إعـــــــلان

تقليص
لا يوجد إعلان حتى الآن.

علينا ان نتغير للاحسن

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • علينا ان نتغير للاحسن


    حين أنزل الله القرآن على نبيه محمد صلى الله عليه وسلم، وقرأه النبي الكريم صلى الله عليه وسلم على الأمة حينذاك ، بلغ أثره أعماق هذه القلوب ، وتغلغل في حنايا الضلوع ، وتمكن من مكامن الأرواح ، وبدل الله به هذه الأمة خلقاً آخر ، فكان الفارق عظيماً بين الأمة العربية فيجاهليتها وإسلامها .
    ولقد أثر القرآن في نفوس المشركين والمؤمنين على السواء ،ولكن أثره في نفوس المشركين كان أثراً وقتياً سلبياً ، وكانوا يفرون منه ، ويضعون الحوائل فيما بينهم وبينه ، ويقول بعضهم لبعض : ﴿لَا تَسْمَعُوا لِهَذَا الْقُرْآنِ وَالْغَوْا فِيهِ لَعَلَّكُمْ تَغْلِبُونَ﴾ (فصلت : 26).
    أما المؤمنون فكانوا ﴿ يَسْتَمِعُونَ الْقَوْلَ فَيَتَّبِعُونَ أَحْسَنَهُ أُولَئِكَ الَّذِينَ هَدَاهُمُ اللَّهُ وَأُولَئِكَ هُمْ أُولُو الْأَلْبَابِ﴾ (الزمر : 18) ...
    فكان أثر القرآن في نفوسهم دائما إيجابيا ، بدلهم وغيرهم ،وحولهم من حال إلى حال ، ودفعهم إلى كرائم الخصال وجلائل الأعمال .. ﴿ اللَّهُ نَزَّلَ أَحْسَنَ الْحَدِيثِ كِتَابًا مُتَشَابِهًا مَثَانِيَ تَقْشَعِرُّ مِنْهُ جُلُودُ الَّذِينَ يَخْشَوْنَ رَبَّهُمْ ثُمَّ تَلِينُ جُلُودُهُمْ وَقُلُوبُهُمْ إِلَى ذِكْرِ اللَّهِ ذَلِكَ هُدَى اللَّهِ يَهْدِي بِهِ مَنْ يَشَاءُ﴾
    (الزمر : 23).
    وها هو القرآن الكريم يتلى علينا، ويقرأ بين ظهرانينا ، فهل تغيرت به نفوسنا وانطبعت عليه أخلاقنا ، وفعل في قلوبنا كما كان يفعل في قلوب أسلافنا؟
    لا أيها الإخوان ..
    لقد صرنا نقرأ القرآن قراءة آلية صرفة، كلمات تتردد، ثم لا شيء إلا هذا ، أما فيض القرآن وروحانيته ، وهذاالسيال الدافق من التأثير القوي الفعال ، فمن بيننا وبينه حجاب ، ولهذا لم نكن صورةمن النسخة الأولى التي تأثرت بالقرآن وتبدلت نفوسها به، وها نحن الآن نريد أن نقتدي بهذا السلف ، ونريد أن تنهض من جديد في نفوس المسلمين وشعور المسلمين أمةالقرآن ودولة القرآن.
    إننا نؤثر الدنيا ونحبها من كل قلوبنا ، فهل لنا أن نستمع إلى قول الله العلي الكبير ﴿ قُلْ إِنْ كَانَ آبَاؤُكُمْ وَأَبْنَاؤُكُمْ وَإِخْوَانُكُمْ وَأَزْوَاجُكُمْ وَعَشِيرَتُكُمْ وَأَمْوَالٌ اقْتَرَفْتُمُوهَا وَتِجَارَةٌ تَخْشَوْنَ كَسَادَهَا وَمَسَاكِنُ تَرْضَوْنَهَا أَحَبَّ إِلَيْكُمْ مِنَ اللَّهِ وَرَسُولِهِ وَجِهَادٍ فِيسَبِيلِهِ فَتَرَبَّصُوا حَتَّى يَأْتِيَ اللَّهُ بِأَمْرِهِ وَاللَّهُ لَا يَهْدِي الْقَوْمَ الْفَاسِقِينَ﴾ (التوبة : 24) ...
    وقوله تعالى: ﴿بَلْ تُؤْثِرُونَ الْحَيَاةَ الدُّنْيَا * وَالْآخِرَةُ خَيْرٌ وَأَبْقَى﴾
    (الأعلى / 16-17) ....
    وقوله تعالى : ﴿مَا عِنْدَكُمْ يَنْفَدُ وَمَا عِنْدَ اللَّهِ بَاقٍ﴾ (النحل : 96).
    فلنؤثر ما عند الله على ما عند أنفسنا ، ونحرص على مرضاته وجزيل مثوبته ، ولا نعبأ بما يصيبنا في سبيل الحق الذي ندبنا إليه من أذى في النفوس أو الأموال .. ،
    ولن يصيبنا إلا ما كتب الله لنا، ولن يصيبنا إلا الخير بإذن الله
    ﴿فَانْقَلَبُوابِنِعْمَةٍ مِنَ اللَّهِ وَفَضْلٍ لَمْ يَمْسَسْهُمْ سُوءٌ وَاتَّبَعُوا رِضْوَانَ اللَّهِ وَاللَّهُ ذُو فَضْلٍ عَظِيمٍ * إِنَّمَا ذَلِكُمُ الشَّيْطَانُ يُخَوِّفُ أَوْلِيَاءَهُ فَلَا تَخَافُوهُمْ وَخَافُونِ إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ﴾ (آل عمران/174-175).
    وإننا ننظر إلى الأسباب نظرة هي كل شيء ، ونهمل في حسابنا إرادة العلي الكبير ، ومناصرته لأوليائه من حيث لا يحتسبون ، وتأييده إياهم بمايعلم الناس وما لا يعلمون ،
    والله تعالى يقول : ﴿وَمَنْ يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَلْ لَهُ مَخْرَجًا * وَيَرْزُقْهُ مِنْ حَيْثُ لَا يَحْتَسِبُ وَمَنْ يَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ فَهُوَحَسْبُهُ إِنَّ اللَّهَ بَالِغُ أَمْرِهِ قَدْ جَعَلَ اللَّهُ لِكُلِّ شَيْءٍ قَدْرًا﴾ (الطلاق/ 2-3) ....
