السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
رسالة الى ابنتي
بقلم : الشيخ كمال خطيب
رسالتي هذه ابعثها اليك يا ابنتي وقد بدأت ورحت اكتب اسطرها الاولى بعد إذ تجاوزت عقارب ساعتي الثانية عشرة ليلا ، حيث لم يكن دافعي لكتابة رسالتي هذه الا الحب الابوي والوفاء بحق الاخوة اذ الدين النصيحة .
رسالتي هذه اليك يا ابنتي كتبتها بقلم الحب ولونتها بمداد الحرص ووقعتها بدموع الشفقة وغلفتها بحنايا الصدر وطيرتها اليك تحملها زفرات حرّى تنبعث من صدر مكلوم وهو يراك ومثلك كثيرات ويسمع عنك ومثلك كثيرات ممن اختلطت عليهن الاشياء وانقلبت الموازين وهن يجرين خلف سراب ويلهثن خلف بريق خاطف ولمعان زائف .
لانك انت تلك الدرة الثمينة والجوهرة الغالية التي أُمرنا بالحفاظ عليها وصونها من ان تمتد اليها ايدٍ آثمة او حتى عيون خائنة حيث قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ( استوصوا بالنساء خيراً ) ، بل ولأنك انت المقصودة بتوجيه رسول الله صلى الله عليه وسلم بوجوب الاحسان اليك وبرك حيث قال ( ما اكرمهن الا كريم وما اهانهن الا لئيم ) ، ولأن سماسرة الاعراض والشرف والفضيلة استهدفوك انت لتكوني الهدف الذي اليه تصوب سهامهم المسمومة الصدئة كل ذلك عبر معارك مفتعلة ومصطنعة لتتمردي على الاب وتتكبري على الاخ وتخرجي على الزوج ، انهم يريدون لك ان تخرجي على احكام الشريعة وحدودها فيصورون التقوى والعفاف قيوداً للحرية والانطلاق ، ويصورون الحجاب الشرعي حجابا للعقل والفكر ، والصلاة والصيام عبثا وإضاعة للعمر. انهم يا ابنتي يسعون لاشعال نار العداوة والبغضاء بينك وبين اخيك الرجل فانت عندهم بنت مكبوتة !! وزوجة مظلومة وأم مهدورة ! او اخت مكسورة والرجال في زعمهم ظلمة ومنافقون ، انهم ياابنتي تلك المجموعة من الذئاب البشرية المفترسة تريد لك ان تكوني دائماً بين ايديهم الآثمة الظالمة في المكاتب والطرقات ومواضع اللهو والعبث والفساد عارية من كل خلق وشرف ، انهم يريدونك بلا شريعة الا شريعة اهوائهم الرديئة وشهواتهم الدنيئة ومبادئهم الفاسدة وتذكري ان سعادتك الحقيقية بأن تكوني بنتا فاضلة مطيعة وزوجة وفيةكريمة واما صالحة تقية فلا تصدقيهم يا ابنتي وهم ينادون بمصطلحات « المساواة » و« الحرية » فلا يخدعوك بقولهم حسناء. وعليه فانها جملة رسائل ونصائح ابعث بها اليك ياابنتي والله هو الهادي الى سواء السبيل.
الرسالة الاولى
تذكري يا ابنتي انك انت فتاة اليوم اما غدا فأنت الزوجة والام الحاضنة ، انت معهد الرجال ومنبت الابطال وام العظماء ومدرسة القادة الافذاذ وأساس البناء ونواة المجتمع ، بصلاحك يصلح المجتمع باسر وبانحرافك لا سمح الله ينهار كيان المجتمع وتتصدع اركانه لأنك انت اساس البناء وعموده. وتذكري يا ابنتي انهم في الطريق كثيرون ممن يقفون على قارعتها يلوحون لك بالموضة ، وبالازياء ، وبالتحرر ، وبالحب ، والجمال والفنوالزينة وبكل ما يغري الانوثة من اسماء وكلمات وهي ليست الا شراكا خبيثة ومصائد قاتلة تخدش حياءك وتنال من كرامتك .
واسمعي يا ابنتي ما يقوله لك المرحوم الشيخ علي الطنطاوي ( ان في اوروبا وامريكا كما قرأنا وحدثنا من ذهب اليها أسراً كثيرة لاترضى بهذا الاختلاط ولا تسيغه وان في باريس يا ناس آباء وامهات لا يسمحون لبناتهم الكبيرات ان يسرن مع شاب او ان يصحبنه الى السينما بل انهم لا يدخلونهن الا لمشاهدة روايات عرفوها وايقنوا بسلامتها من الفحش والفجور ). بل استمعي يا ابنتي الى ماقالته الصحفية الامريكية « هلسيان ستانسبري » وهي من شهيرات الصحفيات هناك وقد زارت المجتمعات الغربية وزارت المجتمعات الاسلامية وتعرفت على المجتمعات والديانات فسجلت هذه الكلمات تقول فيها ( ان المجتمع العربي المسلم كامل وسليم ومن الجدير بهذا المجتمع ان يتمسك بتقاليده التي تقيد الفتاة والشاب في حدود المعقول ، وهذا المجتمع يختلف عن المجتمع الاوروبي والامريكي فعندكم اخلاق موروثة لهذا انصح بان تتمسكوا بتقاليدكم واخلاقكم امنعوا الاختلاط بل ارجعوا الى الحجاب فهذا خير لكم من اباحية وانطلاق ومجون اوروبا وامريكا الذي هدد الاسرة وزلزل القيم والاخلاق ) .
الرسالة الثانية
تذكري يا ابنتي ان الله سبحانه قد جعل الحياة الدنيا هي دار العمل وجعل الدار الآخرة هي دار الجزاء وانه سبحانه امرنا بفعل الطاعات ونهانا عن فعل المعاصي والمنكرات وان رسوله صلى الله عليه وسلم ما ترك شيئاً يقربناالى الله تعالى الا وامرنا به ولا شيئاً يباعدنا عنه سبحانه الا ونهانا عنه ، ولقد اختار لك الخير كله يا ابنتي لما جعلك من المسلمين من امة محمد صلى الله عليه وسلم : { إنَّ الدين عند الله الإسلام } .وانه سبحانه هو الذي خلقك ويعلم ما هو خير لكوعليه فانه سبحانه لما امرك بالحجاب { وليضربن بخمرهن على جيوبهن} {ولا تبرجن تبرج الجاهلية الاولى } .
