إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

( ل . ي . ل . خ )

تقليص
X
  •  
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • ( ل . ي . ل . خ )

    نذرت على نفسي أمام الله أن لا أدخل الدردشات والفيس بوك .
    وبعد الإلتزام بالنذر ألتزمت مع ربي ولله الحمد .
    ولاكن هل يجوز أن أعود بغرض الدعوه لله فقط لأني أحس أنهم يريدون من يأخذ بيدهم للنجاه وخاصة أصحابي الذي على الفيس بوك .
    والذي سوف يقول يجوز سوف يتحمل وزري أمام الله
    صيغة النذر ( نذر عليا يارب لن أدخل أي دردشات ولن أدخل على الفيس بوك ولا مواقع غير إسلامية بالإسم والمضمون لأن هناك مواقع إسمها إسلامي و ولاكنها ليست ملتزمة بكل حذافير الإسلام وإذا دخلت اسألك بأسمائك العلى وصفاتك الجلى ألا تدخلني جنتك و أن تدخلني النار و تعيشني في جحيم في الدنيا والأخرة . ونذر علي كذالك ألا يقبل مني أي كفاره للنذر . أي بمعنى أصح لايقبل من كفارة النذر يعني نذر قوي قوي قوي )
    أرجاكم ردو عليا .

  • #2
    رد: ( ل . ي . ل . خ )

    السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

    حياك الله أخي الحبيب

    إنتظر وسيتم الرد عليك قريباً بإذن الله

    بارك الله فيك

    زائرنا الكريم نحن معك بقلوبنا
    كلنا آذان صاغيه لشكواك ونرحب بك دائما
    في
    :

    جباال من الحسنات في انتظارك





    تعليق


    • #3
      رد: ( ل . ي . ل . خ )

      السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

      أخي الحبيب بعد قراءة موضوعك أنت بالفعل نكثت عهدك مع الله

      وها أنت تكتب لنا وهذا منتدى إسلامي

      وإليك هذه الفتوى أخي الحبيب
      الحمد لله

      نحمد الله تعالى على أن وفقك للتوبة النصوح ، ونسأله سبحانه أن

      يثبتك على دينه ، ويرزقك الاستقامة عليه .

      أما ما سألت عنه :

      فمعاهدة الله تعالى من ألفاظ النذر واليمين .

      قال الله تعالى : ( وَمِنْهُمْ مَنْ عَاهَدَ اللَّهَ لَئِنْ آتَانَا مِنْ فَضْلِهِ لَنَصَّدَّقَنَّ

      وَلَنَكُونَنَّ مِنَ الصَّالِحِينَ ) التوبة / 75 .

      قال أبو بكر الجصاص في "أحكام القرآن" (3/208) عن هذه الآية :

      فِيهِ الدَّلالَةُ عَلَى أَنَّ مَنْ نَذَرَ نَذْرًا فِيهِ قُرْبَةٌ لَزِمَهُ الْوَفَاءُ ; لأَنَّ الْعَهْدَ هُوَ

      النَّذْرُ وَالإِيجَابُ اهـ .

      قال الزهري رحمه الله : من عاهد الله على عهد فحنث فليتصدق بما

      فرض الله في اليمين . نقله في المدونة 1/580 وقال : ( وقاله ابن

      عباس وعطاء بن أبي رباح ويحيى بن سعيد . قال ابن وهب عن

      سفيان الثوري عن فراس عن الشعبي قال : إذا قال :

      علي عهد الله فهي يمين) انتهى .

      وقال شيخ الإسلام في "الاختيارات" (ص 562-563) :

      إِذَا قَالَ : أُعَاهِدُ اللَّهَ أَنِّي أَحُجُّ الْعَامَ فَهُوَ نَذْرٌ وَعَهْدٌ وَيَمِينٌ اهـ .

      والنذر إذا كان المقصود منه ما يقصد باليمين وهو حث الشخص أو

      غيره على فعل شيء معين أو عدم فعله فحكمه حكم اليمين . فإذا

      لم يف به وجبت كفارة اليمين .

      قال ابن قدامة في "المغني" (13/622) :

      النَّذْرُ الَّذِي يُخْرِجُهُ مَخْرَجَ الْيَمِينِ , لِلْحَثِّ عَلَى فِعْلِ شَيْءٍ أَوْ الْمَنْعِ

      مِنْهُ , غَيْرَ قَاصِدٍ بِهِ لِلنَّذْرِ , وَلا الْقُرْبَةِ , فَهَذَا حُكْمُهُ حُكْمُ الْيَمِينِ اهـ .

      فعلى هذا عليك كفارة يمين ، وتكفيك كفارة واحدة لكل ما سبق إن

      كان اليمين قد وقع على فعل واحد –وهو الظاهر من السؤال- وإن كان

      اليمين على أفعال متعددة فعليك لكل فعل كفارة .

      قال شيخ الإسلام في "الاختيارات" (ص 562-563) :

      وَمَنْ كَرَّرَ أَيْمَانًا قَبْلَ التَّكْفِيرِ . . فالصَّحِيحُ : إنْ كَانَتْ عَلَى فِعْلٍ فَكَفَّارَةٌ

      وَإِلا فَكَفَّارَتَانِ اهـ .

      وكفارة اليمين هي عتق رقبة أو إطعام عشرة مساكين أو كسوتهم

      فمن لم يجد صام ثلاثة أيام ؛ لقوله تعالى : ) لا يُؤَاخِذُكُمُ اللَّهُ بِاللَّغْوِ

      فِي أَيْمَانِكُمْ وَلَكِنْ يُؤَاخِذُكُمْ بِمَا عَقَّدْتُمُ الأَيْمَانَ فَكَفَّارَتُهُ إِطْعَامُ عَشَرَةِ

      مَسَاكِينَ مِنْ أَوْسَطِ مَا تُطْعِمُونَ أَهْلِيكُمْ أَوْ كِسْوَتُهُمْ أَوْ تَحْرِيرُ رَقَبَةٍ

      فَمَنْ لَمْ يَجِدْ فَصِيَامُ ثَلاثَةِ أَيَّامٍ ذَلِكَ كَفَّارَةُ أَيْمَانِكُمْ إِذَا حَلَفْتُمْ وَاحْفَظُوا

      أَيْمَانَكُمْ كَذَلِكَ يُبَيِّنُ اللَّهُ لَكُمْ آيَاتِهِ لَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ) المائدة / 89 .

      راجع سؤال رقم ( 9985 )

      والله أعلم .


      الإسلام سؤال وجواب

      زائرنا الكريم نحن معك بقلوبنا
      كلنا آذان صاغيه لشكواك ونرحب بك دائما
      في
      :

      جباال من الحسنات في انتظارك





      تعليق


      • #4
        رد: ( ل . ي . ل . خ )

        المشاركة الأصلية بواسطة فريق استشارات سرك فى بير مشاهدة المشاركة
        السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

        أخي الحبيب بعد قراءة موضوعك أنت بالفعل نكثت عهدك مع الله

        وها أنت تكتب لنا وهذا منتدى إسلامي

        وإليك هذه الفتوى أخي الحبيب
        الحمد لله

        نحمد الله تعالى على أن وفقك للتوبة النصوح ، ونسأله سبحانه أن

        يثبتك على دينه ، ويرزقك الاستقامة عليه .

        أما ما سألت عنه :

        فمعاهدة الله تعالى من ألفاظ النذر واليمين .

        قال الله تعالى : ( وَمِنْهُمْ مَنْ عَاهَدَ اللَّهَ لَئِنْ آتَانَا مِنْ فَضْلِهِ لَنَصَّدَّقَنَّ

        وَلَنَكُونَنَّ مِنَ الصَّالِحِينَ ) التوبة / 75 .

        قال أبو بكر الجصاص في "أحكام القرآن" (3/208) عن هذه الآية :

        فِيهِ الدَّلالَةُ عَلَى أَنَّ مَنْ نَذَرَ نَذْرًا فِيهِ قُرْبَةٌ لَزِمَهُ الْوَفَاءُ ; لأَنَّ الْعَهْدَ هُوَ

        النَّذْرُ وَالإِيجَابُ اهـ .

