إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

من اصدق و من اتبع و لمادا هده التناقضات

تقليص
X
  •  
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • من اصدق و من اتبع و لمادا هده التناقضات

    السلام عليكم و رحمة الله و بركاته
    و الله اني احترت و لم اعد افهم شبئا رو اريد ايجابات واضحة لا اريد فتاوى على قد توضيحات
    اولا بالنسبة للصور الفوتوغرافية و اعلم انها محرمة و انا لم ادخل في بيتي صورة و تحديت اهلي و لم اخرج اي صورة في فرحي و هدا ما تعلمنه من شيوخ الرحمة و تحديت حماتي التي تعتبر مطلعة دينيا سالي لمادا جريدة الرحمة فيها صور و شيخنا محمد حسان يعلم بان صورته على راس القائمة
    لمادا مازلت في مصر تماثيل الفراعنة فحين انا مطالبة بان لا ادخل تماثيل لي بيتي اليس هدا تناقض
    ادا المعازف حرام لمادا يجيزوها علماء اجلاء و يبحون الدف للرجال و يبحونا الالات الاخرى
    لمادا ادلة و جوب تغطية الوجه هيا نفسها يستعملوها كدليل على عدم الوجوب
    هل هناك اختلاف على ان امهات المؤمنين كانوا يلبسنا النقاب و ما ادلة من القران و السنة على انهن كن يلبسنه و هل هناك اختلاف في دلك بين العلماء
    و ماهي ادلة وجوب النقاب و ادا كانت ادلة صريحة فلمادا يدعونا بعض لشيوخ باانه مستحب و يدعويا لعدم لبسه
    و لمادا نجد في قناة الرحمة رغم ان القول الاقرب هو وجوبه نرى المرأة في الكرتون كاشفة الوجه و في اعلان صورة امراة بدون نقاب ليست حقيقية طبعا لكن بدون نقاب
    مادا عن اختى تحب النقاب و لا ترى نفسها اهلا لدلك و الاهل و خاصة حماتها تعتبره ليس صالحا لزمانينا و هي عائق امامها و المجتمع الدي هي فيه النقاب امر نادر و ترى انها بالالتزام الدي يسمح لها بلبسه
    التعديل الأخير تم بواسطة فريق استشارات سرك فى بير(الأخوات); الساعة 01-12-2011, 05:56 PM.

  • #2
    رد: من اصدق و من اتبع و لمادا هده التناقضات

    و انتشرا مؤخرا صورة شيخ محمد حسان مع والدته و هي لا تلبس النقاب و هو يقول بوجوبه و الاول ان تلبسه والدته و خاصة ليست طاعنة في السن

    تعليق


    • #3
      رد: من اصدق و من اتبع و لمادا هده التناقضات

      بِسْمِ اللهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ
      الأخُ السَّائِلُ - الأُخْتُ السَّائِلَةُ
      السَّلاَمُ عَلَيْكُمْ ورَحْمَةُ اللهِ وبَرَكَاتُهُ
      بِدَايَةً أشْكُرُ لَكُم ثِقَتكُم في مَوْقِعِنَا وفي قِسْمِنَا هذا، وأتَشَرَّفُ بالإجَابَةِ عَلَى تَسَاؤُلاَتِكُم في أيِّ وَقْتٍ بفَضْلٍ مِنَ اللهِ.

      في مُشَارَكَتِكُم مَجْمُوعَة مِنَ الأسْئِلَة، يَسْتَلْزِم كُلّ سُؤَال مِنْهَا بَيَان وتَفْصِيل لمَعْرِفَةِ حَقِيقَة الأمْر لتَزُول الحَيْرَة بإذْنِ الله، وقَبْلَ بَدْء الرَّدّ أوَدُّ التَّنْبِيه عَلَى شَيْءٍ: السُّؤَالُ = فَتْوَى، فَمَنْ سَألَ عَنْ شَيْءٍ فَقَدِ اسْتَفْتَى فِيهِ، وبالتَّالِي فَإنَّ مُجَرَّد تَوْضِيحَات عَامَّة أو مُخْتَصَرَة في مِثْلِ المَسَائِل التي تَفَضَّلْتُم بذِكْرِهَا قَدْ يُزِيدُ الأمْرَ غُمُوضًا، وخَاصَّةً أنَّهَا شُبُهَات تَلْتَبِس عَلَى كَثِيرٍ مِنَ النَّاسِ، وأكْثَر مَا يُلْبِسُهَا عَلَيْهم هُوَ عَدَم فَهْمهَا بكُلِّ جَوَانِبهَا، لِذَا فَإنَّ الإجَابَةَ عَلَى تَسَاؤُلاَتِكُم فِعْلاً تَتَطَلَّب عَرْضًا لبَعْضِ فَتَاوَى العُلَمَاء وشَرْحًا لأسْبَابِ هذا اللَّبْس الَّذِي يَحْدُث، وهذه هي طَرِيقَتِي في الرَّدّ: شَرْح الأدِلَّة ونَقْل أقْوَال العُلَمَاء في المَسْألَةِ لتَتَّضِح كُلّ أبْعَادِهَا وللوُقُوفِ عَلَى كُلِّ جَوَانِبهَا وفَهْمهَا فَهْمًا يُزِيلُ أيِّ لَبْسٍ فِيهَا، فَيَحْيَى مَنْ حَيَا عَلَى بَصِيرَةٍ مِصْدَاقًا لقَوْلِ الله تَعَالَى [ قُلْ هَـذِهِ سَبِيلِي أَدْعُو إِلَى اللّهِ عَلَى بَصِيرَةٍ أَنَاْ وَمَنِ اتَّبَعَنِي وَسُبْحَانَ اللّهِ وَمَا أَنَاْ مِنَ الْمُشْرِكِينَ].

      فَإنْ أرَدْتُم أنْ أُجِيبَكُم بهذه الطَّرِيقَة، أفْعَلُ بإذْنِ الله، وإنْ أرَدْتُم غَيْرَ ذَلِكَ، أتْرُكُ الإجَابَة لأخٍ مِنْ إخْوَانِي في فريق استشارات سرك في بير ليَقُوم هُوَ بِهَا بالطَّرِيقَةِ التي تُرِيدُونَ.

      وهذا مَا أعْلَمُ، واللهُ تَعَالَى أعْلَى وأعْلَمُ.
      والسَّلاَمُ عَلَيْكُمْ ورَحْمَةُ اللهِ وبَرَكَاتُهُ

      زائرنا الكريم نحن معك بقلوبنا
      كلنا آذان صاغيه لشكواك ونرحب بك دائما
      في
      :

      جباال من الحسنات في انتظارك





      تعليق


      • #4
        رد: من اصدق و من اتبع و لمادا هده التناقضات

        وعَلَيْكُمْ السَّلاَمُ ورَحْمَةُ اللهِ وبَرَكَاتُهُ
        بارك الله فيك اجبني بهده الطريقة و عدرا انا لا اشكك في اي شيخ من شيوخ اهل السنة و الجماعة و هم شيوخي لكن انتشار الباطل و الشبهات واتعبتني و يؤسفني ان بعض الناس تريد ان احيد على الطريق الحق ظنا انني على خطاء او من التشدد و ان اسير على منهج كله شبهات و لم استطيع مواجهتهم عندما يقولونا لي المحتمع لا يسمح الضروريات تبيح المحظورات و غيره بالنسبة للنقاب تلك لياس خاص بامهات المؤمنين الصور هاهو شيخك في الصور في جريدته و الله تعبت
        بارك الله فيك حاول ان تجبني بالتفصيل على اسالتي و كيف مواجهت هؤلاء الاشخاص الدي يريدونا ان يبينوا باني على خطاء دائما و فوق هدا يريدونا ان يقنعوني بما لديهم على اساس هم مطلعين ومثقفين دينيا و يستعملون اقوال علماء و انهم قرا كتب ارشدوني مادا افعل و احلم بلبس النقاب لكن لبد في كل جلسة مع حماتي مع اطلاعها دينيا الا و تهاجم المنتقبات حتى انها تشماءز و تقول انه ليس صالح لزماننا و هو خاص بامهات المؤمنين و احيانا ليس لبلسهم بل يتكلمونا من وراء حجاب و تاخد اقوال لشيوخ كالقرضاوي و غيره و ادا قلت ان القرضاوي لا احب فتواه الا و كاني ارتكبت معصية و في اي موضوع الا و تريد ان تبين لي اني على خطاء و دائما مع الاراء الاخر و كان الامر ليس فيه اختلاف و احس انها تاخد بايسر الامور و ادا اخدت بالراي الاخر و واضح انه اقرب للقران و السنة فهدا نشدد و الدين دين وسط و يسرو مدهبنا قران منزل لاحول و لا قوة الا بالله لم اعد اطيقها و لا اريد زيارتها لاني مظطرة لسماعها و ان لم ازرها فالمشكلة فيا و العيب فيا و ان زرتها لا ارتاح و اشعر بكبت معها و كاني منافقة بجلوس معها
        اريد توضيحات كيف اواجه كل هدا و اريد ايجابات على كل اسالتي و ارحو ان اثقل عليكم

        تعليق


        • #5
          رد: من اصدق و من اتبع و لمادا هده التناقضات

          بِسْمِ اللهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ
          الأُخْتُ السَّائِلَةُ الكَرِيمَةُ
          السَّلاَمُ عَلَيْكُمْ ورَحْمَةُ اللهِ وبَرَكَاتُهُ
          أعْتَذِرُ لَكِ شَدِيد الاعْتِذَار عَنِ التَّأخُّرِ في الرَّدّ، فَأنَا أُقَدِّرُ لَهْفَةَ السَّائِل عَلَى مَعْرِفَةِ إجَابَة سُؤَاله، وبفَضْلٍ مِنَ الله أنَا أعْمَلُ عَلَى كِتَابَةِ الرَّدّ عَلَى كُلِّ نُقْطَةٍ جَاءَت في كَلاَمِكِ، وأُبَشِّرُكِ بأنِّي قَارَبْتُ عَلَى الانْتِهَاءِ مِنَ الرَّدِّ عَلَى كُلِّ مَا جَاءَ في مُشَارَكَتِكِ الأُولَى والثَّانِيَة، وفَوْرَ انْتِهَائِي مِنْهُ سَأبْدَأُ في الرَّدِّ عَلَى مَا جَاءَ في مُشَارَكَتِكِ الثَّالِثَة، ولَمْ أُحِبّ وَضْع كُلّ جُزْءٍ انْتَهِي مِنْهُ مِنَ الرَّدّ كي لا يَأخُذُنَا النِّقَاش حَوْلَهُ وتَتَرَاكَم أسْئِلَة جَدِيدَة ولَمْ نَنْتَهِ مِنَ الأسْئِلَةِ القَدِيمَة بَعْدُ، وهذا هُوَ مَا جَعَلَ الوَقْت يَطُول، فَالْتَمِسِي لِيَ العُذْر، وعِنْدَمَا أضَعُ الرَّدّ سَتَعْرِفِينَ أنَّهُ كَانَ يَسْتَحِقُّ كُلَّ مَا أخَذَ مِنْ وَقْتٍ، واللهُ المُسْتَعَانُ.

          وهذا مَا أعْلَمُ، واللهُ تَعَالَى أعْلَى وأعْلَمُ.
          والسَّلاَمُ عَلَيْكُمْ ورَحْمَةُ اللهِ وبَرَكَاتُهُ

          زائرنا الكريم نحن معك بقلوبنا
          كلنا آذان صاغيه لشكواك ونرحب بك دائما
          في
          :

          جباال من الحسنات في انتظارك





          تعليق


          • #6
            رد: من اصدق و من اتبع و لمادا هده التناقضات

            السَّلاَمُ عَلَيْكُمْ ورَحْمَةُ اللهِ وبَرَكَاتُهُ
            جزاكم الله خيرا لا مشكلة في الانتطار المهم ايجابات شافية و ان شاء الله اجدها عندكم بارك الله فيكم و جعله الله في ميزان حسناتكم

            تعليق


            • #7
              رد: من اصدق و من اتبع و لمادا هده التناقضات

              بِسْمِ اللهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ
              الأُخْتُ السَّائِلَةُ الكَرِيمَةُ
              السَّلاَمُ عَلَيْكُمْ ورَحْمَةُ اللهِ وبَرَكَاتُهُ
              أشْكُرُ لَكِ للمَرَّةِ الثَّانِيَةِ ثِقَتكِ في القِسْمِ، وأشْكُرُ لَكِ حِرْصكِ عَلَى تَعَلُّمِ دِينكِ والتَّفَقُّهِ فِيهِ بِمَا يَنْفَعكِ ويُزِيل عَنْكِ أيّ شُبْهَةٍ فِيهِ، وبإذْنِ الله نَرُدُّ هذه الشُّبُهَات عَلَى قَائِلِيهَا، واللهُ المُسْتَعَانُ.

              أوَدُّ بِدَايَةً أنْ نُرَسِّخَ مَعًا مَعْنًى هَامًّا ضَرُورِيًّا جِدًّا لمُحَارَبَةِ مِثْل هذه الشُّبَه، فَالشُّبْهَة إشَاعَة، إنْ لَمْ تَجِد مَنْ يَسْمَعهَا ويََهْتَمّ بِهَا فَقَدَت تَأثِيرهَا وتَلاَشَت مِنْ نَفْسِهَا، كَالنَّار إنْ لَمْ تَجِد مَا تَأكُلهُ أكَلَت نَفْسهَا، وبالتَّالِي فَإنَّ أوَّلَ خُطْوَة لمُحَارَبَةِ الشُّبَه هُوَ عَدَم الاسْتِمَاع لَهَا، ولَكِنْ هذا أمْرٌ لا يَتَحَقَّق إلاَّ عِنْدَمَا نَفْعَلُ شَيْئًا مِنْ أهَمِّ الأشْيَاء في دِينِنَا، ألاَ وهُوَ: نَعْرِف عَمَّنْ نَأخُذ دِيننَا، فَلَيْسَ كُلّ مَنْ قَرَأ كِتَابًا أو سَمِعَ دَرْسًا أو حتى تَتَلْمَذَ عَلَى يَدِ شَيْخٍ صَارَ عَالِمًا يُؤْخَذ عَنْهُ ولا يُرَدُّ عَلَيْهِ، بَلْ حتى لَوْ صَارَ عَالِمًا فَهُوَ يُؤْخَذُ مِنْ قَوْلِهِ ويُرَدُّ عَلَيْهِ، ولَكِنْ في حَالَتِهِ تِلْكَ وهُوَ مُجَرَّد قَارِئ لكِتَابٍ، فَلاَ يُعْتَبَر بقَوْلِهِ في شَيْءٍ إلاَّ إذا وَافَقَ الحَقّ، وهذه هي القَاعِدَة في العُمُومِ مَعَ أيِّ أحَدٍ في أيِّ قَوْلٍ، ولَكِنَّهَا تَتَأكَّد وتَزْدَاد عِنْدَ الأخْذ مِنْ وعَنْ شَخْصٍ لا يَد لَهُ في العِلْمِ ولا ذِرَاع إلاَّ كَوْنه قَرَأ فَاعْتَبَرَ نَفْسه (مُفَكِّر – مُجْتَهِد - صَاحِب رَأي)، ولَيْسَ الدِّين بالرَّأي إلاَّ رَأيًا قَامَ عَلَيْهِ الدَّلِيل الصَّحِيح، ولذَلِكَ يُقَالُ (مَنْ كَانَ شَيْخُهُ كِتَابه فَخَطَؤُهُ أكْثَر مِنْ صَوَابِهِ)، لأنَّهُ لا أُسُسَ لَدَيْهِ تُمَكِّنُهُ مِنِ اجْتِنَابِ الأخْطَاء، فَقَدْ يَقْرَأ ولا يَفْهَم فَيُفَسِّر بهَوَاه، وقَدْ يَقْرَأ ويَفْهَم غَيْر المَقْصُود، وقَدْ يَقْرَأ ويَكُون الكِتَاب نَفْسه بِهِ أخْطَائه لَكِنَّهُ لا يُمَيِّزهَا، وبالجُمْلَةِ تَكُون الأخْطَاء لَدَيْهِ كَثِيرَة وغَالِبًا مَا تَلْتَبِس لَدَيْهِ الأُمُور، ومِثْل هذا يَكُون كَالعَامِّيّ يَحْتَاج إلى طَلَبِ العِلْم والتَّفَقُّهِ في الدِّينِ حتى لا يَتَكَلَّم بجَهْلٍ أو جَهَالَةٍ، فَيَضِلُّ بنَفْسِهِ ويُضِلُّ غَيْره، خَاصَّةً وأنَّ النَّاسَ عَلَى أرْبَعَةِ أقْسَامٍ، عَامِّيٌّ: لا حَقَّ لَهُ في الاجْتِهَادِ ولا اعْتِبَارَ لرَأيِهِ، وطَالِبُ عِلْمٍ مُبْتَدِئ: فَهُوَ كَالعَامِّيّ إلاَّ أنَّهُ يَتَمَيَّز عَنْهُ بشَيْءٍ مِنَ العِلْمِ قَرَأهُ وسَمِعَهُ لَكِن بقَدْرٍ لا يُعْطِيه الحَقّ في الاجْتِهَادِ ولا يُؤَهِّلهُ لتَرْجِيحِ أو قَوْل رَأي، وطَالِبُ عِلْمٍ مُجْتَهِدٍ: شَهِدَ لَهُ شُيُوخه بالعِلْمِ والعَقْلِ فَيَجُوز لَهُ الاجْتِهَاد، ويُرَاجِعُهُ شُيُوخه في اجْتِهَادَاتِهِ، وعَالِمٌ: لَهُ الحَقُّ في الاجْتِهَادِ ورَأيُهُ مُعْتَبَر طَالَمَا مَلَكَ أدَوَات الاجْتِهَاد وقَدَرَ عَلَيْهِ بضَوَابِطِهِ، فَإنْ لَمْ يَمْلِك ذَلِكَ فَلاَ يَحِقّ لَهُ الاجْتِهَاد أيْضًا، لِذَا يَقُولُ العُلَمَاءُ [ فَلاَ يُؤْخَذ العِلْم إلاَّ عَمَّنْ عُرِفَ بالاسْتِقَامَةِ والتَّقْوَى، وحُسْنِ الاعْتِقَاد، وسَلاَمَةِ المَنْهَج، فَالفَاسِق والمُبْتَدِع والدَّاعِي إلى غَيْرِ السُّنَّة لا يُؤْخَذ عَنْهُم العِلْم، عُقُوبَةً لَهُم، وزَجْرًا للنَّاسِ عَنْهُم، ولأنَّهُم قَدْ يَدُسُّونَ السُّمَّ في العَسَلِ، فَيُلَقِّنُونَ طُلاَّبهم بِدَعهم مِنْ حَيْثُ لا يَشْعُرُونَ ]، ويَقُولُ الشَّيْخُ مُصْطَفَى العَدَوِيّ في كِتَابِهِ مَفَاتِيحُ الفِقْهِ في الدِّينِ [ فَلاَ يَسْتَوِي أبَدًا العَالِم والجَاهِل، قَالَ اللهُ سُبْحَانَهُ (قُلْ هَلْ يَسْتَوِي الَّذِينَ يَعْلَمُونَ وَالَّذِينَ لاَ يَعْلَمُونَإِنَّمَا يَتَذَكَّرُ أُوْلُوا الْأَلْبَابِ)، وقَالَ سُبْحَانَهُ (أَفَمَن يَعْلَمُ أَنَّمَا أُنزِلَ إِلَيْكَ مِن رَبِّكَ الْحَقُّ كَمَنْ هُوَ أَعْمَى إِنَّمَا يَتَذَكَّرُ أُوْلُواْ الأَلْبَابِ)، فَلاَ يَسْتَوِي أبَدًا جَاهِل وعَالِم، بَلْ إنَّ الكَلْبَ المُعَلَّم والصَّقْرَ المُعَلَّم أفْضَل مِنَ الكَلْبِ الجَاهِلِ والصَّقْرِ الجَاهِلِ، وكُلّهَا كِلاَب وصُقُور!! إلاَّ أنَّ اللهَ سُبْحَانَهُ أبَاحَ لَنَا صَيْد الكَلْب المُعَلَّم والصَّقْر المُعَلَّم، أمَّا الآخَر فَلاَ... ] إلى أنْ قَالَ [ فَمِنْ هذا يَلْزَمنَا إذا أرَدْنَا البَحْث في مَسْألَةٍ، أنْ نَجْمَعَ كُلّ النُّصُوص الوَارِدَة فِيهَا أمْرًا ونَهْيًا، حَظْرًا وإبَاحَةً، إطْلاَقًا وتَقْيِيدًا، عُمُومًا أو خُصُوصًا، ونُوَفِّقَ بَيْنَ تِلْكَ النُّصُوص قَدْرَ اسْتِطَاعَتنَا، ثُمَّ نُنْشِئ عَلَى إثْرِ ذَلِكَ الحُكْم الَّذِي يَحْتَوِي تِلْكَ الأدِلَّة والنُّصُوص كُلّهَا ويَنْتَظِمهَا جَمِيعًا، فَحِينَئِذٍ نَخْرُجُ بإذْنِ الله بفِقْهٍ مُتَّزِنٍ بَعِيدٍ –إلى حَدٍّ كَبِيرٍ- عَنِ الاسْتِدْرَاكِ والانْتِقَادِ والتَّعْقِيبِ، أمَّا إذا عَمَدْنَا في الحُكْمِ عَلَى مَسْألَةٍ إلى حَدِيثٍ وَاحِدٍ، فَأصْدَرْنَا مِنْ خِلاَلِهِ الحُكْم، أو إلى عِدَّةِ أحَادِيث عَلَى نَسَقٍ مُعَيَّنٍ ووَتِيرَةٍ وَاحِدَةٍ فَأصْدَرْنَا بنَاءً عَلَيْهَا الحُكْم، وتَرَكْنَا أحَادِيث في نَفْسِ البَابِ لَمْ نَتَنَاوَلْهَا بالتَّوْجِيهِ أو الجَمْعِ بَيْنَهَا وبَيْنَ الأحَادِيث الأُوَل، فَإنَّنَا نَضْطَرِب ولاَبُدّ، ونَشِذّ ولا مَفَرّ، ولا نَكَادُ نَعْلَم فِرْقَة ضَلَّت مِنْ فِرَقِ المُسْلِمِينَ، ولا عَالمًِا شَذَّ في مَسْألَةٍ مِنَ المَسَائِلِ، ولا فَقِيهًا شَرَدَ في مَسْألَةٍ فِقْهِيَّةٍ، إلاَّ للعَمَلِ ببَعْضِ الأحَادِيث في الجَانِبِ الَّذِي شَذَّ فِيهِ وتَرَكَ البَعْض الآخَر، إمَّا عَنْ قَصْدٍ كَفِرَقِ الضَّلاَلِ، وإمَّا عَنْ غِيَابِ نَصٍّ كَالمُجْتَهِدِينَ مِنْ أهْلِ العِلْم، وإمَّا لعَدَمِ اسْتِيعَاب فِقْهِ النَّصّ كَكَثِيرٍ مِنْ عَوَامِّ المُسْلِمِينَ،... ]، فَإنْ عَلِمْنَا هذا جَيِّدًا واسْتَطَعْنَا أنْ نُمَيِّزَ بَيْنَ النَّاس، عَرفْنَا مَنْ نَسْتَمِع لَهُ ومَنْ لا نَسْتَمِع، مَنْ نَأخُذ عَنْهُ ومَنْ لا نَأخُذ، مَنْ في كَلاَمِهِ عِلْم ومَنْفَعَة ومَنْ في كَلاَمِهِ جَهْل ومَفْسَدَة، وبالتَّالِي سَتَأكُل الشُّبَه نَفْسهَا، ولا تَجِد لنَفْسِهَا بَيْنَ المُسْلِمِينَ سَبِيلاً، وفي هذا تُرَاجَعُ الفَتَاوَى التَّالِيَة:
              سلبيات الاقتصار على الكتب في التعلم
              يقتصر على التعلم من الكتب ولا يرى الجلوس إلى الدعاة وطلب العلم
              من كان شيخه كتابه فخطؤه أكثر من صوابه
              الذين يؤخذ عنهم العلم من لدن نبينا صلى الله عليه وسلم إلى يومنا هذا

