إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

بيتهموني بالتزمت .......... وهم لا يعلمون!!!!!

تقليص
X
  •  
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • بيتهموني بالتزمت .......... وهم لا يعلمون!!!!!

    السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

    بارك الله في كل القائمين علي هذا المنتدي الرائع الذي هو بالفعل بيتنا الثاني
    وجعل الله كل عمل تقومون به خالصا لوجه الله وفي ميزان حسناتكم الي يوم القيامة.....آمين

    أكتب لكم هذه الرسالة وبداخلي حزن وهم وضيق

    أنا للأسف كتير من اللي حوليا بيتهموني اني متزمتة ومتعصبة جدا
    مع اني اري غير ذلك تماااااااااااما
    فهم لا يعلمون الا ظاهري فقط وإن باطني أسوأ بكثير مما يرون من الظاهر
    فلقد وصلت الي مرحلة كرهت فيها نفسي وكرهت الدنيا وكرهت كل شئ أفعله ولكن أخفي كل هذا بداخلي فلا أحد يعلم بما أشعر به من ضيق لأني لم أكن قادرة علي نفسي
    أنا تبت كتييييييير بس كنت بضعف كتير بردو وبرجع أتوب تاني لحد موصلت لمرحلة إني خلاص بقيت أتمني ان تحصلي حاجة وحشة عشان أتعاقب بيها في الدنيا قبل الآخرة
    وللأسف المصيبة الأكبر
    اني كنت بنهي الناس عن الوقوع في المعاصي دي وبنصحهم بالإبتعاد عن كل شئء يقربهم منها
    ولكن..............كنت أنا اللي بقع فيها يعني مصييييييييييييبة كبيرة بعملها في حق نفسي
    أنا بحس لما بعصي ربنا بكون انسانة تانية خالص ولما بفوق من الذنب برجع أتوب وارجع لطبيعتي
    أنا دلوقت بقيت بكره الدنيا ونفسي عمري ميكونش طويل عشان حسابي ميتقلش عليا
    وبقيت بكره الدنيا عشان احنا مش معصومين من الخطأ وأنا مش عايزة أعصي ربنا
    بس أنا نفسي ضعيفة وأوقات كتير مبقدرش عليها مش عارفة أعمل معاها ايه
    استعنت بالله علي نفسي ولكن برجع أقع تاني

    كل ده وبيقولوا إني متزمتة!!!!!!!!!!!!!!!
    لما بقولهم ان الأفلام والمسلسلات حرام بيقولوا اني متزمتة!!
    لما أقولهم احنا كبنات وستات مينفعش نتفرج علي لعيبة الكورة عشان جزء من عورتهم بيبان بقولوا اني متزمتة!!
    لما يقولوا علي ممثلة انها اتحجبت وتابت وميعجبنيش كلامهم يقولوا اني متزمتة!!
    لما أتمسك بالنقاب وأرفض أظهر وجهي أمام ابن خالي (16سنة) يقولوا اني متزمتة!!
    لما أقولهم ان الدنيا دي مش بتهمني خالص ولا بتفرق معايا يعني مبشتهيش حاجة فيها يقولوا اني متزمتة!!
    لما أقعد أمام التليفزيون ومجيبش الا القنوات الدينية والدروس الدينية يقولوا اني متزمتة!!
    لما يلاقوني مش بسمع الا الأناشيد الدينية ومنها اللي بتذكر بالقبر والموت والعذاب بيقولوا اني متزمتة!!

    لو هو ده في نظرهم تزمت فما أحلاه علي قلبي وإني أفضل أن أكون متزمتة علي أن أكون نصف ملتزمة

    أنا عارفة إنكم هتلاقوا تناقض كبييييييييييير في كلامي
    اذاي بحاول ارضي ربنا بكل طريقة وازاي بعصيه

    هي دي بقي مشكلتي ومش عارفة أنا لو مت هيكون مكاني فين

    جنة ..............ولا.............نار

    المشكلة دي مسببالي ضيق كبيييييييير وأحس بجبل موضوع فوق صدري ولقد بدأت أقصر في دراستي
    وإني كنت أنوي منذ بداية العام أن أبذل قصاري جهدي كي أكون من الأوائل حتي أثبت لكل من حولي أن النقاب ليس عائق لأي شئ كما يظن الكثير وأن الملتزمات هم المتفوقات وأنا هذا هو واجبي نحو ديني وبلدي وأهلي

    ولكن كل شئ كنت مرتباله شبه بينهااااااااااااااااار مش عارفة أتصرف ازاي
    أنا لجأتلكم وعندي أمل كبير إنكم هتساعدوني وتقفوا بجانبي بس بالله عليكم متأخروش الرد عليا

    جزيتم الجنة والفردوس الأعلي

  • #2
    رد: بيتهموني بالتزمت .......... وهم لا يعلمون!!!!!

