السلام عليكم ورحمة الله وبركاته اود من حضراتكم ان تفيدوني بشأن مشكلتي / مشكلتي تتخلص في ان جدي وقف امامنا في قضية بخصوص قطعة ارض قد كانت الأوقاف من عدة سنوات حكمت انا انها لنا ولكن مرت السنوات والطرف الآخر طعن في الحكم وأخذ جدي ليشهد ضدنا وبالفعل شهد جدي ضدنا بكل قوة وتركت المحكمة الحكم معلق وشمت الناس بنا فكان رد فعل امي واخوتي بمقاطعة جدي نهائيا لدرجة ان امي قالت لو حتي مات مش هروح مرت الأيام وجدي هيعمل عملية في عينيه ووالدتي واخوتي مش موافقين انها تزور جدي قلت لهم نروح نزور جدي لأنها كده هتكون قطيعة رحم ورمضان قرب ومينفعش الخاصم والتشاحن فما كان جوابهم إلا التريقة والزجر والنهر وقالولي لورحتي اعمامك هيزعلووهيقولولك بعد كل اللي عمله جدك فينا رايحة لجدك ومفكرتيش في اللي عمله معانا قلت لهم هقولهم دي صلة رحم ومينفعش نقطعها قالولي مش بالبساطة دي وهيكون حسابك عسير قلت سبحان ربي ماحساب ربنا لو قطعنا الرحم اشد ومش عارفة اقنع امي واخوتي بعدم قطع الرحم ومش عارفه اعمل ايه
إعـــــــلان
تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.
قطيعة رحم بين امي وجدي فماذا أفعل
تقليص
X
-
رد: قطيعة رحم بين امي وجدي فماذا أفعل
ابنتى الفاضلة
أسأل الله بكرمه ورحمته أن يزيدك خيراً وثباتاً وتوفيقاً، وأن يجعلك مفتاحاً للخير مغلاقاً للشر.. إنه جواد كريم.
لا شك أن صلة الرحم لا تدوم إلا بالصبر على المرارات ونسيان الأذى والجراحات، وقدوتنا في ذلك أنبياء الله والصالحين من عباد الله، وها هو نبي الله يوسف عليه وعلى نبينا صلاة الله وسلامه، يقول لمن رموه في البر وجعلوه يعيش حياة الرق ويدخل السجن:
( لا تثريب عليكم اليوم يغفر الله لكم هو أرحم الراحمين)
وها هو ذا رسولنا صلى الله عليه وسلم، يقول لمن آذوه وقتلوا أحبابه وإخوانه بعد أن تمكن من رقابهم:
( أذهبوا فأنتم الطلقاء)
رعاية للرحم، ورغبة في إسلامهم
وها هو ذا صدّيق الأمة رضي الله عنه – يعفو عن ابن خالته مسطح رغم وقوعه في عرض عائشة، وذلك حين ردد كلام أهل النفاق، وحلف الصديق أن لا يصله بالمساعدة، فنزل الوحي من الله:
{ وَلا يَأْتَلِ أُولُو الْفَضْلِ مِنْكُمْ وَالسَّعَةِ أَنْ يُؤْتُوا أُولِي الْقُرْبَى وَالْمَسَاكِينَ وَالْمُهَاجِرِينَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَلْيَعْفُوا وَلْيَصْفَحُوا أَلا تُحِبُّونَ أَنْ يَغْفِرَ اللَّهُ لَكُمْ وَاللَّهُ غَفُورٌ رَحِيمٌ}
فقال الصديق بلى والله أنا لنحب أن يغفر الله لنا.
وأرجو أن تعلموا أن الواصل ليس بالمكافئ ولكن الواصل من إذا قُطعت رحمه وصلها.
ومن هنا فنحن ندعوكم للاجتهاد في نسيان ما حصل رغبة فما عند الله عز وجل، وخير للإنسان أن يكون مظلوماً لا ظالماً، والدعاء لا يقبل إذا كان في ظلم أو قطيعة رحم أو أثم، كما أرجو أن تنتبهوا لأسباب المشاكل، وتذكروا ما بينكم من الصلة والقرابة، واعلموا أن التحريش من عمل الشيطان، فتعوذ بالله من شياطين الإنس والجن، واعلموا أن الإحسان خير دواء وعلاج للإنسان قال:
( أدفع بالتي هي أحسن).
وعلى المرء أن يتقي الله قدر ما يستيطع، هذا في حق الله، فكيف في حق الناس، قال -تعالى-:
"فاتقوا الله ما استطعتم" [التغابن: 16]
فإذا كنت تتعرضين للأذى من الاعمام والجد، فعليك أن تقومي بزيارتهم، وصلتهم، قدرما تستطيعين
سأل أحد الصحابة - رضوان الله عليهم- رسول الله -صلى الله عليه وسلم- عن أن له قرابة يصلهم، ويقطعونه، فقال له الرسول - عليه الصلاة والسلام-:
"لئن كنت كما قلت فكأنما تسفهم المَلُّ ، ولا يزال معك من الله ظهيرٌ عليهم ما دمت على ذلك"
رواه مسلم(2558) من حديث أبي هريرة -رضي الله عنه-
والمَلُّ هو: يعني الرمل الحار.
وهذه الحالة هي أكمل الحالات، وأعظمها أجراً، وهي التي يتضح فيها الإخلاص لله -تعالى- لا رياءً ولا سمعة؛ لأنه يقوم بصلة الرحم، قربة لله، صبراً على أذى أرحامه.
عليك أن تسألي الله الصبر والإعانة، وأن تصبري على ذلك، قال - سبحانه-: "إن الله مع الصابرين" [البقرة: 153]، وقال عمر بن الخطاب -رضي الله عنه-: "ما وجدنا طيب عيشنا إلا بالصبر"، فالصبر يحصل الخير العظيم، والمعية الربانية، ثم الظفر والفوز، في الدنيا والآخرة، وضد الصبر التذمر، والتسخط، والاستعجال، وهذا لا يغير من الأمر شيئاً، بل ربما زاد الطين بلَّةعليك بالدعاء في مواطن الإجابة كالسجود، وبين الأذان والإقامة، وفي الثلث الأخير من الليل، فالدعاء هو عدة الصابرين، وذخيرة الشاكرين،وأكثري من قول الله - عز وجل-: "ربنا هب لنا من أزواجنا وذرياتنا قرة أعين واجعلنا للمتقين إماماً" [الفرقان:74]، فهذا هو والله مفتاح الفرج، وهو المنحة الربانية من رب البرية، أن هدى عباده للتضرع إليه، والتوسل إلى جنابه.
وهذه وصيتي للجميع بتقوى الله، ومرحباً بك في موقع الطريق الى الله
وشكراً لكم على السؤال.
وبالله التوفيق والسداد.
- اقتباس
تعليق
تعليق