بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
من كتاب التعبير
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
من كتاب التعبير
قال تعالى : ( لَهُمُ الْبُشْرَى فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَفِي الْآخِرَةِ ) (يونس:64) قال بعض المفسرين : يعني الرؤيا الصالحة والرؤيا الصالحة جزء من ست وأربعين جزء من النبوة، كما ورد في الحديث الصحيح عنه – صلى الله عليه وسلم -: ( لم يبق من النبوة إلا المبشرات، وهي الرؤيا الصالحة يراها المسلم أو ترى له ) .
والرؤيا الصادقة هي التي تطل بك على ما وراء واقعك مما لم يخطر في تصورك ثم تأتي الأحداث بها على الصورة التي رأيت وهي إلهامات يلهمها الله للروح عند تجردها من البدن وقت النوم فتارة يراها العبد على صورتها الخارجية الظاهرة كما في رؤيا الأذان، وتارة يضرب له فيها أمثال محسوسة ليعبر بها أمور معقولة أو محسوسة تشبهها كرؤيا ملك مصر ونحوها .
ما هي الرؤيا :
الرؤيا: هي ما يرى في المنام وجمعها رؤى .
وقد قال شيخ الإسلام – رحمه الله -: فصل في الكون يقظة ومنام ‘‘لما كانت الرؤيا بالعين للأشياء على وجهين’’ :
أحدهما: رؤية العين، وهي الرؤية مطلقة كما قال النبي – صلى الله عليه وسلم -: ‘‘إنكم ترون ربكم كما ترون الشمس والقمر’’ .
والثاني: رؤية المثال، وهي الرؤية في الماء أو المرآة وهي رؤية مقيدة . وهكذا القلب شأنه أن يبصر، كما قال تعالى:
( فَإِنَّهَا لا تَعْمَى الْأَبْصَارُ وَلَكِنْ تَعْمَى الْقُلُوبُ الَّتِي فِي الصُّدُورِ ) (الحج:46) فتارة يرى الشيء نفسه إذا كشف له وتارة يراه في قلبه الذي هو مرآته يقظة أو مناماً، كالرجل يرى الشيء في المنام ثم يكون إياه في اليقظة من غير تغيير .
وللقلب حالة ثالثة: كما للعين نظر في المنام وهي التي تقع لغالب الخلق . وهي أن يرى الرؤيا مثلاً مضروباً للحقيقة، لا يضبط رؤية الحقيقة بنفسها ولا بواسطة مرآة قلبه ولكن يرى ما له تعبير فيعبر به .
والرؤيا للأنبياء نوع من أنواع الوحي كما قال ابن عباس وعبيد بن عمير وقرأ:
( إِنِّي أَرَى فِي الْمَنَامِ أَنِّي أَذْبَحُكَ ) (الصافات:102) وليس كل من رأى رؤيا كانت وحياً فالأنبياء معصومون في اليقظة والمنام وأنهم صلوات ربي وسلامه عليهم تنام أعينهم ولا تنام قلوبهم .
أقسام الرؤى :
الرؤى تكون على ثلاثة أقسام وهي :
1- رؤيا من الله . 2- رؤيا من حديث النفس . 3- رؤيا من الشيطان .
سئل فضيلة الشيخ ابن عثيمين رحمه الله تعالى: ما معنى قول النبي – صلى الله عليه وسلم – ( رؤيا المؤمن جزء من ستة وأربعين جزءاً من النبوة ) ؟ ومن الذي تصدق رؤياه ؟
فأجاب بقوله: معنى قوله – صلى الله عليه وسلم – ( رؤيا المؤمن جزء من ستة وأربعين جزءاً من النبوة ) أن رؤيا المؤمن تقع صادقة لأنها أمثال يضربها الملك للرائي، وقد تكون خبراً عن شيء واقع، أو شيء سيقع مطابقاً للرؤيا فتكون هذه الرؤيا كوحي النبوة في صدق مدلولها وإن كانت تختلف عنها ولهذا كانت جزء من ستة وأربعين جزءاً من النبوة وتخصيص الجزء بستة وأربعين جزءاً من الأمور التوفيقية التي لا تُعلم حكمتها كأعداد الركعات والصلوات .