        قال الزهري رحمه الله : من عاهد الله على عهد فحنث فليتصدق بما

        فرض الله في اليمين . نقله في المدونة 1/580 وقال : ( وقاله ابن

        عباس وعطاء بن أبي رباح ويحيى بن سعيد . قال ابن وهب عن

        سفيان الثوري عن فراس عن الشعبي قال : إذا قال :

        علي عهد الله فهي يمين) انتهى .

        وقال شيخ الإسلام في "الاختيارات" (ص 562-563) :

        إِذَا قَالَ : أُعَاهِدُ اللَّهَ أَنِّي أَحُجُّ الْعَامَ فَهُوَ نَذْرٌ وَعَهْدٌ وَيَمِينٌ اهـ .

        والنذر إذا كان المقصود منه ما يقصد باليمين وهو حث الشخص أو

        غيره على فعل شيء معين أو عدم فعله فحكمه حكم اليمين . فإذا

        لم يف به وجبت كفارة اليمين .

        قال ابن قدامة في "المغني" (13/622) :

        النَّذْرُ الَّذِي يُخْرِجُهُ مَخْرَجَ الْيَمِينِ , لِلْحَثِّ عَلَى فِعْلِ شَيْءٍ أَوْ الْمَنْعِ

        مِنْهُ , غَيْرَ قَاصِدٍ بِهِ لِلنَّذْرِ , وَلا الْقُرْبَةِ , فَهَذَا حُكْمُهُ حُكْمُ الْيَمِينِ اهـ .

        فعلى هذا عليك كفارة يمين ، وتكفيك كفارة واحدة لكل ما سبق إن

        كان اليمين قد وقع على فعل واحد –وهو الظاهر من السؤال- وإن كان

        اليمين على أفعال متعددة فعليك لكل فعل كفارة .

        قال شيخ الإسلام في "الاختيارات" (ص 562-563) :

        وَمَنْ كَرَّرَ أَيْمَانًا قَبْلَ التَّكْفِيرِ . . فالصَّحِيحُ : إنْ كَانَتْ عَلَى فِعْلٍ فَكَفَّارَةٌ

        وَإِلا فَكَفَّارَتَانِ اهـ .

        وكفارة اليمين هي عتق رقبة أو إطعام عشرة مساكين أو كسوتهم

        فمن لم يجد صام ثلاثة أيام ؛ لقوله تعالى : ) لا يُؤَاخِذُكُمُ اللَّهُ بِاللَّغْوِ

        فِي أَيْمَانِكُمْ وَلَكِنْ يُؤَاخِذُكُمْ بِمَا عَقَّدْتُمُ الأَيْمَانَ فَكَفَّارَتُهُ إِطْعَامُ عَشَرَةِ

        مَسَاكِينَ مِنْ أَوْسَطِ مَا تُطْعِمُونَ أَهْلِيكُمْ أَوْ كِسْوَتُهُمْ أَوْ تَحْرِيرُ رَقَبَةٍ

        فَمَنْ لَمْ يَجِدْ فَصِيَامُ ثَلاثَةِ أَيَّامٍ ذَلِكَ كَفَّارَةُ أَيْمَانِكُمْ إِذَا حَلَفْتُمْ وَاحْفَظُوا

        أَيْمَانَكُمْ كَذَلِكَ يُبَيِّنُ اللَّهُ لَكُمْ آيَاتِهِ لَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ) المائدة / 89 .

        راجع سؤال رقم ( 9985 )

        والله أعلم .


        الإسلام سؤال وجواب
        والدي القدير أنا لم أعمم النذر على كل المواقع أستثنيت منها المواقع الإسلامية التي تمثل الإسلام بكل حذافيره
        لأن هناك مواقع إسلاميه بالإسم فقط ولايوجد فيها تطبيق الإسلام مثلاً هناك مواقع تدعي أنها إسلامية وهي تفتح المجال لوضع الصور الشخصية فيأتي شخص يضع صورة ماجنة أو فتاة تضع صورة فتاه .
        أرجوك ولله ما أقدر أنام هل نكثتهُ حقاُ
        بالنسبة للنذر النذر طويل جداً في إلتزامات كثيرة والحمد لله لم أنكثها ولاكن أنا أعطيتك نقطتين منه فقط التي هي الدردشة والفيس بوك كي أدعي فيها لله أما دخولي هذا المنتدئ فهذا المنتدئ يعتبر من المواقع الإسلامية التي تطبق ما أمر به الله وأنا أحد المشاركيين في هذا المنتدئ جزاك الله ألف خير والدي القدير لا تخوفني أن دخولي المنتدئ هو نكث للعهد لأن عهدي الثاني لا يسمح لي بالكفارة .

        تعليق


        • #5
          رد: ( ل . ي . ل . خ )

          المشاركة الأصلية بواسطة غير مسجل مشاهدة المشاركة
          والدي القدير أنا لم أعمم النذر على كل المواقع أستثنيت منها المواقع الإسلامية التي تمثل الإسلام بكل حذافيره
          لأن هناك مواقع إسلاميه بالإسم فقط ولايوجد فيها تطبيق الإسلام مثلاً هناك مواقع تدعي أنها إسلامية وهي تفتح المجال لوضع الصور الشخصية فيأتي شخص يضع صورة ماجنة أو فتاة تضع صورة فتاه .
          أرجوك ولله ما أقدر أنام هل نكثتهُ حقاُ
          بالنسبة للنذر النذر طويل جداً في إلتزامات كثيرة والحمد لله لم أنكثها ولاكن أنا أعطيتك نقطتين منه فقط التي هي الدردشة والفيس بوك كي أدعي فيها لله أما دخولي هذا المنتدئ فهذا المنتدئ يعتبر من المواقع الإسلامية التي تطبق ما أمر به الله وأنا أحد المشاركيين في هذا المنتدئ جزاك الله ألف خير والدي القدير لا تخوفني أن دخولي المنتدئ هو نكث للعهد لأن عهدي الثاني لا يسمح لي بالكفارة .
          ولدي الحبيب أرجو منك الإنتظار

          حتى يرد عليك باقي الإخوة في الفريق

          أما أنا فهذا حد علمي بالمسألة

          جزاك الله خيراً

          بارك الله فيك

          زائرنا الكريم نحن معك بقلوبنا
          كلنا آذان صاغيه لشكواك ونرحب بك دائما
          في
          :

          جباال من الحسنات في انتظارك





          تعليق


          • #6
            رد: ( ل . ي . ل . خ )

            بِسْمِ اللهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ
            الأخُ السَّائِلُ الكَرِيمُ
            السَّلاَمُ عَلَيْكُمْ ورَحْمَةُ اللهِ وبَرَكَاتُهُ
            بالنِّسْبَةِ لسُؤَالِكَ، فَفِيهِ أكْثَر مِنْ أمْرٍ لاَبُدَّ مِنَ الوُقُوفِ عَلَيْهم جَمِيعًا لحَلِّ هذه المُشْكِلَة:
            أوَّلاً: النَّذْرُ، وأنْوَاعُهُ، وحُكْمُ النَّكْثِ فِي كُلِّ نَوْعٍ وكَفَّارَتُهُ.
            ثَانِيًا: هَلْ يُمْكِن تَحْوِيل النَّذْر لِمَا هُوَ أفْضَل.
            ثَالِثًا: المَوْقِفُ الشَّرْعِيُّ مِنَ الكَلاَمِ الَّذِي نَذَرْتَ بِهِ، ومَا يَتَرَتَّب عَلَيْهِ مِنَ الالْتِزَامِ بالنَّذْرِ أو لا.