فانه أراد لك سعادة الدارين واراد لك ان تكوني شامة بين الناس ، ان رسالتي اليك يا ابنتي التي ما زالت غير مستجيبة لامر الله وما تزال كالكرة يقذفها الشيطان يمنةً ويسرة مرة باسم الموضة ومرة باسم الحرية الشخصية ومرة باسم جمالك الذي تباهين به الناس ومرة باسم انه الطريق الاقصر للزواج ، انت ياابنتي التي ما تزال تظن ان الحجاب قيد وان الحشمة سجن وان في العمر متسعٌ للالتزام بعد الشباب والزواج. رسالتي اليك يا ابنتي انك تخسرين وانت تسوِّفين وتؤجلين اذ انالله عز وجل يريد لك الخير وهو يناديك {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ اسْتَجِيبُواْ لِلّهِ وَلِلرَّسُولِ إِذَا دَعَاكُم لِمَا يُحْيِيكُمْ} (الأنفال-24) . اما انت يا ابنتي التي اكرمك الله سبحانه بالحجاب فان رسالتي اليك بان تتعاطي مع الحجاب باعتباره اختيار الله تعالى لك وان وظيفة الحجاب هو اسبال الستر عليك حيث للحجاب مواصفات وملامح حيث يستر الجسد ولا يفصله ولا يصف ما تحته ، نعم ان عليك يا ابنتي ان لا تتعاطي مع الحجاب والجلباب وكأنه موضة واذ به يُمسخ مسخاً وقد اصبح يخضع لأهواء التجار وأصحاب الماركات التي تستغل الاقبال على لبس الجلباب لاهداف مادية عبر اخراجه بتصاميم واشكال والوان جعلته يخرج من الغاية التي لاجلها فرضه الله ، لا بل لقد اصبحت يا ابنتي يا ذات الحجاب مدعاة للقيل والقال والهمز عبر جعل هذا الحجاب المتبرج وعبر استعمال وسائل الزينة والماكياج خارج البيت حيث لا فارق بينك وبين البعيدات عن منهج الله الا عبر قطعة القماش هذه تلبسينها . نعم يجب ان تكون الاخت المحجبة انيقة وذات هندام لائق ومقبول لكن يجب ان لا تنسي يا ابنتي ويا اختي المقاصد الشرعية للحجاب وهو بان يحجب جمال المرأة المسلمة واناقتها وزينتها عن كل الرجال الا عن زوجها ، نعم ان الحلال بيّن وانالحرام بيّن وان الذي حرّمه الله سبحانه حرام الى يوم القيامة وما احله الله سبحانه فانه حلال الى يوم القيامة وقوانين الله واحكامه لا يغيّرها الزمن ولا تبلى مع الايام ولا تسقط بالتقادم واذا غفل عنها المسلمون ولم يطبقوها فلا يعني انها غابت واذا ما تجرأ الناس وكثر من يفعلون الحرام او يحلونه فهذا لا يعني انه قد اصبح حلالا .
فيا ابنتي :
رُدي الخمار فليس
بحسن ان تري تتبرجين
الـلـيل اجـمل مقــمــرا
مـن ذلك الفـجر الـسحين
لا تحملي اوزارهــم
يـكفيـك وزرك تحـملـين
عـودي قلـيـلا واذكـري
مـا قـال رب الـعـالمــين
من قال انك سلعة
بيـعـت لزنـديق لـعـين
الـكـفـر يـمـلأ قـلـبه
والفـسـق في فمـه يلـين
أإذا رأيت صواحبا
يجهلن قلت ستجهلين ؟!
الرسالة الثالثة
ارسلها اليك يا ابنتي المراهقة ، اخاطبك مخاطبة الوالد المحب لابنته او الاخ الحريص لشقيقته التي يكنّ لها كل احترام ومحبة .
لعلك في فترة حساسة ومرحلة دقيقة من مراحل عمرك وقد رحت تودعين مرحلة الطفولة وتدخلين الى عالم الكبار ، هذه المرحلة التي يغلب عليك فيها الاعتزاز برأيك وتكرهين كل من يعارض افكارك او حتى يسعى لتصحيحها ، وان حساسية هذه المرحلة ودقتها تلزمك يا ابنتي ان تحترمي آراء الآخرين ممن هم اكبر منك عمراً واكثر تجربة ممن يحبونك ويتمنون لك الخير وتحديدا الوالدين .
انك يا ابنتي في هذه المرحلة وكما يقول الاستاذ الفاضل عبد الحميد البلالي ( تشعرين بميلك الفطري للرفقة وللاجتماع مع الآخرين ، إتخاذ الاصدقاء وبسبب نقص الخبرة فانك ربما تقذفين بنفسك نحو كل من يفتح لك باب الصداقة دون ان تميزي بينالصالح والطالح فربما اغرتك ابتسامة من شاب وسيم او عبارة اعجاب من شاب لعوب هوايتها لايقاع بالفتيات وتجميع اكبر عدد ممكن من هواتفهن فاحذري كل الحذر من هذا الامروتذكري ان الذي ضحك لك من الممكن ان يضحك لغيرك وان الذي تجرأ وتحدث مع من لا تحلله لا مانع عنده من التحدث مع غيرها وتذكري ان الخاسر في نهاية المطاف ليس هو بل انت وذلك عندما يمرغ سمعتك امام المجتمع او يفعل مالا ينبغي فعله وعندها لا ينفعالندم ، يا ابنتي انك غالية فلا ترخصي نفسك ارجو ان تكوني فهمت ما اقول لان هؤلاءالشبان الذين يمارسون هواية الايقاع واصطياد الفتيات اذا ما ارادوا الزواج فانهم لن يختاروا الا تلك التي لا تقبل ان تحدث الغرباء ولا ترخص من نفسها بالوقوع في غرام فلان او علان ، وتأكدي ان اللحظة التي توافقين فيها على الحديث معه فانه يصنفك عندهمن الساقطات وشعاره دائماً « التي تقبل الحديث معك فانها لا تتردد بالحديث مع غيرك » . فهل فهمت يا ابنتي ما اقول ام انك ستظلين تقولين بانك اصبحت واعية ويمكنك انت تصرفي لوحدك ولا تريدين الوصاية عليك من احد حتى لو كان هو والدك ؟ !
الرسالة الرابعة
رسالتي لك يا ابنتي وانت التي تعيشين اليوم في زمان غيرالزمان الذي عاش فيه ابوك وامك لا بل ان سرعة انتشار التقنيات جعلك تعيشين في زمان لم يعشه من سبقوك من اخوتك ممن هم اكبر منك عمرا .
