة تعريفهم وعقائدهم
هل الأشاعرة من أهل السنة؟
وهذا مَا أعْلَمُ، واللهُ تَعَالَى أعْلَى وأعْلَمُ.
والسَّلاَمُ عَلَيْكُمْ ورَحْمَةُ اللهِ وبَرَكَاتُهُ
- اقتباس
تعليق