            أوَّلاً: النَّذْرُ، وأنْوَاعُهُ، وحُكْمُ النَّكْثِ فِي كُلِّ نَوْعٍ وكَفَّارَتُهُ:
            النَّذْرُ: أنْ تُوجِبَ عَلَى نَفْسِكَ مَا لَيْسَ بوَاجِبٍ لحُدُوثِ أمْرٍ، ولَهْ نَوْعَان (المُنْجَز والمُعَلَّق)، أمَّا حُكْمهُ فَلاَ يَجِبُ عَلَى المُسْلِمِ أنْ يَنْذُرَ، لَكِنْ وَاجِبٌ عَلَيْهِ الإيِفَاء بالنَّذْرِ إنْ نَذَرَ، وهُنَا يَنْقَسِمُ النَّذْر إلى قِسْمَيْنِ (نَذْرٌ وَاجِبُ الوَفَاءِ، ونَذْرٌ غَيْر وَاجِب الوَفَاء لَكِن فِيهِ كَفَّارَة يَمِين)، وفي ذَلِكَ تُرَاجَعُ الفَتْوَى التَّالِيَة لأنَّهَا مُطَوَّلَة ومُفَصَّلَة
            ملخص أنواع النذر وأحكامه

            الشَّاهِدُ مِنْهَا أنَّ النَّذْرَ الَّذِي نَذَرْتَ بِهِ بعَدَمِ دُخُولِكَ المَوَاقِع والمُنْتَدَيَات غَيْر الإسْلاَمِيَّة والَّتِي لا تُطَبِّق شَرْعَ الله، هُوَ مِنْ نَوْعِ نَذْر الطَّاعَة، وهُوَ النَّذْرُ الَّذِي يَجِبُ الوَفَاء فِيهِ، فَنَذْرُ الطَّاعَةِ هُوَ كُلُّ نَذْرٍ كَانَ في طَاعَةِ الله عَزَّ وجَلَّ كَنَذْرِ الصَّلاَة والصَّوْم والعُمْرَة والحَجّ وصِلَة الرَّحِم والاعْتِكَاف والجِهَاد والأمْر بمَعْرُوفٍ والنَّهْي عَنْ مُنْكَرٍ ومَا شَابَهَ، ومَا نَذَرْتَ بِهِ كَانَ طَاعَة للهِ في اجْتِنَابِ المُنْكَر وعَدَم المُشَارَكَة فِيهِ، وبالتَّالِي هُوَ وَاجِبُ الوَفَاء، اللَّهُمَّ إلاَّ لضَرُورَةٍ مَنَعَت مِنَ الوَفَاءِ بِهِ، فَيَكُون فِيهِ كَفَّارَة يَمِين بإطْعَامِ عَشْرَة مَسَاكِين أو كِسْوَتِهِم أو عِتْقِ رَقَبَة، فَإنْ لَمْ تَجِد فَصِيَام ثَلاَثَة أيَّام مُتَتَابِعَة، ولا نَرَى هُنَا ضَرُورَة تَمْنَعُكَ مِنَ الوَفَاءِ بالنَّذْرِ، وسَيَأتِي الكَلاَم عَنْ ذَلِكَ فِيمَا بَعْدُ.

            ثَانِيًا: هَلْ يُمْكِن تَحْوِيل النَّذْر لِمَا هُوَ أفْضَل:
            قَبْلَ أنْ نَتَكَلَّم عَنْ ذَلِكَ أقُولُ: رَغْبَتكَ في مُسَاعَدَةِ النَّاس وتَعْلِيمِهِم والأخْذِ بأيْدِيهِم لَيْسَت عُذْرًا لعَدَمِ الوَفَاء بالنَّذْرِ، إذْ يُمْكِنكَ فِعْل ذَلِكَ في المَوَاقِعِ والمُنْتَدَيَات الإسْلاَمِيَّة المُبَاحَة والمُتَاحَة لَكَ، ويُمْكِنكَ ذَلِكَ أيْضًا عَلَى أرْضِ الوَاقِع بَعِيدًا عَنِ الانْتَرْنِتّ، وبالتَّالِي فَرَبْطكَ الدَّعْوَة (بالفيس بوك) وأمْثَالِهِ أرَى أنَّهُ مِنِ اسْتِدْرَاجِ الشَّيْطَان لَكَ، أوَّلاً كي لا تَفِي بالنَّذْرِ، وثَانِيًا كي تَرْجِع لمَوَاطِن مُمْتَلِئَة بالمُنْكَرَاتِ بَعْدَمَا مَنَّ اللهُ عَلَيْكَ بكُرْهِهَا والبُعْدِ عَنْهَا، لذَلِكَ أقُولُ لَكَ لا تَعُد، وأوْفِ بنَذْرِكَ، وافْعَل مَا تُرِيد في الأمَاكِن المُبَاحَة، واتْرُك (الفيس بوك وأمْثَاله) لِمَنْ يَقْدِر عَلَيْهَا دُونَ أنْ يَقَع في شُرُورِهَا، ولِمَنْ لَمْ يَنْذر.
            أمَّا عَنْ حُكْمِ تَحْوِيل النَّذْر لِمَا هُوَ أفْضَل، فَيَجُوز، كَمَنْ نَذَرَ أنْ يَصُومَ الثُّلاَثَاء ثُمَّ حَوَّلَهُ لصِيَامِ الخَمِيس لأنَّهُ أفْضَل، أو مَنْ نَذَرَ صَدَقَة لمَسْجِدٍ مُعَيَّنٍ ثُمَّ نَقَلَهَا للحَرَمَيْنِ لأنَّهُمَا أفْضَل، وبالتَّالِي المُفَاضَلَة هُنَا تَكُون بَيْنَ مَكَانَيْنِ أو زَمنَيْنِ في كِلاَهِمَا سَيَتِمّ الإيِفَاء بالنَّذْرِ، أمَّا المُفَاضَلَة بَيْنَ الإيِفَاء بالنَّذْرِ وعَدَم الإيِفَاء بِهِ فهذا أمْرٌ آخَر يَتَوَقَّف عَلَى قِيَاسِ المَصَالِح والمَفَاسِد في كِلْتَا الحَالَتَيْنِ، ويَكُون فِيهَا كَفَّارَة يَمِين إذا رَأيْنَا أنَّ عَدَمَ الوَفَاء أوْلَى ويُحَقِّق مَصْلَحَة أكْبَر، وفي حَالَتِكَ هذه لا نَرَى عَدَم الوَفَاء، إذْ أنَّ المَفَاسِدَ والمَصَالِحَ هُنَا تَقْضِي بتَرْكِ هذه الأمَاكِن طَالَمَا للدَّعْوَةِ أمَاكِن وسُبُل أُخْرَى خَالِيَة مِنَ المُنْكَرَاتِ.