              وهذا مَا أعْلَمُ؛ واللهُ تَعَالَى أعْلَى وأعْلَمُ.
              والسَّلاَمُ عَلَيْكُمْ ورَحْمَةُ اللهِ وبَرَكَاتُهُ

              زائرنا الكريم نحن معك بقلوبنا
              كلنا آذان صاغيه لشكواك ونرحب بك دائما
              في
              :

              جباال من الحسنات في انتظارك





              تعليق


              • #8
                رد: من اصدق و من اتبع و لمادا هده التناقضات

                بِسْمِ اللهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ
                الأُخْتُ السَّائِلَةُ الكَرِيمَةُ
                السَّلاَمُ عَلَيْكُمْ ورَحْمَةُ اللهِ وبَرَكَاتُهُ
                السُّؤَالُ الأوَّلُ (بالنسبة للصور الفوتوغرافية واعلم انها محرمة وانا لم ادخل في بيتي صورة وتحديت اهلي ولم اخرج اي صورة في فرحي وهدا ما تعلمنه من شيوخ الرحمة وتحديت حماتي التي تعتبر مطلعة دينيا سالي لمادا جريدة الرحمة فيها صور وشيخنا محمد حسان يعلم بان صورته على راس القائمة):
                أُجِيبُ عَلَى ذَلِكَ بأنَّ كَلِمَةَ (التَّصْوِير) يَنْدَرِجُ تَحْتهَا أكْثَر مِنْ مَعْنَى، ولكُلِّ مَعْنَى حُكْم خَاصّ بِهِ، وأيْضًا الفَتْوَى قَدْ تَخْتَلِف في الأمْرِ الوَاحِدِ تَبَعًا لتَغَيُّرِ الظُّرُوف والضَّرُورَات، ولبَيَانِ تَفْصِيل هذا الأمْر أنْقِلُ إلَيْكِ الفَتْوَى التَّالِيَة:
                السُّؤَالُ: في السَّابِق كَانَت الفَتْوَى العَامَّة بخُصُوصِ التَّصْوِير عَدَم الجَوَاز، والآن تَغَيَّرَت الفَتْوَى، فَأصْبَحَ بَعْض العُلَمَاء يَقُول بالجَوَازِ، فَمَا السَّبَب في هذا الاخْتِلاَف، أرْجُو تَوْضِيح هذه المَسْألَة بالدَّلِيلِ مِنَ الكِتَابِ والسُّنَّة بَعِيدًا عَنْ آرَاءِ العُلَمَاء واخْتِلاَفَاتِهِم.
                الجَوَابُ:
                الحَمْدُ للهِ؛
                الوَاقِعُ أنَّ مَا ذَكَرْته مِنْ تَغَيُّرِ الفَتْوَى بشَأنِ التَّصْوِير رُبَّمَا لا يَكُون دَقِيقًا، فَنَحْنُ نَحْتَاجُ إلى أنْ نُفَرِّقَ بَيْنَ أمْرَيْنِ في مَوْضُوعِ التَّصْوِير:
                الأمْرُ الأوَّلُ: حُكْمُ التَّصْوِيرِ، ونَعْنِي بِهِ هُنَا تَصْوِير ذَوَات الأرْوَاح، فهذا هُوَ مَحَلّ البَحْث والنَّظَر، ونَعْنِي بِهِ أيْضًا الصُّوَر غَيْر المُجَسَّمَة، وقَدْ دَلَّت السُّنَّة الصَّحِيحَة عَلَى تَحْرِيمِ هذا النَّوْع مِنَ الصُّوَرِ، سَوَاء كَانَ في لَوْحَةٍ، أو وَرَقَةٍ، أو ثَوْبٍ، أو حَائِطٍ، لِمَا فِيهِ مِنْ مُضَاهَاةِ خَلْق الله، قَالَ النَّوَوِيُّ رَحِمَهُ اللهُ [ قَالَ أَصْحَابُنَا وَغَيْرُهُمْ مِنَ الْعُلَمَاءِ: تَصْوِيرُ صُورَةِ الْحَيَوَانِ –كُلّ ذِي رَوْح نَاطِقًا كَانَ أو غَيْر نَاطِق- حَرَامٌ شَدِيدُ التَّحْرِيمِ وَهُوَ مِنَ الْكَبَائِرِ لأَنَّهُ مُتَوَعَّدٌ عَلَيْهِ بِهَذَا الْوَعِيدِ الشَّدِيدِ الْمَذْكُورِ فِي الأَحَادِيثِ، وَسَوَاءٌ صَنَعَهُ بِمَا يُمْتَهَنُ أَوْ بِغَيْرِهِ فَصَنْعَتُهُ حَرَامٌ بِكُلِّ حَالٍ، لأَنَّ فِيهِ مُضَاهَاةً لِخَلْقِ اللهِ تَعَالَى، وَسَوَاءٌ مَا كَانَ في ثوب أو بُسَاطٍ أودِرْهَمٍ أَوْ دِينَارٍ أَوْ فَلْسٍ أَوْ إِنَاءٍ أَوْ حَائِطٍ أَوْ غَيْرِهَا، وَأَمَّا تَصْوِيرُ صُورَةِ الشَّجَرِ وَرِحَالِ الإِبِلِ وَغَيْرِ ذَلِكَ مِمَّا لَيْسَ فِيهِ صُورَةُ حَيَوَانٍ فَلَيْسَ بِحِرَامٍ، هَذَا حُكْمُ نَفْسِ التَّصْوِيرِ...، ولا فَرْقَ في هذا كُلّه بَيْنَ مَا لَهُ ظِلّ ومَا لا ظِلَّ لَهُ، هَذَا تَلْخِيصُ مَذْهَبِنَا فِي الْمَسْأَلَةِ، وَبِمَعْنَاهُ قَالَ جَمَاهِيرِ الْعُلَمَاءِ مِنَ الصَّحَابَةِ وَالتَّابِعِينَ وَمَنْ بَعْدَهُمْ، وَهُوَ مَذْهَبُ الثَّوْرِيّ وَمَالِكٍ وَأَبِي حَنِيفَةَ وَغَيْرِهِمْ، وَقَالَ بَعْضُ السَّلَفِ إِنَّمَا يَنْهَى عَمَّا كَانَ لَهُ ظِلّ، ولا بَأسَ بِالصُّوَرِ الَّتِي لَيْسَ لَهَا ظِلٌّ، وَهَذَا مَذْهَبٌ بَاطِلٌ فَإِنَّ السِّتْرَ الَّذِي أَنْكَرَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ الصُّورَةَ فِيهِ لاَ يَشُكُّ أَحَدٌ أَنَّهُ مَذْمُومٌ، وَلَيْسَ لِصُورَتِهِ ظِلٌّ مَعَ بَاقِي الأَحَادِيثِ الْمُطْلَقَةِ فِي كُلِّ صُورَةٍ، وَقَالَ الزُّهْرِيُّ: النَّهْيُ فِي الصُّورَةِ عَلَى الْعُمُومِ... ] شَرْحُ مُسْلِم للنَّوَوِيّ (14/81)، وقَدْ سَبَقَ ذِكْر الأدِلَّة عَلَى تَحْرِيمِ التَّصْوِير، وبَعْض نُصُوص أهْل العِلْم عَلَى ذَلِكَ في أجْوِبَةٍ كَثِيرَةٍ، فَرَاجِع جَوَاب السُّؤَال رَقْم (7222)، وهذا أمْرٌ لا نَعْلَمُ أنَّ الفَتْوَى تَغَيَّرَت بشَأنِهِ، أو أنَّ مَنْ كَانَ يَرَى أنَّ التَّصْوِيرَ حَرَام، عَادَ وقَالَ بإبَاحَتِهِ، أو أنَّ غَالِبَ رأي المُفْتِين كَانَ عَلَى التَّحْرِيمِ ثُمَّ أصْبَحَ الآن عَلَى الإبَاحَةِ، وإذا قُدِّرَ أنَّ شَيْئًا مِنْ ذَلِكَ التَّغْيِير قَدْ حَصَلَ: فَهُوَ قَلِيلٌ جِدًّا، أو شَاذٌّ نَادِرٌ، لا يُقَاسُ عَلَيْهِ.

                الأمْرُ الثَّانِي: هَلْ يَنْطَبِق حُكْم التَّصْوِير عَلَى أنْوَاعٍ مُعَيَّنَةٍ مِنَ الصُّوَرِ؛ كَالصُّورَةِ الفُوتُوغْرَافِيَّة مَثَلاً؟ وإذا كَانَ يَشْمَلُهَا: فَهَلْ هذا التَّحْرِيم خَاصّ بالصُّورَةِ الكَامِلَةِ، أو يَشْمَل الصُّورَة النِّصْفِيَّة أيْضًا، ونَحْو ذَلِكَ مِنَ المَسَائِل التي مَحَلّ نَظَر الفَقِيه والمُفْتِي فِيهَا هُوَ النَّظَر في انْطِبَاقِ الحُكْم السَّابِق عَلَى النَّازِلَةِ المُعَيَّنَة، وهذا هُوَ الَّذِي اخْتَلَفَ أهْلُ العِلْمِ فِيهِ اخْتِلاَفًا مُعْتَبَرًا مَشْهُورًا؛ فَذَهَبَ بَعْضُهُم إلى أنَّ التَّصْوِيرَ الفُوتُوغْرَافِيّ يَدْخُل في التَّصْوِيرِ المُحَرَّم، لأنَّهُ تَصْوِير، ولأنَّ مَا ينْتِجَهُ هُوَ (صُورَة)، فَتَدْخُل في حُكْمِ الصُّوَر الَّتِي وَرَدَ فِيهَا النَّصّ، وذَهَبَ بَعْضُ أهْلِ العِلْمِ إلى أنَّ عِلَّةَ تَحْرِيم التَّصْوِير: هي مُضَاهَاة خَلْق الله، وهذا غَيْر مَوْجُود في التَّصْوِيرِ الفُوتُوغْرَافِيّ؛ إذْ هُوَ مُجَرَّد حَبْس ظِلّ الشَّخْص، فَأُبِيحَ، كَمَا لَوْ كَانَ يَنْظُرُ في مِرْآةٍ أو نَحْوِهَا، ولَيْسَ هُنَا مَحَلّ تَحْرِير ذَلِكَ، إنَّمَا المُرَاد بَيَان أنَّ هُنَاكَ فَرْقًا بَيْنَ الاخْتِلاَفِ في الحُكْمِ، والاخْتِلاَفِ في تَحْقِيقِ مَنَاط الحُكْم في الوَاقِعَةِ المُعَيَّنَة، وقَدْ سَبَقَ بَيَان حُكْم التَّصْوِير الفُوتُوغْرَافِي في أجْوِبَةٍ عَدِيدَةٍ في المَوْقِعِ، فَيُمْكِنكَ مُرَاجَعَة الأسْئِلَة التي تَحْمِل رَقْم (13633) ورَقْم (10668) ورَقْم (7918).

                وحِينَئِذٍ؛ فَلَيْسَ مِنَ الغَرِيبِ أنْ يَتَغَيَّر اجْتِهَاد العَالِم أو المُفْتِي في مِثْلِ هذه النَّوَازِل؛ فَقَدْ يَبْنِي اجْتِهَاده في وَقْتٍ مَا عَلَى أنَّ هذا التَّصْوِير كَانَ يَتَطَلَّب تَصَرُّفًا بَشَرِيًّا في الصُّورَةِ بوَجْهٍ مَا، وهذا هُوَ نَفْس عَمَل المُصَوِّر، فَلأجْلِ ذَلِكَ أفْتَى بتَحْرِيمِهِ، ثُمَّ تَغَيَّرَ الأمْر وتَطَوَّرَت الأجْهِزَة، ولَمْ يَعُد هُنَاكَ حَاجَة إلى التَّدَخُّلِ البَشَرِيّ، بَلْ إنَّ الأمْرَ أظْهَر مِنْ هذا المِثَال التَّقْرِيبِي؛ فَتَغَيُّر اجْتِهَاد العَالِم مِنْ وَقْتٍ إلى وَقْتٍ آخَر، وفي نَفْسِ المَسْألَة لَيْسَ أمْرًا جَدِيدًا، بَلْ هُوَ مَعْرُوفٌ ومُقَرَّر، ومَذْهَبَا الشَّافِعِيّ: الجَدِيد والقَدِيم شَاهِد عَلَى ذَلِكَ، والرِّوَايَات عَنِ الإمَامِ أحْمَد وغَيْرِهِ في المَسْألَةِ الوَاحِدَة مَعْرُوفَة، والأمْثِلَة عَلَى ذَلِكَ مَعْرُوفَة مَشْهُورَة، ولَيْسَ العِبْرَة بالقَالِ والقِيلِ، وإنَّمَا العِبْرَة في كُلِّ أمْرٍ بِمَا وَافَقَهُ الدَّلِيل، نَسْألُ اللهَ أنْ يُوَفِّقَنَا جَمِيعًا لِمَا يُحِبُّهُ ويَرْضَاهُ مِنَ القَوْلِ والعَمَل. انْتَهَتِ الفَتْوَى

                وتُرَاجَع الفَتَاوَى التَّالِيَة لمَزِيدٍ مِنَ الفَائِدَةِ:
                جواز التصوير البعضي للحاجة
                حكم طمس الصور في الكتب والمجلات، وما هي الصور التي تمنع دخول الملائكة؟
                حكم بيع الصحف
                هل يجوز نشر صور ذوات الأرواح للحاجة؟

                مِمَّا سَبَقَ نَفْهَمُ أنَّ التَّصْوِيرَ حَرَام، ولَكِنَّ بَعْضَ العُلَمَاء أجَازُوا التَّصْوِيرَ الفُوتُوغْرَافِيّ، ولَكِنْ حتى مَنْ أجَازُوه وَضَعُوا لَهُ شُرُوطًا وضَوَابِطًا، والحَاصِلُ أنَّ الصُّوَرَ التي في الجَرَائِدِ تَكُون مُبَاحَة للآتِي:
                1- لأنَّ لَهَا ضَرُورَة، كَالتَّعْرِيفِ بالكَاتِبِ أو إثْبَاتِ وَاقِعَةٍ بتَصْوِيرِهَا، وهَكَذَا.
                2- إنْ كَانَت صُورَة بَعْضِيَّة، أي لَيْسَت لكُلِّ الجَسَدِ.
                3- لأنَّ شِرَاءَ الجَرِيدَة لا يَكُون مِنْ أجْلِ الصُّوَرِ مُشَاهَدَةً أو اقْتِنَاءً، بَلْ لِمَا في الجَرِيدَةِ مِنْ مَعْلُومَاتٍ.
                4- لأنَّ الجَرِيدَةَ في حُكْمِ الشَّيْءِ المُمْتَهَنِ الَّذِي يُسْمَحُ فِيهِ بالصُّوَرِ، فَمَعْرُوفٌ أنَّ بانْتِهَاءِ قِرَاءَة الجَرِيدَة تُلْقَى في القِمَامَةِ أو تُسْتَخْدَم أوْرَاقهَا في تَغْلِيفِ شَيْءٍ أو فَرْشًا لشَيْءِ، فَتُمْتَهَن، والصُّوَر في الأشْيَاءِ المُمْتَهَنَة جَائِزَة.
                يَقُولُ الشَّيْخ ابْنُ عُثَيْمِين رَحِمَهُ اللهُ [ المَجَلاَّت الإسْلاَمِيَّة التي فِيهَا الصُّوَر: مِنْ تَمَامِ الإيِمَان ألاَّ يَجْعَل الإنْسَان مَجَلَّته كُلَّهَا صُوَرًا، هُنَاكَ مَجَلاَّت مَعْرُوفَة: مَجَلاَّت صُوَر، مَجَلاَّت أزْيَاء، هذه لا يَجُوز بَيْعهَا، ولا شِرَاؤُهَا، ولا اقْتِنَاؤُهَا، وهُنَاكَ مَجَلاَّت المَقْصُود فِيهَا مَا فِيهَا مِنْ أخْبَارٍ والكَلِمَات لَكِنْ يُوجَد – مَثَلاًَ - صُورَة المُتَكَلِّم، أو صُورَة الكَاتِب، أو صُورَة مَشْهَد، هذه لَيْسَت حَرَامًا، ولَكِنْ هَلْ يَجُوز أنْ تَقْتَنِيهَا أو لاَبُدَّ أنْ تُطْمَس عَلَى وَجْهِ كُلّ أحَدٍ، الظَّاهِر أنَّهُ لا يَجِب أنْ تَطْمِس عَلَى وَجْهِ كُلِّ أحَدٍ؛ لأنَّهُ غَيْر مَقْصُود, والإنْسَان الَّذِي يشْتَرِي – مَثَلاً - صَحِيفَة مِنَ الصَّحَائِف فهذا لا يُرِيد الصُّورَة إطْلاَقًا، فَفَرْقٌ بَيْنَ مَجَلاَّت أو صُحُف أُعِدَّت للتَّصْوِيرِ، وبَيْنَ مَجَلاَّت أُعِدَّت لغَيْرِ التَّصْوِير، لَكِنْ فِيهَا صُوَر، الأُولَى: حَرَام بَيْعهَا، وشِرَاؤُهَا، واقْتِنَاؤُهَا، والثَّانِيَة: لا يَحْرُم ذَلِك ] لِقَاءَاتُ البَابِ المَفْتُوح (لِقَاء رَقْم 132، سُؤَال رَقْم 16).
                وبهذا أكُونُ قَدْ أجَبْتُ السُّؤَال الأوَّل بفَضْلٍ مِنَ اللهِ.

