إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

الحجة التامة والبركة الباكرة

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • الحجة التامة والبركة الباكرة

    الحجة التامة والبركة الباكرة
    لاشك أنك تعرف أن الحج ركن من أركان الإسلام ، وأن أجره عظيم يخرج به الإنسان من كل ذنوبه ويعود كما ولدته أمّه ، وهو فريضة في العمر مرة واحدة ، وغنائم الفجر تمتد حتى تشمل الحج والعمرة وأجرهما معاً .
    رأيت معي الغنيمة العظمى فيما قبل الفجر ، وهذه أخرى جليلة وهي فيما بعد الفجر ، فعن أنس – رضي الله عنه – قال : قال رسول الله – صلى الله عليه وسلم - : ( من صلى الفجر في جماعة ثم قعد يذكر الله حتى تطلع الشمس ، ثم صلى ركعتين كانت له كأجر حجة وعمرة تامة تامة تامة ) [ رواه الترمذي وقال حديث حسن صحيح ] .
    وأزيدك أيضاً فعن أبي أمامة قال : قال رسول الله – صلى الله عليه وسلم - : ( من صلى صلاة الفجر في جماعة ، ثم جلس يذكر الله حتى تطلع الشمس ، ثم قام وصلى ركعتين ، انقلب بأجر حجة وعمرة ) قال المنذري : رواه الطبراني وإسناده جيد [ الترغيب والترهيب1/296 ] .
    واقرأ معي أيضاً حديث أبي ذر – رضي الله عنه - عن المصطفى – صلى الله عليه وسلم - : ( من قال دبر صلاة الفجر - وهو ثان رجليه قبل أن يتكلم - : " لا إله إلا الله وحده لا شريك له ، له الملك يحي ويميت وهو على كل شيء قدير عشر مرات ، كتب الله له عشر حسنات ، ومحا عنه عشر سيئات ، ورفع له عشر درجات ، وكان يومه ذلك كله في حرز من كل مكروه ، وحرس من الشيطان ، ولم ينبغ بذنب أن يدركه في ذلك إلا الشرك بالله تعالى ) .
    ألا ترى كم هي عظيمة وجليلة هذه الفضائل في أعقاب الفجر ، وبعد أداء الفريضة في ذلك الوقت الذي فيه الهدوء والسكينة والنسمات الندية العليلة ، لتبدأ يومك بعد الفجر بالذكر ، وتنال عظيم الأجر .
    فهل تترك ذلك مع ما فيه من حياة القلب ، وسمو الروح ، وزكاة النفس لأجل نعاس يداعب جفنيك أو قليل من التعب يوهن جسمك ؟ ولو تأملت وعزمت لهان الأمر عليك وتيسر الأداء لك ؛ فإنما هي ساعة لا أكثر .
    فيالها من غنيمة واظب عليها ولا تتقاعس ولا تكسل .

    البركة الباكرة
    روى جابر عن رسول الله – صلى الله عليه وسلم - أنه قال: ( اللهم بارك لأمتي في بكورها ) [رواه الطبراني في الأوسط ] والبكور أول النهار ، وقد جعل الله فيه البركة وهي : النماء والزيادة . فالمبارد المبكّر إلى أي عمل يجد بركة من الله - تعالى - في عمله ؛ فإن توجه لطلب العلم وجد سهولة في الفهم ، وقدرة على التحصيل ، وسرعة في الاستيعاب ، وإن بدأ حفظ القرآن رأى يسراً في الحفظ ، وجودة في الضبط ، واتقاناً في المراجعة والاستذكار ، وإن سعى لطلب رزق وجد كثرة في الرزق وزيادة في الدخل ، وإن مضى لأداء مهمة تيسرت أسبابها وذللت صعابها .
    إن وقت البكور تتوفر فيه أسباب النجاح وجودة الأداء ؛ لأن الجسم يكون في كامل طاقته ، وذروة نشاطه بعد اكتمال راحته وتمام نومه ، كما أن الذهن يكون صافياً لعدم انشغاله وهدوء باله ، إضافة إلى أن وقت البكور فيه هدوء وسكينة لقلة الناس وندرة الحركة ، ويزاد على ذلك أن تلك الساعات الأولى تضيف فسحة من زمن النهار يتضاعف بها الإنتاج ، وتزداد بها المنجزات .
    والذين يصلون الفجر في وقتها يدركون البكور وينالون بركته ، ويجنون ما فيه من المنح الحسية والمعنوية وتلك أيضاً غنيمة فاغتنمها ولا تكن من الخاسرين .

