Tweet
السلام عيكم ورحمة الله وبركاته
الحمد لله الذي جعل القرآن العظيم مفتاح آلائه ومصباح قلوب أوليائه وربيعهم الذي يهيم به كل منهم في رياض برحائه....أما بعد..
الحمد لله الذي جعل القرآن العظيم مفتاح آلائه ومصباح قلوب أوليائه وربيعهم الذي يهيم به كل منهم في رياض برحائه....أما بعد..
فإن أولي العلوم ذكرا وفكرا وأشرفها منزلة وقدرا وأعظمها ذخرا وفخرا كلام الله – سبحانه وتعالي – الذي يقول في كتابه
{إِلَّا مَن تَابَ وَآمَنَ وَعَمِلَ عَمَلاً صَالِحاً فَأُوْلَئِكَ يُبَدِّلُ اللَّهُ سَيِّئَاتِهِمْ حَسَنَاتٍ وَكَانَ اللَّهُ غَفُوراً رَّحِيماً }الفرقان70
من منا لا يحتاج إلي أن يشكو إلي الله –سبحانه وتعالي - ويقف بين يديه معترفا بذنبه عازما علي ألا يعود إليه ثانية باكيا علي ما مضي من عمره في معصية الله ونادما علي جهله بما يغضب الله؟
ليس هناك بشر علي ظهر المعمورة في غني عن ذلك لاننا في الليلة الواحدة نغضب الله – جل في علاه- بأقوالنا وأفعالنا وهجرنا لكتابه ولسنة نبيه الخاتم – صلي الله عليه وسلم - واتباعنا لشهواتنا وأهوائنا وعزوفنا عن الحق وسعينا وراء الباطل ولا تزكي نفسك ولا تستثنيها...فالرسول – صلوات ربي وسلامه عليه – المغفور له ذنبه سيد البشر وأكملهم كان يستغفر ربه ويتوب إليه أكثر من سبعين مرة في اليوم والليلة وهو الذي شرح الله له صدره ووضع عنه وزره ..
ولعلكِ تتسائلين الآن هل لي من توبة وقد فعلت كذا وكذا....
أجيبك أخيتي بقول الله – سبحانه وتعالي - وليس هناك أصدق من كلامه حيث قال – جل شأنه –
{إِنَّ اللّهَ لاَ يَغْفِرُ أَن يُشْرَكَ بِهِ وَيَغْفِرُ مَا دُونَ ذَلِكَ لِمَن يَشَاءُ وَمَن يُشْرِكْ بِاللّهِ فَقَدْ ضَلَّ ضَلاَلاً بَعِيداً }النساء116
وقوله – جل في علاه –
{قُلْ يَا عِبَادِيَ الَّذِينَ أَسْرَفُوا عَلَى أَنفُسِهِمْ لَا تَقْنَطُوا مِن رَّحْمَةِ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ جَمِيعاً إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ }الزمر
فالتوبة لمن عصي الله أيا كان لون هذه المعصية وليس منا من هو معصوم منها واعلمي أختي –وفقكِ الله لطاعته ومرضاته – أنكِ طالما تبحثين عن الطريق إلي الله فإنه – سبحانه وتعالي- قد تاب عليك ِ توبته الأولي بأن أبغض إليكِ المعاصي والشهوات وحبب إليكِ الطاعة
والإيمان وقربهما إليكِ ثم يتوب عليكِ - سبحانه وتعالي – التوبة الثانية إذا تبتِ إليه بخشية وخشوع وأن أتمها عليكِ....والتوبة الثالثة والأخيرة هي تلك التي يغفر الله –سبحانه وتعالي- لكِ به ذنوبك بعد أن تبتي وندمتي ورجعتي إليه ..
ولكن.........
هل للتوبة شروط أو ضوابط؟؟؟؟
نعم أخية....لها ضوابط وشروط
أولها....الندم علي ذنبك ندما شديدا
ثانيها....عزمك الشديد علي عدم الرجوع إليه
ثالثها....الإخلاص في التوبة والندم والرجوع واللجوء إلي الله –سبحانه وتعالي- بأن تستشعري عظييييييييم ذنبك وخطيئتك
ولكن...هناك من تقول " دائما أتوب إلي الله وأرجع إليه ثم أعود إلي معصيتي ثانية..فهل يقبلني الله؟؟"
أختاه...أجابكِ المولي – جل في علاه – بالآية التي قال عنها سيدنا عمر بن الخطاب – رضي الله عنه – " ما فرحنا بعد إسلامنا بشيء قدر فرحنا بهذه الآية"
ألا وهي
{قُلْ يَا عِبَادِيَ الَّذِينَ أَسْرَفُوا عَلَى أَنفُسِهِمْ لَا تَقْنَطُوا مِن رَّحْمَةِ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ جَمِيعاً إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ }الزمر53
فهذا نص صريح علي أنه مهما عدتِ إلي المعاصي وإلي أي حد ارتكبتيها ثم رجعتِ إلي الله – سبحانه وتعالي – تطلبين منه الصفح والغفران وتتحقق فيكِ ضوابط توبة المسلمة المؤمنة بكتابة الله -سبحانه وتعالي - ...فإنه – وهو الغني عنا – يغفر لكِ لأنه كما قال عنه الحبيب المصطفي – صلي الله عليه وسلم – يفرح بتوبة عبده أكثر من فرح الرجل الضال في الصحراء فوجد ماءا فارتوي به
لذا.....بادري أختي في الله إلي مولاكِ وابكِ بين يديه علي خطاياكِ واعترفي بذنبك واعملي صالحا يصيبك قول المولي – سبحانه وتعالي –
{وَآخَرُونَ اعْتَرَفُواْ بِذُنُوبِهِمْ خَلَطُواْ عَمَلاً صَالِحاً وَآخَرَ سَيِّئاً عَسَى اللّهُ أَن يَتُوبَ عَلَيْهِمْ إِنَّ اللّهَ غَفُورٌ رَّحِيمٌ }التوبة102
ولا تتعالي عليه – سبحانه وتعالي- فإنه ملك الملوك جبار السماوات والأرض...إن شاء قبضكِ علي ما أنتِ عليه
قفي أختاه بين يديه خاشعة منكسرة ذليلة منشغلة برضاه ولا غير
وفي الختام....أذكركِ بقول المولي – سبحانه وتعالي –
{أَلَمْ يَعْلَمُواْ أَنَّ اللّهَ هُوَ يَقْبَلُ التَّوْبَةَ عَنْ عِبَادِهِ وَيَأْخُذُ الصَّدَقَاتِ وَأَنَّ اللّهَ هُوَ التَّوَّابُ الرَّحِيمُ }التوبة104
واعلمي أن ملاذكِ إليه لا ملجأ ولا منجي منه إلا إليه
فحاسبي نفسكِ قبل أن تحاسبي
أختاه.....هذه الكلمات سطرتها لأقرأها قبل أن تقرأيها
فإن كان هناك من يحتاج إليها فأنا
وإن كان هناك من عاصية لاهية فأنا
واللهَ أرجو أن تنفعني وإياكِ هذه الكلمات
لا تنسي أختك من صالح دعواكِ
تعليق