مفارقات
بين المجاعات والمباريات
أ.د. صلاح الدين سلطان
17 رجب 1431هـ الموافق 29/6/2010م
في أفريقيا الآن تقام في مدينة "جوهانسبرج" في جنوب أفريقيا (في الفترة بين 11 يونيو و11 يوليو 2010م) مباريات كأس العالم التي تقام كل عام وسط ضجة إعلامية ضخمة تسعى للفت نظر العالم عن المجاعات والمظالم في العالم عامة، وفي أفريقيا خاصة، والأصل أن الألعاب تدخل في دائرة الكماليات والترفيات ويبدأ الاهتمام بها بعد الاكتفاء من الضروريات والحاجيات، لكن عالم اليوم لم يعد يدرك هذه الأولويات! فما يجنيه لاعب واحد في عام قد يفوق ما يجنيه فقراء قارة بأكملها طوال عمرهم.
وإذا كانت دورة الألعاب الأولمبية ميزانيتها الاستهلاكية قرابة 3.5 مليار دولار وما ينفق عليها إعلاميا على مستوى العالم يكفي لكفالة كل فقراء العالم، فلو أوقفنا الألعاب الأولمبية عاما واحدا ووجهنا النفقات للأكباد الجائعة والأجساد العارية لكان هذا أولى شريعة وإنسانية وكرامة للإنسان، ففي كل خمس ثوان يموت طفل في العالم، منهم اثنان على الأٌقل من أفريقيا، بمعنى أن الوقت الذي تنتهي فيه كل مباراة يكون مئات الآلاف في العالم قد ماتوا جوعا ومرضًا، وعشرات الآلاف من جيران منطقة المباراة يكونون قد ودعوا هذه الحياة لا يشعر بهم أحد، وربما لا يجدون الكفن الذي تُستر به عوراتهم، وقد لا يجدون من يتولى دفنهم، وتأتي الطيور الجارحة والسباع الهائمة لكي تكمل مآساة حضارة تحمل في طياتها الكثير من "الحقارة"!. هذا في الوقت الذي توجد فِرَق للاهتمام بتدريب كل لاعب وتتبع حالته الصحية كل ساعة، وأوقات الترفيه وأنواع الأشربة والموسيقى والحلويات والمكيفات، والحفلات التي تخفف من توتره النفسي، وتتابعه الشاشات، وترنو إليه النظرات، وتكتب عنه الصحف والمجلات، وتتصدر صورته الصفحات وتحت قدمه بعد هذا كله يموت المئات أو الآلاف والملايين.
هل يعقل أن تكون هذه البهرجة وهذه النفقات والمتابعات لهؤلاء على حين يوجد 3 مليار إنسان في العالم دخلهم أقل من 2 دولار في اليوم منهم 1.2 مليار إنسان دخلهم أقل من دولار واحد مما يعني أن دخل مئات من هؤلاء لا تساوي فردة الحذاء التي يلبسها أحد اللاعبين!.
وهذه أمثلة لبعض الرواتب السنوية (بالدولار) لكبار اللاعبين أمثال:"ابراهيموفيتش" (من فريق الإنتر) و"كاكا" (من فريق ميلان الإيطالي): 9،000،000$، و"ميسي" (من فريق برشلونة)8.400.000$، هذه دخولهم الرسمية أما الهدايا الوفيرة من سيارات وفلل وقصور و.. فهذه لا يعلمها إلا الله تعالى!.
يا قوم إن الإسلام يعلن في قوله تعالى: "وَالَّذِينَ فِي أَمْوَالِهِمْ حَقٌّ مَعْلُومٌ * لِلسَّائِلِ وَالْمَحْرُومِ" (المعارج:24-25)، وفي الحديث المشهور "أن امرأة دخلت النار في هرة حبستها.."، وتوعد بالويل ليس فقط من لايعطي الفقير، بل من أعطى الفقير ولم يحض على طعام المسكين في آيات واضحات من سور الحاقة والفجر والماعون، وهي سور يحفظها أطفالنا!.