                وهذا مَا أعْلَمُ؛ واللهُ تَعَالَى أعْلَى وأعْلَمُ.
                والسَّلاَمُ عَلَيْكُمْ ورَحْمَةُ اللهِ وبَرَكَاتُهُ

                زائرنا الكريم نحن معك بقلوبنا
                كلنا آذان صاغيه لشكواك ونرحب بك دائما
                في
                :

                جباال من الحسنات في انتظارك





                تعليق


                • #9
                  رد: من اصدق و من اتبع و لمادا هده التناقضات

                  بِسْمِ اللهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ
                  الأُخْتُ السَّائِلَةُ الكَرِيمَةُ
                  السَّلاَمُ عَلَيْكُمْ ورَحْمَةُ اللهِ وبَرَكَاتُهُ
                  السُّؤَالُ الثَّانِي (لمادا مازلت في مصر تماثيل الفراعنة فحين انا مطالبة بان لا ادخل تماثيل لي بيتي اليس هدا تناقض):
                  أمَّا لماذا مَازَالَت التَّمَاثِيل مَوْجُودَة؟ فَلأنَّ شَرْعَ الله لا يُطَبَّق، وكَثِير مِنَ الأحْكَامِ الشَّرْعِيَّة مُعَطَّلَة، ونَرْجُو اللهَ أنْ يَمُنَّ عَلَيْنَا بالعُمرِ ونَرَى الإسْلاَم يَسُود ويَقُود ويُطَبَّق، ولا يُكَابِر في حُكْمِ التَّمَاثِيل إلاَّ مُعَانِد ومُكَابِر أو جَاهِل أو كَافِر، فَأمَّا المُسْلِم المُلْتَزِم بكِتَابِ رَبّه وسُنَّة رَسُولِهِ فَيُعْرَف حُكْم التَّمَاثِيل كَمَا يَعْرِف المَاء والهَوَاء، وفِيمَا يَلِي أقْوَال العُلَمَاء في ذَلِكَ:
                  تحريم التصوير واتّخاذ التماثيل وأثر ذلك على العقيدة
                  وجوب تكسير الأصنام
                  التشكيل بالطين ما يجوز منه وما لا يجوز
                  حكم عمل الحلوى ونحوها على هيئة ذوات الأرواح، وحكم بيعها
                  لماذا لم يقم عمرو بن العاص رضي الله عنه بتحطيم التماثيل الفرعونية؟
                  حكم زيارة المعابد والمقابر الفرعونية وحكم الصلاة فيهما

                  أمَّا قَوْلكِ (اليس هدا تناقض) فَأقُولُ: وهَلْ أُطَبِّقُ شَرْعَ الله لأنَّ غَيْرِي يُطَبِّقهُ أمْ أُطَبِّقُهُ لأنَّهُ حُكْم الله فِيّ حتى لَوْ كُنْتُ وَحْدِي مَنْ يُطَبِّقهُ؟ ووِفْقًا لمَنْطِقِ سُؤَالكِ أسْألُكِ بدَوْرِي: هَلْ يُعَدُّ تَنَاقُضًا أنَّ هُنَاكَ مَنْ يَزْنِي في المُجْتَمَع وأنَا مُطَالَب بعَدَمِ الزِّنَا؟ ومِنْ قَبْلُ هَلْ يُعَدُّ تَنَاقُضًا أنَّ هُنَاكَ كُفَّار في الدُّنْيَا وأنَا مُطَالَب بعَدَمِ الكُفْر؟ التَّنَاقُض يَكُون عِنْدَمَا تَضَع الدَّوْلَة التَّمَاثِيل في المَيَادِين وتَمْنَع النَّاس مِنْ وَضْعِهَا في المَنَازِلِ مَثَلاً، فَهُنَا نَسْأل مَا هذا التَّنَاقُض في قَرَارَاتِ الدَّوْلَة، وحتى إنْ كَانَ هذا، فَلاَ عِلاَقَةَ لَهُ بتَطْبِيقِي أنَا لشَرْعِ الله عَلَى نَفْسِي حتى لَوْ أبَاحَت الدَّوْلَة التَّمَاثِيل في كُلِّ مَكَانٍ، ولا يَضُرّنِي أنَّ غَيْرِي يَعْلَم الحَقّ ولا يُطَبِّقهُ، قَالَ تَعَالَى [ وَكُلَّ إِنسَانٍ أَلْزَمْنَاهُ طَآئِرَهُ فِي عُنُقِهِ وَنُخْرِجُ لَهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ كِتَابًا يَلْقَاهُ مَنشُورًا 13 اقْرَأْ كَتَابَكَ كَفَى بِنَفْسِكَ الْيَوْمَ عَلَيْكَ حَسِيبًا 14 مَّنِ اهْتَدَى فَإِنَّمَا يَهْتَدي لِنَفْسِهِ وَمَن ضَلَّ فَإِنَّمَا يَضِلُّ عَلَيْهَا وَلاَ تَزِرُ وَازِرَةٌ وِزْرَ أُخْرَى وَمَا كُنَّا مُعَذِّبِينَ حَتَّى نَبْعَثَ رَسُولاً 15 ]، فَلاَ تَنَاقُض بَيْنَ مَا يَفْعَلهُ المُلْتَزِم بدِينِهِ والمُتَفَلِّت مِنْهُ، لا تَنَاقُض بَيْنَ المُطَبِّق لدِينِهِ والمُحَارِب لَهُ، لا تَنَاقُض بمَعْنَى أنَّ أحَدَهُمَا لا يَمْنَع مِنْ حُدُوثِ الآخَر، فَكَوْنِي مُلْتَزِم لا يَعْنِي أنَّ كُلَّ النَّاس لاَبُدَّ وأنْ يَكُونُوا مُلْتَزِمِينَ، فهذه سُنَّة الله في خَلْقِهِ، أنْ يَكُونَ هُنَاكَ الخَيْر والشَّرّ، والمُسْلِم والكَافِر، والمُلْتَزِم والعَاصِي، قَالَ تَعَالَى [ وَنَبْلُوكُم بِالشَّرِّ وَالْخَيْرِ فِتْنَةً وَإِلَيْنَا تُرْجَعُونَ ]، وعَلَى الجَانِبِ الآخَر فَإنَّ وُجُود عُصَاة وكُفَّار لا يَعْنِي أنْ أتَّبِعَهُم ولا ألْتَزِم بِمَا شَرَعَهُ الله حتى وإنْ كُنْت وَحْدِي مَنْ سَيُطَبِّق ذَلِكَ، قَالَ تَعَالَى [ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ أَطِيعُواْ اللّهَ وَرَسُولَهُ وَلاَ تَوَلَّوْا عَنْهُ وَأَنتُمْ تَسْمَعُونَ 20 وَلاَ تَكُونُواْ كَالَّذِينَ قَالُوا سَمِعْنَا وَهُمْ لاَ يَسْمَعُونَ 21 إِنَّ شَرَّ الدَّوَابَّ عِندَ اللّهِ الصُّمُّ الْبُكْمُ الَّذِينَ لاَ يَعْقِلُونَ 22 وَلَوْ عَلِمَ اللّهُ فِيهِمْ خَيْرًا لَّأسْمَعَهُمْ وَلَوْ أَسْمَعَهُمْ لَتَوَلَّواْ وَّهُم مُّعْرِضُونَ 23 يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ اسْتَجِيبُواْ لِلّهِ وَلِلرَّسُولِ إِذَا دَعَاكُم لِمَا يُحْيِيكُمْ وَاعْلَمُواْ أَنَّ اللّهَ يَحُولُ بَيْنَ الْمَرْءِ وَقَلْبِهِ وَأَنَّهُ إِلَيْهِ تُحْشَرُونَ 24 وَاتَّقُواْ فِتْنَةً لاَّ تُصِيبَنَّ الَّذِينَ ظَلَمُواْ مِنكُمْ خَآصَّةً وَاعْلَمُواْ أَنَّ اللّهَ شَدِيدُ الْعِقَابِ 25 ]، وقَالَ تَعَالَى [ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ كُونُواْ قَوَّامِينَ لِلّهِ شُهَدَاء بِالْقِسْطِ وَلاَ يَجْرِمَنَّكُمْ شَنَآنُ قَوْمٍ عَلَى أَلاَّ تَعْدِلُواْ اعْدِلُواْ هُوَ أَقْرَبُ لِلتَّقْوَى وَاتَّقُواْ اللّهَ إِنَّ اللّهَ خَبِيرٌ بِمَا تَعْمَلُونَ 8 وَعَدَ اللّهُ الَّذِينَ آمَنُواْ وَعَمِلُواْ الصَّالِحَاتِ لَهُم مَّغْفِرَةٌ وَأَجْرٌ عَظِيمٌ 9 وَالَّذِينَ كَفَرُواْ وَكَذَّبُواْ بِآيَاتِنَا أُوْلَـئِكَ أَصْحَابُ الْجَحِيمِ 10 ]، وقَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ [ إِنَّهَا سَتَكُونُ بَعْدِي أَثَرَةٌ وَأُمُورٌ تُنْكِرُونَهَا، قَالُوا: يَا رَسُولَ اللهِ، كَيْفَ تَأْمُرُ مَنْ أَدْرَكَ مِنَّا ذَلِكَ؟ قَالَ: تُؤَدُّونَ الْحَقَّ الَّذِي عَلَيْكُمْ وَتَسْأَلُونَ اللهَ الَّذِي لَكُمْ ] رَوَاهُ البُخَارِيُّ ومُسْلِمُ واللَّفْظ لمُسْلِم.

                  وبهذا أكُونُ قَدْ أجَبْتُ السُّؤَال الثَّانِي بفَضْلٍ مِنَ اللهِ.

                  وهذا مَا أعْلَمُ؛ واللهُ تَعَالَى أعْلَى وأعْلَمُ.
                  والسَّلاَمُ عَلَيْكُمْ ورَحْمَةُ اللهِ وبَرَكَاتُهُ

                  زائرنا الكريم نحن معك بقلوبنا
                  كلنا آذان صاغيه لشكواك ونرحب بك دائما
                  في
                  :

                  جباال من الحسنات في انتظارك





                  تعليق


                  • #10
                    رد: من اصدق و من اتبع و لمادا هده التناقضات

                    بِسْمِ اللهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ
                    الأُخْتُ السَّائِلَةُ الكَرِيمَةُ
                    السَّلاَمُ عَلَيْكُمْ ورَحْمَةُ اللهِ وبَرَكَاتُهُ
                    السُّؤَالُ الثَّالِثُ (ادا المعازف حرام لمادا يجيزوها علماء اجلاء ويبحون الدف للرجال ويبحونا الالات الاخرى):
                    لفَهْمِ هذه النُّقْطَة أوَّلاً يَجِبُ شَرْح بَعْض الأُمُور قَبْلَ الرَّدّ عَلَيْهَا، كي نَفْقَهُ مَا يَحْدُث ونَعْرِفُ كَيْفَ تَلْتَبِس عَلَيْنَا وكَيْفَ نُزِيلُ الشُّبْهَة:
                    الاخْتِلاَفُ بَيْنَ العُلَمَاءِ لَهُ أسْبَابٌ (سَيَأتِي ذِكْرهَا فِيمَا بَعْدُ بتَفْصِيلِهَا بإذْنِ الله)، ونِتَاجًا لهذه الأسْبَاب يَأخُذ الاخْتِلاَف أكْثَر مِنْ شَكْلٍ، مِنْهُ المَحْمُود ومِنْهُ المَقْبُول ومِنْهُ المَذْمُوم، كَالتَّالِي:
                    1- اخْتِلاَفُ التَّنَوُّعِ (مَحْمُودٌ).
                    2- اخْتِلاَفُ التَّضَادّ، والَّذِي يَنْقَسِمُ إلى:
                    - اخْتِلاَفٌ سَائِغٌ (مَقْبُولٌ).
                    - اخْتِلاَفٌ غَيْر سَائِغ (مَذْمُومٌ).
                    أمَّا اخْتِلاَفُ التَّنَوُّعِ:فهُوَ مَا لاَ يَكُون فِيهِ أحَد الأقْوَال مُنَاقِضًا للأقْوَال الأُخْرَى، بَلْ كُلّ الأقْوَال فِيهِ صَحِيحَة وغير مُتَعَارِضَة.
                    مِثَالٌ: في كَفَّارَة اليَمِين يَقُول الله تَعَالَى [ لاَ يُؤَاخِذُكُمُ اللّهُ بِاللَّغْوِ فِي أَيْمَانِكُمْ وَلَـكِن يُؤَاخِذُكُم بِمَا عَقَّدتُّمُ الأَيْمَانَ فَكَفَّارَتُهُ إِطْعَامُ عَشَرَةِ مَسَاكِينَ مِنْ أَوْسَطِ مَا تُطْعِمُونَ أَهْلِيكُمْ أَوْ كِسْوَتُهُمْ أَوْ تَحْرِيرُ رَقَبَةٍ فَمَن لَّمْ يَجِدْ فَصِيَامُ ثَلاَثَةِ أَيَّامٍ ذَلِكَ كَفَّارَةُ أَيْمَانِكُمْ إِذَا حَلَفْتُمْ وَاحْفَظُواْ أَيْمَانَكُمْ كَذَلِكَ يُبَيِّنُ اللّهُ لَكُمْ آيَاتِهِ لَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ ]، فأيُّ وَاحِدَةٍ مِنَ الثَّلاَثَةِ (الإطْعَام أو الكِسْوَة أو العِتْق) يُجْزِئ صَاحِبه، وهُوَ يَفْعَل وَاحِدًا مِنْها مَعَ اعْتِقَاده أنَّ غَيْرَهُ مِنَ الثَّلاَثَةِ صَحِيح، أمَّا الصِّيَام فَلاَ يَجُوزُ الانْتِقَال إلَيْهِ إلاَّ إذا عُدِمَت الثَّلاَثَة.

                    أمَّا اخْتِلاَفُ التَّضَادِّ: فَهُوَ أنْ يَكُونَ كُلّ قَوْلٍ مِنْ أقْوَالِ المُخْتَلِفِين يُضَادّ الآخَر ويَحْكُم بخَطَئِهِ أو بُطْلاَنِهِ، وهُوَ عَلَى نَوْعَيْن:
                    - الخِلاَفُ السَّائِغُ (المَقْبُولُ): وهُوَ مَا لا يُخَالِف نَصًّا مِنْ كِتَابٍ أو سُنَّةٍ صَحِيحَةٍ أو إجْمَاعًا قَدِيمًا أو قِيَاسًا جَلِيًّا.
                    - الخِلاَفُ غَيْرِ السَّائِغ (المَذْمُومُ): الكَثِيرُ مِنْ أهْلِ العِلْم يُعَرِّفُهُ عَلَى أنَّهُ الخِلاَفُ في الأُصُولِ؛ أيْ في العَقَائِدِ، ولَكِنَّ الصَّحِيح أنْ يُقَيَّدَ تَعْرِيفُهُ بأنَّهُ كُلّ مَا خَالَفَ نَصًّا مِنْ كِتَابٍ أو سُنَّةٍ صَحِيحَةٍ أو إجْمَاعًا أو قِيَاسًا جَلِيًّا لا يُخْتَلَفُ فِيهِ، سَوَاء كَانَ في الأُمُورِ الإعْتِقَادِيَّةِ أو في الأُمُورِ الفِقْهِيَّةِ.