    بسم الله الرحمن الرحيم
    الأخت السائلة الكريمة
    السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
    ردا سريعا على مشكلتك أختي الفاضلة إليك الفتاوى التالية:

    http://islam-qa.com/ar/ref/87779

    http://islam-qa.com/ar/ref/45532

    http://islam-qa.com/ar/ref/93872

    http://islam-qa.com/ar/ref/9231

    وهذا ما أعلم، والله تعالى أعلى أعلم.
    والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته
    التعديل الأخير تم بواسطة أبو معاذ أحمد المصرى; الساعة 13-11-2011, 06:47 PM.

    تعليق


    • #3
      رد: بيتهموني بالتزمت .......... وهم لا يعلمون!!!!!

      عليكم سلام الله ورحمته وبركاته

      جزيتم خيرا علي مساعدتي
      ولكني أطلب منكم أن تدلوني عن كيفية التخلص من شعوري بكرهي للدنيا وعدم رغبتي في المكوث فيها وأني أرغب في الخروج منها اليوم قبل غد ولكن كل بيد الله وحده
      أنا لا أعلم هل كنت صح أم خطأ
      ولولا أني أعرف أن دعائي بالموت علي نفسي حرام لكنت فعلت عسي الله أن يتقبل

      علما....أن هذا ليس قنوتا من رحمة الله .أبداااااااااااااااا
      ولكني أحب ربي ولا أريد أن أعصيه بأي طريقة من الطرق ولكننا في الدنيا لسنا معصومين
      فأنا أعلم أن ربي لايستحق مني أن أعصيه ولو مكثت طول عمري ساجدة له وشاكرة له علي كل ما وهبني من نعم فلن أوفي حق نعمة واحدة

      تفكيري مشوش كثييييييييرا وأريد أن يدلني أحد علي طريق أسير عليه حتي يرضي ربي عني ولا أضطر للتفكير في مثل هذه الأمور لأني أخشي أن يكون تفكيري فيها يغضب ربي

      أسأل الله جل وعلا أن يتقبل توبتي وأن يجعلها خالصة لوجهه الكريم
      وبالله عليكم تدعولي بالثباااااات الحق

      جزيتم خير الجزاء في الدنيا والآخرة

      تعليق


      • #4
        رد: بيتهموني بالتزمت .......... وهم لا يعلمون!!!!!

        اختى الكريمة عندى يقين ان حضرتك فى مرحله سنيه صغيرة الى حد ما وهى المراهقة
        ويعينك الله على على ماتمرى بيه من مشاكل نفسيه وتشوش فكرى وعصبى بداخلك
        الدنيا هى صغيرة وفى النهاية هتفنى والباقى هو الله عز وجل لانياس منها ولا نعيش تعساء فى هذه الدنيا وحياتنا
        نستمتع بيها كما امرنا الله عز وجل بدون الخروج عن شريعته السماوية اللى امرنا بيها
        نطيع الله فيها بالعباده والعمل وربنا لما يخلقنا فيها لكى نكون تعساء خلقنا لكى نعمل ونعبد وامرنا بسعاده والمتعه فيها
        كما اوضحت سابقا اعطى لك شى حقه ومكانته لاتستصغرى منها ولاتكبرى من شانها لاتنظرى للناس التى امرهم الدينوية شاغلهم ولا تشغلهم امورهم الدينية بنظرة اعوذ بالله ايه الناس دى ارحمنى يارب منهم او مثلا اخت مسلمه ذيك تلاقيها لابسة ملبس خليع تنظرى اليها بنظرة احتقار النظرة دى بتعلى من شأنك انتى وتستصغر من شأنها مع العلم من الممكن اعمالها واخلاقها وسلوكها مع الناس افضل منك وده شى يعلمه الله ده اللى اقصده
        التشدد فى الدين ومن رايى هو سلوكك بعينه بس احييكى عليه لسببين الاول انك ثابته على فكرك ده
        السبب التانى ان التشدد افضل بكثير من التبرج فى الاخلاق والدين والسلوك
        تعاملى مع اخواتك كما يوجب تعامل الاخ الكبير مع اخيه بالنصيحه قربى اخواتك منك فاهمهم العيب من الصح احذفى كل ماليه علاقة بالمناظر الخليعه ان كانت افلام خليعه ان كانت اغانى ايا كان لانها بتسبب الاثاره لهولاء الاطفال فى سن صغيره تاثر عليهم بالسلب فى الكبر اتركيهم يشاهدوا افلام كارتونية افلام اسلاميه داعبيهم العبى معاهم ده اللى اقصدى
        حضرتك اختى فى الله ويعلم الله انى احبك فى الله لاتنظرى للحياه بنظره احتقار كما قلت اعطيها شأنها فقط وقيمتها حبيها وطيعى الله واعبديه ايضا فيه اتمنى يكون وصل كلامى وعذرا لو فى اى نقد اتمنى تتقبليه بصدر رحب

