السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
الى الحماة الغالية
ألا تذكرين أيتها الحماة لحظة أن كبر ابنك، وتمنيت أن تفرحي بزواجه؟ ألا تذكرين ذلك والناس يهنئونك بأنك أدركت ابنك وسررت لزواجه؟ ألا تدركين بذلك أن الله أنعم عليك بنعمة حُرمت منها أخريات كثيرات ممن توفاهن الله قبل أن يروا أبناءهن أزواجاً ويفرحن بأولاد الابن؟!
ألا تذكرين أيتها الحماة الغالية يوم أن تزوجت؟ فإن كانت حماتك ظلمتك فقد ذقت مرارة الظلم فكُفِّي عنه، وإن كانت أحسنت معاملتك فليثمر الإحسان إحساناً.
أيتها الحماة الغالية
أترضين لابنتك أن تعاملها حماتها معاملة سيئة؟ لا شك أن كل أم تريد لابنتها معاملة طيبة، فإذا كنت تريدين لابنتك حسن المعاملة من حماتها، فأحسني معاملة زوجة ابنك، فمن هدي حبيبنا : "كما تدين تدان"، ويقول أيضاً: "لا يؤمن أحدكم حتى يحب لأخيه ما يحب لنفسه" (رواه البخاري ومسلم).
وثم مثل يقول: "اللي بيته من زجاج لا يحذف الناس بالطوب".
أيتها الحماة الغالية:
لا تسمعي لكلام الجهلة من الناس، واحرصي على سعادة ابنك وزوجته، فسعادتهما لا شك ستنعكس عليكِ إيجاباً، وشقاؤهما سينعكس عليكِ سلباً، فإذا كان هناك تقصير من زوجة ابنك فيمكن علاج الأمر بعتاب رقيق بدلاً من النقد الدائم الذي لا ينقطع، ويوغر الصدور، ويغير النفوس، واعلمي أن من أخطر الأمور على الحياة الزوجية لابنك التدخل في شؤونه الخاصة وشؤون زوجته، فكوني حريصة على استقرار ابنك وسعادته، ولا تنشغلي بدخول إنسان غيرك في حياته، فكل ميسّر لما خلق له، فحبه لك حب تقدير وتوقير، وحبك له حب عطف وحنان، والحب القائم بينه وبين زوجته حب له وظائف أخرى، لا تنافس وظائفك، ووجودك في حياته لا يعوضه وجود الزوجة، ووجود الزوجة لا يعوضه وجود إنسانة أخرى، وهكذا رسم الله - عز وجل - لنا الحياة وعلمنا سننها، حتى لا نحيد عنها، فنعيش جميعاً سعداء، ونلقاه - عز وجل - سعداء.
وتلك سنة الله في خلقه، وحكمته من الزواج، وحفظ النسل، قال - تعالى -: وهو الذي خلق من الماء بشرا فجعله نسبا وصهرا وكان ربك قديرا (54) (الفرقان).
تعليق