            ثَالِثًا: المَوْقِفُ الشَّرْعِيُّ مِنَ الكَلاَمِ الَّذِي نَذَرْتَ بِهِ، ومَا يَتَرَتَّب عَلَيْهِ مِنَ الالْتِزَامِ بالنَّذْرِ أو لا:
            أنْتَ قُلْتَ في كَلاَمِكَ (نذر عليا يارب لن أدخل أي دردشات ولن أدخل على الفيس بوك ولا مواقع غير إسلامية بالإسم والمضمون لأن هناك مواقع إسمها إسلامي و ولاكنها ليست ملتزمة بكل حذافير الإسلام)، إلى هُنَا الكَلاَم جَمِيل ولَيْسَ فِيهِ شَيْء
            أمَّا قَوْلُكَ (وإذا دخلت اسألك بأسمائك العلى وصفاتك الجلى ألا تدخلني جنتك وأن تدخلني النار وتعيشني في جحيم في الدنيا والأخرة.) فهذا كَلاَم غَيْر مَقْبُول لا شَرْعًا ولا عَقْلاً، أمَّا عَقْلاً فَلَيْسَ لَهُ مَعْنَى أنْ تَسْألَ عَنْ عُقُوبَةِ عَدَم الوَفَاء بالنَّذْرِ وأنْتَ تَطْلُب بنَفْسِكَ دُخُول النَّار، فَطَالَمَا أنْتَ في النَّارِ فَلِمَاذَا تَخْشَى ذَنْب جَدِيد؟؟ وأمَّا شَرْعًا فَلَقَد أمَرَنَا اللهُ ورَسُولُهُ بالتَّعَوُّذِ مِنَ النَّارِ، وطَلَبِ الجَنَّة، بَلْ طَلَب الفِرْدَوْس الأعْلَى مِنَ الجَنَّة، فهذا الكَلاَم بَاطِل مِنْ كُلِّ جَانِبٍ ولا يَصِحّ، وبالتَّالِي النَّذْر بِهِ غَيْر صَحِيح، لَكِنْ يَبْقَى عَلَيْكَ الوَفَاء بالجُزْءِ الأوَّلِ الصَّحِيحِ مِنَ النَّذْرِ.
            أمَّا قَوْلُكَ (ونذر علي كذالك ألا يقبل مني أي كفاره للنذر. أي بمعنى أصح لايقبل من كفارة النذر يعني نذر قوي قوي قوي)، يَا أخِي، تَأدَّبَ مَعَ اللهِ وأنْتَ تُخَاطِبهُ، فَمَنْ مِنْكُمَا الَّذِي يَقْبَل النَّذْر ويَقْبَل كَفَّارَته، أنْتَ أم الله؟ مَنْ مِنْكُمَا الَّذِي بيَدِهِ الأمْر أنْتَ أم الله؟ وطَالَمَا نَذَرْتَ ألاَّ تُقْبَل مِنْكَ كَفَّارَة، فَلِمَاذَا تَسْأل عَنِ الكَفَارَة إذَنْ؟ اسْتَغْفِر الله أخِي الكَرِيم وتُبْ إلَيْهِ عَمَّا بَدَرَ مِنْكَ مِنْ كَلاَمٍ أوْقَعَكَ فِيهِ الشَّيْطَان وهُوَ يُصَوِّر لَكَ أنَّ هذه تَقْوَى وإخْلاَص.

            أمَّا دُخُولكَ هذا المُنْتَدَى، فَكَمَا فَهِمْتُ مِنْ كَلاَمِكَ أنَّكَ اسْتَثْنَيْتَ المَوَاقِع الإسْلاَمِيَّة التي تُطَبِّق شَرْع الله مِنْ نَذْرِكَ، وبالتَّالِي دُخُولكَ هذا المُنْتَدَى والمَوْقِع وغَيْره مِنَ المُنْتَدَيَات والمَوَاقِع الَّتِي تُقِيمُ شَرْع الله لا يُعْتَبَر نَكْثًا للنَّذْرِ بإذْنِ الله.

            أخِيرًا بَقِيَت جُزْئِيَّة هَامَّة جِدًّا في أمْرِ النَّذْر، النَّذْرُ الَّذِي يَكُون بالنّيَّةِ فَقَط دُونَ تَلَفُّظ باللِّسَانِ لا وَفَاءَ لَهُ، والرُّجُوع عَنْهُ لا كَفَّارَةَ فِيهِ، أمَّا إنْ كَانَ النَّذْرُ قَدْ وَقَعَ بتَلَفُّظِ اللِّسَان بِهِ، فهذا هُوَ الَّذِي يَجِبُ الوَفَاء بِهِ أو الكَفَّارَة عَنْهُ، فَانْظُر كَيْفَ كَانَ نَذْرُكَ، إنْ كَانَ كُلّ مَا قُلْتُهُ لَنَا مُجَرَّد نِيَّة في دَاخِلِكَ وَقْتَ نَذَرْتَ ولَمْ تَتَلَفَّظ بِهِ بلِسَانِكَ، فهذا لا وَفَاءَ فِيهِ ولا كَفَّارَة عَلَيْهِ، أمَّا إنْ كُنْتَ تَلَفَّظْتَ بِهِ بلِسَانِكَ، فَيَجِبُ الوَفَاء بِهِ أو الكَفَّارَة، والوَفَاء أوْلَى كَمَا تَقَدَّمَ.
            وفي حَالَةِ كَوْنكَ قُلْتَ ذَلِكَ بنِيَّتِكَ فَقَط دُونَ تَلَفُّظ، فَنَعَم لا يَجِب عَلَيْكَ الوَفَاء، ولَكِنْ نَنْصَحُكَ بألاَّ تَعُود لمِثْلِ هذه الأمَاكِن ثَانِيَةً للأسْبَابِ الَّتِي نَاقَشْنَاهَا أعْلاَهُ، ولَيْسَ مَعْنَى عَدَم وُجُود نَذْر أنْ تَعُودَ للمُنْكَرِ ثَانِيَةً، لأنَّ الأصْلَ بدُونِ نَذْرٍ أنَّهُ يَجِبُ عَلَيْكَ اجْتِنَاب هذه المَوَاطِن، ونَنْصَحُكَ بطَلَبِ العِلْمِ الشَّرْعِيّ بأُصُولِهِ الَّتِي تَحْمِيكَ في دِينِكَ ونَفْسِكَ أوَّلاً، ثُمَّ تُؤَهِّلُكَ للدَّعْوَةِ الصَّحِيحَةِ بَعْدَ ذَلِكَ إنْ أرَدْتَ دُخُول هذه المَوَاطِن بحُجَّةِ الدَّعْوَة، واعْلَم أنَّ طَالِبَ العِلْم الَّذِي يَدْخُل هُنَاك لاَبُدَّ أنْ تَتَوَافَر فِيهِ شُرُوط كَثِيرَة أوَّلاً، وإلاَّ فَهُوَ مَمْنُوع كَغَيْرِهِ، والله المُسْتَعَانُ.

            نَدْعُو اللهَ أنْ يَرْزُقَنَا وإيَّاكُم العِلْمَ والإخْلاَصَ، وأنْ يَتَقَبَّل مِنَّا ومِنْكَ التَّوْبَة والاسْتِغْفَار وصَالِح الأعْمَال، اللَّهُمَّ آمِينَ.

            وهذا مَا أعْلَمُ؛ واللهُ تَعَالَى أعْلَى وأعْلَمُ.
            السَّلاَمُ عَلَيْكُمْ ورَحْمَةُ اللهِ وبَرَكَاتُهُ

            زائرنا الكريم نحن معك بقلوبنا
            كلنا آذان صاغيه لشكواك ونرحب بك دائما
            في
            :

            جباال من الحسنات في انتظارك





            تعليق


            • #7
              رد: ( ل . ي . ل . خ )

              المشاركة الأصلية بواسطة فريق استشارات سرك فى بير مشاهدة المشاركة
              بِسْمِ اللهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ
              الأخُ السَّائِلُ الكَرِيمُ
              السَّلاَمُ عَلَيْكُمْ ورَحْمَةُ اللهِ وبَرَكَاتُهُ
              بالنِّسْبَةِ لسُؤَالِكَ، فَفِيهِ أكْثَر مِنْ أمْرٍ لاَبُدَّ مِنَ الوُقُوفِ عَلَيْهم جَمِيعًا لحَلِّ هذه المُشْكِلَة:
              أوَّلاً: النَّذْرُ، وأنْوَاعُهُ، وحُكْمُ النَّكْثِ فِي كُلِّ نَوْعٍ وكَفَّارَتُهُ.
              ثَانِيًا: هَلْ يُمْكِن تَحْوِيل النَّذْر لِمَا هُوَ أفْضَل.
              ثَالِثًا: المَوْقِفُ الشَّرْعِيُّ مِنَ الكَلاَمِ الَّذِي نَذَرْتَ بِهِ، ومَا يَتَرَتَّب عَلَيْهِ مِنَ الالْتِزَامِ بالنَّذْرِ أو لا.