        تعليق


        • #5
          رد: بيتهموني بالتزمت .......... وهم لا يعلمون!!!!!

          بسم الله الرحمن الرحيم
          الأخت السائلة الكريمة
          السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
          أعتذر عن كون ردي جاء قصيرا، فلقد آثرت الرد سريعا بشيء يسير بدلا من تأخير الرد، والله المستعان.

          أحكي لك قصة حدثت لي: وقعت لي مشكلة ذات يوم أثرت في نفسيتي كثيرا، ويومها لم أكن قد التزمت بعد، فساق لي الله شخص لا أعرفه، أرسل لي رسالة عبر البريد فيها درس للشيخ مسعد أنور ينصح بسماعه لأنه أعجبه جدا من حيث الموضوع وأسلوب الشيخ، وكان قدري (فيما أظن) أن أهتدي بسبب هذا الدرس، وبدأت في طلب العلم وتطبيق كل ما أتعلمه، فاختلفت حياتي إلى النقيض، وبالتالي أصبت أرى الدنيا بمنظور مختلف، وكذا الدنيا تراني بمنظور مختلف (وأقصد بالدنيا كل من حولي من غير الملتزمين)، وبدأت الصراع الطبيعي بين الحق والباطل، فوجدت نفسي تزداد سوءا، فلما كنت غير ملتزم كنت في حالة سيئة، والآن وأنا ملتزم أيضا في حالة سيئة، فأين الراحة إذن؟؟ حتى جاء يوم استمعت فيه لدرس للشيخ مسعد أنور، ووسط الدرس رد الشيخ على شبهة يثيرها أهل الباطل بأن الملتزمين بالدين هم أتعس ناس، ودائما في عبوس ونكد، فقال الشيخ ما معناه (بل العكس هو الصحيح، الملتزم بدينه هو أسعد الناس، شريطة أن يفهم دينه صح، ويطبقه صح)، فوقفت مع نفسي وفكرت، فوجدت أني لم أفهم صح ولم أطبق صح، قد أكون فهمت أشياء وطبقتها صح، لكن في المجمل ينقصني الكثير من الفهم والتطبيق، فأخذت قرارا أن أصحح ما وقعت فيه، وبفضل من الله كان لي ما طلبت، وصدق الشيخ في كلامه، فعلى سبيل المثال، لما بدأت أطلق لحيتي كان الكل ضدي، وكنت أمتلئ غضبا وأثور لمجرد أن يطلب أحد مني حلقها أو تقصيرها، لكن لما فهمت ودرست وتعلمت، صرت أهدأ نفسا، صرت أفهم لماذا يتصرفون هكذا، وصرت أفهم كيف أتصرف أنا معهم، وأصبحت أنا الأهدأ منهم بعد أن كنت الأكثر ثورة وغضبا، فصارت حياتي في هذه النقطة تمر دون كدر أو نكد بعد أن كانت مجرد كلمة واحدة منهم تؤثر في نفسي ربما الأسبوع بأكمله.
          لا أريد الإكثار في الكلام عن نفسي إذ أني لست أهلا للمثال، ولكن ما أردته من القصة هو قول الشيخ، فيا أختي الكريمة: لو أنك ملتزمة بدين الله على مراد الله، فثقي كامل الثقة أنك ستكونين أسعد حالا وأهنأ بالا مما أنت عليه الآن ومما عليه غير الملتزمين، وحتى لو نزلت بك الابتلاءات فستكونين أيضا أسعد حالا من غيرك، ولا تنتظري أن يأتي أحد ويعطيك عقارا للسعادة بمجرد أن تأخذيه تجدي نفسك سعيدة، لا، هذا وهم، عليك أنت بإيجاد سبيل تلك السعادة ومعرفة موانعها عندك، نحن فقط نساعدك ونفكر معك وننصحك، لكن في النهاية الفعل عندك أنت، فراجعي نفسك ثانية، راجعي التزامك، راجعي فهمك لكل ما تطبقين من الدين، وقارنيه بالواقع الذي تفعلينه، فإن وجدت الفهم والتطبيق يوافقان شرع الله، فلا يضرك قول القائلين مهما قالوا أو فعلوا ولا تلتفتي لهم أو تشغلي بالك بهم، وحينئذ ستجدين الراحة التي تبحثين عنها، وإن وجدت اختلافا، فعليك بالصدق مع نفسك في تغييره، وأنا أعتقد أن السبب الحقيقي في شعورك بعدم الراحة هو أنك تفعلين بعض المنكرات وأنت تعلمينها، فنفسك الطيبة الملتزمة ترفض ما تقوم به نفسك الأخرى، وفي هذا اسمحي لي بشرح شيء من علم النفس، ربما يفيد:

          النفس البشرية تدخل في صراعات داخلية عند وجود مقارنات، فتحتار في اتخاذ القرار وتحديد الموقف، وهذه الصراعات تندرج تحت اسم (الحِيَل النفسية الدفاعية)، وتنقسم لما يلي:
          1- صراع الإقدام الإقدام: ويكون بين شيئين؛ لكل منهما مميزات مختلفة عن الآخر (مثل الحيرة التي تصيبنا عند شراء جهازين أو ماكينتين، في الأولى مميزات غير موجودة في الثانية، وفي الثانية مميزات غير موجودة في الأولى، فندخل في صراع نفسي للمفاضلة بين المميزات لنعرف أيهما نختار).
          2- صراع الإحجام الإحجام: ويكون بين شيئين؛ لكل منهما عيوب مختلفة عن الآخر (مثل الحيرة التي تصيبنا عند الاضطرار لاتخاذ قرار من اثنين، في الأول خطورة أو عيوب غير موجودة في الثاني، وفي الثاني خطورة أو عيوب غير موجودة في الأول، فندخل في صراع نفسي للمفاضلة بين المخاطر والعيوب لنعرف أيهما نتجنب).
          3- صراع الإقدام الإحجام: ويأخذ شكلين:
          - صراع الإقدام الإحجام الفردي: يكون لدينا فيه شيء واحد له مميزات وعيوب، ولا نعرف أنختاره لمميزاته أم نتركه لعيوبه (مثل وجود برنامج كمبيوتر نحتاج إليه، وبه ما نريد، إلا أنه لا يقبل اللغة العربية).
          - صراع الإقدام الإحجام المزدوج (وهو أصعب أنواع الصراعات النفسية): ويكون بين شيئين لكل منهما مميزات وعيوب (مثل المفاضلة بين إجراء عملية والعلاج بالدواء، فميزة إجراء العملية هي القضاء على المرض، وعيبها أن فيها خطورة، وميزة العلاج بالدواء هي عدم وجود خطورة، وعيبه عدم القضاء على المرض وعودته من فترة لأخرى).