                    وبنَاءً عَلَى ذَلِكَ، فَإنْ رَاجَعْنَا الكِتَاب والسُّنَّة الصَّحِيحَة وإجْمَاع الصَّحَابَة والتَّابِعِينَ والأئِمَّة الأرْبَعَة ومَنْ تَبِعَهُم بإحْسَانٍ عَلَى مَرِّ العُصُورِ وُصُولاً إلى عَصْرِنَا هذا؛ سَنَجِدُ أنَّ كُلَّ ذَلِكَ يَقُولُ بتَحْرِيمِ المَعَازِف كُلّهَا عَلَى الرِّجَالِ والنِّسَاء، ولا يَسْتَثْنِي مِنْ ذَلِكَ إلاَّ الدُّفّ للنِّسَاءِ فَقَط دُونَ الرِّجَال، وبالتَّالِي فَإنَّ أيّ شَخْصٍ كَائِنًا مَنْ كَانَ يَأتِي ويَقُول بخِلاَفِ ذَلِكَ فَقَوْله مَرْدُودٌ عَلَيْهِ، وخِلاَفه مَذْمُوم، واجْتِهَاده غَيْر صَحِيح، يُبَيَّن لَهُ الصَّوَاب في هذه المَسْألَة وِفْقَ أدَب الخِلاَف وأدَب التَّعَامُل مَعَ العُلَمَاء، ولا يُتَّبَع في قَوْلِهِ فِيهَا، ويُتَّبَع في بَقِيَّةِ المَسَائِل التي صَحَّت عَنْهُ ووَافَقَ قَوْلُهُ فِيهَا الشَّرْع، ومَعْنَى ذَلِكَ أنَّ قَوْلَهُ الصَّحِيح في مَسَائِل أُخْرَى لا يَجْعَلنَا نُقِرّهُ عَلَى رَأيِهِ البَاطِل في هذه المَسْألَة بحُجَّةِ أنَّهُ أصَابَ كَثِيرًا فِيمَا سَبَق، ولا يَجْعَلنَا نَقْبَل مِنْهُ كُلّ شَيْءٍ وأيّ شَيْءٍ دُونَ مُرَاجَعَتِهِ عَلَى كِتَابِ الله وسُنَّةِ رَسُولِهِ، فَالعَالِم بَشَر غَيْر مَعْصُوم، يُخْطِئ ويُصِيب، وإصَابَته في أُمُورٍ لا تُبَرِّر لَهُ ولَنَا قُبُول خَطَأه في أُمُورٍ أُخْرَى، لأنَّ العِبْرَةَ بِمَا قَامَ عَلَيْهِ الدَّلِيل لا بقَوْلِ أحَدٍ مِنَّا، ومَعْنَى قِيَامُ الدَّلِيلِ أي وُجُود الدَّلِيل الصَّحِيح بفَهْمٍ صَحِيحٍ يُوَافِق الشَّرْع عَلَى مُرَادِ الله ورَسُوله فِيهَا، وللحُكْمِ عَلَى صِحَّةِ الدَّلِيل في نَفْسِهِ وفي فَهْمِهِ نُرْجِعُهُ إلى كِتَابِ الله وسُنَّةِ رَسُوله، ونَرَى أقْوَال الصَّحَابَة والتَّابِعِينَ والأئِمَّة، ونَعْرِف مَوَاطِن الإجْمَاع في ذَلِكَ، فَإنْ وَجَدْنَا أنَّ الدَّلِيلَ الَّذِي قَالَ بِهِ هذا العَالِم غَيْر صَحِيح في نَفْسِهِ أو في فَهْمِ العَالِم لَهُ، فَلاَ يَحْمِلنَا حُبّنَا لهذا العَالِم عَلَى أنْ نَتَعَصَّبَ لَهُ ونَقْبَلَ مِنْهُ البَاطِل ونُبَرِّرَهُ لَهُ، كَمَا لا تَحْمِلنَا قِلَّة عِلْمنَا عَلَى أنْ نَتَّبِعَ الهَوَى والشَّهَوَات فَنَخْتَار مِنْ أقْوَالِ العُلَمَاء وزَلاَّتهم مَا يُوَافِق هَوَانَا، فهذا سَبِيلٌ إلى الزَّنْدَقَةِ والانْحِلاَل، قَالَ ابْنُ قدَامَة [ قَالَ بَعْضُ أهْلِ العِلْمِ: هذا المَذْهَب أوَّله سَفْسَطَة وآخِره زَنْدَقَة، لأنَّهُ في الابْتِدَاءِ يَجْعَلُ الشَّيْءَ ونَقِيضَهُ حَقًّا، وبالآخِرَةِ يُخَيِّر المُجْتَهِدِينَ بَيْنَ النَّقِيضَيْنِ عِنْدَ تَعَارُضِ الدَّلِيلَيْنِ ويَخْتَار مِنَ المَذَاهِبِ أطْيَبهَا ]، وقَالَ أبُو عُمَر بْن عَبْد البَرّ [ الاخْتِلاَفُ لَيْسَ بحُجَّةٍ عِنْدَ أحَدٍ عَلِمْتُهُ مِنْ فُقَهَاءِ الأُمَّة إلاَّ مَنْ لا بَصَرَ لَهُ ولا مَعْرِفَةَ عِنْدَهُ ولا حُجَّةَ في قَوْلِهِ ]، وقَالَ أبُو عَمْرُو بْن الصَّلاَح [ مَعَ أنَّه لَيْسَ كُلّ خِلاَفٍ يُسْتَرْوَحُ إلَيْه ويُعْتَمَدُ عَلَيْهِ، ومَنْ تَتَبَّع ما اخْتَلَفَ فِيهِ العُلَمَاء وأخَذَ بالرُّخَصِ مِنْ أقَاوِيلِهِم تَزَنْدَق أو كَادَ، ومَنْ خَالَفَ إجْمَاع المُسْلِمِينَ فَعَلَيْهِ مَا في قَوْلِهِ تَعَالَى (وَمَنْ يُشَاقِقِ الرَّسُولَ مِنْ بَعْدِ مَا تَبَيَّنَ لَهُ الْهُدَى وَيَتَّبِعْ غَيْرَ سَبِيلِ الْمُؤْمِنينَ نُوَلهِ مَا تَوَلّى وَنُصْلِهِ جَهَنَّمَ وَسَاءَتْ مَصِيرًا) وقَالَ الإمَامُ أحْمَد [ سَمِعْتُ يَحْيَى القَطَّان يَقُولُ: لَوْ أنَّ رَجُلاً عَمِلَ بكُلِّ رُخْصَةٍ، بقَوْلِ أهْل الكُوفَة في النّبِيذِ وأهْل المَدِينَة في السَّمَاعِ وأهْل مَكَّة في المُتْعَةِ، لكَانَ فَاسِقًا ]، وقَالَ [ قَالَ سُلَيْمَان التَّيْمِيّ: لَوْ أَخَذْتَ برُخْصَةِ كُلّ عَالِمٍ أو زَلَّةِ كُلّ عَالِمِ؛ اجْتَمَعَ فِيكَ الشَّرّ كُلّهُ ]، وقَالَ المُزَنِيُّ [ يُقَالُ لِمَنْ (جَوَّزَ الاخْتِلاَف وزَعَمَ أنَّ العَالِمَيْنِ إذا اجْتَهَدَا في الحَادِثَةِ وقَالَ أحَدُهُمَا حَلاَل وقَالَ الآخَر حَرَام فقَدْ أدَّى كُلّ وَاحِدٍ مِنْهُمَا جَهْدَه ومَا كُلِّفَ بِهِ وهُوَ في اجْتِهَادِهِ مُصِيب الحَقّ)، أبِأصْلٍ قُلْتَ هذا أمْ بقِيَاس؟ فَإنْ قَالَ بأصْلٍ، قِيلَ لَهُ: كَيْفَ يَكُون أصْلاً والكِتَابُ أصْلٌ يَنْفِي الخِلاَف؟! وإنْ قَالَ بقِيَاس، قِيلَ لَهُ: كَيْفَ تَكُون الأُصُول تَنْفِي الخِلاَف ويَجُوز لَكَ أنْ تَقِيس عَلَيْهَا جَوَاز الخِلاَف؟! هذا مَا لا يُجَوِّزهُ عَاقِل فَضْلاً عَنْ عَالِمٍ، ألَيْسَ إذا ثَبَتَ حَدِيثَانِ مُخْتَلِفَانِ عَنْ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ في مَعْنًى وَاحِدٍ أحَلَّه أحَدهمَا وحَرَّمَهُ الآخَر؛ وفي كِتَابِ الله أو في سُنَّةِ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ دَلِيلٌ عَلَى إثْبَات أحَدهمَا ونَفْي الآخَر؛ ألَيْسَ تُثْبِتَ الَّذِي يُثْبِتهُ الدَّلِيل وتُبْطِلَ الآخَر وتُبْطِلَ الحُكْم بِهِ؟ فإذا قَالَ نَعَم – ولاَبُدَّ مِنْ نَعَم وإلاَّ خَالَف جَمَاعَة العُلَمَاء – قِيلَ لَهُ: فَلِمَ لا تَصْنَع هذا برَأيْ العَالِمَيْنِ المُخْتَلِفَيْنِ فتُثْبِت مِنْهُمَا مَا يُثْبِتهُ الدَّلِيل وتُبْطِل مَا أبْطَلَهُ الدَّلِيل؟! ].

                    الشَّاهِدُ في كُلِّ ذَلِكَ أنَّ مَنْ أبَاحَ مِنَ العُلَمَاءِ اسْتِخْدَام الدُّف للرِّجَالِ أو أبَاحَ المَعَازِف، فَقَوْله مَرْدُودٌ عَلَيْهِ، لأنَّهُ خَالَفَ النَّصّ وخَالَفَ الإجْمَاع، وإنِ اسْتَدَلَّ بأدِلَّةٍ، فَإمَّا أنَّهَا ضَعِيفَة لا تَصِحّ، أو أنَّهُ أوَّلَهَا بغَيْرِ تَأوِيلِهَا الصَّحِيح فَوَقَعَ في الخَطَأ، وأيًّا مَا كَانَ السَّبَبُ، فَطَالَمَا خَالَفَ النَّصّ والإجْمَاع فَلاَ اعْتِبَارَ لقَوْلِهِ ولا طَاعَةَ لَهُ ولا اتِّبَاعَ في هذه المَسْألَة.

                    أمَّا عَنِ الأسْبَابِ التي تَتَسَبَّب في الاخْتِلاَفِ بَيْنَ العُلَمَاء، فَسَنُورِدُهَا بإذْنِ الله فِيمَا بَعْدُ في سِيَاقِهَا بالتَّفْصِيلِ، والآن يُمْكِن مُرَاجَعَة الفَتَاوَى التَّالِيَة لمَعْرِفَةِ أحْكَام المَعَازِف والمُسْتَثْنَى مِنْهَا:
                    الفرق بين الغناء والمعازف وحكم كل منهما
                    شبهة حول تحريم المعازف وجوابها
                    الحكمة من إباحة الدف دون غيره من المعازف
                    متى يجوز ضرب الدف؟
                    حكم الموسيقى والغناء والرقص
                    يجادل في حرمة الغناء، ويزعم أن الأغاني ليس لها أضرار!
                    بيان من اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء بشأن تحريم الغناء والموسيقى
                    بطلان الاستدلال بلعب الحبشة بالحراب على الرقص الصوفي!

                    وبهذا أكُونُ قَدْ أجَبْتُ السُّؤَال الثَّالِث بفَضْلٍ مِنَ اللهِ.

                    وهذا مَا أعْلَمُ؛ واللهُ تَعَالَى أعْلَى وأعْلَمُ.
                    والسَّلاَمُ عَلَيْكُمْ ورَحْمَةُ اللهِ وبَرَكَاتُهُ

                    زائرنا الكريم نحن معك بقلوبنا
                    كلنا آذان صاغيه لشكواك ونرحب بك دائما
                    في
                    :

                    جباال من الحسنات في انتظارك





                    تعليق


                    • #11
                      رد: من اصدق و من اتبع و لمادا هده التناقضات

                      بِسْمِ اللهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ
                      الأُخْتُ السَّائِلَةُ الكَرِيمَةُ
                      السَّلاَمُ عَلَيْكُمْ ورَحْمَةُ اللهِ وبَرَكَاتُهُ
                      السُّؤَالُ الرَّابِعُ (لمادا ادلة وجوب تغطية الوجه هيا نفسها يستعملوها كدليل على عدم الوجوب؟ هل هناك اختلاف على ان امهات المؤمنين كانوا يلبسنا النقاب؟ وما ادلة من القرآن والسنة على انهن كن يلبسنه؟ وهل هناك اختلاف في دلك بين العلماء؟ وماهي ادلة وجوب النقاب؟ وادا كانت ادلة صريحة فلمادا يدعونا بعض لشيوخ باانه مستحب ويدعونا لعدم لبسه):
                      فَلْنُفَصِّلُ في هذا السُّؤَالِ ونَقُولُ: إنَّ أقْوَالَ مَنْ تَكَلَّمُوا في أمْرِ النِّقَاب تَأخُذُ ثَلاَث صُوَرٍ:
                      - فِئَة تَقُول أنَّهُ وَاجِب بدَلِيل (وهَؤُلاَء عُلَمَاء)
                      - وفِئَة تَقُول أنَّهُ غَيْر وَاجِب، بَلْ مُسْتَحَبّ (وهَؤُلاَء أيْضًا عُلَمَاء)
                      - وفِئَة تَقُول أنَّهُ لَيْسَ مِنَ الدِّينِ، وأنَّهُ عَادَة، ومَا إلى ذَلِكَ مِنْ أقْوَال (وهَؤُلاَء جَهَلَة سَوَاء كَانُوا مِنَ العَامَّةِ أو مِنَ المُنْتَسِبِينَ إلى العِلْمِ وهُمْ أجْهَل مِنَ العَامَّةِ).
                      وعَلَى ذَلِكَ فَالفِئَة الثَّالِثَة لا وَزْنَ لَهَا ولا اعْتِبَارَ لكَلاَمِهَا، إذْ أنَّنَا نُنَاقِش مَسْألَة دِينِيَّة، أي لاَبُدَّ فِيهَا مِنْ دَلِيلٍ صَحِيحٍ يُثْبِتُهَا أو يَنْفِيهَا، وكَوْنهم أخْرَجُوه أصْلاً مِنَ الدِّينِ فهذا كَافٍ للدّلاَلَةِ عَلَى جَهْلِهِم بالدِّينِ كُلّه، فَلاَ هُمْ يَعْرِفُونَ التَّفْسِير ولا الحَدِيث ولا الفِقْه ولا الإجْمَاع ولا أيّ شَيْء، ولَوْ تَكَلَّمُوا فَإنَّمَا يَتَكَلَّمُونَ بهَوَاهم المَحْض، ولَوْ أتَوا بدَلِيلٍ فَهُم يُؤَوِّلُونَهُ ويُدَلِّسُونَ فِيهِ ويَلْوُونَ عُنُقَهُ كي يُثْبِتُون وِجْهَة نَظَرهم الفَاسِدَة، وهَؤُلاَء أهْلُ زَيْغٍ وبَاطِلٍ وفَسَادٍ، فَلاَ وَزْنَ لَهُم ولا اعْتِبَارَ لقَوْلِهِم.

                      أمَّا الفِئَة الأُولَى والثَّانِيَة فَهِيَ مَا يَدُورُ بَيْنَهُمَا الخِلاَف عَلَى الحُكْمِ الشَّرْعِيِّ، ولِكُلٍّ مِنْهُمَا أدِلَّته، مِنْهَا الرَّاجِح ومِنْهَا المَرْجُوح، والرَّاجِح هُوَ قَوْل مَنْ قَالَ بوُجُوبِ النِّقَاب، والمَرْجُوح هُوَ مَنْ قَالَ باسْتِحْبَابِهِ، وسَبَبُ ذَلِكَ أنَّ أدِلَّةَ الفَرِيق الثَّانِي أضْعَف، سَوَاء مِنْ حَيْثُ ضَعْف الدَّلِيل في نَفْسِهِ، أو ضَعْف الفَهْم لَهُ، وهُنَا نَجِدُ المَجَالَ مُنَاسِبًا لعَرْضِ الأسْبَاب التي تُؤَدِّي إلى الاخْتِلاَفِ بَيْنَ العُلَمَاء، ومِنْ ثَمَّ نَعْرِف لماذا تَرَجَّحَ القَوْل بوُجُوبِ النِّقَاب وصَارَ هُوَ القَوْل الرَّاجِح لا المَرْجُوح، ونُجْمِلُ ذَلِكَ في سَبْعَةِ أسْبَابٍ كَمَا صَنَّفَهَا ورَتَّبهَا الشَّيْخ ابْن عُثَيْمِين في كِتَابِهِ الخِلاَفُ بَيْنَ العُلَمَاء؛ ويُمْكِنُ مُرَاجَعَة كِتَاب الشَّيْخ للاسْتِزَادَة (تحميل الكتاب):
                      1) أنْ يَكُونَ الدَّلِيل لَمْ يَبْلُغ هذا المُخَالِف الَّذِي أخْطَأ في حُكْمِهِ.
                      2) أنْ يَكُونَ الدَّلِيل قَدْ بَلَغَ المُخَالِف ولَمْ يَثِق بِنَاقِلِهِ ورَأَى أنَّه مُخَالِف لِمَا هُوَ أقْوَى مِنْهُ، فأخَذَ بِمَا يَرَاه أقْوَى.
                      3) أنْ يَكُونَ الدَّلِيل قَدْ بَلَغَهُ ولَكِنَّه نَسِيَهُ.
                      4) أنْ يَكُونَ الدَّلِيل قَدْ بَلَغَهُ لَكِنْ فَهِمَ مِنْهُ خِلاَف المُرَاد.
                      5) أنْ يَكُونَ قَدْ بَلَغَهُ الدَّلِيل لَكِنَّه مَنْسُوخ ولَمْ يَعْلَم بالنَّاسِخ.
                      6) أنْ يَعْتَقَدَ أنَّه مُعَارَض بِمَا هُوَ أقْوَى مِنْهُ مِنْ نَصٍّ أو إجْمَاعٍ فَيَتْرُك الأخْذ بِهِ.
                      7) أنْ يَأخُذَ العَالِم بحَدِيثٍ ضَعِيفٍ أو يَسْتَدِلَ اسْتِدْلاَلاً ضَعِيفًا.

                      والفَرِيقُ الَّذِي يَرَى اسْتِحْبَاب النِّقَاب وَقَعَ في غَالِبِ هذه الأسْبَاب، فَظَهَرَ قَوْلُهُ ضَعِيفًا، ولَكِنَّ أظْهَرَ هذه الأسْبَاب عِنْدَهُم أنَّهُم يُفَسِّرُونَ الدَّلِيل عَلَى غَيْرِ المُرَاد مِنْهُ، فَيَأتِي الكَلاَم بِمَا لا يَتَوَافَق مَعَ مَنَاطِ الشَّرِيعَة ولا مَعَ بَقِيَّةِ الأدِلَّة، وهُنَاكَ مَنْظُور آخَر للأسْبَابِ التي تُحْدِث مِثْل هذه الخِلاَفَات، تَكَلَّمَ عَنْهُ الشَّيْخ مُصْطَفَى العَدَوِيّ في كِتَابِهِ مَفَاتِيحُ الفِقْهِ في الدِّينِ، فَذَكَرَ أنَّهُ عَلَى البَاحِثِ في حُكْمِ مَسْألَةٍ مَا مُرَاعَاة الأُمُور التَّالِيَة حتى يَخْرُج بفِقْهٍ مُتَّزِنٍ غَيْر مُنْتَقَد:
                      1) جَمْعُ النُّصُوصِ الوَارِدَةِ في المَسْألَةِ، وعَدَمُ الأخْذِ ببَعْضِ الأدِلَّة وتَرْك البَعْض.
                      2) جَمْعُ رِوَايَاتِ الحَدِيث الوَاحِد.
                      3) البَحْثُ عَنِ الدَّلِيلِ قَبْلَ الخَوْض في الأقْيِسَةِ والاجْتِهَادَات.
                      4) النَّظَرُ في الحَدِيثِ بطُولِهِ وفي الرِّوَايَاتِ مُجْتَمِعَة.
                      5) إمْعَانُ النَّظَرِ في الدَّلِيلِ.
                      6) إمْعَانُ النَّظَرِ في ألْفَاظِ الحَدِيث.
                      7) الحِرْصُ عَلَى صِحَّةِ الدَّلِيلِ وسَلاَمَتِهِ.
                      8) مَعْرِفَةُ مَا إذا كَانَ الحَدِيثُ يُقَعِّد قَاعِدَة أو هُوَ وَاقِعَة عَيْن.
                      ويُمْكِنُنَا القَوْل بأنَّ هذه الأسْبَاب الثَّمَانِيَة هي التي يَقَعُ فِيهَا القَائِلُونَ باسْتِحْبَابِ النِّقَاب إنْ كَانُوا مِنَ العُلَمَاءِ، بَلْ ويَتَأكَّد وُقُوعهم فِيهَا إنْ كَانُوا مِنْ طَلَبَةِ العِلْم المُقَلِّدِينَ الَّذِينَ يَنْقِلُونَ العِلْمَ دُونَ أنْ يَتَدَبَّرُوه ودُونَ أنْ يَمْلِكُوا أدَوَات العِلْم التي تُمَكِّنهُم مِنَ التَّثَبُّتِ مِنْ صِحَّةِ المَنْقُول قَبْلَ نَقْلِهِ.