              أوَّلاً: النَّذْرُ، وأنْوَاعُهُ، وحُكْمُ النَّكْثِ فِي كُلِّ نَوْعٍ وكَفَّارَتُهُ:
              النَّذْرُ: أنْ تُوجِبَ عَلَى نَفْسِكَ مَا لَيْسَ بوَاجِبٍ لحُدُوثِ أمْرٍ، ولَهْ نَوْعَان (المُنْجَز والمُعَلَّق)، أمَّا حُكْمهُ فَلاَ يَجِبُ عَلَى المُسْلِمِ أنْ يَنْذُرَ، لَكِنْ وَاجِبٌ عَلَيْهِ الإيِفَاء بالنَّذْرِ إنْ نَذَرَ، وهُنَا يَنْقَسِمُ النَّذْر إلى قِسْمَيْنِ (نَذْرٌ وَاجِبُ الوَفَاءِ، ونَذْرٌ غَيْر وَاجِب الوَفَاء لَكِن فِيهِ كَفَّارَة يَمِين)، وفي ذَلِكَ تُرَاجَعُ الفَتْوَى التَّالِيَة لأنَّهَا مُطَوَّلَة ومُفَصَّلَة
              ملخص أنواع النذر وأحكامه

              الشَّاهِدُ مِنْهَا أنَّ النَّذْرَ الَّذِي نَذَرْتَ بِهِ بعَدَمِ دُخُولِكَ المَوَاقِع والمُنْتَدَيَات غَيْر الإسْلاَمِيَّة والَّتِي لا تُطَبِّق شَرْعَ الله، هُوَ مِنْ نَوْعِ نَذْر الطَّاعَة، وهُوَ النَّذْرُ الَّذِي يَجِبُ الوَفَاء فِيهِ، فَنَذْرُ الطَّاعَةِ هُوَ كُلُّ نَذْرٍ كَانَ في طَاعَةِ الله عَزَّ وجَلَّ كَنَذْرِ الصَّلاَة والصَّوْم والعُمْرَة والحَجّ وصِلَة الرَّحِم والاعْتِكَاف والجِهَاد والأمْر بمَعْرُوفٍ والنَّهْي عَنْ مُنْكَرٍ ومَا شَابَهَ، ومَا نَذَرْتَ بِهِ كَانَ طَاعَة للهِ في اجْتِنَابِ المُنْكَر وعَدَم المُشَارَكَة فِيهِ، وبالتَّالِي هُوَ وَاجِبُ الوَفَاء، اللَّهُمَّ إلاَّ لضَرُورَةٍ مَنَعَت مِنَ الوَفَاءِ بِهِ، فَيَكُون فِيهِ كَفَّارَة يَمِين بإطْعَامِ عَشْرَة مَسَاكِين أو كِسْوَتِهِم أو عِتْقِ رَقَبَة، فَإنْ لَمْ تَجِد فَصِيَام ثَلاَثَة أيَّام مُتَتَابِعَة، ولا نَرَى هُنَا ضَرُورَة تَمْنَعُكَ مِنَ الوَفَاءِ بالنَّذْرِ، وسَيَأتِي الكَلاَم عَنْ ذَلِكَ فِيمَا بَعْدُ.

              ثَانِيًا: هَلْ يُمْكِن تَحْوِيل النَّذْر لِمَا هُوَ أفْضَل:
              قَبْلَ أنْ نَتَكَلَّم عَنْ ذَلِكَ أقُولُ: رَغْبَتكَ في مُسَاعَدَةِ النَّاس وتَعْلِيمِهِم والأخْذِ بأيْدِيهِم لَيْسَت عُذْرًا لعَدَمِ الوَفَاء بالنَّذْرِ، إذْ يُمْكِنكَ فِعْل ذَلِكَ في المَوَاقِعِ والمُنْتَدَيَات الإسْلاَمِيَّة المُبَاحَة والمُتَاحَة لَكَ، ويُمْكِنكَ ذَلِكَ أيْضًا عَلَى أرْضِ الوَاقِع بَعِيدًا عَنِ الانْتَرْنِتّ، وبالتَّالِي فَرَبْطكَ الدَّعْوَة (بالفيس بوك) وأمْثَالِهِ أرَى أنَّهُ مِنِ اسْتِدْرَاجِ الشَّيْطَان لَكَ، أوَّلاً كي لا تَفِي بالنَّذْرِ، وثَانِيًا كي تَرْجِع لمَوَاطِن مُمْتَلِئَة بالمُنْكَرَاتِ بَعْدَمَا مَنَّ اللهُ عَلَيْكَ بكُرْهِهَا والبُعْدِ عَنْهَا، لذَلِكَ أقُولُ لَكَ لا تَعُد، وأوْفِ بنَذْرِكَ، وافْعَل مَا تُرِيد في الأمَاكِن المُبَاحَة، واتْرُك (الفيس بوك وأمْثَاله) لِمَنْ يَقْدِر عَلَيْهَا دُونَ أنْ يَقَع في شُرُورِهَا، ولِمَنْ لَمْ يَنْذر.
              أمَّا عَنْ حُكْمِ تَحْوِيل النَّذْر لِمَا هُوَ أفْضَل، فَيَجُوز، كَمَنْ نَذَرَ أنْ يَصُومَ الثُّلاَثَاء ثُمَّ حَوَّلَهُ لصِيَامِ الخَمِيس لأنَّهُ أفْضَل، أو مَنْ نَذَرَ صَدَقَة لمَسْجِدٍ مُعَيَّنٍ ثُمَّ نَقَلَهَا للحَرَمَيْنِ لأنَّهُمَا أفْضَل، وبالتَّالِي المُفَاضَلَة هُنَا تَكُون بَيْنَ مَكَانَيْنِ أو زَمنَيْنِ في كِلاَهِمَا سَيَتِمّ الإيِفَاء بالنَّذْرِ، أمَّا المُفَاضَلَة بَيْنَ الإيِفَاء بالنَّذْرِ وعَدَم الإيِفَاء بِهِ فهذا أمْرٌ آخَر يَتَوَقَّف عَلَى قِيَاسِ المَصَالِح والمَفَاسِد في كِلْتَا الحَالَتَيْنِ، ويَكُون فِيهَا كَفَّارَة يَمِين إذا رَأيْنَا أنَّ عَدَمَ الوَفَاء أوْلَى ويُحَقِّق مَصْلَحَة أكْبَر، وفي حَالَتِكَ هذه لا نَرَى عَدَم الوَفَاء، إذْ أنَّ المَفَاسِدَ والمَصَالِحَ هُنَا تَقْضِي بتَرْكِ هذه الأمَاكِن طَالَمَا للدَّعْوَةِ أمَاكِن وسُبُل أُخْرَى خَالِيَة مِنَ المُنْكَرَاتِ.

              ثَالِثًا: المَوْقِفُ الشَّرْعِيُّ مِنَ الكَلاَمِ الَّذِي نَذَرْتَ بِهِ، ومَا يَتَرَتَّب عَلَيْهِ مِنَ الالْتِزَامِ بالنَّذْرِ أو لا:
              أنْتَ قُلْتَ في كَلاَمِكَ (نذر عليا يارب لن أدخل أي دردشات ولن أدخل على الفيس بوك ولا مواقع غير إسلامية بالإسم والمضمون لأن هناك مواقع إسمها إسلامي و ولاكنها ليست ملتزمة بكل حذافير الإسلام)، إلى هُنَا الكَلاَم جَمِيل ولَيْسَ فِيهِ شَيْء
              أمَّا قَوْلُكَ (وإذا دخلت اسألك بأسمائك العلى وصفاتك الجلى ألا تدخلني جنتك وأن تدخلني النار وتعيشني في جحيم في الدنيا والأخرة.) فهذا كَلاَم غَيْر مَقْبُول لا شَرْعًا ولا عَقْلاً، أمَّا عَقْلاً فَلَيْسَ لَهُ مَعْنَى أنْ تَسْألَ عَنْ عُقُوبَةِ عَدَم الوَفَاء بالنَّذْرِ وأنْتَ تَطْلُب بنَفْسِكَ دُخُول النَّار، فَطَالَمَا أنْتَ في النَّارِ فَلِمَاذَا تَخْشَى ذَنْب جَدِيد؟؟ وأمَّا شَرْعًا فَلَقَد أمَرَنَا اللهُ ورَسُولُهُ بالتَّعَوُّذِ مِنَ النَّارِ، وطَلَبِ الجَنَّة، بَلْ طَلَب الفِرْدَوْس الأعْلَى مِنَ الجَنَّة، فهذا الكَلاَم بَاطِل مِنْ كُلِّ جَانِبٍ ولا يَصِحّ، وبالتَّالِي النَّذْر بِهِ غَيْر صَحِيح، لَكِنْ يَبْقَى عَلَيْكَ الوَفَاء بالجُزْءِ الأوَّلِ الصَّحِيحِ مِنَ النَّذْرِ.
              أمَّا قَوْلُكَ (ونذر علي كذالك ألا يقبل مني أي كفاره للنذر. أي بمعنى أصح لايقبل من كفارة النذر يعني نذر قوي قوي قوي)، يَا أخِي، تَأدَّبَ مَعَ اللهِ وأنْتَ تُخَاطِبهُ، فَمَنْ مِنْكُمَا الَّذِي يَقْبَل النَّذْر ويَقْبَل كَفَّارَته، أنْتَ أم الله؟ مَنْ مِنْكُمَا الَّذِي بيَدِهِ الأمْر أنْتَ أم الله؟ وطَالَمَا نَذَرْتَ ألاَّ تُقْبَل مِنْكَ كَفَّارَة، فَلِمَاذَا تَسْأل عَنِ الكَفَارَة إذَنْ؟ اسْتَغْفِر الله أخِي الكَرِيم وتُبْ إلَيْهِ عَمَّا بَدَرَ مِنْكَ مِنْ كَلاَمٍ أوْقَعَكَ فِيهِ الشَّيْطَان وهُوَ يُصَوِّر لَكَ أنَّ هذه تَقْوَى وإخْلاَص.

