رد: && قلــــــــب جــديــــد لمن يــريــــــــــد && متجـــــــدد
مع رابع واخر عنصر من عناصر وقفة مع النفس
رابعا : الصبر الطويل والصبر الجميل
لن يعبر البحر إلا صابر ..ورمضان شهر الصبر ..
قال الملك عز وجل : ((رَبُّ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَمَا بَيْنَهُمَا فَاعْبُدْهُ وَاصْطَبِرْ لِعِبَادَتِهِ هَلْ تَعْلَمُ لَهُ سَمِيّاً)) [مريم:65]
يتفق كل العلماء بان (( الزمن جزء من العلاج )) ، لابد من مرور مراحل معينة ، لابد. هذه سُنّة كونية لا تختلف.
لابد للطفل أن يتدرج في مراحل التعليم : ابتدائي ،ثم اعدادي ، ثم ثانوي ، ثم الجامعة ( مراحل النضوج ) ، لماذا تريد أنت في مجال العلم الشرعي أو في طريق السير إلي الله أن تتخطي هذه المراحل ؟؟
كيف تصعد أعلي البيت دون أن ترتقي درجات السلم من أوله ؟!!
الزمن جزء من العلاج، لابد من الصبر الجميل ، والصبر الطويل ..لابد أن تصبر علي العلاج حتي يأتي ثمره ..
عندما تأخد علاجا ل (( ميكروب )) أو فيروس في بطنك ، أسأل الله أن يشفي كل مريض ، وأن يعافي كل مبتلي مسلم ، اللهم عافهم ولا تبتلنا، يقول لك الطبيب : يجب أن تأخذ اثنتي عشرة حبة ، تأخذها خلال أربعة أيام..لابد أن تأخذها كلها للقضاء علي هذا المرض ..
وهكذا الدين، وهكذا أمراض القلوب ، هكذا أمراض العقول ، هكذا أمراض الذنوب والمعاصي ، لابد من زمن ، لابد من وقت، لابد من مساحة ومداومة علي العلاج .
قال كثير من السلف : (( عالجت قيام الليل عشرين سنة ، ثم استمتعت به عشرين سنة )) ((عالجت شهوتي عشرين سنة )) ، ((حرست قلبي عشرين سنة )) ، (( ثم حرسني قلبي عشرين سنة ))
ولكن.. احذر أن تجعل التدرج وسياسة الخطوة خطوة تكأة للتسويف . تقول (( اصبروا عليّ )) !!
لا إنما القضية ينبغي أن تتسم بالصبر الايجابي ، يعني فعل الصبر وعمل الصبر ، لا السلبية والترك ، الصبر الايجابي أن يظهر عليك جديد كل يوم ، في الصلاح والإصلاح .
لايكن صبرك تسويفا ، وإنما زد في طاعاتك ، وتخلص من آفاتك واحدة بعد الاخري .
الشباب اليوم – وللاسف الشديد – يجدون دعاة يتبنون قضية التسويف للشباب .. يقول له : تب اليوم من ترك الصلاة .. لكن لا يلزمك أن تصلي الصلاة في وقتها ..ثم التزم بالصلاة في وقتها !!
يقول للأخوات : قللن من الميكياج ثم البسن الايشارب .. ماهذا؟؟
لا تدرج في ترك المحرمات.. ولا في فعل الواجبات
قال رسول الله صلي الله عليه وسلم : (( مانهيتكم عنه فاجتنبوه ، وماأمرتكم به فافعلوا منه ما استطعتم )) أخرجه مسلم 1337
التدرج يكون في النوافل ، والتنزه عن المكروهات والمباحات ، أما ترك الحرام ففورا ، أما فعل الواجب ففورا ، فلذلك لا تجعل الصبر والتدرج ،وسياسة الخطوة خطوة ، تكأة للتسويف ، والتأخير وتضيع الوقت .
رد: && قلــــــــب جــديــــد لمن يــريــــــــــد && متجـــــــدد
خلاصة هذا الفصل :
لابد من وقفة مع النفس ، عند أول خطوة علي الطريق ولابد خلال هذه الوقفة من العزلة الشعورية عن الواقع ، والحياة في أجواء ومناخات السلف ..
كيفية الوقفة :
اولا الاعتراف بالخطأ والإقرار بالعيوب :
ويكون بالخطوات التالية :
1- تخلص من الكبر ، ذِل وانكسر.
2- تخلص من العجب ، لأن اعجابك بنفسك يمنعك من رؤية عيوبك.
3- تخلص من الغرور ، لان المغتر يري سيئاته حسنات.
4- اكشف السترة الضبابية ، لتري من هم أفضل منك , وخير منك.
ثانيا : سرعة اتخاذ القرار بالتخلص بالعلاج :
1-بعض الامراض تحتاج الي دواء ، وبعض الامراض تحتاج الي عمليات جراحية صغيرة او كبيرة.
2- ليس هناك علاج جاهز يصلح لجميع الاحوال ، لكن هناك علاج يركّب لكل حالة ، ياختلاف الشخص والمرض.
ثالثا: التخلص من عقدة تأخير صربة البداية :
1-ابدأ فورا..بدون تردد في هذه اللحظة
2-عموما ، الامر يخضع للتجارب ولكن هناك مُسلّمات وثوابت لا جدال فيها .
3-لابد من تكامل العلم والخبرة. رابعا : الصبر الطويل والصبر الجميل:
1-الزمن جزء من العلاج.
2-احذر ان تجعل التدرج ، وسياسة الخطوة خطوة تكأة للتسويف .
3-الصبر الجميل صبر ايجابي ، يعني فعل الصبر وعمل الصبر ، لا السكون والترك . إخوتي في الله ...
هذه خطوة علي الطريق ، وهذا هو الكلام النظري ، وبقي عليك العمل ، قبل أن تنتقل الي الفصل الآتي الخطير ..
قلــــــــب جــديـــــد ...بتطهير دورة الدم الإيمانية.
اللهم إنا نسألك علما نافعا ، ونعوذ بك من علمٍ لا ينفع .
هيــا إلي العمل
ومع الباب الجديد في رحلتنا الي رمضان
تابعونا
تعليق