إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

إنــذارٌ من النـار

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • إنــذارٌ من النـار





    السلام عليكم



    إنــذارٌ من النـار


    { يا أيها الذين آمنوا قوا أنفسكم وأهليكم ناراً .... }



    بقلم : الشيخ كمال خطيب
    نائب رئيس الحركة الاسلامية

    « انذار من النار» وأسأل الله أن يعينكم على الفرار منها والنجاة من عذابها واني أسأله سبحانه ان يباعد بين وجوهنا ووجوهكم وبين النار كما باعد سبحانه بين المشرق والمغرب برحمة منه سبحانه وفضل.
    النار هي الدار التي أعدها الله للكافرين به المتمردين على شرعه المكذبين لرسله وهي عذابه الذي يعذب فيه اعداءه وسجنه الذي يسجن فيه المجرمين والعصاة .
    النار هي الخزي الاكبر والخسران العظيم ، الذي لا خزي فوقه ولا خسران اعظم منه { ربنا انك من تدخل النار فقد أخزيته ، وما للظالمين من أنصار } { ألم يعلموا انه من يحادد الله ورسوله فأن له نار جهنم خالداً فيها ذلك الخزي العظيم } .
    وكيف لا تكون النار كذلك وفيها من العذاب والآلام والاحزان ما تعجز عن تسطيره اقلامنا ، وعن وصفه ألسنتنا وهي مع ذلك خالدة وأهلها فيها خالدون { إنها ساءت مستقراً ومقاماً } .
    النار ومع كل ما فيها مما سيأتي بيانه مما قال الله وقال رسوله صلى الله عليه وسلم إلا أن دموع الباكين من خشية ربهم تطفىء لهيب تلك النار بإذن الله. قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( ما اغرورقت عينٌ بمائها الاّ حرّم الله ذلك الجسد على النار ولا سالت على خدّها فيرهق ذلك الوجه قتر ولا ذلة ، ولو ان باكيا بكى في امة من الامم لرحموا وما من شيء الا له مقدار وميزان الا الدمعة فانه يطفأ بها بحار من نار ) .
    فابكي يا عيون التائبين واذرفي يا دموع الخائفين ، ابكي يا عين وجودي بالدمع واغرورقي من خشية الله ، وكيف لا نبكي ولم لا يبكي احدنا والموت راكبٌ على عنقه والقبر منزله والقيامة موقفه ، والخصماء اقوياء والقاضي الجبار ، والمنادي جبريل ، والسجن جهنم ، والسجان الزبانية، واحدنا لا يصبر على حر الشمس فكيف يصبر على حرّ جهنم ؟!
    قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :( تدنو الشمس يوم القيامة على قدر ميل ، ويُزاد في حرها كذا وكذا تغلي منها الرؤوس كما تغلي القدور ، يعرقون فيها على قدر خطاياهم ، فمنهم من يبلغ الى كعبيه ومنهم من يبلغ الى ساقيه ، ومنهم من يبلغ الى وسطه، ومنهم من يلجمه العرق ) وإذا كان هذا حر الشمس فكيف سيكون حر النار واذا كانت نار الدنيا كما قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :( جزءٌ من سبعين جزء من نار جهنم ) فاللهم ربنا أجرنا من النار وادخلنا الجنة مع الابرار برحمتك يا عزيز يا غفار .
    حدثوا ان شيخا رأى صبيا يتوضأ على ساحل نهر وهو يبكي فقال الشيخ يا صبي ما يبكيك فقال الصبي : يا عم قرأت القرآن حتى اذا مررت على قوله سبحانه { يا أيها الذين آمنوا قوا انفسكم واهليكم ناراً وقودها الناس والحجارة } فخفت ان اكون انا من اهل النار ، قال الشيخ يا صبي ، ولكنك غير مؤاخذ لانك لم تبلغ الحلم فلا تخف انك لا تستحق النار ، فقال الصبي : يا شيخ انت عاقل ومجرب، الا ترى ان الناس اذا اوقدوا النار فانهم يشعلونها بصغار الحطب ثم بعد ذلك وضعوا كبارها !! فبكى الشيخ وقال: ان الصبي أخوف منا من النار .


