إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

الحل ايه

تقليص
X
  •  
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • الحل ايه

    بسم الله الرحمن الرحيم.

    ساعدوني وقولولي اعمل ايه؟

    فرح أخوي قرب والفرح مش مختلط لكن فيه أغاني ورقص ......وأنا ملتزمة من سنتين تقريبا وتركت سماع الأغاني الحمد لله ومن سنتين مرحتش أي فرح ...

    حتى مكسبش أي اثم أو اسمع أي أغنية .......لكن المشكلة في فرح أخوي مقدرش انو ما أروح ......

    لكن أهلي بقولي لي انو كلها ساعتين .......وبقولولي انو لو ما اشتركتي معنا في الرقص والتصفيق يعني مجاراة الحفل

    حيظن المدعوون انك مش راضية عن العروس......أو انتي غيرانة منها......وألف تفسير وتفسير

    لكن قولت ليهم أنا ححضر الفرح وحجلس كأي مدعوا ........

    مش عارفة اعمل ايه ؟؟؟؟
    لازم أحضر........لكن اتصرف ازاي؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟

    نفسي بالفرح الله يكون راضي عني
    نفسي نفرح وربنا مش زعلان

    اقترحت عليهم الفرح الاسلامي..........قالولي تبقي تعملي لنفسك بفرحك....

    يا رب الفرج من عندك

  • #2
    رد: الحل ايه

    بِسْمِ اللهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ
    الأخت السائلة الكريمة
    السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
    أسْتَئْذِنُكِ في مُطَالَعَةِ المَوْضُوع التَّالِي، فَفِيهِ سُؤَال مُشَابِه لسُؤَالِكِ، وقَدْ تَمَّ الرَّدّ عَليْهِ بالتَّفْصِيلِ:
    https://forums.way2allah.com/showthread.php?t=159826

    وهذا مَا أعْلَمُ، واللهُ تَعَالَى أعْلَى وأعْلَمُ.
    والسَّلاَمُ عَلَيْكُمْ ورَحْمَةُ اللهِ وبَرَكَاتُهُ

    زائرنا الكريم نحن معك بقلوبنا
    كلنا آذان صاغيه لشكواك ونرحب بك دائما
    في
    :

    جباال من الحسنات في انتظارك





    تعليق


    • #3
      رد: الحل ايه

      المشاركة الأصلية بواسطة فريق استشارات سرك فى بير مشاهدة المشاركة
      بِسْمِ اللهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ
      الأخت السائلة الكريمة
      السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
      أسْتَئْذِنُكِ في مُطَالَعَةِ المَوْضُوع التَّالِي، فَفِيهِ سُؤَال مُشَابِه لسُؤَالِكِ، وقَدْ تَمَّ الرَّدّ عَليْهِ بالتَّفْصِيلِ:
      https://forums.way2allah.com/showthread.php?t=159826

      وهذا مَا أعْلَمُ، واللهُ تَعَالَى أعْلَى وأعْلَمُ.
      والسَّلاَمُ عَلَيْكُمْ ورَحْمَةُ اللهِ وبَرَكَاتُهُ

      أخي جزاك الله خيرا
      ولكن مقدرش ما أحضر الفرح لانو ماما تغضب علي
      سؤالي أخي الفاضل أتصرف ازاي داخل الصالة ......هل من الحكمة ان أجلس كأي مدعوا أو ما ذا أفعل بارك الله فيك.

      تعليق


      • #4
        رد: الحل ايه

        بِسْمِ اللهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ
        الأُخْتُ السَّائِلَةُ الكَرِيمَةُ
        السَّلاَمُ عَلَيْكُمْ ورَحْمَةُ اللهِ وبَرَكَاتُهُ
        يَقُولُ اللهُ تَبَارَكَ وتَعَالَى [ وَوَصَّيْنَا الْإِنسَانَ بِوَالِدَيْهِ حَمَلَتْهُ أُمُّهُ وَهْنًا عَلَى وَهْنٍ وَفِصَالُهُ فِي عَامَيْنِ أَنِ اشْكُرْ لِي وَلِوَالِدَيْكَ إِلَيَّ الْمَصِيرُ 14 وَإِن جَاهَدَاكَ عَلى أَن تُشْرِكَ بِي مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ فَلَا تُطِعْهُمَا وَصَاحِبْهُمَا فِي الدُّنْيَا مَعْرُوفًا وَاتَّبِعْ سَبِيلَ مَنْ أَنَابَ إِلَيَّ ثُمَّ إِلَيَّ مَرْجِعُكُمْ فَأُنَبِّئُكُم بِمَا كُنتُمْ تَعْمَلُونَ 15 ]، فَحَثَّ اللهُ عَلَى طَاعَةِ الوَالِدَيْنِ، والبِرِّ والإحْسَانِ لَهُمَا، وطَاعَتِهمَا في الأمْرِ كُلّه، إلاَّ أنْ يُشْرَكَ بِهِ، فَلاَ سَمْعَ ولا طَاعَة، ورَغْمَ ذَلِكَ أيْضًا وَصَّى بمُعَامَلَتِهمَا بالمَعْرُوفِ، ومِنَ الشِّرْكِ باللهِ أنْ يَأمُرَ اللهُ بوَاجِبٍ ويَأمُرَ النَّاسُ وخَاصَّةً الأب والأم بمَعْصِيَةٍ، فَنُقَدِّم طَاعَة الوَالِدَيْنِ عَلَى طَاعَةِ الله بحُجَّةِ أنْ اللهَ أوْصَى بطَاعَتِهِمَا وحَذَّرَ مِنْ غَضَبِهمَا، وهذا مَفْهُومٌ مَغْلُوطٌ غَيْرُ صَحِيحٍ، إذْ أنَّ الله لَمْ يَأمُر بطَاعَتِهمَا في مَعْصِيَتِهِ، ولَمْ يَأمُر بمُرَاعَاةِ غَضَبهمَا عَلَى حِسَابِ غَضَبه، وقَدْ قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ [ عَلَى المَرْءِ المُسْلِمِ السَّمْعُ والطَّاعَةُ فِيمَا أحَبَّ وكَرِهَ، إلاَّ أنْ يُؤْمَرَ بمَعْصِيَةٍ، فَإنْ أُمِرَ بمَعْصِيَةٍ فَلاَ سَمْعَ ولا طَاعَةَ ]، لِذَا، فَإذَا أمَرَ الوَالِدَان بتَرْكِ وَاجِبٍ أو فِعْلِ مَعْصِيَةٍ، وهَدَّدَا بغَضَبِهمَا أو الدُّعَاءِ عَلَى ابْنِهمَا أو مَا شَابَهَ، فَإنَّهُ لا يُطِعْهُمَا فِيمَا أمَرَا بِهِ لأنَّهُ مُخَالِفٌ لشَرْعِ الله، ولَنْ يَضُرَّهُ مِنْ دُعَائِهمَا أو غَضَبِهمَا شَيْء، وحَتَّى إنْ حَدَثَت قَطِيعَة رَحِم بسَبَبِ ذَلِكَ، فَالإثْم عَلَى مَنْ قَطَعَ، ومَعْلُومٌ قَدْر صِلَة الرَّحِم عِنْدَ الله، ولَوْ أنَّ فِعْلَ المَعْصِيَةِ يُبَرِّرُ الحِفَاظ عَلَى صِلَةِ الرَّحِم لأجَازَهُ الله، إلاَّ أنَّهُ في هذا المَوْضِعِ قَدَّمَ طَاعَتهُ وإنْ قُطِعَت بسَبَبِهَا الرَّحِم.

