أولا ً : الرقائق
رحماك ربي . . غربت شمسي
رحماك ربي . . غربت شمسي
أبو مهند القمري
صمت صوت التهليل والتكبير والتحميد وقراءة القرآن الذي كان يقطع سكون الليل، ويُشعُّ في جنبات بيتنا روح الطمأنينة والسكينة!!
سكتت الدعوات الحارة من أعماق القلب الطاهر بطلب الحفظ والبركة وسعة الرزق!!
انقطعت من عتبات الدار تزاحم أقدام القريب والبعيد من الناس الذين يفدون على القلب الكبير والأم الحنون التي ما فتئت تلملم الشمل وتصلح ذات البين!!
ذهبت حاضنة المساكين التي كانت لا ترد سائلهم _ ولو لم تكن تملك المال _ لباعت من زينتها ومتاع دنيتها الفانية؛ لتكون سنداً بعد الله لهم وتبرهن على أن يقينها بما عند الله أوثق مما في أيدي الناس!!
ذابت تلك الشمعة الزاهرة بعدما أضاءت في قلوب من حولها جميع ألوان البذل للآخرين!!
لقد ماتت أمي . . .
ماتت ولم تعلم أني كنت أحيا بدعائها . . وأتلمس خطواتي على ضوء رقة كلماتها التي كانت تخفق بحنانها مسامع قلبي قبلما تطرق مني الآذان!!
ماتت ولم تعلم أني كنت أتلهف شوقاً لتلك اللحظة التي أروي فيها ظمأ قلبها الحنون بتفريج المزيد من كربات جموع المساكين الذين كانت تحمل هموم حاجتهم صباح مساء، بعدما يوسع الله عليَّ من رزقه!!
ماتت وقد جمعت عليَّ غربتين . . غربتي عنها عشرين عاماً بيد الظلم والطغيان . . وغربتها الآن عني في لحود القبور والنسيان!!
ماتت ولم تنس في لحظات فراقها الأخير أن تودعني وداعاً خاصاً بأن توصي من حولها أن أكون أول من يعرف بموتها رجاء الدعاء لها عند نزولها إلى قبرها!! ولا تدري المسكينة أنني كنت أحوج الناس لدعائها!!
لقد تركتني يتيماً بفراقها من كل شيئ . . فلا الدنيا ولا الأولاد ولا الأموال أصبح لها أي قيمة بعد فراقها!! حيث كانت هي بهجة دنيتي وفرحة أبنائي ومبتغى سعيي للحصول على الأموال لإسعادها!!
فإليك أمي . .
لقد فارقتي الأحبة بجسدك . . غير أن طيف حنانك الذي لم يفارقني طوال عشرين عاماً هو زمن غربتي عنك لا يزال يلوح في أفقي فلا تحرميني منه برحيلك ؛ حيث لم يبق لي في غربتي سواه!!
أمــــاه . .
هل بوسع غربتيـنا أن تجعل لنا من المنام ملتقى؛ كي أبوح لك بهمومي وأسراري كما تعودت لقائك ليلة كل جمعة عبر الهاتف لأمنح قلبي الأمان من خلال نبرات صوتك الحاني؟!
مهجة فؤادي . .
والله لولا أنه قدر الله وقضائه؛ لسألت الله أن يجعلني فداك .. فأنت مهجة القلب وبهجة الحياة وبلسم الفؤاد .. فلا بأس عليك أبداً من لقاء من هو أرحم بك من الوالدة بولدها . . ولا بأس عليك من سكرات الموت وقد كانت شهادة التوحيد آخر ما تردد به لسانك . . ولا بأس عليك بإذن الله من ظلمة القبر وقد شهد لك البعيد قبل القريب بحب الناس الذي هو بإذن الله علامة على حب الله لك.
ربــــاه . .
قد استودعتك مهجة النفس أمانة عندك . . فأحسن اللهم منقلبها إليك . . واجعل من الجنة مثاوها لديك . . وأحسن عاقبتها بين يديك . . وارحم مفجوعاً بها قد سلم أمره إليك . . يدعوك ويتذلل إليك بأن تجمع بينها وبينه في مستقر رحمتك من غير سابقة عذاب ولا مناقشة حساب . .
فلقد كانت كل شيء في حياتي، بل هي شمس حياتي . .
