إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

مشـــــاكل وحـلــول منقول عن الربانية متجدد

تقليص
X
  •  
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • مشـــــاكل وحـلــول منقول عن الربانية متجدد

    بسم الله الرحمن الرحيم
    الحمد لله رب العالمين، و الصلاة و السلام على أشرف المرسلين و على آله و صحبه
    جمادى الآخرة 1428 هـ
    مشكلة الظروف الخاصة وتعظيم الاهتمام بها
    لقد أصبحت الظروف الخاصة اليوم معضلة كبيرة، فهناك مشاكل كثيرة أصبح أكثر الشباب يشكو منها ويشكو، والدعاة يعانون منها كما هو الحال مثلا بالنسبة لـــ: الزواج و الاستقرار بجميع صوره وأشكاله، العمل، البيت، الأم، الزوجة، الأولاد، الجيران، المدير في العمل، الزملاء، الدراسة، الطلبة، الأساتذة، السفر...، الإصرار على المعاصي، قسوة القلب، الكبت، القهر، والأذى.
    مشاكل مختلفة وخطيرة وكثيرة.. هذه المشاكل الشخصية يظل الأخ حبيسها؛ تقلقه في حركته وسكونه، وتشرد فكره وتفتت عقله، مشاكل كثيرة جدا.
    وعلاج هذه المشاكل يتمثل في الأمور الآتية:
    أولا: عدم الاستهانة بالمشاكل أو المبالغة فيها:
    فمثلا: إذا طلب منك والدك أن تحلق لحيتك، فحاول جهدك أن تسترضيه في كل ما هو أمر دنيوي، فتخدمه، وتشتري له ما يريد، وتوقره، وتحترمه، وتجاهل موضوع اللحية، فلعل الله يلين قلبه إذا رآك متفانيا في خدمته وبره، وينسى موضوع اللحية.
    أما إذا اعتبرتها مشكلة المشاكل، وسألت عنها كل من تعرف ومن لا تعرف من الدعاة، فماذا تريد منهم أن يقولوا لك؟! لقد أمر رسول الله صلى الله عليه وسلم بتوفير اللحى، فهل يستطيع الداعية أن يصرح لك بحلقها لأن في حياتك أبا لا يريد لك أن تعفيها..؟
    فإذا قلت: إنها ضرورة. فإن الضرورة تقدر بقدرها، وهذه ليست بضرورة، ولا وجه فيها للضرورة مطلقا.
    إن سبب الغلو في المشاكل فراغ القلب، وطالما وقعت هذه المشكلة في القلب فستقع فيما تهواه حتما.
    انظر: {وَجَاوَزْنَا بِبَنِي إِسْرَآئِيلَ الْبَحْرَ فَأَتَوْاْ عَلَى قَوْمٍ يَعْكُفُونَ عَلَى أَصْنَامٍ لَّهُمْ قَالُواْ يَا مُوسَى اجْعَل لَّنَا إِلَـهًا كَمَا لَهُمْ ءَالِهَةٌ} (الأعراف: 138)
    وقع في قلوبهم أنهم يريدون صنما يعبدونه: {قَالَ إِنَّكُمْ قَوْمٌ تَجْهَلُونَ (*) إِنَّ هَـؤُلاء مُتَبَّرٌ مَّا هُمْ فِيهِ وَبَطِلٌ مَّا كَانُواْ يَعْمَلُونَ(*) قَالَ أَغَيْرَ الله أَبْغِيكُمْ إِلَـهًا وَهُوَ فَضَّلَكُمْ عَلَى الْعَالَمِينَ}(الأعراف 138-140)
    وبعد كل هذا صنعوا عجلا وعبدوه، لماذا ؟ لأنها وقعت في قلوبهم منذ البداية، فساعة أن تقع شهوة لأول مرة في قلبك بهوى فستعود إليها.
    قال تعالى: {وَنُقَلِّبُ أَفْئِدَتَهُمْ وَأَبْصَارَهُمْ كَمَا لَمْ يُؤْمِنُواْ بِهِ أَوَّلَ مَرَّةٍ وَنَذَرُهُمْ فِي طُغْيَانِهِمْ يَعْمَهُونَ} (الأنعام:110)
    الشاهد: ينبغي أن تتخلص من المشاكل الصغيرة، ألا تكون كل همك، تجاوز أمرها؛ مثلا، يقول الأخ للشيخ: إن قلبي قاسٍ.. إلى أن يقسو قلبه، وإنما ينبغي أن تصف المشكلة، ثم تأخذ الحل، تنفذ، تتحرك، ويأتي النصر بإذن الله.
    اللهم انصرنا على أنفسنا الأمارة بالسوء، يا كريم.
    قد تقابل الأخ مشاكل في بداية الالتزام، و هذه المشاكل لا بد منها، قال الله تعالى:
    {أَحَسِبَ النَّاسُ أَن يُتْرَكُوا أَن يَقُولُوا آمَنَّا وَهُمْ لَا يُفْتَنُونَ (*) وَلَقَدْ فَتَنَّا الَّذِينَ مِن قَبْلِهِمْ فَلَيَعْلَمَنَّ اللَّهُ الَّذِينَ صَدَقُوا وَلَيَعْلَمَنَّ الْكَاذِبِينَ} (العنكبوت: 2 , 3)
    في أول لحظة بُشّر فيها رسول الله صلى الله عليه وسلم بالنبوة بُشر بالإخراج من بلده؛ قال ورقة:" ليتني فيها جذعا، ليتني أكون حيا حين يخرجك قومك"، قال: "أو مخرجي هم؟"، قال: "نعم ما أتى رجل بمثل ما أتيت به إلا عودي".
    ومن تعاليم الشيخ المربي الراهب للغلام في قصة أصحاب الأخدود مع أول بشرى أيضا، قال "أي بني: أنت اليوم أفضل مني، قد بلغ من أمرك ما أرى، وإنك ستبتلى، فإن ابتليت فلا تدل علي"
    هكذا الأمر دائما؛ لابد من الابتلاء
    قيل للإمام الشافعي: أحب إليك أن يٌمكّن الرجل أو يبتلى؟، قال: لا يُمكّن حتى يبتلى.
    لابد أن يتقلب الأخ في بداية الالتزام في أطوار من الابتلاء، ابتداء من سرقة الحذاء عند دخول المسجد لأول مرة، حتى السجن والضرب والطرد من العمل، وتأخير الزواج، وتعطل المصالح وغير ذلك، فإن صبر وثبت فيها فبها ونعمت، وإلا:
    {وَمَن يَنقَلِبْ عَلَىَ عَقِبَيْهِ فَلَن يَضُرَّ اللّهَ شَيْئًا وَسَيَجْزِي اللّهُ الشَّاكِرِينَ} (آل عمران:144)
    من البلاء أن يسرق حذاء الأخ من المسجد عند بداية الالتزام، اثبت فإن هذا ابتلاء.. اختبار من الله عز وجل، فهل يحلف الأخ بالله أنه لن يدخل المسجد مرة أخرى.. أم يقول: إنا لله وإنا إليه راجعون ! اللهم أجرنا في مصيبتنا وأخلف لنا خيرا منها ؟!
    العلاج الثاني لمسألة المصائب والمشاكل:
    أن نأخذ الموقف الشرعي الصحيح؛ أقول: من الممكن أن يكون ثمن الحذاء قد دخل فيه مال به شبهة حرام، فأراد الله أن يطهره أو أراد الله أن يختبر تواضعه إذا مشى حافيا أو منتعلا حذاء متواضعا، فخذ دائما الموقف الشرعي الصحيح حال وقوع البلاء والمصائب.
    قال الله عز وجل: {أَمْ حَسِبْتُمْ أَن تَدْخُلُواْ الْجَنَّةَ وَلَمَّا يَأْتِكُم مَّثَلُالَّذِينَ خَلَوْاْ مِن قَبْلِكُم مَّسَّتْهُمُ الْبَأْسَاء وَالضَّرَّاءوَزُلْزِلُواْ حَتَّى يَقُولَ الرَّسُولُ وَالَّذِينَ آمَنُواْ مَعَهُمَتَى نَصْرُ اللّهِ أَلا إِنَّ نَصْرَ اللّهِ قَرِيبٌ} (البقرة: 214)
    قد تصاب ببلاء في بداية التزامك، وقد كنت أسأل عن شخص مات، هل مات قبل أن يلتزم، أم حدث ذلك بعد التزامه ؟ فقيل لي: التزم فمرض فمات، فقلت، سبحان الله ! التزم فمرض، فهل صبر على مرضه أم أنه قد فتن ؟
    {وَمِنَ النَّاسِ مَن يَعْبُدُاللَّهَ عَلَى حَرْفٍ فَإِنْ أَصَابَهُ خَيْرٌ اطْمَأَنَّ بِهِ وَإِنْأَصَابَتْهُ فِتْنَةٌ انقَلَبَ عَلَى وَجْهِهِ}(الحج: 11)
    فقيل لي: لقد كان في عنفوان صحته قبل الالتزام، كان يتكلم.. يغني ويرقص، وعندما التزم أصيب بالسرطان والعياذ بالله، فقال: أيام كنت مفتونا بقوتي وأفتن النساء كنت صحيحا، وبعد أن التزمت مرضت ! هذه الواقعة إذا وقعت في العقل تزلزل أقدام الإيمان، أمَا وقد قيل، فاسمع لما قاله النبي: "إن العبد إذا سبقت له من الله منزلة لم يبلغها بعمله ابتلاه الله في جسده أو في ماله أو في ولده" وقال صلى الله عليه وسلم:"ما من مصيبة تصيب المسلم إلا كفر الله بها عنه حتى الشوكة يشاكها"
    إذا فقه الإنسان هذا الأمر يقول: الحمد لله ! ويشكر الله عندما يفهم ويقول: إلهي وسيدي ومحبوبي، لو قطعتني إرباً إرباً، فأنا لك محب.
    نعم. إذا كان فيها درجة عالية، فنحن لا نريد غير ذلك، وإذا كانت فيها مغفرة ذنوب فالحمد لله.
    تأمل معي قول الله عز وجل:
    {وَلَنَبْلُوَنَّكُمْ بِشَيْءٍ مِّنَ الْخَوفْ وَالْجُوعِ وَنَقْصٍ مِّنَ الأَمَوَالِ وَالأنفُسِ وَالثَّمَرَاتِ} (البقرة:155)
    إن الله كريم رحيم، لطيف ودود، وهو يقول في كتابه العزيز:
    {وَلَنَبْلُوَنَّكُمْ بِشَيْءٍ مِّنَ الْخَوفْ وَالْجُوعِ وَنَقْصٍ مِّنَ الأَمَوَالِ وَالأنفُسِ وَالثَّمَرَاتِ وَبَشِّرِ الصَّابِرِينَ}(البقرة:155)
    ويقول العلماء: شيء من الخوف.. لماذا ؟ قالوا: لو اجتمع خوف الدنيا كله من غير الله، فإنه يهونه ويمحوه اليقين في الله، شيء من الخوف يسير، وكل نعيم دون الجنة حقير، وكل بلاء دون النار عافية.
    لذا، إذا ابتليت ينبغي عليك أن تقف الموقف الشرعي الصحيح.
    1- لا بد من الابتلاء
    2- يحمد الله على أنه ابتلاء أخف من سواه، وأنه لم يكن في دينه
    3- بسبب ذنوبه ومعاصيه.
    4- كان ملازما له قبل التزامه أو كان واردا حصوله، فلا تكن ممن يعبد الله على حرف.
    ومعنى مرضه بعد التزامه لا يعني: أنه لم يكن ليمرض إلا إذا التزم، وما كان حذاؤه ليسرق إلا بعد التزامه، ولكن كان ذلك سيحدث ولو لم يذهب إلى المسجد.
    العلاج الثالث لمسألة المصائب والمشاكل:
    استخدام أمضى سلاح وهو الدعاء:
    الدعاء: سلاح المؤمن ساعة أي بلاء أو أي كرب، أنت إذا أصابك البلاء فماذا تفعل؟ تدعو الله، فيفرج كربك إن شاء سبحانه.
    عن عبد الله بن مسعود – رضي الله عنه – قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:"ما قال عبد قط إذا أصابه هم وحزن: اللهم إني عبدك وابن عبدك وابن أمتك، ناصيتي بيدك، ماض في حكمك، عدل في قضاؤك، أسالك بكل اسم هو لك، سميت به نفسك، أو أنزلته في كتابك، أو علمته أحدا من خلقك، أو استأثرت به في علم الغيب عندك، أن تجعل القرآن ربيع قلبي، ونور صدري، وجلاء حزني، وذهاب همي، إلا أذهب الله عز وجل همه، وأبدله مكان حزنه فرحا". قالوا: يا رسول الله، ينبغي لنا أن نتعلم هؤلاء الكلمات؟. قال: أجل ينبغي لمن سمعهن أن يتعلمهن"
    اللهم لا سهل إلا ما جعلته سهلا، وأنت تجعل الحزن إذا شئت سهلاً
    وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين

    زائرنا الكريم نحن معك بقلوبنا
    كلنا آذان صاغيه لشكواك ونرحب بك دائما
    في
    :

    جباال من الحسنات في انتظارك






  • #2
    رد: مشـــــاكل وحـلــول منقول عن الربانية متجدد

    جزاكم الله كل الخيررر...

    لكن اخي ... دائما بعد مانقرا موضوع متل هيك بيقوى ايمانا وبنصير بدنا نكون احسن وننسى الهموم والمشاكل... لكن سرعان مابروح كل شي وبتنقلب الراحه الى هم لايعلمه الا الله سبحانه وتعالى ..
    عني انا شخصياا... كل مرا بقرا موضوع بتغير وبصلي وبحس اني افضل لكن فجاه بتغير حالي وبصير متل المجنونه تماما لا فارق ابدا.. لدرجه اني قد افكر بالانتقام ممن اذاني ولكن بما اني فتاه فصعب اعمل اي شي ..فبكتفي بالصراخ والبكاء ....حتى انهار تمام وبحط راسي وبنام وطبعا يوميا على هالحال...

    بحاول بكل جهدي التزم بكل ماتكتبونه لكن برجع اضعف وبصير اسوا من الاول .. شو الحل في هالحال...؟؟

    والله يجزاكم كل الخيررر وبارك الله فيكم على جهدكم

    تعليق


    • #3
      رد: مشـــــاكل وحـلــول منقول عن الربانية متجدد

      السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ..
      اختنا الكريمة
      انتى من وضعتى مشكلتك وقمنا برد عليها
      اختنا كلام من القلب الآن
      هل كنتى تودى ان تدخلى السجن او تفضحى او او او اى مصيبة من هذة المصائب بسبب هذا الشاب
      سبحان الله اختنا انتى تعذبين نفسك والله رحمك منه ومن شروره
      ارجعى اختنا لله وقومى فى ثلث الليل الاخير وصلى وابكى لله عزوجل
      نحن نعلم انك تمرين الآن بعصرة قلب بسبب هذا الحب
      لكن اختنا انتى لا تعلمى الخير
      فأحمدى الله وحاولى ان تتجاوزى هذة المرحلة
      اشغلى نفسك اختنا ولا تقفى عند الماضى بل تعلمى منه
      ولا تحزنى اختنا فهناك من فقدوا اشياء كثيرة ولكن علاقتهم بالله
      وقربهم منه تجعلهم اقوياء
      بالله عليك لا تحزنى
      وأفيقى اختنا انتى غالية جداااااااااااا ومكانتك كأمرأة كبيرة فى الاسلام
      فلا تدنسى هذا الطهر بتفكير المستمر فى هذا الشاب
      لانك الآن فى اضعف حالتك النفسية
      اقبلى على الله هو وحده من سيخرجك من هذا الوهم
      وستجدين الحب والسعادة فى الزواج الشرعى
      لا تسمعى للشيطان وتخلى عن فكرة الانتقام اخية
      لا تجعلى الشيطان يفسد عليك توبتك
      حفظك الله من كل سوء


      زائرنا الكريم نحن معك بقلوبنا
      كلنا آذان صاغيه لشكواك ونرحب بك دائما
      في
      :

      جباال من الحسنات في انتظارك





      تعليق


      • #4
        رد: مشـــــاكل وحـلــول منقول عن الربانية متجدد

        سؤال:

        كثر في هذا العصر تعاطي السحر وإتيان السحرة. فما حكم ذلك وما الطريقة المباحة لعلاج المسحور؟




        الجواب:


        السحر من أعظم الكبائر الموبقات، بل هو من نواقض الإسلام كما قال الله عز وجل في كتابه الكريم: {وَاتَّبَعُوا مَا تَتْلُو الشَّيَاطِينُ عَلَى مُلْكِ سُلَيْمَانَ وَمَا كَفَرَ سُلَيْمَانُ وَلَكِنَّ الشَّيَاطِينَ كَفَرُوا يُعَلِّمُونَ النَّاسَ السِّحْرَ وَمَا أُنْزِلَ عَلَى الْمَلَكَيْنِ بِبَابِلَ هَارُوتَ وَمَارُوتَ وَمَا يُعَلِّمَانِ مِنْ أَحَدٍ حَتَّى يَقُولا إِنَّمَا نَحْنُ فِتْنَةٌ فَلا تَكْفُرْ فَيَتَعَلَّمُونَ مِنْهُمَا مَا يُفَرِّقُونَ بِهِ بَيْنَ الْمَرْءِ وَزَوْجِهِ وَمَا هُمْ بِضَارِّينَ بِهِ مِنْ أَحَدٍ إِلا بِإِذْنِ اللَّهِ وَيَتَعَلَّمُونَ مَا يَضُرُّهُمْ وَلا يَنْفَعُهُمْ وَلَقَدْ عَلِمُوا لَمَنِ اشْتَرَاهُ مَا لَهُ فِي الْآخِرَةِ مِنْ خَلاقٍ وَلَبِئْسَ مَا شَرَوْا بِهِ أَنْفُسَهُمْ لَوْ كَانُوا يَعْلَمُونَ وَلَوْ أَنَّهُمْ آمَنُوا وَاتَّقَوْا لَمَثُوبَةٌ مِنْ عِنْدِ اللَّهِ خَيْرٌ لَوْ كَانُوا يَعْلَمُونَ} البقرة_آية:102+103، فأخبر سبحانه في هاتين الآيتين أن الشياطين يعلمون الناس السحر، وأنهم كفروا بذلك، وأن الملكين ما يعلمان من أحد حتى يخبراه أن ما يعلمانه كفر وأنهما فتنة.
        وأخبر سبحانه أن متعلمي السحر يتعلمون ما يضرهم ولا ينفعهم، وأنهم ليس لهم عند الله من خلاق في الآخرة، والمعنى ليس لهم حظ ولا نصيب من الخير في الآخرة.
        وبين سبحانه أن السحرة يفرقون بين المرء وزوجه بهذا السحر، وأنهم لا يضرون أحدا إلا بإذن الله. والمراد بذلك إذنه الكوني القدري لا إذنه الشرعي؛ لأن جميع ما يقع في الوجود يكون بإذنه القدري، ولا يقع في ملكه مالا يريده كونا وقدرا، وبين سبحانه أن السحر ضد الإيمان والتقوى.

        وبهذا كله يعلم أن السحر كفر وضلال وردة عن الإسلام إذا كان من فعله يدعي الإسلام، وفي الصحيحين عن أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال:
        "اجتنبوا السبع الموبقات" قلنا: "وما هن يا رسول الله؟" قال: "الشرك بالله، والسحر، وقتل النفس التي حرم الله إلا بالحق، وأكل الربا، وأكل مال اليتيم، والتولي يوم الزحف، وقذف المحصنات المؤمنات الغافلات" متفق عليه
        فبين النبي صلى الله عليه وسلم في هذا الحديث الصحيح: أن الشرك والسحر من السبع الموبقات أي المهلكات. والشرك أعظمها؛ لأنه أعظم الذنوب والسحر من جملته ولهذا قرنه الرسول صلى الله عليه وسلم به؛ لأن السحرة لا يتوصلون إلى السحر إلا بعبادة الشياطين والتقرب إليهم بما يحبون من الدعاء والذبح والنذر والاستعانة وغير ذلك.

        روى النسائي رحمه الله عن أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: "من عقد عقدة، ثم نفث فيها فقد سحر، ومن سحر فقد أشرك، ومن تعلق شيئا وُكل إليه"، وهذا يفسر قوله تعالى في سورة الفلق: {وَمِنْ شَرِّ النَّفَّاثَاتِ فِي الْعُقَدِ}الفلق_آية:4، قال أهل التفسير: إنهن الساحرات اللاتي يعقدن العقد وينفثن فيها بكلمات شركية يتقربن بها إلى الشياطين لتنفيذ مرادهن في إيذاء الناس وظلمهم.

        وقد اختلف العلماء في حكم الساحر: هل يستتاب وتقبل توبته أم يقتل بكل حال ولا يستتاب إذا ثبت عليه السحر؟ والقول الثاني هو الصواب، لأن بقاءه مضر بالمجتمع الإسلامي والغالب عليه عدم الصدق في التوبة، ولأن في بقائه خطرا كبيرا على المسلمين. واحتج أصحاب هذا القول على ما قالوه: بأن عمر رضي الله عنه أمر بقتل السحرة ولم يستتبهم وهو ثاني الخلفاء الراشدين الذين أمر الرسول صلى الله عليه وسلم باتباع سنتهم، واحتجوا أيضا بما رواه الترمذي رحمه الله عن جندب بن عبد الله البجلي أو عن جندب الخير الأزدي مرفوعا وموقوفا: "حد الساحر ضربه بالسيف"، وقد ضبطه بعض الرواة بالتاء فقال: "حد الساحر ضربة بالسيف" والصحيح عند العلماء وقفه على جندب.

        وصح عن حفصة أم المؤمنين رضي الله عنها: أنها أمرت بقتل جارية لها سحرتها فقتلت من غير استتابة. قال الإمام أحمد رحمه الله: ثبت ذلك - يعني قتل الساحر - من غير استتابة عن ثلاثة من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم يعني بذلك: عمر وجندبا وحفصة.
        وبما ذكرنا يعلم أنه لا يجوز إتيان السحرة وسؤالهم عن شيء ولا تصديقهم كما لا يجوز إتيان العرافين والكهنة، وأن الواجب قتل الساحر متى ثبت تعاطيه السحر بإقراره أو بالبينة الشرعية من غير استتابة.

        أما العلاج للسحر؛ فيعالج بالرقى الشرعية والأدوية النافعة المباحة. ومن أنفع العلاج علاج المسحور بقراءة الفاتحة عليه مع النفث، وآية الكرسي، وآيات السحر في: الأعراف، ويونس، وطه، وبقراءة: {

        ومن العلاج أيضا إتلاف الشيء الذي يظن أنه عمل فيه السحر من صوف أو خيوط معقدة أو غير ذلك مما يظن أنه سبب السحر، مع العناية من المسحور بالتعوذات الشرعية ومنها التعوذ: "أعوذ بكلمات الله التامات من شر ما خلق" ثلاث مرات صباحا ومساء وقراءة السور الثلاث المتقدمة بعد الصبح والمغرب ثلاث مرات وقراءة آية الكرسي بعد الصلاة وعند النوم. ويستحب أن يقول صباحا ومساء: "بسم الله الذي لا يضر مع اسمه شيء في الأرض ولا في السماء وهو السميع العليم"، ثلاث مرات، لصحة ذلك كله عن النبي صلى الله عليه وسلم، مع حسن الظن بالله والإيمان بأنه مسبب الأسباب وأنه هو الذي يشفي المريض إذا شاء، وإنما التعوذات والأدوية أسباب والله سبحانه هو الشافي، فيعتمد على الله سبحانه وحده دون الأسباب ولكن يعتقد أنها أسباب إن شاء الله نفع بها، وإن شاء سلبها المنفعة، لما له سبحانه من الحكمة البالغة في كل شيء، وهو سبحانه على كل شيء قدير، وبكل شيء عليم لا مانع لما أعطى ولا معطي لما منع، ولا راد لما قضى، له الملك وله الحمد، وهو على كل شيء قدير، وهو سبحانه ولي التوفيق.
        قل يا أيها الكافرون..}، و{قل هو الله أحد..}، و{قل أعوذ برب الفلق..}، و{قل أعوذ برب الناس..} ويستحب تكرار هذه السور الثلاث ثلاث مرات مع الدعاء الصحيح المشهور الذي كان يدعو به النبي صلى الله عليه وسلم لعلاج المرضى وهو: "اللهم رب الناس أذهب البأس واشف أنت الشافي لا شفاء إلا شفاؤك شفاء لا يغادر سقما" ويكرر ذلك ثلاثا.
        ويدعو أيضا بالرقية التي رقى بها جبريل النبي صلى الله عليه وسلم وهي: "بسم الله أرقيك من كل شيء يؤذيك، ومن شر كل نفس أو عين حاسد، الله يشفيك، بسم الله أرقيك" ويكررها ثلاثا، وهذه الرقية من أنفع العلاج بإذن الله سبحانه.

        زائرنا الكريم نحن معك بقلوبنا
        كلنا آذان صاغيه لشكواك ونرحب بك دائما
        في
        :

        جباال من الحسنات في انتظارك





        تعليق


        • #5
          رد: مشـــــاكل وحـلــول منقول عن الربانية متجدد

          بسم الله الرحمن الرحيم
          الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على أشرف المرسلين سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين
          رب يسر وأعن وتمم بخير يا كريم

          فرصة للتغيير

          الحمد لله الذي شرح صدور أهل الإيمان بالهدى، ونكت في قلوب أهل الطغيان فلا تعي الحكمة أبدًا، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له إلهًا واحدًا فردًا صمدًا، وأشهد أن محمدًا عبده ورسوله، ما أكرمه عبدًا وسيدًا، وأعظمه أصلاً ومحتدى، وأبهره صدرًا وموردًا صلى الله عليه وسلم وعلى صحبه الكرام، غيوث الندى، وليوث الفدا، صلاة وسلامًا دائمين من اليوم وإلى أن يبعث الله الناس غدًا.