        سُئِلَ الشَّيْخُ ابْن عُثَيْمِين رَحِمَهُ اللهُ (هَلْ يَجُوزُ للمَرْأةِ أنْ تَحْضرَ حَفْل الزَّوَاج إذا كَانَ يَحْدُثُ فِيهِ بَعْض المُخَالَفَات كَتَشْغِيلِ المُوسِيقَى والرَّقْص عَلَى ذَلِكَ والتَّعَرِّي في اللِّبَاسِ؟ وهَلْ يَأثَم الوَلِيّ كَالزَّوْجِ والأبِ إذا أذِنَ لَهَا بحُضُورِ هذا الحَفْل؟ ومَا الحُكْم إذا كَانَت الدَّعْوَة مِنْ قَرِيبٍ يُخْشَى مِنْ عَدَمِ إجَابَة دَعْوَته حُصُول هَجْر وقَطِيعَة رَحِم؟ أفْتُونَا مَأجُورِينَ وجَزَاكُم اللهُ خَيْرًا) فَأجَابَ [ إذا كَانَت الأعْرَاس عَلَى هذا الوَجْهِ الَّذِي ذُكِرَ في السُّؤَالِ؛ فَإنَّهُ لا يَجُوز للإنْسَانِ أنْ يُجِيبَ الدَّعْوَة إلاَّ إذا كَانَ قَادِرًا عَلَى إزَالَةِ المُنْكَر، فَإنَّهُ يَجِبُ عَلَيْهِ أنْ يُجِيبَ لإزَالَةِ المُنْكَر، وأمَّا إذا كَانَ عَاجِزًا فَإنَّهُ لا يَجُوزُ أنْ يَحْضرَ هذه الأفْرَاح الَّتِي تَشْتَمِل عَلَى هذه المُخَالَفَات أو بَعْضهَا، ولا يَحِلّ لأحَدٍ أنْ يَأذَنَ لزَوْجَتِهِ أو ابْنَتِهِ أو مَنْ لَهُ وِلاَيَة عَلَيْهَا بحُضُورِ هذه الحَفَلاَت، وإذا قَالَ أخْشَى أنْ يَحْصُل بَيْنِي وبَيْنَ أقَارِبِي شَيْء مِنَ الجَفَاءِ والقَطِيعَة، فَنَقُولُ: فَلْيَحْصُل هذا، لأنَّهُم هُمْ لَمَّا عَصوا الله عَزَّ وجَلَّ في هذه الأفْرَاحِ الَّتِي هي عَلَى هذا الوَجْهِ لَمْ يَكُن لَهُم نَصِيب مِنْ إجَابَةِ الدَّعْوَة، وإذا قَاطَعُوا فَالإثْم عَلَيْهم، ولَيْسَ عَلَى مَنْ هَجَرَ هذه الأفْرَاح شَيْء مِنَ الإثْمِ ].

        وجَاءَ في فَتَاوَى مَوْقِع إسلام ويب (مَنَعْتُ زَوْجَتِي مِنْ حُضُورِ زِفَاف أخِيهَا لِمَا فِيهِ مِنِ اخْتِلاَطٍ ومُوسِيقَى، فَأبَت إلاَّ أنْ تَحْضرَ رَغْمَ الذِّكْر والمَوْعِظَة، فَمَاذَا أفْعَلُ مَعَهَا؟) فَأجَابُوا [ الحَمْدُ للهِ، والصَّلاَةُ والسَّلاَمُ عَلَى رَسُولِ اللهِ وعَلَى آلِهِ وصَحْبِهِ، أمَّا بَعْـُد: فَقَدْ أحْسَنْتَ في مَنْعِ زَوْجَتكَ مِنْ إتْيَانِ مَكَان المُنْكَر وتَذْكِيرهَا بحُرْمَةِ ذَلِكَ، وعَلَيْكَ مَنْعهَا مِنَ الخُرُوجِ لَهُ إنْ قَدرْتَ عَلَى مَنْعِهَا، فَاسْلُك مَعَهَا مَا اسْتَطَعْتَ مِنَ السُّبُلِ المُمْكِنَةِ لصَدِّهَا عَنْ حُضُورِ ذَلِكَ المُنْكَر، وإنْ كَانَت قَدْ حَضَرَتهُ فَعَلَيْهَا وِزْرهَا ولا إثْمَ عَلَيْكَ. كَمَا إذا فَعَلْتَ مَا يُمْكِنكَ لمَنْعِهَا واسْتَنْفَذْتَ الوَسَائِل المُمْكِنَة ولَمْ تَسْتَطِع ثَنْيهَا فَلاَ حَرَجَ عَلَيْكَ ].

        وأخِيرًا، قَدْ تَقُولِينَ أنَّ هذا الأمْر صَعْب وخَاصَّةً مَعَ الأخِ والوَالِدَيْنِ، ونَقُولُ لَكِ لا، هذا تَخْوِيفُ الشَّيْطَان ليَصُدّكِ عَنْ سَبِيلِ الله، فَقَدْ كُنْتُ يَوْمًا بَلْ أيَّامًا كَثِيرَة في مِثْلِ مَوْقِفكِ، فَلَمْ أحْضِر حَفْل زِفَاف ابْنَة أُخْتِي، ولا حَفْل خِطْبَة أُخْتهَا، ولا حَفَلاَت زِفَاف أبْنَاء وبَنَات أخْوَالِي وعَمِّي، ولا حَتَّى حَفَلاَت زِفَاف أصْدِقَائِي، وفي كُلِّ مَرَّةٍ كُنْتُ أسْمَعُ نَفْس التَّخْوِيفَات بالغَضَبِ وقَطِيعَة الرَّحِم، وكُنْتُ أُبَيِّنُ لَهُم سَبَب الرَّفْض، ورَغْمَ ذَلِكَ لَمْ يَحْدُث شَيْء البَتَّة مِنْ أيِّ طَرَفٍ، ومِثْلِي كَثِيرُونَ جِدًّا بفَضْلِ الله، فَلَسْتُ بِدْعًا مِنَ النَّاسِ مِمَّنْ يُطَبِّقُونَ شَرْعَ الله، ولَكِنْ هذا هُوَ فَضْل اللهِ ووَعْده لمَنِ اتَّقَاه، أنْ يَجْعَلَ لَهُ مِنْ أمْرِهِ يُسْرَا ويَجْعَل لَهُ مَخْرجًا، فَاثْبتِي أُخْتِي الكَرِيمَة، واعْلَمِي أنَّ سِلْعَةَ اللهِ غَالِيَة.