انك يا ابنتي تعيشين اليوم في عالم الفضائيات والهواتف النقالة ، والانترنت وما الى ذلك من تقنيات اصبحت في متناول ايدي جميع الخلق ، وهي كالسكين يمكن ان تجرح وتؤذي اذا لم نحسن استعمالها.
نعم ان الصحون اللاقطة هي نفسها التي يمكن ان توصل الى داخل بيوتناالدمار والفساد والانحلال عبر الافلام الهابطة والصور الفاضحة في القنوات الاوروبية والعربية الهدامة وهي نفسها التي توصل الى بيوتنا الفضيلة والبناء والخير وانت وحدكالتي يمكنها ان تقرر ماذا تشاهد وكيف تقضي وقتها اذا كانت شخصيتك شخصية الفتاةالخيرة الاصيلة التي تميز بين الغث والسمين.
وانه الحاسوب وانها شبكة الانترنت التي اصبحت اليوم في متناول كل الناس ممن يقضون عليها الساعات ذات العدد كل يوم لابل ان البعض يصل به الحال الى درجة الادمان في المداومة عليها ، هذه الشبكة ياابنتي هي ممن يمكن ان تكون وسيلة ورافعة للخير والفضيلة وتقدم الامم والافراد وهينفسها التي لا يستخدمها البعض الا عبر ما فيها من مفاسد او كونها بوابة للايقاع بالحرائر والطاهرات فاحذري اي بنيتي!!
وانه الهاتف الجوال او النقال او لتسميهيا ابنتي ما تشائين وهو الذي اصبح في عرف وميزان البعض علامة الشعور بالذات والاعتزاز بالنفس وبلوغ حالة الكمال وانه دلالة الانتماء الى خانة المتحضرين اوالمتحررين وما الى ذلك من مفاهيم يحاول البعض ان يسوقها لنفسه وللآخرين .
ليس لاننا لا نقدر نعمة الله بهذا الاكتشاف وهذا الانجاز العلمي الذي ساهم ويساهم كثيرا في تحقيق مصالح العباد ، ولكن لأن البعض لم يحسن استعماله لتلك المصالح فانه قداصبح كمثل الذي يضع الافعى او العقرب في جيبه ، نعم يا ابنتي اننا نعرفها قصص اوحكايات ممن تجعل الولدان شيباً كيف تم استغلال هذا الهاتف فيما لا يرضي الله ولا الضمير ولا المنطق من فتيان وفتيات ورجال ونساء اساءوا استخدامه لا بل انه كان السبب في الذي حل بهم من مصائب وفضائح وجرائم في اخلاقهم واعراضهم ستظل تلازمهم الى ان يشاء الله .
ما اغباه ذلك الاب الذي يظن ان باعطائه ابنه او ابنته ابن الصف الخامس والسادس ثم من هم في المدرسة الاعدادية الهاتف النقال لانه يتصور ان في هذا رفع مكانة وهيبة ابنه او ابنته بين الطلاب .
فيا ابنتي ان هذه نعمٌ من الله اننحن احسنا استعمالها وانها نقمة وغضب لما اننا نستخدمها بما لا يليق وخاصة في ماحرم الله سبحانه ، خاصة حين يعيش اصحاب هذه الهواتف حالة ان لا احد يراهم ولا احديسمعهم وهم يعصون الله سبحانه او يعاكسون بهذه الهواتف البيوت العفيفة .
واذادعيـت لريـبـة في ظلـمـة
والـنفس داعية الى الطغيان
فاستحي من نظر الاله وقل لها
ان الـذي خـلق الظلام يراني
وما اجملها تلك الابيات الشعرية قالهاشاب عفيف اصيل يرد بها على فتاة لم تحسن استخدام الهاتف فيما ينفع بل انها استخدمته فيما يفسد عليها ذاتها والآخرين حين راحت تتصل هنا وهناك لغير غاية ولا هدف اللهمالا هدف اتباع الهوى والشيطان .
هتفـت بهاتـفها الخـبيث تـقول
هل للتعارف واللـقاء سبيل ؟
انـي رأيـتـك مـرة بـجــوارنـا
واصابـني فيـما رأيت ذهول
وودت ان يجري التعارف بيننا
والقول في حلو الكلام يطول
قلت : اسمعي يااخت اني مسلم
والداء في لغو الكـلام وبـيل
كُفِّي عن القول المعيـب فـان مـا
يأتي من النبع الكريم اصـيل
قالت أراك مطالبـا لـي بالـعـلا
فانصح وانك بالصلاح كفيل
فاجبتها اخـت الـكرام تجـمـلي
بالدين تاجا والحيـا الاكلـيل
قد افسد الغرب المريض نـساءنا
واصـابنا بعد الشروق افـول
الرسالة الخامسة
رسالتي اليك يا ابنتي ان تنظري الى معالي الامور وليس الى سفاسفها وان لا ترضى بالتافه والدون من الاشياء
اذا كنت في امر مروم
فلا تقنع بما دون النجوم
انني انصحك وانت التي خلقت مثلما خلقنا كلنا من التراب والطين اللازب والحمأ المسنون ثم نفخ فينا من روح الله فتذكري دائما ان جسدك هو من قبضة التراب الارضية وان روحك هي تلك النفحة الربانية السماوية فاسعي دائما الى ان ترتفعي واحذري من الهبوط وتذكري يا ابنتي ان ليس كل ما يلمع ذهبا فاياك ان يسلب بصرك كل بريق ولمعان يمكن ان يستخدمه البعض للغواية والوقيعة ، وليبق ميزانك دائماً هو ليس الميزان الدنيوي الذي يجعل الربح والخسارة هو كل ما يتعلق بالجسدوليس بالروح .
ان المنصب والشهرة والجمال والاسم اللامع والاضواء وحديث الناس بالاطراء هذا ليس هو الفوز الحقيقي وان من لم يحصل هذا ويحققه فانه الخسران المبين، ان الفوز الحقيقي هو بتحقيق تلك الغاية التي لأجلها يعيش الانسان في حياته الدنيا هذه وهي نيل رضى الله والجنة والبعد والنجاة من النار كما كان يدعو رسول الله صلى الله عليه وسلم وعلمنا ان ندعو مثله ( نسألك رضاك والجنة ونعوذ بك من سخطك والنار ) وكما قال الله سبحانه في محكم التنزيل { فمن زُحزح عن النار وأُدخل الجنة فقد فاز وما الحياة الدنيا الأ متاع الغرور } .