              أمَّا دُخُولكَ هذا المُنْتَدَى، فَكَمَا فَهِمْتُ مِنْ كَلاَمِكَ أنَّكَ اسْتَثْنَيْتَ المَوَاقِع الإسْلاَمِيَّة التي تُطَبِّق شَرْع الله مِنْ نَذْرِكَ، وبالتَّالِي دُخُولكَ هذا المُنْتَدَى والمَوْقِع وغَيْره مِنَ المُنْتَدَيَات والمَوَاقِع الَّتِي تُقِيمُ شَرْع الله لا يُعْتَبَر نَكْثًا للنَّذْرِ بإذْنِ الله.

              أخِيرًا بَقِيَت جُزْئِيَّة هَامَّة جِدًّا في أمْرِ النَّذْر، النَّذْرُ الَّذِي يَكُون بالنّيَّةِ فَقَط دُونَ تَلَفُّظ باللِّسَانِ لا وَفَاءَ لَهُ، والرُّجُوع عَنْهُ لا كَفَّارَةَ فِيهِ، أمَّا إنْ كَانَ النَّذْرُ قَدْ وَقَعَ بتَلَفُّظِ اللِّسَان بِهِ، فهذا هُوَ الَّذِي يَجِبُ الوَفَاء بِهِ أو الكَفَّارَة عَنْهُ، فَانْظُر كَيْفَ كَانَ نَذْرُكَ، إنْ كَانَ كُلّ مَا قُلْتُهُ لَنَا مُجَرَّد نِيَّة في دَاخِلِكَ وَقْتَ نَذَرْتَ ولَمْ تَتَلَفَّظ بِهِ بلِسَانِكَ، فهذا لا وَفَاءَ فِيهِ ولا كَفَّارَة عَلَيْهِ، أمَّا إنْ كُنْتَ تَلَفَّظْتَ بِهِ بلِسَانِكَ، فَيَجِبُ الوَفَاء بِهِ أو الكَفَّارَة، والوَفَاء أوْلَى كَمَا تَقَدَّمَ.
              وفي حَالَةِ كَوْنكَ قُلْتَ ذَلِكَ بنِيَّتِكَ فَقَط دُونَ تَلَفُّظ، فَنَعَم لا يَجِب عَلَيْكَ الوَفَاء، ولَكِنْ نَنْصَحُكَ بألاَّ تَعُود لمِثْلِ هذه الأمَاكِن ثَانِيَةً للأسْبَابِ الَّتِي نَاقَشْنَاهَا أعْلاَهُ، ولَيْسَ مَعْنَى عَدَم وُجُود نَذْر أنْ تَعُودَ للمُنْكَرِ ثَانِيَةً، لأنَّ الأصْلَ بدُونِ نَذْرٍ أنَّهُ يَجِبُ عَلَيْكَ اجْتِنَاب هذه المَوَاطِن، ونَنْصَحُكَ بطَلَبِ العِلْمِ الشَّرْعِيّ بأُصُولِهِ الَّتِي تَحْمِيكَ في دِينِكَ ونَفْسِكَ أوَّلاً، ثُمَّ تُؤَهِّلُكَ للدَّعْوَةِ الصَّحِيحَةِ بَعْدَ ذَلِكَ إنْ أرَدْتَ دُخُول هذه المَوَاطِن بحُجَّةِ الدَّعْوَة، واعْلَم أنَّ طَالِبَ العِلْم الَّذِي يَدْخُل هُنَاك لاَبُدَّ أنْ تَتَوَافَر فِيهِ شُرُوط كَثِيرَة أوَّلاً، وإلاَّ فَهُوَ مَمْنُوع كَغَيْرِهِ، والله المُسْتَعَانُ.

              نَدْعُو اللهَ أنْ يَرْزُقَنَا وإيَّاكُم العِلْمَ والإخْلاَصَ، وأنْ يَتَقَبَّل مِنَّا ومِنْكَ التَّوْبَة والاسْتِغْفَار وصَالِح الأعْمَال، اللَّهُمَّ آمِينَ.

              وهذا مَا أعْلَمُ؛ واللهُ تَعَالَى أعْلَى وأعْلَمُ.
              السَّلاَمُ عَلَيْكُمْ ورَحْمَةُ اللهِ وبَرَكَاتُهُ
              أستغفر الله و أتوب إليه . جزاك الله ألف خير أخي الحبيب ولله أني قصرت كثير مع الله أما بالنسبة للتأدب مع الله أقسم بالله لم أعلم معنى كلامي إلا الأن من سيادتك الفاضلة . اسأل الله أن يغفر لي ويسامحني اما النذر لفظي و خطي على ورق كي لا أنسى الأمور التي نذرت بها ولاكن سوف أحرقها بإذن لله وسوف أوفي بالنذر إن شاء الله .

              وعندي سؤال مهم ( كم مقدار الطعام الذي اُطعم فيه كل مسكين وهل ثلاث وجبات أم ماذا ؟ وهل يجوز أن اُطعم مساكين و أصوم كلاهما معاً ؟ )

              و جزاك وجزاكم الله ألف خير .

              تعليق


              • #8
                رد: ( ل . ي . ل . خ )

                بِسْمِ اللهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ
                الأخُ السَّائِلُ الكَرِيمُ
                السَّلاَمُ عَلَيْكُمْ ورَحْمَةُ اللهِ وبَرَكَاتُهُ
                أدْعُو اللهَ أنْ يَتُوبَ عَلَيْكَ ويَتَقَبَّلَ مِنْكَ، إنَّهُ هُوَ التَّوَّابُ الرَّحِيمُ.