        ونَدْعُو اللهَ لَكِ بالثَّبَاتِ والصَّبْرِ، فهذا ابْتِلاَءٌ مِنَ اللهِ ليَخْتَبِرَ صِدْق إيِمَانكِ، فَحَذَارِ مِنَ الرُّسُوبِ في الاخْتِبَار، ولاَ تَجْعَلِي مَعَ اللهِ أنْدَادًا، ولا تَتَّخِذِي آيَات الخَالِق هُزُوًا لتُرْضِي المَخْلُوق وتَعْصِي الخَالِق، وتَذَكَّرِي قَوْل اللهِ تَعَالَى [ وَمِنَ النَّاسِ مَن يَتَّخِذُ مِن دُونِ اللّهِ أَندَاداً يُحِبُّونَهُمْ كَحُبِّ اللّهِ وَالَّذِينَ آمَنُواْ أَشَدُّ حُبًّا لِّلّهِ وَلَوْ يَرَى الَّذِينَ ظَلَمُواْ إِذْ يَرَوْنَ الْعَذَابَ أَنَّ الْقُوَّةَ لِلّهِ جَمِيعاً وَأَنَّ اللّهَ شَدِيدُ الْعَذَابِ 165 إِذْ تَبَرَّأَ الَّذِينَ اتُّبِعُواْ مِنَ الَّذِينَ اتَّبَعُواْ وَرَأَوُاْ الْعَذَابَ وَتَقَطَّعَتْ بِهِمُ الأَسْبَابُ 166 وَقَالَ الَّذِينَ اتَّبَعُواْ لَوْ أَنَّ لَنَا كَرَّةً فَنَتَبَرَّأَ مِنْهُمْ كَمَا تَبَرَّؤُواْ مِنَّا كَذَلِكَ يُرِيهِمُ اللّهُ أَعْمَالَهُمْ حَسَرَاتٍ عَلَيْهِمْ وَمَا هُم بِخَارِجِينَ مِنَ النَّارِ 167 ]، وقَوْله تَعَالَى [ وَقَدْ نَزَّلَ عَلَيْكُمْ فِي الْكِتَابِ أَنْ إِذَا سَمِعْتُمْ آيَاتِ اللّهِ يُكَفَرُ بِهَا وَيُسْتَهْزَأُ بِهَا فَلاَ تَقْعُدُواْ مَعَهُمْ حَتَّى يَخُوضُواْ فِي حَدِيثٍ غَيْرِهِ إِنَّكُمْ إِذًا مِّثْلُهُمْ إِنَّ اللّهَ جَامِعُ الْمُنَافِقِينَ وَالْكَافِرِينَ فِي جَهَنَّمَ جَمِيعًا ].


        وهذا مَا أعْلَمُ، واللهُ تَعَالَى أعْلَى وأعْلَمُ.

        والسَّلاَمُ عَلَيْكُمْ ورَحْمَةُ اللهِ وبَرَكَاتُهُ

        زائرنا الكريم نحن معك بقلوبنا
        كلنا آذان صاغيه لشكواك ونرحب بك دائما
        في
        :

        جباال من الحسنات في انتظارك





        تعليق


        • #5
          رد: الحل ايه

          المشاركة الأصلية بواسطة فريق استشارات سرك فى بير مشاهدة المشاركة
          بِسْمِ اللهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ
          الأُخْتُ السَّائِلَةُ الكَرِيمَةُ
          السَّلاَمُ عَلَيْكُمْ ورَحْمَةُ اللهِ وبَرَكَاتُهُ
          يَقُولُ اللهُ تَبَارَكَ وتَعَالَى [ وَوَصَّيْنَا الْإِنسَانَ بِوَالِدَيْهِ حَمَلَتْهُ أُمُّهُ وَهْنًا عَلَى وَهْنٍ وَفِصَالُهُ فِي عَامَيْنِ أَنِ اشْكُرْ لِي وَلِوَالِدَيْكَ إِلَيَّ الْمَصِيرُ 14 وَإِن جَاهَدَاكَ عَلى أَن تُشْرِكَ بِي مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ فَلَا تُطِعْهُمَا وَصَاحِبْهُمَا فِي الدُّنْيَا مَعْرُوفًا وَاتَّبِعْ سَبِيلَ مَنْ أَنَابَ إِلَيَّ ثُمَّ إِلَيَّ مَرْجِعُكُمْ فَأُنَبِّئُكُم بِمَا كُنتُمْ تَعْمَلُونَ 15 ]، فَحَثَّ اللهُ عَلَى طَاعَةِ الوَالِدَيْنِ، والبِرِّ والإحْسَانِ لَهُمَا، وطَاعَتِهمَا في الأمْرِ كُلّه، إلاَّ أنْ يُشْرَكَ بِهِ، فَلاَ سَمْعَ ولا طَاعَة، ورَغْمَ ذَلِكَ أيْضًا وَصَّى بمُعَامَلَتِهمَا بالمَعْرُوفِ، ومِنَ الشِّرْكِ باللهِ أنْ يَأمُرَ اللهُ بوَاجِبٍ ويَأمُرَ النَّاسُ وخَاصَّةً الأب والأم بمَعْصِيَةٍ، فَنُقَدِّم طَاعَة الوَالِدَيْنِ عَلَى طَاعَةِ الله بحُجَّةِ أنْ اللهَ أوْصَى بطَاعَتِهِمَا وحَذَّرَ مِنْ غَضَبِهمَا، وهذا مَفْهُومٌ مَغْلُوطٌ غَيْرُ صَحِيحٍ، إذْ أنَّ الله لَمْ يَأمُر بطَاعَتِهمَا في مَعْصِيَتِهِ، ولَمْ يَأمُر بمُرَاعَاةِ غَضَبهمَا عَلَى حِسَابِ غَضَبه، وقَدْ قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ [ عَلَى المَرْءِ المُسْلِمِ السَّمْعُ والطَّاعَةُ فِيمَا أحَبَّ وكَرِهَ، إلاَّ أنْ يُؤْمَرَ بمَعْصِيَةٍ، فَإنْ أُمِرَ بمَعْصِيَةٍ فَلاَ سَمْعَ ولا طَاعَةَ ]، لِذَا، فَإذَا أمَرَ الوَالِدَان بتَرْكِ وَاجِبٍ أو فِعْلِ مَعْصِيَةٍ، وهَدَّدَا بغَضَبِهمَا أو الدُّعَاءِ عَلَى ابْنِهمَا أو مَا شَابَهَ، فَإنَّهُ لا يُطِعْهُمَا فِيمَا أمَرَا بِهِ لأنَّهُ مُخَالِفٌ لشَرْعِ الله، ولَنْ يَضُرَّهُ مِنْ دُعَائِهمَا أو غَضَبِهمَا شَيْء، وحَتَّى إنْ حَدَثَت قَطِيعَة رَحِم بسَبَبِ ذَلِكَ، فَالإثْم عَلَى مَنْ قَطَعَ، ومَعْلُومٌ قَدْر صِلَة الرَّحِم عِنْدَ الله، ولَوْ أنَّ فِعْلَ المَعْصِيَةِ يُبَرِّرُ الحِفَاظ عَلَى صِلَةِ الرَّحِم لأجَازَهُ الله، إلاَّ أنَّهُ في هذا المَوْضِعِ قَدَّمَ طَاعَتهُ وإنْ قُطِعَت بسَبَبِهَا الرَّحِم.