          وفي ضوء ما تم ذكره (منك ومني) أرى أنك في مرحلة (صراع الإقدام الإحجام المزدوج)، وسبب الشعور بعدم الرضا الذي أنت فيه ناتج عن وقوعك بين اختيارين لكل منهما مميزاته وعيوبه:
          - الانفلات: وفعل المنكرات، وميزته إرضاء الشهوات المحببة للنفس، وسهولة تنفيذه للاعتياد عليه من قبل، وعدم انتقاد الآخرين له، وعيوبه هي إغضاب الله وجني الذنوب والآثام.
          - الالتزام: وميزته إرضاء الله وجني الثواب، وعيوبه أنه يحتاج لمجاهدة النفس وتطويعها وتربيتها على ما يرضي الله بغض النظر عما اعتادت عليه، وانتقاد الآخرين له.
          ومن خلال كلامك أشعر أنك أقرب للتقوى والالتزام، وكما هو حال البشر جميعا، تتوبين وتخطين ثم تتوبين وتخطئين، لذا فأعتقد أن الاختيار محسوم لديك، وهو اختيار الطاعة والالتزام، بقي فقط التطبيق الصحيح، لذلك نعود لما قاله الشيخ مسعد (فهم صحيح وتطبيق صحيح)، عليك كما قلت سابقا مراجعة نفسك، وضبط ما انفلت منها بضوابط الشرع، ومجاهدة نفسك، ولتحقيق ذلك عليك بالآتي:
          1- أن تصدقي مع نفسك أولا، وتوجدي بداخلك الرغبة في التغيير، وتذكري قول الله تعالى [ إِنَّ اللّهَ لاَ يُغَيِّرُ مَا بِقَوْمٍ حَتَّى يُغَيِّرُواْ مَا بِأَنْفُسِهِمْ ]، وهذه الآية تؤخذ على معنيين، الأول أن الله لا يغير نعمة أنعمها على الناس حتى يغيروها هم بأنفسهم، فيذهبها الله منهم لأنهم لم يحسنوا استخدامها، ويدل على هذا المعنى قوله تعالى [ ذَلِكَ بِأَنَّ اللّهَ لَمْ يَكُ مُغَيِّرًا نِّعْمَةً أَنْعَمَهَا عَلَى قَوْمٍ حَتَّى يُغَيِّرُواْ مَا بِأَنفُسِهِمْ ]، وقوله تعالى [ فَلَمَّا زَاغُوا أَزَاغَ اللَّهُ قُلُوبَهُمْ وَاللَّهُ لاَ يَهْدِي الْقَوْمَ الْفَاسِقِينَ ]، والمعنى الثاني أن الله لا يغير الناس حتى تكون لديهم الرغبة في التغيير ويطلبونه ويسعون إليه ويجتهدون، فلما يرى منهم صدق نيتهم ينعم عليهم بما أرادوا ويزيد، وهذا يؤيده قول الله تعالى [ إِنَّمَا التَّوْبَةُ عَلَى اللّهِ لِلَّذِينَ يَعْمَلُونَ السُّوَءَ بِجَهَالَةٍ ثُمَّ يَتُوبُونَ مِن قَرِيبٍ فَأُوْلَـئِكَ يَتُوبُ اللّهُ عَلَيْهِمْ وَكَانَ اللّهُ عَلِيماً حَكِيماً ]، فهم تابوا، فتاب الله عليهم، ومثل قوله تعالى [ إِلاَّ مَن تَابَ وَآمَنَ وَعَمِلَ عَمَلاً صَالِحًا فَأُوْلَئِكَ يُبَدِّلُ اللَّهُ سَيِّئَاتِهِمْ حَسَنَاتٍ وَكَانَ اللَّهُ غَفُورًا رَّحِيمًا 70 وَمَن تَابَ وَعَمِلَ صَالِحًا فَإِنَّهُ يَتُوبُ إِلَى اللَّهِ مَتَابًا 71 ]، فهو تاب وآمن وعمل صالحا، فتاب الله عليه وجزاه بأفضل مما كان يظن، وهكذا.