          أحبتي في الله ،،،
          والذي فلق الحبة، وبرأ النسمة إني أحبكم في الله، وأسأل الله تعالى أن يظلنا بظله يوم لا ظل إلا ظله، وأسأله أن يلهمني وإياكم التوفيق والسداد، وأن يباعد بيننا وبين خطايانا كما باعد بين المشرق والمغرب، وأن يطهرنا من خطايانا كما ينقى الثوب الأبيض من الدنس، وأن يغسلنا من خطايانا بالماء والثلج والبرد.

          إلى الباحثين عن السعادة في كل مكان ..
          إلى من يحلم بلحظات الراحة والاطمئنان ..
          إلى كل من يشعر بالقلق والاكتئاب ..
          إلى كل من حياته ضنك وعذاب ..
          إلى من ظن علاجه في النسيان ..
          إلى من حسب دواءه في تغاير الأزمان ..
          إلى من يهرب من مشكلاته ويفني حياته بمشاهدة فيلم أو تمثيلية أو مسرحية ..
          إلى من يفر من أزماته ويهدم دينه في كأس خمر أو قطعة حشيش أو تذكرة هيروين ..
          إلى من ظن النعيم ـ وهو ذل النفس ـ في عشق الفتيات ومصاحبة الفاجرات وارتياد الحانات ..
          إلى من يحسب أن تفريج همه في دخان السيجارة ، وهو يحرق نفسه في وبال وخسارة ..
          إلى كل هؤلاء ...



          .. هلموا إلى الله ..


          فالله وحده القادر على أن يريح بالك، ويصلح حالك، ويسعد حياتك، ويمنحك رغد العيش، ويفرج همك، ويكشف عنك كربك، ويضمن لك حياة طيبة في الدنيا والآخرة.

          أحبتي في الله ،،،
          حديثنا اليوم سوف يتوقف عند حالة أحد هؤلاء التعساء الذين يبحثون عن السعادة، ويحلمون بذهاب همومهم وانفضاض جبال الدنيا عن عاتقهم.

          حديثنا إلى المدخنين من المسلمين، أبذل لهم غاية جهدي حتى يقلعوا عن هذا الوباء الخطير، أحاول أن أوقظهم من هذه الغفلة، أحاورهم.. أسائلهم.. وكل ما أرجوه أن يمنحوني وقتًا يسيرًا نقف فيه مع النفس وقفة مصارحة.

          أما شعرت - مرة واحدة - أنك مستهدف، أن الأمم تتداعى على أمتك الإسلامية لتنزل بها الذلة والمهانة؟
          أما ترى المسلمين يُذبحون ويحاصرون ويضيق عليهم في كل مكان؟
          أما أثارت فيك نذر الله من زلازل وأعاصير وخسف ومسخ شعوراً بضرورة اليقظة؟

          لابد أن تدرك ما يٌكاد من أجل طمس هويتك.. من أجل مسخ اعتزازك بدينك.. إنهم يريدونك عبدًا للهوى.. عبدًا للدنيا.. وكلٌ على شاكلته؛ فهذا عبد المرأة، وهذا عبد المال وهذا عبد السيجارة .

          أخي المسلم ،،،
          هل تعلم أن الإحصائيات العالمية التي أجرتها المراكز المتخصصة ذكرت أن أكبر نسبة مدخنين في العالم توجد في العالم العربي!!، وأن أكبر نسبة مدخنين في العالم العربي توجد في مصر، وأكبر نسبة مدخنين في مصر من المسلمين!!‍
          أليس في هذا نذير لك؟! .. ألا تشعر بحجم المأساة؟
          إنه عار وشنار أن نكون نحن المسلمين أكثر من يقترفون هذا الجرم الأثيم!

          أخي المسلم ،،،
          يا من تمسك في يديك لفافة ثم تضعها في فمك نارًا مشتعلة... الله لا يحب أن يطعمك نارًا.
          يا من تطعن دينك بالسيجارة... أمَا تخشى نارًا وقودها الناس والحجارة؟؟

          أخي المسلم ،،،
          هل ترضى أن تكون عبد السيجارة؟
          إن الله ابتعثك - أيها المسلم - حرًا، ولن تكون حرًا إلا إذا تبرأت من عبودية كل شيء سوى الله جل وعلا، فلا تذل إلا له، ولا تنقاد إلا لأوامره، ولا تنتهي إلا عمَّا حرم. حينئذ تكون مسلمًا حقًا، فالإسلام الذي تحمله وتدين به ليس مجرد اسم في بطاقة هويتك، الإسلام يعني أن تستسلم لله وحده، وتخلص من الشرك وأهله.

          أخي المسلم ،،،
          لعلك الآن تريد أن تقول لي: إنك مُبالغ، فالتدخين لا يعني كل هذا، فمن قال: إنني عبدٌ للسجائر، السجائر مجرد دخان أنفخه، ربما أنفخ فيها همي وضيقي ليس إلا!!!

          دعني أُقرب لك الأمر، عندما تكون نائمًا وإذا بأذان الفجر ينادى عليك: (الله أكبر .. حي على الصلاة .. حي على الفلاح .. الصلاة خير من النوم)، وإذا بك تتكاسل ولا تلبي النداء لمقابلة الله جل وعلا، لكنك في المقابل إذا أردت أن تدخن سيجارة تفتش سريعًا في جيوبك، تسأل من حولك، تسرع لكي تشتريها ولا تبالي بما تدفع لكي تنالها، وإن لم يكن معك تسولت لأجلها..! كلُ ذلك في سبيل سيجارة..!، وبعد كل هذا تزعم أنك لست عبداً لها!!

          إنني لا أبالغ حين أقول إن هذه السيجارة:
          - تقدح في إيمانك..
          - تنقص من قدرك عند الله..
          - تُظلم قلبك..
          - تُوردك غدًا موردًا عسرًا.

          ثم من خدعك بأن السيجارة تفرج الهمَّ؟!!
          الله وحده مفرج الكرب، وما عند الله لا ينال إلا بطاعته، والسيجارة معصية كما سأثبت لك بإذن الله، فكيف تنال رضا الله بمعصيته؟.. وكيف تظن أن السعادة والطمأنينة وراحة البال جزاء من يعصي الله؟
          والله يقول: {أَلاَ بِذِكْرِ اللّهِ تَطْمَئِنُّ الْقُلُوبُ} الرعد: آية_28، والله يقول: {وَالَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ وَآمَنُوا بِمَا نُزِّلَ عَلَى مُحَمَّدٍ وَهُوَ الْحَقُّ مِن رَّبِّهِمْ كَفَّرَ عَنْهُمْ سَيِّئَاتِهِمْ وَأَصْلَحَ بَالَهُمِْ} محمد: آية_2.

          أخي المسلم،،،
          لعلك - إن أنصفت نفسك - تقر بأنك تحتاج أن تتخلص من عبودية كل شيء سوى الله.

          وأول ذلك : أن تستشعر فقرك وشدة احتياجك إلى الله، وحينئذٍ عليك أن تقف حيث يريد الله، فلا تخطو خطوة إلا إذا أدركت أنه أذن لك، أما إذا وقفت مع نفسك واتبعت الهوى فإنه سبيل الردى، ألا تعلم أن أهل الجنة هم الذين يخشون ربهم ويخالفون أهواءهم؟ {وَأَمَّا مَنْ خَافَ مَقَامَ رَبِّهِ وَنَهَى النَّفْسَ عَنِ الْهَوَى} النازعات:آية_40

          إذا تبين لك ما سبق، فتعالَ بنا نسأل أهل العلم من العلماء العاملين الربانيين:



          هل التدخين حلال أو حرام؟

          بداية علينا أن نلمَّ ببعض الأمور الخاصة بالتدخين، وهى ظواهر واقعية ليست من نسج الخيال، حتى نصل إلى الحكم الشرعي.

          ظواهر حول التدخين
          أولاً: التدخين بداية الضلال
          ثبت أن التدخين - في غالب الأحوال - هو بداية الطريق إلى المخدرات والمسكرات، بل ارتبط التدخين بكثير من الشخصيات غير السوية من المنحرفين والمجرمين، وهذا الأمر واقعٌ وملموس ولا يحتاج إلى دليل لإثباته، وإذا كان الأمر كذلك فإن الفطرة السليمة ينبغي أن تنفر منه.

