ماذا يفعل من يحس بضعف الإيمان؟
الواجب على أي مسلم عندما يعتريه الفتور، ويحس بنقص إيمانه
أن يبادر فوراً إلى علاج هذا المرض، فلا شك أن ضعف الإيمان مرض
خطير، وكما يعلم الجميع أن المرض إذا عولج في بدايته يتم الشفاء منه بإذنه تعالى، أما إذا استفحل وطال زمنه؛ فإن علاجه يصعب، وتقل فرص
الشفاء منه.
والإنسان مهما كانت قوة إيمانه فإنه معرض لهذا الأمر بفعل عوامل كثيرة من الشبهات والشهوات ومن شياطين الجن وشيطان الأنس.
والإنسان الفطن الموفق هو الذي يتعهد إيمانه وما نقص منه، ويحرص على إصلاح ما فسد وصيانة ما عطب أشد مما يحرص على صيانة سيارته عندما يقع فيها التلف؛ فإنه يبادر فوراً إلى إصلاحها عند المختص، وهي من أمور الدنيا الزائلة!
لذلك ينبغي أن تكون مبادرته لإصلاح قلبه أعظم من ذلك كما كان يفعل السلف الصالح من الصحابة والتابعين – رضوان الله عليهم – حيث كانوا دائمي التفقد لأيمانهم ورعاية خواطر قلوبهم.
يقول الصحابي الجليل أبو الدرداء – رضي الله عنه – من فقه العبد أن يتعاهد إيمانه وما نقص منه، ومن فقه الرجل أن يعلم أيزداد الإيمان، ومن فقه الرجل أن يعلم نزغات الشيطان أنى تأتيه#.
وقد كان الصحابي عبدالله بن رواحه – رضي الله عنه – يأخذ بيد الرجل فيقول: قم بنا نؤمن ساعة، فنجلس في مجلس ذكر#.
ومن خلال هذه النصوص نعرف مدى حرص الصحابة على رعاية إيمانهم وحفظه، وتطهيره مما قد يصيبه من نزغات الشيطان، وإزالة ما قد يعلق به من صدأ الغفلة والانشغال بأمور الدنيا، فقد قال الرسول – صلى الله عليه وسلم – أن القلوب لتصدأ كما يصدأ الحديد، قيل: وما جلاؤها يا رسول الله، قال: ذكر الله وقراءة القرآن# رواه البيهقي في شعب الإيمان 2/353 وانظر مجمع الزوائد للهيثمي 10/207.
إذن يجب على المسلم أن يتعاهد إيمانه دائماً ويحرص على زيادته ونمائه في كل الأحوال أعظم من اهتمامه بزيادة أمواله وتحسين أوضاعه في هذه الدنيا الفانية، فالسعيد – والله – من وفق لذلك، فإنه قد حاز خير الدنيا والآخرة: حاز خير الدنيا بالطمأنينة والسعادة والراحة النفسية ا لتي تعتبر هبة من الله لأهل الإيمان الصادق.
وحاز خير الآخرة برضى الله – سبحانه وتعالى – والفوز بالجنة والنجاة من النار.
وتعاهد الإيمان يعني رعايته، وتوجيهه إلى المواطن التي ينمو فيها ويزكو بحيث يؤتي ثماره الطاهرة؛ فتعود على النفس بالسعادة والصفاء وراحة البال.
وتعاهد الإيمان يعني صيانته عن مواطن الرذيلة والغفلة التي تضعفه وتدنسه.
وهذا التعاهد، وهذه المراقبة للإيمان يجب أن تستمر مع الإنسان طوال حياته، فليس هناك شيء أغلى من الدين، وليس في الوجود أمر أهم من الإيمان الذي يربط صاحبه بخالقه، ولذا فعندما يحس الإنسان بشيء يخدش إيمانه من فتور أو وساوس أو شكوك؛ فينبغي له أن يسارع إلى علاج ذلك، ويستخدم كل الطرق ليزيل عن إيمانه ذلك الصدأ فيعود براقاً نظيفاً فاعلاً.
ولا شك أن إدراك خطورة ضعف الإيمان أهم عناصر العلاج، فهناك أناس يعانون من قسوة القلب وضعف الإيمان ولكنهم غير مهتمين بالأمر، بل لا يفكرون فيه أصلاً، لأنهم غارقون في الانشغال بأمور الدنيا، وجمع حطامها الزائل!