          سُئِلَ الشَّيْخُ ابْن عُثَيْمِين رَحِمَهُ اللهُ (هَلْ يَجُوزُ للمَرْأةِ أنْ تَحْضرَ حَفْل الزَّوَاج إذا كَانَ يَحْدُثُ فِيهِ بَعْض المُخَالَفَات كَتَشْغِيلِ المُوسِيقَى والرَّقْص عَلَى ذَلِكَ والتَّعَرِّي في اللِّبَاسِ؟ وهَلْ يَأثَم الوَلِيّ كَالزَّوْجِ والأبِ إذا أذِنَ لَهَا بحُضُورِ هذا الحَفْل؟ ومَا الحُكْم إذا كَانَت الدَّعْوَة مِنْ قَرِيبٍ يُخْشَى مِنْ عَدَمِ إجَابَة دَعْوَته حُصُول هَجْر وقَطِيعَة رَحِم؟ أفْتُونَا مَأجُورِينَ وجَزَاكُم اللهُ خَيْرًا) فَأجَابَ [ إذا كَانَت الأعْرَاس عَلَى هذا الوَجْهِ الَّذِي ذُكِرَ في السُّؤَالِ؛ فَإنَّهُ لا يَجُوز للإنْسَانِ أنْ يُجِيبَ الدَّعْوَة إلاَّ إذا كَانَ قَادِرًا عَلَى إزَالَةِ المُنْكَر، فَإنَّهُ يَجِبُ عَلَيْهِ أنْ يُجِيبَ لإزَالَةِ المُنْكَر، وأمَّا إذا كَانَ عَاجِزًا فَإنَّهُ لا يَجُوزُ أنْ يَحْضرَ هذه الأفْرَاح الَّتِي تَشْتَمِل عَلَى هذه المُخَالَفَات أو بَعْضهَا، ولا يَحِلّ لأحَدٍ أنْ يَأذَنَ لزَوْجَتِهِ أو ابْنَتِهِ أو مَنْ لَهُ وِلاَيَة عَلَيْهَا بحُضُورِ هذه الحَفَلاَت، وإذا قَالَ أخْشَى أنْ يَحْصُل بَيْنِي وبَيْنَ أقَارِبِي شَيْء مِنَ الجَفَاءِ والقَطِيعَة، فَنَقُولُ: فَلْيَحْصُل هذا، لأنَّهُم هُمْ لَمَّا عَصوا الله عَزَّ وجَلَّ في هذه الأفْرَاحِ الَّتِي هي عَلَى هذا الوَجْهِ لَمْ يَكُن لَهُم نَصِيب مِنْ إجَابَةِ الدَّعْوَة، وإذا قَاطَعُوا فَالإثْم عَلَيْهم، ولَيْسَ عَلَى مَنْ هَجَرَ هذه الأفْرَاح شَيْء مِنَ الإثْمِ ].

          وجَاءَ في فَتَاوَى مَوْقِع إسلام ويب (مَنَعْتُ زَوْجَتِي مِنْ حُضُورِ زِفَاف أخِيهَا لِمَا فِيهِ مِنِ اخْتِلاَطٍ ومُوسِيقَى، فَأبَت إلاَّ أنْ تَحْضرَ رَغْمَ الذِّكْر والمَوْعِظَة، فَمَاذَا أفْعَلُ مَعَهَا؟) فَأجَابُوا [ الحَمْدُ للهِ، والصَّلاَةُ والسَّلاَمُ عَلَى رَسُولِ اللهِ وعَلَى آلِهِ وصَحْبِهِ، أمَّا بَعْـُد: فَقَدْ أحْسَنْتَ في مَنْعِ زَوْجَتكَ مِنْ إتْيَانِ مَكَان المُنْكَر وتَذْكِيرهَا بحُرْمَةِ ذَلِكَ، وعَلَيْكَ مَنْعهَا مِنَ الخُرُوجِ لَهُ إنْ قَدرْتَ عَلَى مَنْعِهَا، فَاسْلُك مَعَهَا مَا اسْتَطَعْتَ مِنَ السُّبُلِ المُمْكِنَةِ لصَدِّهَا عَنْ حُضُورِ ذَلِكَ المُنْكَر، وإنْ كَانَت قَدْ حَضَرَتهُ فَعَلَيْهَا وِزْرهَا ولا إثْمَ عَلَيْكَ. كَمَا إذا فَعَلْتَ مَا يُمْكِنكَ لمَنْعِهَا واسْتَنْفَذْتَ الوَسَائِل المُمْكِنَة ولَمْ تَسْتَطِع ثَنْيهَا فَلاَ حَرَجَ عَلَيْكَ ].

          وأخِيرًا، قَدْ تَقُولِينَ أنَّ هذا الأمْر صَعْب وخَاصَّةً مَعَ الأخِ والوَالِدَيْنِ، ونَقُولُ لَكِ لا، هذا تَخْوِيفُ الشَّيْطَان ليَصُدّكِ عَنْ سَبِيلِ الله، فَقَدْ كُنْتُ يَوْمًا بَلْ أيَّامًا كَثِيرَة في مِثْلِ مَوْقِفكِ، فَلَمْ أحْضِر حَفْل زِفَاف ابْنَة أُخْتِي، ولا حَفْل خِطْبَة أُخْتهَا، ولا حَفَلاَت زِفَاف أبْنَاء وبَنَات أخْوَالِي وعَمِّي، ولا حَتَّى حَفَلاَت زِفَاف أصْدِقَائِي، وفي كُلِّ مَرَّةٍ كُنْتُ أسْمَعُ نَفْس التَّخْوِيفَات بالغَضَبِ وقَطِيعَة الرَّحِم، وكُنْتُ أُبَيِّنُ لَهُم سَبَب الرَّفْض، ورَغْمَ ذَلِكَ لَمْ يَحْدُث شَيْء البَتَّة مِنْ أيِّ طَرَفٍ، ومِثْلِي كَثِيرُونَ جِدًّا بفَضْلِ الله، فَلَسْتُ بِدْعًا مِنَ النَّاسِ مِمَّنْ يُطَبِّقُونَ شَرْعَ الله، ولَكِنْ هذا هُوَ فَضْل اللهِ ووَعْده لمَنِ اتَّقَاه، أنْ يَجْعَلَ لَهُ مِنْ أمْرِهِ يُسْرَا ويَجْعَل لَهُ مَخْرجًا، فَاثْبتِي أُخْتِي الكَرِيمَة، واعْلَمِي أنَّ سِلْعَةَ اللهِ غَالِيَة.