    النبي صلى الله عليه وسلم واولو الالباب
    يستعيذون بالله من عذابها

    فها هو الحبيب محمد صلى الله عليه وسلم الذي غفر الله له ما تقدم من ذنبه وما تأخر يستعيذ بالله من عذاب جهنم بل انه كان يأمر اصحابه رضي الله عنهم ان يستعيذوا بالله من عذاب جهنم بعد التشهد في كل صلاة قال صلى الله عليه وسلم: ( اذا فرغ احدكم من التشهد الاخير فليستعذ بالله من اربع ، يقول : اللهم اني اعوذ بك من عذاب جهنم ومن عذاب القبر ومن فتنة المحيا والممات ومن فتنة المسيح الدجال ثم يدعو لنفسه ما بدا له ) .
    وكان يقول كذلك صلى الله عليه وسلم: ( اللهم رب جبريل وميكائيل ورب اسرافيل اعوذ بك من حر النار ومن عذاب القبر ) .
    وانه عليه الصلاة والسلام وهو المحبب لكل الناس الذي جاء لهم بشيراً ونذيراً فانه قد بشرهم بالجنة ودعاهم اليها وانه قد انذرهم من النار وحذرهم منها ، النار التي عنها قال الله :{ وما هي إلا ذكرى للبشر ، كلا والقمر ، والليل اذ ادبر، والصبح اذا اسفر ، انها لاحدى الكبر نذيرا للبشر } ، قال الحسن رضي الله عنه ( والله ما أُنذر العباد بشيء قط أدهى منها)وانه الحبيب محمد صلى الله عليه وسلم البشير النذير لما نزل قول الله :{ وانذر عشيرتك الاقربين} [الشعراء:214] فانه صلى الله عليه وسلم قد دعا قريشا فاجتمعوا فعم وخص فقال ( يا بني كعب بن لؤي انقذوا انفسكم من النار ، يا بني مرة بن كعب انقذوا انفسكم من النار ، يا بني هاشم انقذوا انفسكم من النار ، يا بني عبد المطلب انقذوا انفسكم من النار ، يا فاطمة بنت محمد انقذي نفسك من النار فاني لا املك لكم من الله شيئاً ) .
    وها هو ابو سليمان الداراني رحمه الله يقول ( أصل كل خير في الدنيا والآخرة الخوف من الله عز وجل وكل قلب ليس فيه خوف من الله فهو قلب خرب).
    وها هو عثمان بن عفان رضي الله عنه يقول ( لو اني بين الجنة والنار ولا ادري الى ايتهما يؤمر بي لاخترت ان اكون رمادا قبل ان اعلم الى ايتهما اصير ) وكان اويس القرني رحمه الله يقف على باب الحدادين فينظر كيف ينفخون في الكير فيسجرون النار فيسمع صوتها فيذكر نار جهنم فيسقط مغشيا عليه ، وكان سفيان الثوري لا ينام الا اول الليل ثم ينتفض فزعا مرعوبا ينادي : النار النار شغلني ذكر النار عن النوم والشهوات ثم يتوضأ فيقول على إثر وضوئه ( اللهم انك عالم بحاجتي غير مُعَلَّم وما اطلب الا فكاك رقبتي من النار ) .


    إتساع النار وعمق قعرها

    النار اعاذنا الله وإياكم يا كل الاخوة والاخوات منها شاسعة واسعة ، بعيد قعرها مترامية أطرافها يدل على ذلك اربعة اشياء كما يقول الاستاذ الدكتور عمر الاشقر في كتابه « الجنة والنار» .
    1- الذين يدخلون النار اعداد لا تحصى من الانس والجن من يوم خلق الله الخلق الى يوم القيامة ومع تضخم اجسادهم فيها كما بينت ذلك احاديث النبي صلى الله عليه وسلم الا انها تستوعب هذه الاعداد الهائلة التي وجدت على امتداد الحياة من الكفار والعصاة ويبقى فيها متسع لغيرهم كما قال سبحانه في وصفها في سورة ق :{ يوم نقول لجهنم هل امتلأت وتقول هل من مزيد } [سورة ق:30] ، ومع الفارق في التشبيه الا انه ولتقريب الصورة فان النار تشبه الطاحونه التي ينحدر اليها الوف والوف من اطنان الحبوب فتدور وتطحن ذلك كله لا تكل ولا تمل وينتهي الحب والطاحونة تنتظر المزيد .
    2- عمق قعرها حتى ان الحجر اذا القي فيها فانه يحتاج الى آماد طويلة حتى يبلغ قعرها ففي الحديث الصحيح الذي رواه الامام مسلم عن ابي هريرة رضي الله عنه قال ( كنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم اذ سمع وجبة اي سقطة فقال صلى الله عليه وسلم تدرون ما هذا : قلنا الله ورسوله اعلم قال: هذا حجر رمي به في النار منذ سبعين خريفا فهو يهوي في النار الى الآن ) ، وكان ابن عمر رضي الله عنه يقول : ( اكثروا ذكر النار فان حرها شديد وان قعرها بعيد وان مقامعها حديد ) .
    3- كثرة عدد الملائكة الذين اوكلهم الله بجر النار فلقد قال سبحانه { وجيء يومئذ بجهنم } [سورة الحجر:23] حيث وصف النبي صلى الله عليه وسلم ذلك المجيءبقوله :( يؤتى بجهنم يومئذ لها سبعون الف زمام مع كل زمام سبعون الف ملك ) ولكم ايها الاخوة والاخوات ان تتخيلوا هذا المخلوق الرهيب الذي اسمه النار الذي يحتاج الى هذا العدد الهائل من الملائكة الاشداء الاقوياء الذين لا يعلم مدى قوتهم الا الله تبارك وتعالى .
    4- مما يدل على عظم النار وكبرها واتساعها ان الشمس والقمر على اتساعهما وكبرهما يكونان كمثل ثورين جالسين فيها قال صلى الله عليه وسلم ( الشمس والقمر ثوران مكوران في النار يوم القيامة ) .
    انها النار درجات ومنازل حسب اعمال اصحابها من العصاة والكافرين قال سبحانه :{ ان المنافقين في الدرك الاسفل من النار ولن تجد لهم نصيراً } [النساء:145] قال عبد الرحمن بن أسلم درجات الجنة تذهب علواً ودرجات النار تذهب سفولاً .


