السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
بـســم الله الـــرحـمــن الرحيـــــم
الحـمـد لله الــذي أمــر عبــاده بكل ما فيه خير لهـــم
وصلاح ونهاهم عــن جميع المضار والأعمال القباح
وأشهــد أن لا إله إلا الله وحده لا شــريك له الكــريم
الفتاح ، وأشـهد أن محمدا عبده ورسوله ،الذي نهى
عن كل خبيث وأذن في كل طيب وأباح . اللهم صـل
وسلم على محمــد ، وعــلى آلــه وأصحابه ، أولــي
الرشد والتقى والنجاح .أما بعد : أيها الناس ، اتقوا
الله بـتــرك مساخطه ومناهيه ، والقيــام بفـرائضه
ومراضيه . فقـد جمع لكم أصول ما حرم عليكم فــي
آية واحدة ، وهـــي قولــه تعالى ( قُلْ إِنَّمَا حَرَّمَ رَبِّيَ
الْفَوَاحِشَ مَا ظَهَرَ مِنْهَا وَمَا بَطَنَ وَالإِثْمَ وَالْبَغْيَ بِغَيْرِ
الْحَـقِّ وَأَن تُشْرِكُواْ بِاللّهِ مَا لَمْ يُنَزِّلْ بِهِ سُلْطَاناً وَأَن
تَقُولُواْ عَلَى اللّهِ مَا لاَ تَعْلَمُونَ ) فهــذه الآية لم تبق
شيئا مــن المحرمات إلا شملته ، ولا شرا وضررا
إلا حذرته . حرم الله بها الفواحش ، وهــي كبائـــر
الذنوب وعظائمها ، ما ظهر منـــها : كالقتل والزنا
والربا والخمر والميسر وأكل مال اليتيم . وما بطن
منها : كالكبر والنفاق والحقد والغش للمسلميــن .
حرم منهــا مـا ظهـــر للنـــاس وشــاهـدوه عيانا ،
وما اختفى صاحبه بـه وأسره كتمانا . وحرم الإثم
وهو كل معصية تعلقت بحق الله . والبغي وهـو
الظلم والتجري على عباد الله .
وحــذر فيهــا مــن الشرك ؛ وهـــو صرف شيء من
العبادات لغير الله( إِنَّهُ مَن يُشْرِكْ بِاللّهِ فَقَدْ حَرَّمَ اللّهُ
عَلَيهِ الْجَنَّةَ وَمَأْوَاهُ النَّارُ وَمَا لِلظَّالِمِينَ مِنْ أَنصَارٍ)
وحرم القول عليه بغير علم فـــي أسمائه وصفاته ،
وفي شرعه ودينه وقدره .
فهذه المحرمات التي حذر الله منـها تهوي بصاحبها
إلى أسفل الدركات ، لما فيهــا مـن الشر والضرر
والفساد والهلكات .
فالفواحش تحلل الأخلاق ، وتوجب غضب الخلاق ،
وتعجل لصاحبها الفضيحة والخزي فـــي الدنيا ،
مع ما ادخر له من العقوبة في الأخرى .
والمعاصي والمآثم تخرب الديار العامرة ، وتسلـب
النعم الباطنة والظاهرة .
والمشرك بالله قد خسر دينه وعقله ودنياه ، فــإنــه
محرم عليه الجنة ، والنار مصيره ومأواه . خلقـــه
ربه فعبد سواه ، ورزقه فشكر غيره واتبع هــواه ،
وأنعم عليه بأصناف النعم فتمرد عن طاعة مولاه
ومن تقول على الله بغير علم ، فقد تجرأ عــلى أمر
فظيع ، ولم يخش مــــن هـو مطلع عليـــه سميع .
فاعرفوا رحمكم الله حدود هذه المحرمات واجتنبوها
فإنهــا تفضي إلى الهلكات . وتوبوا إلى ربكم مـــن
مقارفة الخطيئات .فكل من تاب تاب الله عليه وكل
مـن أقبل على ربه آواه وقربه إليه . فيا من عافاه
الله منها هنيئا لك السعادة والفــلاح ، ويا فوزك
بالخيرات الكثيرة والأرباح .
أجارني الله وإياكم من الفواحش والمآثم والعدوان
وحفظنا مـن الشــك والشرك والتجري والطغيان ،
وغمرنا بالعافية والرحمة والإحسان فإنه الرب الكريم المنان .