          ثانيًا: التدخين يتلف الصحة
          إن أكثر أمراض الجهاز التنفسي وغيره نتيجة التدخين، ومن العجب أنني زرت أحد المرضى فرأيته يدخن فسألته: "أتفعل بك السيجارة كل هذا ولازلت تدخن؟"، فأجاب : "إنني أنتقم منها هكذا كما انتقمت مني"، قلت: "سبحان الله أي عقل هذا ؟!!"، ولكنه أسر الهوى نسأل الله لنا ولكم العافية في الدنيا والآخرة.

          ثالثًا: التدخين تقليد للمشركين
          أغلب الشباب وقعوا فريسة هذا الوباء بسبب اعتقادهم أن التدخين من صفات الرجولة، وهو يحاكي في ذلك الممثل فلان أو المطرب فلان ليبدو أمام الناس مثلهم، وأقول لهؤلاء: إن المحب لمن يحب مطيع، فإذا أنت أطعت إنسانًا وحاولت تقليده فهذا دليل لمحبتك له حتى وإن أنكرت ذلك، والطامة الكبرى أن النبي صلى الله عليه وسلم أخبر أن: "المرء مع من أحب" متفق عليه، فهل تحب أن تكون يوم القيامة مع هؤلاء الذين تقلدهم؟

          رابعًا: التدخين ضياع للدين
          الشريعة الإسلامية جاءت لتحقق مقاصد محددة، من هذه المقاصد حفظ الدين، والتدخين يعارض ذلك فإنه ضياع لدين المرء وهاكم الدليل:

          1- المدخن لا يُستجاب دعاؤه
          فعن أبى موسى الأشعري رضي الله عنه قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "ثلاثة يدعون الله عز وجل فلا يستجاب لهم: رجل كانت تحته امرأة سيئة الخُلق فلم يطلقها، ورجل كان له على رجل مال فلم يشهد عليه، ورجل آتى سفيهًا ماله وقال الله تعالى: {ولا تؤتوا السفهاء أموالكم}" السلسلة الصحيحة_1805.

          والشاهد في الحديث:
          أن الرجل الذي آتى السفهاء أمواله لا تُستجاب دعوته في طلب المال وسعة الرزق، وكل مدخن يُضيع ماله ويضعه عند السفهاء الذين يزينون له الباطل، وهذا يعني أنه يُعرِّض نفسه لسخط الله فلا يَقبل دعاءه، وهذا ضياع لدين المرء، كيف لا والدعاء مخ العبادة!، وقد قال الله تعالى {وَلاَ تُسْرِفُواْ إِنَّهُ لاَ يُحِبُّ الْمُسْرِفِينَ}الأنعام:آية_141.

          2- التدخين فيه إصرار على المعصية
          وقد قالوا: "لا صغيرة مع الإصرار"، فالإصرار على الصغائر يحولها كبائر، قال الله تعالى: {إِن تَجْتَنِبُواْ كَبَآئِرَ مَا تُنْهَوْنَ عَنْهُ نُكَفِّرْ عَنكُمْ سَيِّئَاتِكُمْ وَنُدْخِلْكُم مُّدْخَلاً كَرِيمًا} النساء:آية_31.

          3- التدخين يجعلك من أولياء الشيطان
          قال الله تعالى: {إِنَّ الْمُبَذِّرِينَ كَانُواْ إِخْوَانَ الشَّيَاطِينِ وَكَانَ الشَّيْطَانُ لِرَبِّهِ كَفُورًاًِ} الإسراء:آية_27، والتدخين إهلاك للمال في غير حقه، وإسراف وتبذير، وهذا الذي يجعل للشيطان عليك سلطانًا، فما إن يدعوك لشيء حتى تجيبه سريعًا؛ قال تعالى على لسان إبليس: {وَمَا كَانَ لِيَ عَلَيْكُم مِّن سُلْطَانٍ إِلاَّ أَن دَعَوْتُكُمْ فَاسْتَجَبْتُمْ لِي}إبراهيم:آية_22.

          4- التدخين فيه مجاهرة بالإثم
          قال صلى الله عليه وسلم : "كل أمتي معافى إلا المجاهرين" متفق عليه، والمدخن يجاهر بذنبه، بل إن عادة المدخنين السيئة أنك تجدهم يعرضون على غيرهم فعل هذه المعصية ويحرّضونهم عليها، فيدخل هذا في قوله تعالى: {وَلاَ تَعَاوَنُواْ عَلَى الإِثْمِ وَالْعُدْوَانِ}المائدة:آية_2، وكما أن الدال على الخير كفاعله، فكذلك الدال على الشر ينال وزره من غير أن ينقص من وزر صاحب المعصية شيئًا. فانظر كل من دعوته إلى سيجارة فأخذها منك أخذت وزره، كل من حرضته على اقتراف هذه المعصية تأخذ ذنبه لأنك دفعته لفعل ما يسخط الله.
          أليس كل هذا يدمر دينك ، وينقص من إيمانك ؟!
          كن من اليوم عامل بناء لا عامل هدم، عليك أن تنصح غيرك بترك التدخين، كما كنت بالأمس تحرضهم على فعله، حتى تكتب لك من الحسنات الماحيات ما يكفر عنك خطاياك، قال الله تعالى: {إِنَّ الْحَسَنَاتِ يُذْهِبْنَ السَّـيِّئَاتِ ذَلِكَ ذِكْرَى لِلذَّاكِرِينَ}هود:آية_114.

          5- التدخين إهلاك للنفس
          من مقاصد الشريعة الإسلامية حفظ النفس، وقد ثبت علميًا أن التدخين سبب لإهلاك النفس وهذا الدليل:

          قالوا : إن كل سيجارة تهدم من عُمر المدخن خمس دقائق ونصف نظرياً
          ولعلك ستقول: هذا كلام لا أصل له، فالعُمر بيد الله جل وعلا، ولقد عاشرت من المدخنين الكثير ولم يحصل لهم ما تقول؟!!، والجواب: إن هذا الذي أسوقه إليك ثابت علميًا وليس محض تكهنات وتخمينات، وما الذي يدريك أن تكون فريسة لهذه الأوبئة التي تنتج عن التدخين، فلا تغتر بغيرك، أليس قد مات بها فلان وفلان؟‍‍‍ فلماذا تنظر إلى الأمر بشكل معكوس؟، ما هو الرصيد الذي ادّخرته عند الله ليدفع عنك هذا البلاء؟
          قال صلى الله عليه وسلم :"تعرف إلى الله في الرخاء يعرفك في الشدة" صحيح الجامع_2961، وأنت لمَّا كنت صحيح البدن أهلكته في معصية الله، فمن الذي يضمن لك العافية بعد ذلك؟!!

          قالوا: إن عدد ضحايا الإيدز في عشر سنوات بلغ 1.5مليون (مليون ونصف)، مات منهم 300000 (ثلاثمائة ألف) ، بينما ضحايا التدخين 2.5 مليون (مليونين ونصف) سنويًا
          تعرف ذلك الرجل الذي كان يظهر في صورة "راعي بقر" في إعلان إحدى شركات السجائر في العالم، تعرف كيف مات ؟!!، لقد مات بسرطان الرئة بسبب التدخين، وكانت آخر كلماته قبل أن يلفظ أنفاسه: "السجائر تقتلكم وأنا الدليل".

          أضرار السجائر كما ورد في تقرير الكلية الملكية البريطانية:

          - إن القطران الموجود في السجائر يحتوى على كمية من المواد المسببة للسرطان كسرطان اللسان والفك والبلعوم والمريء وجدار المعدة، ويتغير اللعاب من قلوي إلى حمضي فلا يهضم النشويات فتحدث قرحة المعدة.

          - السجائر من أكبر الأسباب للإصابة بسرطان الرئة.

          - النيكوتين يؤثر على ضربات القلب فتزيد في الدقيقة من عشر إلى خمس عشرة ضربة لمدة ربع ساعة مما يعد جهداً زائداً على القلب.

          - بسبب التدخين تنخفض درجة حرارة الدم في الأطراف فيسبب ضيق الأوعية الدموية لامتصاصها النيكوتين.

          - يرتفع ضغط الدم عشر درجات لمدة نصف ساعة.

          - التدخين يسبب الشلل الرعاش، وهو ذو تأثير كبير على شرايين الجسم لاسيما شريان المخ، كما أنه يؤثر في زيادة التصاق الصفائح المسئولة عن تكوين الجلطات فيؤدى إلى جلطة القلب وموت الفجأة، أعاذنا الله وإياكم منه.

          - يؤدى النيكوتين عند تفاعله مع أول أكسيد الكربون إلى حدوث الذبحة الصدرية.

          - ناهيك عن نقص الشهية ، وضعف المعدة، وسرطان البنكرياس، أورام المثانة، سرطان الكلى، الضعف الجنسي.

          - كما ثبت أنه يصيب العصب البصري، وقد يتسبب في حالات عمى لا يُشفى منها غالباً.