كم من الناس من جعلوا الدنيا اكبر همّهم ومبلغ علمهم فراحوا يلهثون خلف سرابها فكانوا كمن يصب الماء في ارض قاحلة عطشى فانها لا تشبع وهكذا من الناس من اختل عندهم الميزان فراحوا يلهثون خلف الاسماءوالالقاب والبريق والشهرة على حساب طاعة الله والتزام شرعه وما تنبهوا وما أشقاه موأت عسهم الا وقد أصبحوا خداما وعبيدا لشهواتهم وغرائزهم وان من هؤلاء « كريستينااوناسيس » ، ابنة المليونير اليوناني الشهير اوناسيس الذي يملك المليارات والجزروالاساطيل والطائرات وهو الذي تزوج من جاكلين كندي زوجة الرئيس الامريكي السابق جونكندي ، انها تلك الفتاة كرستينا بعد ان ماتت امها واخوها ثم مات ابوها بعد ان اختلف مع زوجته اما هي فقد تزوجت اربع مرات وفي كل مرة كانت اذا سُئلت لماذا تزوجت ثم تطلقت فكانت تقول ابحث عن السعادة ، نعم ان السعادة لم تجدها في مليارات والدها التي ورثتها ولا في ازواج تقلبت في احضانهم ثم انها وجدت بعدها ميتة على احد الشواطىء في الارجنتين ، نعم انه ميزان السعادة والربح الذي اختل عندها فقادها الى ما وصلت اليه .
وعلى العكس منها تماما كانت عارضة الازياء الفرنسية الشهيرة « فابيان» ابنة الثامنة والعشرين من العمر وقد تركت العطور والفراء ودنيا الازياءوالعروض والمال الوفير فاسلمت لله رب العالمين وهي تقول ( لولا فضل الله عليّ ورحمته بي لضاعت حياتي في عالم ينحدر فيه الانسان ليصبح مجرد حيوان ، كل همه اشباع رغباته وغرائزه بلا قيم ولا مبادىء ، كان الطريق امامي سهلاً او هكذا بدا لي فسرع انما عرفت طعم الشهرة وغرتني الهدايا الثمينة التي لم اكن احلم باقتنائها ولكن كان الثمن غاليا فكان يجب ان اتجرد من انسانيتي وكان شرط النجاح والتألق ان افقداحاسيسي وشعوري ، إن بيوت الازياء جعلتني مجرد صنم متحرك مهمته العبث بالقلوب والعقول فقد تعلمت كيف اكون باردة قاسية مغرورة فارغة من الداخل لا اكون سوى اطاراً يرتدي الملابس فكنت جمادا يتحرك ، عشت اتجول في العالم عارضةً لاحدث خطوط الموضةبكل ما فيها من تبرج وغرور ومجاراة لرغبات الشيطان في ابراز مفاتن المرأة دون خجل ولا حياء ، لم اكن اشعر بجمال الازياء فوق جسدي المفرغ الا من الهواء والقسوة بينماكنت اشعر بمهانة النظرات واحتقارهم لي شخصيا واحترامهم لما ارتديه ) .
هذا هوكلام هذه التي انتقلت من الخسارة بكل معانيها الى الفوز الحقيقي انها عارضة الازياء الفرنسية فابيان بعد اسلامها وفرارها من الجحيم الذي لا يطاق في الدنيا فكان هو ان شاء الله سبب الفرار والنجاة من جحيم الآخرة {فَفِرُّوا إِلَى اللَّهِ إِنِّي لَكُم مِّنْهُ نَذِيرٌ مُّبِينٌ }الذاريات50. انها رسالة واضحة يا ابنتي ولا تحتاج الى تعليق .
الرسالة السادسة
اني ارسلها اليك يا ابنتي بما قالته لك الاخت الكاتبة « ضحى الطيب» وهيتقول لك تحت عنوان « توجيهات لك » :
حافظي على اوامر الله واجتنبي نواهيه .
اياك والتفريط بالصلاة او تأخيرها عن وقتها .
اياك وقرينات السوء .
مري بالمعروف وانهي عن المنكر .
اكثري من قراءة القرآن الكريم .
قفي سداً منيعا امام المجلات والافلام الهابطة استبدليها بالكتب والرسائل النافعة .
اياك والتشبه بلباس الكافرات .
استمعي الى الشريط الاسلامي وانشريه بين صديقاتك .
بري والديك وادعي لهما .
استغلي وقتك بما ينفع في الدنيا والآخرة .
اياك والخلوة مع الاجنبي ومن ليس من محارمك كائنا من كان وكان الظرف ما كان .
اياك وتقليد من يسمونهم بالكواكب والنجوم من الممثلات .
الدين النصيحة فاقبليهاوقدميها لغيرك .
لا تغتري بعفو الله وحلمه عليك وتذكري عذابه وعقابه .
لاتكوني معول هدم في ايدي المفسدين المخربين .
تذكري ان الله يفرح بتوبة عبدهوأمته .
كوني على علم بالواقع واحذري الذئاب البشرية .
اعتزي باسلامك وارفعيبه الرأس عاليا
الرسالة السابعة
وانني بها اختم رسائلي اليك يا ابنتي كذلك بما خاطبتك به وارسلت اليك نصيحتها الاخيرة اختك الفاضلة « ضحى الطيب» واني استسمحها عذرا بان اكون المبلغ عنها لك لما قالت تحت عنوان « وقفة قصيرة» :
يارمز العفة والطهر يا حفيدة ابي بكر وعمر وسعد ارجعي الى الله وتوبي توبة نصوحا.
الا تخافين من نار وقودها الناس والحجارة ؟!
الا تخافين من عقوبة الله؟!
هل نسيت الموت وسكراته ؟ والقبر وظلمته ؟ وسؤال منكر ونكير ؟
عودي يااخية ، عودي قبل فوات الاوان !!
عودي قبل ان تصل الروح الحلقوم !!
ووالله وبالله لن تنفعك صويحباتك !!
ولن يغنين عنك من الله شيئاً
عودي الى خالقك وابدئي حياة هادئة جديدة واندمي على ما مضى وباذن الله سيقبل الله توبتك {قُلْ يَا عِبَادِيَ الَّذِينَ أَسْرَفُوا عَلَى أَنفُسِهِمْ لَا تَقْنَطُوا مِن رَّحْمَةِ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ جَمِيعاً إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ }الزمر53
فيا ابنتي هذه رسالتي اليك من أبٍ محب ناصح ومن اخ مشفق حريص فهلا كان ردك على رسائلي هذه بالاستجابة لامر الله ثم بالاستغفار لي ولاخواني رهائن الاقصى .