    أيها النائم :
    بعد هذا الحشد الكبير ، والسرد العظيم لهذه الغنائم التي فيها أجر عظيم ،وفضل كبير ، ومنافع دنيوية ، وأخرى أخروية ، وفيها نعمة دخول الجنة ، ولذة النظر إلى وجه الله - جل وعلا – بعد هذا كله هل تطيب نفسك أن تحرمها من كل ذلك لأجل نوم على فراش وثير في هواء بارد ؟ هل يعقل أن تستسلم لضعفك لمجرد طلب المزيد من الراحة ، أو عدم مقاومة قليل من التعب ؟ هل ترضى أن تكون من الغافلين ؟ وهل تحب أن تكون من المحرومين ؟ ألست ترى آثار ترك صلاة الفجر وتأخيرها ؟ ألا تراها في محق البركة وخبث النفس وثقل البدن ؟ ألا تشعر بجفاف الروح وقسوة القلب ؟ أين أنت من نداء الأذان يشق صمت الليل بكلمة التوحيد والدعوة للفلاح ؟ وأين أنت من قرآن الفجر يصب في سمع الزمان آيات الله في كل مكان ؟ وأين أنت من أفواج الملائكة بالآلاف المؤلفة وهي نازلة صاعدة ؟ ألا يوقظك كل هذا ويحرك مشاعرك ؟ ألا يهيجك لتترك مضجعك وتفارق مرقدك وتهب إلى الصلاة وتبادر إلى الفلاح ؛ لتكتب في الذاكرين وتكون من العابدين وتنال البشريات وتحظى بالأعطيات ؟ .

    إنني أدعو فيك إيمانك بالله وهو مستقر في قلبك وهو يملأ نفسك .. إنني أخاطب فيك إيمانك بالمصطفى – صلى الله عليه وسلم - وهو الذي يملأ بحبه قلبك ، وينطق بالصلاة والسلام عليه لسانك ..إنني أدعوك إلى الخير الذي تحبه والأجر الذي تنشده فلا ولا ولا تكن من الغافلين النائمين .

    ويحك أيها النائم إن جوائز الدنيا وأعطيات أهلها رغم أنها لا تعدل شيئاً مقارنة بما ذكرت لك من غنائم الفجر ؛ فإنها مع ذلك لا تكون إلا نادراً ولا تتكرر إلا الفترة والفترة ومع ذلك ؛ فإنني أعلم أنك تستعد لها في كل مرة ، وتفرغ لها نفسك ، وتبذل لأجلها جهدك ، وتخفف وربما تكفي لنيلها راحتك ؟ ألست إذا كان عندك مهمة في العمل لها أثرها في مرتبك ومرتبتك سهرت لأجلها الليل الطويل ، أو ذهبت إليها في منتصف الليل أو آخره ؟ وذلك لكي تنال منفعة عارضة لمرة واحدة فما بالك تترك المنافع العظيمة مع كل انبثاق فجر باستمرار لا انقطاع معه ، وكرم وعطاء لا يتبدل ولا يتغير .
    « أيها النائم استيقظ وبادر إلى الغنائم » .



  • #2
    رد: الحجة التامة والبركة الباكرة

    بارك الله فيكم...
    هدية لأخواتى الفاضلات
    https://forums.way2allah.com/showthread.php?t=93128



    تعليق


    • #3
      رد: الحجة التامة والبركة الباكرة

      المشاركة الأصلية بواسطة الوحيده مشاهدة المشاركة
      بارك الله فيكم...
      اللهم آمين جزاك الله خيراً ونفع بك أسأل الله العظيم أن يثبتنا وإياك بالقول الثابت في الحياة الدنيا وفي الآخرة


      تعليق

      يعمل...
      X