من إخوتنا في مشروع حراس الفضيلة
الملعونة تنصحنى
(( حفت الجنة بالمكاره وحفت النار بالشهوات )) رواه مسلم
******************
********************
نصحتني وهي الغرور
غفت عيني بعد يوم شاق ولهاث مستمر، وكنت أتأمل وضعي، فالمشاكل قد أثقلت كاهلي، والذنوب أفقدتني توازني فصارت معيشتي ضنكا.
أتأمل في حال هذه الدنيا، وكأنها بحر لجي لا قرار له، لا يكاد يسكن وتهدأ أمواجه حتى يهيج مرة أخرى، كأنه ينوي الانقضاض على اليابسة
فتصبح في خبر كان.
غفت عيني المثقلة بأحلام السعادة وطموحات الغنى والريادة. فإذا بي أرى قصرا جميلا مشرفا على تلة تحفه حدائق غناء ، به كل ما تشتهي الأنفس.
فجأة خرجت منه امرأة فاتنة الجمال سبحان من خلق وصور!
تسمرت في مكاني ملجم اللسان، مقيد الجوارح، وأنا أراها متجهة نحوي
لكن سرعان ما خاطبتني قائلة: أهلا وسهلا بك يا إنسان، ألم تعرفني؟
قلت: لا ومن تكونين يا ترى؟
قالت: أنا الدنيا، وهذا قصر الفناء أعيش فيه منذ زمن طويل.
قلت: الفناء؟
قالت: ولم التعجب؟ نعم قصر الفَناء، وهو فِناء لكل مرء، يقضي فيه ما قدر الرحمن وشاء. ثم يخرج منه إلى قصر البقاء، فإن كان من الأتقياء، كان له أفضل جزاء، وإن كان من الأشقياء كان له ضنكا وشقاء.
قلت: كيف هذا، وهو قصر في غاية الروعة والبهاء ؟
قالت : هذا ابتلاء من رب السماء. فإما أن تحذر وتلتزم التقوى والنقاء، وإما أن تلهو دون ضابط للأهواء.
قلت بلغة اليائس المشتاق للراحة والهناء: وكيف يستطيع المرء الصمود أمام هذا الجمال الأخاذ، الذي يسلب العقل ويأخذ بالألباب.
قالت: خذ ما يكفيك بمنهج رب السماء، وعينك لا تزغ عن دار البقاء، وتذكر أن في انتظارك لقاء، إما تعز فيه أو تذهب هباء.
فآمن بالقدر والقضاء، واجعل الصبر لك وجاء، واليقين والإيمان اتخذهما وقاء، وثق في الله واجمع بين الخشية والحب والرجاء، واستعن به وتقرب إليه بالدعاء، وسلم أمرك لمن سطح الأرض ورفع السماء، وتأسَّ بالصالحين وتعلم فن الاقتداء، تحيَ في هناء، وتنلْ خير جزاء، وتشرب من يد سيد الأنبياء،
فيحلو اللقاء وتنعم بعد الصبر فتنسى الشقاء.
ثم توارت عن الأنظار فقلت صدق رسول الله صلى الله عليه وسلم حين قال:
(( حفت الجنة بالمكاره وحفت النار بالشهوات )) رواه مسلم
فإذا بأذان الفجر يعلن إسفار الصبح، وبداية يوم جديد. فقمت من فراشي متحديا الكسل والخمول، ومستقبلا يومي بترديد الأذان، راجيا من الغفار أن يغفر الآثام والزلات، وأن ييسر لي ما هو آت، ويتوب علي مما فات.
إشراقة: ليس معنى أن تصبر في الدنيا على الطاعة، وتصبر عن المعصية وتصبر على المصائب بالاستعانة بالله والتقرب إليه، أن تلبس خرقة بالية وتغرق في السلبية، وتنأى بنفسك عن الدنيا الفانية .
وإنما أن تسخر دنياك لآخرتك وتزرع هنا لتحصد هناك وتكون نعم العبد عرف حقيقة الدنيا فسخرها لعبادة الله وإعمار الأرض بالخير والعطاء.
ربنا آتنا في الدنيا حسنة وفي الآخرة حسنة وقنا عذاب النار
ربنا أفرغ علينا صبرا وتوفنا مسلمين.
القصة على شكل باوربوينت على الرابط التالي:
******************
أو على الرابط:
********************
منقول
تعليق