رحم الله قارئاً دعا لنفسه ولي ولاخواني رهائن الاقصى بالمغفرة
والله غالب على امره ولكن اكثر الناس لا يعلمون
منقول
رسالة الى ابنتي
بقلم : الشيخ كمال خطيب
رسالتي هذه ابعثها اليك يا ابنتي وقد بدأت ورحت اكتب اسطرها الاولى بعد إذ تجاوزت عقارب ساعتي الثانية عشرة ليلا ، حيث لم يكن دافعي لكتابة رسالتي هذه الا الحب الابوي والوفاء بحق الاخوة اذ الدين النصيحة .
رسالتي هذه اليك يا ابنتي كتبتها بقلم الحب ولونتها بمداد الحرص ووقعتها بدموع الشفقة وغلفتها بحنايا الصدر وطيرتها اليك تحملها زفرات حرّى تنبعث من صدر مكلوم وهو يراك ومثلك كثيرات ويسمع عنك ومثلك كثيرات ممن اختلطت عليهن الاشياء وانقلبت الموازين وهن يجرين خلف سراب ويلهثن خلف بريق خاطف ولمعان زائف .
لانك انت تلك الدرة الثمينة والجوهرة الغالية التي أُمرنا بالحفاظ عليها وصونها من ان تمتد اليها ايدٍ آثمة او حتى عيون خائنة حيث قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ( استوصوا بالنساء خيراً ) ، بل ولأنك انت المقصودة بتوجيه رسول الله صلى الله عليه وسلم بوجوب الاحسان اليك وبرك حيث قال ( ما اكرمهن الا كريم وما اهانهن الا لئيم ) ، ولأن سماسرة الاعراض والشرف والفضيلة استهدفوك انت لتكوني الهدف الذي اليه تصوب سهامهم المسمومة الصدئة كل ذلك عبر معارك مفتعلة ومصطنعة لتتمردي على الاب وتتكبري على الاخ وتخرجي على الزوج ، انهم يريدون لك ان تخرجي على احكام الشريعة وحدودها فيصورون التقوى والعفاف قيوداً للحرية والانطلاق ، ويصورون الحجاب الشرعي حجابا للعقل والفكر ، والصلاة والصيام عبثا وإضاعة للعمر. انهم يا ابنتي يسعون لاشعال نار العداوة والبغضاء بينك وبين اخيك الرجل فانت عندهم بنت مكبوتة !! وزوجة مظلومة وأم مهدورة ! او اخت مكسورة والرجال في زعمهم ظلمة ومنافقون ، انهم ياابنتي تلك المجموعة من الذئاب البشرية المفترسة تريد لك ان تكوني دائماً بين ايديهم الآثمة الظالمة في المكاتب والطرقات ومواضع اللهو والعبث والفساد عارية من كل خلق وشرف ، انهم يريدونك بلا شريعة الا شريعة اهوائهم الرديئة وشهواتهم الدنيئة ومبادئهم الفاسدة وتذكري ان سعادتك الحقيقية بأن تكوني بنتا فاضلة مطيعة وزوجة وفيةكريمة واما صالحة تقية فلا تصدقيهم يا ابنتي وهم ينادون بمصطلحات « المساواة » و« الحرية » فلا يخدعوك بقولهم حسناء. وعليه فانها جملة رسائل ونصائح ابعث بها اليك ياابنتي والله هو الهادي الى سواء السبيل.
الرسالة الاولى
تذكري يا ابنتي انك انت فتاة اليوم اما غدا فأنت الزوجة والام الحاضنة ، انت معهد الرجال ومنبت الابطال وام العظماء ومدرسة القادة الافذاذ وأساس البناء ونواة المجتمع ، بصلاحك يصلح المجتمع باسر وبانحرافك لا سمح الله ينهار كيان المجتمع وتتصدع اركانه لأنك انت اساس البناء وعموده. وتذكري يا ابنتي انهم في الطريق كثيرون ممن يقفون على قارعتها يلوحون لك بالموضة ، وبالازياء ، وبالتحرر ، وبالحب ، والجمال والفنوالزينة وبكل ما يغري الانوثة من اسماء وكلمات وهي ليست الا شراكا خبيثة ومصائد قاتلة تخدش حياءك وتنال من كرامتك .
واسمعي يا ابنتي ما يقوله لك المرحوم الشيخ علي الطنطاوي ( ان في اوروبا وامريكا كما قرأنا وحدثنا من ذهب اليها أسراً كثيرة لاترضى بهذا الاختلاط ولا تسيغه وان في باريس يا ناس آباء وامهات لا يسمحون لبناتهم الكبيرات ان يسرن مع شاب او ان يصحبنه الى السينما بل انهم لا يدخلونهن الا لمشاهدة روايات عرفوها وايقنوا بسلامتها من الفحش والفجور ). بل استمعي يا ابنتي الى ماقالته الصحفية الامريكية « هلسيان ستانسبري » وهي من شهيرات الصحفيات هناك وقد زارت المجتمعات الغربية وزارت المجتمعات الاسلامية وتعرفت على المجتمعات والديانات فسجلت هذه الكلمات تقول فيها ( ان المجتمع العربي المسلم كامل وسليم ومن الجدير بهذا المجتمع ان يتمسك بتقاليده التي تقيد الفتاة والشاب في حدود المعقول ، وهذا المجتمع يختلف عن المجتمع الاوروبي والامريكي فعندكم اخلاق موروثة لهذا انصح بان تتمسكوا بتقاليدكم واخلاقكم امنعوا الاختلاط بل ارجعوا الى الحجاب فهذا خير لكم من اباحية وانطلاق ومجون اوروبا وامريكا الذي هدد الاسرة وزلزل القيم والاخلاق ) .
الرسالة الثانية
تذكري يا ابنتي ان الله سبحانه قد جعل الحياة الدنيا هي دار العمل وجعل الدار الآخرة هي دار الجزاء وانه سبحانه امرنا بفعل الطاعات ونهانا عن فعل المعاصي والمنكرات وان رسوله صلى الله عليه وسلم ما ترك شيئاً يقربناالى الله تعالى الا وامرنا به ولا شيئاً يباعدنا عنه سبحانه الا ونهانا عنه ، ولقد اختار لك الخير كله يا ابنتي لما جعلك من المسلمين من امة محمد صلى الله عليه وسلم : { إنَّ الدين عند الله الإسلام } .وانه سبحانه هو الذي خلقك ويعلم ما هو خير لكوعليه فانه سبحانه لما امرك بالحجاب { وليضربن بخمرهن على جيوبهن} {ولا تبرجن تبرج الجاهلية الاولى } .