          ونَدْعُو اللهَ لَكِ بالثَّبَاتِ والصَّبْرِ، فهذا ابْتِلاَءٌ مِنَ اللهِ ليَخْتَبِرَ صِدْق إيِمَانكِ، فَحَذَارِ مِنَ الرُّسُوبِ في الاخْتِبَار، ولاَ تَجْعَلِي مَعَ اللهِ أنْدَادًا، ولا تَتَّخِذِي آيَات الخَالِق هُزُوًا لتُرْضِي المَخْلُوق وتَعْصِي الخَالِق، وتَذَكَّرِي قَوْل اللهِ تَعَالَى [ وَمِنَ النَّاسِ مَن يَتَّخِذُ مِن دُونِ اللّهِ أَندَاداً يُحِبُّونَهُمْ كَحُبِّ اللّهِ وَالَّذِينَ آمَنُواْ أَشَدُّ حُبًّا لِّلّهِ وَلَوْ يَرَى الَّذِينَ ظَلَمُواْ إِذْ يَرَوْنَ الْعَذَابَ أَنَّ الْقُوَّةَ لِلّهِ جَمِيعاً وَأَنَّ اللّهَ شَدِيدُ الْعَذَابِ 165 إِذْ تَبَرَّأَ الَّذِينَ اتُّبِعُواْ مِنَ الَّذِينَ اتَّبَعُواْ وَرَأَوُاْ الْعَذَابَ وَتَقَطَّعَتْ بِهِمُ الأَسْبَابُ 166 وَقَالَ الَّذِينَ اتَّبَعُواْ لَوْ أَنَّ لَنَا كَرَّةً فَنَتَبَرَّأَ مِنْهُمْ كَمَا تَبَرَّؤُواْ مِنَّا كَذَلِكَ يُرِيهِمُ اللّهُ أَعْمَالَهُمْ حَسَرَاتٍ عَلَيْهِمْ وَمَا هُم بِخَارِجِينَ مِنَ النَّارِ 167 ]، وقَوْله تَعَالَى [ وَقَدْ نَزَّلَ عَلَيْكُمْ فِي الْكِتَابِ أَنْ إِذَا سَمِعْتُمْ آيَاتِ اللّهِ يُكَفَرُ بِهَا وَيُسْتَهْزَأُ بِهَا فَلاَ تَقْعُدُواْ مَعَهُمْ حَتَّى يَخُوضُواْ فِي حَدِيثٍ غَيْرِهِ إِنَّكُمْ إِذًا مِّثْلُهُمْ إِنَّ اللّهَ جَامِعُ الْمُنَافِقِينَ وَالْكَافِرِينَ فِي جَهَنَّمَ جَمِيعًا ].


          وهذا مَا أعْلَمُ، واللهُ تَعَالَى أعْلَى وأعْلَمُ.

          والسَّلاَمُ عَلَيْكُمْ ورَحْمَةُ اللهِ وبَرَكَاتُهُ

          وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته.

          الله وحده يعلم ما حالتي عند قراءة ما كتبت أخي بارك الله فيك.

          ولكن ما أفعل ....يا ليتني متزوجة ........كنت لا أذهب ولا أعطي أي تبريرات.
          الله ورسوله أغلى.
          الا إن سلعة الله غالية ألا إن سلعة الله الجنة.
          لكن أهلي لن يوافقوا على بقائي وحيدة في البيت أساسا لن يتقبلوا الفكرة والله العظيم ليقولوا عني جنيت

          يا رب بصرني يا رب
          لا حول ولا قوة الا بالله.
          والله أخي أكتب والألم يعتصرني.
          جزاك الله خيرا أخي وباك الله فيك.

          تعليق


          • #6
            رد: الحل ايه

            يا رب مليش غيرك.

            تعليق


            • #7
              رد: الحل ايه

              بِسْمِ اللهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ
              الأُخْتُ السَّائِلَةُ الكَرِيمَةُ
              السَّلاَمُ عَلَيْكُمْ ورَحْمَةُ اللهِ وبَرَكَاتُهُ
              أُقَدِّرُ لَكِ يَا أُخْتَاه مَا تَشْعُرِينَ بِهِ مِنْ حِيرَةٍ وضَغْطٍ عَصَبِيٍّ، وحَاوَلْتُ كَثِيرًا التَّفْكِير في أيَّةِ حُلُولٍ للخُرُوجِ مِنَ المَوْقِفِ، بَعِيدًا عَنِ الكَذِبِ، ولَكِنِّي لَمْ أفْلَح، لِذَا لَمْ يَعُد أمَامنَا إلاَّ اسْتِخْدَامه، وأنْقِلُ إلَيْكِ جُزْءًا مِنْ فَتْوَى في ذَلِكَ:

              جَاءَت الأدِلَّة الشَّرْعِيَّة الصَّحِيحَة تَسْتَثْنِي مِنْ تَحْرِيمِ الكَذِب بَعْض الصُّوَر والحَالاَت، ومِنْ هذه الأدِلَّة:
              حَدِيثُ أُمُّ كُلْثُوم بِنْت عُقْبَة رَضِيَ اللهُ عَنْهَا أنَّهَا سَمِعَت النَّبِيّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ يَقُولُ [ لَيْسَ الْكَذََّابُ الََّذِي يُصْلِحُ بَيْنَ النَّاسِ وَيَقُولُ خَيْرًا وَيَنْمِي خَيْرًا ] رَوَاهُ مُسْلِمُ، وقَوْلُ عَلِيّ بْن أبِي طَالِب رَضِيَ اللهُ عَنْهُ [ إِذَا حَدَّثْتُكُمْ عَنْ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ؛ فَلأَنْ أَخِرَّ مِنَ السَّمَاءِ أَحَبُّ إِلَىَّ مِنْ أَنْ أَكْذِبَ عَلَيْهِ، وَإِذَا حَدَّثْتُكُمْ فِيمَا بَيْنِي وَبَيْنَكُمْ فَإِنَّ الْحَرْبَ خَدْعَةٌ ] رَوَاهُ البُخَارِيُّ ومُسْلِمُ.