    ويقول : ﴿وَنُرِيدُ أَنْ نَمُنَّ عَلَى الَّذِينَ اسْتُضْعِفُوا فِي الْأَرْضِ وَنَجْعَلَهُمْ أَئِمَّةً وَنَجْعَلَهُمُ الْوَارِثِينَ * وَنُمَكِّنَ لَهُمْ فِي الْأَرْضِ﴾ (القصص/ 5 – 6) ..
    إلى غير ذلك من الآيات التي تكل الأمر كله لله من قبل ومن بعد.
    فهل لنا أن تتغير نفوسنا بهذا الوحي الرباني ، والوعدالقرآني ، والتنزيل السماوي ، فنكون بما في يد الله أوثق منا بما في يد أنفسنا؟!
    إننا نغضب لأوهى الأسباب ، ونتقاطع ونتدابر بسبب وبغيرسبب ، وتفرق بيننا الآراء والأهواء والشهوات والمنازع والدنيا والعرض الزائل ،والوهم ، والأمنية الباطلة ، والغاية الفانية الزائلة ،
    والله يقول : ﴿وَاعْتَصِمُوا بِحَبْلِ اللَّهِ جَمِيعًا وَلَا تَفَرَّقُواوَاذْكُرُوا نِعْمَتَ اللَّهِ عَلَيْكُمْ إِذْ كُنْتُمْ أَعْدَاءً فَأَلَّفَ بَيْنَ قُلُوبِكُمْ فَأَصْبَحْتُمْ بِنِعْمَتِهِ إِخْوَانًا﴾
    (آل عمران : 103) ...
    ويقول : ﴿إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ إِخْوَةٌ﴾(الحجرات : 10) ...
    ويقول : ﴿وَالْمُؤْمِنُونَ وَالْمُؤْمِنَاتُ بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاءُ بَعْضٍ﴾ (التوبة-71)
    فهل لنا أن نتأثر بهذا الخطاب الكريم، فننسى الضغائن والأحقاد، ونطهر النفوس والصدور، ونجتمع على كلمة الله، ونكون إخوانا لذاته،متحابين بروحه، متعاونين على مرضاته ؟ ...
    إن الله يقول: ﴿ قَدْ أَفْلَحَ الْمُؤْمِنُونَ (1) الَّذِينَ هُمْ فِيصَلَاتِهِمْ خَاشِعُونَ (2) وَالَّذِينَ هُمْ عَنِ اللَّغْوِ مُعْرِضُونَ (3)وَالَّذِينَ هُمْ لِلزَّكَاةِ فَاعِلُونَ (4) وَالَّذِينَ هُمْ لِفُرُوجِهِمْحَافِظُونَ (5) إِلَّا عَلَى أَزْوَاجِهِمْ أَوْ مَا مَلَكَتْ أَيْمَانُهُمْ فَإِنَّهُمْ غَيْرُ مَلُومِينَ (6) فَمَنِ ابْتَغَى وَرَاءَ ذَلِكَ فَأُولَئِكَهُمُ الْعَادُونَ (7) وَالَّذِينَ هُمْ لِأَمَانَاتِهِمْ وَعَهْدِهِمْ رَاعُونَ (8)وَالَّذِينَ هُمْ عَلَى صَلَوَاتِهِمْ يُحَافِظُونَ (9) أُولَئِكَ هُمُ الْوَارِثُونَ (10) الَّذِينَ يَرِثُونَ الْفِرْدَوْسَ هُمْ فِيهَاخَالِدُونَ﴾
    (المؤمنون : 1 – 11).
    فأين نحن من هذه الأوصاف الكريمة والسمات الفاضلة التي وسم الله بها عباده المؤمنين؟ ... الخشوع في الصلاة والمحافظة عليها، والإعراض عن اللغو في القول، والعمل على تجنب مالا يفيد ولا ينفع، وكل صغير وكبير مستطر، وأداء الزكاة: زكاة الفطر وزكاة المال ؛ إبراءً للذمة، وتطهيرا للثروة، ومنعا للفتنة، وبرًّاللفقراء والمساكين.
    وحفظ الفروج وصيانتهاعن غير ما أحل الله لها، وحفظ ما يتصل بها من العين والأذن والفم والأنف، واليد،والرجل، وقديما قال الشاعر العربي معن بن أوس المزني :
    لعمرك ما أهويت كفي لريبة
    ولا حملتني نحو فاحشة رجلي
    ولا قادني سمعي ولا بصري لها
    ولا دلني رأيي عليها ولا عقلي
    حفظ الفروج وما إليها؛ سمواً بالعاطفة، وعلوا بالروح، وتنزيها للنفس، وصيانة للعرض، وصرعاً للشيطان،وإرضاءً للرحمن، وأداءً للأمانة والوفاء بالعهد ؛ أداءً للحق، واعتداداً بالنفس،وتوفيراً للثقة، وإقامة لميزان التعامل والتعاون بين الناس .
    أين نحن الآن من هذه الأوصاف القرآنية التي أضفاها الإسلام على أبناءه من المؤمنين الصادقين، والتي تخلقبها سلفنا، فكانوا خير أمة أخرجت للناس؟
    هذه نماذج من تعاليمالقرآن التي طبع بها نفوس أسلافنا فانعكست في مرآة أخلاقهم، وأضاءت أشعة نورانيةللناس، وهدتهم، وهدت بهم سواء السبيل ؛ فهل تتغير نفوسنا فتتغير أحوالنا؟
    اللهم حقق الرجاء،وأجب النداء ..
    آمين .
    التعديل الأخير تم بواسطة ام نظام; الساعة 10-05-2010, 04:19 PM. سبب آخر: تكبير الخط وفصل الكلمات المتلاصقة جزاكم الله خيراً
    سبحان الله والحمد لله ولا إله إلا الله والله أكبر
    اللهم صلى على محمد وعلى ال محمد بكل طرفة عين وتنفس نفس بعدد ما وسعه علم الله
    نصائح لرسول الله