فانه أراد لك سعادة الدارين واراد لك ان تكوني شامة بين الناس ، ان رسالتي اليك يا ابنتي التي ما زالت غير مستجيبة لامر الله وما تزال كالكرة يقذفها الشيطان يمنةً ويسرة مرة باسم الموضة ومرة باسم الحرية الشخصية ومرة باسم جمالك الذي تباهين به الناس ومرة باسم انه الطريق الاقصر للزواج ، انت ياابنتي التي ما تزال تظن ان الحجاب قيد وان الحشمة سجن وان في العمر متسعٌ للالتزام بعد الشباب والزواج. رسالتي اليك يا ابنتي انك تخسرين وانت تسوِّفين وتؤجلين اذ انالله عز وجل يريد لك الخير وهو يناديك {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ اسْتَجِيبُواْ لِلّهِ وَلِلرَّسُولِ إِذَا دَعَاكُم لِمَا يُحْيِيكُمْ} (الأنفال-24) . اما انت يا ابنتي التي اكرمك الله سبحانه بالحجاب فان رسالتي اليك بان تتعاطي مع الحجاب باعتباره اختيار الله تعالى لك وان وظيفة الحجاب هو اسبال الستر عليك حيث للحجاب مواصفات وملامح حيث يستر الجسد ولا يفصله ولا يصف ما تحته ، نعم ان عليك يا ابنتي ان لا تتعاطي مع الحجاب والجلباب وكأنه موضة واذ به يُمسخ مسخاً وقد اصبح يخضع لأهواء التجار وأصحاب الماركات التي تستغل الاقبال على لبس الجلباب لاهداف مادية عبر اخراجه بتصاميم واشكال والوان جعلته يخرج من الغاية التي لاجلها فرضه الله ، لا بل لقد اصبحت يا ابنتي يا ذات الحجاب مدعاة للقيل والقال والهمز عبر جعل هذا الحجاب المتبرج وعبر استعمال وسائل الزينة والماكياج خارج البيت حيث لا فارق بينك وبين البعيدات عن منهج الله الا عبر قطعة القماش هذه تلبسينها . نعم يجب ان تكون الاخت المحجبة انيقة وذات هندام لائق ومقبول لكن يجب ان لا تنسي يا ابنتي ويا اختي المقاصد الشرعية للحجاب وهو بان يحجب جمال المرأة المسلمة واناقتها وزينتها عن كل الرجال الا عن زوجها ، نعم ان الحلال بيّن وانالحرام بيّن وان الذي حرّمه الله سبحانه حرام الى يوم القيامة وما احله الله سبحانه فانه حلال الى يوم القيامة وقوانين الله واحكامه لا يغيّرها الزمن ولا تبلى مع الايام ولا تسقط بالتقادم واذا غفل عنها المسلمون ولم يطبقوها فلا يعني انها غابت واذا ما تجرأ الناس وكثر من يفعلون الحرام او يحلونه فهذا لا يعني انه قد اصبح حلالا .
فيا ابنتي :
رُدي الخمار فليس
بحسن ان تري تتبرجين
الـلـيل اجـمل مقــمــرا
مـن ذلك الفـجر الـسحين
لا تحملي اوزارهــم
يـكفيـك وزرك تحـملـين
عـودي قلـيـلا واذكـري
مـا قـال رب الـعـالمــين
من قال انك سلعة
بيـعـت لزنـديق لـعـين
الـكـفـر يـمـلأ قـلـبه
والفـسـق في فمـه يلـين
أإذا رأيت صواحبا
يجهلن قلت ستجهلين ؟!
الرسالة الثالثة
ارسلها اليك يا ابنتي المراهقة ، اخاطبك مخاطبة الوالد المحب لابنته او الاخ الحريص لشقيقته التي يكنّ لها كل احترام ومحبة .
لعلك في فترة حساسة ومرحلة دقيقة من مراحل عمرك وقد رحت تودعين مرحلة الطفولة وتدخلين الى عالم الكبار ، هذه المرحلة التي يغلب عليك فيها الاعتزاز برأيك وتكرهين كل من يعارض افكارك او حتى يسعى لتصحيحها ، وان حساسية هذه المرحلة ودقتها تلزمك يا ابنتي ان تحترمي آراء الآخرين ممن هم اكبر منك عمراً واكثر تجربة ممن يحبونك ويتمنون لك الخير وتحديدا الوالدين .
انك يا ابنتي في هذه المرحلة وكما يقول الاستاذ الفاضل عبد الحميد البلالي ( تشعرين بميلك الفطري للرفقة وللاجتماع مع الآخرين ، إتخاذ الاصدقاء وبسبب نقص الخبرة فانك ربما تقذفين بنفسك نحو كل من يفتح لك باب الصداقة دون ان تميزي بينالصالح والطالح فربما اغرتك ابتسامة من شاب وسيم او عبارة اعجاب من شاب لعوب هوايتها لايقاع بالفتيات وتجميع اكبر عدد ممكن من هواتفهن فاحذري كل الحذر من هذا الامروتذكري ان الذي ضحك لك من الممكن ان يضحك لغيرك وان الذي تجرأ وتحدث مع من لا تحلله لا مانع عنده من التحدث مع غيرها وتذكري ان الخاسر في نهاية المطاف ليس هو بل انت وذلك عندما يمرغ سمعتك امام المجتمع او يفعل مالا ينبغي فعله وعندها لا ينفعالندم ، يا ابنتي انك غالية فلا ترخصي نفسك ارجو ان تكوني فهمت ما اقول لان هؤلاءالشبان الذين يمارسون هواية الايقاع واصطياد الفتيات اذا ما ارادوا الزواج فانهم لن يختاروا الا تلك التي لا تقبل ان تحدث الغرباء ولا ترخص من نفسها بالوقوع في غرام فلان او علان ، وتأكدي ان اللحظة التي توافقين فيها على الحديث معه فانه يصنفك عندهمن الساقطات وشعاره دائماً « التي تقبل الحديث معك فانها لا تتردد بالحديث مع غيرك » . فهل فهمت يا ابنتي ما اقول ام انك ستظلين تقولين بانك اصبحت واعية ويمكنك انت تصرفي لوحدك ولا تريدين الوصاية عليك من احد حتى لو كان هو والدك ؟ !
الرسالة الرابعة
رسالتي لك يا ابنتي وانت التي تعيشين اليوم في زمان غيرالزمان الذي عاش فيه ابوك وامك لا بل ان سرعة انتشار التقنيات جعلك تعيشين في زمان لم يعشه من سبقوك من اخوتك ممن هم اكبر منك عمرا .
