رفع البهتان عن الشيخ محمد حسّان -حفظه الله-
ردًّا على مقالٍ نُشِرَ في جريدة المصريون باسم: الأقباط يتضامنون مع قناة "الرحمة" !!
جريدة المصريون في يوم 25 الشهر الجاري بنشر خبرٍ تحت مُسَمَّى
" رفعوا لافتات: "الله محبة.. لا تغلقوا الرحمة".. الأقباط يتضامنون مع قناة "الرحمة" في مواجهة الحملة اليهودية ويناشدون مبارك عدم إغلاقها" وهذا رابط الخبر هنا.
والذي يهمني من هذه المقالة هذه الكلمات
مؤكدين أنه شخصية محببة للمسلمين والأقباط على حد سواء، لكونه يرسي في قناته "الرحمة" مبدأ المواطنة ويستند من الكتاب والسنة لذلك،
الوقفة الأولى: ماهي المواطنة ابتداءً..؟!
هي عملية "صَهْر" للنسيج المصري, فلا يريدون أن يُقال هذا مسلم وهذا نصراني وهذا بهائي!... بل يُقال: هذا مصريٌّ فحسب!
وهذه المسألة من أخطر ما يكون على الإطلاق على المجتمع المسلم!
لِمَ..؟!
لأن -على سبيل المثال لا الحصر- من المترتب على هذا الأمر:
1- أنه لا بأس بأن يتولَّى رئاسة البلد من هو على ملة غير ملة الإسلام, لأنه عندها يكفي أنه مصريّ!. وهذا غير جائز في ديننا, فالبلد التي تدخل تحت إمرة الإسلام لا يجوز أن يتولّى أمرها من هو غير مسلم بإجماع المسلمين!, هذا لأن المسلمين يعرفون حقوق غيرهم, أما غيرهم فلا يعرفون للغير حقوقًا إلا ما يخص مصلحتهم. ونظرة في الواقع تبين هذا الأمر!.
2- هذه المواطنة تقتل عقيدة "الولاء والبراء" عند المسلمين, وهذه العقيدة هي عصب الإسلام!, هي التي قامت بها الدولة الإسلامية في باديء الأمر, فكان المسلم يقتل الكافر في صفوف الكافرين ولو كان أباه أو عمّه أو ابنه!; هذا لأنه قدّم الولاء لله ولرسوله وللمؤمنين على حساب أي شيء!, فدين الله أغلى من النفس والمال والأولاد!, هذه هي عقيدتنا صريحة دون مداهنة!,
فبهذه "المواطنة السقيمة" تُقتل هذه العقيدة حيث أنه اختلط "الحابل" بـ "النابل" بل "المؤمن" بـ "الكافر"!, وهذا غير جائز في ديننا.
3- من أسس هذه "المواطنة المشؤمة" عند هؤلاء القوم ما يسمونه بـ "حرية الفكر والرأي" وماهي إلا "حرية الكفر والسَّفَهْ", حيث أنه يُتاح لمن شاء أن يقول ما يشاء في أي موضوعٍ شاء ولا نكير عليه; إذ أن الكل سواسية ولا أفضلية لأحد!, فلا يحقّ لأحدٍ أن يعترض أو يقاضي -مثلاً- من يتكلم على الإسلام ورسوله بسوءٍ -بأبي هو وأمي ونفسي عليه الصلاة والسلام- !
ودائمًا المسلمون هم الخاسرون في مثل هذه الجولات, فهم الذين يُعتدى على مقدّساتِهِم جهارًا نهارًا. غير أنهم -المسلمون- يدينون إلى الله بعدم الإساءة لأيّ نبيٍّ أو شِرْعَةٍ سماوية صحيحة!, بل من يقع في ذلك فقد كفر بالله!, أما هؤلاء القوم فمُجَرَّبٌ عليهم مثل هذه الأشياء, وما أحداث الدنمارك وألمانيا وفرنسا عنك ببعيد!, فالسلمون يحفظون حقوق غيرهم, أما غيرهم فلا يعرفون للمسلمين حقوقًا. فأيّ الفريقين أحقّ أن يسود ويعلى..؟! -سؤال للعقلانيين, وإلا فهو عندنا معلوم جوابه وسوف يكون!-.
هذا باختصارٍ شديد حول ماهية "المواطنة العَفِنَة".
الوقفة الثانية: هل هذه "المواطنة النَّتِنَهْ" دعى إليها الشيخ محمد حسان -حفظه الله- ويرسي قواعدها في القناة كما زعمَ كاتب المقال..؟!
الإجابة: أننا لا نريد منه ولا من غيره إجابة!, حيث أننا عالمون منهج الشيخ الربانيّ!, فهو بريىء من مثل هذه "الميوعة المقيتة" و "ترقيع المناهج السقيم",
وإلا فكل لقاءاته مشهودة منشورة مسجلة.. أين قال بأي شيء من هذا!؟
فالأصل في الشيخ السلامة وأنه على الجآدة -بفضلٍ من الله-, فمن أراد أن يُثبت عليه ضد ذلك فيأتي بالأدلة والبراهين الواضحة الدلالة, الغير قائمة على الظنون!