              فَاسْتَنْبَطَ العُلَمَاء مِنَ الأدِلَّةِ السَّابِقَةِ -وغَيْرِهَا- بَعْض الأحْكَام، مِنْهَا:
              1- الكَذِبُ لَيْسَ مُحَرَّمًا لذَاتِهِ، بَلْ لِمَا يَتَرَتَّب عَلَيْهِ مِنَ المَفَاسِد.
              2- إذا كَانَ الكَذِبُ سَيُؤَدِّي إلى دَفْعِ مَفْسَدَةٍ أعْظَم، أو جَلْبِ مَصْلَحَةٍ أكْبَر: صَارَ جَائِزًا حِينَئِذٍ، ويَنْبَغِي عَدَم التَّهَاوُن في شَأنِ الكَذِب مَعَ دَعْوَى أنَّهُ لدَفْعِ مَفْسَدَة، بَلْ لاَبُدَّ مِنَ المُوَازَنَةِ الصَّحِيحَةِ بَيْنَ المَصَالِح والمَفَاسِد.
              3- مَنِ اسْتَطَاعَ أنْ يَسْتَغْنِيَ عَنِ الكَذِبِ باسْتِعْمَالِ التَّوْرِيَة والمَعَارِيض: فَلاَ شَكَّ أنَّهُ أوْلَى وأفْضَل، فَقَدْ قَالَ عُمْر بْن الخَطَّاب رَضِيَ اللهُ عَنْهُ [ إنَّ في مَعَارِيض الكَلاَم مَا يُغْنِي الرَّجُل عَنِ الكَذِب ] رَوَاهُ البَيْهَقِيّ في السُّنَنِ الكُبْرَى (10/199).
              ومَعْنَى المَعَارِيض: أي الكَلاَم الَّذِي يَظُنّهُ السَّامِع شَيْئًا ويَقْصِد المُتَكَلِّم شَيْئًا آخَر.

              وهذه أقْوَالٌ لبَعْضِ العُلَمَاء في تَقْرِيرِ هذه الأحْكَام:
              قَالَ أبُو حَامِد الغَزَّالِيّ رَحِمَهُ اللهُ [ اعْلَم أنَّ الكَذِبَ لَيْسَ حَرَامًا لعَيْنِهِ، بَلْ لِمَا فِيهِ مِنَ الضَّرَرِ عَلَى المُخَاطَبِ أو عَلَى غَيْرِهِ، فَإنَّ أقَلََّ دَرَجَاته أنْ يَعْتَقِدَ المُخْبَر الشَّيْء عَلَى خِلاَفِ مَا هُوَ عَلَيْهِ، فَيَكُون جَاهِلاً، وقَدْ يَتَعَلَّق بِهِ ضَرَر غَيْره، ورُبَّ جَهْلٍ فِيهِ مَنْفَعَة ومَصْلَحَة، فَالكَذِب مُحَصِّل لذَلِكَ الجَهْل، فَيَكُون مَأذُونًا فِيهِ، ورُبَّمَا كَانَ وَاجِبًا، فَنَقُولُ: الكَلاَمُ وَسِيلَةٌ إلى المَقَاصِد:
              1- فَكُلّ مَقْصُود مَحْمُود يُمْكِن التَّوَصُّل إلَيْهِ بالصِّدْقِ والكَذِب جَمِيعًا: فَالكَذِبُ فِيهِ حَرَامٌ.
              2- وإنْ أمْكَنَ التَّوَصُّل إلَيْهِ بالكَذِبِ دُونَ الصِّدْقِ: فَالكَذِبُ فِيهِ مُبَاحٌ إنْ كَانَ تَحْصِيلُ ذَلِكَ القَصْد مُبَاحًا.
              3- ووَاجِبٌ إنْ كَانَ المَقْصُودُ وَاجِبًا، كَمَا أنَّ عِصْمَةَ دَمِ المُسْلِم وَاجِبَة، فَمَهْمَا كَانَ في الصِّدْقِ سَفْك دَمِ امْرِئٍ مُسْلِمٍ قَدِ اخْتَفَى مِنْ ظَالِمٍ، فَالكَذِبُ فِيهِ وَاجِبٌ، ومَهْمَا كَانَ لا يَتِمّ مَقْصُود الحَرْب أو إصْلاَح ذَات البَيْن أو اسْتِمَالَة قَلْب المَجْنِي عَلَيْهِ إلاَّ بكَذِبٍ: فَالكَذِبُ مُبَاح إلاَّ أنَّهُ يَنْبَغِي أنْ يَحْتَرِزَ مِنْهُ مَا أمْكَنَ؛ لأنَّهُ إذا فَتَحَ بَاب الكَذِب عَلَى نَفْسِهِ فَيُخْشَى أنْ يَتَدَاعَى إلى مَا يَسْتَغْنِي عَنْهُ، وإلى مَا لا يَقْتَصِر عَلَى حَدِّ الضَّرُورَة، فَيَكُون الكَذِب حَرَامًا في الأصْلِ إلاَّ لضَرُورَةٍ.
              فهذه الثَّلاَث وَرَدَ فِيهَا صَرِيح الاسْتِثْنَاء، وفي مَعْنَاهَا مَا عَدَاهَا إذا ارْتَبَطَ بِهِ مَقْصُودٌ صَحِيحٌ لَهُ أو لغَيْرِهِ.
              - كَمَا لَوْ أخَذَهُ ظَالِمٌ ويَسْألهُ عَنْ مَالِهِ: فَلَهُ أنْ يُنْكِرَهُ، أو يَأخُذَهُ سُلْطَانٌ فَيَسْألهُ عَنْ فَاحِشَةٍ بَيْنَهُ وبَيْنَ اللهِ تَعَالَى ارْتَكَبَهَا: فَلَهُ أنْ يُنْكِرَ ذَلِكَ فَيَقُول: مَا زَنَيْتُ، ومَا سَرَقْتُ، وقَالَ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ (مَنِ ارْتَكَبَ شَيْئًا مِنْ هذه القَاذُورَات فَلْيَسْتَتِر بسِتْرِ الله) وذَلِكَ أنَّ إظْهَارَ الفَاحِشَة فَاحِشَةٌ أُخْرَى ، فَلِلرَّجُلِ أنْ يَحْفَظَ دَمَهُ ومَالَهُ الَّذِي يُؤْخَذ ظُلْمًا، وعرضه بلِسَانِهِ وإنْ كَانَ كَاذِبًا.