هذا واقعنا للأسف، اهتمام عظيم بأمور الدنيا وإهمال شديد لشئون الآخرة، تجد الشخص منا لو أصيب بمرض في بدنه لأقام الدنيا وأقعدها، أما مرض إيمانه فلا يدري عنه، ولا يهتم به، وسأذكر قصة تصور هذا الأمر، حدثني بها أحد الإخوان قال: كنت ذات يوم في مدينة الطائف وقت برودة الجو، فأصابني مرض الزكام، فأهملته عدة أيام ولم أراجع الطبيب ظناً أنه سيزول بدون علاج ولكنه أشتد علي حتى لم أعد أطيقه، فاضطررت لمراجعة الطبيب عندما ساءت حالتي، وبعد الفحص والتحاليل قال الطبيب: يظهر أن لديك مرض في القلب، وعليك من الغد أن تراجع أخصائي القلب!!
قال صاحبي فجزعت جزعا شديدا، وعندما عدت للبيت – وكان الوقت ليلا – لم أجد للنوم طعماً ، بل بت أفكر في هذه المصيبة التي دهتني على حين غفلة ، فمرض القلب خطير كما هو معروف، وفي اليوم التالي ذهبت إلى عدة مستشفيات وليس مستشفى واحد، كل ذلك لكي أطمئن على صحتي وفي النهاية جاءت النتائج تبشر بالسلامة فليس هناك مرض في القلب، ولا يحزنون، وإنما هي التهابات حادة نتيجة إهمال مراجعة الطبيب.
فأنظر أخي ، مدى اهتمام الإنسان بمرض البدن وخوفه منه وليس الأمر مقصور على ذلك الشخص وحده، فكلنا لو شعرنا بأي مرض جسدي لبذلنا الغالي والرخيص من أجل العلاج ، بل هناك أناس قد باعوا بيوتهم ، وأنفقوا أموالهم كلها لأجل العلاج من أمراض بدنية يعانون منها ، لكن الأمراض الإيمانية لا يهتم بها إلا القليل النادر، فكم من إنسان يشكو من قسوة قلبه؟
وكم من إنسان يشكو من وساوس وشكوك تعرض له؟
ولكن القليل إن لم يكن النادر من يفكر في الأمر بجد!
القليل الذي يبحث عن حل لهذه المعضلة! لأن الجميع غارق في التعلق بهذه الدنيا، وجمع هذا الحطام الزائل والتنافس فيه بشكل عجيب، فلا ينتهي المرء من مشروع إلا ودخل في غيره، كأن الناس تعيش مخلدة في هذه الدنيا!
لا موت، لا جنة، لا نار! نسأل الله أن يصلح أحوال المسلمين ، وأن يهديهم
سواء السبيل؟
الواجب على أي مسلم عندما يعتريه الفتور، ويحس بنقص إيمانه
أن يبادر فوراً إلى علاج هذا المرض، فلا شك أن ضعف الإيمان مرض
خطير، وكما يعلم الجميع أن المرض إذا عولج في بدايته يتم الشفاء منه بإذنه تعالى، أما إذا استفحل وطال زمنه؛ فإن علاجه يصعب، وتقل فرص
الشفاء منه.
والإنسان مهما كانت قوة إيمانه فإنه معرض لهذا الأمر بفعل عوامل كثيرة من الشبهات والشهوات ومن شياطين الجن وشيطان الأنس.
والإنسان الفطن الموفق هو الذي يتعهد إيمانه وما نقص منه، ويحرص على إصلاح ما فسد وصيانة ما عطب أشد مما يحرص على صيانة سيارته عندما يقع فيها التلف؛ فإنه يبادر فوراً إلى إصلاحها عند المختص، وهي من أمور الدنيا الزائلة!
لذلك ينبغي أن تكون مبادرته لإصلاح قلبه أعظم من ذلك كما كان يفعل السلف الصالح من الصحابة والتابعين – رضوان الله عليهم – حيث كانوا دائمي التفقد لأيمانهم ورعاية خواطر قلوبهم.
يقول الصحابي الجليل أبو الدرداء – رضي الله عنه – من فقه العبد أن يتعاهد إيمانه وما نقص منه، ومن فقه الرجل أن يعلم أيزداد الإيمان، ومن فقه الرجل أن يعلم نزغات الشيطان أنى تأتيه#.
وقد كان الصحابي عبدالله بن رواحه – رضي الله عنه – يأخذ بيد الرجل فيقول: قم بنا نؤمن ساعة، فنجلس في مجلس ذكر#.
ومن خلال هذه النصوص نعرف مدى حرص الصحابة على رعاية إيمانهم وحفظه، وتطهيره مما قد يصيبه من نزغات الشيطان، وإزالة ما قد يعلق به من صدأ الغفلة والانشغال بأمور الدنيا، فقد قال الرسول – صلى الله عليه وسلم – أن القلوب لتصدأ كما يصدأ الحديد، قيل: وما جلاؤها يا رسول الله، قال: ذكر الله وقراءة القرآن# رواه البيهقي في شعب الإيمان 2/353 وانظر مجمع الزوائد للهيثمي 10/207.