    وقود النار

    ويحهم اولئك الذين لا يخشون ربهم ، ويحهم أولئك الذين يتكبرون عن طاعة ربهم ما أشقاهم اولئك الذين أنستهم شهوات الدنيا عذاب النار وما اتعسهم اولئك الذين ظنوا انهم ما خلقوا الا للهو والعبث وانهم لن يرجعوا الى الله يوم القيامة { أفحسبتم انما خلقناكم عبثا وانكم الينا لا ترجعون ) .
    ويح كل اولئك الفجرة والكفار الذين هم وقود النار بهم تسجر النار وبهم تهيج قال سبحانه { يا ايها الذين آمنوا قوا انفسكم واهليكم نارا وقودها الناس والحجارة } [التحريم:6) وقال سبحانه { فاتقوا النار التي وقودها الناس والحجارة اعدت للكافرين }[البقرة:24] .
    قال ابن رجب :( انها الحجارة فيها خمسة انواع من العذاب ، سرعة الايقاد، ونتن الرائحة، وكثرة الدخان، وشدة الالتصاق بالابدان وقوة حرها اذا حميت ) . ثم انهم في النار توقد بهم وتسعر بهم مع آلهتهم عبدوها من دون الله قال سبحانه وتعالى : { انكم وما تعبدون من دون الله حصب جهنم انتم لها واردون ، لو كان هؤلاء آلهة ما وردوها وكل فيها خالدون }[ سورة الأنبياء ، الايات 98-99]


    لون النار وشدة حرها

    حتى وان كنا في حياتنا الدنيا نرى النار حمراء اللون الا ان نار جهنم ليست كذلك انها سوداء مظلمة قال ابو هريره رضي الله عنه : ( اترونها حمراء كناركم هذه ؟ لهي اسود من القار) وقال النبي صلى الله عليه وسلم :( اوقد على النار الف سنه حتى احمرت ثم اوقد عليها الف سنه حتى ابيضت ثم اوقد عليها الف سنه حتى اسودت فهي سوداء مظلمه كالليل المظلم ) .
    انها النار التي قال النبي صلى الله عليه وسلم بأن حرها اشد من نار الدنيا بسبعين مرة كما قال الرسول صلى الله عليه وسلم: ( ناركم هذه التي يوقد بنو آدم جزء واحد من سبعين جزءا من نار جهنم قالوا والله ان كانت لكافيه قال : انها فضلت عليها بتسعة وستين جزءا كلهن مثل حرها ) .
    واذا كان الناس في حر الدنيا ولهيب شمسها يتبردون بالماء والهواء والظل فان الله سبحانه قد بين ان هذه الاشياء الثلاثه لا تغني عن اهل النار شيئا يوم القيامه فهواء جهنم ، السموم وهو الريح الحاره شديدة الحر ، وماؤها الحميم الذي اشتد حره وظلها اليحموم وهو من قطع دخانها قال سبحانه { واصحاب الشمال ما اصحاب الشمال ، في سموم وحميم وظل من يحموم لا بارد ولا كريم }[سورة الواقعه،الايات 41-44 ]
    انها النار تأكل كل شيء وتدمر كل شيء ، لا تبقي ولا تذر ، تحرق الجلود ، وتصل الى العظام وتصهر ما في البطون ، وتطلع على الافئده وقال سبحانه { سأصليه سقر ، وما ادراك ما سقر ، لا تبقي ولا تذر ، لواحة للبشر } [سورة المدثر، الايات 27-30]

    اخواتي : سمحوني ان كنت انقل لكم هذه المقالات للشيخ كمال خطيب , لكن لانني رأيتها مقال مفيدة ومميزة واحببت ان تستفيذوا ايضا منهاايضا مثلي لذلك نشرتها هنا واتمنى ان لا يزعجكم هذا , وبارك الله فيكم
    عامِل الناسَ بِـ جمالِ قَلّبك ، وطيبتِهِ ، ولا تَنتظر رداً جميلاً ، فَـ إن نَسوها لا تَحزن ، فَـ الله لَن ينساك
يعمل...
X