  • #2
    رد: علينا ان نتغير للاحسن

    جزاكِ الله خيراً ونفع الله بكِ
    موضوع رااائع
    جعلنا الله وإياكم من أهل القرآن وخاصته


    قال الشيخ الألباني رحمه الله: إن هذا الطريق طويل ونحن نمشي فيه مشي السلحفاة لايهمنا أن نصل المهم أن نموت علي الطريق

    تعليق


    • #3
      رد: علينا ان نتغير للاحسن


      جزاك الله خيرا اختى موضوع اكثر من رائع اهنيكى علية
      اللهم طهر قلوبنا اللهم اجعلنا من حفظة القرآن وتعاليم السنة المطهرة
      اللهم امين .................امين
      :a7:

      تعليق


      • #4
        رد: علينا ان نتغير للاحسن

        جزاكم الله خيرا وباركالله فيك اختاه
        طهر الله قلوبنا وجعلها خالصة لوجهه
        لبست ثوب الرجا والناس قد رقدوا
        وقمت اشكو الى مولاى ماأجد
        فقلت ياعدتى فى كل نائبة ومن عليه لكشف الضر اعتمد
        اشكو اليك امورا انت تعلمها مالى على حملها صبر ولاجلد
        وقد مددت يدى بالذل مبتهلا اليك ياخير من مدت اليه يد
        فلا تردنها يارب خائبة فبحر جودك يروى كل من يرد

        تعليق


        • #5
          رد: علينا ان نتغير للاحسن

          جزاك الله خيرا

          تعليق


          • #6
            رد: علينا ان نتغير للاحسن

            هذا الموضوع مقتبس من حديث للاستاذ حسن البنا ونسيت ان اذكر زلك واعطى كل ذى حق حقه
            سبحان الله والحمد لله ولا إله إلا الله والله أكبر
            اللهم صلى على محمد وعلى ال محمد بكل طرفة عين وتنفس نفس بعدد ما وسعه علم الله
            نصائح لرسول الله