انك يا ابنتي تعيشين اليوم في عالم الفضائيات والهواتف النقالة ، والانترنت وما الى ذلك من تقنيات اصبحت في متناول ايدي جميع الخلق ، وهي كالسكين يمكن ان تجرح وتؤذي اذا لم نحسن استعمالها.
نعم ان الصحون اللاقطة هي نفسها التي يمكن ان توصل الى داخل بيوتناالدمار والفساد والانحلال عبر الافلام الهابطة والصور الفاضحة في القنوات الاوروبية والعربية الهدامة وهي نفسها التي توصل الى بيوتنا الفضيلة والبناء والخير وانت وحدكالتي يمكنها ان تقرر ماذا تشاهد وكيف تقضي وقتها اذا كانت شخصيتك شخصية الفتاةالخيرة الاصيلة التي تميز بين الغث والسمين.
وانه الحاسوب وانها شبكة الانترنت التي اصبحت اليوم في متناول كل الناس ممن يقضون عليها الساعات ذات العدد كل يوم لابل ان البعض يصل به الحال الى درجة الادمان في المداومة عليها ، هذه الشبكة ياابنتي هي ممن يمكن ان تكون وسيلة ورافعة للخير والفضيلة وتقدم الامم والافراد وهينفسها التي لا يستخدمها البعض الا عبر ما فيها من مفاسد او كونها بوابة للايقاع بالحرائر والطاهرات فاحذري اي بنيتي!!
وانه الهاتف الجوال او النقال او لتسميهيا ابنتي ما تشائين وهو الذي اصبح في عرف وميزان البعض علامة الشعور بالذات والاعتزاز بالنفس وبلوغ حالة الكمال وانه دلالة الانتماء الى خانة المتحضرين اوالمتحررين وما الى ذلك من مفاهيم يحاول البعض ان يسوقها لنفسه وللآخرين .
ليس لاننا لا نقدر نعمة الله بهذا الاكتشاف وهذا الانجاز العلمي الذي ساهم ويساهم كثيرا في تحقيق مصالح العباد ، ولكن لأن البعض لم يحسن استعماله لتلك المصالح فانه قداصبح كمثل الذي يضع الافعى او العقرب في جيبه ، نعم يا ابنتي اننا نعرفها قصص اوحكايات ممن تجعل الولدان شيباً كيف تم استغلال هذا الهاتف فيما لا يرضي الله ولا الضمير ولا المنطق من فتيان وفتيات ورجال ونساء اساءوا استخدامه لا بل انه كان السبب في الذي حل بهم من مصائب وفضائح وجرائم في اخلاقهم واعراضهم ستظل تلازمهم الى ان يشاء الله .
ما اغباه ذلك الاب الذي يظن ان باعطائه ابنه او ابنته ابن الصف الخامس والسادس ثم من هم في المدرسة الاعدادية الهاتف النقال لانه يتصور ان في هذا رفع مكانة وهيبة ابنه او ابنته بين الطلاب .
فيا ابنتي ان هذه نعمٌ من الله اننحن احسنا استعمالها وانها نقمة وغضب لما اننا نستخدمها بما لا يليق وخاصة في ماحرم الله سبحانه ، خاصة حين يعيش اصحاب هذه الهواتف حالة ان لا احد يراهم ولا احديسمعهم وهم يعصون الله سبحانه او يعاكسون بهذه الهواتف البيوت العفيفة .
واذادعيـت لريـبـة في ظلـمـة
والـنفس داعية الى الطغيان
فاستحي من نظر الاله وقل لها
ان الـذي خـلق الظلام يراني
وما اجملها تلك الابيات الشعرية قالهاشاب عفيف اصيل يرد بها على فتاة لم تحسن استخدام الهاتف فيما ينفع بل انها استخدمته فيما يفسد عليها ذاتها والآخرين حين راحت تتصل هنا وهناك لغير غاية ولا هدف اللهمالا هدف اتباع الهوى والشيطان .
هتفـت بهاتـفها الخـبيث تـقول
هل للتعارف واللـقاء سبيل ؟
انـي رأيـتـك مـرة بـجــوارنـا
واصابـني فيـما رأيت ذهول
وودت ان يجري التعارف بيننا
والقول في حلو الكلام يطول
قلت : اسمعي يااخت اني مسلم
والداء في لغو الكـلام وبـيل
كُفِّي عن القول المعيـب فـان مـا
يأتي من النبع الكريم اصـيل
قالت أراك مطالبـا لـي بالـعـلا
فانصح وانك بالصلاح كفيل
فاجبتها اخـت الـكرام تجـمـلي
بالدين تاجا والحيـا الاكلـيل
قد افسد الغرب المريض نـساءنا
واصـابنا بعد الشروق افـول
الرسالة الخامسة
رسالتي اليك يا ابنتي ان تنظري الى معالي الامور وليس الى سفاسفها وان لا ترضى بالتافه والدون من الاشياء
اذا كنت في امر مروم
فلا تقنع بما دون النجوم
انني انصحك وانت التي خلقت مثلما خلقنا كلنا من التراب والطين اللازب والحمأ المسنون ثم نفخ فينا من روح الله فتذكري دائما ان جسدك هو من قبضة التراب الارضية وان روحك هي تلك النفحة الربانية السماوية فاسعي دائما الى ان ترتفعي واحذري من الهبوط وتذكري يا ابنتي ان ليس كل ما يلمع ذهبا فاياك ان يسلب بصرك كل بريق ولمعان يمكن ان يستخدمه البعض للغواية والوقيعة ، وليبق ميزانك دائماً هو ليس الميزان الدنيوي الذي يجعل الربح والخسارة هو كل ما يتعلق بالجسدوليس بالروح .
ان المنصب والشهرة والجمال والاسم اللامع والاضواء وحديث الناس بالاطراء هذا ليس هو الفوز الحقيقي وان من لم يحصل هذا ويحققه فانه الخسران المبين، ان الفوز الحقيقي هو بتحقيق تلك الغاية التي لأجلها يعيش الانسان في حياته الدنيا هذه وهي نيل رضى الله والجنة والبعد والنجاة من النار كما كان يدعو رسول الله صلى الله عليه وسلم وعلمنا ان ندعو مثله ( نسألك رضاك والجنة ونعوذ بك من سخطك والنار ) وكما قال الله سبحانه في محكم التنزيل { فمن زُحزح عن النار وأُدخل الجنة فقد فاز وما الحياة الدنيا الأ متاع الغرور } .