وأما الذي تصدق رؤياه فهو الرجل المؤمن الصدوق إذا كانت رؤياه صالحة، فإذا كان الإنسان صدوق الحديث في يقظته وعنده إيمان وتقوى فإن الغالب أن تكون صادقة، ولهذا جاء الحديث مقيداً في بعض الروايات بالرؤيا الصالحة من الرجل الصالح، وفي صحيح مسلم من حديث أبي هريرة – رضي الله عنه – أن النبي قال: ‘‘ أصدقهم رؤيا أصدقهم حديثاً ’’.
ولكن ليعلم أن ما يراه الإنسان في منامه ثلاث أقسام :
القسم الأول:
رؤيا حق صالحة وهي التي أخبر النبي – صلى الله عليه وسلم – عنها، أنها جزء من ستة وأربعين جزءاً من النبوة، وغالباً ما تقع ولكن أحياناً يكون وقوعها على صفة ما رآه الإنسان في منامه تماماً، وأحياناً يكون وقوعها على صفة ضرب الأمثال في المنام، مثل ما رأى النبي عليه الصلاة والسلام قبيل غزوة أحد أن سيفه فيه ثلمة ورأى بقراً تنحر فكان الثلمة في سيفه استشهاد من استشهد من الصحابة رضي الله عنهم، لأن البقر فيه خيراً كثيراً والصحابة كانوا أهل علم ونفع للخلق .
القسم الثاني:
الحلم وهو ما يراه الإنسان في منامه مما يقع له في مجريات حياته، فإن كثيراً من الناس يرى في المنام ما تحدثه به نفسه في اليقظة وما جرى عليه في اليقظة وهذا لا حكم له .
القسم الثالث:
إفزاع من الشيطان، فإن الشيطان يصور للإنسان في منامه ما يفزعه من شيء في نفسه، أو ماله، أو في أهله، أو في مجتمعه، لأن الشيطان يحب إحزان المؤمنين كما قال تعالى: ( إِنَّمَا النَّجْوَى مِنَ الشَّيْطَانِ لِيَحْزُنَ الَّذِينَ آمَنُوا وَلَيْسَ بِضَارِّهِمْ شَيْئاً إِلَّا بِإِذْنِ اللَّهِ ) (المجادلة:10) فكل شيء ينكد على الإنسان في حياته ويعكر صفوه عليه فإن الشيطان حرص عليه سواء في يقظته أو في منامه لأن الشيطان عدو كما قال تعالى: ( إِنَّ الشَّيْطَانَ لَكُمْ عَدُوٌّ فَاتَّخِذُوهُ عَدُوّاً ) (فاطر:6)
وقد بينت لنا السنة الشريفة ما يستحب للإنسان فعله عند الرؤى وهي :
كما في حديث أبي قتادة قال : ( كنت أرى الرؤيا فتمرضني حتى سمعت رسول الله – صلى الله عليه وسلم – ( الرؤيا الصالحة من الله فإذا رأى أحدكم ما يحب فلا يحدث بها إلا من يحب، وإذا رأى ما يكره فليتفل عن يساره ثلاثاً وليتعوذ بالله من شر الشيطان وشرها ولا يحدث بها أحداً فإنها لن تضره ) .
فإذا رأى المسلم رؤيا حسنة أو صالحة يستحب له ما يلي :
1- أن يحمد الله عز وجل .
2- يعبرها لنفسه أو يخبر عالماً يعبرها له .