            تعليق


            • #7
              رد: علينا ان نتغير للاحسن

              المشاركة الأصلية بواسطة د/ آمال محمد مشاهدة المشاركة



              حين أنزل الله القرآن على نبيه محمد صلى الله عليه وسلم، وقرأه النبي الكريم صلى الله عليه وسلم على الأمة حينذاك ، بلغ أثره أعماق هذه القلوب ، وتغلغل في حنايا الضلوع ، وتمكن من مكامن الأرواح ، وبدل الله به هذه الأمة خلقاً آخر ، فكان الفارق عظيماً بين الأمة العربية فيجاهليتها وإسلامها .
              ولقد أثر القرآن في نفوس المشركين والمؤمنين على السواء ،ولكن أثره في نفوس المشركين كان أثراً وقتياً سلبياً ، وكانوا يفرون منه ، ويضعون الحوائل فيما بينهم وبينه ، ويقول بعضهم لبعض : ﴿لَا تَسْمَعُوا لِهَذَا الْقُرْآنِ وَالْغَوْا فِيهِ لَعَلَّكُمْ تَغْلِبُونَ﴾ (فصلت : 26).
              أما المؤمنون فكانوا ﴿ يَسْتَمِعُونَ الْقَوْلَ فَيَتَّبِعُونَ أَحْسَنَهُ أُولَئِكَ الَّذِينَ هَدَاهُمُ اللَّهُ وَأُولَئِكَ هُمْ أُولُو الْأَلْبَابِ﴾ (الزمر : 18) ...
              فكان أثر القرآن في نفوسهم دائما إيجابيا ، بدلهم وغيرهم ،وحولهم من حال إلى حال ، ودفعهم إلى كرائم الخصال وجلائل الأعمال .. ﴿ اللَّهُ نَزَّلَ أَحْسَنَ الْحَدِيثِ كِتَابًا مُتَشَابِهًا مَثَانِيَ تَقْشَعِرُّ مِنْهُ جُلُودُ الَّذِينَ يَخْشَوْنَ رَبَّهُمْ ثُمَّ تَلِينُ جُلُودُهُمْ وَقُلُوبُهُمْ إِلَى ذِكْرِ اللَّهِ ذَلِكَ هُدَى اللَّهِ يَهْدِي بِهِ مَنْ يَشَاءُ﴾
              (الزمر : 23).
              وها هو القرآن الكريم يتلى علينا، ويقرأ بين ظهرانينا ، فهل تغيرت به نفوسنا وانطبعت عليه أخلاقنا ، وفعل في قلوبنا كما كان يفعل في قلوب أسلافنا؟
              لا أيها الإخوان ..
              لقد صرنا نقرأ القرآن قراءة آلية صرفة، كلمات تتردد، ثم لا شيء إلا هذا ، أما فيض القرآن وروحانيته ، وهذاالسيال الدافق من التأثير القوي الفعال ، فمن بيننا وبينه حجاب ، ولهذا لم نكن صورةمن النسخة الأولى التي تأثرت بالقرآن وتبدلت نفوسها به، وها نحن الآن نريد أن نقتدي بهذا السلف ، ونريد أن تنهض من جديد في نفوس المسلمين وشعور المسلمين أمةالقرآن ودولة القرآن.
              إننا نؤثر الدنيا ونحبها من كل قلوبنا ، فهل لنا أن نستمع إلى قول الله العلي الكبير ﴿ قُلْ إِنْ كَانَ آبَاؤُكُمْ وَأَبْنَاؤُكُمْ وَإِخْوَانُكُمْ وَأَزْوَاجُكُمْ وَعَشِيرَتُكُمْ وَأَمْوَالٌ اقْتَرَفْتُمُوهَا وَتِجَارَةٌ تَخْشَوْنَ كَسَادَهَا وَمَسَاكِنُ تَرْضَوْنَهَا أَحَبَّ إِلَيْكُمْ مِنَ اللَّهِ وَرَسُولِهِ وَجِهَادٍ فِيسَبِيلِهِ فَتَرَبَّصُوا حَتَّى يَأْتِيَ اللَّهُ بِأَمْرِهِ وَاللَّهُ لَا يَهْدِي الْقَوْمَ الْفَاسِقِينَ﴾ (التوبة : 24) ...
              وقوله تعالى: ﴿بَلْ تُؤْثِرُونَ الْحَيَاةَ الدُّنْيَا * وَالْآخِرَةُ خَيْرٌ وَأَبْقَى﴾