كم من الناس من جعلوا الدنيا اكبر همّهم ومبلغ علمهم فراحوا يلهثون خلف سرابها فكانوا كمن يصب الماء في ارض قاحلة عطشى فانها لا تشبع وهكذا من الناس من اختل عندهم الميزان فراحوا يلهثون خلف الاسماءوالالقاب والبريق والشهرة على حساب طاعة الله والتزام شرعه وما تنبهوا وما أشقاه موأت عسهم الا وقد أصبحوا خداما وعبيدا لشهواتهم وغرائزهم وان من هؤلاء « كريستينااوناسيس » ، ابنة المليونير اليوناني الشهير اوناسيس الذي يملك المليارات والجزروالاساطيل والطائرات وهو الذي تزوج من جاكلين كندي زوجة الرئيس الامريكي السابق جونكندي ، انها تلك الفتاة كرستينا بعد ان ماتت امها واخوها ثم مات ابوها بعد ان اختلف مع زوجته اما هي فقد تزوجت اربع مرات وفي كل مرة كانت اذا سُئلت لماذا تزوجت ثم تطلقت فكانت تقول ابحث عن السعادة ، نعم ان السعادة لم تجدها في مليارات والدها التي ورثتها ولا في ازواج تقلبت في احضانهم ثم انها وجدت بعدها ميتة على احد الشواطىء في الارجنتين ، نعم انه ميزان السعادة والربح الذي اختل عندها فقادها الى ما وصلت اليه .
وعلى العكس منها تماما كانت عارضة الازياء الفرنسية الشهيرة « فابيان» ابنة الثامنة والعشرين من العمر وقد تركت العطور والفراء ودنيا الازياءوالعروض والمال الوفير فاسلمت لله رب العالمين وهي تقول ( لولا فضل الله عليّ ورحمته بي لضاعت حياتي في عالم ينحدر فيه الانسان ليصبح مجرد حيوان ، كل همه اشباع رغباته وغرائزه بلا قيم ولا مبادىء ، كان الطريق امامي سهلاً او هكذا بدا لي فسرع انما عرفت طعم الشهرة وغرتني الهدايا الثمينة التي لم اكن احلم باقتنائها ولكن كان الثمن غاليا فكان يجب ان اتجرد من انسانيتي وكان شرط النجاح والتألق ان افقداحاسيسي وشعوري ، إن بيوت الازياء جعلتني مجرد صنم متحرك مهمته العبث بالقلوب والعقول فقد تعلمت كيف اكون باردة قاسية مغرورة فارغة من الداخل لا اكون سوى اطاراً يرتدي الملابس فكنت جمادا يتحرك ، عشت اتجول في العالم عارضةً لاحدث خطوط الموضةبكل ما فيها من تبرج وغرور ومجاراة لرغبات الشيطان في ابراز مفاتن المرأة دون خجل ولا حياء ، لم اكن اشعر بجمال الازياء فوق جسدي المفرغ الا من الهواء والقسوة بينماكنت اشعر بمهانة النظرات واحتقارهم لي شخصيا واحترامهم لما ارتديه ) .
هذا هوكلام هذه التي انتقلت من الخسارة بكل معانيها الى الفوز الحقيقي انها عارضة الازياء الفرنسية فابيان بعد اسلامها وفرارها من الجحيم الذي لا يطاق في الدنيا فكان هو ان شاء الله سبب الفرار والنجاة من جحيم الآخرة {فَفِرُّوا إِلَى اللَّهِ إِنِّي لَكُم مِّنْهُ نَذِيرٌ مُّبِينٌ }الذاريات50. انها رسالة واضحة يا ابنتي ولا تحتاج الى تعليق .
الرسالة السادسة
اني ارسلها اليك يا ابنتي بما قالته لك الاخت الكاتبة « ضحى الطيب» وهيتقول لك تحت عنوان « توجيهات لك » :
حافظي على اوامر الله واجتنبي نواهيه .
اياك والتفريط بالصلاة او تأخيرها عن وقتها .
اياك وقرينات السوء .
مري بالمعروف وانهي عن المنكر .
اكثري من قراءة القرآن الكريم .
قفي سداً منيعا امام المجلات والافلام الهابطة استبدليها بالكتب والرسائل النافعة .
اياك والتشبه بلباس الكافرات .
استمعي الى الشريط الاسلامي وانشريه بين صديقاتك .
بري والديك وادعي لهما .
استغلي وقتك بما ينفع في الدنيا والآخرة .
اياك والخلوة مع الاجنبي ومن ليس من محارمك كائنا من كان وكان الظرف ما كان .
اياك وتقليد من يسمونهم بالكواكب والنجوم من الممثلات .
الدين النصيحة فاقبليهاوقدميها لغيرك .
لا تغتري بعفو الله وحلمه عليك وتذكري عذابه وعقابه .
لاتكوني معول هدم في ايدي المفسدين المخربين .
تذكري ان الله يفرح بتوبة عبدهوأمته .
كوني على علم بالواقع واحذري الذئاب البشرية .
اعتزي باسلامك وارفعيبه الرأس عاليا
الرسالة السابعة
وانني بها اختم رسائلي اليك يا ابنتي كذلك بما خاطبتك به وارسلت اليك نصيحتها الاخيرة اختك الفاضلة « ضحى الطيب» واني استسمحها عذرا بان اكون المبلغ عنها لك لما قالت تحت عنوان « وقفة قصيرة» :
يارمز العفة والطهر يا حفيدة ابي بكر وعمر وسعد ارجعي الى الله وتوبي توبة نصوحا.
الا تخافين من نار وقودها الناس والحجارة ؟!
الا تخافين من عقوبة الله؟!
هل نسيت الموت وسكراته ؟ والقبر وظلمته ؟ وسؤال منكر ونكير ؟
عودي يااخية ، عودي قبل فوات الاوان !!
عودي قبل ان تصل الروح الحلقوم !!
ووالله وبالله لن تنفعك صويحباتك !!
ولن يغنين عنك من الله شيئاً
عودي الى خالقك وابدئي حياة هادئة جديدة واندمي على ما مضى وباذن الله سيقبل الله توبتك {قُلْ يَا عِبَادِيَ الَّذِينَ أَسْرَفُوا عَلَى أَنفُسِهِمْ لَا تَقْنَطُوا مِن رَّحْمَةِ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ جَمِيعاً إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ }الزمر53
فيا ابنتي هذه رسالتي اليك من أبٍ محب ناصح ومن اخ مشفق حريص فهلا كان ردك على رسائلي هذه بالاستجابة لامر الله ثم بالاستغفار لي ولاخواني رهائن الاقصى .
رحم الله قارئاً دعا لنفسه ولي ولاخواني رهائن الاقصى بالمغفرة
والله غالب على امره ولكن اكثر الناس لا يعلمون
منقول
تعليق