المصدر كتاب : الفواكه الشهية في الخطب المنبرية
للشيخ : عبد الرحمن السعدي - رحمه الله -
بـســم الله الـــرحـمــن الرحيـــــم
الحـمـد لله الــذي أمــر عبــاده بكل ما فيه خير لهـــم
وصلاح ونهاهم عــن جميع المضار والأعمال القباح
وأشهــد أن لا إله إلا الله وحده لا شــريك له الكــريم
الفتاح ، وأشـهد أن محمدا عبده ورسوله ،الذي نهى
عن كل خبيث وأذن في كل طيب وأباح . اللهم صـل
وسلم على محمــد ، وعــلى آلــه وأصحابه ، أولــي
الرشد والتقى والنجاح .أما بعد : أيها الناس ، اتقوا
الله بـتــرك مساخطه ومناهيه ، والقيــام بفـرائضه
ومراضيه . فقـد جمع لكم أصول ما حرم عليكم فــي
آية واحدة ، وهـــي قولــه تعالى ( قُلْ إِنَّمَا حَرَّمَ رَبِّيَ
الْفَوَاحِشَ مَا ظَهَرَ مِنْهَا وَمَا بَطَنَ وَالإِثْمَ وَالْبَغْيَ بِغَيْرِ
الْحَـقِّ وَأَن تُشْرِكُواْ بِاللّهِ مَا لَمْ يُنَزِّلْ بِهِ سُلْطَاناً وَأَن
تَقُولُواْ عَلَى اللّهِ مَا لاَ تَعْلَمُونَ ) فهــذه الآية لم تبق
شيئا مــن المحرمات إلا شملته ، ولا شرا وضررا
إلا حذرته . حرم الله بها الفواحش ، وهــي كبائـــر
الذنوب وعظائمها ، ما ظهر منـــها : كالقتل والزنا
والربا والخمر والميسر وأكل مال اليتيم . وما بطن
منها : كالكبر والنفاق والحقد والغش للمسلميــن .
حرم منهــا مـا ظهـــر للنـــاس وشــاهـدوه عيانا ،
وما اختفى صاحبه بـه وأسره كتمانا . وحرم الإثم
وهو كل معصية تعلقت بحق الله . والبغي وهـو
الظلم والتجري على عباد الله .
وحــذر فيهــا مــن الشرك ؛ وهـــو صرف شيء من
العبادات لغير الله( إِنَّهُ مَن يُشْرِكْ بِاللّهِ فَقَدْ حَرَّمَ اللّهُ
عَلَيهِ الْجَنَّةَ وَمَأْوَاهُ النَّارُ وَمَا لِلظَّالِمِينَ مِنْ أَنصَارٍ)
وحرم القول عليه بغير علم فـــي أسمائه وصفاته ،
وفي شرعه ودينه وقدره .
فهذه المحرمات التي حذر الله منـها تهوي بصاحبها
إلى أسفل الدركات ، لما فيهــا مـن الشر والضرر
والفساد والهلكات .
فالفواحش تحلل الأخلاق ، وتوجب غضب الخلاق ،
وتعجل لصاحبها الفضيحة والخزي فـــي الدنيا ،
مع ما ادخر له من العقوبة في الأخرى .
والمعاصي والمآثم تخرب الديار العامرة ، وتسلـب
النعم الباطنة والظاهرة .
والمشرك بالله قد خسر دينه وعقله ودنياه ، فــإنــه
محرم عليه الجنة ، والنار مصيره ومأواه . خلقـــه
ربه فعبد سواه ، ورزقه فشكر غيره واتبع هــواه ،
وأنعم عليه بأصناف النعم فتمرد عن طاعة مولاه
ومن تقول على الله بغير علم ، فقد تجرأ عــلى أمر
فظيع ، ولم يخش مــــن هـو مطلع عليـــه سميع .
فاعرفوا رحمكم الله حدود هذه المحرمات واجتنبوها
فإنهــا تفضي إلى الهلكات . وتوبوا إلى ربكم مـــن
مقارفة الخطيئات .فكل من تاب تاب الله عليه وكل
مـن أقبل على ربه آواه وقربه إليه . فيا من عافاه
الله منها هنيئا لك السعادة والفــلاح ، ويا فوزك
بالخيرات الكثيرة والأرباح .
أجارني الله وإياكم من الفواحش والمآثم والعدوان
وحفظنا مـن الشــك والشرك والتجري والطغيان ،
وغمرنا بالعافية والرحمة والإحسان فإنه الرب الكريم المنان .
المصدر كتاب : الفواكه الشهية في الخطب المنبرية
للشيخ : عبد الرحمن السعدي - رحمه الله -
تعليق