          2- أن تكثري من دعاء الله لنفسك بالتوبة والاستغفار والثبات، وأن يرزقك الحقا واتباعه، ويجبنك الباطل وأهله، وتكثري من فعل الطاعات، فقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم عن رب العزة [ ...، وما تقرب إليّ عبدي بشيء أحب إليّ مما افترضت عليه، وما يزال عبدي يتقرب إليّ بالنوافل حتى أحبه، فإذا أحببته: كنت سمعه الذي يسمع به، وبصره الذي يبصر به، ويده التي يبطش بها، ورجله التي يمشي بها، وإن سألني لأعطينه، ولئن استعاذني لأعيذنه...، ]، وقال صلى الله عليه وسلم أيضا فيما يروي عن رب العزة [ يا عبادي: إني حرمت الظلم على نفسي وجعلته بينكم محرما؛ فلا تظالموا، يا عبادي: كلكم ضال إلا من هديته؛ فاستهدوني أهدكم، يا عبادي: كلكم جائع إلا من أطعمته؛ فاستطعموني أطعمكم، يا عبادي: كلكم عار إلا من كسوته؛ فاستكسوني أكسكم، يا عبادي: إنكم تخطئون بالليل والنهار؛ وأنا أغفر الذنوب جميعا؛ فاستغفروني أغفر لكم، يا عبادي: إنكم لن تبلغوا ضري فتضروني؛ ولن تبلغوا نفعي فتنفعوني، يا عبادي: لو أن أولكم وآخركم وإنسكم وجنكم كانوا على أتقى قلب رجل واحد منكم ما زاد ذلك في ملكي شيئا، يا عبادي: لو أن أولكم وآخركم وإنسكم وجنكم كانوا على أفجر قلب رجل واحد ما نقص ذلك من ملكي شيئا، يا عبادي: لو أن أولكم وآخركم وإنسكم وجنكم قاموا في صعيد واحد فسألوني فأعطيت كل إنسان مسألته ما نقص ذلك مما عندي إلا كما ينقص المخيط إذا أدخل البحر، يا عبادي: إنما هي أعمالكم أحصيها لكم ثم أوفيكم إياها، فمن وجد خيرا فليحمد الله، ومن وجد غير ذلك فلا يلومن إلا نفسه ].
          3- التوبة من كل ما فيه معصية لله، وللتوبة شروط: إيقاف الذنب، الندم عليه، العزم على العودة إليه، وهناك شيء يجمع بين إيقاف الذنب وعدم العودة عليه، وهو نفسه دليل الندم على هذا الذنب، هذا الشيء هو تغيير موطن المعصية، ومفارقة رفقاء السوء، وتدمير وسائل المعصية أو تغييرها عن حالها الذي تستخدم فيه للمعصية، وإغلاق كل باب يؤدي لوقوع في المعصية من جديد.
          4- الاستعانة بصحبة خير صالحة، وملازمتهم، وطلب المساعدة منهم.
          5- طلب العلم الشرعي والاستزادة منه، والتفقه في الدين.
          6- القضاء على أي وقت فراغ، بشغله بما يفيد.
          7- القرآن بتدبر والصلاة بخشوع، أقوى أسلحة القضاء على أي هَمّ وغَمّ وكرب.