                      الحَاصِلُ أنَّ هذه هي إجَابَةُ سُؤَال (لماذا يَخْتَلِف العُلَمَاء سَوَاء في النِّقَابِ أو في المَعَازِفِ أو في أيِّ شَيْءٍ، ولماذا الدَّلِيل نَفْسهُ مَرَّة يَسْتَخْدِمُونَهُ للوُجُوبِ ومَرَّة للاسْتِحْبَابِ) لاخْتِلاَفِ تَنَاوُلهم وفَهْمهم للدَّلِيلِ، أمَّا لمَعْرِفَةِ حُكْم النِّقَاب وأدِلَّة وُجُوبه فَإلَيْكِ مَا يَلِي:
                      أوَّلاً: بَعْضُ الفَتَاوَى:
                      هل يشترط لبس النقاب للمرأة
                      الراجح في حكم تغطية الوجه
                      حكم تغطية الوجه بالأدلة التفصيلية
                      متى يجوز للمرأة كشف وجهها
                      موقفنا من اختلاف الأئمة في مسألة تغطية الوجه

                      ثَانِيًا: بَعْضُ المَرْئِيَّاتِ والصَّوْتِيَّاتِ:
                      الشُّهُبُ والحِرَابُ عَلَى مُنْكِرِي مَشْرُوعِيَّة النِّقَاب للشَّيْخِ أحْمَد النَّقِيب
                      إلْزَامُ العَاصِي القَائِل بأنَّ النِّقَابَ لَيْسَ مِنَ الإسْلاَمِ للشَّيْخِ أحْمَد النَّقِيب
                      فَصْلُ الخِطَابِ في أمْرِ النِّقَابِ للشَّيْخِ مُحَمَّد الزُّغْبِي
                      النِّقَابُ عَادَة أمْ عِبَادَة للشَّيْخِ مُسْعَد أنْوَر
                      فَصْلُ الخِطَابِ في حُكْمِ النِّقَابِ للشَّيْخِ مُسْعَد أنْوَر
                      شُبُهَاتٌ حَوْلَ النِّقَاب للشَّيْخِ مُسْعَد أنْوَر

                      ثَالِثًا: بَعْضُ المُؤَلَّفَات:
                      كِتَابُ: أدِلَّة الحِجَاب (الجُزْءُ الثَّالِثُ مِنْ كِتَابِ عَوْدَة الحِجَاب)، للشَّيْخِ مُحَمَّد إسْمَاعِيل المُقَدِّم
                      كِتَابُ: الرَّدّ العِلْمِيّ عَلَى كِتَابِ (تَذْكِيرُ الأحْبَابِ بتَحْرِيمِ النِّقَابِ)، للشَّيْخِ مُحَمَّد إسْمَاعِيل المُقَدِّم
                      كِتَابُ: الدَّلاَلَة المُحْكَمَة لآيَاتِ الحِجَاب عَلَى وُجُوبِ غِطَاء وَجْه المَرْأة، للشَّيْخِ لُطْف الله خُوجَه – الأُسْتَاذُ المُسَاعِدُ بقِسْمِ العَقِيدَةِ بجَامِعَةِ أُمّ القُرَى بمَكَّة
                      كِتَابُ: فَتَاوَى كِبَار عُلَمَاء الأزْهَر في النِّقَابِ، مَجْمُوعَةٌ مِنْ كِبَارِ عُلَمَاءِ الأزْهَر
                      قَصِيدَةٌ شِعْرِيَّةٌ: فَتْحُ العَزِيزِ الوَهَّاب بنَظْمِ أدِلَّةِ مَشْرُوعِيَّةِ النِّقَاب، للشَّيْخِ كَارِم بْن السَيِّد حَامِد، إمَامٌ وخَطِيبٌ بوَزَارَةِ الأوْقَاف المِصْرِيَّة

                      أمَّا الأدِلَّةُ مِنَ القُرْآنِ والسُّنَّةِ عَلَى أنَّ أُمَّهَات المُؤْمِنِينَ كُنَّ يَلْبِسْنَ النِّقَاب، فَسَتَجِدِينَهَا بالتَّفْصِيلِ في الفَتَاوَى والمَرْئِيَّات والكُتُب سَالِفَة الذِّكْر، ونَكْتَفِي هُنَا فَقَط بآيَةٍ وحَدِيثَيْنِ، وقَبْلَ ذِكْرِهِم نُؤَكِّدُ عَلَى أنَّهُ لا خِلاَفَ بَيْنَ العُلَمَاءِ المُعْتَبَرِ قَوْلهُم (سَوَاء مَنْ قَالُوا بالوُجُوبِ أو مَنْ قَالُوا بالاسْتِحْبَابِ) عَلَى أنَّ أُمَّهَات المُؤْمِنِينَ كُنَّ مُنْتَقِبَات، بَلْ هذه شُبُهَات يَقُولهَا مَنْ لا عِلْمَ لَهُم ولا عَقْل:
                      أمَّا الآيَةُ: فَقَوْلُ اللهِ تَعَالَى [ يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ قُل لِّأَزْوَاجِكَ وَبَنَاتِكَ وَنِسَاء الْمُؤْمِنِينَ يُدْنِينَ عَلَيْهِنَّ مِن جَلَابِيبِهِنَّ ذَلِكَ أَدْنَى أَن يُعْرَفْنَ فَلَا يُؤْذَيْنَ وَكَانَ اللَّهُ غَفُورًا رَّحِيمًا ] (الأحْزَابُ: 59)، قَالَ ابْنُ كَثِير في تَفْسِيرِ الآيَةِ [ قَالَ عَلِيُّ بْن أبِي طَلْحَة؛ عَنِ ابْن عَبَّاس: أمَرَ اللهُ نِسَاءَ المُؤْمِنِينَ إذا خَرَجْنَ مِنْ بُيُوتِهِنَّ في حَاجَةٍ أنْ يُغَطِّينَ وُجُوهَهُنَّ مِنْ فَوْقِ رُءُوسِهِنَّ بالجَلاَبِيبِ، ويُبْدِينَ عَيْنًا وَاحِدَةً، وقَالَ مُحَمَّد بْن سِيرِين: سَألْتُ عُبَيْدَة السَّلَمَانِيّ عَنْ قَوْلِ اللهِ عَزَّ وجَلَّ (يُدْنِينَ عَلَيْهِنَّ مِنْ جَلاَبِيبِهِنَّ)، فَغَطَّى وَجْهَهُ ورَأسَهُ وأبْرَزَ عَيْنَهُ اليُسْرَى، وقَالَ عِكْرِمَة: تُغَطِّي ثَغْرَة نَحْرهَا بجِلْبَابِهَا تُدْنِيهِ عَلَيْهَا ].
                      وأمَّا الحَدِيثُ الأوَّلُ: فَقَوْلُ أُمّ المُؤْمِنِينَ عَائِشَة رَضِيَ اللهُ عَنْهَا في حَادِثَةِ الإفْكِ [ ...، فَتَيَمَّمْتُ مَنْزِلِي الَّذِي كُنْتُ فِيهِ، وظَنَنْتُ أنَّهُم سَيَفْقِدُونِي فَيَرْجِعُونَ إلَيَّ، فَبَيْنَا أنَا جَالِسَة في مَنْزِلِي غَلَبَتْنِي عَيْنِي فَنِمْتُ، وكَانَ صَفْوَانُ بْن المُعَطّل السّلَمِيّ ثُمَّ الذَّكْوَانِيّ مِنْ وَرَاءِ الجَيْش، فَأصْبَحَ عِنْدَ مَنْزِلِي، فَرَأى سَوَاد إنْسَان نَائِم، فَعَرَفَنِي حِينَ رَآنِي، وكَانَ رَآنِي قَبْلَ الحِجَاب، فَاسْتَيْقَظْتُ باسْتِرْجَاعِهِ حِينَ عَرَفَنِي، فَخَمَّرْتُ وَجْهِي بجِلْبَابِي،... ] رَوَاهُ البُخَارِيُّ.
                      وأمَّا الحَدِيثُ الثَّانِي: فَعَنْ أُمِّ المُؤْمِنِينَ عَائِشَة رَضِيَ اللهُ عَنْهَا أيْضًا، قَالَت [ كَانَ الرُّكْبَانُ يَمُرُّونَ بِنَا ونَحْنُ مَعَ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ مُحْرِمَات، فَإذَا حَاذُوا بِنَا أسْدَلَت إحْدَانَا جِلْبَابهَا مِنْ رَأسِهَا عَلَى وَجْهِهَا ] صَحَّحَهُ الألْبَانِيُّ في حِجَابِ المَرْأة المُسْلِمَة.

                      وتُرَاجَع في ذَلِكَ أيْضًا الفَتْوَى التَّالِيَة:
                      وجوب الحجاب ليس خاصا بأمهات المؤمنين

                      أمَّا لماذا يُصِرُّ البَعْضُ عَلَى رَأيِهِم بالاسْتِحْبَابِ رَغْمَ وُجُود الأدِلَّة الصَّرِيحَة بالوُجُوبِ، فهذا يَنْتُجُ عَنْ أمْرَيْنِ لا ثَالِثَ لَهُمَا، إمَّا عَنْ قَنَاعَةٍ في صِحَّةِ الدَّلِيلِ الَّذِي مَعَهُم القَائِل بالاسْتِحْبَابِ وبُطْلاَن الدَّلِيل الَّذِي مَعَ الآخَرِينَ القَائِل بالوُجُوبِ، وهذا أمْرٌ طَبِيعِيٌّ عِنْدَ اخْتِلاَفِ العُلَمَاء، فَيَعْمَل كُلّ عَالِمٍ بِمَا يَرَاهُ ويَعْتَقِدُ صِحَّته، أو مُكَابَرَةٍ وعِنَادٍ وانْتِصَارٍ للهَوَى الشَّخْصِيّ، وهذا أمْرٌ مَذْمُومٌ عَقْلاً وشَرْعًا.
                      وبالمُنَاسَبَةِ، العُلَمَاء المُعْتَبَر قَوْلهم مِمَّنْ قَالُوا بالاسْتِحْبَابِ مُجْمِعُونَ عَلَى أنَّ النِّقَابَ يَكُون وَاجِبًا في زَمَانِ الفِتْنَة، وأنَّ النِّقَابَ مَشْرُوع يَجُوزُ فِيهِ الكَشْف، فَهُم فَقَط يَتَكَلَّمُونَ في تَوْصِيفِ الحُكْم الشَّرْعِيّ، لَكِنَّهُم يَقُولُونَ بِهِ ويَدْعُونَ إلَيْهِ ويُفَضِّلُونَهُ ويُقَدِّمُونَهُ، أمَّا مَنْ شَذَّ عَنْ هذا الفَرِيقِ وادَّعَى أنَّهُ يَقُول بالاسْتِحْبَابِ ولا يَرَى التَّغْطِيَة مُطْلَقًا، فهذا يَخْرُجُ عَنْهُم، فَكَيْفَ يَدَّعِي أنَّهُ مِنْهُم ولا يَقُولُ بقَوْلِهِم؟!

                      وبهذا أكُونُ قَدْ أجَبْتُ السُّؤَال الرَّابِع بفَضْلٍ مِنَ اللهِ.

                      وهذا مَا أعْلَمُ؛ واللهُ تَعَالَى أعْلَى وأعْلَمُ.
                      والسَّلاَمُ عَلَيْكُمْ ورَحْمَةُ اللهِ وبَرَكَاتُهُ

                      زائرنا الكريم نحن معك بقلوبنا
                      كلنا آذان صاغيه لشكواك ونرحب بك دائما
                      في
                      :

                      جباال من الحسنات في انتظارك





                      تعليق


                      • #12
                        رد: من اصدق و من اتبع و لمادا هده التناقضات

                        بِسْمِ اللهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ
                        الأُخْتُ السَّائِلَةُ الكَرِيمَةُ
                        السَّلاَمُ عَلَيْكُمْ ورَحْمَةُ اللهِ وبَرَكَاتُهُ
                        السُّؤَالُ الخَامِسُ (ولمادا نجد في قناة الرحمة رغم ان القول الاقرب هو وجوبه نرى المرأة في الكرتون كاشفة الوجه وفي اعلان صورة امراة بدون نقاب ليست حقيقية طبعا لكن بدون نقاب):
                        اخْتَلَفَ العُلَمَاء في قَوْلَيْنِ مَشْهُورَيْنِ في حُكْمِ الرُّسُوم المُتَحَرِّكَة، هَلْ تَلْحَق بالتَّصْوِيرِ المُحَرَّمِ أمْ لا، والقَوْلُ الأقْرَبُ هُوَ أنَّهَا لا تَلْحَق بالتَّصْوِيرِ المُحَرَّم، ولَكِنْ لَهَا ضَوَابِط، فَلاَ تَكْشِف عَوْرَة أو تَنْشُر فِسْقًا ومُجُونًا، ولا تُصَاحِبهَا مُوسِيقَى، ومُشَاهَدَتهَا لا تُضَيِّع وَاجِبًا ولا تُهْدِر وَقْتًا، ومَا إلى ذَلِكَ مِنْ ضَوَابِطٍ، وعَلَى ذَلِكَ فَإنَّ وُجُود شَخْصِيَّات كَرْتُونِيَّة لا يُعَدُّ مِنَ التَّصْوِيرِ المُحَرَّم وخَاصَّةً إذا كَانَت تَخْتَلِف عَنْ حَقِيقَةِ شَكْل وخِلْقَة الإنْسَان أو كَانَت لغَيْرِ ذَوَات الأرْوَاح.

                        أمَّا كَوْن بَعْض الشَّخْصِيَّات عبَارَة عَنْ نِسَاء بدُونِ نِقَاب، فَفِي هذا نَقُولُ:
                        القَاعِدَة أنَّهُ يُرَخَّصُ للصِّغَارِ مَا لا يُرَخَّصُ للكِبَارِ، كَمَا يُرَخَّصُ للفَتَيَاتِ مَثَلاً اللَّعِب بالعَرَائِسِ ولا يُرَخَّص اتِّخَاذهَا مِنَ الكِبَارِ، ولذَلِكَ فَمِنَ الحَالاَت التي يَجُوزُ فِيهَا للمَرْأة أنْ تَكْشِفَ وَجْههَا أنْ تَكُونَ أمَامَ صَبِيّ غَيْر مُمَيِّز أو مُمَيِّز غَيْر ذِي شَهْوَة، والأصْل أنَّ هذه الأفْلاَم للصِّغَارِ ولَيْسَت للكِبَارِ، ولا يُعْتَبَرُ هذا تَنَاقُضًا مَعَ القَوْلِ بوُجُوبِ النِّقَاب، لأنَّهُ اسْتِخْدَام للاسْتِثْنَاءِ في مَوْضِعِهِ، وفي ذَلِكَ تُرَاجَع الفَتْوَى التَّالِيَة ومَا تَتَضَمَّنهَا مِنْ فَتَاوَى فَرْعِيَّةٍ:
                        حكم النظر إلى صور النساء في الرسوم المتحركة

                        وبهذا أكُونُ قَدْ أجَبْتُ السُّؤَال الخَامِس بفَضْلٍ مِنَ اللهِ.

                        وهذا مَا أعْلَمُ؛ واللهُ تَعَالَى أعْلَى وأعْلَمُ.
                        والسَّلاَمُ عَلَيْكُمْ ورَحْمَةُ اللهِ وبَرَكَاتُهُ

                        زائرنا الكريم نحن معك بقلوبنا
                        كلنا آذان صاغيه لشكواك ونرحب بك دائما
                        في
                        :

                        جباال من الحسنات في انتظارك





                        تعليق


                        • #13
                          رد: من اصدق و من اتبع و لمادا هده التناقضات

                          بِسْمِ اللهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ
                          الأُخْتُ السَّائِلَةُ الكَرِيمَةُ
                          السَّلاَمُ عَلَيْكُمْ ورَحْمَةُ اللهِ وبَرَكَاتُهُ
                          السُّؤَالُ السَّادِسُ (مادا عن اختى تحب النقاب ولا ترى نفسها اهلا لدلك والاهل وخاصة حماتها تعتبره ليس صالحا لزمانينا وهي عائق امامها والمجتمع الدي هي فيه النقاب امر نادر وترى انها بالالتزام الدي يسمح لها بلبسه):
                          أوَّلاً: (اختى تحب النقاب ولا ترى نفسها اهلا لدلك):
                          1) ومَتَى سَتَرَى نَفْسهَا أهْلاً لَهُ؟ الإنْسَان خَطَّاء، ولَوْ رَبَطَت لِبْسهَا للنِّقَابِ بصَلاَحِهَا وقِلَّة أخْطَائهَا فَلَنْ تَلْبَسَهُ، أوَّلاً لأنَّهَا سَتَبْقَى تُخْطِئ وتَتُوب طُوَال عُمْرهَا، وثَانِيًا لأنَّهَا لَوْ شَعَرَت في نَفْسِهَا صَلاَحًا وتَقْوَى وعَدَم اقْتِرَاف أخْطَاء فَسَتَغْتَرّ بنَفْسِهَا، وحِينَهَا سَتَقُول (أنَا أفْضَل مِنْ أنْ ألْبَسَهُ) كَمَا هُوَ حَال كَثِير مِنَ النِّسَاءِ اليَوْم إذا مَا كَلَّمَهُنَّ أحَد في النِّقَابِ قُلْنَ (أنَا لا أحْتَاجُ إلَيْهِ، أنَا لا أفْعَل ذُنُوب، أنَا أُصَلِّي وأصُوم وألْبَس باحْتِشَام)، حتى المُتَبَرِّجَات يَقُلْنَ نَفْس الكَلاَم، قَالَ اللهُ تَعَالَى [ أَفَمَن زُيِّنَ لَهُ سُوءُ عَمَلِهِ فَرَآهُ حَسَنًا فَإِنَّ اللَّهَ يُضِلُّ مَن يَشَاء وَيَهْدِي مَن يَشَاء فَلا تَذْهَبْ نَفْسُكَ عَلَيْهِمْ حَسَرَاتٍ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ بِمَا يَصْنَعُونَ 8 ]، وقَالَ تَعَالَى [ قُلْ هَلْ نُنَبِّئُكُمْ بِالأَخْسَرِينَ أَعْمَالاً 103 الَّذِينَ ضَلَّ سَعْيُهُمْ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَهُمْ يَحْسَبُونَ أَنَّهُمْ يُحْسِنُونَ صُنْعًا 104 ].

