من كتاب "خواطر إيمانية"
دكتور/ أحمد فريد -حفظه الله-
دكتور/ أحمد فريد -حفظه الله-
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، أما بعد،
سمع غلامٌ شهده عمر -رضي الله عنه- قوله -تعالى-: (أَفَلا يَتَدَبَّرُونَ الْقُرْآنَ أَمْ عَلَى قُلُوبٍ أَقْفَالُهَا) [محمد:24] فقال الغلام: على قلوب أقفالها، حتى يفتحها الله -عز وجل-، فأعجب به عمر -رضي الله عنه- فلما استخلف استعمله.
ومن تأمل حال السلف في كثرة بكائهم عند سماع القرآن، تعجب من حالهم.
سمع زرارة بن أبي أوفى قوله -عز وجل-: (فَإِذَا نُقِرَ فِي النَّاقُورِ فَذَلِكَ يَوْمَئِذٍ يَوْمٌ عَسِيرٌ عَلَى الْكَافِرِينَ غَيْرُ يَسِيرٍ) [المدثر:8-10] فشهق شهقة فمات.
ولما نزل الموت بمحمد بن المنكدر بكى بكاء شديداً، فأحضروا له أبا حازم الزاهد، فسأله أبو حازم عن سبب بكائه فقال: سمعت الله -عز وجل- يقول: (وَبَدَا لَهُمْ مِنَ اللَّهِ مَا لَمْ يَكُونُوا يَحْتَسِبُونَ)[الزمر:47] فأخاف أن يبدو لي من الله ما لم أحتسب. فأخذ أبو حازم يبكي معه. فقالوا له: أتينا بك من أجل أن تخفف عنه، فزدت في بكائه، فأخبرهم بما قال.
وكان عمر -رضي الله عنه- يسمع الآية من القرآن فيمكث في بيته، ويعوده الناس.
وكان الحسن كثير البكاء، فسئل عن كثرة بكائه فقال: أخاف أن يطرحني في النار ولا يبالي.
وكان يزيد الرقاش يبكي ويقول: يا يزيد من يبكي بعدك لك، من يترضى ربك عنك.
قال ابن الجوزي -رحمه الله-: "من لم يكن له مثل تقواهم ، لم يعلم ما الذي أبكاهم، ومن لم يشاهد جمال يوسف لم يعلم ما الذي آلم قلب يعقوب"
سمع غلامٌ شهده عمر -رضي الله عنه- قوله -تعالى-: (أَفَلا يَتَدَبَّرُونَ الْقُرْآنَ أَمْ عَلَى قُلُوبٍ أَقْفَالُهَا) [محمد:24] فقال الغلام: على قلوب أقفالها، حتى يفتحها الله -عز وجل-، فأعجب به عمر -رضي الله عنه- فلما استخلف استعمله.
ومن تأمل حال السلف في كثرة بكائهم عند سماع القرآن، تعجب من حالهم.
سمع زرارة بن أبي أوفى قوله -عز وجل-: (فَإِذَا نُقِرَ فِي النَّاقُورِ فَذَلِكَ يَوْمَئِذٍ يَوْمٌ عَسِيرٌ عَلَى الْكَافِرِينَ غَيْرُ يَسِيرٍ) [المدثر:8-10] فشهق شهقة فمات.
ولما نزل الموت بمحمد بن المنكدر بكى بكاء شديداً، فأحضروا له أبا حازم الزاهد، فسأله أبو حازم عن سبب بكائه فقال: سمعت الله -عز وجل- يقول: (وَبَدَا لَهُمْ مِنَ اللَّهِ مَا لَمْ يَكُونُوا يَحْتَسِبُونَ)[الزمر:47] فأخاف أن يبدو لي من الله ما لم أحتسب. فأخذ أبو حازم يبكي معه. فقالوا له: أتينا بك من أجل أن تخفف عنه، فزدت في بكائه، فأخبرهم بما قال.
وكان عمر -رضي الله عنه- يسمع الآية من القرآن فيمكث في بيته، ويعوده الناس.
وكان الحسن كثير البكاء، فسئل عن كثرة بكائه فقال: أخاف أن يطرحني في النار ولا يبالي.
وكان يزيد الرقاش يبكي ويقول: يا يزيد من يبكي بعدك لك، من يترضى ربك عنك.