          وأعتقد بعد فعل كل هذه الأمور، لن يبقى هذا الشعور لديك، وستختلف حياتك كلية، فقط لا تنسنا من صالح دعائك وقتها، وأخيرا، أنقل لك كلام العلامة ابن القيم في آثار المعصية:
          1- حرمان العلم، فإن العلم نور يقذفه الله في القلب، والمعصية تُطفئ ذلك النور، ولما جلس الشافعي بين يدي مالك وقرأ عليه أعجبه ما رأى من وفور فطنته، وتوقُّد ذكائه، وكمال فهمه، فقال [ إني أرى الله قد ألقى على قلبك نورا، فلا تُطفئه بظلمة المعصية ].
          2- حرمان الرزق، ففي مسند الإمام أحمد عن ثوبان قال: قال رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم [ إن الرجل ليُحرم الرزق بالذنب يُصيبه ] رواه ابن ماجه وحسنه الألباني في صحيح ابن ماجه.
          3- وحشة تحصل للعاصي بينه وبين ربه، وبينه وبين الناس، قال بعض السلف [ إني لأعصي الله، فأرى ذلك في خُلُق دابّتي وامرأتي ].
          4- تعسير أموره عليه، فلا يتوجه لأمر إلا ويجده مغلقا دونه أو متعسرا عليه، وهذا كما أن من اتقى الله جعل له من أمره يسرا.
          5- أن العاصي يجد ظلمة في قلبه، يحس بها كما يحس بظلمة الليل، فتصير ظلمة المعصية لقلبه كالظلمة الحسية لبصره، فإن الطاعة نور، والمعصية ظلمة، وكلما قويت الظلمة ازدادت حيرته حتى يقع في البدع والضلالات والأمور المهلكة وهو لا يشعر، كأعمى خرج في ظلمة الليل يمشي وحده، وتقوى هذه الظلمة حتى تظهر في العين، ثم تقوى حتى تعلو الوجه، وتصير سوادا يراه كل أحد، قال عبد الله بن عباس [ إن للحسنة ضياء في الوجه، ونورا في القلب، وسعة في الرزق، وقوة في البدن، ومحبة في قلوب الخلق، وإن للسيئة سوادا في الوجه، وظلمة في القلب، ووهنا في البدن, ونقصا في الرزق، وبغضة في قلوب الخلق ].
          6- حرمان الطاعة، فلو لم يكن للذنب عقوبة إلا أن يُصدَّ عن طاعة تكون بدله، وتقطع طريق طاعة أخرى، فينقطع عليه بالذنب طريق ثالثة ثم رابعة وهلم جرا، فينقطع عنه بالذنب طاعات كثيرة، كل واحدة منها خير له من الدنيا وما عليها، وهذا كرجل أكل أكلة أوجبت له مرضا طويلا منعه من عدة أكلات أطيب منها، والله المستعان.
          7- أن المعاصي تزرع أمثالها، ويُولِّد بعضها بعضا، حتى يعز على العبد مفارقتها والخروج منها.
          8- أن المعاصي تُضعِف القلب عن إرادته، فتقوى إرادة المعصية، وتضعف إرادة التوبة شيئا فشيئا إلى أن تنسلخ من قلبه إرادة التوبة بالكلية، ...، فيأتي من الاستغفار وتوبة الكذابين باللسان بشيء كثير، وقلبه معقود بالمعصية، مُصِرٌ عليها، عازم على مواقعتها متى أمكنه، وهذا من أعظم الأمراض وأقربها إلى الهلاك.
          9- أنه ينسلخ من القلب استقباح المعصية فتصير له عادة، لا يستقبح من نفسه رؤية الناس له، ولا كلامهم فيه، وهذا عند أرباب الفسوق هو غاية التهتك وتمام اللذة، حتى يفتخر أحدهم بالمعصية، ويُحدِّث بها من لم يعلم أنه عملها، فيقول (يا فلان: عملت كذا وكذا)، وهذا الضرب من الناس لا يعافون، ويُسدُّ عليهم طريق التوبة، وتغلق عنهم أبوابها في الغالب كما قال النبي صلى الله عليه وسلم [ كل أُمَّتي معافى إلا المجاهرون، وإنَّ من المجاهرة: أن يستر اللهُ العبدَ ثم يُصبح يفضح نفسه ويقول: يا فلان عملت يوم كذا .. كذا وكذا، فيهتك نفسه وقد بات يستره ربه ] رواه البخاري ومسلم.
          10- أن الذنوب إذا تكاثرت طُبِعَ على قلب صاحبها، فكان من الغافلين، كما قال بعض السلف في قوله تعالى (كَلاَّ بَلْ رَانَ عَلَى قُلُوبِهِم مَّا كَانُوا يَكْسِبُونَ) قال [ هو الذنب بعد الذنب ]، وأصل هذا أن القلب يصدأ من المعصية، فإذا زادت غلب الصدأ حتى يصير رانًا، ثم يغلب حتى يصير طبعًا وقفلاً وختمًا، فيصير القلب في غشاوة وغلاف، فإذا حصل له ذلك بعد الهدى والبصيرة انتكس فصار أعلاه أسفـله، فحينئذٍ يتولاه الشيطان ويسوقه حيث أراد. انتهى