3- لا يخبرها إلا ناصحاً أو لبيباً أو حبيباً، ولا يخبر حاسداً والدليل عن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه قال: قال رسول الله –صلى الله عليه وسلم-: ( إذا رأى أحدكم رؤيا يحبها فإنما هي من الله فليحمد الله وليحدث بها )، وعن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله – صلى الله عليه وسلم – ( لا تقصوا الرؤيا إلا على عالم أو ناصح ) .
أما إذا رأى المسلم حلماً سيئا فيسن له ما يلي :
1- يبصق عن يساره ثلاثاً .
2- يستعيذ من الشيطان ثلاثاً .
3- يستعيذ بالله من شرها .
4- أن يقوم فيصلي .
5- يغير الجنب الذي هو نام عليه إذا أراد مواصلة النوم، ولو كان تحوله إلى الشمال لظاهر الحديث .
6- لا يخبر بها أحداً من الناس .
7- لا يفسرها لنفسه ولا يطلب تفسيرها.
والدليل :
عن جابر قال: قال رسول الله – صلى الله عليه وسلم –: ( إذا رأى أحدكم الرؤيا يكرهها فليبصق عن يساره ثلاثاً وليستعذ بالله من الشيطان ثلاثاً، وليتحول عن جنبه الذي كان عليه ) .عند مسلم وفي رواية ( وليتعوذ بالله من شرها فإنها لن تضره ) فقال: أي الراوي – إن كنت لأرى الرؤيا أثقل عليّ من جبل، فما هو إلا أن سمعت بهذا الحديث فما أباليها .
وكما في حديث أبي سعيد الخدري عند البخاري: ( إذا رأى أحدكم ما يكره فإنما هي من الشيطان فليستعذ من شرها ولا يذكرها لأحد فإنها لا تضره ) وفي حديث أبي هريرة – رضي الله عنه – أن النبي – صلى الله عليه وسلم – قال: ( فإن رأى أحدكم ما يكره فليقم فليصل ولا يحدث بها الناس ) . أخرجه مسلم .
ما ذكر في القرآن من الرؤى :
- رؤيا إبراهيم عليه السلام أنه يذبح ابنه : قوله تعالى :
( فَلَمَّا بَلَغَ مَعَهُ السَّعْيَ قَالَ يَا بُنَيَّ إِنِّي أَرَى فِي الْمَنَامِ أَنِّي أَذْبَحُكَ ) (الصافات:102) - رؤيا يوسف عليه السلام : قوله تعالى :
( إِذْ قَالَ يُوسُفُ لَأَبِيهِ يَا أَبَتِ إِنِّي رَأَيْتُ أَحَدَ عَشَرَ كَوْكَباً وَالشَّمْسَ وَالْقَمَرَ رَأَيْتُهُمْ لِي سَاجِدِينَ ) (يوسف:4) - رؤيا من كانا مع يوسف عليه السلام في السجن : قوله تعالى : ( وَدَخَلَ مَعَهُ السِّجْنَ فَتَيَانِ قَالَ أَحَدُهُمَا إِنِّي أَرَانِي أَعْصِرُ خَمْراً وَقَالَ الْآخَرُ إِنِّي أَرَانِي أَحْمِلُ فَوْقَ رَأْسِي خُبْزاً تَأْكُلُ الطَّيْرُ مِنْهُ ) (يوسف:36) - رؤيا ملك مصر : قوله تعالى : ( وَقَالَ الْمَلِكُ إِنِّي أَرَى سَبْعَ بَقَرَاتٍ سِمَانٍ يَأْكُلُهُنَّ سَبْعٌ عِجَافٌ وَسَبْعَ سُنْبُلاتٍ خُضْرٍ وَأُخَرَ يَابِسَاتٍ يَا أَيُّهَا الْمَلَأُ أَفْتُونِي فِي رُؤْيايَ إِنْ كُنْتُمْ لِلرُّؤْيا تَعْبُرُونَ ) (يوسف:43) - رؤيا النبي – صلى الله عليه وسلم – لعدد من المشركين : قوله تعالى :
( إِذْ يُرِيكَهُمُ اللَّهُ فِي مَنَامِكَ قَلِيلاً وَلَوْ أَرَاكَهُمْ كَثِيراً لَفَشِلْتُمْ ) (لأنفال:43)
والرؤيا الصادقة هي التي تطل بك على ما وراء واقعك مما لم يخطر في تصورك ثم تأتي الأحداث بها على الصورة التي رأيت وهي إلهامات يلهمها الله للروح عند تجردها من البدن وقت النوم فتارة يراها العبد على صورتها الخارجية الظاهرة كما في رؤيا الأذان، وتارة يضرب له فيها أمثال محسوسة ليعبر بها أمور معقولة أو محسوسة تشبهها كرؤيا ملك مصر ونحوها .