فرحماك ربي . . قد غربت شمسي
ملحوظة : أرجو من جميع الأحبة الترحم عليها وسؤال الله العفو والمغفرة لها ولوالدي الذي سبقها إلى رحمة الله تعالى إنه جواد كريم
سكتت الدعوات الحارة من أعماق القلب الطاهر بطلب الحفظ والبركة وسعة الرزق!!
انقطعت من عتبات الدار تزاحم أقدام القريب والبعيد من الناس الذين يفدون على القلب الكبير والأم الحنون التي ما فتئت تلملم الشمل وتصلح ذات البين!!
ذهبت حاضنة المساكين التي كانت لا ترد سائلهم _ ولو لم تكن تملك المال _ لباعت من زينتها ومتاع دنيتها الفانية؛ لتكون سنداً بعد الله لهم وتبرهن على أن يقينها بما عند الله أوثق مما في أيدي الناس!!
ذابت تلك الشمعة الزاهرة بعدما أضاءت في قلوب من حولها جميع ألوان البذل للآخرين!!
لقد ماتت أمي . . .
ماتت ولم تعلم أني كنت أحيا بدعائها . . وأتلمس خطواتي على ضوء رقة كلماتها التي كانت تخفق بحنانها مسامع قلبي قبلما تطرق مني الآذان!!
ماتت ولم تعلم أني كنت أتلهف شوقاً لتلك اللحظة التي أروي فيها ظمأ قلبها الحنون بتفريج المزيد من كربات جموع المساكين الذين كانت تحمل هموم حاجتهم صباح مساء، بعدما يوسع الله عليَّ من رزقه!!
ماتت وقد جمعت عليَّ غربتين . . غربتي عنها عشرين عاماً بيد الظلم والطغيان . . وغربتها الآن عني في لحود القبور والنسيان!!
ماتت ولم تنس في لحظات فراقها الأخير أن تودعني وداعاً خاصاً بأن توصي من حولها أن أكون أول من يعرف بموتها رجاء الدعاء لها عند نزولها إلى قبرها!! ولا تدري المسكينة أنني كنت أحوج الناس لدعائها!!
لقد تركتني يتيماً بفراقها من كل شيئ . . فلا الدنيا ولا الأولاد ولا الأموال أصبح لها أي قيمة بعد فراقها!! حيث كانت هي بهجة دنيتي وفرحة أبنائي ومبتغى سعيي للحصول على الأموال لإسعادها!!
فإليك أمي . .
لقد فارقتي الأحبة بجسدك . . غير أن طيف حنانك الذي لم يفارقني طوال عشرين عاماً هو زمن غربتي عنك لا يزال يلوح في أفقي فلا تحرميني منه برحيلك ؛ حيث لم يبق لي في غربتي سواه!!
أمــــاه . .
هل بوسع غربتيـنا أن تجعل لنا من المنام ملتقى؛ كي أبوح لك بهمومي وأسراري كما تعودت لقائك ليلة كل جمعة عبر الهاتف لأمنح قلبي الأمان من خلال نبرات صوتك الحاني؟!
مهجة فؤادي . .
والله لولا أنه قدر الله وقضائه؛ لسألت الله أن يجعلني فداك .. فأنت مهجة القلب وبهجة الحياة وبلسم الفؤاد .. فلا بأس عليك أبداً من لقاء من هو أرحم بك من الوالدة بولدها . . ولا بأس عليك من سكرات الموت وقد كانت شهادة التوحيد آخر ما تردد به لسانك . . ولا بأس عليك بإذن الله من ظلمة القبر وقد شهد لك البعيد قبل القريب بحب الناس الذي هو بإذن الله علامة على حب الله لك.
ربــــاه . .
قد استودعتك مهجة النفس أمانة عندك . . فأحسن اللهم منقلبها إليك . . واجعل من الجنة مثاوها لديك . . وأحسن عاقبتها بين يديك . . وارحم مفجوعاً بها قد سلم أمره إليك . . يدعوك ويتذلل إليك بأن تجمع بينها وبينه في مستقر رحمتك من غير سابقة عذاب ولا مناقشة حساب . .
فلقد كانت كل شيء في حياتي، بل هي شمس حياتي . .
فرحماك ربي . . قد غربت شمسي
ملحوظة : أرجو من جميع الأحبة الترحم عليها وسؤال الله العفو والمغفرة لها ولوالدي الذي سبقها إلى رحمة الله تعالى إنه جواد كريم
تعليق