قال ابن الجوزي -رحمه الله-: "من لم يكن له مثل تقواهم ، لم يعلم ما الذي أبكاهم، ومن لم يشاهد جمال يوسف لم يعلم ما الذي آلم قلب يعقوب"
من لم يبت والحب حشو فؤاده لم يدر كيف تفتت الأكباد
قال ابن القيم -رحمه الله-: "لابد من سنة الغفلة، ورقاد الهوى، ولكن كن خفيف النوم، فحراس البلد يصيحون: دنا الصباح"
فالعبد قد يمر بأوقات يزداد فيها إيمانه ويقينه، ويصفو قلبه من الشواغل والشهوات والشبهات، ويحصل له حضور قوي عند سماع القرآن، فيلمس شغاف قلبه، فإذا به يستحضر الآخرة كأنه يرى ويشاهد، ويحس بشيء من عظمة الله -عز وجل- الذي تكلم بهذا الكلام المعجز، فلا يملك نفسه عن البكاء، وهذه الحال الإيمانية تتكرر عند الصالحين، فكأنهم في حضور دائم، وخشوع كامل، وقد تعرض للمخلطين أمثالنا الذين خلطوا عملاً صالحاً، وآخر سيئاً -وعسى الله أن يتوب عليهم- في نادر من أحوالهم، فكأن أقفال الغفلة على قلوبنا، فإذا فتح الله -عز وجل- هذه الأقفال استشعرنا حلاوة الإيمان، وعظمة القرآن.
فكأن قفل الغفلة هو الذي عناه الغلام الذي أعجب عمر -رضي الله عنه- هو المراد في قوله -تعالى-: (أَفَلا يَتَدَبَّرُونَ الْقُرْآنَ أَمْ عَلَى قُلُوبٍ أَقْفَالُهَا) [محمد:24]
قيل لعامر بن عبد قيس: أما تسهو في صلاتك؟ فقال: أوَ حديث أحب إلي من القرآن؟ هيهات مناجاة الحبيب تستغرق الإحساس.
وكان علي بن الحسين زين العابدين إذا توضأ اصفر لونه. فقيل له: ما هذا الذي يعتريك عند الوضوء؟ قال: أتدرون بين يدي من أريد أن أقوم؟؟
وكان مسلم بن يسار إذا وقف في الصلاة كأنه عود من الخشوع تقف عليه الطير لا تحسبه إلا جذع شجرة، ولقد انهدمت ناحية من المسجد، وفزع لها أهل السوق وما التفت.
سلام الله على تلك الأرواح، ورحمة الله على هذه الأشباح، لم يبق منهم إلا أخبار وآثار.
حسبك أن قوماً موتى تحيا بذكرهم النفوس، وأن قوماً أحياءً تقسو برؤيتهم القلوب.
فالعبد قد يمر بأوقات يزداد فيها إيمانه ويقينه، ويصفو قلبه من الشواغل والشهوات والشبهات، ويحصل له حضور قوي عند سماع القرآن، فيلمس شغاف قلبه، فإذا به يستحضر الآخرة كأنه يرى ويشاهد، ويحس بشيء من عظمة الله -عز وجل- الذي تكلم بهذا الكلام المعجز، فلا يملك نفسه عن البكاء، وهذه الحال الإيمانية تتكرر عند الصالحين، فكأنهم في حضور دائم، وخشوع كامل، وقد تعرض للمخلطين أمثالنا الذين خلطوا عملاً صالحاً، وآخر سيئاً -وعسى الله أن يتوب عليهم- في نادر من أحوالهم، فكأن أقفال الغفلة على قلوبنا، فإذا فتح الله -عز وجل- هذه الأقفال استشعرنا حلاوة الإيمان، وعظمة القرآن.
فكأن قفل الغفلة هو الذي عناه الغلام الذي أعجب عمر -رضي الله عنه- هو المراد في قوله -تعالى-: (أَفَلا يَتَدَبَّرُونَ الْقُرْآنَ أَمْ عَلَى قُلُوبٍ أَقْفَالُهَا) [محمد:24]
قيل لعامر بن عبد قيس: أما تسهو في صلاتك؟ فقال: أوَ حديث أحب إلي من القرآن؟ هيهات مناجاة الحبيب تستغرق الإحساس.
وكان علي بن الحسين زين العابدين إذا توضأ اصفر لونه. فقيل له: ما هذا الذي يعتريك عند الوضوء؟ قال: أتدرون بين يدي من أريد أن أقوم؟؟
وكان مسلم بن يسار إذا وقف في الصلاة كأنه عود من الخشوع تقف عليه الطير لا تحسبه إلا جذع شجرة، ولقد انهدمت ناحية من المسجد، وفزع لها أهل السوق وما التفت.
سلام الله على تلك الأرواح، ورحمة الله على هذه الأشباح، لم يبق منهم إلا أخبار وآثار.
حسبك أن قوماً موتى تحيا بذكرهم النفوس، وأن قوماً أحياءً تقسو برؤيتهم القلوب.
وفقنا الله وإياكم لما يحبه ويرضاه