          هذا - والله - ليس من كيسي ولم اخترعه من بنات أفكاري، إنها تقارير طبية علمية ثابتة، وسَلْ عنها أهل التخصص يخبروك بالمزيد.

          6- التدخين يفني المال
          - وقد مر بنا أن الله لا يحب المسرفين، وأنه لا تستجاب دعوة من يؤتي السفهاء ماله، وأن المبذرين إخوان الشياطين.
          - وقد ذكرت الإحصائيات أن المصريين أنفقوا على التدخين عام 1996م حوالي 1.7 مليار دولار (6مليار جنيه تقريباً).
          - وأكدت منظمة الصحة العالمية أن المصريين يحرقون حوالي 40 مليار سيجارة في السنة.

          وهنا أسأل:
          إذا وفرنا المبلغ الضخم سنويًا، أليس في ذلك إصلاح لاقتصاد البلاد، فنستطيع سداد ديوننا التي قصمت ظهورنا ووضعت أنفنا في التراب؟!

          - إنك تستطيع لو ادخرت ثمن علبة السجائر أن تجمع مالاً تؤدى به عمرة في رمضان كل عام، قال صلى الله عليه وسلم: "عمرة في رمضان كحجة معي"صحيح الجامع_4098.
          - إنك تستطيع أن تنفق هذا المال بأن تكفل يتيمًا. قال صلى الله عليه وسلم : "أنا وكافل اليتيم كهاتين فى الجنة" وأشار بالسبابة والوسطى رواه البخاري_6005 .
          - إنك تستطيع أن تضعه في بناء مسجد أو مستشفى أو معهد ديني فتكون لك صدقة جارية، واعلم أن من أسباب العلاج الصدقة فإنها تطفئ الخطيئة، وتقيم المرء من عثراته، وهى مفتاح لرضا الرب جل وعلا.


          أدلة القرآن على تحريم الدخان
          والآن - وبعد استعراض هذه الظواهر - يأتي الدور على الأدلة من الكتاب والسنة والتي استدل بها أهل العلم للقول بتحريم التدخين.

          أولاً: قال تعالى: {وَلَا تُلْقُوا بِأيْدِيكُمْ إلَى التّهْلُكَةِ} البقرة:آية_195.
          والآية عامة تشمل كل ما يؤدّي إلى ضرر، وإذا ثبت أن التدخين يسبب الأمراض المهلكة كالسرطان وغيره، فالأصل أن النهي يفيد التحريم، وعليه فالتدخين حرام بنصِّ هذه الآية.

          ثانيًا:قال تعالى: {الَّذِينَ يَتَّبِعُونَ الرَّسُولَالنَّبِيَّ الأُمِّيَّ الَّذِي يَجِدُونَهُ مَكْتُوبًا عِندَهُمْ فِي التَّوْرَاةِوَالإِنْجِيلِ يَأْمُرُهُم بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَاهُمْ عَنِ الْمُنكَرِ وَيُحِلُّلَهُمُ الطَّيِّبَاتِ وَيُحَرِّمُ عَلَيْهِمُ الْخَبَآئِثَ}الأعراف:آية_157.
          وفي الآية دليل على أن الأطعمة نوعان: طيب وخبيث، فإذا سئل هل الدخان من الطيبات أو من الخبائث: فلا ريب أنه خبيث فهو كريه الرائحة، مؤذٍ، فلو حصلت على كمية من الدخان وتركتها في ماءٍ ليلة، ثم أصبحت فشربت هذا النقيع فسوف تموت لأنه سُم، وما كان كذلك فهو خبيث لا محالة، والآية تنص على أن الخبيث محرم.

          ثالثًا:قال الله تعالى:{وَلاَ تَقْتُلُواْ أَنفُسَكُمْ}النساء:آية_29
          فنهى الله عن قتل الإنسان نفسه، والأسباب تأخذ حكم المقاصد، فكل ما أدى إلى حرام فهو حرام، وإذا كان التدخين يسبب الأمراض المهلكة فإنه حرام بلا شك.
          القضية هنا أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: "ومن قتل نفسه بشيء عُذب به في نار جهنم" متفق عليه، فأخاف أن تكون السيجارة سبب هلاكك فتعذب بها يوم القيامة ، قال صلى الله عليه وسلم: "ومن شرب سماً فقتل نفسه فهو يتحساه في نار جهنم خالدًا مخلدًا فيها أبدا" متفق عليه.

          رابعًا: قال الله تعالى: {وَلاَ تُبَذِّرْ تَبْذِيرًا *إِنَّ الْمُبَذِّرِينَكَانُواْ إِخْوَانَ الشَّيَاطِينِ وَكَانَ الشَّيْطَانُ لِرَبِّهِكَفُورًا}الإسراء:آية_26،27.
          قال مجاهد: "لو أنفق إنسان ماله كله في الحق ما كان مبذرًا، ولو أنفق منه مُداً في باطل كان تبذيرًا".
          وقال قتادة: "التبذير النفقة في معصية الله، وفى الفساد، وفى غير الحق"، فدل ذلك على أن التدخين حرام، لأنه تبذير للمال في غير حقه، والتبذير حرام.

          خامسًا: قال تعالى: {وَالَّذِينَ يُؤْذُونَ الْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ بِغَيْرِ مَا اكْتَسَبُوا فَقَدِ احْتَمَلُوا بُهْتَانًا وَإِثْمًا مُّبِينًا}الأحزاب:آية_58.
          والمدخن يؤذي غيره، فالتدخين السلبي أضر من التدخين المباشر، فقد تسبب في إيذاء غيرك باستنشاقه لدخان سيجارتك، ويصير الأمر أشد إذا كان الرجل يعاني من أي مرض في جهازه التنفسي فلا تكن كنافخ الكير إما أن يحرق ثيابك أو أن تجد منه ريحًا خبيثة، والآية ترشد إلى أن إيذاء المؤمنين بأي صورة من الصور بهتانٌ وإثمٌ بين، وما أدى إلى ذلك فلا شك في حرمته.

          سادسًا: قال تعالى: {وَلاَ تُؤْتُواْ السُّفَهَاء أَمْوَالَكُمُ..} النساء: آية_5.
          والسفيه الذي لا يحسن التصرف في المال، كالذي يبذل ماله في حرام، وحكم الشرع أن يحجر على ماله ولا يُمكَّن من التصرف فيه. والشاهد أن شارب السجائر ينفق ماله بسفه، وكل ما أدى إلى لحوق هذا الضرر بالمرء فلا شك في حرمته.

          سابعًا: قال تعالى: {وَكُلُواْ مِمَّا رَزَقَكُمُ اللّهُحَلاَلاً طَيِّبًا}المائدة:آية_88، وقال تعالى: {قُلْ أُحِلَّ لَكُمُ الطَّيِّبَاتُ}المائدة: آية_4، وقال تعالى: {يَا أَيُّهَا الرُّسُلُ كُلُوا مِنَالطَّيِّبَاتِ}المؤمنون: آية_51، وقال تعالى: {كُلُواْ مِن طَيِّبَاتِ مَا رَزَقْنَاكُمْ}الأعراف: آية_160.
          ومجموع هذه الآيات ترشد إلى أن الله أمرنا أن نأكل من الطيبات، ونهانا أن نأكل من الخبائث، والدخان من الخبائث، ومفهوم ذلك أن الخبيث حرام؛ ولذلك فالدخان حرام.

          ثامنًا: قال تعالى : {قُل لاَّ يَسْتَوِي الْخَبِيثُ وَالطَّيِّبُ وَلَوْ أَعْجَبَكَ كَثْرَةُ الْخَبِيثِ فَاتَّقُواْ اللّهَ يَا أُوْلِي الأَلْبَابِ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ} المائدة:آية_100.
          فأرشد جل وعلا إلى أصل فطري لا تحيدُ عنه إلا الفطر السقيمة، إن الطيب لا يمكن معادلته بالخبيث، وانظر إلى بديع قوله {ولو أعجبك كثرة الخبيث} فهو لا يستوي أبدًا بالطيب، وإذا كان الله طيبًا لا يقبل إلا طيبًا، وكل ما أباحه الله فهو طيب، وكل ما نهى عنه فهو خبيث، والدخان خبيث فهو منهي عنه {اتقوا الله يا أولى الألباب} فليس الدخان بمكروه بل حرام {وَمَنْ يَتَّقِ اللهَ يَجْعَل لَهُ مَخْرَجاً} الطلاق:آية_2.



          أدلة السنة
          مر بك - أخي المسلم - أدلة القرآن الصريحة، وإليك من مشكاة النبوة أدلة أَخَر:

          الدليل الأول :
          قال صلى الله عليه وسلم: "لا ضرر ولا ضرار" صحيح: إرواء الغليل_896.
          والشاهد أن التدخين يضرك كما يضر غيرك ، والنفي هنا بمعنى النهي ، والأصل في النهي التحريم، فكل ما أدى إلى لحوق الضرر بالمرء ، أو أن يلحق الضرر بالغير فهو حرام.

