كيف يحبك الله ؟
وفي المقابل لا تجد هذا الإنسان .. يحرص ، ويرغب ، ويبذل ، ويتعب ، و يضحي حتى يصل إلى محبة علام الغيوب ،مالك القلوب ،والذي عن طريقه يظفر بكل مطلوب ،بل لايرتقي حتى تصبح أمنيته الكبرى وغايته العظمى والتى يقدم فيها روحه رخيصه لينال شرف " محبة الله له "قال تعالى : {... يحبهم ويحبونه ... } .
· وحقيقة العبودية : الحب التام ، مع الذل التام ، والخضوع للمحبوب .
· الأسباب الجالبة للمحبة والموجبة لها :
ذكرها ابن القيم رحمه الله .. فتدبرها جيدا واعمل بها ، واحرص عليها .. ( باختصار )
1- قراءة القرآن والتدبر لمعانيه .
2- التقرب إلى الله تعالى بالنوافل بعد الفرائض .
3- دوام ذكره على كل حال .. باللسان والقلب والعمل والحال .. فنصيبه على قدر نصيبه من هذا الذكر.
· قال بعض السلف : علامة حب الله كثرة ذكره .. فإنك لن تحب شيئا إلا أكثرت من ذكره .
· وعن أبي بن كعب قال : من أكثر ذكر الله برئ من النفاق ، لأن المنافقين لا يذكرون الله إلا قليلاً .
4- إيثار مرضاته ومحابه على محابك عند غلبات الهوى .
5- مطالعة القلب لأسمائه وصفاته ومعرفتها .
6- مشاهدة بره وإحسانه ونعمه الظاهرة والباطنة .. فإنها داعية إلى محبته .
7- انكسار القلب بكليته بين يدي الله عز وجل .
8- الخلوة به لا سيما عند النزول الإلهي ، لمناجاته وتلاوة كتابه ، والوقوف بالقلب والتأدب بآداب العبودية بين يديه .. ثم ختم ذلك بالاستغفار والتوبة .
9- مجالسة المحبين الصادقين .. والتقاط أطايب ثمرات كلامهم .
1- مباعدة كل سبب يحول بين القلب وبين الله عز وجل .
فمن هذه الأسباب العشرة .. وصل المحبون إلى منازل المحبة .. ودخلوا على الحبيب .
· حكمة بليغة ..
قال ابن قدامة المقدسي رحمه الله : فلو أن الإنسان عرف كل شيء ولم يعرف الله سبحانه وتعالى ، كان كأن لم يعرف شيئا . وعلامة المعرفة .. الحب ، فمن عرف الله أحبه . وعلامة المحبة .. أن لا يؤثر عليه شيئا من المحبوبات ، فمن آثر عليه شيئا من المحبوبات فقلبه مريض .
· كان أبو بكر الصديق رضي الله عنه يقول : اللهم اجعل يوم سروري يوم لقائك .
المحـبة الصادقـة
· قال ابن القيم رحمه الله : أن يكون قلبه دائما في سفر إلى الله عز وجل ، وان كان مشغولا بظاهره .. وهذه الآثار تظهر في مواطن أربعة :
§ الموطن الأول : عند مضجعه .. وتفرغ حواسه وجوارحه عن الشواغل ، فانه لا ينام الا على ذكر من يحبه ..
انتبه : ( وليس على الفضائيات ، ولا على الأغاني الماجنة ، ولا المكالمات التافهة ) .
§ الموطن الثاني : عند استيقاظه من النوم .. فأول شيء يسبق إلى قلبه ذكر محبوبه ، فانه لما فارق محبوبه بالنوم فلما ردت إليه روحه رد إليه ذكر محبوبه فامتلأ قلبه به ، لان حب محبوبه في داخل قلبه .
§ الموطن الثالث : عند دخوله في الصلاة فإنها محك الأحوال ، وميزان الأعمال .. فانه لا شيء أطيب عند المحب من خلوته بمحبوبه ، ومناجاته ومثوله بين يديه وقد اقبل محبوبه بين يديه ..
· ميزان الصلاة ..
فالصلاة قرة عين المحبين .. وسرور أرواحهم ولذة قلوبهم ، فإذا قام إلى الصلاة هرب من سوى الله تعالى إليه واطمئن بذكره .. فلا يوزن إيمان العبد و محبته لله بمثل ميزان الصلاة .
- الموطن الرابع : عند الشدائد والأهوال .. فان القلب في هذا الموطن لا يذكر إلا أحب الأشياء إليه ولا يهرب إلا إلى محبوبه الأعظم عنده .
· انتبه ... لأمر خطير جدا : قال ابن القيم رحمه الله تعالى : يعرض على المرء عند الموت الشيء الذي كان يحبه ويكثر ذكره ، وربما خرجت روحه وهو يلهج بذكره .
· فمن كان مشغولا بالله وبذكره في حياته فلا بد أن يأتيه عند موته ..
· ومن كان في غفلة عنه في الدنيا .. فكيف يحصل له ذكره في تلك اللحظة الحرجة .. والله المستعان .. فان كنت ممن تذكر ربك وتحبه في هذه المواطن الأربعة ، فهذه علامة لصحة محبتك وإلا فاطلبها فإنك من المدعين فقط . اهـ بتصرف
· إيثار الخالق على المخلوق له علامات وصور :
1- إيثار رضاه على رضا غيره .
2- والخوف والرجاء والمحبة والذل له دون غيره .
3- والسؤال والطلب منه لا من غيره .
4- فعل ما يحبه الله إذا كانت النفس تكرهه .
5- و ترك ما يكرهه الله عز وجل إذا كانت النفس تحبه وتهواه .
وهذا الإيثار يرقي العبد بسرعة فائقة إلى الله ، وثمرته في العاجل والآجل .. لا تشبه ثمرة شيء من الأعمال .اهـ
· قال الإمام مالك رحمه الله تعالى : في قوله { إن كنتم تحبون الله } من أحب طاعة الله أحبه الله ، وحببه إلى خلقه .
· كيف تعرف أنك قريب من الله ؟
قال ابن القيم رحمه الله : على قدر قرب العبد من الله يكون اشتغاله بالله ..
انتبه .. انتبه .. وانظر في قلبك ونفسك وحياتك ووقتك وجوارحك ، هل أنت منشغل بطاعة الله وذكره ، وعبادته والتقرب إليه ، أم أنت منشغل بغيره من الأمور التافهة ؟!!
· قال بعض السلف : ادعى قوم محبة الله ، فأنزل الله آية المحنة { قل إن كنتم تحبون الله فاتبعوني يحببكم الله } .
· قال بعض المحبين : مساكين أهل الدنيا خرجوا من الدنيا وما ذاقوا أطيب ما فيها ، قالوا : وما أطيب ما فيها ؟ قال : محبة الله والأنس به ، والشوق إلى لقائه ، والإقبال عليه ، والإعراض عن ما سواه .
· قلوب المحبين :
- قال ابن الجوزي رحمه الله : قلوب المحبين مملوءة بذكر الحبيب ، إن نطقوا فبذكره ، وإن تحركوا فبأمره ، وإن فرحوا فلقربه.
- وقال رحمه الله كذلك : أبدان المحبين عند أهل الدنيا ، وقلوبهم عند الحبيب .
تعليق