          أدعو الله أن أكون قد وُفِّقت في الرد عليك بما يثلج صدرك ويذهب غمك وهمك وينير لك الطريق للخروج من مشكلتك، وأدعو الله لك بالهدى والتقى والعفاف والغنى والثبات على الحق واجتناب الباطل، إنه ولي ذلك والقادر عليه.

          وهذا ما أعلم، والله تعالى أعلى أعلم.
          والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته

          تعليق


          • #6
            رد: بيتهموني بالتزمت .......... وهم لا يعلمون!!!!!

            نعتذر عن التأخر فى الرد انتظرى الرد قريبا

            زائرنا الكريم نحن معك بقلوبنا
            كلنا آذان صاغيه لشكواك ونرحب بك دائما
            في
            :

            جباال من الحسنات في انتظارك





            تعليق


            • #7
              رد: بيتهموني بالتزمت .......... وهم لا يعلمون!!!!!

              المشاركة الأصلية بواسطة غير مسجل مشاهدة المشاركة
              اختى الكريمة عندى يقين ان حضرتك فى مرحله سنيه صغيرة الى حد ما وهى المراهقة
              ويعينك الله على على ماتمرى بيه من مشاكل نفسيه وتشوش فكرى وعصبى بداخلك
              الدنيا هى صغيرة وفى النهاية هتفنى والباقى هو الله عز وجل لانياس منها ولا نعيش تعساء فى هذه الدنيا وحياتنا
              نستمتع بيها كما امرنا الله عز وجل بدون الخروج عن شريعته السماوية اللى امرنا بيها
              نطيع الله فيها بالعباده والعمل وربنا لما يخلقنا فيها لكى نكون تعساء خلقنا لكى نعمل ونعبد وامرنا بسعاده والمتعه فيها
              كما اوضحت سابقا اعطى لك شى حقه ومكانته لاتستصغرى منها ولاتكبرى من شانها لاتنظرى للناس التى امرهم الدينوية شاغلهم ولا تشغلهم امورهم الدينية بنظرة اعوذ بالله ايه الناس دى ارحمنى يارب منهم او مثلا اخت مسلمه ذيك تلاقيها لابسة ملبس خليع تنظرى اليها بنظرة احتقار النظرة دى بتعلى من شأنك انتى وتستصغر من شأنها مع العلم من الممكن اعمالها واخلاقها وسلوكها مع الناس افضل منك وده شى يعلمه الله ده اللى اقصده
              التشدد فى الدين ومن رايى هو سلوكك بعينه بس احييكى عليه لسببين الاول انك ثابته على فكرك ده
              السبب التانى ان التشدد افضل بكثير من التبرج فى الاخلاق والدين والسلوك
              تعاملى مع اخواتك كما يوجب تعامل الاخ الكبير مع اخيه بالنصيحه قربى اخواتك منك فاهمهم العيب من الصح احذفى كل ماليه علاقة بالمناظر الخليعه ان كانت افلام خليعه ان كانت اغانى ايا كان لانها بتسبب الاثاره لهولاء الاطفال فى سن صغيره تاثر عليهم بالسلب فى الكبر اتركيهم يشاهدوا افلام كارتونية افلام اسلاميه داعبيهم العبى معاهم ده اللى اقصدى
              حضرتك اختى فى الله ويعلم الله انى احبك فى الله لاتنظرى للحياه بنظره احتقار كما قلت اعطيها شأنها فقط وقيمتها حبيها وطيعى الله واعبديه ايضا فيه اتمنى يكون وصل كلامى وعذرا لو فى اى نقد اتمنى تتقبليه بصدر رحب
              أختي الفاضلة جزاكي ربي كل خير والله
              ولما لا اتقبل أي كلمة قلتيها وأنتي لم تبغي بها إلا مصلحتي!!
              فانا شاكرة لكي كثيرا

              تعليق


              • #8
                رد: بيتهموني بالتزمت .......... وهم لا يعلمون!!!!!

                السلام عليكم ورحمة الله
                الأخ الكريم مراقب فريق المونتاج
                أولا لا داعي للإعتذار فأنا لست وحدي هنا كي تتفردو بحل مشكلتي فأنا أعلم مدي ضغطكم وسعيكم في حل مشاكل كل من يلجأ إليكم
                فجزاكم ربي خير الجزاء في الدنيا والآخرة

                أنا ورب الكعبة عاجزة عن شكركم فلقد أثلجتم قلبي حقا
                والحمد لله بفضله سبحانه وتعالي ثم بفضلكم قد بدأت هذه المشكلة في التلاشي عندي
                وأبشركم بأني الحمد لله حددت الطريق الذي سأسير عليه وبه يرضي عني ربي

                ولقد علمت أن في الدنيا جنة من لم يدخلها لن يدخل جنة الآخرة
                ألا وهي جنة حب الله والرضي عنه عز وجل

                لا أجد كلام أفضل من الدعاء لكم بالفوز بصحبة سيد الخلق أجمعين في الفردوس الأعلي

                تعليق


                • #9
                  رد: بيتهموني بالتزمت .......... وهم لا يعلمون!!!!!

                  المشاركة الأصلية بواسطة فريق استشارات سرك فى بير مشاهدة المشاركة
                  نعتذر عن التأخر فى الرد انتظرى الرد قريبا
                  لا داعي للإعتذار فلكم خير الجزاء علي ما تبذلوه من جهد عظيم في محاولة تناول مشاكلنا ومساعدتنا في ايجاد الحلول لها

                  فلجم جزيل الشكر والإحترام ولا داعي للإعتذار مرة أخري

                  تعليق

                  المحتوى السابق تم حفظه تلقائيا. استعادة أو إلغاء.
                  حفظ-تلقائي
                  x
                  إدراج: مصغرة صغير متوسط كبير الحجم الكامل إزالة  
                  x
                  أو نوع الملف مسموح به: jpg, jpeg, png, gif
                  x
                  x
                  يعمل...
                  X