          الدليل الثاني:
          عن المغيرة بن شعبة قال : سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: "إن الله كره لكم ثلاثاً: قيل وقال ، وإضاعة المال ، وكثرة السؤال" متفق عليه، والتدخين فيه إضاعة للمال فيما لا يحل ولا ينفع.

          الدليل الثالث:
          قال صلى الله عليه وسلم : "من كان يؤمن بالله واليوم الآخر فلا يُؤذي جاره" رواه البخاري_6475.
          والمدخن يؤذي جاره ، فالذي يجلس بجواره يتأذى من هذه الرائحة الخبيثة، وربما تسبب في ضيق تنفس المرء، وهذا معلوم ومشاهد.

          فيا من رضيت بالله ربًا وبمحمد صلى الله عليه وسلم رسولاً وبالإسلام دينًا..
          يا من تؤمن باليوم الآخر إيذاء الغير حرام..
          لا تؤذ نفسك، ولا تضر غيرك بتدخينك لهذه السيجارة!!

          الدليل الرابع:
          قال صلى الله عليه وسلم: "من أكل ثوماً أو بصلاً فليعتزلنا" أو قال : "فليعتزل مسجدنا وليقعد في بيته" متفق عليه.
          فالثوم والبصل ليسا من المحرمات، ولكن من أجل رائحتهما نهانا رسول الله صلى الله عليه وسلم عن أكلهما قبل الذهاب للمسجد لأداء الصلاة، حتى لا يتأذى من بجوارك بهذه الرائحة الكريهة، وهذه الرائحة تتأذى بها الملائكة أيضًا، ورائحة الدخان أقذر من رائحة الثوم والبصل، فالملائكة تتأذى من رائحة المدخن.

          ووجه الاستدلال أن إيذاء الناس حرام ، وإذا كان التدخين سببًا في لحوق هذا الضرر بالناس، فلا شك في تحريمه.



          وقفة مع النفس
          ما زلت لا أَمَلُّ في نصحك لعلك تضع يدك في يدي، لأنتشلك من حضيض المعصية إلى عز الطاعة.

          أعدّ لهذه الأسئلة جوابًا:
          قال صلى الله عليه وسلم: "لا تزول قدما عبد يوم القيامة حتى يسأل عن عُمره فيما أفناه ، وعن علمه فيم فعل ، وعن ماله من أين اكتسبه وفيم أنفقه ، وعن جسمه فيم أبلاه"صحيح الجامع_7300.

          أيها الشاب ،،،

          أفنيت شبابك في غير طاعة الله!!
          أفنيت عمرك في سيجارة!!
          يا من تعلم أن التدخين حرام: ماذا فعلت بعلمك هذا؟

          يا من تتسول المال..!!
          يا من تسهر الليالى وراء جمع المال..!!
          أنفقت مالك في معصية الله؟!.. أنفقت مالك في السجائر !!

          قال صلى الله عليه وسلم: "إن رجالاً يتخوضون في مال الله بغير حق فلهم النار يوم القيامة" رواه البخاري_3118.

          يا صحيح البدن ..!
          يا من عافاك الله ثم أدمنت التدخين..!
          ستسأل غدًا عن بدنك هذا لماذا أبليته؟!

          فالمال مال الله إذا أنفقته في غير حقه دخلت النار لأنك جحدت نعمة ربك عليك وما أديت شكرها. إن كنت بعد هذا كله غير مقتنع بحرمة التدخين، فما عساك تقول في هذه الفتاوى؟؟


          أفتت اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء بالمملكة العربية السعودية بأن:
          "شرب الدخان حـــــــــــــــرام؛ لكثرة ضرره، ولكونه إنفاقاً للمال في إسراف، ولقد نهى الله عن الإسراف، ولكونه خبيثًا، وبناء عليه فالاتجار فيه حرام، والكسب منه حرام، وإنتاجه حرام، وصناعته حرام، وبيعه وشراؤه حرام".

          هل تستطيع أن تدخن وأنت داخل المسجد؟
          هل تستطيع أن تدخن وأنت تقرأ القرآن؟ أو حينما تذكر الله تعالى؟

          لماذا؟!!..هل سألت نفسك يوماً لماذا؟
          إنها فطرتك السليمة تأبى أن تجمع بين طاعة الله ومعصيته فى آن واحد.

          من الناس من يقول: التدخين مكروه، وأنا سأنزل معك جدلاً إلى هذا الرأي، لكن سأسألك: من الذي كرهه؟ أليس هو الله؟ أتحب أن تأتي عملاً يكرهه الله؟

          إنك إذا أحببت شخصًا تخشى أن تفعل شيئًا يكرهه، فما بالك تصنع هذا مع رب العالمين الذي خلقك فسواك فعدلك؟‍‍‍‍‍؟ {مَّا لَكُمْ لَا تَرْجُونَ لِلَّهِ وَقَارًا} نوح: آية_13.

          أخيرًا..
          الحق ما نطقت به أفواه الأعداء ، فانظر إلى كلام غير المسلمين ممن يحذرون من مغبة التدخين.
          · يقول أدسن : "إنني أوثر أن أرى مع أي إنسان مسدساً يسدده إلى فمه من أن أرى لفافة تبغ بين شفتيه".
          · قال هنري فورد: "حذار أن يستقبل الشاب الحياة وهو محجوب بسُحب الدخان الخارج من تلك السيجارة الذميمة فإنها ستقتله حتماً".
          · قال كيزباك - في المجلة الطبية - : "إن من بين كل عشرة مدخنين ثلاثة أو أربعة أو خمسة سيلقون حتفهم نتيجة التدخين حتماً".
          · تقرير الكلية الملكية للأطباء في لندن عام 1977م يقول : "إن كمية النيكوتين الموجودة في سيجارة واحدة كفيلة بقتل إنسان في أوج صحته لو أعطيت له بواسطة إبرة في الوريد".
          إن كنت حقاً شعرت بخطورة ما ترتكبه في حق دينك ونفسك وأهلك فلعلك تريد مني - الآن - تذكرة الدواء ، وسوف تجده سهلاً ميسورًا بإذن الله تعالى.



          كيف تقلع عن التدخين ؟
          أولاً : صدق التضرع إلى الله تعالى
          إنني لا أقول لك : "أنت تحتاج إلى عزيمة قوية"، "أنت في حاجة إلى إدارة حديدية"، لا.. ، أنت فقط تحتاج إلى رضا الله، وإذا رضي الله عنك أعانك، فالتوفيق بيده وحده جل وعلا ومن مجلبات رضا الله أن تكثر من الدعاء، وليتك تغتنم الثلث الأخير من الليل.

          قال صلى الله عليه وسلم: "ينزل ربنا كل ليلة إلى السماء الدنيا حين يبقى ثلث الليل الآخر فيقول: من يدعوني فأستجيب له ، من يسألني فأعطيه ؟ من يستغفرني فأغفر له؟" متفق عليه.

          قم قبل الفجر بساعة، اغتسل وتوضأ، وقف بين يدي مولاك، ناجه، اسجد بين يديه سجدة طويلة، قل له:
          "إلهي وسيدي؛ إني أحبك ولا أستطيع الاستغناء عنك، فأنا عبدك الفقير المحتاج إليك..
          إلهي وسيدي .. عبيدك سواي كثير، وليس لي إلا أنت، أريدك ولا أستطيع..
          غلبتني شهوتي وشقوتي، غرني سترك المدّخر علىَّ، غرتني نفسي الأمارة بالسوء..
          أنا عبدك المذنب الضعيف وأنت الرب الكريم الجليل ، خذ بيدي وناصيتي إليك أخذ الكرام عليك..
          ربِّ إني ظلمت نفسي ظلمًا كثيرًا ولا يغفر الذنوب إلا أنت، اللهم عافني ولا تبتليني..
          يا رب عافني من الدخان، ومن خلطة أهل العصيان، يا رب نقني من ذنوبي بالماء والثلج والبرد..
          يا رب حبب إلي الإيمان، وكرّه إلي الكفر والفسوق والعصيان، يا رب تب علي لأتوب ، يا رب من لي سواك .."

