السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
جنة الدنيا
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على اشرف المرسلين ، والة وصحبة اجمعين
الى الاخوة والاخوات الكرام .
قال الله تعالى :الَّذِي خَلَقَ الْمَوْتَ وَالْحَيَاةَ لِيَبْلُوَكُمْ أَيُّكُمْ أَحْسَنُ عَمَلًا وَهُوَ الْعَزِيزُ الْغَفُورُ ) الملك2
والناس فى حياتهم يتقلبون بين النعم والنقم والابتلاءات والمؤمن الموفق يعلم كيف يتعامل مع هذة الاختيارات
قال رسول الله صلى الله علية وسلم عجبا لامر المؤمن ، ان امرة كلة خبر ، وليس ذلك لاحد الا للمؤمن ، ان اصابة سراء شكر فكان خيرا لة ، وان اصابة ضراء صبر فكان خيرا لة ، ( صحيح مسلم )
ونعيم الدنيا لا يخلو من شقاء وتعب ونصب فنعيمها لا يبقى ، فاما ان يتركة الانسان ويموت ،واما ان يتركة وهو احوج ما يكون الية .
ونعيم الدنيا لا يشبع ، فلو ان لابن ادم واديا من ذهب لتمنى لة اثنين ، ولا يملا عين ابن ادم الا التراب.
ونعيم الدنيا لا يصفو ، فهو لا يخلو من تعب ونصب .
تعب كلها الحياة فواعجبا من راغب فى ازدياد
لقد كان رسول الله صلى الله علية وسلم يقول فى دعائة :
(اللهم بعلمك الغيب ، وقدرتك على الخلق ، احينى ماعلمت الحياة خيرا لى ، وتوفنى اذا علمت الوفاة خيرا لى ، اللهم واسالك خشيتك فى الغيب والشهادة ، واسالك كلمة الحق فى الرضى والغضب ، واسالك القصد فى الفقر والغنى ، واسالك نعيما لا ينفد ، واسالك قرة عين لا تنقطع ، واسالك الرضى بعد القضاء، واسالك برد العيش بعد الموت ، واسالك لذة النظر الى وجهك الكريم ، والشوق الى لقائك ، فى غير ضراء مضرة ، ولا فتنة مضلة ، اللهم زينا بزينة الايمان ، واجعلنا هداة مهديين ( رواة النسائى وصححه الالبانى )
فالنعيم الذى لا ينفد هو نعيم الله ، لا تعيم الدنيا لابد وان ينفد ، وقرة العين التى لا تنقطع تكون فى الجنة ، لان سرور الدنيا لا يدوم ، ولهذا قال رسول الله صلى الله علية وسلم
واسالك برد العيش يعد الموت واسالك لذة النظر الى وجهك وهذا كلة لا يكون الا فى الجنة .
الدنيا سجن المؤمن وجنة الكافر
روى مسلم فى صحيحة عن ابى هريرة رضى الله عنة قال : قال رسول الله صلى الله علية وسلم
(الدنيا سجن المؤمن وجنة الكافر) كتاب الذهد والرقائق (ح 2956 )
قال النووى فى شرح الحديث معناه ان المؤمن مسجون فيها ممنوع عن الشهوات المحرمة والمكروهة ، ومكلف لفعل الطاعات الشاقة ، فاذا مات استراح من هذا وانقلب الى ما اعد الله لة من النعبم الدائم والراحة الخالصة من المنغصات ، واما الكافر فانما لة من ذلك ماحصل فى الدنيا مع قلته وتكديرة بالمنغصات ، فاذا مات انقلب الى العذاب الدائم وشقاوة الابد .
ويشهد لهذا قول النبى صلى الله علية وسلم لعمر رضى الله عنة لما قال : ادع الله يارسول الله ان يوسع على امتك فقد وسع على فارس والروم وهم لا يعبدون الله ، فاستوى جالسا
وقال :( افى شك انت يا ابن الخطاب اولئك قوم عجلت لهم طيباتهم فى حياتهم الدنيا )
فقلت : استغفر لى يارسول الله ، متفق علية
ومن عدل الله عز وجل ان نعم الله الدنيوية يستوفيها الكافر فى الدنيا ، وليس له فى الاخرة نصيب
مر الحافظ ابن حجر العسقلانى ـ قاضى قضاة مصر ـ برجل يهودى يبيع السمن والزيت وكان ابن حجر يركب عربة تجرها البغال والناس حولة ، فاستوقفة اليهودى قائلا : ان نبيكم يقول : ( الدنيا سجن المؤمن وجنة الكافر ) فكيف اكون انا بهذه الحال ، وانت بهذه الحال، فقال ابن حجر :
انا فى سجن بالنسبة لما اعدة الله للمؤمنين فى الاخرة ، وانت فى جنة بالنسبة لما اعدة الله للكافيرن فى الجحيم فاسلم اليهودى .
والحقيقة ان الكافرين وان استمتعوا بالدنيا ، فانهم فى ركب وضيق لاعراضهم عن الله عز وجل ،
يقول الله تعالى : ( ومن اعرض عن ذكرى فان له معيشة ضنكا )
اذا رضى المؤمن بالله تعالى ربا وتذوق طعم الايمان ووجد حلاوتة ورضى عن الله تعالى فى كل مايفعلة به ويقدرة عليه ، وجد فى قلبه لذة لا تعادله لذة ، الا وهى لذة الرضى بالله والانس بة والشوق الى لقائه ، وحب هذا اللقاء ، ومن احب لقار الله / احب الله لقاءه ، ولقد كان النبى صلى الله علية وسلم يسال ربه لذة النظر اى وجهة الكريم والشوق الى لقائه ،ولما خيرة الله بين الدنيا وما فيها ، وبين لقاء الله ، اختار لقاء الله وقال ( اللهم الرفيق الاعلى ) .
اللهم ان نسالك الجنة وماقرب اليها من قول وعمل
ونعوذ بك من النار وما قرب اليها
من قول وعمل واخر داعوانا
ان الحمد لله رب العلمين
تعليق