              - وكَمَا لَوْ سَألهُ سِرّ أخِيهِ فَلَهُ أنْ يُنْكِرَهُ.
              - وكَمَا لَوْ أرَادَ أنْ يُصْلِحَ بَيْنَ اثْنَيْنِ، وأنْ يُصْلِحَ بَيْنَ الضُّرَّات مِنْ نِسَائِهِ بأنْ يُظْهِرَ لكُلِّ وَاحِدَةٍ أنَّهَا أحَبُّ إلَيْهِ، وإنْ كَانَت امْرَأتهُ لا تُطَاوِعهُ إلاَّ بوَعْدٍ لا يَقْدِر عَلَيْهِ فَيَعِدهَا في الحَالِ تَطْيِيبًا لقَلْبِهَا، أو يَعْتَذِرَ إلى إنْسَانِ وكَانَ لا يَطِيبُ قَلْبهُ إلاَّ بإنْكَارِ ذَنْبٍ وزِيَادَةِ تَوَدُّدٍ فَلاَ بَأسَ بِهِ.
              ولَكِنَّ الحَدّ فِيهِ أنَّ الكَذِبَ مَحْذُورٌ، ولَوْ صَدَقَ في هذه المَوَاضِع تَوَلَّدَ مِنْهُ مَحْذُور، فَيَنْبَغِي أنْ يُقَابَل أحَدهمَا بالآخَر، ويَزِن بالمِيزَانِ القِسْط.
              فإذا عُلِمَ أنَّ المَحْذُورَ الَّذِي يَحْصُل بالصِّدْقِ أشَدُّ وَقْعًا في الشَّرْعِ مِنَ الكَذِبِ فَلَهُ الكَذِب، وإنْ كَانَ ذَلِكَ المَقْصُود أهْوَن مِنْ مَقْصُودِ الصِّدْق فَيَجِب الصِّدْق، وقَدْ يَتَقَابَل الأمْرَانِ بحَيْثُ يَتَرَدَّد فِيهمَا، وعِنْدَ ذَلِكَ المَيْل إلى الصِّدْقِ أوْلَى؛ لأنَّ الكَذِبَ يُبَاح لضَرُورَةٍ أو حَاجَةٍ مُهِمَّةٍ، فَإنْ شَكَّ في كَوْنِ الحَاجَة مُهِمَّة فَالأصْلُ التَّحْرِيم، فَيُرْجَع إلَيْهِ.
              ولأجْلِ غُمُوض إدْرَاك مَرَاتِب المَقَاصِد، يَنْبَغِي أنْ يَحْتَرِزَ الإنْسَانُ مِنَ الكَذِبِ مَا أمْكَنَهُ، وكَذَلِكَ مَهْمَا كَانَت الحَاجَة لَهُ فَيُسْتَحَبُّ لَهُ أنْ يَتْرُكَ أغْرَاضه ويَهْجُرَ الكَذِب ، فَأمَّا إذا تَعَلَّقَ بغَرَضِ غَيْره فَلاَ تَجُوز المُسَامَحَة لحَقِّ الغَيْر والإضْرَار بِهِ، وأكْثَر كَذِب النَّاس إنَّمَا هُوَ لحُظُوظِ أنْفُسِهِم، ثُمَّ هُوَ لزِيَادَاتِ المَال والجَاه، ولأُمُورٍ لَيْسَ فَوَاتهَا مَحْذُورًا، حَتَّى إنَّ المَرْأة لتَحْكِي عَنْ زَوْجِهَا مَا تَفْخَر بِهِ وتَكْذِب لأجْلِ مُرَاغَمَة الضُّرَّات، وذَلِكَ حَرَامٌ.
              وقَالَت أسْمَاء (سَمِعْتُ امْرَأة سَألَت رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ قَالَت: إنَّ لِي ضُرَّة، وإنِّي أتَكَثَّر مِنْ زَوْجِي بِمَا لَمْ يَفْعَل، أُضَارّهَا بذَلِكَ، فَهَلْ عَلَيَّ شَيْء فِيهِ؟ فَقَالَ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ: المُتَشَبِّعُ بِمَا لَمْ يُعْطَ كَلاَبِسِ ثَوْبَيّ زُور) مُتَّفَقٌ عَلَيْهِ.
              وكُلّ مَنْ أتَى بكِذْبَةٍ فَقَدْ وَقَعَ في خَطَرِ الاجْتِهَاد، ليَعْلَم أنَّ المَقْصُودَ الَّذِي كَذبَ لأجْلِهِ هَلْ هُوَ أهَمّ في الشَّرْعِ مِنَ الصِّدْقِ أمْ لا، وذَلِكَ غَامِضٌ جِدًّا، والحَزْمُ تَرْكه، إلاَّ أنْ يَصِيرَ وَاجِبًا بحَيْثُ لا يَجُوز تَرْكه، كَمَا لَوْ أدَّى إلى سَفْكِ دَمٍ أو ارْتِكَابِ مَعْصِيَةٍ كَيْفَ كَانَ.
              وقَدْ نُقِلَ عَنِ السَّلَفِ أنَّ في المَعَارِيض مَنْدُوحَةٌ عَنِ الكَذِبِ، قَالَ عُمَر رَضِيَ اللهُ عَنْهُ (أمَا في المَعَارِيضِ مَا يَكْفِي الرُّجَل عَنِ الكَذِب)، ورُوِيَ ذَلِكَ عَنِ ابْنِ عَبَّاس وغَيْرِه.
              وإنَّمَا أرَادُوا بذَلِكَ إذا اضْطُرَّ الإنْسَان إلى الكَذِبِ، فَأمَّا إذا لَمْ تَكُنْ حَاجَة وضَرُورَة فَلاَ يَجُوز التَّعْرِيض ولا التَّصْرِيح جَمِيعًا، ولَكِنَّ التَّعْرِيض أهْوَن ] انْتَهَى باخْتِصَارٍ مِنْ إحْيَاءِ عُلُوم الدِّين (3/136-139) .