          وهكذا كما يفتح الله عليك، داوم على ذلك حتى يُفتح لك الباب على مصراعيه، واعلم أن الله كريم ولكنك لم تعرف كيف تعامله؟

          ثانياً : أن تكون صاحب قرار
          كن رجلاً، يقولون: "إن الشباب يدخن ليشعر برجولته، والأمر بالعكس لو كنت رجلاً حقًا (فالرجولة إرادة وقوة) اترك السجائر الآن.
          أريدك أن تلقي الآن بعلبة السجائر تحت حذائك، وقل لها: هذا مكانك من الآن فصاعدًا، أنا لن أتلطخ بسببك بعد الآن، أنا لن ألوث إيماني ودمي وحياتي بك بعد هذه اللحظة. واستحضر هنا موقف الصحابي الذي رآه النبي صلى الله عليه وسلم متختمًا بخاتم من ذهب فما كان منه صلى الله عليه وسلم إلا أن خلعه من يده وطرحه أرضًا، فقيل للرجل: "خذه وتصدق به"، فقال قولته الشهيرة: "لا والله لا آخذه أبدًا وقد طرحه رسول الله صلى الله عليه وسلم"، أريدك هكذا، ألق هذه السيجارة تحت قدمك ، وقل : والله لا أرفعها إلى فمي مرة أخرى.

          واعلم - أخي المسلم - أن "من تقرب إلى الله شبرًا تقرب الله إليه ذراعًا"، وأنت حينما تلقي هذه السيجارة وتعاهد الله على التوبة منها فإنك تتقرب إلى الله تعالى بترك المعصية، فثق أن الله سيعينك.

          ثالثاً : الصدقة
          بوب البخاري: الصدقة تكفر الخطيئة، وقال صلى الله عليه وسلم: "تصدقوا ولو بتمرة، فإنها تَسُدَّ من الجائع، وتطفئ الخطيئة كما يطفئ الماء النار"(مرسل:تخريج الإحياء_1/302).
          يا من تشعل الخطايا بفتيل السجائر.. الصدقة تطفئ لهيب الذنوب الغائر..!
          يا من تنفق الأموال من أجل دُخان.. تصدق قبل أن يأتيك نذير يوم الدخان..!
          لماذا لا تشترى بثمن علبة السجائر شريطاً للقرآن، أو محاضرة تنفعك يوم النُصرة أو الخسران؟!!
          لمَ لا تعين به فقيرًا أو مسكينًا، فيقيل الله عثرتك، ويفرج الله عنك من كربات الدنيا والآخرة؟

          رابعاً : الاشتغال بالطاعات
          قالوا: "نفسك إن لم تشغلها بالحق شغلتك بالباطل"، لمّا تركت طاعة الله، لمّا فرطت فى الصلاة، وتركت ورد القرآن، وعُدت ممن يذكرون الله قليلاً، لمّا حدث كل هذا وغيره شغلتك نفسك بالمعاصي ورُحت فريس الشيطان وأوليائه.

          أريدك أن تجعل لك في اليوم والليلة برنامجًا للطاعات:
          - اليوم مثلاً تستغفر الله تعالى عشرة آلاف مرة.
          - تزور مريضًا ولاسيما مرضى السل والسرطان وغيرهم ممن يحملون لك الموعظة والذكرى.
          - تذهب إلى القبور فإنها تذكّر بالآخرة، قف أمام القبر وقل في نفسك هذه هي آخرة المطاف، فكيف بي إذا عُرضت على ربي غدًا وفي يدي تلك السيجارة ؟!!
          - صِلْ رحمك وعظهم، احملْ لهم شريطًا يذكرهم بالله.
          - اذهب لحضور درس علم ..
          - اليوم ستبدأ بقراءة جزء من القرآن ثم تبدأ في الإكثار حتى تصير تختم القرآن كل أسبوع.

          يا من تدخن ،،،
          حتى تفرج همك... أكثر من الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم يغفر الله ذنبك ويكفك همك.
          يا من تظن أن علاجك في أشعة الليزر أو الإبر الصينية .. الله وحده القادر على أن يشفيك، وإنما هذه أسباب فلا ينصرف قلبك للسبب وتترك سبب الأسباب. القلوب بين إصبعين من أصابع الرحمن إن شاء هداك وإلا ضللت، فقط عليك أن تستعمل أخلاق الأطفال حينما تتعامل مع الله جل وعلا، فإن الطفل إذا طلب شيئًا فلم يُعطه يبكي.

          ابكِ على خطيئتك.. ادعه بحرقة قلبك.
          قل له : يا حي يا قيوم برحمتك أستغيث أصلح لي شأني كله ولا تكلني إلى نفسي طرفة عين.
          قل : يا مقلب القلوب ثبت قلبي على دينك، يا مصرف القلوب والأبصار صرف قلبي إلى طاعتك .
          قل له : يا رب اقذف في قلبي بغض السجائر، وحبب إلىَّ طاعتك.
          اسجد .. مرغ وجهك في التراب.

          عرفت أن السجائر حرام.. فهل ستنتهي عنها؟!
          هذه السيجارة ستجرك إلى الخسران.. هذه السيجارة الآن تحت قدمك أليس كذلك ؟!!

          ما زلت أفتش في بضاعتي ولا أدخر عنك شيئًا، أما قلت لك: إنني أحبك لأنك مسلم، وأخاف عليك لأنك أخي، ويطير عقلي حين أراك تقدم على الهاوية. ما رأيك في أن تكتب لك براءة من النار ليس فحسب بل براءة من النفاق، فقط ليس عليك إلا أن تحافظ على الصلوات الخمس في جماعة لمدة أربعين يوماً لا تفوتك تكبيرة الإحرام. اعرف أن الأمر ليس عسيرًاعليك، فقط أريدك صادقًا في اللجوء إلى رب العالمين.

          ما رأيك لو وضعت لنفسك جدولاً لمدة أربعين يوماً من الآن:

          أولاً: تصلي الصلوات الخمس في جماعة لا تفوتك تكبيرة الإحرام.

          ثانيًا: تحافظ على النوافل، فمن صلى لله في اليوم والليلة اثنتي عشرة ركعة تطوعًا بنى الله له بيتاً في الجنة.

          ثالثًا: تتصدق يوميًا ولو بقروش يسيرة.

          رابعًا: تصوم الاثنين والخميس من كل أسبوع: "من صام يوماً في سبيل الله بَعّد الله وجهه عن النار سبعين خريفاً" متفق عليه.

          خامسًا: تختم القرآن خلال هذه الفترة مرتين على الأقل، أي تقرأ كل يوم جزءًا ونصف، واحتسب عند الله ذلك الأجر الكبير؛ فبكلّ حرف تكتب لك عشر حسنات، والله يضاعف لمن يشاء.

          سادسًا: عليك أن تقوم الليل فصلِّ - كما اتفقنا - قبل الفجر ولو ركعتين، وأكثر فيهما من الدعاء-، ولا مانع من أن تردد "سورة الإخلاص" فقد قام بها أحد الصحابة طول الليل، فأخبره النبي صلى الله عليه وسلم أنها ثلث القرآن، وإن شئت صَلِّ قبل أن تنام وأوتر بركعة أو بثلاث كما يفتح الله عليك.

          سابعًا: حافظ على حضور درس علم في المسجد أسبوعيًا.

          ثامنًا: حافظ على سماع شريط لمحاضرة يوميًا، أدم على سماع القرآن بدل الأغاني والموسيقى التي تنبت في القلب النفاق.

          تاسعًا: يحبذ أن تعتكف كل يوم في المسجد، والأصل أن تجلس بعد صلاة الفجر حتى تطلع الشمس ثم تصلي الضحى (بعد شروق الشمس بنحو ثلث الساعة) إذا فعلت ذلك كتبت لك أجر حجة وعمرة تامة تامة تامة، فكتب لك هذا الثواب العظيم بهذا العمل اليسير، وإن فاتك هذا فلا مانع من أن تجلس بين المغرب والعشاء مثلاً أو في أي وقت لتذكر الله حتى يتعلق قلبك بالمسجد فتكون في زمرة السبعة الذين يظلهم الله بظله يوم لا ظل إلا ظله.

          عاشرًا: حافظ على أذكار الصباح (بعد صلاة الفجر) والمساء (بعد صلاة العصر حتى المغرب) وهناك مطبوعات كثيرة الآن يمكنك أن تشتري إحداها كحصن المسلم أو غيره، وتردد هذه الأذكار حتى تحفظها.

          والله ستشعر بسعادة غامرة ، والله لن تملك نفسك من فرط الفرح والهناءة، فقط جَرِّب ولن تخسر شيئًا، بل ستثقل ميزان حسناتك.

          وصلى الله وسلم على سيدنا محمد وآله وصحبه

          زائرنا الكريم نحن معك بقلوبنا
          كلنا آذان صاغيه لشكواك ونرحب بك دائما
          في
          :

          جباال من الحسنات في انتظارك





          تعليق

          المحتوى السابق تم حفظه تلقائيا. استعادة أو إلغاء.
          حفظ-تلقائي
          x
          إدراج: مصغرة صغير متوسط كبير الحجم الكامل إزالة  
          x
          أو نوع الملف مسموح به: jpg, jpeg, png, gif
          x
          x
          يعمل...
          X