                          2) مَنِ الَّذِي أوْهَمَهَا ورَبَطَ لَهَا لِبْس النِّقَاب بصَلاَحِهَا وأنْ تَكُونَ أهْلٌ لَهُ؟ النِّقَابُ اسْمٌ للزِّيِّ الَّذِي تَرْتَدِيه المَرْأة لتَحْتَجِب بِهِ عَنِ الرِّجَال، لأنَّهَا يُمْكِن أنْ تَحْتَجِبَ خَلْفَ حَائِط أو سِتَار، ولَكِنْ إذا تَكَلَّمْنَا عَنْ لِبَاسِ تَلْبَسهُ لتَحْتَجِبَ بِهِ فَاسْمُهُ النِّقَاب، ولا عِلاَقَةَ لَنَا بأشْكَالِ الحِجَاب المُخْتَلِفَة التي تَرْتَدِيهَا نِسَاء اليَوْم ويَقُلْنَ عَنْ أنْفُسِهِنَّ أنَّهُنَّ مُحَجَّبَات ويُطَبِّقْنَ الفَرِيضَة وبالتَّالِي يَنْظُرْنَ إلى النِّقَابِ عَلَى أنَّهُ زِيَادَة أو دَرَجَة أعْلَى لَمْ يَصِلْنَ لَهَا بَعْدُ، فَكُلّ تِلْكَ الخِرَق لا تَخْلُو مِنْ مَانِعٍ شَرْعِيٍّ أو أكْثَر يُبْطِلهُ كَحِجَاب ويُخْرِجهُ عَنِ الصِّفَةِ التي شَرَعَهَا اللهُ في حِجَابِ المَرْأة المُسْلِمَة، والحِجَاب أمَرَهَا اللهُ بِهِ عِنْدَ البُلُوغ، ولَمْ يَشْتَرِط لَهَا شَرْطًا آخَر غَيْر ذَلِكَ، فَمِنْ أيْنَ جَاءُوا لَنَا بهذا الشَّرْطِ العَجِيبِ؟ هَلْ يَتَقَوَّلُونَ عَلَى اللهِ مَا لَمْ يَقُلْ؟ هَلْ يُكْمِلُونَ نَقْصًا في الشَّرْعِ؟ قَالَ تَعَالَى [ قُلْ فَأْتُوا بِكِتَابٍ مِّنْ عِندِ اللَّهِ هُوَ أَهْدَى مِنْهُمَا أَتَّبِعْهُ إِن كُنتُمْ صَادِقِينَ 49 فَإِن لَّمْ يَسْتَجِيبُوا لَكَ فَاعْلَمْ أَنَّمَا يَتَّبِعُونَ أَهْوَاءهُمْ وَمَنْ أَضَلُّ مِمَّنِ اتَّبَعَ هَوَاهُ بِغَيْرِ هُدًى مِّنَ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ لاَ يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ 50 وَلَقَدْ وَصَّلْنَا لَهُمُ الْقَوْلَ لَعَلَّهُمْ يَتَذَكَّرُونَ 51 ].

                          3) الصَّلاَحُ والأهْلِيَّةُ هُنَا مَسْألَة نِسْبِيَّة، فَسَنَجِدُ مَنْ تَقُول (أكُونُ أهْلاً لَهُ لَمَّا أحْفَظُ القُرْآن)، وأُخْرَى تَقُول (أكُونُ أهْلاً لَهُ لَمَّا أُتْقِنُ القِرَاءَات)، وثَالِثَة تَقُول (أكُونُ أهْلاً لَهُ لَمَّا أتْرُكُ العَمَل والاخْتِلاَط)، وعاشرة تَقُول (أكُونُ أهْلاً لَهُ لَمَّا أتَفَقَّهُ في دِينِي وأعْمَلُ بكُلِّ مَا فِيهِ)، والسُّؤَال: هَلْ مَنْ لا تُرِيد حِفْظ القُرْآن لا يَجِب عَلَيْهَا نِقَاب؟ هَلِ الأُمِّيَّة التي لا تَعْرِف مَا هي القِرَاءَات أصْلاً لَيْسَ عَلَيْهَا نِقَاب؟ هَلْ رَبَّات البُيُوت ومَنْ أنْهَيْنَ دِرَاسَتهنَّ وفَضَّلْنَ القَرَار في البَيْتِ لَيْسَ عَلَيْهنَّ نِقَاب؟ هَلْ غَيْر المُتَفَقِّهَة في دِينِهَا بَلْ مَنْ لا تَعْرِف في دِينِهَا غَيْر قِصَار السُّوَر التي تُصَلِّي بِهَا لَيْسَ عَلَيْهَا نِقَاب؟ أيْنَ الشَّرْع مِنْ هَؤُلاَء؟ ومَنْ رَبَطَ لَهُنَّ النِّقَاب بهذه الأفْعَال أو غَيْرِهَا؟ كُلّنَا نَعْلَم أنَّ الصَّوْمَ فَرِيضَةٌ، وكُلّنَا نَصُوم، والبَعْض مِنَّا قَدْ يَقَع في أخْطَاءٍ عَنْ عَمْدٍ أو غَيْرِ عَمْدٍ تَجْعَلهُ يُفْطِر وتُوجِب عَلَيْهِ القَضَاء، فَهَلْ قَالَ أحَد يَوْمًا أنَّهُ لا يَجِبُ عَلَيْهِ الصِّيَام إلى أنْ يُصْبِح أهْلاً لَهُ؟ كُلّنَا نَعْرِف قِصَّة الرَّجُل الَّذِي رَآهُ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ يُصَلِّي بطَرِيقَةٍ غَيْر صَحِيحَة فَقَالَ لَهُ (ارْجِع فَصَلِّ فَإنَّكَ لَمْ تُصَلِّ)، وأكْثَر النَّاس اليَوْم يَصِحّ أنْ يُقَالُ لَهُم (ارْجِعُوا فَصَلُّوا فَإنَّكُم لَمْ تُصَلُّوا) لوُجُودِ الكَثِيرِ مِنَ الأخْطَاءِ والبِدَعِ في الصَّلاَةِ وحتى في النَّوَايَا، فَهَلْ يَقُولُ عَاقِل أنَّهُ لَنْ يُصَلِّي حتى يُصْبِح أهْلاً للصَّلاَةِ؟ بَلْ قَدْ أذْهَب لِمَا هُوَ أكْبَر وأقُولُ أنَّ كَثِيرًا مِنَ النَّاسِ يَصِحّ أنْ نَقُولَ لَهُم (ارْجِعُوا فَأسْلِمُوا فَإنَّكُم لَمْ تُسْلِمُوا) لِمَا نَرَاهُ مِنْهُم مِنْ بُعْدٍ عَنْ شَرِيعَةِ الرَّحْمَنِ وتَطْبِيق الإسْلاَم عَلَى مُرَادِ الله، فَهَلْ نَقُولُ لَهُم اُكْفُرُوا حتى تَجِدُوا أنْفُسَكُم أهْلاً للإسْلاَمِ؟ الفَرْضُ يُنَفَّذُ مَتَى حَلَّ وَقْته وتَحَقَّقَت شُرُوطه، أمَّا إنْ كَانَ في تَنْفِيذِهِ بَعْض الأخْطَاء فَتُعَالَج أثْنَاء التَّنْفِيذ، ولَيْسَ عِلاَجهَا بتَرْكِ أو تَأجِيلِ التَّنْفِيذ، كَمَا أنَّهُ لا يُعْقَل تَرْك فَرْض بسَبَبِ وُجُود أخْطَاء في فَرْضٍ آخَر، فَمَثَلاً تَقُول امْرَأة أنَّهَا لَنْ تَنْتَقِب لأنَّهَا مُقَصِّرَة في الصَّلاَةِ؟ فَمَا العِلاَقَة بَيْنَ الفَرْضَيْنِ؟ صَحِيحٌ أنَّ الصَّلاَةَ هي أوَّلُ مَا يُحَاسَبُ عَلَيْهِ العَبْد، ولَكِنْ لَيْسَت كُلّ مَا يُحَاسَبُ عَلَيْهِ العَبْد، وإلاَّ لَمَا شَرَعَ الله لَنَا الشَّرَائِع وكَانَ اكْتَفَى بالصَّلاَةِ فَقَط، والسُّؤَال: هَلْ مَنْ صَلَّى وقُبِلَت صَلاَته لَكِنَّهُ لَمْ يَصُم، ألَنْ يُحَاسَب عَلَى الصَّوْمِ؟ وهَلْ مَنَعَتْهُ الصَّلاَة مِنَ الصِّيَامِ أو مَنَعَهُ عَدَم الصِّيَام مِنَ الصَّلاَةِ؟ كُلّ فَرْضٍ في الدِّينِ لا يَمْنَع مِنَ الفَرْضِ الآخَر، بَلِ المُتَدَبِّر للدِّينِ المُسْتَشْعِر فِعْلاً أنَّهُ دِينٌ قَيِّمٌ مُتَكَامِلٌ يَعْرِفُ أنَّ مِنْ تَكَامُلِهِ أنَّ كُلَّ حَرْفٍ فِيهِ يُؤَدِّي إلى الآخَر ويُعِينُ عَلَيْهِ ويَدْعَمُهُ، فَالفَرْضُ فَرْضٌ، مَا أنْ نَسْمَعَ بِهِ لا نَمْلك إلاَّ أنْ نُنَفِّذَهُ، وخَيْرُ مِثَالٍ في ذَلِكَ مَا رَوَاهُ البُخَارِيُّ عَنْ عُرْوَة بْن الزُّبَيْر أنَّ أُمَّ المُؤْمِنِينَ عَائِشَة رَضِيَ اللهُ عَنْهَا قَالَت [ يَرْحَمُ اللهُ نِسَاءَ المُهَاجِرَات الأُوَل، لَمَّا أنْزَلَ الله (وَلْيَضْرِبْنَ بِخُمُرِهِنَّ عَلَى جُيُوبِهِنَّ) شَقَقْنَ مُرُوطَهُنَّ فَاخْتَمَرْنَ بِهَا ]، ولَمْ يَقُلْنَ (حَتَّى يَنْتَهِي تَنْزِيل القُرْآن – حَتَّى نَشْتَرِي مَلاَبِسَ جَدِيدَة – حتى نَسْتَأذِن الزَّوْج أو الأب – حتى نَرَى أنْفُسنَا هَلْ سَنَكُون أهْلاً لذَلِكَ أمْ لا).

                          4) يَقُولُ اللهُ تَبَارَكَ وتَعَالَى [ وَلاَ تَزِرُ وَازِرَةٌ وِزْرَ أُخْرَى ]، فَإنْ كَانَت تَرَى نَفْسهَا مُقَصِّرَة في أُمُورٍ ولَهَا ذُنُوب وأخْطَاء، فَلِمَاذَا تُزِيدُهُم بعَدَمِ طَاعَة الله في فَرْضِهِ عَلَيْهَا بالحِجَابِ الوَاجِب بالنِّقَابِ؟ لماذا تَقُول أنَّهَا لَيْسَت أهْلاً لَهُ ولَمْ تَقُل أنَّهُ هُوَ مَنْ سَيُعِينهَا عَلَى مَزِيدٍ مِنَ الطَّاعَةِ والصَّلاَحِ الَّذِي تُرِيدُهُ؟ إنَّهُ الهَوَى، ومَا أفْرَح الشَّيْطَان عِنْدَمَا يَجِد في نَفْسِ الإنْسَان هَوًى، فَيَسْتَغِلّهُ، فَذَلِكَ أيْسَر وأسْهَل عَلَيْهِ مِنْ إنْسَان لا يَتَّبِع الهَوَى، فَيَكُون إيِقَاعه صَعْبًا، لذَلَِك فَدَائِمًا وأبَدًا يَجِب أنْ يَضَعَ الإنْسَان أعْمَاله عَلَى مِيزَان [ إِنَّ اللّهَ لاَ يُغَيِّرُ مَا بِقَوْمٍ حَتَّى يُغَيِّرُواْ مَا بِأَنْفُسِهِمْ ] ومِيزَان [ فَلَمَّا زَاغُوا أَزَاغَ اللَّهُ قُلُوبَهُمْ وَاللَّهُ لا يَهْدِي الْقَوْمَ الْفَاسِقِينَ ] حَتَّى يَفْهَم قَوْل الله تَعَالى في الحَدِيثِ القُدُسِيّ [ إنَّمَا هِيَ أعْمَالكُمْ أُحْصِيهَا لَكُمْ؛ ثُمَّ أُوَفِّيكُمْ إيَّاهَا، فمَنْ وَجَدَ خَيْرًا فلْيَحْمَدِ اللهَ، ومَنْ وَجَدَ غَيْرَ ذَلِكَ فلا يَلُومَنَّ إلاَّ نَفْسَهُ ]، فَإنْ لَمْ يَكُن التَّغْيِير نَابِعًا مِنَّا بإخْلاَصٍ ونِيَّةٍ وصِدْقٍ وعَزِيمَةٍ فَلَنْ نَتَغَيَّر مَهْمَا فَعَلْنَا، هذا إنْ فَعَلْنَا أصْلاً، لأنَّهُ إنْ لَمْ يَكُنْ ذَلِكَ فَسَنُبَرِّر لأنْفُسِنَا بالمُبَرِّرَاتِ، ونَسْتَسْلِم للعَوَائِقِ والشُّبُهَاتِ، ويَأخُذنَا طُول الأمْل والتَّسْوِيف إلى أنْ تَأتِيَ لَحْظَةٌ لا يَنْفَعُ فِيهَا نَدَم ولا تُقْبَلُ فِيهَا تَوْبَة، قَالَ اللهُ تَبَارَكَ وتَعَالَى [ اسْتَجِيبُوا لِرَبِّكُم مِّن قَبْلِ أَن يَأْتِيَ يَوْمٌ لَّا مَرَدَّ لَهُ مِنَ اللَّهِ مَا لَكُم مِّن مَّلْجَأٍ يَوْمَئِذٍ وَمَا لَكُم مِّن نَّكِيرٍ ]، وقَالَ تَعَالَى [ أَلَمْ يَأْنِ لِلَّذِينَ آمَنُوا أَن تَخْشَعَ قُلُوبُهُمْ لِذِكْرِ اللَّهِ ومَا نـزلَ مِنَ الْحَقِّ ولا يَكُونُوا كَالَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ مِن قَبْلُ فَطَالَ عَلَيْهِمُ الأَمَدُ فَقَسَتْ قُلُوبُهُمْ وَكَثِيرٌ مِّنْهُمْ فَاسِقُونَ ]، فَعَلَيْهَا أنْ تُسَارِع بارْتِدَاءِ النِّقَاب، فَطَالَمَا هي مُسْلِمَة بَالِغَة فَقَدْ تَحَقَّقَت فِيهَا شُرُوط لِبْسه، ولتَسْتَعِن باللهِ ولا تَعْجَز، ولتُصَحِّح نِيَّتهَا بأنْ تَكُونَ طَاعَتهَا لله بلِبْسِ النِّقَاب مُعِينَةٌ لَهَا عَلَى مَزِيدٍ مِنَ الطَّاعَةِ والصَّلاَحِ، ولْتُحْسِن الظَّنّ برَبِّهَا، قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ [ أَنَا عِنْدَ ظَنِّ عَبْدِي بِي، وَأَنَا مَعَهُ حَيْثُ يَذْكُرُنِي، وَاللَّهِ لَلَّهُ أَفْرَحُ بِتَوْبَةِ عَبْدِهِ مِنْ أَحَدِكُمْ يَجِدُ ضَالَّتَهُ بِالْفَلاَةِ، وَمَنْ تَقَرَّبَ إِلَيَّ شِبْرًا تَقَرَّبْتُ إِلَيْهِ ذِرَاعًا، وَمَنْ تَقَرَّبَ إِلَيَّ ذِرَاعًا تَقَرَّبْتُ إِلَيْهِ بَاعًا، وَإِذَا أَقْبَلَ إِلَيَّ يَمْشِي أَقْبَلْتُ إِلَيْهِ أُهَرْوِلُ ] رَوَاهُ مُسْلِمُ.

                          ثَانِيًا: (والاهل وخاصة حماتها تعتبره ليس صالحا لزمانينا وهي عائق امامها والمجتمع الدي هي فيه النقاب امر نادر):
                          1) أمَّا كَلاَمُ الأهْلِ (بدَرَجَاتِ قَرَابَتِهِم) وأقْوَالُ النَّاسِ فَلاَ تُعَدُّ عَائِقًا أمَامَ المُؤْمِن المُلْتَزِم بشَرْعِ الله، لأنَّهُ يَعْرِف جَيِّدًا قَوْلَ اللهِ تَعَالَى [ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ أَطِيعُواْ اللّهَ وَرَسُولَهُ وَلاَ تَوَلَّوْا عَنْهُ وَأَنتُمْ تَسْمَعُونَ 20 وَلاَ تَكُونُواْ كَالَّذِينَ قَالُوا سَمِعْنَا وَهُمْ لاَ يَسْمَعُونَ 21 إِنَّ شَرَّ الدَّوَابَّ عِندَ اللّهِ الصُّمُّ الْبُكْمُ الَّذِينَ لاَ يَعْقِلُونَ 22 وَلَوْ عَلِمَ اللّهُ فِيهِمْ خَيْرًا لَّأسْمَعَهُمْ وَلَوْ أَسْمَعَهُمْ لَتَوَلَّواْ وَّهُم مُّعْرِضُونَ 23 يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ اسْتَجِيبُواْ لِلّهِ وَلِلرَّسُولِ إِذَا دَعَاكُم لِمَا يُحْيِيكُمْ وَاعْلَمُواْ أَنَّ اللّهَ يَحُولُ بَيْنَ الْمَرْءِ وَقَلْبِهِ وَأَنَّهُ إِلَيْهِ تُحْشَرُونَ 24 وَاتَّقُواْ فِتْنَةً لاَّ تُصِيبَنَّ الَّذِينَ ظَلَمُواْ مِنكُمْ خَآصَّةً وَاعْلَمُواْ أَنَّ اللّهَ شَدِيدُ الْعِقَابِ 25 ]، وقَوْلَ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ [ عَلَى المَرْءِ المُسْلِمِ السَّمْع والطَّاعَة فِيمَا أحَبَّ وكَرِهَ، إلاَّ أنْ يُؤْمَرَ بمَعْصِيَةٍ، فَإنْ أُمِرَ بمَعْصِيَةٍ فَلاَ سَمْعَ ولا طَاعَة] رَوَاهُ مُسْلِمُ، وعَنْ عَلِيّ بْن أبِي طَالِب رَضِيَ اللهُ عَنْهُ قَالَ [ بَعَثَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ سَرِيَّةً، واسْتَعْمَلَ عَلَيْهم رَجُلاً مِنَ الأنْصَارِ وأمَرَهُم أنْ يَسْمَعُوا لَهُ ويُطِيعُوا، فَأغْضَبُوهُ في شَيْءٍ، فَقاَلَ: اجْمَعُوا لِي حَطَبًا، فَجَمَعُوا لَهُ، ثُمَّ قَالَ: أوْقِدُوا نَارًا، فَأوْقَدُوا، ثُمَّ قَالَ: ألَمْ يَأمُركُم رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ أنْ تَسْمَعُوا لِي وتُطِيعُوا؟ قَالُوا: بَلَى، قَالَ: فَادْخُلُوهَا، قَالَ: فَنَظَرَ بَعْضُهُم إلى بَعْضٍ، فَقَالُوا: إنَّمَا فَرَرْنَا إلى رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ مِنَ النَّارِ، فَكَانُوا كَذَلِكَ، وسَكَنَ غَضَبُهُ، وطُفِئَت النَّار، فَلَمَّا رَجَعُوا ذَكَرُوا ذَلِكَ للنَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ، فَقَالَ: (لَوْ دَخَلُوهَا مَا خَرَجُوا مِنْهَا، إنَّمَا الطَّاعَةُ في المَعْرُوفِ ] رَوَاهُ مُسْلِمُ، وفي رِوَايَةِ البُخَارِيّ [ لا طَاعَةَ في المَعْصِيَّة، إنَّمَا الطَّاعَةُ في المَعْرُوفِ ]، وعَلَى ذَلِكَ فَاعْتِقَادهَا في أنَّ النِّقَابَ فَرِيضَةٌ يُلْزِمُهَا بأنْ لا تَسْمَع وتُطِيع لِمَنْ يَقُول لَهَا بغَيْرِ ذَلِكَ، فَضْلاً عَنْ أنْ يَكُونَ يُحَارِبهُ ويَرْفُضهُ ويَمْقُتهُ، وعَلَيْهَا بارْتِدَائِهِ، مَعَ حُسْنِ البَيَان لَهُم بلِينِ الخِطَاب، والدُّعَاء لَهُم بالهِدَايَةِ، فَنَحْنُ نَتَكَلَّم في اعْتِقَادٍ شَخْصِيٍّ وإيِمَانٍ، لا إلْزَامَ فِيهِ مِنْ أحَدٍ لغَيْرِهِ بأنْ يَتَّبِعَ رَأيُهُ ووِجْهَةُ نَظَرِهِ، فَكُلٌّ يَعْمَل بِمَا يَعْتَقِدُهُ، ولَكِنْ هذا لا يَمْنَع مِنْ وَاجِبِ النُّصْح والدَّعْوَة لدِينِ الله، فَهِيَ تَلْبَسهُ لأنَّهُ اعْتِقَادُهَا، ثُمَّ تَدْعُوهُم إلَيْهِ وتُبَيِّنُهُ لَهُم، وسَوَاء اقْتَنَعُوا أو لَمْ يَقْتَنِعُوا، فهذا شَأنهُم، لا يَمْنَعُهَا هي أنْ تَلْبَسَهُ في شَيْءٍ، ولا تُؤَجِّل لِبْسهَا لَهُ لحِينِ اقْتِنَاعهم، فَقَدْ لا يَقْتَنِعُونَ وتَبُوء هي بإثْمِ فَتْرَةٍ مِنَ الزَّمَانِ كَانَت فِيهِ عَاصِيَة، بَلْ تَلْبَسهُ ثُمَّ تُقْنِعهُم، فَهُمْ لا يَمْلكُونَ مِنْ أمْرِهَا شَيْئًا لا في الدُّنْيَا ولا في الآخِرَة، قَالَ تَعَالَى [ قُلْ إِن كَانَ آبَاؤُكُمْ وأَبْنَآؤُكُمْ وإِخْوَانُكُمْ وأَزْوَاجُكُمْ وعَشِيرَتُكُمْ وأَمْوَالٌ اقْتَرَفْتُمُوهَا وتِجَارَةٌ تَخْشَوْنَ كَسَادَهَا ومَسَاكِنُ تَرْضَوْنَهَا أَحَبَّ إِلَيْكُم مِّنَ اللّهِ ورَسُولِهِ وجِهَادٍ فِي سَبِيلِهِ فَتَرَبَّصُواْ حَتَّى يَأْتِيَ اللّهُ بِأَمْرِهِ واللّهُ لاَ يَهْدِي الْقَوْمَ الْفَاسِقِينَ ]، وقَالَ تَعَالَى [ يَوْمَ يَفِرُّ الْمَرْءُ مِنْ أَخِيهِ 34 وَأُمِّهِ وَأَبِيهِ 35 وَصَاحِبَتِهِ وَبَنِيهِ 36 لِكُلِّ امْرِئٍ مِّنْهُمْ يَوْمَئِذٍ شَأْنٌ يُغْنِيهِ 37 ]، وقَالَ تَعَالَى [ وَمِنَ النَّاسِ مَن يَتَّخِذُ مِن دُونِ اللّهِ أَندَاداً يُحِبُّونَهُمْ كَحُبِّ اللّهِ وَالَّذِينَ آمَنُواْ أَشَدُّ حُبًّا لِّلّهِ وَلَوْ يَرَى الَّذِينَ ظَلَمُواْ إِذْ يَرَوْنَ الْعَذَابَ أَنَّ الْقُوَّةَ لِلّهِ جَمِيعاً وَأَنَّ اللّهَ شَدِيدُ الْعَذَابِ 165 إِذْ تَبَرَّأَ الَّذِينَ اتُّبِعُواْ مِنَ الَّذِينَ اتَّبَعُواْ وَرَأَوُاْ الْعَذَابَ وَتَقَطَّعَتْ بِهِمُ الأَسْبَابُ 166 وَقَالَ الَّذِينَ اتَّبَعُواْ لَوْ أَنَّ لَنَا كَرَّةً فَنَتَبَرَّأَ مِنْهُمْ كَمَا تَبَرَّؤُواْ مِنَّا كَذَلِكَ يُرِيهِمُ اللّهُ أَعْمَالَهُمْ حَسَرَاتٍ عَلَيْهِمْ وَمَا هُم بِخَارِجِينَ مِنَ النَّارِ 167 ].