إذن يجب على المسلم أن يتعاهد إيمانه دائماً ويحرص على زيادته ونمائه في كل الأحوال أعظم من اهتمامه بزيادة أمواله وتحسين أوضاعه في هذه الدنيا الفانية، فالسعيد – والله – من وفق لذلك، فإنه قد حاز خير الدنيا والآخرة: حاز خير الدنيا بالطمأنينة والسعادة والراحة النفسية ا لتي تعتبر هبة من الله لأهل الإيمان الصادق.
وحاز خير الآخرة برضى الله – سبحانه وتعالى – والفوز بالجنة والنجاة من النار.
وتعاهد الإيمان يعني رعايته، وتوجيهه إلى المواطن التي ينمو فيها ويزكو بحيث يؤتي ثماره الطاهرة؛ فتعود على النفس بالسعادة والصفاء وراحة البال.
وتعاهد الإيمان يعني صيانته عن مواطن الرذيلة والغفلة التي تضعفه وتدنسه.
وهذا التعاهد، وهذه المراقبة للإيمان يجب أن تستمر مع الإنسان طوال حياته، فليس هناك شيء أغلى من الدين، وليس في الوجود أمر أهم من الإيمان الذي يربط صاحبه بخالقه، ولذا فعندما يحس الإنسان بشيء يخدش إيمانه من فتور أو وساوس أو شكوك؛ فينبغي له أن يسارع إلى علاج ذلك، ويستخدم كل الطرق ليزيل عن إيمانه ذلك الصدأ فيعود براقاً نظيفاً فاعلاً.
ولا شك أن إدراك خطورة ضعف الإيمان أهم عناصر العلاج، فهناك أناس يعانون من قسوة القلب وضعف الإيمان ولكنهم غير مهتمين بالأمر، بل لا يفكرون فيه أصلاً، لأنهم غارقون في الانشغال بأمور الدنيا، وجمع حطامها الزائل!
هذا واقعنا للأسف، اهتمام عظيم بأمور الدنيا وإهمال شديد لشئون الآخرة، تجد الشخص منا لو أصيب بمرض في بدنه لأقام الدنيا وأقعدها، أما مرض إيمانه فلا يدري عنه، ولا يهتم به، وسأذكر قصة تصور هذا الأمر، حدثني بها أحد الإخوان قال: كنت ذات يوم في مدينة الطائف وقت برودة الجو، فأصابني مرض الزكام، فأهملته عدة أيام ولم أراجع الطبيب ظناً أنه سيزول بدون علاج ولكنه أشتد علي حتى لم أعد أطيقه، فاضطررت لمراجعة الطبيب عندما ساءت حالتي، وبعد الفحص والتحاليل قال الطبيب: يظهر أن لديك مرض في القلب، وعليك من الغد أن تراجع أخصائي القلب!!
قال صاحبي فجزعت جزعا شديدا، وعندما عدت للبيت – وكان الوقت ليلا – لم أجد للنوم طعماً ، بل بت أفكر في هذه المصيبة التي دهتني على حين غفلة ، فمرض القلب خطير كما هو معروف، وفي اليوم التالي ذهبت إلى عدة مستشفيات وليس مستشفى واحد، كل ذلك لكي أطمئن على صحتي وفي النهاية جاءت النتائج تبشر بالسلامة فليس هناك مرض في القلب، ولا يحزنون، وإنما هي التهابات حادة نتيجة إهمال مراجعة الطبيب.
فأنظر أخي ، مدى اهتمام الإنسان بمرض البدن وخوفه منه وليس الأمر مقصور على ذلك الشخص وحده، فكلنا لو شعرنا بأي مرض جسدي لبذلنا الغالي والرخيص من أجل العلاج ، بل هناك أناس قد باعوا بيوتهم ، وأنفقوا أموالهم كلها لأجل العلاج من أمراض بدنية يعانون منها ، لكن الأمراض الإيمانية لا يهتم بها إلا القليل النادر، فكم من إنسان يشكو من قسوة قلبه؟
وكم من إنسان يشكو من وساوس وشكوك تعرض له؟
ولكن القليل إن لم يكن النادر من يفكر في الأمر بجد!
القليل الذي يبحث عن حل لهذه المعضلة! لأن الجميع غارق في التعلق بهذه الدنيا، وجمع هذا الحطام الزائل والتنافس فيه بشكل عجيب، فلا ينتهي المرء من مشروع إلا ودخل في غيره، كأن الناس تعيش مخلدة في هذه الدنيا!
لا موت، لا جنة، لا نار! نسأل الله أن يصلح أحوال المسلمين ، وأن يهديهم
سواء السبيل؟
تعليق