              (الأعلى / 16-17) ....
              وقوله تعالى : ﴿مَا عِنْدَكُمْ يَنْفَدُ وَمَا عِنْدَ اللَّهِ بَاقٍ﴾ (النحل : 96).
              فلنؤثر ما عند الله على ما عند أنفسنا ، ونحرص على مرضاته وجزيل مثوبته ، ولا نعبأ بما يصيبنا في سبيل الحق الذي ندبنا إليه من أذى في النفوس أو الأموال .. ،
              ولن يصيبنا إلا ما كتب الله لنا، ولن يصيبنا إلا الخير بإذن الله
              ﴿فَانْقَلَبُوابِنِعْمَةٍ مِنَ اللَّهِ وَفَضْلٍ لَمْ يَمْسَسْهُمْ سُوءٌ وَاتَّبَعُوا رِضْوَانَ اللَّهِ وَاللَّهُ ذُو فَضْلٍ عَظِيمٍ * إِنَّمَا ذَلِكُمُ الشَّيْطَانُ يُخَوِّفُ أَوْلِيَاءَهُ فَلَا تَخَافُوهُمْ وَخَافُونِ إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ﴾ (آل عمران/174-175).
              وإننا ننظر إلى الأسباب نظرة هي كل شيء ، ونهمل في حسابنا إرادة العلي الكبير ، ومناصرته لأوليائه من حيث لا يحتسبون ، وتأييده إياهم بمايعلم الناس وما لا يعلمون ،
              والله تعالى يقول : ﴿وَمَنْ يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَلْ لَهُ مَخْرَجًا * وَيَرْزُقْهُ مِنْ حَيْثُ لَا يَحْتَسِبُ وَمَنْ يَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ فَهُوَحَسْبُهُ إِنَّ اللَّهَ بَالِغُ أَمْرِهِ قَدْ جَعَلَ اللَّهُ لِكُلِّ شَيْءٍ قَدْرًا﴾ (الطلاق/ 2-3) ....
              ويقول : ﴿وَنُرِيدُ أَنْ نَمُنَّ عَلَى الَّذِينَ اسْتُضْعِفُوا فِي الْأَرْضِ وَنَجْعَلَهُمْ أَئِمَّةً وَنَجْعَلَهُمُ الْوَارِثِينَ * وَنُمَكِّنَ لَهُمْ فِي الْأَرْضِ﴾ (القصص/ 5 – 6) ..
              إلى غير ذلك من الآيات التي تكل الأمر كله لله من قبل ومن بعد.
              فهل لنا أن تتغير نفوسنا بهذا الوحي الرباني ، والوعدالقرآني ، والتنزيل السماوي ، فنكون بما في يد الله أوثق منا بما في يد أنفسنا؟!
              إننا نغضب لأوهى الأسباب ، ونتقاطع ونتدابر بسبب وبغيرسبب ، وتفرق بيننا الآراء والأهواء والشهوات والمنازع والدنيا والعرض الزائل ،والوهم ، والأمنية الباطلة ، والغاية الفانية الزائلة ،
              والله يقول : ﴿وَاعْتَصِمُوا بِحَبْلِ اللَّهِ جَمِيعًا وَلَا تَفَرَّقُواوَاذْكُرُوا نِعْمَتَ اللَّهِ عَلَيْكُمْ إِذْ كُنْتُمْ أَعْدَاءً فَأَلَّفَ بَيْنَ قُلُوبِكُمْ فَأَصْبَحْتُمْ بِنِعْمَتِهِ إِخْوَانًا﴾
              (آل عمران : 103) ...
              ويقول : ﴿إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ إِخْوَةٌ﴾(الحجرات : 10) ...
              ويقول : ﴿وَالْمُؤْمِنُونَ وَالْمُؤْمِنَاتُ بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاءُ بَعْضٍ﴾ (التوبة-71)
              فهل لنا أن نتأثر بهذا الخطاب الكريم، فننسى الضغائن والأحقاد، ونطهر النفوس والصدور، ونجتمع على كلمة الله، ونكون إخوانا لذاته،متحابين بروحه، متعاونين على مرضاته ؟ ...