                بالنسبة للتأدب مع الله أقسم بالله لم أعلم معنى كلامي إلا الأن

                ولهذا أخِي الكَرِيم فَإنَّهُ يَجِبُ عَلَيْنَا أنْ نَسْألَ قَبْلَ أنْ نَفْعَلَ، فَلَيْسَ كُلّ مَسْألَةٍ نُعْذَرُ فِيهَا بالجَهْلِ، وفي ذَلِكَ تُرَاجَع الفَتَاوَى التَّالِيَة:
                من هو الذي يعذر بالجهل في العقيدة والأمورالفقهية
                توضيح حول مسألة العذر بالجهل

                كم مقدار الطعام الذي اُطعم فيه كل مسكين وهل ثلاث وجبات أم ماذا؟

                بِدَايَةً طَالَمَا سَتُوفِي بالنَّذْرِ فَلَيْسَ عَلَيْكَ كَفَّارَة، ولَكِنْ نَقُولُ مِنْ بَابِ العِلْمِ.
                المِقْدَارُ: وَجْبَةٌ وَاحِدَةٌ لكُلِّ مِسْكِينٍ، فَتُعْطِي كُلّ مِسْكِينٍ نِصْف صَاع مِنْ غَالِبِ طَعَام البَلَد، كَالأُرْزِ ونَحْوه، ومِقْدَار الصَّاع كِيلُو ونِصْف تَقْرِيبًا، وإذا كَانَ يُعْتَادُ أكْل الأُرْز مَثَلاً ومَعَهُ (إدَام) وهُوَ مَا يُسَمَّى في كَثِيرٍ مِنَ البُلْدَانِ (الطَّبِيخ) فَيَنْبَغِي أنْ تُعْطِيَهُم مَعَ الأُرْزِ إدَامًا أو لَحْمًا، ولَوْ جَمَعْتَ عَشْرَة مَسَاكِين وغَدَّيْتهُم أو عَشَّيْتهُم كَفَى، وبالتَّالِي يُمْكِنكَ شِرَاء عَشْر وَجَبَات (مُحْتَرَمَة مُعْتَدِلَة) كَمَا قَالَ اللهُ تَعَالَى [ مِنْ أَوْسَطِ مَا تُطْعِمُونَ أَهْلِيكُمْ ] مِنْ مَحَالِّ الأكْل وتَوْزِيعهَا عَلَى عَشْرَةِ مَسَاكِين، ولا يُجْزِئ إطْعَام مِسْكِين وَاحِد عَشْر مَرَّات.

                والكَفَّارَة يَخْتَارُ المَرْءُ فِيهَا بَيْنَ ثَلاَثَةِ أُمُورٍ: الإطْعَام أو الكِسْوَة أو تَحْرِير رَقَبَة، فَيَخْتَار مَا يَشَاء، وبالنِّسْبَةِ للكِسْوَة، فَيَكْسُو كُلّ مِسْكِينٍ كِسْوة تَصْلُح لصَلاَتِهِ، فَلِلرَّجُلِ قَمِيص (ثَوْب) أو إزَار ورِدَاء، وللمَرْأة ثَوْب سَابِغ وخِمَار.

                وجُمْهُورُ العُلَمَاءِ عَلَى أنَّهُ لا يُجْزِئ إخْرَاج الكَفَّارَة نُقُودًا، قَالَ ابْنُ قُدَامَة رَحِمَهُ اللهُ [ لا يُجْزِئُ في الكَفَّارَةِ إخْرَاج قِيمَة الطَّعَام ولا الكِسْوَة، لأنَّ اللهَ ذَكَرَ الطَّعَام فَلاَ يَحْصُل التَّكْفِير بغَيْرِهِ، ولأنَّ اللهَ خَيَّرَ بَيْنَ الثَّلاَثَةِ أشْيَاءٍ ولَوْ جَازَ دَفْعُ القِيمَة لَمْ يَكُن التَخْيِِيرُ مُنْحَصِرًا في هذه الثَّلاَث ] المُغْنِي (11/256وقَالَ الشَّيْخُ ابْن بَاز رَحِمَهُ اللهُ [ عَلَى أنْ تَكُونَ الكَفَّارَة طَعَامًا لا نُقُودًا، لأنَّ ذَلِكَ هُوَ الَّذِي جَاءَ بِهِ القُرْآنُ الكَرِيمُ والسُّنَّةُ المُطَهَّرَةُ، والوَاجِبُ في ذَلِكَ نِصْف صَاع مِنْ قُوتِ البَلَد، مِنْ تَمْرٍ أو بُرٍّ أو غَيْرِهِمَا، ومِقْدَارهُ كِيلُو ونِصْف تَقْرِيبًا، وإنْ غَدَّيْتَهُم أو عَشَّيْتَهُم أو كَسَوْتَهُم كِسْوَة تُجْزِئهُم في الصَّلاَةِ كَفَى ذَلِكَ، وهي قَمِيص أو إزَار ورِدَاء ] فَتَاوَى إسْلاَمِيَّة (3/481).

                فَمَنْ لَمْ يَجِد ذَلِكَ، صَامَ ثَلاَثَة أيَّام مُتَتَابِعَة، فَالصِّيَام هُنَا مَشْرُوط باسْتِحَالَةِ تَحْقِيق الكَفَّارَة الأُولَى، لعَدَمِ وُجُود مَسَاكِين أو لعَدَمِ قُدْرَتكَ المَادِّيَّة عَلَى الإطْعَامِ أو الكِسْوَة، وبالتَّالِي لا يَصِحّ أنْ تَصُومَ وأنْتَ تَقْدِر عَلَى الإطْعَامِ أو الكِسْوَة، قَالَ الشَّيْخُ ابْن عُثَيْمِين [ فَإنْ لَمْ يَجِد الإنْسَان لا رَقَبَةً ولا كِسْوَةً ولا طَعَامًا، فَإنَّهُ يَصُوم ثَلاَثَة أيَّام، وتَكُون مُتَتَابِعَة لا يَفْطِر بَيْنَهُمَا ] فَتَاوَى مَنَار الإسْلاَم (3/667).

                وهل يجوز أن اُطعم مساكين و أصوم كلاهما معاً ؟
                أمَّا عَنْ جَوَازِ الجَمْع بَيْنَ الخِصَال الأرْبَع في الكَفَّارَات، فَحَقِيقَةً لَيْسَ لَدَيَّ عِلْم في ذَلِكَ، وبَحَثْتُ ولَمْ أصِل لنَتِيجَة أسْتَطِيعُ نَقْلهَا بيَقِينٍ، لِذَا أخِي الكَرِيم دَعْنَا نَتَّبِع الأصْل ولا نَشُقّ عَلَى النَّفْس بِمَا لَمْ يُكَلِّفنَا اللهُ بِهِ، وكِتَابُ اللهِ حَدَّدَ لَكَ وَاحِدَة فَقَط تُجْزِءكَ إنْ فَعَلْتَهَا، ورَتَّبَهُم لَكَ، فَخَيَّرَكَ بَيْنَ ثَلاَثَة (إطْعَام وكِسْوَة وعِتْق)، فَإنْ لَمْ تَسْتَطِع فَصِيَام، وبالتَّالِي عَلَيْكَ باخْتِيَارِ وَاحِدَة مِنَ الثَّلاَثَة، فَإنْ لَمْ تَسْتَطِع فَصُم.

                وفي النِّهَايَةِ نُؤَكِّدُ مَرَّة ثَانِيَة عَلَى أنَّهُ طَالَمَا سَتَقُوم بالإيِفَاءِ بالنَّذْرِ، فَلاَ كَفَّارَة عَلَيْكَ.

                وهذا مَا أعْلَمُ؛ واللهُ تَعَالَى أعْلَى وأعْلَمُ.
                السَّلاَمُ عَلَيْكُمْ ورَحْمَةُ اللهِ وبَرَكَاتُهُ

                زائرنا الكريم نحن معك بقلوبنا
                كلنا آذان صاغيه لشكواك ونرحب بك دائما
                في
                :

                جباال من الحسنات في انتظارك





                تعليق


                • #9
                  رد: ( ل . ي . ل . خ )

                  المشاركة الأصلية بواسطة فريق استشارات سرك فى بير مشاهدة المشاركة
                  بِسْمِ اللهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ
                  الأخُ السَّائِلُ الكَرِيمُ
                  السَّلاَمُ عَلَيْكُمْ ورَحْمَةُ اللهِ وبَرَكَاتُهُ
                  أدْعُو اللهَ أنْ يَتُوبَ عَلَيْكَ ويَتَقَبَّلَ مِنْكَ، إنَّهُ هُوَ التَّوَّابُ الرَّحِيمُ.