ما هي الرؤيا :
الرؤيا: هي ما يرى في المنام وجمعها رؤى .
وقد قال شيخ الإسلام – رحمه الله -: فصل في الكون يقظة ومنام ‘‘لما كانت الرؤيا بالعين للأشياء على وجهين’’ :
أحدهما: رؤية العين، وهي الرؤية مطلقة كما قال النبي – صلى الله عليه وسلم -: ‘‘إنكم ترون ربكم كما ترون الشمس والقمر’’ .
والثاني: رؤية المثال، وهي الرؤية في الماء أو المرآة وهي رؤية مقيدة . وهكذا القلب شأنه أن يبصر، كما قال تعالى:
( فَإِنَّهَا لا تَعْمَى الْأَبْصَارُ وَلَكِنْ تَعْمَى الْقُلُوبُ الَّتِي فِي الصُّدُورِ ) (الحج:46) فتارة يرى الشيء نفسه إذا كشف له وتارة يراه في قلبه الذي هو مرآته يقظة أو مناماً، كالرجل يرى الشيء في المنام ثم يكون إياه في اليقظة من غير تغيير .
وللقلب حالة ثالثة: كما للعين نظر في المنام وهي التي تقع لغالب الخلق . وهي أن يرى الرؤيا مثلاً مضروباً للحقيقة، لا يضبط رؤية الحقيقة بنفسها ولا بواسطة مرآة قلبه ولكن يرى ما له تعبير فيعبر به .
والرؤيا للأنبياء نوع من أنواع الوحي كما قال ابن عباس وعبيد بن عمير وقرأ:
( إِنِّي أَرَى فِي الْمَنَامِ أَنِّي أَذْبَحُكَ ) (الصافات:102) وليس كل من رأى رؤيا كانت وحياً فالأنبياء معصومون في اليقظة والمنام وأنهم صلوات ربي وسلامه عليهم تنام أعينهم ولا تنام قلوبهم .
أقسام الرؤى :
الرؤى تكون على ثلاثة أقسام وهي :
1- رؤيا من الله . 2- رؤيا من حديث النفس . 3- رؤيا من الشيطان .
سئل فضيلة الشيخ ابن عثيمين رحمه الله تعالى: ما معنى قول النبي – صلى الله عليه وسلم – ( رؤيا المؤمن جزء من ستة وأربعين جزءاً من النبوة ) ؟ ومن الذي تصدق رؤياه ؟
فأجاب بقوله: معنى قوله – صلى الله عليه وسلم – ( رؤيا المؤمن جزء من ستة وأربعين جزءاً من النبوة ) أن رؤيا المؤمن تقع صادقة لأنها أمثال يضربها الملك للرائي، وقد تكون خبراً عن شيء واقع، أو شيء سيقع مطابقاً للرؤيا فتكون هذه الرؤيا كوحي النبوة في صدق مدلولها وإن كانت تختلف عنها ولهذا كانت جزء من ستة وأربعين جزءاً من النبوة وتخصيص الجزء بستة وأربعين جزءاً من الأمور التوفيقية التي لا تُعلم حكمتها كأعداد الركعات والصلوات .