              إن الله يقول: ﴿ قَدْ أَفْلَحَ الْمُؤْمِنُونَ (1) الَّذِينَ هُمْ فِيصَلَاتِهِمْ خَاشِعُونَ (2) وَالَّذِينَ هُمْ عَنِ اللَّغْوِ مُعْرِضُونَ (3)وَالَّذِينَ هُمْ لِلزَّكَاةِ فَاعِلُونَ (4) وَالَّذِينَ هُمْ لِفُرُوجِهِمْحَافِظُونَ (5) إِلَّا عَلَى أَزْوَاجِهِمْ أَوْ مَا مَلَكَتْ أَيْمَانُهُمْ فَإِنَّهُمْ غَيْرُ مَلُومِينَ (6) فَمَنِ ابْتَغَى وَرَاءَ ذَلِكَ فَأُولَئِكَهُمُ الْعَادُونَ (7) وَالَّذِينَ هُمْ لِأَمَانَاتِهِمْ وَعَهْدِهِمْ رَاعُونَ (8)وَالَّذِينَ هُمْ عَلَى صَلَوَاتِهِمْ يُحَافِظُونَ (9) أُولَئِكَ هُمُ الْوَارِثُونَ (10) الَّذِينَ يَرِثُونَ الْفِرْدَوْسَ هُمْ فِيهَاخَالِدُونَ﴾
              (المؤمنون : 1 – 11).
              فأين نحن من هذه الأوصاف الكريمة والسمات الفاضلة التي وسم الله بها عباده المؤمنين؟ ... الخشوع في الصلاة والمحافظة عليها، والإعراض عن اللغو في القول، والعمل على تجنب مالا يفيد ولا ينفع، وكل صغير وكبير مستطر، وأداء الزكاة: زكاة الفطر وزكاة المال ؛ إبراءً للذمة، وتطهيرا للثروة، ومنعا للفتنة، وبرًّاللفقراء والمساكين.
              وحفظ الفروج وصيانتهاعن غير ما أحل الله لها، وحفظ ما يتصل بها من العين والأذن والفم والأنف، واليد،والرجل، وقديما قال الشاعر العربي معن بن أوس المزني :
              لعمرك ما أهويت كفي لريبة
              ولا حملتني نحو فاحشة رجلي
              ولا قادني سمعي ولا بصري لها
              ولا دلني رأيي عليها ولا عقلي
              حفظ الفروج وما إليها؛ سمواً بالعاطفة، وعلوا بالروح، وتنزيها للنفس، وصيانة للعرض، وصرعاً للشيطان،وإرضاءً للرحمن، وأداءً للأمانة والوفاء بالعهد ؛ أداءً للحق، واعتداداً بالنفس،وتوفيراً للثقة، وإقامة لميزان التعامل والتعاون بين الناس .
              أين نحن الآن من هذه الأوصاف القرآنية التي أضفاها الإسلام على أبناءه من المؤمنين الصادقين، والتي تخلقبها سلفنا، فكانوا خير أمة أخرجت للناس؟
              هذه نماذج من تعاليمالقرآن التي طبع بها نفوس أسلافنا فانعكست في مرآة أخلاقهم، وأضاءت أشعة نورانيةللناس، وهدتهم، وهدت بهم سواء السبيل ؛ فهل تتغير نفوسنا فتتغير أحوالنا؟
              اللهم حقق الرجاء،وأجب النداء ..

              آمين .
              f
              التعديل الأخير تم بواسطة د/ آمال محمد; الساعة 11-05-2010, 08:48 PM. سبب آخر: اضافة جمله اقتباس من حديث للدكتور حسن البنا
              سبحان الله والحمد لله ولا إله إلا الله والله أكبر
              اللهم صلى على محمد وعلى ال محمد بكل طرفة عين وتنفس نفس بعدد ما وسعه علم الله
              نصائح لرسول الله

              تعليق

              يعمل...
              X