                  ولهذا أخِي الكَرِيم فَإنَّهُ يَجِبُ عَلَيْنَا أنْ نَسْألَ قَبْلَ أنْ نَفْعَلَ، فَلَيْسَ كُلّ مَسْألَةٍ نُعْذَرُ فِيهَا بالجَهْلِ، وفي ذَلِكَ تُرَاجَع الفَتَاوَى التَّالِيَة:
                  من هو الذي يعذر بالجهل في العقيدة والأمورالفقهية
                  توضيح حول مسألة العذر بالجهل


                  بِدَايَةً طَالَمَا سَتُوفِي بالنَّذْرِ فَلَيْسَ عَلَيْكَ كَفَّارَة، ولَكِنْ نَقُولُ مِنْ بَابِ العِلْمِ.
                  المِقْدَارُ: وَجْبَةٌ وَاحِدَةٌ لكُلِّ مِسْكِينٍ، فَتُعْطِي كُلّ مِسْكِينٍ نِصْف صَاع مِنْ غَالِبِ طَعَام البَلَد، كَالأُرْزِ ونَحْوه، ومِقْدَار الصَّاع كِيلُو ونِصْف تَقْرِيبًا، وإذا كَانَ يُعْتَادُ أكْل الأُرْز مَثَلاً ومَعَهُ (إدَام) وهُوَ مَا يُسَمَّى في كَثِيرٍ مِنَ البُلْدَانِ (الطَّبِيخ) فَيَنْبَغِي أنْ تُعْطِيَهُم مَعَ الأُرْزِ إدَامًا أو لَحْمًا، ولَوْ جَمَعْتَ عَشْرَة مَسَاكِين وغَدَّيْتهُم أو عَشَّيْتهُم كَفَى، وبالتَّالِي يُمْكِنكَ شِرَاء عَشْر وَجَبَات (مُحْتَرَمَة مُعْتَدِلَة) كَمَا قَالَ اللهُ تَعَالَى [ مِنْ أَوْسَطِ مَا تُطْعِمُونَ أَهْلِيكُمْ ] مِنْ مَحَالِّ الأكْل وتَوْزِيعهَا عَلَى عَشْرَةِ مَسَاكِين، ولا يُجْزِئ إطْعَام مِسْكِين وَاحِد عَشْر مَرَّات.

                  والكَفَّارَة يَخْتَارُ المَرْءُ فِيهَا بَيْنَ ثَلاَثَةِ أُمُورٍ: الإطْعَام أو الكِسْوَة أو تَحْرِير رَقَبَة، فَيَخْتَار مَا يَشَاء، وبالنِّسْبَةِ للكِسْوَة، فَيَكْسُو كُلّ مِسْكِينٍ كِسْوة تَصْلُح لصَلاَتِهِ، فَلِلرَّجُلِ قَمِيص (ثَوْب) أو إزَار ورِدَاء، وللمَرْأة ثَوْب سَابِغ وخِمَار.

                  وجُمْهُورُ العُلَمَاءِ عَلَى أنَّهُ لا يُجْزِئ إخْرَاج الكَفَّارَة نُقُودًا، قَالَ ابْنُ قُدَامَة رَحِمَهُ اللهُ [ لا يُجْزِئُ في الكَفَّارَةِ إخْرَاج قِيمَة الطَّعَام ولا الكِسْوَة، لأنَّ اللهَ ذَكَرَ الطَّعَام فَلاَ يَحْصُل التَّكْفِير بغَيْرِهِ، ولأنَّ اللهَ خَيَّرَ بَيْنَ الثَّلاَثَةِ أشْيَاءٍ ولَوْ جَازَ دَفْعُ القِيمَة لَمْ يَكُن التَخْيِِيرُ مُنْحَصِرًا في هذه الثَّلاَث ] المُغْنِي (11/256وقَالَ الشَّيْخُ ابْن بَاز رَحِمَهُ اللهُ [ عَلَى أنْ تَكُونَ الكَفَّارَة طَعَامًا لا نُقُودًا، لأنَّ ذَلِكَ هُوَ الَّذِي جَاءَ بِهِ القُرْآنُ الكَرِيمُ والسُّنَّةُ المُطَهَّرَةُ، والوَاجِبُ في ذَلِكَ نِصْف صَاع مِنْ قُوتِ البَلَد، مِنْ تَمْرٍ أو بُرٍّ أو غَيْرِهِمَا، ومِقْدَارهُ كِيلُو ونِصْف تَقْرِيبًا، وإنْ غَدَّيْتَهُم أو عَشَّيْتَهُم أو كَسَوْتَهُم كِسْوَة تُجْزِئهُم في الصَّلاَةِ كَفَى ذَلِكَ، وهي قَمِيص أو إزَار ورِدَاء ] فَتَاوَى إسْلاَمِيَّة (3/481).

                  فَمَنْ لَمْ يَجِد ذَلِكَ، صَامَ ثَلاَثَة أيَّام مُتَتَابِعَة، فَالصِّيَام هُنَا مَشْرُوط باسْتِحَالَةِ تَحْقِيق الكَفَّارَة الأُولَى، لعَدَمِ وُجُود مَسَاكِين أو لعَدَمِ قُدْرَتكَ المَادِّيَّة عَلَى الإطْعَامِ أو الكِسْوَة، وبالتَّالِي لا يَصِحّ أنْ تَصُومَ وأنْتَ تَقْدِر عَلَى الإطْعَامِ أو الكِسْوَة، قَالَ الشَّيْخُ ابْن عُثَيْمِين [ فَإنْ لَمْ يَجِد الإنْسَان لا رَقَبَةً ولا كِسْوَةً ولا طَعَامًا، فَإنَّهُ يَصُوم ثَلاَثَة أيَّام، وتَكُون مُتَتَابِعَة لا يَفْطِر بَيْنَهُمَا ] فَتَاوَى مَنَار الإسْلاَم (3/667).


                  أمَّا عَنْ جَوَازِ الجَمْع بَيْنَ الخِصَال الأرْبَع في الكَفَّارَات، فَحَقِيقَةً لَيْسَ لَدَيَّ عِلْم في ذَلِكَ، وبَحَثْتُ ولَمْ أصِل لنَتِيجَة أسْتَطِيعُ نَقْلهَا بيَقِينٍ، لِذَا أخِي الكَرِيم دَعْنَا نَتَّبِع الأصْل ولا نَشُقّ عَلَى النَّفْس بِمَا لَمْ يُكَلِّفنَا اللهُ بِهِ، وكِتَابُ اللهِ حَدَّدَ لَكَ وَاحِدَة فَقَط تُجْزِءكَ إنْ فَعَلْتَهَا، ورَتَّبَهُم لَكَ، فَخَيَّرَكَ بَيْنَ ثَلاَثَة (إطْعَام وكِسْوَة وعِتْق)، فَإنْ لَمْ تَسْتَطِع فَصِيَام، وبالتَّالِي عَلَيْكَ باخْتِيَارِ وَاحِدَة مِنَ الثَّلاَثَة، فَإنْ لَمْ تَسْتَطِع فَصُم.

                  وفي النِّهَايَةِ نُؤَكِّدُ مَرَّة ثَانِيَة عَلَى أنَّهُ طَالَمَا سَتَقُوم بالإيِفَاءِ بالنَّذْرِ، فَلاَ كَفَّارَة عَلَيْكَ.

                  وهذا مَا أعْلَمُ؛ واللهُ تَعَالَى أعْلَى وأعْلَمُ.
                  السَّلاَمُ عَلَيْكُمْ ورَحْمَةُ اللهِ وبَرَكَاتُهُ
                  جزاك الله ألف خير . وبارك الله في المنتدئ الطيب بإذن لله .
                  والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته

                  تعليق

                  المحتوى السابق تم حفظه تلقائيا. استعادة أو إلغاء.
                  حفظ-تلقائي
                  x
                  إدراج: مصغرة صغير متوسط كبير الحجم الكامل إزالة  
                  x
                  أو نوع الملف مسموح به: jpg, jpeg, png, gif
                  x
                  x
                  يعمل...
                  X