بين المجاعات والمباريات
أ.د. صلاح الدين سلطان
17 رجب 1431هـ الموافق 29/6/2010م
في أفريقيا الآن تقام في مدينة "جوهانسبرج" في جنوب أفريقيا (في الفترة بين 11 يونيو و11 يوليو 2010م) مباريات كأس العالم التي تقام كل عام وسط ضجة إعلامية ضخمة تسعى للفت نظر العالم عن المجاعات والمظالم في العالم عامة، وفي أفريقيا خاصة، والأصل أن الألعاب تدخل في دائرة الكماليات والترفيات ويبدأ الاهتمام بها بعد الاكتفاء من الضروريات والحاجيات، لكن عالم اليوم لم يعد يدرك هذه الأولويات! فما يجنيه لاعب واحد في عام قد يفوق ما يجنيه فقراء قارة بأكملها طوال عمرهم.
وإذا كانت دورة الألعاب الأولمبية ميزانيتها الاستهلاكية قرابة 3.5 مليار دولار وما ينفق عليها إعلاميا على مستوى العالم يكفي لكفالة كل فقراء العالم، فلو أوقفنا الألعاب الأولمبية عاما واحدا ووجهنا النفقات للأكباد الجائعة والأجساد العارية لكان هذا أولى شريعة وإنسانية وكرامة للإنسان، ففي كل خمس ثوان يموت طفل في العالم، منهم اثنان على الأٌقل من أفريقيا، بمعنى أن الوقت الذي تنتهي فيه كل مباراة يكون مئات الآلاف في العالم قد ماتوا جوعا ومرضًا، وعشرات الآلاف من جيران منطقة المباراة يكونون قد ودعوا هذه الحياة لا يشعر بهم أحد، وربما لا يجدون الكفن الذي تُستر به عوراتهم، وقد لا يجدون من يتولى دفنهم، وتأتي الطيور الجارحة والسباع الهائمة لكي تكمل مآساة حضارة تحمل في طياتها الكثير من "الحقارة"!. هذا في الوقت الذي توجد فِرَق للاهتمام بتدريب كل لاعب وتتبع حالته الصحية كل ساعة، وأوقات الترفيه وأنواع الأشربة والموسيقى والحلويات والمكيفات، والحفلات التي تخفف من توتره النفسي، وتتابعه الشاشات، وترنو إليه النظرات، وتكتب عنه الصحف والمجلات، وتتصدر صورته الصفحات وتحت قدمه بعد هذا كله يموت المئات أو الآلاف والملايين.
هل يعقل أن تكون هذه البهرجة وهذه النفقات والمتابعات لهؤلاء على حين يوجد 3 مليار إنسان في العالم دخلهم أقل من 2 دولار في اليوم منهم 1.2 مليار إنسان دخلهم أقل من دولار واحد مما يعني أن دخل مئات من هؤلاء لا تساوي فردة الحذاء التي يلبسها أحد اللاعبين!.
وهذه أمثلة لبعض الرواتب السنوية (بالدولار) لكبار اللاعبين أمثال:"ابراهيموفيتش" (من فريق الإنتر) و"كاكا" (من فريق ميلان الإيطالي): 9،000،000$، و"ميسي" (من فريق برشلونة)8.400.000$، هذه دخولهم الرسمية أما الهدايا الوفيرة من سيارات وفلل وقصور و.. فهذه لا يعلمها إلا الله تعالى!.
يا قوم إن الإسلام يعلن في قوله تعالى: "وَالَّذِينَ فِي أَمْوَالِهِمْ حَقٌّ مَعْلُومٌ * لِلسَّائِلِ وَالْمَحْرُومِ" (المعارج:24-25)، وفي الحديث المشهور "أن امرأة دخلت النار في هرة حبستها.."، وتوعد بالويل ليس فقط من لايعطي الفقير، بل من أعطى الفقير ولم يحض على طعام المسكين في آيات واضحات من سور الحاقة والفجر والماعون، وهي سور يحفظها أطفالنا!.
فهل تتحرق قلوبنا، وتتحرك نفوسنا لنجدة الفقراء والمساكين لننجو من عذاب الله بدلا من الزحف وراء نظام عالمي كئيب ينهك الضعفاء ويدفن الأحياء ويلهي أنصاف العقلاء؟!.
تعليق