                          2) حُجَّةُ عَدَمِ صَلاَح بَعْض أُمُور الدِّين لهذا الزَّمَان حُجَّةٌ بَالِيَةٌ مُسْتَهْلَكَةٌ، وأكَادُ أُجْزِمُ بأنَّ مَنْ يَقُولهَا لا يَقُولهَا إلاَّ مُقَلِّدًا ومُرَدِّدًا لِمَا يَسْمَع دُونَ أنْ يَفْقَهَهَا ولَوْ لِلَحْظَةٍ، لأنَّهُ لَوْ تَدَبَّرَهَا وعَرِفَ خُطُورَتهَا لَمَا قَالَهَا أبَدًا، قَالَ تَعَالَى [إِذْ تَلَقَّوْنَهُ بِأَلْسِنَتِكُمْ وَتَقُولُونَ بِأَفْوَاهِكُم مَّا لَيْسَ لَكُم بِهِ عِلْمٌ وَتَحْسَبُونَهُ هَيِّنًا وَهُوَ عِندَ اللَّهِ عَظِيمٌ ]، وقَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ [ إِنَّ الْعَبْدَ لَيَتَكَلَّمُ بِالْكَلِمَةِ؛ مَا يَتَبَيَّنُ فِيهَا؛ يَزِلُّ بِهَا فِي النَّارِ أَبْعَدَ مِمَّا بَيْنَ الْمَشْرِقِ ] رَوَاهُ البُخَارِيُّ ومُسْلِمُ، فَمَنْ ذَا الَّذِي يَحْكُم عَلَى شَرْعِ الله بأنَّهُ يَصْلُح هُنَا ولا يَصْلُح هُنَاكَ، يَصْلُح أمْس ولا يَصْلُح اليَوْم وغَدًا؟ هذا اتِّهَامٌ للهِ بعَدَمِ الحِكْمَة، إذْ يُشَرِّع للنَّاسِ مَا لا يَنْفَعهُم، ولا يُخْبِرهُم بِمَا يَنْفَعهُم، فهذا قَوْلٌ فَاسِدٌ لا يَقُولهُ إلاَّ مَنْ يَظُنُّوا أنَّهُم أعْلَم مِنَ اللهِ بشُئُونِ خَلْقِهِ، ولا يُرَدِّدهَا مِنْ خَلْفِهِم إلاَّ بَبَّغَاوَات تَنْطِق بِمَا لا تَفْهَم، وهُوَ قَوْلٌ لا يَرُدّهُ إلاَّ إجَابَتهم عَلَى السُّؤَالِ التَّالِي: هَلْ تُثْبِتُونَ الدِّين كُلّه أمْ تُنْفُونَهُ كُلّه؟ فَإنْ نَفَوْهُ كُلّه كَفَرُوا ولَيْسَ بَعْدَ الكُفْرِ ذَنْب، وإنْ أثْبَتُوه كُلّه لَزمَهُم التَّوْبَة عَمَّا قَالُوا، ولَزمَهُم الاعْتِقَاد بِهِ وفِيهِ كُلّه لا ببَعْضِهِ فَقَط، حتى لا يَحِقّ عَلَيْهم قَوْلُ اللهِ تَعَالَى [ أَفَتُؤْمِنُونَ بِبَعْضِ الْكِتَابِ وَتَكْفُرُونَ بِبَعْضٍ فَمَا جَزَاء مَن يَفْعَلُ ذَلِكَ مِنكُمْ إِلاَّ خِزْيٌ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَيَوْمَ الْقِيَامَةِ يُرَدُّونَ إِلَى أَشَدِّ الْعَذَابِ وَمَا اللّهُ بِغَافِلٍ عَمَّا تَعْمَلُونَ 85 أُولَـئِكَ الَّذِينَ اشْتَرَوُاْ الْحَيَاةَ الدُّنْيَا بِالآَخِرَةِ فَلاَ يُخَفَّفُ عَنْهُمُ الْعَذَابُ وَلاَ هُمْ يُنصَرُونَ 86 ]، ولا يَكُونُوا كَالَّذِينَ قَالَ تَعَالَى فيهم [ قُلْ يَا قَوْمِ اعْمَلُواْ عَلَى مَكَانَتِكُمْ إِنِّي عَامِلٌ فَسَوْفَ تَعْلَمُونَ مَن تَكُونُ لَهُ عَاقِبَةُ الدِّارِ إِنَّهُ لاَ يُفْلِحُ الظَّالِمُونَ 135 وَجَعَلُواْ لِلّهِ مِمِّا ذَرَأَ مِنَ الْحَرْثِ وَالأَنْعَامِ نَصِيبًا فَقَالُواْ هَـذَا لِلّهِ بِزَعْمِهِمْ وَهَـذَا لِشُرَكَآئِنَا فَمَا كَانَ لِشُرَكَآئِهِمْ فَلاَ يَصِلُ إِلَى اللّهِ وَمَا كَانَ لِلّهِ فَهُوَ يَصِلُ إِلَى شُرَكَآئِهِمْ سَاء مَا يَحْكُمُونَ 136 وَكَذَلِكَ زَيَّنَ لِكَثِيرٍ مِّنَ الْمُشْرِكِينَ قَتْلَ أَوْلاَدِهِمْ شُرَكَآؤُهُمْ لِيُرْدُوهُمْ وَلِيَلْبِسُواْ عَلَيْهِمْ دِينَهُمْ وَلَوْ شَاء اللّهُ مَا فَعَلُوهُ فَذَرْهُمْ وَمَا يَفْتَرُونَ 137 وَقَالُواْ هَـذِهِ أَنْعَامٌ وَحَرْثٌ حِجْرٌ لاَّ يَطْعَمُهَا إِلاَّ مَن نّشَاء بِزَعْمِهِمْ وَأَنْعَامٌ حُرِّمَتْ ظُهُورُهَا وَأَنْعَامٌ لاَّ يَذْكُرُونَ اسْمَ اللّهِ عَلَيْهَا افْتِرَاء عَلَيْهِ سَيَجْزِيهِم بِمَا كَانُواْ يَفْتَرُونَ 138 وَقَالُواْ مَا فِي بُطُونِ هَـذِهِ الأَنْعَامِ خَالِصَةٌ لِّذُكُورِنَا وَمُحَرَّمٌ عَلَى أَزْوَاجِنَا وَإِن يَكُن مَّيْتَةً فَهُمْ فِيهِ شُرَكَاء سَيَجْزِيهِمْ وَصْفَهُمْ إِنَّهُ حِكِيمٌ عَلِيمٌ 139 قَدْ خَسِرَ الَّذِينَ قَتَلُواْ أَوْلاَدَهُمْ سَفَهًا بِغَيْرِ عِلْمٍ وَحَرَّمُواْ مَا رَزَقَهُمُ اللّهُ افْتِرَاء عَلَى اللّهِ قَدْ ضَلُّواْ وَمَا كَانُواْ مُهْتَدِينَ 140 ]، وأخِيرًا نَرُدُّ نَحْنُ عَلَى مَنْ يَقُول عَنْ أيِّ أمْرٍ ثَابِتٍ في الدِّينِ أنَّهُ لا يَصْلُح لزَمَانٍ أو مَكَانٍ؛ بِمَا قَالَهُ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ [ إنَّهُ لَيْسَ شَيْءٌ يُقَرِّبكُمْ إلى الجَنَّةِ إلاَّ قَدْ أمَرْتُكُمْ بِهِ، ولَيْسَ شَيْءٌ يُقَرِّبُكُمْ إلى النَّارِ إلاَّ قَدْ نَهَيْتُكُمْ عَنْهُ ]، وقَوْله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ [ إنَّهُ لَمْ يَكُنْ نَبِيٌّ قَبْلِي إلاَّ كَانَ حَقًّا عَلَيْهِ أنْ يَدُلَّ أُمَّتَهُ عَلَى خَيْرِ مَا يَعْلَمُهُ لَهُمْ، ويُنْذِرَهُمْ شَرَّ مَا يَعْلَمُهُ لَهُمْ ]، فَمَنْ صَدَّقَ أنَّهُ النَّبِيّ الحَقّ للدِّينِ الحَقّ للإلَهِ الحَقّ، كَفَاهُ ذَلِكَ عَنِ التَّفْكِيرِ والقَوْلِ بِمَا يُخَالِف مَا يَعْتَقِد، وإذا ثَبَتَ مِمَّا تَقَدَّمَ أنَّ النِّقَابَ فَرْضٌ عَلَى المَرْأةِ المُسْلِمَةِ البَالِغَةِ، تَبَيَّنَ أنَّ القَوْلَ بعَدَمِ صَلاَحِيَّته لهذا الزَّمَان أو المَكَان مِنْ قَبِيلِ الحَرْب عَلَى شَرَائِع الله، فَلاَ يُلْتَفَتُ إلى هذا القَوْل ولا يُعْتَبَرُ بِهِ فَضْلاً عَنْ أنْ يُعْمَلَ بِهِ، ويَسْقُطُ القَوْل بِهِ بوُجُودِ مُنْتَقِبَات في كَافَّةِ البِلاَد الإسْلاَمِيَّة وغَيْر الإسْلاَمِيَّة، دُونَ أنْ يُعِيقَ ذَلِكَ حَرَكَتُهُم أو حَرَكَةُ المُجْتَمَع الَّذِي يَعِيشُونَ فِيهِ، هُوَ فَقَط غَيْر صَالِح عِنْدَ مَنْ يَكْرَهُونَهُ ويَرْفُضُونَهُ ويُحَارِبُونَهُ، أمَّا غَيْرهم فَيَتَقَبَّلُونَهُ ويَتَعَايَشُونَ مَعَهُ بثَقَافَةِ (تَقَبُّل الآخَر)، أمَّا هَؤُلاَء فَيَدَّعُونَ تَقَبُّل الآخَر ويَرْفُضُونَهُ عِنْدَ أوَّلِ الخَّطّ.

                          3) أمَّا فِكْرَةُ نُدْرَة النِّقَاب في مُجْتَمَعِهَا، فهذه عَلاَمَةٌ لَهَا وَجْهٌ طَيِّبٌ، لأنَّ الأصْلَ أنَّ أهْلَ الإيِمَانِ قِلَّةٌ مُقَارَنَةً بأهْلِ الفُسُوقِ والعِصْيَانِ والكُفْرِ، وفي أيِّ مَكَانٍ سَنَذْهَب سَنَجِد الحَال هَكَذَا، ولا نُقَارِن مَثَلاً بَيْنَ دَوْلَة فِيهَا مُنْتَقِبَات كَثِيرَات ودَوْلَة فِيهَا عَدَد قَلِيل مِنَ المُنْتَقِبَات، فهذه الدَّوْلَة وتِلْكَ مُقَارَنَةً بدُوَلِ العَالَمِ تُعْتَبَرُ قِلَّة، ولَوْ نَظَرْنَا في الدَّوْلَةِ التي فِيهَا عَدَد كَبِير مِنَ المُنْتَقِبَات سَنَجِدهُنَّ أيْضًا قِلَّة مُقَارَنَةً بإجْمَالِي سُكَّان هذه الدَّوْلَة، فهذه هي سُنَّةُ اللهِ في أرْضِهِ، أنْ تَكُونَ جَمَاعَة المُؤْمِنِينَ قِلَّة وإنْ كَثَرُوا مُقَارَنَةً بأهْلِ الفُسُوقِ والعِصْيَانِ والكُفْرِ، وقَدْ قَالَ اللهُ تَعَالَى [ وَإِن تُطِعْ أَكْثَرَ مَن فِي الأَرْضِ يُضِلُّوكَ عَن سَبِيلِ اللّهِ إِن يَتَّبِعُونَ إِلاَّ الظَّنَّ وَإِنْ هُمْ إِلاَّ يَخْرُصُونَ ]، فَالأكْثَرِيَّة عَلَى الضَّلاَلِ، لأنَّ هذا هُوَ مَنَاطُ الاخْتِبَارِ والابْتِلاَءِ للمُؤْمِنِينَ ليَعْلَم الله صِدْقَ إيِمَانهم، قَالَ اللهُ تَعَالَى [ أَحَسِبَ النَّاسُ أَن يُتْرَكُوا أَن يَقُولُوا آمَنَّا وَهُمْ لا يُفْتَنُونَ 2 وَلَقَدْ فَتَنَّا الَّذِينَ مِن قَبْلِهِمْ فَلَيَعْلَمَنَّ اللَّهُ الَّذِينَ صَدَقُوا وَلَيَعْلَمَنَّ الْكَاذِبِينَ 3 ]، وبالتَّالِي لَيْسَ بحُجَّةٍ لَهَا أنَّ النِّقَابَ نَادِرٌ في بَلَدِهَا كي لا تَلْبَسهُ، لأنَّهَا بِدَايَةً لا تَلْبَسهُ لأنَّ غَيْرَهَا يَلْبَسُهُ، بَلْ تَلْبَسهُ طَاعَةً للهِ وإنْ كَانَت وَحْدَهَا، ورُبَّمَا جَعَلَهَا اللهُ في هذا البَلَدِ ورَزَقَهَا حُبّ النِّقَاب والقَنَاعَة بِهِ كي تَكُون دَاعِيَة لَهُ في بَلَدِهَا، وأنَا أعْرِفُ أُخْتًا فَاضِلَةً عَدَدُ المُنْتَقِبَات في بَلْدَتِهَا قَلِيل جِدًّا جِدًّا جِدًّا، وبَلْدَتهَا تَرْفُض النِّقَاب وتَسْتَنْكِرهُ لغَلَبَةِ الطَّابِع الصُّوفِيّ فِيهَا، وهي لَمْ تَكُن مُنْتَقِبَة طُوَالَ عُمْرهَا الَّذِي وَصَلَ الأرْبَعِينَ، فَمَنَّ اللهُ عَلَيْهَا بحُبِّ النِّقَاب، ثُمَّ تَوَّجَهَا بفَضْلِهِ بأنْ لَبِسَتْهُ سَرِيعًا ولَمْ تَأخُذ وَقْتًا في التَّفْكِيرِ رَغْمَ كُلّ مَا تُعَانِيه مِنْ صُعُوبَاتٍ حتى مِنَ الأهْلِ، والآن بفَضْلِ الله تَعَالَى هي دَاعِيَة للنِّقَابِ في بَلْدَتِهَا، فَلاَ تَكَاد تُقَابِل امْرَأة أو فَتَاة إلاَّ وكَلَّمَتْهَا فِيهِ بَلْ وسَمِعَت النِّسَاء لَهَا بقَبُولٍ، والأكْثَرُ مِنْ ذَلِكَ أنَّهَا نَجَحَت بفَضْلٍ مِنَ اللهِ في إقْنَاعِ اثْنَتَيْنِ مِنْ عَائِلَتِهَا بارْتِدَائِهِ، ومَازَالَت تُحَاوِلُ مَعَ الجَمِيعِ، ومِنْ فَضْلِ الله عَلَيْهَا لصِدْقِ نِيَّتهَا وإخْلاَصهَا، بَدَّلَ اللهُ لَهَا الحال، فَكُلّ مَنْ كَانَ ضِدّهَا ويُحَارِبهَا صَارَ رَاضِيًا عَنْهَا بَلْ مِنْهُم مَنْ يُدَافِع عَنْهَا، وهذا جَزَاءُ التَّقْوَى، قَالَ اللهُ تَعَالَى [ وَمَن يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَل لَّهُ مَخْرَجًا 2 وَيَرْزُقْهُ مِنْ حَيْثُ لَا يَحْتَسِبُ وَمَن يَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ فَهُوَ حَسْبُهُ إِنَّ اللَّهَ بَالِغُ أَمْرِهِ قَدْ جَعَلَ اللَّهُ لِكُلِّ شَيْءٍ قَدْرًا 3 ] وقَالَ أيْضًا [ وَمَن يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَل لَّهُ مِنْ أَمْرِهِ يُسْرًا 4 ذَلِكَ أَمْرُ اللَّهِ أَنزَلَهُ إِلَيْكُمْ وَمَن يَتَّقِ اللَّهَ يُكَفِّرْ عَنْهُ سَيِّئَاتِهِ وَيُعْظِمْ لَهُ أَجْرًا 5 ]، ومَا أجْمَل مَا قَالَهُ عَبْدُ اللهِ بْن مَسْعُود [ أنْتَ الجَمَاعَة ولَوْ كُنْتَ وَحْدَكَ ]، وقَالَ الفُضَيْل بْن عِيَاض:

                          الْزَم طَرِيق الهُدَى * ولا يَضُرَّك قِلَّة السَّالِكِينَ


                          وإيَّاكَ وطُرُق الضَّلاَلَة * ولا تَغْتَرّ بكَثْرَةِ الهَالِكِينَ


                          ولمَزِيدٍ مِنَ الفَائِدَةِ والتَّفْصِيلِ حَوْلَ السُّؤَال السَّادِس بكُلِّ أجْزَائِهِ؛ تُرَاجَعُ الفَتَاوَى التَّالِيَة:
                          هل تخلع النقاب لأنه يعيقها في حركتها ولا تشعر أنها تلبسه لله؟!
                          إذا لبست النقاب قد لا تجد عملا
                          والداها يرفضان لبسها للنقاب بحجة أنها صغيرة
                          تريد لبس الحجاب وأهلها يرفضون فهل تطيعهم
                          أمها تنهاها عن الحجاب فماذا تفعل؟
                          والدها يرى استحباب النقاب ويأمرها بتركه وترى هي وجوبه
                          لا يجوز أن يطيع أبويه في خلع نقاب زوجته
                          أمه كافرة وتكره لحيته ونقاب زوجته وتريد مطلق التصرف بابنه
                          تواجه ضغوطا اجتماعية جعلتها تترك الصلاة وتنزع الحجاب
                          هل الحجاب فرض على الجميلات فقط أم على جميع النساء؟
                          كيف تسهل على نفسها ارتداء الحجاب؟
                          مترددة في لبس غطاء الوجه وتحتاج من يشجعها على فعل ذلك

                          وبهذا أكُونُ قَدْ أجَبْتُ السُّؤَال السَّادِس بفَضْلٍ مِنَ اللهِ.

