عوائـق في طـريق التـرقي
المؤمن السائر إلى الله عز وجل لابد أن يكون في جهادٍ دائم إلى يوم وفاته ، ولقاء ربه .
1- أما الشبهات : فهي تعتري الإنسان في أول سيره كضعف اليقين .. والوساوس ..والاعتراضات على الإسلام والقرآن والسنة .. وتأخذ نصيبها في القلب وتكدره.. وتضعف السير أو تقطعه عن الله والعياذ بالله.
فينبغي للمؤمن السائر إلى الله ألا يجعل قلبه مأوى للشبهات ومسكنالها .. بل يجب عليه طردها ودفعها و ليستعن على ذلك بمولاه ولا يدعو إلا إياه .
· تنبيه : هذه الشبهات تتولد من ضعف البصيرة في الدين .
2- وأما الشهوات : فهي كثيرة ، كأكل الحرام .. وحب الرياسة .. وشهوة الفرج والبطن المحرمة شرعا.. و الإسراف في اللباس وأنواع الطعام .. وما فتح الله به من زهرة الحياةالدنيا
فهذه وأمثالها تكدر السير الى الله إن لم تضعفه أوتقطعه بالكلية ..
ولذلك كان الرسول عليه الصلاة والسلام وأصحابه يكتفون باليسير من هذه الحياة الفانية الزائلة .
3- وأماأمراض النفس : فهي الصفات المذمومة .. والأخلاق السيئة الكامنة في النفس ، كالكبر والعُجب والحسد والحرص والجبن والغفلة والقسوة والكسل وحب الدنيا ونسيان الآخرة .. فالواجب على المؤمن الإجتهاد في دفعها والابتعاد عنها .
4- وأما آفات العبادات : فهي كالرياء والسمعة .. وحب الرياسة والظهور .. وطلب المدح من الناس .. وطلب الدنيا بالأعمال الصالحة .. وكعدم الخشوع أو سوء الأدب فيها .. أو ارتكاب أعمال تحبطها أو تفسدها .
فالمؤمن بصير يزكي أعماله و عباداته في هذا السير .
5- و أما الترقي في المقامات : فهي أن يترقى كل يوم في الإخلاص والخشوع والتضرع والاستكانة والدعاء والإحسان والتوكل والخشية والإنابة والصبر والشكر والذكر وقراءة القرآن والتوبة النصوح ومحاسبة النفس وحفظ الأوقات .. وأمثال ذلك . فهو دائما في جهاد ومجاهدة وصبر ومصابرة ، ولذلك كان الجهاد من شعب الإيمان ولابد على الإنسان من ملازمته في جميع أحواله وأوقاته وحركاته وسكناته .. والغافل بمعزل عن هذه الأمور .
· ولابد لهذه الأمور من شيئين ( حتى تقطعها ) :
1- العزم الحازم .. كما قال تعالى { لمن شاء منكم أن يستقيم } .
2- رحمة الله وإرادته ومشيئته : فإنه ما شاء كان وما لم يشأ لم يكن .. قال تعالى { وما تشاؤون إلا أن يشاء الله رب العالمين } .
· نصيحة مشفق : إن أردت أن تفوز برحمة الله وتوفيقه إعانته.. فعليك بالتضرع والدعاء والانكسار بين يديه .. فحري أن يستجاب لك.
عوائق وعلائق
· العوائق : فهي أنواع المخالفات ( السيئات ) ظاهرها وباطنها فإنها تعوق القلب عن سيره إلى الله وتقطع عليه طريقه وهي ثلاثة أمور :
1- عائق الشرك بتجريد التوحيد .
2- وعائق البدعة بتحقيق السنة .
3- وعائق المعصية بتصحيح التوبة .
- كيف تقوم بقطع هذه الأمور الثلاثة ؟
لا سبيل لقطع هذه الأمور الثلاثة، ورفضها إلا بقوة التعلق بالله تعالى، وإلا فقطعه لهذه ا لأموربدون تعلقه بالله ممتنع فإن النفس لا تترك مألوفها ومحبوبها إلا لمحبوب هو أحب إليها منه وآثر عندها منه وكلما قوي تعلقه بالله ضعف تعلقه بغيره وكذا بالعكس .
· والتعلق بالله تعالى : هو شدة الرغبة فيه وذلك على قدر معرفته بالله .
· العلائق : فهي كل ما تعلق به القلب دون الله ورسوله من ملاذ الدنيا وشهواتها ورياستها وصحبة الناس والتعلق بهم . اهـ بتصرف .
تعليق