وانظروا على سبيل المثال لا الحصر إلى هذه المادة هنا
واستمعوا له وهو يتكلم أنه لا ضير بأن تتولى دولة الإنفاق على القناة بشرط ألا تتدخل في طريقة تبليغ الحق !
فالشيخ بريىءٌ من هذا الهراء!.. وهو رئيس القناة, والمواقف الرسمية للقناة تؤخذ من صاحبها!
أما أنه قد يكون صدر مثل هذا الكلام من بعض من ظهر على القناة, فهو قول مردود عليه لا عتبار له, حيث أن ديننا مبنيٌّ على الأدلة من كتاب الله وسنة رسول الله, لا من الكلمات الخارجة من بتات أفكار صاحبها المجردة من أي دليل!; نهيك على أن تكون معارضة للشرع!.
فغاية مافي الأمر أنه زلل من قائله -إن قيل أصلًا-. وإما أن يكون كلامه الشخصيّ; فعندها لا يمت للقناة ولا للمنهج القويم بصلةٍ.
الوقفة الثالثة:
فقد صدق كاتب المقال عندما قال بعد الجملة التي ذكرها آنفا
عبر التأكيد على أن القرآن الكريم والرسول صلى الله عليه وسلم دعا إلى معاملة أهل الكتاب بالحسنى والمعاملة الطيبة.
وهنا قد يَتَوَهَّم أحد ويقول أن هذا تعارض!.
فنقول له: بفضل الله لا تعارض بينهم!; حيث أننا نعامل أهل الكتاب بالحسنى ونقسطهم نعم!, أما أن يذوب النسيج ويصير مسلم مع نصراني مع بهائي وتضيع عقيدة "الولاء والبراء" فلا!
وأزيدكم وأدعوكم للتعرف على مزيد من سماحة الإسلام مع قوةٍ في الحق لرؤية هذه المحاضرة لعَلَمْ من أعلام علماء الإسلام; الشيخ الدكتور محمد إسماعيل المقدم: محاضرة باسم: تسامح المسلمين مع الكتابيين
للمشاهدة من هنا.
الوقفة الرابعة والأخيرة: لإخواني وأحبابي من بني جلدتي -سلَّمَكم الله-
اعلموا يارعاكم الله أن هذا الموقف الذي صدر منهم من إظهار ترحيب وحبّ ليس حبًّا لسواد عيون الشيخ محمد حسان كشخصٍ, أو تضامنًا لشيء يخص المسلمين هكذا بعموم; لا!!
بل كاتب المقال علَّل هذا الموقف وسبب هذه المحبة بقوله "لـكونه يرسي في قناته..."
هذه "اللام" هي لام التعليل, فتقدير الكلام كالآتي: لأنك يامحمد حسان تقوم بالدعوة للمواطنة وذوبان النسيج وتحقيق المراد لنا من مسح الهوية الإسلامية, من أجل ذلك نتضامن معك لإبقاء هذه القناة التي تُرَسِّخ لهذه المعاني!.
فهذا هو التقدير الحقيقي لكلامهم وموقفهم!, فعندما تَوَهَّموا أن الشيخ يقوم بذلك فعلوا هذا الأمر.. وعلَّل ذلك الكاتب بنفسه!
وإذ أننا قمنا بتبرءة الشيخ من هذا الإفك الأعرج فقد رجعت الأمور إلى نصابِها.. وهي بقاء بُغض هؤلاء القوم لنا ويتمنوا لنا الشر كلّه!!, وإلا فأين هم من إنكارهم على مشلوحهم "زكريا بؤبظ" عندما كان يهاجم الإسلام ورسوله..؟!
فالأمور واضحة جليّة لكل ذي بصيرة!
فانتبهوا يارعاكم الله لما يحدث من حولكم, ودَقِّقوا في كلام المقابل وَزِنُوه بميزان الشرع!
فإني أعذكم أن تكونوا مُغَفَّلين عن واقع أمتكم وأن تنساقوا خلف كل ناعق!..
فالله الله في دينكم إخوتي!, وخذوا حذركم وتَيَقَّظوا واعرفوا العدوَّ من الصديق!
فإن أمتكم خير أمة أُخرجت للناس!
" كنتم خير أمةٍ أخرجت للناس تأمرون بالمعروف وتنهون عن المنكر, وتؤمنون بالله, ولو آمن أهل الكتاب لكان خيرا لهم..."
فاثبتوا على عقيدتكم ولا تنساقوا خلف هذا الكلام المتهافت!, فإن بثباتكم على دينكم صغيره وكبيره يُهدى بكم; فقد قال النبي -عليه الصلاة والسلام- في الحديث الذي حسنه الألباني في صحيح الجامع, قال " واستقيموا يُستقم بكم "
فاستقيموا ياإخواني على مواقف الشريعة الواضحة الجلية.. ولا يوسوس لكم الشيطان باسم: مصلحة الدعوة! وتليين قلوبهم و و..
فمصلحة الدعوة لا تكون إلا بالمشروع لا بالمحظور!
فالله الله إخواني في دينكم.. فهو أقوم العقائد وأوضحها وأبينها!
"فستذكرون ما أقول لكم, وأفوضُ أمري إلى الله, إن الله بصيرٌ بالعباد"
وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين
منقول
تعليق