              وقَالَ العِزُّ بْن عَبْد السَّلاَم رَحِمَهُ اللهُ [ الكَذِبُ مَفْسَدَةٌ مُحَرَّمَةٌ، إلاَّ أنْ يَكُونَ فِيهِ جَلْبُ مَصْلَحَةٍ أو دَرْءُ مَفْسَدَةٍ, فَيَجُوز تَارَّة ويَجِب أُخْرَى، ولَهُ أمْثِلَة:
              - أحَدُهَا: أنْ يَكْذِبَ لزَوْجَتِهِ لإصْلاَحِهَا وحُسْن عِشْرَتهَا فَيَجُوز.
              - وكَذَلِكَ الكَذِب للإصْلاَحِ بَيْنَ النَّاس، وهُوَ أوْلَى بالجَوَازِ لعُمُومِ مَصْلَحَتِهِ...
              ثُمَّ ذَكَرَ صُوَرًا أُخْرَى يَجُوزُ فِيهَا الكَذِب ثُمَّ قَالَ : التَّحْقِيقُ في هذه الصُّوَرِ وأمْثَالِهَا أنَّ الكَذِبَ يَصِيرُ مَأذُونًا فِيهِ ] قَوَاعِدُ الأحْكَامِ (ص:112).

              وقَالَ ابْنُ حَزْم رَحِمَهُ اللهُ [ لَيْسَ كُلَّ كَذِبٍ مَعْصِيَة، بَلْ مِنْهُ مَا يَكُون طَاعَةً للهِ عَزَّ وجَلّ وفَرْضًا وَاجِبًا يَعْصِي مَنْ تَرَكَهُ، صَحَّ أنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ قَالَ (لَيْسَ الكَذَّابُ الَّذِي يُصْلِحُ بَيْنَ النَّاسِ فَيَنْمِي خَيْرًا)، وقَدْ أبَاحَ عَلَيْهِ السَّلاَم كَذِب الرَّجُل لامْرَأتِهِ فِيمَا يَسْتَجْلِب بِهِ مَوَدَّتهَا، وكَذَلِكَ الكَذِب في الحَرْبِ، ثُمَّ نُقِلَ الإجْمَاع عَلَى أنَّ المُسْلِمَ يَجِبُ عَلَيْهِ أنْ يَكْذِبَ إذا سَألَهُ سُلْطَانٌ ظَالِمٌ عَنْ مَكَانِ مُسْلِمٍ ليَقْتُلهُ ظُلْمًا، وأنَّهُ إنْ صَدَقَهُ وأخْبَرَهُ بمَوْضِعِهِ كَانَ فَاسِقًا عَاصِيًا ] الفَصْلُ في المِلَلِ (4/5). انْتَهَتِ الفَتْوَى

              ومِمَّا سَبَقَ أُخْتِي الكَرِيمَة، فَيَجُوزُ لَكِ الكَذِب لدَرْءِ المَفْسَدَة بحُضُورِ حَفْلٍ يَشْتَمِل عَلَى مُنْكَرَاتٍ كَثِيرَةٍ كُلّهَا مُحَرَّمَة، والتَّعْرِيض أوْلَى إنِ اسْتَطَعْتِ، فَإنْ لَمْ تَسْتَطِيعِي، فَادَّعِي أنَّكِ مَرِيضَة ولاَزِمِي الفِرَاش طُوَالَ اليَوْم، وقَدِّمِي لذَلِكَ قَبْلَهَا بيَوْمٍ أو يَوْمَيْنِ مَثَلاً حَتَّى لا يُفْهَم أنَّكِ تَدَّعِينَ المَرَض للهُرُوبِ مِنَ الحُضُور فَيُصِرُّونَ عَلَى أخْذِكِ عُنْوَة، بَلْ لاَبُدَّ أنْ يُفْهَم فِعْلاً أنَّكِ مَرِيضَة لَنْ تَسْتَطِيعِي الذّهَاب.

              وهُنَاكَ اقْتِرَاحٌ: أنْ تَذْهَبِي عِنْدَ أحَدٍ مِنْ أقَارِبكِ مِمَّنْ لَنْ يَحْضِرُوا الحَفْل أو صَدِيقَة مِنْ صَدِيقَاتكِ بشَرْطِ ألاَّ يَكُون عُنْوَانهَا مَعْرُوف لأهْلِكِ، وتَبِيتِي هُنَاكَ أو تُضَيِّعِي الوَقْت بشَكْلٍ أو بآخَر حَتَّى يَفُوت مِيعَاد خُرُوج أهْلكِ للحَفْلِ، ولا عَلَيْكِ مِمَّا سَيَحْدُث بَعْدَ ذَلِكَ مِنْ مُشَاحَنَاتٍ، تَقَبَّلِيهَا بصَدْرٍ رَحْبٍ، فَقَدْ أرْضَيْتِ الله، وتَعَامَلِي بلِينٍ ولُطْفٍ، وبَيِّنِي حُكْم الله في هذه الحَفَلاَت.

              أدْعُو اللهَ أنْ يَجْعَلَ لَكِ مِنْ أمْرِكِ يُسْرًا ومَخْرَجًا، اللَّهُمَّ آمِينَ.

              وهذا مَا أعْلَمُ، واللهُ تَعَالَى أعْلَى وأعْلَمُ.
              والسَّلاَمُ عَلَيْكُمْ ورَحْمَةُ اللهِ وبَرَكَاتُهُ

              زائرنا الكريم نحن معك بقلوبنا
              كلنا آذان صاغيه لشكواك ونرحب بك دائما
              في
              :

              جباال من الحسنات في انتظارك





              تعليق


              • #8
                رد: الحل ايه

                اخي هل لي ان اضيف عن كلامك
                موقف تقريبا مثل حالتك لكن لم يكن على حسب ما قال لي ابي انه فيه حرام ولكن اذا حضرت سيبعدني عن الله وسيلهيني عن ذكره بسبب وجود المجالس التي فيها من الغيبة او من الضحك الكثير فكنت اخشى على ايماني وخاصة كنت في جهاد نفسي لحفظ القران وقلت ان ذهبت سيضعف ايماني, طبعا لم يكن باستطاعتي اطلااااااااااااقا اطلاقا ان اكلم امي او ابي واناقشهما في ذلك ابدا عندما يضيق بي الحال هكذا ابكي ويجب الالتجاء الى الله فكنت ابكي بكاءا مريرا مريرا مريرا ابكي من قلب لا اريد الحضور وسابقا قالو لي انه لا يوجد حرام وطلع ام الفساد والاغاني والبدع موجودة حاول ابي في ايقاف ذلك لم يستطع المهم كنت اكلم نفسي وارجو من الله ان لا اذهب معهم ولم اكن انام من كثرة الحزن لا اريد الدنيا اخشى على نفسي جدا ومن ثم صباح ذلك اليوم ولم اكن انام والحزن يغمر قلبي والهم كبير جدا وارجو من الله ان لا يتم ذهابي دخل ابي وامي وتناقشا في هذا الموضوع متى سنذهب وماذا سنلبس وهكذا ابي قال بكل بساطة لو عايزين تروحو روحو لو مش عايزين براحتكم انا عن نفسي ابي يقول ان لازم يزور صديقه ام النساء فلا بئس مش لازم تروحو عندها فرحت كثير كثيرا كثيرا وحمدت الله ونمت واخيرا وانا مرتاحة ولله الحمد المقصد اختي من الكلام انك ادعي وابكي كثيرا حتى يعلم الله صدق نيتك وبالتاكيد وبالتاكيد انه لن يجعلك تذهبين كيف يتم ذلك لا نعلم المهم ان الله سيجعلك بقدرته انك لن تذهبي معهم بطريقة من حيث لا تحتسبي اخينا من الذي لم يجعله يذهب الى تلك الافراح المليئة بالاغاني والحرام ؟.؟؟ الله عزوجل عندما رئى صدق نيته صرف عنه السوء فكذلك اختي انت في اختبار اوضحي الله وبيني له صدق نيتك وتضرعي اليه وستجدين الحل من حيث لاتحتسبي ابدا لم اتوقع والله كنت لا اتصور ابدا ان الموضوع سينحل ببساطة وبدون كلمة من فمي خرجتها حتى اناقش اهلي في صباح ذلك اليوم المفروض ان نذهب قبل الذهاب بساعات الموضوع تحل بكل بساطة كل الي عليكي ان لا تكلمي اهلك ولكن ابكي لله وادعيه من قلبك ان يصرف عنكي هذا السوء

                تعليق

                المحتوى السابق تم حفظه تلقائيا. استعادة أو إلغاء.
                حفظ-تلقائي
                x
                إدراج: مصغرة صغير متوسط كبير الحجم الكامل إزالة  
                x
                أو نوع الملف مسموح به: jpg, jpeg, png, gif
                x
                x
                يعمل...
                X