                          وهذا مَا أعْلَمُ؛ واللهُ تَعَالَى أعْلَى وأعْلَمُ.
                          والسَّلاَمُ عَلَيْكُمْ ورَحْمَةُ اللهِ وبَرَكَاتُهُ

                          زائرنا الكريم نحن معك بقلوبنا
                          كلنا آذان صاغيه لشكواك ونرحب بك دائما
                          في
                          :

                          جباال من الحسنات في انتظارك





                          تعليق


                          • #14
                            رد: من اصدق و من اتبع و لمادا هده التناقضات

                            بِسْمِ اللهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ
                            الأُخْتُ السَّائِلَةُ الكَرِيمَةُ
                            السَّلاَمُ عَلَيْكُمْ ورَحْمَةُ اللهِ وبَرَكَاتُهُ
                            السُّؤَالُ السَّابِعُ (وانتشرا مؤخرا صورة شيخ محمد حسان مع والدته وهي لا تلبس النقاب وهو يقول بوجوبه والاول ان تلبسه والدته وخاصة ليست طاعنة في السن):
                            بِدَايَةً: نَفْتَرِضُ جَدَلاً أنَّ وَالِدَةَ الشَّيْخ تَرْفُض ارْتِدَاء النِّقَاب، فَهَلْ هذا يَمْنَع الشَّيْخ مِنَ القَوْلِ بوُجُوبِ النِّقَاب عَلَى المَرْأةِ المُسْلِمَةِ؟ هَلِ الشَّيْخ يَقُول بوُجُوبِ النِّقَاب لأنَّ وَالِدَتَهُ تَرْتَدِيهِ أمْ لأنَّهُ حُكْمُ اللهِ، طَبَّقَهُ مَنْ طَبَّقَهُ وتَرَكَهُ مَنْ تَرَكَهُ؟ هذه وَاحِدَةٌ.

                            أمَّا الثَّانِيَةُ: فَالشَّيْخ ابْن هذه المَرْأة، لا هُوَ زَوْجٌ ولا أبٌ ولا أخٌ لَهَا، وبالتَّالِي لا وِلاَيَةَ لَهُ عَلَيْهَا ليَأمُرهَا، كُلّ مَا يَمْلكهُ هُوَ أنْ يَعْرِضَ عَلَيْهَا، ولا يَكلّ ولا يَمَلّ مِنْ دَعْوَتِهَا للحَقِّ، فَإنْ أطَاعَتْهُ فَالحَمْدُ للهِ، وإنْ رَفَضَت فَلاَ يُلاَمُ هُوَ عَلَى سُلُوكِهَا، فَكَم مِنْ صَحَابِيٍّ كَانَ أبُوهُ أو أُمُّهُ كُفَّارًا، ولَمْ يَقْدَح ذَلِكَ في إسْلاَمِهِ وفِيمَا يَنْقِلهُ مِنْ عِلْمٍ عَنْ رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّمَ، فَكَيْفَ يُعَابُ عَلَى الشَّيْخِ في قَوْلِهِ عَنْ حُكْمِ الله في النِّقَابِ لمُجَرَّد أنَّهُ دَعَا قَرِيبَة لَهُ ولَمْ تَمْتَثِل حتى لَوْ كَانَت أُمّهُ؟ قَالَ اللهُ تَعَالَى [ فَإِنْ أَعْرَضُوا فَمَا أَرْسَلْنَاكَ عَلَيْهِمْ حَفِيظًا إِنْ عَلَيْكَ إِلاَّ الْبَلاَغُ ]، هذه الثَّانِيَةُ.

                            أمَّا الثَّالِثَةُ: فَهِيَ الحَقِيقَةُ دُونَ افْتِرَاضَاتٍ جَدَلِيَّةٍ، فَالشَّيْخُ مُحَمَّد حَسَّان حَفِظَهُ اللهُ وبَارَكَ لَنَا في عُمرِهِ وعِلْمِهِ، مِنْ مَوَالِيد عَام 1962، أي أنَّهُ يَبْلُغ مِنَ العُمرِ 50 عَامًا، وهُوَ الابْنُ الثَّانِي، وبالتَّالِي وَالِدَته عَلَى أقَلِّ تَقْدِيرٍ في أوَاخِر السِّتِّينَات أو بِدَايَاتِ السَّبْعِينَات، وهذا يَظْهَرُ جَيِّدًا في مَلاَمِحِهَا، أفَلاَ يَكُون هذا طَعْنًا في السِّنِّ؟ أمْ أنَّ الطَّعْنَ في السِّنِّ لاَبُدَّ أنْ يُجَاوِزَ التِّسْعِينَ أو المِئَة وغَيْر ذَلِكَ فَلاَ؟
                            الأصْلُ أنَّ القَوَاعِدَ مِنَ النِّسَاءِ يَجُوزُ لَهُنَّ كَشْف الوَجْه، غَيْر مُتَبَرِّجَاتٍ بزِينَةٍ، وإذا لَمْ تَكُن وُجُوههنَّ فَاتِنَةً في سِنِّهِنَّ هذه، وأنْ يَسْتَعْفِفْنَ ولا يَكْشِفْنَ خَيْرٌ لَهُنَّ، قَالَ اللهُ تَعَالَى [ وَالْقَوَاعِدُ مِنْ النِّسَاءِ اللاَّتِي لاَ يَرْجُونَ نِكَاحًا فَلَيْسَ عَلَيْهِنَّ جُنَاحٌ أَنْ يَضَعْنَ ثِيَابَهُنَّ غَيْرَ مُتَبَرِّجَاتٍ بِزِينَةٍ وَأَنْ يَسْتَعْفِفْنَ خَيْرٌ لَهُنَّ وَاللَّهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ ]، والقَوَاعِدُ: هُنَّ اللاَّتِي تَقَدَّمَ بِهِنَّ السِّنّ فَقَعَدْنَ عَنِ الحَيْضِ والحَمْلِ ويَئِسْنَ مِنَ الوَلَدِ، قَالَ أبُو بَكْر الجَصَّاص رَحِمَهُ اللهُ [ قَوْلُهُ تَعَالَى (وَالْقَوَاعِدُ مِنْ النِّسَاءِ اللاَّتِي لاَ يَرْجُونَ نِكَاحًا): قَالَ ابْنُ مَسْعُود ومُجَاهِد: والقَوَاعِد اللاَّتِي لا يَرْجُونَ نِكَاحًا هُنَّ اللاَّتِي لا يُرِدْنَهُ، و(ثِيَابَهُنَّ: جَلاَبِيبهنَّ...، ثُمَّ قَالَ: لا خِلاَفَ في أنَّ شَعْرَ العَجُوز عَوْرَة لا يَجُوزُ للأجْنَبِيّ النَّظَر إلَيْهِ كَشَعْرِ الشَّابَّة, وأنَّهَا إنْ صَلَّت مَكْشُوفَة الرَّأس كَانَت كَالشَّابَّة في فَسَادِ صَلاَتهَا, فَغَيْر جَائِزٍ أنْ يَكُونَ المُرَاد وَضْع الخِمَار بحَضْرَةِ الأجْنَبِيّ، إنَّمَا أبَاحَ للعَجُوزِ وَضْع رِدَائهَا بَيْنَ يَدَيّ الرِّجَال بَعْدَ أنْ تَكُونَ مُغَطَّاة الرَّأس, وأبَاحَ لَهَا بذَلِكَ كَشْف وَجْههَا ويَدهَا; لأنَّهَا لا تُشْتَهَى; وقَالَ تَعَالَى (وَأَنْ يَسْتَعْفِفْنَ خَيْرٌ لَهُنَّ)، فَأبَاحَ لَهَا وَضْع الجِلْبَاب وأخْبَرَ أنَّ الاسْتِعْفَافَ بأنْ لا تَضَعَ ثِيَابهَا أيْضًا بَيْنَ يَدَيّ الرِّجَال خَيْرٌ لَهَا ] أحْكَامُ القُرْآنِ (3/485).
                            وقَالَ ابْنُ العَرَبِي رَحِمَهُ اللهُ [ وإنَّمَا خَصَّ القَوَاعِدَ بذَلِكَ دُونَ غَيْرهنَّ لانْصِرَافِ النُّفُوس عَنْهُنَّ, ولأنْ يَسْتَعْفِفْنَ بالتَّسَتُّرِ الكَامِلِ خَيْرٌ مِنْ فِعْلِ المُبَاح لَهُنَّ مِنْ وَضْعِ الثِّيَاب ] أحْكَامُ القُرْآنِ (3/419).
                            وقَالَ السَّعْدِيّ رَحِمَهُ اللهُ [ (وَالْقَوَاعِدُ مِنَ النِّسَاءِ) أي: اللاَّتِي قَعَدْنَ عَنِ الاسْتِمْتَاعِ والشَّهْوَةِ، (اللاَّتِي لاَ يَرْجُونَ نِكَاحًا) أي: لا يَطْمَعْنَ في النِّكَاحِ، ولا يُطْمَع فِيهِنَّ، وذَلِكَ لكَوْنِهَا عَجُوزًا لا تُشْتَهَى، (فَلَيْسَ عَلَيْهِنَّ جُنَاحٌ) أي: حَرَج وإثْم، (أَنْ يَضَعْنَ ثِيَابَهُنَّ) أي: الثِّيَاب الظَّاهِرَة كَالخِمَار ونَحْوِهِ، الَّذِي قَالَ اللهُ فِيهِ للنِّسَاءِ (وَلْيَضْرِبْنَ بِخُمُرِهِنَّ عَلَى جُيُوبِهِنَّ)، فَهَؤُلاَءِ يَجُوزُ لَهُنَّ أنْ يَكْشِفْنَ وُجُوهَهُنَّ لأمْنِ المَحْذُور مِنْهَا وعَلَيْهَا، ولَمَّا كَانَ نَفْيُ الحَرَجِ عَنْهُنَّ في وَضْعِ الثِّيَابِ رُبَّمَا تُوُهِّمَ مِنْهُ جَوَازُ اسْتِعْمَالهَا لكُلِّ شَيْءٍ، دَفَعَ هذا الاحْتِرَاز بقَوْلِهِ (غَيْرَ مُتَبَرِّجَاتٍ بِزِينَةٍ) أي: غَيْر مُظْهِرَات للنَّاسِ زِينَة، مِنْ تَجَمُّلٍ بثِيَابٍ ظَاهِرَةٍ، ومِنْ ضَرْبِ الأرْض برِجْلِهَا ليُعْلَم مَا تُخْفِي مِنْ زِينَتِهَا، لأنَّ مُجَرَّدَ الزِّينَة عَلَى الأُنْثَى ولَوْ مَعَ تَسَتُّرِهَا ولَوْ كَانَت لا تُشْتَهَى؛ يُفْتِن فِيهَا، ويُوقِع النَّاظِر إلَيْهَا في الحَرَجِ، (وَأَنْ يَسْتَعْفِفْنَ خَيْرٌ لَهُنَّ) ] تَفْسِيرُ السَّعْدِي (ص 670).
                            وسُئِلَ الشَّيْخ عَبْد العَزِيز بْن بَاز رَحِمَهُ اللهُ (هَلْ يَجُوز للمَرْأةِ الكَبِيرَةِ في السِّنِّ مِثْل أُمّ 70 أو 90 عَامًا أنْ تَكْشِفَ وَجْههَا لأقَارِبِهَا غَيْر المَحَارِم؟) فَأجَابَ [ قَالَ اللهُ تَعَالَى (وَالْقَوَاعِدُ مِنْ النِّسَاءِ اللَّاتِي لَا يَرْجُونَ نِكَاحًا فَلَيْسَ عَلَيْهِنَّ جُنَاحٌ أَنْ يَضَعْنَ ثِيَابَهُنَّ غَيْرَ مُتَبَرِّجَاتٍ بِزِينَةٍ وَأَنْ يَسْتَعْفِفْنَ خَيْرٌ لَهُنَّ وَاللَّهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ)، والقَوَاعِدُ هُنَّ العَجَائِز اللاَّتِي لا يَرْغَبْنَ في النِّكَاحِ ولا يَتَبَرَّجْنَ بالزِّينَةِ، فَلاَ جُنَاحَ عَلَيْهِنَّ أنْ يُسْفِرْنَ عَنْ وُجُوهِهِنَّ لغَيْرِ مَحَارِمهنَّ، لَكِنْ تَحَجُّبهنَّ أفْضَل وأحْوَط لقَوْلِهِ سُبْحَانَهُ (وَأَنْ يَسْتَعْفِفْنَ خَيْرٌ لَهُنَّ)، ولأنَّ بَعْضَهُنَّ قَدْ تَحْصُل برُؤْيَتِهَا فِتْنَة مِنْ أجْلِ جَمَالِ صُورَتهَا وإنْ كَانَت عَجُوزًا غَيْر مُتَبَرِّجَة بزِينَةٍ، أمَّا مَعَ التَّبَرُّجِ فَلاَ يَجُوز لَهَا تَرْك الحِجَاب، ومِنَ التَّبَرُّجِ: تَحْسِين الوَجْه بالكُحْلِ ونَحْوِهِ ] فَتَاوَى المَرْأة المُسْلِمَة (1/424).
                            وعَنْ عَاصِم الأحْوَل قَالَ [ كُنَّا نَدْخُلُ عَلَى حَفْصَة بِنْت سِيرِين وقَدْ جَعَلَت الجِلْبَاب هَكَذَا: وتَنَقَّبَت بِهِ، فَنَقُولُ لَهَا: رَحِمَكِ اللهُ، قَالَ اللهُ تَعَالَى (وَالْقَوَاعِدُ مِنَ النِّسَاءِ اللاَّتِي لاَ يَرْجُونَ نِكَاحاً فَلَيْسَ عَلَيْهِنَّ جُنَاحٌ أَن يَضَعْنَ ثِيَابَهُنَّ غَيْرَ مُتَبَرِّجَاتٍ بِزِينَةٍ)، قَالَ: فَتَقُولُ لَنَا: أيُّ شَيْءٍ بَعْدَ ذَلِكَ؟ فَنَقُولُ: (وَأَن يَسْتَعْفِفْنَ خَيْرٌ لَهُنَّ)، فَتَقُولُ: هُوَ إثْبَاتُ الحِجَابِ ] رَوَاهُ البَيْهَقِيُّ.

                            وعَلَى ذَلِكَ، فَظُهُور وَالِدَة الشَّيْخ كَاشِفَة لوَجْهِهَا غَيْر مُتَبَرِّجَة بزِينَة هُوَ أمْرٌ مُبَاحُ لَهَا في مِثْلِ سِنِّهَا، لا يَتَعَارَض مَعَ القَوْلِ بوُجُوبِ النِّقَاب، لأنَّ القَوْلَ بوُجُوبِ النِّقَابِ أصْلٌ لَهُ اسْتِثْنَاء، وقَدْ عَمِلَت هي بالاسْتِثْنَاءِ في مَوْضِعِهِ وبضَوَابِطِهِ، فَلاَ تَعَارُض.

                            وبهذا أكُونُ قَدْ أجَبْتُ السُّؤَال السَّابِع بفَضْلٍ مِنَ اللهِ.

                            وهذا مَا أعْلَمُ؛ واللهُ تَعَالَى أعْلَى وأعْلَمُ.
                            والسَّلاَمُ عَلَيْكُمْ ورَحْمَةُ اللهِ وبَرَكَاتُهُ

                            زائرنا الكريم نحن معك بقلوبنا
                            كلنا آذان صاغيه لشكواك ونرحب بك دائما
                            في
                            :

                            جباال من الحسنات في انتظارك





                            تعليق


                            • #15
                              رد: من اصدق و من اتبع و لمادا هده التناقضات

                              بِسْمِ اللهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ
                              الأُخْتُ السَّائِلَةُ الكَرِيمَةُ
                              السَّلاَمُ عَلَيْكُمْ ورَحْمَةُ اللهِ وبَرَكَاتُهُ
                              جَارِي العَمَل عَلَى إجَابَةِ المَجْمُوعَة الثَّالِثَة مِنْ أسْئِلَتِكِ والتي وَرَدَت في المُشَارَكَةِ الثَّالِثَةِ لَكِ، وبإذْنِ الله فَوْرَ الانْتِهَاء مِنْهَا يَتِمّ وَضْعهَا، واسْتَئْذِنُكِ في تَأجِيلِ أيَّة أسْئِلَة أو مُنَاقَشَات حَوْلَ مَا جَاءَ في الرُّدُودِ السَّابِقَةِ لحِينِ الانْتِهَاء مِنَ الرُّدُودِ كُلّهَا.

                              وَفَّقَنَا اللهُ وإيَّاكُمْ لِمَا يُحِبُّ ويَرْضَى، وأعَانَنَا عَلَى حُسْنِ طَاعَتِهِ بالوَجْهِ الَّذِي يُرْضِيه عَنَّا.

                              والسَّلاَمُ عَلَيْكُمْ ورَحْمَةُ اللهِ وبَرَكَاتُهُ

                              زائرنا الكريم نحن معك بقلوبنا
                              كلنا آذان صاغيه لشكواك ونرحب بك دائما
                              في
                              :

                              جباال من الحسنات في انتظارك





                              تعليق

                              المحتوى السابق تم حفظه تلقائيا. استعادة أو إلغاء.
                              حفظ-تلقائي
                              x
                              إدراج: مصغرة صغير متوسط كبير الحجم الكامل إزالة  
                              x
                              أو نوع الملف مسموح به: jpg, jpeg, png, gif
                              x
                              x
                              يعمل...
                              X