وأما الذي تصدق رؤياه فهو الرجل المؤمن الصدوق إذا كانت رؤياه صالحة، فإذا كان الإنسان صدوق الحديث في يقظته وعنده إيمان وتقوى فإن الغالب أن تكون صادقة، ولهذا جاء الحديث مقيداً في بعض الروايات بالرؤيا الصالحة من الرجل الصالح، وفي صحيح مسلم من حديث أبي هريرة – رضي الله عنه – أن النبي قال: ‘‘ أصدقهم رؤيا أصدقهم حديثاً ’’.
ولكن ليعلم أن ما يراه الإنسان في منامه ثلاث أقسام :
القسم الأول:
رؤيا حق صالحة وهي التي أخبر النبي – صلى الله عليه وسلم – عنها، أنها جزء من ستة وأربعين جزءاً من النبوة، وغالباً ما تقع ولكن أحياناً يكون وقوعها على صفة ما رآه الإنسان في منامه تماماً، وأحياناً يكون وقوعها على صفة ضرب الأمثال في المنام، مثل ما رأى النبي عليه الصلاة والسلام قبيل غزوة أحد أن سيفه فيه ثلمة ورأى بقراً تنحر فكان الثلمة في سيفه استشهاد من استشهد من الصحابة رضي الله عنهم، لأن البقر فيه خيراً كثيراً والصحابة كانوا أهل علم ونفع للخلق .
القسم الثاني:
الحلم وهو ما يراه الإنسان في منامه مما يقع له في مجريات حياته، فإن كثيراً من الناس يرى في المنام ما تحدثه به نفسه في اليقظة وما جرى عليه في اليقظة وهذا لا حكم له .
القسم الثالث:
إفزاع من الشيطان، فإن الشيطان يصور للإنسان في منامه ما يفزعه من شيء في نفسه، أو ماله، أو في أهله، أو في مجتمعه، لأن الشيطان يحب إحزان المؤمنين كما قال تعالى: ( إِنَّمَا النَّجْوَى مِنَ الشَّيْطَانِ لِيَحْزُنَ الَّذِينَ آمَنُوا وَلَيْسَ بِضَارِّهِمْ شَيْئاً إِلَّا بِإِذْنِ اللَّهِ ) (المجادلة:10) فكل شيء ينكد على الإنسان في حياته ويعكر صفوه عليه فإن الشيطان حرص عليه سواء في يقظته أو في منامه لأن الشيطان عدو كما قال تعالى: ( إِنَّ الشَّيْطَانَ لَكُمْ عَدُوٌّ فَاتَّخِذُوهُ عَدُوّاً ) (فاطر:6)
وقد بينت لنا السنة الشريفة ما يستحب للإنسان فعله عند الرؤى وهي :
كما في حديث أبي قتادة قال : ( كنت أرى الرؤيا فتمرضني حتى سمعت رسول الله – صلى الله عليه وسلم – ( الرؤيا الصالحة من الله فإذا رأى أحدكم ما يحب فلا يحدث بها إلا من يحب، وإذا رأى ما يكره فليتفل عن يساره ثلاثاً وليتعوذ بالله من شر الشيطان وشرها ولا يحدث بها أحداً فإنها لن تضره ) .
فإذا رأى المسلم رؤيا حسنة أو صالحة يستحب له ما يلي :
1- أن يحمد الله عز وجل .
2- يعبرها لنفسه أو يخبر عالماً يعبرها له .
3- لا يخبرها إلا ناصحاً أو لبيباً أو حبيباً، ولا يخبر حاسداً والدليل عن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه قال: قال رسول الله –صلى الله عليه وسلم-: ( إذا رأى أحدكم رؤيا يحبها فإنما هي من الله فليحمد الله وليحدث بها )، وعن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله – صلى الله عليه وسلم – ( لا تقصوا الرؤيا إلا على عالم أو ناصح ) .
أما إذا رأى المسلم حلماً سيئا فيسن له ما يلي :
1- يبصق عن يساره ثلاثاً .
2- يستعيذ من الشيطان ثلاثاً .
3- يستعيذ بالله من شرها .
4- أن يقوم فيصلي .
5- يغير الجنب الذي هو نام عليه إذا أراد مواصلة النوم، ولو كان تحوله إلى الشمال لظاهر الحديث .
6- لا يخبر بها أحداً من الناس .
7- لا يفسرها لنفسه ولا يطلب تفسيرها.
والدليل :
عن جابر قال: قال رسول الله – صلى الله عليه وسلم –: ( إذا رأى أحدكم الرؤيا يكرهها فليبصق عن يساره ثلاثاً وليستعذ بالله من الشيطان ثلاثاً، وليتحول عن جنبه الذي كان عليه ) .عند مسلم وفي رواية ( وليتعوذ بالله من شرها فإنها لن تضره ) فقال: أي الراوي – إن كنت لأرى الرؤيا أثقل عليّ من جبل، فما هو إلا أن سمعت بهذا الحديث فما أباليها .
وكما في حديث أبي سعيد الخدري عند البخاري: ( إذا رأى أحدكم ما يكره فإنما هي من الشيطان فليستعذ من شرها ولا يذكرها لأحد فإنها لا تضره ) وفي حديث أبي هريرة – رضي الله عنه – أن النبي – صلى الله عليه وسلم – قال: ( فإن رأى أحدكم ما يكره فليقم فليصل ولا يحدث بها الناس ) . أخرجه مسلم .
ما ذكر في القرآن من الرؤى :
- رؤيا إبراهيم عليه السلام أنه يذبح ابنه : قوله تعالى :
( فَلَمَّا بَلَغَ مَعَهُ السَّعْيَ قَالَ يَا بُنَيَّ إِنِّي أَرَى فِي الْمَنَامِ أَنِّي أَذْبَحُكَ ) (الصافات:102) - رؤيا يوسف عليه السلام : قوله تعالى :
( إِذْ قَالَ يُوسُفُ لَأَبِيهِ يَا أَبَتِ إِنِّي رَأَيْتُ أَحَدَ عَشَرَ كَوْكَباً وَالشَّمْسَ وَالْقَمَرَ رَأَيْتُهُمْ لِي سَاجِدِينَ ) (يوسف:4) - رؤيا من كانا مع يوسف عليه السلام في السجن : قوله تعالى : ( وَدَخَلَ مَعَهُ السِّجْنَ فَتَيَانِ قَالَ أَحَدُهُمَا إِنِّي أَرَانِي أَعْصِرُ خَمْراً وَقَالَ الْآخَرُ إِنِّي أَرَانِي أَحْمِلُ فَوْقَ رَأْسِي خُبْزاً تَأْكُلُ الطَّيْرُ مِنْهُ ) (يوسف:36) - رؤيا ملك مصر : قوله تعالى : ( وَقَالَ الْمَلِكُ إِنِّي أَرَى سَبْعَ بَقَرَاتٍ سِمَانٍ يَأْكُلُهُنَّ سَبْعٌ عِجَافٌ وَسَبْعَ سُنْبُلاتٍ خُضْرٍ وَأُخَرَ يَابِسَاتٍ يَا أَيُّهَا الْمَلَأُ أَفْتُونِي فِي رُؤْيايَ إِنْ كُنْتُمْ لِلرُّؤْيا تَعْبُرُونَ ) (يوسف:43) - رؤيا النبي – صلى الله عليه وسلم – لعدد من المشركين : قوله تعالى :
( إِذْ يُرِيكَهُمُ اللَّهُ فِي مَنَامِكَ قَلِيلاً وَلَوْ أَرَاكَهُمْ كَثِيراً لَفَشِلْتُمْ ) (لأنفال:43)
تعليق